تاريخ مدينة دمشق - ج ٣١

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣١

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤١٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

[أنبأنا أبو الحسن الفقيه وغيره عن](١) جعفر السراج ، أنا أبي (٢) ، أنا أبو طاهر محمّد بن علي البيع ، أنا أبو الحسن بن رزقويه (٣) أنا أبو علي بن الصّوّاف ، وإجازة (٤) ، نا الحارث بن محمّد بن محمّد بن أبي أسامة ، نا أبو الحسن علي بن محمّد المدائني ، قال : وكان عبد الله بن عمر بن عبد العزيز أكولا ، كان يأكل في اليوم تسع مرّات وينتبه في السحر فيدعو بالطعام ، فيأكل أكل من لم يأكل طعاما منذ أيام.

وأخبرنا أبو السعود بن المجلي (٥) ، نا أبو الحسين بن المهتدي (٦).

وأخبرنا أبو الحسين (٧) بن الفراء ، أنا أبي قال : أنا عبيد الله بن أحمد علي الصيدلاني المقرئ ، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال : قرأت على علي بن عمرو ، حدّثكم الهيثم بن عدي قال في تسمية من ولي العراق وجمع له المصران : عبد الله بن عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن (٨) ، نا زكريا بن يحيى ، نا الأصمعي قال : فولّى يزيد بن الوليد بن عبد الملك : جرير يزيد بن جرير على البصرة ، ثم استعمل عبد الله بن عمر بن عبد العزيز على البصرة فحفر لهم نهر ابن عمر (٩).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (١٠) ، حدّثني الوليد بن هشام ، عن أبيه عن جده ، وعبد الله بن المغيرة ، عن أبيه وأبو اليقظان وغيرهم ، قالوا : ولي عبد الله بن

__________________

(١) ما بين معكوفتين عن ل ، وفوق أنبأنا فيها : «مساواة» وبدله بالأصل : «نبأنا نصر بن».

(٢) «نا أبي» ليست في ل والمطبوعة.

(٣) مضطربة بالأصل ، والمثبت عن ل.

(٤) بالأصل : «وأجازه أحمد بن» والمثبت عن ل والمطبوعة.

(٥) بالأصل ول : «المحلي» والصواب بالجيم ، مرّ التعريف به.

(٦) بالأصل : «نا أبو الحسين بن أبو الحسن الفقيه وغيره عن جعفر السرّاج المهتدي».

(٧) بالأصل : الحسن ، والصواب عن ل ، والسند معروف.

(٨) زيد في ل : السكري.

(٩) بالأصل : «نهران» والمثبت عن ل ، وهو الصواب ، وفي معجم البلدان : نهر ابن عمر : نهر بالبصرة منسوب إلى عبد الله بن عمر بن عبد العزيز وهو أول من احتفره.

(١٠) تاريخ خليفة ص ٣٨٢.

٢٢١

عمر بن عبد العزيز العراق سنة ست وعشرين ومائة ، ولّاه يزيد بن الوليد ، وعزل ابن عمر وهو ابن أقلّ من أربعين سنة.

قال خليفة (١) : قال إسماعيل بن إبراهيم : لما قتل ابن هبيرة عبيدة بن سوار ـ يعني ـ الخارجي وأصحابه وسار إلى واسط ، فوثب من كان في المدينة فسدوا باب القصر على ابن عمر باللبن حتى أتاه ابن هبيرة ، فقام (٢) إليه بشر بن عبد الملك بن بشر بن مروان ، فتناول سيفه وأمره بالدخول إلى بيت من بيوت القصر ، وكره ابن هبيرة أن يلي ذلك منه ، وكتب إلي مروان بذلك ، فكتب إليه مروان يأمره (٣) أن يرسل به إليه ، فأرسل به إلى مروان ، فحبسه بحرّان مع إبراهيم بن محمّد بن علي.

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن الفرة (٤) ، عن عاصم بن الحسن (٥) بن محمّد ، أنا علي بن محمّد بن بشران ، أنا الحسين بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني إبراهيم بن سعيد ، حدّثني يونس بن محمّد ، نا جعفر بن سليمان ، حدّثني نوح بن مخالد (٦) ، قال : حدّثني ابن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز قال :

وكان متواريا عندي ، فلما قدم ابن هبيرة واسطا أخذه فقيّده وغلّه ، ثم بعث به إلى مروان بن محمّد ، قال : وأنا محمول معه أخدمه (٧) حتى قدم بنا عليه ، قال : لما قدم به عليه (٨) أمر ببيت فبني له ثم جيء به فأدخله ، فذهب يقوم فلم يستطع أن يقيم صلبه فيه من قصره ، فجلس فاتكأ فذهب يمد رجليه فلم يستطع فقال : الحمد لله ربي ، يا بني ، بينما (٩) خاتمي يجوز في مشارق الأرض ومغاربها صرت لا أملك موضع قدمي ، فلما قال ذلك بكيت فقال : لا تبك يا بني ، ألا أحدّثك عن جدك بحديث؟ قلت : بلى ، قال : سمعت أبي يقول : ما من ميت يموت إلّا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه.

