المسالك والممالك

أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الفارسي الإصطخري

المسالك والممالك

المؤلف:

أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الفارسي الإصطخري


المحقق: الدكتور محمّد جابر عبد العال الحيني
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الهيئة العامة لقصور الثقافة
الطبعة: ١
ISBN: 977-305-734-8
الصفحات: ٢٣٦

إلى مرحلة من سجستان ، ويتشعب منه مقاسم الماء ، فأول نهر ينبثق منه نهر الطعام ، فيأخذ على الرساتيق حتى ينتهى إلى حدّ نيشك ، ثم يأخذ منه نهر باشتروذ (١) فيسقى رساتيق كثيرة ، ثم يأخذ منه نهر يسمى سناروذ فيجرى على فرسخ من سجستان ، وهو النهر الذي تجرى فيه السفن من بست إلى سجستان إذا امتد الماء ، ولا تجرى إليهم السفن إلا فى زيادة الماء ، وأنهار مدينة سجستان كلها من سناروذ ، ثم ينحدر فيأخذ منه نهر شعبه فيسقى مقدار ثلاثين قرية ، ثم يأخذ منه نهر يسمى مبلى ، فيسقى (٢) رساتيق كثيرة ، ثم يأخذ منه زالق فيسقى رساتيق كثيرة ، وما يبقى من هذا النهر يجرى فى نهر يسمى كزك (٣) ، وقد سكر هناك سكر يمنع الماء أن يجرى إلى بحيرة زره ، حتى (٤) يجيء المدّ ، فإذا جاءت أيام المد زال السكر ، ووقع فضل هذا النهر إلى بحيرة زره (٥) ، وعلى نهر هند مند على باب بست جسر من السفن ، كما يكون على أنهار العراق ، ويقع فى بحيرة زره الفاضل من وادى فره وغيره من تلك (٦) النواحى. ومن أنهار سجستان نهر فره يخرج من قرب الغور حتى يسقى تلك النواحى ، وتقع فضلته فى بحيرة زره ؛ ونهر نيشك يخرج من قرب الغور فيسقى تلك النواحى ، وقلّ ما يفضل منه لبحيرة زره.

وسجستان خصبة كثيرة الطعام والتمور (٧) والأعناب ، وأهلها ظاهر واليسار (٨) ، ويرتفع من مفازة سجستان فيما بينها وبين مكران غلة عظيمة من الحلتيت (٩) ، حتى إنه قد غلب على طعامهم ، ويجعلونه فى عامة أطعمتهم.

وبالس اسم الناحية ومدينتها سيوى ، غير أن الوالى مقيم بالقصر ، واسفنجاى أكبر من القصر ، ورخّج اسم الإقليم ومدينتها بنجواى ، ولها من المدن كهك ، ورخّج إقليم بين بلدى الدّاور وبين بالس ، وعامتها صواف (١٠) ، يرتفع لبيت المال منها مال عظيم ، ويتسع أهل تلك النواحى بغلاتها ، وهى على غاية الخصب والسعة ؛ وبلاد الدّاور إقليم خصب وهو ثغر للغور ، وبغنين وخلج وبشلنك وخاش وليس عليها سور ولها قلعة ، وبلد الدّاور اسم الإقليم ومدينتها تلّ ، ولها من المدن درغش ، وهما على مجرى هندمند على الشط ، غير أن بغنين وخلج وكابل والغور وهذه النواحى ـ بعض هؤلاء قد أسلموا ، وبعضهم مسالمون ، وهى من الصرود ؛ والخلج صنف من الأتراك ، وقعوا فى قديم الأيام إلى الأرض التى بين الهند ونواحى سجستان فى ظهر الغور ، وهم أصحاب نعم ، على خلق الأتراك وزيهم ولسانهم. وأما بست فإنها مدينة ليس فى أعمال سجستان بعد زرنج أكبر منها ، إلا أنها وبيّة ، وزيهم زى أهل (١١) العراق ، يرجعون إلى مروّة ويسار ، وبها متاجر إلى بلد الهند والسند ، وبها نخيل وأعناب ،

__________________

(١) فى ا : باشيدروذ

(٢) هذه العبارة ساقطة من ا ، ج

(٢) هذه العبارة ساقطة من ا ، ج

(٣) هذه العبارة أيضا ساقطة من ا

(٣) هذه العبارة أيضا ساقطة من ا

(٤) فى ا : من أنهار تلك النواحى

(٥) فى ا : الثمار

(٦) فى ا : الفساد

(٧) فى أقرب الوارد هو صمغ الانجذان وهو نبات يعرف باسم (أبو كبير) يتخذ منه نوع من المخدر للاضطرابات العصبية

(٨) الصافية من الأرض التى جلا عنها أهلها بالموت وأصبح لا وارث لهم وجمعها الصوافى

(٩) زيادة عن ا

١٤١

وهى خصبة جدا. وأما القرنين فإنها مدينة صغيرة لها قرى ورساتيق ، وهى على مرحلة من سجستان عن يسار الذاهب إلى بست ، على فرسخين من سروزن ، منها الصفّارون الذين تغلبوا على فارس وكرمان وخراسان وسجستان ، وكانوا أربعة أخوة ـ يعقوب وعمرو وطاهر وعلى بنو الليث ، فأما طاهر فإنه قتل بباب بست ، وأما يعقوب فإنه مات بجنديسابور بعد رجوعه من بغداد وقبره هناك ، وأما عمرو بن الليث فإنه قتل ببغداد وقبره هناك ، وأما على بن الليث فكان استأمن إلى رافع بجرجان ، ومات بدهستان وقبره هناك ، ويعقوب كان أكبرهم (١) وكان غلاما لبعض الصفّارين ، وأما عمرو فإنه كان مكاريا ، وبلغنى أنه كان فى بعض أيامه بنّاء ، وكان على بن الليث أصغرهم سنا ، وكان السبب فى خروجهم وارتفاع أمرهم أن خالا لهم يسمى كثير بن رقّاق ، كان قد تجمّع إليه جمع فى وجوه الخوارج ، فحوصر فى قلعة تسمى قفيل ، وتخلّص هؤلاء ووقعوا إلى أرض بست ، وكان بتلك الناحية رجل عنده جمع كثير ، يظهرون الحسبة فى الغزو وقتال الخوارج يسمى درهم بن نصر ، فصار هؤلاء الأخوة فى جملة أصحابه فقصدوا سجستان ، والوالى بها إبراهيم بن الحسين من قبل الطاهرية وكان فى ضعف ، فنزل على باب المدينة ، وكان درهم بن نصر هذا يظهر أنه من المطّوعة ، وأنه قاصد لقتال الشراة محتسبا ، فاستمال العامة حتى مالوا إليه ، ودخل المدينة وخرج منها واليها إلى بعض النواحى فتمكّنوا من البلد ، وقاتلوا الشراة ، وكان للشراة رئيس يعرف بعمّار بن ياسر ، فانتدب لقتاله يعقوب ، فقاتله وقتل عمارا ، وكان لا يحزبهم أمر شديد إلا انتدب له يعقوب ، فكان يرتفع ذلك الأمر له على ما يحبه ، فاستمال أصحاب درهم بن نصر إليه (٢) حتى قلّدوه الرياسة ، وصار الأمر له ، وكان درهم بن نصر بعد ذلك من جملة أصحابه ، وما زال محسنا إلى درهم بن نصر حتى استأذنه فى الحج ، وأقام ببغداد مدة ثم رجع رسولا من أمير المؤمنين إليهم فقتله. واستفحل أمرهم بعد ذلك حتى استولوا على سجستان (٣) وما يتصل بها من أطراف السند والهند ، ومهدّوا تلك الثغور ، وأسلم على يدى يعقوب خلق منهم ، ثم استولى بعد ذلك على كرمان وفارس وخوزستان وبعض العراق وعلى خراسان (٤).

وأما الطاق فإنها مدينة على مرحلة من زرنج ، تكون على ظهر الجائى من سجستان إلى خراسان ، وهى مدينة صغيرة ولها رستاق (٥) ، وبها أعناب كثيرة يتسع بها أهل سجستان وخواش هى من قرنين على مرحلة عن يسار الذاهب إلى بست ، وبينها وبين الطريق نحو نصف فرسخ ، وهى أكبر من قرنين ، وبها نخيل وأشجار ، وبها وبالقرنين مياه جارية وقنى ، وأما فره فإنها مدينة أكبر من هذه المدن ، ولها رستاق يشتمل على نحو من ستين قرية ، وبها نخيل وفواكه وزروع ، وعليها نهر فره وأبنيتها (٦) طين ، وهى فى أرض سهلة. وجزه متصلة

__________________

(١) العبارة فى ا : وأما يعقوب فكان أكبرهم سنا

(٢) زيادة عن ا

(٣) هذه العبارة فى ا : ... استولوا على فارس وكرمان وخراسان وخوزستان وبعض العراق. وهذا النص متفق مع ابن حوقل ص ٣٠٣ بعد إسقاط كلمة خراسان.

(٣) هذه العبارة فى ا : ... استولوا على فارس وكرمان وخراسان وخوزستان وبعض العراق. وهذا النص متفق مع ابن حوقل ص ٣٠٣ بعد إسقاط كلمة خراسان.

(٤) فى ا : رساتيق

(٥) من هذه الكلمة إلى فره فى الصفحة التالية ساقط من ا

١٤٢

بعمل فره ، عن يمين الذاهب من سجستان إلى خراسان ، على نحو من مرحلة ، وهى مدينة صغيرة نحو القرنين ، ولها قرى ورستاق (١) وهى خصبة ، وماؤها من القنىّ (٢) ، وأبنيتهم من طين. وسروان مدينة صغيرة نحو القرنين ، إلا أنها أعمر من القرنين ، وبها فواكه كثيرة ونخيل وأعناب ، وهى من بست على نحو مرحلتين ؛ إحدى المنزلتين تسمى فيروزقند ، والأخرى هى سروان على طريق بلدى الدّوار. وصالقان من بست على مرحلة ؛ وبها فواكه ونخيل وزروع ، وأكثر أهلها حاكة ، وماؤهم من أنهار ، وبناؤهم من طين ، وهى نحو القرنين فى الكبر. وروذان هى أصغر من القرنين ، وهى بقرب فيروزقند عن يمين الذاهب إلى رخّج ، وأكثر غلاتها الملح ؛ ولهم مع ذلك زروع وفواكه ومياه جارية.

وأما المسافات بها فإن الطريق من سجستان إلى هراة أوّل مرحلة تسمى كركوية على ٣ فراسخ ، ومنها إلى بشتر ٤ فراسخ ، ويعبر على قنطرة يجرى فيها ما فضل من مياه هندمند ؛ ومن بشتر إلى جوين مرحلة ؛ ومن جوين إلى بست مرحلة ، ومن بست إلى كنجر مرحلة ، ومن كنجر إلى سرشك مرحلة ، ومن سرشك إلى قنطرة وادى فره مرحلة ، ومن قنطرة الوادى إلى فره مرحلة ، ومن فره إلى دره مرحلة ، ومن دره إلى كوستان ـ وهى آخر عمل سجستان ، ومن كوستان إلى خاستان (٣) ـ وهى من الأسفزار مرحلة ، ومن خاستان إلى قناة سرى مرحلة ، ومن قناة سرى إلى الجبل الأسود مرحلة ، ومن الجبل الأسود إلى جامان مرحلة ، ومن جامان إلى هراة مرحلة.

وأما الطريق من سجستان إلى بست فأول مرحلة إلى زانبوق ، ومن زانبوق إلى سروزن ـ قرية عامرة سلطانية ـ مرحلة ، ومن سروزن إلى حرورى ـ قرية عامرة سلطانية ، وبينهما نهر نيشك وعليها قنطرة معقودة من آجر ـ مرحلة ، ومن حرورى إلى دهك ، والمنزل رباط من حدّ دهك ومن هذا الرباط المفازة ، فمنزل منها رباط يسمى آب شور ، ومن آب شور إلى رباط كرودين ، ومن رباط كرودين إلى رباط قهستان (٤) ، ومن رباط قهستان إلى رباط عبد الله ، ومن رباط عبد الله إلى بست ، ومن رباط دهك إلى فرسخ من بست كلها مفازة.

وأما الطريق من بست إلى غزنة : فإنّ من بست إلى رباط فيروزقند منزل ، ومنه إلى رباط ميغون منزل ، ومنه إلى رباط كبير (٥) منزل ، ثم إلى مدينة الرخّج المسماة بنجواى منزل ، ومنها إلى تكين (٦) أباذ منزل ، ثم إلى خرسانه (٧) منزل ، ثم إلى رباط سراب منزل ، ثم إلى الأوقل (٨) ـ وهو رباط ـ منزل ، ثم إلى رباط

__________________

(١) فى ا : رساتيق

(٢) في ا. العين

(٣) فى أحسن التقاسيم للمقدسى ص ٣٥٠ : جاشان

(٤) فى ا : هفتسان

(٥) فى أحسن التقاسيم للمقدسى ص ٣٤٩ كشر

(٦) كذلك فى ابن حوقل وفى أحسن التقاسيم للمقدسى ٣٤٩. بكراباذ

(٧) فى ا : خرساه وفى أحسن التقاسيم للمقدسى ص ٣٤٩. خرساد

(٨) فى ا. أوقرقرهون

١٤٣

جنكل (١) أباذ منزل ؛ ثم إلى قرية غرم منزل ، ثم إلى قرية خاست منزل ، ثم إلى قرية جومة منزل ، ثم إلى خابسار (٢) منزل ، وهو أول حدّ غزنة ، ثم إلى قرية خشباجى ، ثم إلى رباط هزار منزل ، وهى قرية عامرة ، ثم إلى غزنة منزل.

ومن سجستان إلى بالس طريق على المفازة تأخذ من مدينة الرخّج المسماة بنجواى إلى رباط الحجرية منزل ، ثم إلى رباط جنكى منزل ، ثم إلى رباط بر منزل ، ثم إلى رباط اسفنجاى منزل. وأما الطريق من سجستان إلى كرمان وفارس فإن أول منزل (٣) من سجستان خاوران ، والثانى رباط يسمى دارك ، ومن دارك إلى برين منزل ، ومنه إلى كاونيشك منزل ، وهما رباطان ، ثم إلى رباط الناسى منزل (٤) ، ثم إلى رباط القاضى منزل ، ثم إلى رباط كرامخان (٥) منزل ، ثم إلى سنيج منزل ، وسنيج مدينة من كرمان. وحدّ سجستان إذا جزت كاونيشك بينها وبين كندر رباط بناه عمرو ، وهذا المكان يعرف بقنطرة كرمان ، وليس هناك قنطرة ، ولكن تسمى كذلك.

وسائر المسافات بسجستان : من سجستان إلى جزه ٣ مراحل ، وهى بين فره (٦) والقرنين ، وبينها وبين فره أيضا مرحلتان ، وبين نه وفره نحو مرحلة راجحة ، وهى بحذائها مما يلى المفازة ، وبين كش وبين سجستان ٣٠ فرسخا فيما يل حدّ كرمان ، والطاق على طريق كش على ٥ فراسخ ، وخواش على نحو فرسخ من طريق بست ، وبينه وبين القرنين منزل ، ومن بست إلى سروان مرحلتان على طريق بلد الدّاور ، ثم تعبر هندمند على مرحلة من سروان فتدخل تلّ ، وتمضى مرحلة إلى درغش على شط هندمند ، كلاهما من جهة واحدة ، ومن تلّ إلى بغنين يوم فى قبلىّ تلّ ، وبشلنك فى جنوبىّ بغنين ، وبنجواى على ظهر غزنة ، وبينها وبين كهك مقدار فرسخ عن غربى بنجواى ، ومن بنجواى إلى إسفنجاى ٣ مراحل ، والقصر بحذائها وبينهما فرسخ ، ومن اسفنجاى إلى سيوى مرحلتان.

__________________

(١) فى أحسن التقاسيم للمقدسى ص ٣٥٠ خنكل بالخاء

(٢) فى أحسن التقاسيم للمقدسى ص ٣٥٠ خايسار

(٣) هكذا فى ا وفى ، C D E التى من مخطوطات دى جويه ، وفى م : حدّ ينزل

(٤) زيادة عن ا

(٥) فى ا. كرعان وربما كانت العين تحريف الميم والخاء

(٦) فى ا : جزه

١٤٤

ذكر خراسان

وأما خراسان (١) فإنها تشتمل على كور ، وهو اسم الإقليم ، والذي يحيط بها من شرقيّها نواحى سجستان وبلد الهند ، لأنّا ضممنا إلى سجستان ما يتصل بها من ظهر الغور كله إلى الهند ، وجعلنا ديار خلج فى حدود كابل ووخّان فى ظهر الختّل كله وغير ذلك من نواحى بلد الهند ، وغربيّها مفازة الغزيّة ونواحى جرجان ، وشماليّها ما وراء النهر وشىء من بلد الترك يسير على ظهر الختّل ، وجنوبيّها مفازة فارس وقومس ، وضممنا قومس إلى نواحى جبال الديلم مع جرجان وطبرستان والرىّ وقزوين وما يتصل بها ، وجعلنا ذلك كله إقليما واحدا ، وضممنا الختّل إلى ما وراء النهر ، لأنها بين نهر وخشاب وجرياب ، وضممنا خوارزم إلى ما وراء النهر لأن مدينتها وراء (٢) النهر ، وهى أقرب إلى بخارى منها إلى مدن خراسان ؛ وبخراسان فيما يلى المشرق زنقة ، فيما بين مفازة فارس وبين هراة والغور إلى غزنة ، ولها زنقة فى المغرب من (٣) حدّ قومس إلى أن يتصل بنواحى فراوة ، فتقصر هاتان الزنقتان عن تربيع سائر خراسان ، وفيها من حدّ جرجان وبحر الخزر إلى خوارزم تقويس على العمارة.

وأما كور خراسان التى تجمع على الأعمال وتفرق فإن أعظمها نيسابور ومرو وهراة وبلخ ، وبخراسان كور دونها فى الكبر (٤) ، فمنها قوهستان وطوس ونسا وأبيورد وسرخس وأسفزار وبوشنج وباذغيس وگنج رستاق ومرو روذ وجوزجان وغرج الشّار والباميان وطخارستان وزمّ وآمل ؛ وأما خوارزم فإنا نذكرها فيما وراء النهر ، لأن مدينتها وراء النهر (٥) ، وهى إلى مدن ما وراء النهر على السمت أقرب منها إلى مدن خراسان ، ولنيسابور كور لم نفردها لأنها مجموعة إليها فى الأعمال ، سنذكرها فى صفة نيسابور ، وأفردنا طخارستان عن بلخ وإن كانت مجموعة إليها ، لأنها مفردة فى الذكر والدواوين فيقال بلخ وطخارستان ، وليس فى تفريقنا هذه الكور وجمعها درك أكبر من استيعابها ، وتأليفها فى الصور ، ومعرفة مكان كلّ شىء منها فى صورة خراسان.

فأمّا نيسابور فهى أبر شهر ، وهى مدينة فى أرض سهلة ، أبنيتها طين ، وهى مفترشة البناء ، ومقدار عرصتها (٦) نحو فرسخ فى فرسخ ، ولها مدينة وقهندز (٧) وربض ، وقهندزها ومدينتها عامرتان ، ومسجد جامعها فى الربض

__________________

(١) فى اللغة الفارسية القديمة ـ فيما يفسرون ـ هى البلاد الشرقية

(٢) فى م. ما وراء بزيادة ما والتصويب عن ا ، C D

(٣) فى ا. فى حدّ قومس فى المغرب

(٤) فى ا. فى الصغر وكذلك C D

(٥) هذه العبارة غير موجودة فى ا ، ويبدو أنها زائدة وإضافة من الناسخ.