بلغني أن عبد الله بن عمر بعث به إلى مروان الجعدي ، فحبسه في السجن

__________________

(١) تاريخ خليفة ص ٣٨٤ وفيه : قال إسماعيل بن إسحاق.

(٢) عند خليفة : فقدم.

(٣) عند خليفة : يأمره أن يقتله غيلة ، فكره ابن هبيرة ذلك ، وكتب إليه مروان أن يرسل إليه.

(٤) في ل : بن المغيرة.

(٥) عن ل وبالأصل : الحسين.

(٦) كذا بالأصل ، وفي ل : «مجالد».

(٧) في ل : أحدثه.

(٨) «عليه» ليست في ل.

(٩) عن ل وبالأصل : بينهما.

٢٢٢

بحرّان ، ثم قتله غيلة ، وقيل : بل مات في السجن من وباء وقع بحرّان ، وقد ذكرت ذلك في ترجمة إبراهيم الإمام.

٣٤٢٦ ـ عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفّان

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف

أبو عثمان ـ ويقال : أبو عمر ـ

الأموي الشاعر المعروف بالعرجي (١)

نسب إلى عرج الطائف لسكناه به.

من الشعراء المجيدين ، قدم الشام غازيا ، واجتاز بدمشق.

ذكر أبو بكر البلاذري : أن العرجي غزا مع مسلمة بن عبد الملك في البحر في خلافة سليمان بن عبد الملك ، فقال : يا معشر التجار (٢) ، من أراد من الغزاة المعدمين شيئا فأعطوهم ، فأعطوهم عليه عشرين ألف دينار ، فلما استخلف عمر بن عبد العزيز قال : بيت المال أولى بمال هؤلاء التجّار من مال العرجي فقضى (٣) ذلك من بيت المال.

وأمه آمنة بنت عمر بن عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد ، وأبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي علي ، قالوا : أنبأ أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نبأ الزبير بن بكّار ، قال (٤) : وولد عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان : عبد الله الشاعر ، أمه آمنة بنت عمر بن عثمان بن عفّان لأم ولد ، وهو الذي يعرف بالعرجي ، كان يسكن عرج الطائف.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد (٥) ، أخبرني محمّد بن مزيد

__________________

(١) ترجمته وأخباره في : نسب قريش للمصعب ص ١١٨ وجمهرة ابن حزم ص ٨٥ والأغاني ١ / ٣٨٣ والشعر والشعراء ص ٣٦٥ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٢٦٨ والوافي بالوفيات ١٧ / ٣٨٤.

والعرجي بفتح العين المهملة وسكون الراء.

(٢) عن ل والمختصر ١٣ / ١٨٩ وبالأصل : النجاب.

(٣) عن ل والمختصر ، وبالأصل : يقضي.

(٤) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١١٨.

(٥) الخبر في الأغاني ١ / ٣٨٦.

٢٢٣

ـ إجازة ـ عن حمّاد بن إسحاق ـ وذكر ـ أن حمّادا (١) أخذه (٢) ـ عن أبيه عن بعض شيوخه : أن العرجي كان أعرج (٣) كوسجا (٤) ناتئ الحنجرة وكان صاحب غزل وفتوّة (٥) ، وكان يسكن بمال له في الطائف يسمى العرج ، فقيل له العرجي ، ونسب إلى ماله ، وكان من الفرسان المعدودين مع مسلمة بن عبد الملك بأرض الروم ، وكان له معه بلاء حسن ونفقة كثيرة.

قرأت على أبي (٦) الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد ، عن أبي جعفر محمّد بن أحمد ، عن أبي عبيد الله (٧) المرزباني ، قال : العرجي اسمه عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، كان يسكن عرج الطائف ، فنسب إليه ، وأمّه آمنة بنت عمر (٨) بن عثمان بن عفّان ، ويكنى أبا عثمان ، وكان شاعرا غزلا فارسا شجاعا مقداما يقول (٩) :

عوجي (١٠) عليّ فسلّمي جبر

فيم الوقوف (١١) وأنتم سفر

ما يلتقي الأنكاف منا

حتى يفرّق بينا النصر (١٢)

وكان محمّد بن هشام (١٣) بن إسماعيل المخزومي إذا كان واليا لهشام بن عبد الملك على مكة (١٤) ، وهو خاله ، سجن العرجي في تهمة دم ، فلم يزل في السجن حتى مات ، وهو القائل في الحبس (١٥) :

أضاعوني وأي قبر (١٦) أضاعوا

ليوم كريهة وسداد ثغر

__________________

(١) عن الأغاني وبالأصل : حماد.

(٢) كذا ، وفي ل والأغاني : حدّثه.

(٣) كذا ، وفي ل والأغاني : أزرق.

(٤) الكوسج : الأثط ، وهو الخفيف شعر اللحية ، أو الخفيف شعر العارضين.

(٥) رسمها غير واضح بالأصل ول «ومبره» والمثبت عن الأغاني.

(٦) الأصل : «ابن» والمثبت عن ل.

(٧) عن ل وبالأصل : عبد الله.

(٨) في ل : عمرو.