(٦) فى ا. ومقدارها فى العرض

(٧) القلعة

١٤٥

بمكان يعرف بالمعسكر ، ودار الإمارة بمكان يعرف بميدان الحسين (١) ، والحبس عند دار الإمارة وبين الحبس ودار الإمارة وبين المسجد الجامع نحو فرسخ ، ودار الإمارة من بناء عمرو بن الليث ، وللقهندز بابان ، وللمدينة أربعة أبواب : أحدهما يعرف بباب رأس القنطرة ، والثانى بباب سكة معقل ، والثالث بباب القهندز ، والرابع بباب قنطرة تكين (٢) ، وقهندزها خارج عن مدينتها ، ويحيط بالمدينة والقهندز جميعا الربض ، وللربض أبواب ، فأما الباب الذي يخرج منه إلى العراق وجرجان فإنه يعرف بباب القباب ، والباب الذي يخرج منه إلى بلخ وما وراء النهر فإنه يعرف بباب جنك ، والباب الذي يخرج منه إلى فارس وقوهستان فإنه يعرف بباب أحوص آباذ ، والباب الذي يخرج منه إلى طوس ونسا عدة أبواب : فمنها باب سوخته ، وباب يعرف بسر شيرين وغيرهما ؛ وأما أسواقها فإنها خارجة من المدينة والقهندز فى الربض ، وأعظم (٣) أسواقها سوقان : إحداهما تعرف بالمربّعة الكبيرة والأخرى بالمربّعة الصغيرة ، وإذا أخذت من المربّعة الكبيرة نحو المشرق فالسوق يمتد إلى أن تجاوز المسجد الجامع ، وإذا أخذت من المربّعة نحو المغرب فالسوق يمتد إلى أن تجاوز المربّعة (٤) الصغيرة ، وإذا أخذت من المربعة نحو الجنوب فالسوق ممتدة إلى قرب مقابر الحسين (٥) ، ويمتد السومن المربعة فى شماليتها حتى ينتهى إلى راس القنطرة ، والمربعة الصغيرة بقرب ميدان الحسين جنب دار الإمارة ، وأكثر مياهها قنىّ تخرج تحت مساكنهم وتظهر خارج البلد فى ضياعهم ، ولها قنىّ تظهر فى البلد ، وتجرى فى دورهم وبساتينهم داخل البلد وخارجا عنه ، ولهم نهر كبير يعرف بوادى سغاور (٦) ، يسقى منه بعض البلد (٧) ورساتيق كثيرة ، وعلى هذا الوادى قوّام ، وليس لهم فى البلد نهر أعظم منه ، وليس بخراسان مدينة أصح هواء ولا أكبر من نيسابور ، ويرتفع منها من أصناف ثياب القطن والابريسم ما ينقل إلى سائر بلدان الإسلام وبعض بلاد الشرك لكثرتها وجودتها ؛ ولنيسابور حدود واسعة ورساتيق عامرة ، ولها مدن منها البوزجان (٨) ومالن المعروف بكواخرز وجايمند وسلومك وسنكان وزوزن وكندر وترشيز وخان روان (٩) وأزاذوار وخسرو كرد وبهمنا باذ ومزنيان وسابزوار (١٠) وديواره ومهرجان واسفرائين وخوجان ورزيلة ؛ وإن جمعنا طوس إلى نيسابور فمن مدنها : الرّاذكان والطّابران وبزديغرة (١١) والنّوقان ، التى بها قبر

__________________

(١) فى م. الحسينين ويؤيد ا ابن حوقل ص ٣١١ ، فى ب ، ج : الحسنى

(٢) فى ا. درمكين ، فى ب ، ج درمنكين

(٣) فى ا. وخيرة

(٤) فى ا. إلى أن تجاوز مقابر معمر

(٥) فى م : الحسينيين والتصويب عن ا ويؤيده ابن حوقل ص ٣١١

(٦) فى ا. شغاود

(٧) فى ا. البلاد

(٨) عرفت فيما بعد باسم جام

(٩) ربما كانت بجستان. إذ يقول ياقوت فى معجم البلدان عنها إنها من قرى نيسابور ، ويضاف إلى هذا أيها فى المنطقة وقريبة من ترشيز

(١٠) هى بيهق

(١١) فى م : بزدغور والتصحيح عن ياقوت فى معجم البلدان

١٤٦

على بن موسى الرضا عليه‌السلام وقبر هارون الرشيد ، ومنها يرتفع البرام (١) ؛ وقبر الرضا من المدينة على نحو ربع فرسخ بقرية يقال لها سناباذ ، وفى جبال نيسابور وطوس يكون الفيروزج ، وكانت دار الامارة بخراسان بمرو وبلخ إلى أيام الطاهريّة ، فنقلوها إلى نيسابور فعمرت وكبرت وكثر مالها من توطّنهم إياها (٢).

وأما مرو فانها تعرف بمرو الشاهجان ، وهى قديمة البناء ، يقال إن قهندزها من بناء طهمورث ، وأن المدينة القديمة من بناء ذى القرنين ، وهي فى أرض مستوية بعيدة عن الجبال ، لا يرى منها جبل وليس فى شىء من حدودها جبل ، وأرضها سبخة كثيرة الرمال ، وأبنيتها طين ، وفيها ثلاثة مساجد للجمعات (٣) ، أما أول مسجد أقيمت فيه الجمعة فمسجد بنى من داخل المدينة فى أول الإسلام ، فلما كثر الإسلام بنى المسجد المعروف بالمسجد العنيق على باب المدينة ، ويصلى فيه أهل الحديث ، وتركت الجمعات (٤) فى المسجد الأول ، ويعرف بمسجد بنى ماهان ، ثم بنى بعد ذلك المسجد الذي على ماجان ، ويذكر أن ذلك المسجد والسوق ودار الامارة من بناء أبى مسلم ، ودار الامارة على ظهر هذا المسجد ، وفى هذه الدار قبّة بناها أبو مسلم كان يجلس فيها ، وإلى هذه الغاية يجلس فى هذه القبّة أمراء مرو ، وهى قبة من آجر ، وسعة هذه القبة خمسون ذراعا فى خمسين ذراعا مسطّحة الظهر ، وفى القباب من داخل نصبة السطح (٥) ، وللقبة أربعة أبواب كلّ باب إلى إيوان ، سمك كلّ إيوان .... (٦) ، وبين يدى كلّ إيوان صحن مربع ، والقهندز فى الكبر مثل مدينة إلا أنه خراب ، وهو مرتفع ، وعلى ارتفاعه قد سيقت إليه قناة ماء جار إلى يومنا هذا ، وربما زرع عليه مباطخ ومباقل وغير ذلك ؛ وأما أسوقها فإنها فى القديم كانت على باب المدينة حيث (٧) المسجد العتيق ، فانتقلت فى أيام أبى مسلم إلى ماجان ، وأسواقها من أنظف أسواق الأمصار ، ومصلى العيد فى محلّة راس الميدان فى مربّعة أبى الجهم (٨) ، ويطوف (٩) بهذا المصلى من جميع وجهاته البنيان والعمارات ، وهو بين نهر هرمز فرّه وماجان ؛ وأرباع البلد معروفة الحدود ، ولأرباعه أنهار معروفة فمنها نهر هرمز فرّه ، وهو نهر عليه أبنية كثيرة من البلد ، وهو مما يلى سرخس فى أول ما يدخل الداخل من سرخس ، وهي أبنية كثيرة كان الحسين بن طاهر بنى فيها تلك الأبنية ، وأراد أن ينقل إليها السوق ودار الإمارة ،

__________________

(١) نوع من الجرار

(٢) تزيدا : حتى انتابها الكتاب والأدباء لمقامهم بها وقد أخرجت نيسابور من العلماء ما قد اشتهر وذكر ممن يكثر عددهم.

وهذه الزيادة لها شبيه مقابل فى كتاب ابن حوقل ص ٣١٤

(٣) فى م : الجماعات والتصويب عن ا ، D

(٤) فى م : الجماعات

(٥) هكذا فى ا ولم يتعرض لهذه التفاصيل غير الاصطخرى وفي م كالآتى : وسعة هذه القبة خمسة وخمسون ذراعا ، وتنص لها من داخل نصية السطح. هذا وفى ج : وسعة هذه القبة (ولم يذكر المساحة)

(٦) بياض في ا أيضا وفى ب ، ج كما هو فى م

(٧) م : جنب والتصويب عن ا

(٨) فى ا : جهم بدون أل

(٩) فى م : يطيف والتصويب عن ا

١٤٧

ومن هذا النهر شرب محلّة راس الشّاباى (١) ، الذي فيه دور الشيخ الجليل أبى الفضل محمد بن عبيد الله (٢) ، ومنها نهر يعرف بالماجان وعليه دار الإمارة والأسواق (٣) والمسجد الجامع المحدث والحبس ، وعلى هذا النهر دار آل أبى النجم مولى آل أبى معيط ، وهي الدار التى فيها القبّة التى صبغ فيها سواد دعوة بنى العباس ، والقبة باقية إلى اليوم (٤) ، ومنها نهر يعرف بالرّزيق ومجراه على باب المدينة ، ومن هذا النهر يشرب أهل المدينة بسياق من هذا النهر إلى حياض فيها ، وعلى هذا النهر المسجد العتيق ، ومن أسفل هذا النهر قصور آل خالد بن أحمد ابن حمّاد ، الذي كان على إمارة بخارى ، ومنها نهر يعرف بأسعدى الخراسانى ، وعليه شرب محلّة باب سنجان وبنى ماهان وغيرها ، وعلى هذا النهر كانت دور مرزبان (٥) مرو ، فهذه أنهار مرو التى عليها محالّ البلد وأبنيتها ، وعلى هذه الأبنية سور يحيط بها وبهذه الأربعة أنهار ، ويحيط بهذه المدينة ورساتيقها سور آخر ، يشتمل على جميع رساتيقها يعرق بالراى ، وترى آثار هذا السور إلى هذه الغاية ، وللمدينة الداخلة أربعة أبواب : فمنها باب يعرف بباب المدينة مما يلى المسجد الجامع ، وباب يسمى باب سنجان ، وباب يسمى باب بالين ، وباب درمشكان ومن هذا الباب يخرج إلى ما وراء النهر ، وعلى هذا الباب كان (٦) مسكن المأمون ومضربه ، أيام مقامه بمرو إلى أن انتهت الخلافة إليه.

ولمرو نهر عظيم تتشعب هذه الأنهار كلها وأنهار الرساتيق منه ، ومبتدؤه من وراء الباميان ويعرف هذا النهر بمرغاب (٧) وتفسيره مرو آب (٨) أى ماء مرو ، ومن الناس من يزعم (٩) أن النهر منسوب إلى مكان يخرج منه الماء يسمى مرغاب ، ومنهم من يقول تفسير مرغ أجمة (١٠) ، ومجرى هذا النهر على مروروذ وعليه ضياعهم ، وأول حدّ هذا النهر من عمل مرو كوكين بين خوزان والقرينين ، فخوزان من مرو الروذ والقرينين من مرو ، ومقاسم هذا الماء من زرق ـ قرية بها مقسم ماء مرو (١١) ، وقد جعل لكل محلّة وسكّة من هذا النهر نهر صغير ، عليه ألواح خشب فيها ثقب (١٢) يتساوى بها الناس فى تناول حصصهم من الماء ، فإن زاد أخذ كل شرب نصيبه من الزيادة ، وكذلك إذا نقص (١٣) ، ويتولى هذا الماء أمير على حدة ، وهو أجلّ من والى المعونة ، بلغنى أنه يرتزق على هذا الماء

__________________

(١) فى ا. الشيباى (٢) ا : عبد الله

(٣) زيادة عن ا

(٤) فى ا. باقية إلى الآن وهي للشيخ الجليل أبى الفضل

(٥) حكام مرو (٦) زيادة عن ا

(٧) يسميه المقدسى فى أحسن التقاسيم ص ٣٣٠ : نهر المروين

(٨) زيادة عن ا

(٩) فى ا : يقول

(١٠) فى ا : مرغ اجه

(١١) فى ا : مروروذ

(١٢) قال المقدسى فى أحسن التقاسيم ص ٣٣٠ ص ٣٣١ (وقد أقيم لوح فيه شق على طوله فى عرض شعيرة ، ربما علا الماء فبلغ طوله فى اللوح ستين شعيرة فتكون سنة خصبة ، ويستبشر الناس بذلك ورفعت المقادير ، وإذا كانت ست شعيرات كانت سنة قحط ؛ وموضوع مقياسهم على فرسخ من المدينة شبه حوض مستدير ... ثم ينفذون الرسل إلى جميع المتولين شعب الأنهار فيقسمون الماء على ذلك المقدار).

(١٣) فى ا : ألواح خشب فيها ثقب مدورة لا يترك أحد أن يزيد فيه ويأتى كل قوم من شربهم بمقدار إن زاد الماء دخل فى ثقب الزيادة عليهم وإن نقصوا كلهم لا إيثار لقوم على قوم. وهذا النص قريب الشبه بنص ابن حوقل ص ٣١٥

١٤٨

زيادة على عشرة آلاف رجل ، لكلّ واحد منهم على هذا الماء عمل. وكانت مرو معسكر الإسلام فى أوّل الإسلام ، وفيها استقامت مملكة فارس للمسلمين ، لأن يزدجرد ملك الفرس قتل بها فى طاحونة زرق ، ومنها ظهرت دعوة (١) بنى العباس ، وفى دار آل أبى النجم المعيطى صبغ أول سواد لبس المسوّدة ، وفيها جاءت المأمون الخلافة وظهر على أخيه محمد بن زبيدة ، ومنها عامة قواد الخلافة وكتّابها بالعراق وولاة خراسان ، ومنها أئمة من الفقهاء وأهل الأدب معروفون ، ولو لا أنّا بنينا كتابنا على التجوّز (٢) ـ وأنّ الذي تركنا شرحه هو معروف فى الأخبار والكتب المؤلفة ـ لشرحنا من طبقات الناس وسائر ما أجملنا ذكره ؛ وفى أيام العجم كانوا مقدّمين من بين نواحى أبرشهر فى الطبع والتأدّب ، حتى كان طبيبهم المعروف ببرزويه مقدما على سائر أطباء العجم ، وملهيهم المعروف بالباربد مقدما على سائر من صاغ الألحان وتعاطى الملاهى ، ثم هى من أطيب بلاد خراسان أطعمة ؛ أما خبزهم فليس بخراسان أنظف خبزا وألذ طعما منه ، حتى إنّ اليابس من فواكهها من الزبيب وغير ذلك يفضّل على سائر الأماكن ، وإنما يذكر من هراة الكثرة ، وأنه يكثر فى الآفاق ، فأما الطعم والجودة فإن المروزىّ يفضله ، ومن صحة فواكههم أن البطيخ يقدّد ويحمل إلى الآفاق (٣) ، ولم أعلم هذا يمكن ببلد غيره. وبلدهم من النظافة وحسن الترصيف وتقسيم الأبنية والمحالّ فى خلال الأنهار والغروس وتمييز أهل كل سوق من غيره بحيث يفضل سائر مدن خراسان فى حسنه ؛ وفى مفازتهم يكون الأشترغاز الذي يحمل إلى سائر الدنيا ، ويرتفع من مرو الابريسم والقزّ الكثير ، وبلغنى أن أصل الابريسم بجرجان وطبرستان إنما نقل فى القديم من مرو (٤) ، وربما حمل من بزر دود القز منها إلى طبرستان ، ومنها يرتفع القطن الذي ينسب إليه القطن اللّين والثياب التى تجهّز إلى الآفاق ؛ ولها منابر قديمة وحديثة (٥) ، فبمرو منبران ، وبكشميهن منبر ، وبهرمزفرّه منبر ، وبسنج منبر ، وبجيرنج منبر ، وبالدّندانقان منبر ، وبالقرنين منبر ، وبباشان منبر ، وبخرق منبر ، وبالسّوسقان منبر ، فهذه منابر مرو التى أعرفها (٦).

أما هراة فإنها اسم المدينة ولها أعمال ، ومن مدنها مالن وخيسار واستربيان وأوفه وماراباذ وباشان وكروخ وخشت. وبأسفزار أدرسكر وكواران وكوشك (٧) وكواشان (٨) ، وأسفزار اسم للكورة لا اسم مدينة ، ومدنها هذه الأربعة التى ذكرناها. وأما هراة فإنها مدينة عليها حصن (٩) وثيق ، وحواليها ماء ، وداخلها مدينة عامرة ، ولها ربض ، وفى مدينتها قهندز (١٠) ، والمسجد الجامع فى مدينتها ، ودار الإمارة خارج الحصن بمكان يعرف

__________________

(١) فى ا ، C D E : دولة

(٢) الاختصار والأغفال.

(٣) هكذا فى ا وفى ابن حوقل ص ٣١٦ وفى المخطوطات C D E التى اعتمد عليها دى جويه ص ٢٦٢ وفى م : العراق

(٤) فى ا : على قديم الأيام وقع من مرو إلى هذه الغاية وهذا النص يشابه ما ذكره ابن حوقل ص ٣١٦

(٥) فى ا : بعضها قديم وبعضها محدث

(٦) ترتيب الأسماء فى ا يختلف عن ب ، ج ، م واتبعنا الترتيب المذكور فى م

(٧) فى ا : كوسد

(٨) فى ا. خراشان

(٩) هكذا فى ا ويؤيده قوله بعد : ودار الإمارة خارج الحصن أما فى م : سور وفى C D : حصار وهو بمعنى حصن

(١٠) هكذا فى ا ويؤيده D C E من مخطوطات دى جويه أما فى م : قلعة

١٤٩

بخراسان آباذ ، منقطع عن المدينة بينه وبين المدينة أقل من ثلث (١) فرسخ على طريق بوشنج (٢) على غربى هراة ، وبناؤها من طين ، وهى مقدار نصف فرسخ فى نحوه ، ولمدينتها الداخلة أربعة أبواب : الباب الذي يخرج منه إلى بلخ مما يلى الشمال يسمى باب سراى ، والباب الثانى الذي يخرج منه إلى نيسابور غربى يسمى باب زياد (٣) ، والباب الثالث الذي يخرج منه إلى سجستان جنوبىّ يسمى باب فيروزاباذ ، والباب الذي يخرج منه إلى الغور شرقىّ يسمى باب خشك ، وأبوابها من خشب غير باب سراى فإنه حديد ، وعلى كل باب سوق يستقل بما يحتف من المحال (٤) ، وفى داخل المدينة والربض مياه جارية ، وللحصن أربعة أبواب ، بحذاء كل باب من أبواب المدينة باب لهذا الحصن ، ويسمى باسم ذلك الباب ، وخارج الحصن جدار يطوف بالحصن كلّه أطول من قامة ، وبينهما مقدار ثلاثين خطوة ، والمسجد الجامع من المدينة فى وسطها ، وحواليه (٥) أسواق ، والسجن على ظهر قبلة المسجد الجامع ، وليس بخواسان وما وراء النهر وسجستان والجبال مسجد أعمر بالناس على دوام الأيام من مسجد هراة ثم مسجد بلخ ثم مسجد سجستان ، فإنّ بهذه المساجد حلق الفقهاء ، والناس يتزاحمون على رسم (٦) الشام والثغور ، وسائر المساجد بهذه الأماكن إنما ينتابها الناس فى الجمعات. وهراة مطرح الحمولات من فارس إلى خراسان ، وهى فرضة لخراسان وسجستان وفارس ، والجبل من هراة على فرسخين (٧) على طريق بلخ ، ومحتطبهم من مفازة بينها وبين اسفزار ، وليس بهذا الجبل محتطب ولا مرعى ، وإنما يرتفقون (٨) منه بالحجارة للأرحية والفرش وغير ذلك ، وعلى رأس هذا الجبل بيت نار يسمى سرشك وهو معمور ، وبينه (٩) وبين المدينة كنيسه للنصارى ، وليس بينهما (١٠) وبين المدينة مياه ولا بساتين ، إلا نهر (١١) المدينة على باب المدينة ، يعبر بالقنطرة ثم لا يكون بعدها (١٢) ماء ولا خضرة ، وعلى سائر الأبواب مياه وبساتين ، أعمرها باب فيروزاباذ ، ومخرج مائهم من قرب رباط كروان ؛ فإذا خرج عن الغور إلى هراة ينشعب منه أنهار ؛ فمنها نهر يسمى برخوى يسقى رستاق سنداسنك ، ونهر يسمى بارست يسقى رستاق كواشان (١٣) وسياوشان ومالن وتيزان وروامز ؛ ونهر أذربيجان يسقى رستاق سوسان ؛ ونهر يسمى سكوكان يسقى رستاق سله ، ونهر يسمى كراغ يسقى رستاق كوكان ؛ ونهر يسمى غوسمان يسقى رستاق كرك ، ونهر يسمى كنك يسقى رستاق غوبان وكربكرد ،

__________________

(١) فى ا : ثلاثة فراسخ

(٢) تذكر أيضا فوشنج بالفاء

(٣) هذه العبارة فى ا : والباب الذي يخرج منه إلى نيسابور جنوبى يسمى فيروزاباد. ويلاحظ هنا فى ا أن فيها اضطرابا وأنها تذكر ثلاثة أبواب فقط مما يدل على خطأ الناسخ فى النقل.