(٩) البيتان في الأغاني ١ / ٤٠٨.

(١٠) عن الأغاني ول ، ورسمها بالأصل : عرجي.

(١١) الأغاني : الصدود.

(١٢) في ل والأغاني : ما نلتقي إلّا ثلاث منّى ... النفر.

(١٣) عن ل وبالأصل : هاشم.

(١٤) عن ل ومكانها بالأصل : «عكرمه».

(١٥) الأبيات في الأغاني ١ / ٤١٣ وسير الأعلام ٥ / ٢٦٨ والشعر والشعراء ص ٣٦٥ (الأول والثالث).

(١٦) كذا ، وفي ل والمصادر السابقة : فتى.

٢٢٤

وخلّوني لمعترك المنايا

وقد شرعت أسنّتها لنحري (١)

كأني لم أكن فيهم وسيطا

ولم تك نسبتي في آل عمرو

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا (٢) ، قال : وأما العرجي بالعين والراء الساكنة ، فهو : عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان العرجي الشاعر ، كان ينزل العرج ، فنسب إليه.

(٣) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو الحسن بن العلّاف ، أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا أحمد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن جعفر ، نا أبو يوسف يعقوب بن عيسى الزهري ، نا الزبير بن بكّار قال : أنشد عطاء قول العرجي (٤) :

إنّي أتيحت لي يمانية

إحدى بني الحارث من مذحج

نمكث حولا كاملا كلّه

ما يلتقي إلّا على منهج

في الحجّ إن حجت (٥) وما ذا منى

وأهله إن هي لم تحجج

فقال عطاء : بمنى ـ والله ـ وأهله خير كثير إذ غيبها الله (٦) عن مشاعره.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو ح عبد الله ابنا البنّا ، وأبو الحسين بن الفرّاء ، قالوا : أنبأ أبو جعفر المعدّل ، أنبأ أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن [سليمان ، نا](٧) الزبير بن بكّار ، حدّثني عمي مصعب بن عبد الله (٨) ، ومحمّد بن الضحّاك الحزامي ، ومحمّد بن الحسن ، ومن شئت من أصحابنا.

أن محمّد بن هشام بن إسماعيل إذ كان واليا لهشام بن عبد الملك على مكة ـ وهو خاله ـ سجن عبد الله بن عمر العرجي في تهمة دم مولى لعبد الله بن عمر ادّعى على عبد الله دمه ، فلم يزل محبوسا في السجن حتى مات ، وفي حبس محمّد بن هشام للعرجي يقول العرجي : أخبرني بذلك حمزة بن عتبة اللهبي ، وأخبرتنيه ظبية مولاة

__________________

(١) الأغاني : وصبر عند معترك المنايا ... بنحري.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٨٧.

(٣) قبله في ل : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلّاف في كتابه وأخبرنا أبو المعمر الأنصاري عنه.

(٤) الأبيات في الأغاني ١ / ٤٠٨.

(٥) عن ل والأغاني ، وبالأصل : حججت.

(٦) عن الأغاني وبالأصل : وإياه.

(٧) ما بين معكوفتين زيادة عن ل.

(٨) انظر نسب قريش ص ١١٨.

٢٢٥

فاطمة بنت عمر بن مصعب بن الزّبير قالت [(١) : حدثتني ذلك أم سليمان أبيّة مولاة لسكينة بنت مصعب بن الزبير] ، وكانت دخلت على العرجي مع عثيمة بنت بكير بن عمرو بن عثمان بن عفان ، وأمها سكينة بنت مصعب بن الزبير.

قالت ظبية قالت أبيّة سمعت ذلك منه ، قال حمزة وظبية ، عن أبيّة وجلده محمّد بن هشام وهو في الحبس (٢) :

سينصرني الخليفة بعد ربي

ويغضب حين يخبر عن مساقي

عليّ عباءة برقاء (٣) ليست

مع البلوى تغيّب نصف ساقي

وتغضب (٤) لي بأجمعها قصيّ

قطين البيت والدّمث (٥) الرّقاق

قال : وزادتني ظبية عن أبية :

على سوداء مشرفة بسوق

بناها القمح مزلقة المراقي (٦)

قالوا جميعا : فلما استبطأ نصر قومه له قال :

أضاعوني وأيّ فتى أضاعوا

ليوم كريهة وسداد (٧) ثغر

وخلّوني لمعترك المنايا

وقد شرعت أسنّتها (٨) لصدري

كأنّي لم أكن فيهم وسيطا

ولم تك نسبتي في آل عمرو

قالوا : وقال في ذلك أيضا (٩) :

يا ليت سلمى رأتنا لا تراع (١٠) لنا

لمّا هبطنا جميعا أبطح السّوق

وكشرنا وكبول القبر ينكبنا (١١)

كالأسد تكشر عن أنيابها الروق

__________________

(١) ما بين الرقمين سقط من ل.

(٢) الأبيات في الأغاني ١ / ٤١١.

(٣) الأغاني : بلقاء ، وكلاهما بمعنى ، ما اجتمع فيه اللونان البياض والسواد.

(٤) عن الأغاني ، وبالأصل : «ويغضب» وبدون إعجام في ل.