(٤) فى م : يشتمل بما يليه من المحال والتصويب عن ا.

(٥) فى م : حواليها والتصويب عن ا

(٦) على صورة ما يفعل أهل الشام

(٧) فى م. نصف فرسخ والتصويب عن ا وابن حوقل ص ٣١٩

(٨) فى ا. يرتفع

(٩) فى م. وبينها والتصويب عن ا

(١٠) فى م بينها والتصويب عن ا

(١١) نهر هراة

(١٢) فى م : بعده والتصويب عن ا

(١٣) فى ا : كراسان

١٥٠

ونهر يسمى فغر يسقى رستاق بغاوردان وفيرد ؛ ونهر يسمى آنجير يسقى مدينة هراة ، والبساتين متصلة على طريق سجستان مقدار مرحلة. وأكبر مدينة بهراة بعد هراة كروخ وأوفه ، ويرتفع من كروخ الكشمش (١) الذي يجلب إلى الآفاق ، والزبيب الطائفى الذي يحمل إلى الآفاق ، معظمه يرتفع من مالن ، وكروخ مدينة صغيرة وأهلها شراة ، والمسجد الجامع بمحلة منها تسمى سبيدان ، وبناؤها طين ، وهى فى شعب بين جبال ، وحدّها مقدار عشرين فرسخا ، كلّها مشتبكة البساتين والمياه والأشجار والقرى العامرة ؛ وأوفه أهل جماعة وهى نحو كروخ ، ولها بساتين ومياه وبناؤها من طين ؛ ومالن أصغر من كروخ ، وهى مشتبكة البساتين والمياه والكروم عامرة جدا ؛ وخيسار قليلة الأشجار والمياه (٢) ، وهى أصغر من مالن ، وأهلها أهل جماعة (٣) ؛ واستربيان أهلها خوارج وهى أصغر من مالن ، ولها مياه وبساتينهم قليلة ، والغالب عليهم الزرع دون الكروم وهى فى الجبال ؛ وماراباذ كثيرة البساتين والمياه ، وهى مدينة أصغر من مالن ، ويرتفع منها أرز كثير يجلب إلى النواحى ؛ وباشان مدينة أصغر من مالن ، ولهم زرع ، وهى قليلة البساتين على كثرة مياهها. وبأسفزار أربع من المدن وأكبرها كواشان ، وهى مدينة أصغر من كروخ ، ولها ماء وبساتين كثيرة ، وأهلها أهل جماعة (٤) ، وكواران وكوشك وادرسكر هى متقاربة فى الكبر ، ولها مياه وبساتين (٥) ، وأسفزار (٦) مقدارها ثلاث مراحل فى مرحلة ، وهى كلها عامرة وليس فى ظهرانيّها مفازة ، وبأسفزار شعب يسمى كاشكان ، وفيها قرى عامرة كلهم شراة ، فأما مدن أسفزار فإن أهلها أهل جماعة.

وأما بوشنج فإن بها من المدن خركرد وفركرد (٧) وكوسوى وكره ، وأكبرها بوشنج ، وهى مدينة نحو النصف من هراة ، وهي وهراة فى مستو ، ومن بوشنج إلى الجبل نحو فرسخين ، وهو هذا الجبل الذي من هراة إليه فرسخان (٨) ، وبناؤهم من جنس بناء هراة ، ولهم مياه وأشجار كثيرة ؛ وبها من أشجار العرعر ما ليس بجميع خراسان فى بلد ، ويحمل هذا الخشب إلى سائر النواحى ، وماؤهم من نهر هراة ، وهو النهر الذي يخرج إلى سرخس ، غير أنّه ينقطع الماء دون سرخس ، ولا يستعمل إلا فى بعض السنة ، ولبوشنج سور وخندق وثلاثة أبواب (٩) : باب يسمى باب علىّ إلى نيسابور ، وباب هراة إلى هراة ، وباب قوهستان إلى قوهستان ، وأكبر المدن بها بعد بوشنج كوسوى ، وهى مدينة لها ماء وبساتين قليلة ، وهى نحو الثلث من بوشنج ، وبناؤهم من طين.

وخركرد لها ماء وبساتين كثيرة ، وهى أصغر من كوسوى ، وفركرد أصغر من خركرد ، ولها ماء جار ،

__________________

(١) المشمش

(٢) زيادة عن ا

(٣) هنا يخطي ناسخ المخطوطة ا فى النقل ولا يستدرك كما فعل من قبل.

(٤) زيادة من ا

(٥) فى ا : ولها مباخس ومياه وبساتين ويتفق م مع ابن حوقل ص ٣١٨

(٦) من هذه الكلمة إلى آخر الفقرة ساقط من ا.

(٧) فى ا : بركرد

(٨) فى م. نصف فرسخ وقد سبق التصويب

(٩) العبارة عن ا ... ولبوشنج حصار وعليه خندق ...... ويتفق ابن حوقل ص ٣١٩ مع م

١٥١

وهم أصحاب سوائم ، وليس لهم بساتين كثيرة ، ولهم ماء جار قليل ؛ وكره لها بساتين ومياه كثيرة ، وهى نحو من فركرد فى الكبر.

وأما باذغيس فإن بها من مدنها جبل الفضة وكوفا وكوغناباذ وبشت وجاذوى وكابرون وكالوون ودهستان ، والسلطان يكون مقامه بكوغناباذ ، وأعمرها وأكبرها دهستان ، وتكون نحو النصف من بوشنج ، وبناؤها من طين ، ولهم أسراب كثيرة فى الأرض ، وهى على جبل ، ولهم ماء جار قليل ، وليست لهم بساتين ولا كروم وإنما هى مباخس ؛ وكذلك كوفا وجبل الفضة ، وكوفا أكبر من جبل الفضة ، وجبل الفضة على جبل كان فيه معدن الفضة ، وتعطّل لفناء الحطب (١) ، وأما كوفا فإنها فى صحراء ، وبكوغناباذ وبشت وجاذوى بساتين ومياه ، ولهم مباخس كثيرة ، وكالوون وكابرون ليس لهم بساتين ولا مياه جارية ، وإنما مياههم من الأمطار والآبار ، وهم أصحاب زروع مباخس وأصحاب أغنام. وجبل الفضة على طريق سرخس من هراة ، وباذغيس أهل جماعة ، إلا خجستان ـ قرية أحمد بن عبد الله ـ فإن أهلها شراة (٢)

وأما گنج رستاق فإن مدينتها ببن (٣) ، ولها كيف وبغشور ، والسلطان منها بببن ، وهى أكبر هذه المدن ، وببن أكبر من بوشنج ، وبغشور نحو بوشنج فى الكبر ، وكيف نحو نصف بغشور ، وببن وكيف لهما مياه كثيرة جارية وبساتين وكروم ، وبناؤهما من طين ، وأما بغشور فإنها فى مفازة ، وهى عذى (٤) وزروعهم كلها مباخس ، وماؤهم من الآبار ، وهم أصحاب زروع ، وهى مدينة صحيحة التربة والهواء ، وهذه المدن كلها على طريق مروروذ.

ومروروذ بها من المدن قصر أحنف ودزه ومروروذ ، وأكبرها مروروذ ، وهى أصغر من بوشنج ، ولها نهر كبير وهذا النهر الجارى إلى مرو (٥) ، ولهم عليه بساتين وكروم كثيرة ، وهى طيبة التربة والهواء ؛ وقصر أحنف على مرحلة منها على طريق بلخ ، ودزه على طريق أنبار (٦) على أربعة فراسخ ، وقصر أحنف لها ماء جار ولها بساتين وكروم وفواكه حسنة ، ودزه (٧) يشق نهر مروروذ وسطها ، وهى نصفان وبينهما قنطرة ، ولها بساتين وكروم وفواكه حسنة (٨) ، ومن مروروذ إلى النهر غلوة ، والطّالقان مدينة نحو من مروروذ فى الكبر ، ولها مياه جارية وبساتين قليلة ، وبناؤها وبناء مروروذ من طين ، وهى أصح هواء من مروروذ ، ومن مروروذ إلى الجبل ثلاثة

__________________

(١) تضيف ا. وهى على طريق سرخس من هراة وهذه الجملة مذكورة بعد.

(٢) فى ا. قرية أحمد بن عبد الله فإن منها تغلب على خراسان وخطب له بها وأهلها شراة. وهذه الزيادات لا يوجد ما يقابلها عند ابن حوقل

(٣) ينقلها لوسيترنج فى كتابه بلاد الخلافة الشرقية ص ٤١٣ ؛ ببنة متابعا فى ذلك ابن حوقل. أما ياقوت الحموى فيكتبها بون فى معجم البلدان هذا ويذكرها الاصطخرى فى المسافات بينة ص ١٦٠

(٤) الزرع الذي لا يسقيه إلا المطر

(٥) فى ا. مروروذ وفى ابن حوقل ص ٣٢١. مرو

(٦) فى ا : الشار (دون نقط) وم يؤيده ابن حوقل ص ٣٢١

(٧) هذه العبارة ساقطة من ا وفى هذا الجزء الأخير من ا يكثر السقط

(٧) هذه العبارة ساقطة من ا وفى هذا الجزء الأخير من ا يكثر السقط

١٥٢

فراسخ مما يلى المغرب ، ومن جانب الجبل منه على فرسخين مما يلى المشرق ، والطالقان فى الجبل ولها رساتيق فى الجبل ؛ والفارياب مدينة أصغر من الطالقان ، إلا أنّها أكثر بساتين ومياها من الطالقان ، وبناؤها من طين.

والجوزجان اسم للناحية ، ومدينتها اليهوديّة وشبورقان ـ وأنخذ رستاق ومدينتها أشترج ـ وكنددرم (١) وأنبار وسان ، وأكبرها أنبار وبها مقام السلطان (٢) ، وهى مدينة على الجبل وهى أكبر من مروروذ ، ولها مياه وكروم وبساتين كثيرة ، وبناؤها طين ، وسان (٣) مدينة صغيرة لها مياه وبساتين ، والغالب على ثمارها الجوز وهى فى الجبل ، واليهوديّة أكبر من سان ، ولها مياه وبساتين وهى فى الجبل (٤) ؛ وكنددرم فى الجبل وهى مدينة كثيرة الكروم والجوز ولها مياه كثيرة ؛ وشبورقان (٥) لها ماء جار ، والغالب عليهم الزروع وبساتينهم قليلة ، وهى أكبر من كنددرم ومن سان ، وهى نحو من اليهوديّة فى الكبر ؛ وأشترج (٦) ـ مدينة أنخذ ـ مدينة صغيرة فى مفازة ، لها سبع قرى وبيوت للأكراد ـ أصحاب أغنام وإبل ـ منها شعر ومدر (٧) ، ويرتفع من ناحية الجوزجان الجلود التى تحمل إلى سائر خراسان. وهى فى غاية الخصب (٨). فمن شبورقان إلى أنبار مرحلة فى ناحية الجنوب ، ومن شبورقان إلى اليهودية يحتاج أن يرجع إلى فارياب مرحلتين ، ثم منها إلى اليهودية مرحلة ؛ ومن شبورقان إلى أتخذ مرحلتان فى الشمال ، ومن شبورقان إلى كنددرم أربع مراحل ، ثلاث مراحل إلى اليهودية ومرحلة إليها.

وغرج الشار (٩) لها مدينتان ، إحداهما تسمى نشين والأخرى سورمين ، وهما متقاربتان فى الكبر ، وليس بهما مقام للسلطان ، والشار (١٠) الذي تنسب إليه المملكة مقيم بقرية فى الجبل تسمى بلكيان ، وهاتان المدينتان لهما مياه وبساتين ، ويرتفع من نشين أرز كثير يحمل إلى البلدان ، ويرتفع من سورمين زبيب كثير يحمل إلى النواحى (١١) ، وبين نشين وبين دزه مروروذ مرحلة فى المطلع ، وهى من نهر مروروذ على غلوة عن شرقيّة ، ومن نشين إلى سورمين مرحلة مما يلى الجنوب ، وهى فى الجبل.

وأما الغور فإنها دار كفر ، وإنما ذكرناه فى الإسلام لأن به مسلمين ، وهى جبال عامرة ذات عيون وبساتين وأنهار ، وهى خصيبة منيعة ، وفى أوائلهم مما يلى المشرق (١٢) قوم يظهرون الإسلام وليسوا بالمسلمين ، ويحتف بالغور عمل (١٣) هراة إلى فره ، ومن فره إلى بلدى داور ، ومن بلدى داور إلى رباط كروان من عمل

__________________

(١) تكتب أيضا كندرم وكانت مقر الملك (راجع اليعقوبى ص ٢٨٧)

(٢) عاصمة الجوزجان هى شبورقان

(٣) هذا سقط أيضا فى ا

(٣) هذا سقط أيضا فى ا

(٤) فى ا : اشبورقان.

(٥) لم يذكرها اليعقوبى وابن رسته وابن حوقل والمقدسى.

(٦) فى م : شعرو ومرو التصويب عن ا.

(٧) فى م : عامة الخصب والتصويب عن ا.

(٨) عرفت فيما بعد باسم غرجستان.

(٩) لقب أمير المنطقة.

(١٠) فى م : يسافر بها والتصويب عن ا.

(١١) فى ا : المسلمين.

(١٢) فى ا : مز عمل.

١٥٣

ابن فريغون ، ومن رباط كروان إلى غرج الشار (١) ومنها إلى هراة ، فهذا الذي يطوف بالغور كلها مسلمون ، وإنما ذكرناها لأنها فى وسط الإسلام.

وأما سرخس فإنها مدينة بين نيسابور ومرو ، وهى فى أرض سهلة ، وليس لها ماء جار إلا نهر يجرى فى بعض السنة ولا يدوم ماؤه ، وهو فضل مياه هراة ، وزروعهم مباخس ، وهى مدينة على نحو النصف من مرو ، وهى عامرة صحيحة التربة ، والغالب على نواحيها المراعى ، وهى قليلة القرى ، ومعظم أملاكهم الجمال ، وهى مطرح لحمولات ما يحيط بها من مدن خراسان ، وماؤهم آبار ، وأرحيتهم على الدواب (٢) ، وأبنيتها طين. وأما نسا فإنه اسم المدينة ، وهى خصبة كثيرة المياه والبساتين ، وهى فى الكبر نحو سرخس ، ولهم مياه جارية فى دورهم ، وسككهم نزهة جدا ، ولها رساتيق واسعة خصبة ، وهى فى أضعاف الجبال. وفراوة ثغر فى البرية فى وجه الغزيّة (٣) ، وهى منقطعة عن القرى وفيها منبر ، يقيم بها المرابطون وهم عدد يسير ، إلا أنهم يرجعون إلى عدة وافرة ينتابها الناس ، وهى رباط اسمها فراوة ليس بها قرية ، ولا تتصل بها عمارة ، ولهم عين ماء تجرى للشرب فى وسط القرية ، وليست لهم بساتين ولا زروع إلا مباقل على هذا الماء ، وأهلها دون ألف رجل.

وقوهستان من خراسان على مفازة فارس ، وليست بها مدينة بهذا الاسم ، وقصبتها قاين (٤) ، ولها من المدن ينابذ والطّبسين وتعرف بكرى وخور وطبس ويعرف بطبس مسينان ، فأما قاين فهى من الكبر نحو سرخس ، وبناؤهم من طين ، ولها قهندز وعليه خندق ، والمسجد الجامع ودار الإمارة فى القهندز ، وماؤهم من القنىّ ، وبساتينهم قليلة ، وقراها متفرّقة ، وهى من الصرود. وأما الطبسين (٥) فإنها مدينة أصغر من قاين ، وهى (٦) من الجروم ، وبها نخيل وعليها حصن ، ولا قلعة لها (٧) ؛ وبناؤها طين ، وماؤها من القنىّ ، ونخيلها أكثر من بساتين قاين. وأما خور فإنها أصغر من الطبسين (٨) ، وهى بقرب خوست ، وليس بخوست منبر ، وإنما المنبر بخور ، وبناؤها من طين ، وليس لها حصن ولا قلعة (٩) ، ولها بساتين قليلة ، وماؤهم من القنىّ ، وبها ضيق فى الماء ، وأهلها أهل سوائم ، وهى على طرف المفازة ، وليس لهم بساتين. وأما ينابذ فإنها أكبر من خور ، وبناؤها من طين ، ولها قرى ورساتيق ، وماؤها من قنىّ. والطّبس أكبر من ينابذ ، وماؤها من القنىّ ، وبناؤها طين ، ولها حصن خراب

__________________

(١) فى ا. غرجستان.

(٢) تزيدا : وليس بها من طواحين الماء شىء.

(٣) فى م : فى وجه البريّة على الغزية والتصويب عن ا

(٤) تزيدا : وأهلها شيعة أمير المؤمنين علىّ عليه‌السلام.

(٥) تسمى طبس التمر وتسمى أيضا طبس جيلاق.

(٦) فى ا. وهى مدينة من ......

(٧) فى ا : وقهندزها (فى موضع الجملة ولا قلعة لها).

(٨) فى ا. أصغر من قاين والطبسين.

(٩) فى ا : ولا قهندز لها ولا حصن.

١٥٤

وليس لها قلعة (١) ، والنخيل بقوهستان بالطبسين ، وسائر ما ذكرناه من الصرود وهذه المدن والقرى التى بقوهستان هى متباعدة ، فى أعراضها مفاوز ، وليست العمارة بقوهستان مشتبكة اشتباكها بسائر نواحى خراسان ، وفى أضعاف هذه المدن مفاوز يسكنها الأكراد وأصحاب السوائم من الإبل والغنم ؛ وفى حدّ قاين منها على يومين مما يلى نيسابور هذا الطين المحاحى (٢) (النجاحى؟) الذي يحمل إلى الآفاق للأكل ؛ وليس بقوهستان ـ فيما علمته ـ نهر جار إلا القنىّ والآبار ، ويرتفع منها شىء من الكرابيس يحمل إلى الآفاق ومسوح ونخاخ (٣) ، وليس بها أمتعة مرتفعة.

وأما بلخ فإن الذي يتصل بها : طخيرستان والختّل وبنجهير وبذخشان وعمل باميان وما يتصل بها. فأما مدن طخيرستان فإنها : خلم وسمنجان وبغلان وسكلكند وورواليز وآرهن وراون والطّايقان وسكيمشت (٤) ورؤب وسراى عاصم وخست اندراب ومذروكاه.

وأما الختل فإن مدنها : هلاورد ولاوكند ـ وهما مدينتا الوخش ـ وكاربنك وتمليات وهلبك وسكندرة ومنك وأنديجاراغ وفارغر ورستاق (٥) بنك. وقد جعلت الختّل فى ما وراء النهر. وأما عمل الباميان وما يتصل بها فإن مدنها : الباميان (٦) وبسغورقند وسكاوند (٧) وكابل ولجرا وفروان وغزنة ؛ وبنجهير هى مدينة واحدة تسمى بنجهير ، وبذخشان إقليم له رساتيق ، ومدينتها بذخشان ، وهى مملكة أبى الفتح.

فأما بلخ فإنها مدينة فى مستو ، وبينها وبين أقرب الجبال إليها نحو أربعة فراسخ ويسمى جبل كو ، وعليها سور ولها ربض ، والمسجد الجامع فى المدينة فى وسطها ، وأسواقها حوالى المسجد الجامع ، ومسجدها معمور بالناس على دوام الأيام كلها ، وهى نحو من نصف فرسخ فى مثله ؛ وبناؤها الطين ، ولها أبواب منها : باب النّوبهار وباب رحبة وباب الحديد وباب الهندوان وباب اليهود وباب شست بند وباب يحيى ، ولها نهر يسمى دهاس يجرى

__________________

(١) فى ا : قهندز.