(٥) الدمث جمع دمثاء وهي الأرض اللينة الملساء.

(٦) بالأصل : «على سود مشرفة نسوق» والمثبت عن ل ، ورواية البيت في الأغاني :

على دهماء مشرفة سموق

ثناها القمح مزلقة التراقي

(٧) الأصل : «وشداد بعر» والمثبت عن ل.

(٨) عن ل وبالأصل : سنانها.

(٩) البيتان الأول والثاني في نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١١٨ والأغاني ١٥ / ٢٣.

(١٠) في نسب قريش : لا قراع بنا.

(١١) الأغاني : تنكؤنا.

٢٢٦

والناس صفان من ذي بغضة (١) حنق

وممسك بدموع العين مخفوق

وفي السطوح كأمثال الدّمى خرد (٢)

يكتمن لوعة حبّ غير ممذوق

من كلّ ناشرة فرعا لرؤيتنا

ومفرق ذي نبات غير مفروق

يضربن حرّ وجوه لا يلوّحها

لفح السّموم ، ولا شمس المشاريق

كأن أعناقهن التّلع (٣) مشرفة

من الزهوّ كأعناق الأباريق

قالت ظبية : قالت أبيّة وقال أيضا في السجن :

يا ليت شعري وليت الطير تخبرني

هل أدخل القبة الحمراء من أدم؟

أسلمني أسرتي طرا وحاشيتي

حتى كأني من عاد ومن إرم

قال الزبير : وأنشدني عمي له في محبسه :

زارتك ليلى وكان السجن قد رقدا

ولم تخف من عدوّ كاشح رصدا

تكلفت ذاك ما كانت معاودة

سرى الظلام إذا ما عرسها هجدا

يا عقب ويحك لم حلّأت (٤) صادية

عن مشرب لم يكن من بعدها وردا

ليس الإله بغافل (٥) عنك ردّكها

إن عذب الله ممن قد برا أحدا (٦)

أخبرنا [(٧) والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ـ رحمه‌الله ـ قال] :

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (٨) ح وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السّمرقندي ، وأبو الدّرّ ياقوت بن عبد الله ، قالوا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنبأ أبو طاهر المخلّص ، أنبأ أبو عبد الله الطوسي ، نبأ الزبير بن بكّار ، حدّثني محمّد بن موسى بن طلحة بن عمر بن عبيد الله ، حدّثني نوفل بن عمارة.

أن محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان حجّ ، وأخرج معه بأشعب بن

__________________

(١) بالأصل : «من لي بعضه» والمثبت عن ل.

(٢) الخرد : جمع خريدة وهي الشابة المستترة.

(٣) التلع ، يقال : عنق أتلع وتليع : طويل.

(٤) بالأصل : «حلا» وفي ل : «خليت» والمثبت عن المطبوعة.

(٥) في ل : «يعافي».

(٦) كتب بعدها في ل :

آخر الثالث والسبعين بعد المائتين.

(٧) ما بين الرقمين ليس في ل والمطبوعة.

(٨) عن ل وبالأصل : المرزقي.

٢٢٧

جبير مولى عبد الله بن الزبير ويعقوب بن مجاهد أبي حزرة القاص (١) ، فبعث إليه العرجي وهو محبوس يسأله أن يتكلم فيه ، ويعنى به ، فوعده ذلك ، ثم نفر في النفر الأول ، ولم يكن منه فيما سأله العرجي شيء ، فقال له العرجي عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفّان

عذرت بني عمّي إلى الضعف ما هم

وخالي فما بال ابن عمي تنكبا (٢)

تعجّل في يومين عني بنفسه

فآثر يعقوبا عليّ وأشعبا

أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي علي ، قالا : أنبأ أبو (٣) جعفر بن المسلمة ، أنبأ أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، قال : وحدّثني محمّد بن فضالة قال : حجّ محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان وحجّ معه بأبي حزرة (٤) القاضي (٥) يعقوب بن مجاهد ، وأشعب بن جبير مولى عبد الله بن الزبير ، وحجّ معه جماعة من ولد عثمان بن عفّان ، فظن العرجي أن محمّد بن عبد الله بن عمرو يتكلم فيه ، وهو إذ ذاك في حبس محمّد بن هشام ، فلم يفعل محمّد ولا غيره ، وخرج وخرجوا إلى المدينة في النفر الأول ، فقال العرجي :

عذرت بني عمي إلى الضعف ما هم

وخالي فما بال ابن عمي تنكبا؟

تعجّل في يومين عنّي بنفسه

وآثر يعقوبا عليّ وأشعبا

ولو إذ كنت من آل الزبير وجدتني

بمندوحة عن ضيم من ضام أجنبا

بأمن فلا يختانني الطير ساعة

مناط محلّ البدر فارق كوكبا

ولكن قومي غرّهم جلّ أمرهم

أراذلهم من بين سقطى وأجربا

أخبرنا أبوا (٦) محمّد : هبة الله بن أحمد ، وعبد الله بن أحمد في كتابيهما قالا : أنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني أبو الحسن (٧) علي بن أيوب القمي ، أنا أبو عبيد الله

__________________

(١) بالأصل : «ويعفور بن مجاهد أفي حرزه العاصي» وفي ل : «بن حرره العاص» صوبنا الاسم عن المطبوعة ، وفي المختصر : يعقوب بن مجاهد بن حبير القاضي.

(٢) بالأصل : «وخالي فما لابن عمي يتكيا» والمثبت عن ل والمختصر.

(٣) عن ل وبالأصل : ابن ، والسند معروف.

(٤) بالأصل «خرزة» ، وفي ل : «حرره» بدون إعجام ، والمثبت حسب الرواية السابقة والمطبوعة.

(٥) كذا بالأصل والمختصر ، وفي ل والمطبوعة : القاص.

(٦) عن ل ، وبالأصل : «أبو».

(٧) عن ل وبالأصل : الحسين.

٢٢٨

محمّد بن عمران بن موسى المرزباني ، أنا محمّد بن يحيى ، نا يموت بن المزرّع ، قال : سمعت الجاحظ (١) ينشد :

تشرّب قلبي حبّها فمشى به (٢)

كمشي حميّا الكأس في جسم شارب

ودبّ هواها في عظامي كلها (٣)

كما دبّ في الملسوع سمّ العقارب

قال المرزباني : وأخبرني الحسين بن علي ، عن اليزيدي ، عن محمّد بن حبيب أنهما للعرجي.

أخبرنا (٤) أبو الحسين (٥) محمّد بن محمّد بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر المعدل ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، أنشدني حمزة بن عتبة اللهبي لعبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفّان الذي يعرف بالعرجي ، وكان يسكن عرج الطائف (٦) :

نبيّ الهدى وحمزة ابدا وهما إن

نسبتها خالاها

إنّ عثمان والزبير أحلّا بيتها

بالبقاع (٧) إذ ولداها

إنّها بنت كلّ أبيض قرم

ماجد حلّ من قصيّ ذراها (٨)

سكن الناس بالظواهر منها

وتبوّا لنفسه بطحاها

فابتنوا بالشعاب والحزن (٩) منها

وتفجّى عن بيته سيلاها

منهم الطّيّب النبيّ به

الله إلى كلّ باب خير هداها

من تراب بين المقام إلى ال

ركن براها الإله حين براها

__________________

(١) عن ل وبالأصل : الحافظ. والبيتان في كتابه : الحيوان ٤ / ٢٦٩ نسبهما للعرجي قالهما في دبيب السم في المنهوش.

(٢) صدره في كتاب الحيوان : وأشرب جلدي حبها ومشى به ... في جلد شارب.

(٣) في كتاب الحيوان : يدب هواها في عظامي وحبها.

(٤) أخر في ل إلى ما بعد الخبر التالي.

(٥) عن ل ، وبالأصل : الحسن ، والسند معروف.

(٦) الثاني والثالث في نسب قريش للمصعب ص ١١٨ والثاني والثالث والرابع في الأغاني ١ / ٣٩٩.

(٧) في ل والمصدرين السابقين : «باليفاع» وهو المشرف من الأرض والجبل.

(٨) بالأصل : «كل من قصي أراها» وفي ل والمصدرين :

نال في المجد من قصي ذراها

(٩) بالأصل ول : «والحرن» والصواب ما أثبت ، والحزن : الغليظ الخشن من الأرض.

٢٢٩

قصوي منه قصيّ ولم يخ

لط بطين القرى ولا أكباها (١)

سار في الخيل والرجال فلم تشعر

قريش بذاك حتى أتاها

في كراديس (٢) كالجبال ورجل

يفرع الأخشبين طول قناها

قال الزبير : وحدّثني ظبية مولاة فاطمة بنت عمرو بن مصعب بن الزبير ، عن أم سليمان (٣) بنت نافع مولاة سكينة ابنة مصعب [بن الزبير قالت : تزوج سيدتي سكينة بنت مصعب بكير بن عمرو بن عثمان ، فولدت له عثيمة ابنة بكير ، ثم خلف على سكينة عامر بن حمزة بن عبد الله بن الزبير ، ثم تزوجت عثيمة بنت بكير العرجي عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان ، وفيها يقول :

إنّ عثمان والزبير أحلّا

بيتها باليفاع (٤) إذ ولداها

قال الزبير : وزادتني فيها عن أبية قالت :

فهي أترجّة بحيّز ماء

مألف الظّلّ بالعشي خباها

وقالت أبية سمعتها من العرجي.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (٥) ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الدّرّ ياقوت بن عبد الله ، قالوا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنبأ أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني عروة (٦) بن عبد الله بن عروة بن الزبير ، حدّثني عروة بن أذينة الليثي قال : أنشد ابن أبي عتيق قول عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان المعروف بالعرجي الذي يقول فيه (٧) :

يا ليلة الأنس لست ببالغ

جزى الذي أوليتني آخر الدهر

فما ليلة عندي وإن قيل جمعة

ولا ليلة الأضحى ولا ليلة الفطر

__________________

(١) كذا بالأصل ، ولم تعجم الباء في ل.