(٢) هكذا مرسومة فى م وكذلك فى ا ، ج أما فى ب فتوجد نقطة على الحرف التالى لأل فيصير نونا وابن حوقل ص ٣٢٥ يضع هذه النون ويضع نقطة فى الحرف التالى لها فيكون جيما فتكون الكلمة النجاحي. أما المقدسى فى أحسن التقاسيم ص ٣٢٦ فيقول (وبزوزن طين الأكل) ومن ثم فهو لا يذكر الاسم ، وياقوت فى معجم البلدان فى زوزن أو فى نيسابور أو فى قاين لا يذكر الاسم ولا هذا الطين.

هذا وورد فى تاج العروس (والطين أنواع منها المختوم والدقوقى والطليطلى والشاموسى والأرمنى والخراسانى) مادة طين وهو يذكر الطين بنسبته لا باسمه والمألوف فى مثل هذه الأسماء النسبة إلى المكان فتكون كلمة الخراسانى أقرب من النجاحي باحتمال التصحيف.

(٣) بسط طويلة طول الواحد أكثر من عرضه وهو فيما يقول تاج العروس فارسى معرب.

(٤) قال المقدسى فى أحسن التقاسيم ص ٣٠٣ : (وشيان مدينة رستاق اسكيمشت) فاشكيمشت عنده رستاق لا مدينة.

(٥) هى عند اليعقوبى ص ٢٩٠ : رستابيك.

(٦) كانت مركزا من المراكز الهامة للعقيدة البوذية قبل دخول الإسلام المنطقة.

(٧) تذكر أيضا سكيوند.

١٥٥

فى ربضها على باب النوبهار ، وهو نهر يدير عشرة أرحية ، ويسقى رساتيق إلى سياه جرد ، ويحفّ بأبوابها كلها البساتين والكروم ، وليس على سور المدينة خندق ، والسور من طين.

وأما طخيرستان فإن أكبر مدينة بها الطايقان (١) ، وهى مدينة فى مستو ، وبينها وبين الجبل غلوة ، ولها نهر كبير وبساتين وكروم ، ومقدار الطايقان نحو الثلث من بلخ ، ثم يليها فى الكبر ورواليز ، ويلى ورواليز فى الكبر أندرابة (٢) ، وهى مدينة فى شعب جبال ، وبها تجمع الفضة التى تقع من جاربايه. وبنجهير بها نهران ، أحدهما يسمى نهر أندراب والآخر نهر كاسان ، ولها كروم وأشجار كثيرة ، وجميع ما بقى من مدن طخيرستان متقارب فى الكبر ، وهي كلها دون الطايقان وورواليز وأندرابة ، وهى ذات أنهار وأشجار وزروع كثيرة عامرة خصبة.

وأما مدن الختّل فإنها كلها ذوات أنهار وأشجار ، وهي على غاية الخصب ، وكلها فى مستوى إلا سكندرة فإنها فى جبال ، على أن الختّل كلها جبال إلا الوخش ، وأكبر مدينة بالختّل منك يليها هلبك ، والسلطان بهلبك ، والختّل بين نهر وخشاب وبين نهر بذخشان ويسمى جرياب ، وفى أضعافها أنهار كثيرة ، تجتمع كلها قبل التّرمذ بقرب القواذيان فتصير كلها جيحون. ومنك تكون نحوا من أندرابة ، وهلبك أصغر منها ، وأبنية هذه المدن من طين ، وسور منك من جصّ وحجارة ، يليها من دور الكفر وخّان وكرّان ؛ وبذخشان مدينة أصغر من منك ، ولها رستاق كبير عامر جدا خصب (٣) ، وبها كروم وأنهار ، وهى على نهر جرياب من غربيّه ، ويكون بالختّل دوابّ كثيرة تجلب إلى الآفاق ، ويرتفع من بذخشان (٤) البجاذى واللازورد ، ولها معادن فى الجبال تخرج منها ، ويقع إليها مسك من طريق وخّان من تبّت.

وأما بنجهير فإنها مدينة على جبل ، تشتمل على نحو عشرة آلاف رجل ، والغالب على أهلها العيث والفساد ، ولهم نهر وبساتين وليست لهم مزارع ، وأما جاربايه فإنها أصغر من بنجهير ، وكلاهما معدن الفضة ، ومقام أهلها على تلك المعادن ، وليس بجاربايه بساتين ولا زروع ، ويشق وسط المدينة نهر بنجهير ، وهو نهر بنجهير وجاربايه جميعا ، وينتهى إلى فروان حتى يقع فى أرض الهند.

وأما عمل الباميان فإن أكبر مدنها الباميان ، وتكون نحوا من نصف بلخ ، وتنسب تلك المملكة إلى شيرباميان ، وليس لها سور (٥) ، وهي على جبل ، ويجرى بين مدنها نهر كبير يقع إلى غرجستان ، وفواكههم تجلب (٦) إليهم ، وليس بها بساتين ، وليس بنواحى الباميان مدينة على جبل سوى الباميان ، وكلها ذوات أنهار وأشجار وثمار ، إلا غزنة فإنها لا بساتين لها ولا نهر ، وليس فى هذه المدن التى فى نواحى بلخ أكثر مالا وتجارة

__________________

(١) فى ا : الطالقان

(٢) سبق أن ذكرها اندراب وهى تذكر على هذين الوجهين.

(٣) فى ا : رساتيق كثيرة عامرة جدا خصبة.

(٤) فى م : بلخشان والتصويب عن ا.

(٥) فى ا : حصار.

(٦) فى م : تجتلب والتصويب عن ا.

١٥٦

من غزنة ، فإنّها فرضة الهند. وكابل لها قهندز موصوف بالتحصن (١) ، وإليها طريق واحد ، وفيها المسلمون ، ولها ربض به الكفار من الهنود ، ويزعمون أنّ الشاه لا يستحق الملك إلا بأن يعقد له الملك بكابل ـ وإن كان منها على بعد ، ولا يستحقه حتى يصل (٢) إليها فيعقد الشاهيّة له هناك ، وهى فرضة الهند أيضا. ويرتفع من بلخ النوق من البخاتى المقدّمة على سائر البخت بالنواحى ، وبها الأترجّ والنيلوفر وقصب السكر وما لا يكون (٣) إلا بالبلدان الحارة ، إلا أنه لا نخيل بها ، ويقع فيها وفى نواحيها الثلوج. ولجرا (٤) وسكاوند وكابل جروم حارّة غير أنه لا نخيل بها.

وأما الغور فإنها جبال يحيط بها من كل جانب دار الإسلام ، وأهلها كفار إلا نفرا يسيرا مسلمين ، وهي جبال منيعة ، ولسانهم غير لسان أهل خراسان ، وجبالهم خصبة كثيرة الزروع والمواشى والمراعى ، وأدخلناها فى جملة خراسان لأن ثلاثة من حدودها تحيط بها خراسان ، وحدّ لها يلى نواحى سجستان ، وأكثر رقيق الغور يقع إلى هراة وسجستان ونواحيها ، وتمتد من ظهر الغور جبال فى حدّ خراسان على حدود الباميان إلى البنجهير حتى تدخل بلاد وخّان ، وتفترق فى ما وراء النهر إلى داخل الترك على حدود إيلاق والشاش إلى قرب خرخيز ، وفى هذا الجبل من أوله إلى آخره معادن الفضة والذهب ، وأغزرها (٥) ما قرب من بلاد خرخيز ، حتى ينتهى إلى ما وراء النهر من فرغانة والشاش ، وأغزر هذه المعادن فى دار الإسلام فى ناحية بنجهير وما والاها.

وأما سواحل جيحون وخوارزم فإنا نذكرها فى صفة ما وراء النهر.

وآمل وزمّ هما مدينتان متقاربتان فى الكبر على شط جيحون ، ولهما ماء جار وبساتين وزروع ؛ وآمل مجمع طرق خراسان إلى ما وراء النهر ، وخوارزم على الساحل ، وزمّ (٦) دون آمل فى العمارة ، إلا أنّ بها معبر ما وراء النهر إلى خراسان (٧) ، ويحيط بهما جميعا مفازة تصل من حدود بلخ إلى بحر خوارزم ، والغالب على هذه المفازة الرمال ، وليس بها عيون ولا أنهار إلا آبار ومراع ، إلى أن ينتهى إلى طريق مرو إلى آمل ، ثم يصير بينها وبين خوارزم وبلاد الغزية مفاوز ، تقل (٨) آبارها والسوائم بها ، وأكثر السوائم بخراسان من الإبل بناحية سرخس وبلخ ، فأما الغنم فإن أكثرها يجلب إليهم من بلاد الغزية (٩) ومن الغور والخلج. وبخراسان من الدواب والرقيق والأطعمة والملبوس وسائر (١٠) ما يحتاج الناس (١١) إليه ما يسعهم ، فأنفس الدّواب ما يرتفع (١٢)

__________________

(١) فى م : لها قلعة حصينة والتصويب عن ا وتؤيده المخطوطتان المرموز إليها.D.C عند دى جويه.

(٢) فى ا : يصير.

(٣) فى ا : وما يكون بالبلدان الحارة.

(٤) فى ا : جرياب.

(٥) فى ا : أجودها.

(٦) سقط فى ا.

(٦) سقط فى ا.

(٧) سقط فى ا.

(٧) سقط فى ا.

(٨) سقط فى ا.

(٨) سقط فى ا.

(٩) فى ا : يقع.

١٥٧

من نواحى بلخ ، وأنفس الرقيق ما يرتفع من بلاد الترك إليهم ، وأنفس ثياب القطن والإبريسم ما يقع (١) من نيسابور ومرو ، وأطيب البز (٢) ما يرتفع من مرو ، وخير لجمان الغنم ما يجلب من بلاد الغزّية ؛ وأعذب المياه وأخفها ماء جيحون ، وأيسر أهل خراسان أهل نيسابور ، وأنجب أهل خراسان أهل بلخ ومرو فى الفقه والدين والنظر والكلام (٣). وأزكى أرض خراسان السقى نيسابور ، والأعذاء ما بين هراة ومرو الروذ ، وليس بخراسان جروم إلا ما كان بناحية قوهستان فيما يلى فارس وكرمان ، وأشد خراسان بردا وثلوجا الباميان وخوارزم (٤) ، إلا أنّا جعلنا خوارزم من وراء النهر.