(٢) الكراديس جمع كردوس ، وهي الخيل العظيمة ، والرجل بكسر الراء : الجيش الكثير.

(٣) في ل : أم سليمان أبية بنت نافع.

(٤) بالأصل : «أخلا بينهما بالبتاع» والمثبت عن ل ، وقد مرّ البيت.

(٥) الأصل : المرزقي ، والصواب عن ل.

(٦) كذا بالأصل ول : «عروة بن عبد الله بن عروة بن الزبير»؟؟.

(٧) الأبيات في الأغاني ١ / ٣٩٩ (عدا البيت الأول).

٢٣٠

بعادلة (١) الاثنين عندي وبالحرى

يكون سواء مثلها (٢) ليلة القدر

فما أنس من (٣) أشياء لا أنس قولها

لخادمها قومي سلي [لي](٤) عن الوتر

فجاءت (٥) يقول : الناس في ست عشرة

فلا تعجلي عنه فإنك في أجر

فقال : أشهدكم بالله إنها حرة في مالي إن باعوها ، وهذه أفقه من ابن شهاب ـ وفي حديث ابن السّمرقندي : فما أنس مل أشياء لا أنس قولها «وفيه : فقال أشهدكم أنها حرة في مالي إن باعوها ، لهذه أفقه من ابن (٦) شهاب».

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، وأبو الحسين بن الفراء ، قالوا : قال أبو جعفر محمّد بن أحمد (٧) ، أنا أبو طاهر الذهبي ، أنا أبو عبد الله الطوسي ، أنا الزبير بن بكّار ، قال (٨) : فولد عبد الله بن عمر العرجي عمر كان يلقب الصداويّ ، قتل بقديد ، وزيدا لا عقب له ، وأمهما عثيمة بنت بكير بن عمرو بن عثمان بن عفان ، ولسكينة بنت مصعب بن الزبير ولأم ولد ، ولعثيمة بنت بكير يقول عبد الله بن عمر العرجي :

إنّ عثمان والزبير أحلّا

بيتها (٩) باليفاع إذ ولداها

بنبي الهدى وحمزة أبدا

وهما إن نسبتها خالاها

إنها نبت كل أبيض قرم

نال في المجد من قصي ذراها

سكن الناس بالظواهر منها

فتبّوا لنفسه بطحاها

فابتنوا بالشعاب والحزن منها

وتفجّى عن بيته سيلاها

فهي أترجّة بحيّز (١٠) ماء

مألف الظل بالعشي خباها

وبحسب المسافرين من المج

د قصيا أن يبلغوا مولاها

منهم الطيب النبي به الل

ه إلى كل باب خير هداها

__________________

(١) الأصل : «يعادله» والمثبت عن ل والأغاني.

(٢) الأصل ول ، وفي الأغاني : منهما.

(٣) الأغاني : وما أنس م الأشياء.

(٤) زيادة عن ل وفي الأغاني : اسألي لي.

(٥) الأغاني : فقالت يقول الناس.

(٦) عن ل والأغاني وبالأصل : «اهل».

(٧) زيد في ل : ابن المسلمة.

(٨) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١١٨.

(٩) الأصل : «أخلا بينهما» والصواب عن ل ، وقد مرّ.

(١٠) عن المطبوعة ، وبالأصل : «بخير» وبدون إعجام في ل.

٢٣١

من تراب بين المقام إلى ال

ركن براها (١) الإله حين براها

قصوي منهم قصي ولم يخ

لط بطين القرى ولا أكباها

سار في الخيل والرجال فلم تشعر

قريش بذاك حين أتاها

في كراديس كالجبال ورجل

يفرع الأخشبين طول قناها

أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد العزيز بن المهدي ، وأخبرنا أبو الحجاج يوسف بن مكي الفقيه عنه ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي ، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن (٢) بن محمّد بن شاذان ، نا محمّد بن يزيد (٣) بن أبي الأزهر ، أنشدنا الزبير بن بكّار ، أنشدني عمي مصعب (٤) وظبية للعرجي (٥) :

خمس (٦) بعثن رسولا في ملاطفة

ثقفا إذا استيقظ (٧) الهيّابة الوهم

إليّ أن ائتنا وهنا إذا غفلت (٨)

أحراسنا وافتضحنا إن هم علموا

أقبلت أمشي على هول أجشّمه

تجشّم المرء هؤلاء في الهوى كرم (٩)

قالت كلابة : من هذا؟ فقلت لها :

هذا الذي أنت من أعدائه زعموا

إنّي امرؤ لج بي حبّ فأحرضني (١٠)

حتى بليت وحتى شفّني السّقم

فانعمني نعمة تجزي بأحسنها

فربّما مسّني من أهلك النّعم

قالت : رضيت ولكن جئت في قمر

هلّا تلبّث حتى تدخل (١١) الظلم

خلّت عناقي (١٢) كما خلّيت ذا عذر

إذا رأته إناث الخيل ينتحم (١٣)

__________________

(١) الأصل ول : «بداها ... بداها» والمثبت عن المطبوعة.

(٢) بالأصل : الحسين ، والمثبت عن ل ، ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٤٢٩.

(٣) عن ل وبالأصل : مزيد.

(٤) زيد في ل : بن عبد الله.

(٥) الأبيات في الأغاني ١ / ٣٨٨.

(٦) الأغاني : حور.

(٧) الأصل ول ، وفي المختصر ١٣ / ١٩١ والمطبوعة : «أسقط» وعجزه في الأغاني : ثقفا إذا غفل النساءة الوهم.

(٨) الأصل : «أعطبت أجراسنا» والمثبت عن ل والأغاني. وفي الأغاني : هدأ بدل وهنا.

(٩) الأصل : «كرما».

(١٠) الأغاني : أنا امرؤ جدّ بي حبّ فأحرضني.

(١١) عن ل والأغاني وبالأصل : «تانيت .. يدخل».

(١٢) ل والمطبوعة : «خلت عناني» وفي الأغاني : «خلت سبيلي».

(١٣) الأصل : «إذا رأته آيات الحبل تنتحم» والمثبت عن ل والمطبوعة ، وفي ل ينتحم بدون إعجام. وفي الأغاني : إذا رأته عتاق الخيل ينتجم.

٢٣٢

فجعلنني (١) بعد تقبيل وتفدية

بحيث يجعل عرض الضامن الزلم

قرأت بخط أبي الحسن (٢) رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسن (٣) بن سيبخت ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، نا أبو العبّاس ثعلب ، نا ابن شبيب قال : قال الزبير : وجدت هذه الأبيات للعرجي في كتاب إسماعيل بن المجدّر وكان من علماء الناس وأدبائهم (٤) :

أين ما قلت : متّ قبلك أينا

أين تصديق ما عهدت إلينا

غير أنّي أخاف أن تصرمي الحبل

وأن تجمعي مع البحر (٥) بيننا

فاجعلي بيننا وبينك عدلا

لا تحيفي ولا يحيف علينا

كيف يقضي (٦) في فتى هام إن (٧) هام

بمن لا ينال جهلا وحينا

ما تحرّجت من زنا (٨) علم الله

ولو كنت قد شهدت حنينا

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا الطّيّب ـ وهو محمّد بن أحمد بن حمدون المذكر ـ يقول : سمعت محمّد بن الرومي يقول : سمعت إبراهيم بن عامر صاحب الطاهرية (٩) يقول (١٠) :

واعد العرجي امرأة بفناء الطائف ، فجاء على حمار ومعه غلام له ، فجاءت المرأة على أتان معها جارية ، فوثب العرجي على المرأة ، والغلام على الجارية ، والحمار على الأتان ، فقال العرجي : هذا يوم غابت عواذله (١١).

__________________

(١) في ل : «فجعلتني» وفي المطبوعة : جعلنني.

والزلم : الجمع أزلام ، وهي السهام التي كان أهل الجاهلية يستقسمون بها.

(٢) عن ل وبالأصل : الحسين ، والسند معروف.

(٣) عن ل وبالأصل : الحسين ، وقد مرّ التعريف به.

(٤) الأبيات في الأغاني ١ / ٣٩٢.

(٥) في ل : «الهجر» والأغاني : الصرم.

(٦) ل : كيف تقضين.

(٧) الأصل ول ، وفي الأغاني : إذ هام.

(٨) الأغاني : دمي.

(٩) في ل : المطهرية.

(١٠) الخبر في الأغاني ١ / ٣٩٥.

(١١) الأغاني : غاب عذّاله.

٢٣٣

٣٤٢٧ ـ [عبد الله بن عمر بن الوليد

له ذكر في ترجمة داود بن سليمان](١)

٣٤٢٨ ـ عبد الله بن عمر بن يزيد بن الحكم

ويقال : ابن زيد بن الحكم

أبو زرارة الحكمي

حكى عن عمر بن عبد العزيز ، وأبيه عمر بن يزيد.

روى عنه : الوليد بن مسلم ، وأبو عبيدة معمر بن المثنى.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، أنبأ أحمد بن المعلى ، نا صفوان ، نا الوليد ، أخبرني عبد الله بن عمر أبو زرارة الحكمي قال :

حضرت عمر بن عبد العزيز في عسكره حين كتب إلى الأجناد بمنع من طبخ الطلاء الذي قد ذهب ثلثاه وبقي ثلثه ـ فكلّمه فيه أصحابه من أهل الشام وقالوا : أحلّه عمر ونهيت عنه؟ فقال عمر : نهيت عن طبخه رأسا (٢) ليترك حرامه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو طاهر الخطيب ، أنا أبو القاسم بن الصوّاف ، نا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر (٣) الدولابي ، قال : أبو زرارة عبد الله بن عمر الحكمي ، يروي عنه الوليد بن مسلم.

٣٤٢٩ ـ عبد الله بن عمر البازيار

أحد قوّاد المتوكل الذين قدموا معه دمشق ، فيما قرأته بخط عبد الله بن محمّد الخطابي ، وكان قدومه إياها سنة ثلاث وأربعين ومائتين.

ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق : أن عبد الله بن عمر البازيار مات في شهر رمضان (٤) سنة ثلاث وسبعين ومائة.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن ل. وقوله : له ذكر في ترجمة داود بن سليمان ، كتبت في آخر الترجمة التالية.