وأما المسافات بخراسان (٥) : فمن نيسابور إلى آخر حدّها مما يلى قومس إلى قرية الأكراد بقرب أسداباذ ٧ أيام (٦) ، ومن قرية الأكراد إلى الدّامغان ٥ منازل ، ومن نيسابور إلى سرخس ٦ مراحل ، ومن سرخس إلى مرو ٥ مراحل ، ومن مرو إلى آمل على شط نهر جيحون ٦ مراحل ، فمن أول عمل نيسابور مما يلى قومس إلى وادى جيحون على السمت ٢٣ مرحلة. ومن نيسابور إلى اسفرائين وهو آخر عمل نيسابور ٥ مراحل ومن نيسابور إلى بوزجان ٤ مراحل. ومن بوزجان إلى بوشنج ٤ مراحل ، ومن بوشنج إلى هراة مرحلة ، ومن هراة إلى اسفزار ٣ مراحل. ومن اسفزار إلى دره (٧) وهى آخر عمل هراة مرحلتان ، ومن دره إلى سجستان ٧ أيام ، فمن اسفرائين إلى دره ١٩ مرحلة. ومن نيسابور إلى طوس ٣ مراحل ، ومن نيسابور إلى نسا ٦ مراحل ، ومن نسا إلى فراوة ٤ مراحل ، ومن نيسابور إلى قاين قصبة قوهستان نحو ٩ مراحل (٨) ، ومن قاين إلى هراة نحو ٨ مراحل ، ومن مرو إلى مرو الروذ ٦ مراحل ، ومن مرو إلى هراة ١٢ مرحلة ، ومن مرو إلى أبيورد ٦ مراحل ، ومنها إلى نسا ٤ مراحل. وقد ذكرنا ما بين مرو وآمل وما بين مرو وسرخس. ومن هراة إلى مرو الروذ وهو طريق بلخ ٦ مراحل ، ومن هراة إلى سرخس ٥ مراحل. وقد ذكرنا الطريق من هراة إلى نيسابور ، وإلى آخر حدّها مما يلى سجستان وإلى قصبة قوهستان. والطريق من بلخ إلى مرو الروذ ١٢ يوما ومن بلخ إلى شط الوادى ـ طريق الترمذ ـ يومان ، ومن بلخ إلى اندرابه ٩ مراحل ، ومن بلخ إلى الباميان ١٠ مراحل ، ومن الباميان إلى غزنه نحو ٨ مراحل ، ومن بلخ إلى بذخشان نحو ١٣ مرحلة. ومن بلخ إلى شط الوادى ـ على طريق الختّل بمكان يعرف بميلة ـ ٣ مراحل.

__________________

(١) فى ا : يرتفع.

(٢) تزيدا : وأنقاه.

(٣) فى ا : وأنجب بلدان خراسان مرو وبلخ فى الفقهاء والأدباء وأهل الدين والعقل.

(٤) ساقطة فى ا.

(٥) فى ا. وأما المسافات بخراسان فلسنا نستقصى فى ذكر الفراسخ والمنازل إلا ما بنينا الكتاب على التحرير فى مثل هذا فنذكر جوامع منه ، إذا كان غير متعذر على من أراد أن يتقصى معرفته وهذا النص شبيه بابن حوقل ص ٣٣١ هذا وأما ساقطه من م.

(٦) فى ا : ٩ منازل.

(٧) فى ا : إلى اخر درة.

(٨) فى ا : سبع مراحل.

١٥٨

وأما عرض خراسان من بذخشان على شط وادى جيحون إلى بحيرة خوارزم : فمن بذخشان إلى الترمذ على سمت النهر نحو ١٣ مرحلة ، ومن الترمذ إلى زمّ ٥ مراحل ، ومن زمّ إلى آمل ٤ مراحل (١) ؛ ومن آمل إلى مدينة خوارزم ١٢ مرحلة (٢) ، ومن مدينة خوارزم إلى بحيرة خوارزم ٦ مراحل (٣).

قد ذكرنا المسافات التى بين المدن المشهورة بخراسان ، وسنذكر لكل مدينة مشهورة جوامع من المسافات بين المدن التى فى عملها. فأما نيسابور فإن منها إلى بوزجان ٤ مراحل ، ومن بوزجان عن يسار الجائى من هراة إلى نيسابور على مرحلة إلى مالن (٤) ، وتعرف بمالن كواخرز وليست بمالن هراة ، ومن مالن إلى جايمند مرحلة ، ومن جايمند إلى سنكان يوم ، ومن سنكان إلى ينابذ يومان ، ومن ينابذ إلى قاين يومان ، وسلومك إذا عدلت عن يسار سنكان على يومين ، ومن سلومك إلى زوزن يوم ، ومن زوزن إلى قاين ٣ أيام. ومن نيسابور إلى ترشيز ٤ مراحل ، ومن ترشيز إلى كندر يوم ، ومن كندر إلى ينابذ يومان ، ومن ينابذ إلى قاين يومان. ومن نيسابور إلى خسروجرد ٤ مراحل ، وسابزوار قبل خسروجرد بنحو فرسخين (٥) ، ومن خسروجرد إلى بهمناباذ مرحلة كبيرة ، ومن بهمناباذ إلى مزنيان على طريق قومس نحو فرسخ. ومن نيسابور إلى خان روان (٦) مرحلة ، ومن خان روان إلى مهرجان يومان ، ومن مهرجان إلى اسفرائين يومان ؛ وإذا خرجت من بهمناباذ إلى مهرجان فإلى أزاذوار يوم (٧) ، ومن أزاذوار إلى ديواره يوم. ومن ديواره إلى مهرجان يومان.

وأما مسافات مدن مرو فإنّ من مرو إلى كشميهن منزل ، وهرمز فرّه بحذاء كشميهن على مقدار فرسخ عن يسارها ؛ وعليها طريق مفازة سيفانة التى تؤدى إلى خوارزم وباشان ، قبل هرمز فرّه بفرسخ على طريقها ، وسنج على مرحلة من المدينة بين (٨) طريق سرخس وطريق مرو ، وجيرنج على ستة فراسخ من المدينة قبل زرق بفرسخ على الوادى ، ومرو رم على هذا الطريق على أربعة فراسخ من مرو على الوادى ؛ والدّندانقان على مرحلة (٩) من مرو على طريق سرخس ؛ والقرينين على أربع مراحل من مرو على وادى مرو ، وخرق على نحو ثلاثة فراسخ من المدينة بين طريق سرخس وأبيورد وسوسقان على نسق خرق إلا أنّها أبعد منها بنحو فرسخ.

وأما مسافات مدن هراة وما يتصل بها من بوشنج وباذغيس وكنج رستاق : فإن من هراة إلى أسفزار

__________________

(١) فى ا : نحو أربع مراحل.

(٢) في ا : نحو ١٢ مرحلة.

(٣) فى ا : نحو ٦ مراحل ـ تضيف ا فى هذه الفقرة نحو.

(٤) تزيد ا : مالن مدينة وفى م : .... إلى نيسابور على رحلة مالن ويعرف بمالن والتصويب عن ا.

(٥) فى ا : فرسخ.

(٦) في ا : خان وار

(٧) فى ا : فإلى أزاذوار إلى دبواره يوم. فواضح الخطأ فى النقل.

(٨) فى ا : فيما بين

(٩) في ا : مرحلتين.

١٥٩

٣ مراحل ، ومدن أسفزار هى أربع قد سمّيناها ، وهى كلها فى أقل من مرحلة ، وبين هراة ومالن هراة نصف (١) يوم ، وبين هراة وكروخ ٣ أيام ، وبين هراة وبوشنج يوم ، وبين بوشنج وكره ٤ فراسخ عن يسار الذاهب إلى نيسابور ، وبينها وبين الطريق نحو فرسخين ، ومن بوشنج إلى فركرده يومان ، ومن فردكرده إلى خركرده يومان ، ومن خركرده إلى زوزن يوم ، ومن هراة إلى باشان هواة مرحلة ، ومن باشان إلى خيسار مرحلة خفيفة (٢) ، ومن خيسار إلى استربيان مرحلة ، ومن استربيان إلى ماراباذ مرحلة خفيفة ، ومن ماراباذ إلى أوفه مرحلة خفيفة (٣) ، ومن أوفه إلى خشت يومان ، ويدخل من خشت فى حدّ الغور. ومن هراة إلى ببنه (٤) مرحلتان ، ومن ببنه إلى كيف مرحلة ، ومن كيف إلى بغشور يوم (٥).

وأما مسافات مدن بلخ : فمن بلخ إلى خلم يومان ، ومن خلم إلى ورواليز يومان ، ومن ورواليز إلى الطايقان يومان ، ومن الطايقان إلى بذخشان ٧ أيام ؛ ومن خلم إلى سمنجان يومان ، ومن سمنجان إلى أندرابه ٥ أيام ، ومن أندرابه إلى جاربايه ٣ مراحل ، ومن جاربايه إلى بنجهير يوم ، ومن عسكر (٦) بنجهير إلى فروان مرحلتان ، ومن بلخ إلى بغلان ٦ مراحل ، منها إلى سمنجان ٤ مراحل ، وإلى بغلان مرحلتان.

ومن بلخ إلى مذر ٦ مراحل ، ومن مذر إلى گه (٧) منزل ، ومن كه إلى الباميان ٣ مراحل ، ومن بلخ أشبورقان ٣ مراحل ، ومن اشبورقان إلى الفارياب ٣ مراحل ، ومن الفارياب إلى الطايقان ٣ مراحل ، من الطايقان إلى مروروذ (٨) ٣ مراحل.

والمسافة بين مدن قوهستان : فمن قاين إلى زوزن ٣ مراحل ، ومن قاين إلى طبس مسينان يومان ، ومن قاين إلى خور يوم ، ومن خور إلى خوست فرسخان ، ومن قاين إلى الطبسين ٣ مراحل (٩). فهذه جمل مسافات خراسان.

__________________

(١) فى ا : يوم.

(٢) غير موجودة فى ا.

(٣) غير موجودة فى ا.

(٤) سبق للمؤلف أن ذكرها بين راجع ص ١٥٢ والهامش رقم ٣

(٥) فى ا : مرحلة.

(٦) غير موجودة فى ا

(٧) سبق أن ذكرت كاه والاختلاف خطى.

(٨) فى : مرو

(٩) فى ا. ست مراحل.

١٦٠