(٢) ليست في المطبوعة.

(٣) عن ل وبالأصل : يونس ، وانظر الخبر في الكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٨٢.

(٤) في ل : رجب.

٢٣٤

٣٤٣٠ ـ عبد الله بن عمرو بن أويس الأكبر بن سعد

ابن أبي سرح بن الحارث بن حبيّب بن خزيمة (١) بن مالك

ابن حسل بن عامر بن لؤي القرشي (٢) العامريّ

كان رسول يزيد بن معاوية إلى ابن عمه الوليد بن عتبة أمير المدينة بموت أبيه ، وأخذ البيعة له.

روى عن عبد الملك بن مروان ، وقبيصة بن ذؤيب.

روى عنه : إبراهيم بن عبد الله بن أبي فروة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ـ إجازة ـ أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني إبراهيم بن عبد الله بن أبي فروة قال : سمعت عبد الله بن عمرو بن أويس العامريّ يقول : سمعت عبد الملك بن مروان يقول لقبيصة بن ذؤيب : هل سمعت في الوداع بدعاء موقّت (٤)؟ فقال : لا ، فقال عبد الملك : ولا أنا.

وأخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار (٥) قال : وعبد الله بن عمرو بن أويس (٦) الأكبر (٧) ، وهو الذي قدم على الوليد بن عتبة ـ بنعي ـ معاوية ، والوليد أمير المدينة ، وأمره بأخذ الحسين (٨) بن علي ، وابن الزبير بالبيعة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ، قالوا : أنا أبو جعفر ، أنا

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي ل بدون إعجام ، وفي نسب قريش ص ٤٣٠ : جذيمة.

(٢) ليست في ل.

(٣) الخبر في طبقات ابن سعد ٥ / ٢٣٠.

(٤) «موقت» ليست في ل.

(٥) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٤٣٣.

(٦) في ل : «أوس».

(٧) عن نسب قريش ول ، وبالأصل : الأزدي.

(٨) في ل : الحسين وعبد الله بن الزبير.

٢٣٥

أبو طاهر ، أنا أحمد ، نبأ الزبير قال : قال عمي مصعب بن عبد الله : وزعم الواقدي أن الذي قدم ـ بنعي ـ معاوية عبد الله بن عمرو بن أويس (١) العامريّ ، عامر لؤي.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة على أبي نصر بن ماكولا (٢) ، قال : أما حبيّب بتشديد الباء المعجمة باثنتين من تحتها : عبد الله بن عمرو الأكبر بن أويس بن أبي سرح بن الحارث بن حبيّب الذي كتب معه يزيد بن معاوية إلى الوليد بن عتبة وهو على المدينة بنعي معاوية.

٣٤٣١ ـ عبد الله بن عمرو بن الحارث مولى بني عامر بن لؤي

كان على بيت مال الوليد بن عبد الملك ، وسليمان ، وهشام ، وكان أبوه على خاتم عبد الملك بن مروان بعد قبيصة.

روى عن : عمر بن عبد العزيز ، ومحمود بن لبيد الخزرجي.

وروى عنه : إبراهيم بن عبد الله بن أبي فروة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ـ إجازة ـ نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا محمّد بن عمر ، نا إبراهيم بن عبد الله بن أبي فروة ، عن عبد الله بن عمرو بن الحارث ـ من بني عامر بن لؤي ـ عن عمر بن عبد العزيز : أتي بأسير أسره مسلمة بن عبد الملك ، وأنّ أهله سألوه أن يفتدوه بمائة مثقال ، فردّه عمر إليهم وفداه بمائة مثقال.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٤) : في تسمية عمّال الوليد : ببيوت الأموال (٥) والخزائن : عبد الله بن عمرو.

وقال خليفة (٦) في تسمية عمّال سليمان : ببيوت الأموال والخزائن والرقيق والثياب (٧) : عبد الله بن عمرو بن الحارث مولى بني عامر بن لؤي.

__________________

(١) في ل : «أوس».

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٢٩٧.

(٣) طبقات ابن سعد ٥ / ٣٥٤.

(٤) تاريخ خليفة ص ٣١٢.

(٥) قوله : «ببيوت الأموال» ليس في ل.

(٦) تاريخ خليفة ص ٣١٩.

(٧) في ل وتاريخ خليفة : والنفقات.

٢٣٦

وقال خليفة (١) في تسمية عمّال هشام : الخزائن وبيوت الأموال (٢) : عبد الله بن عمرو بن الحارث.

٣٤٣٢ ـ عبد الله بن عمرو بن صفوان

بن أميّة بن خلف الجمحيّ

سكن دمشق (٣) ، وأقطعه العباسيّون بها إذ دخلوا إقطاعا لدلالته إيّاهم على بني أميّة.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، أخبرني أبو الأشعث غالب بن سليمان بن روح بن جناح ، نا وريزة (٤) بن محمّد ، حدّثني أحمد بن بشر ، نا صفوان بن صالح قال : سمعت الوليد بن مسلم يقول :

كان عبد الله بن عمرو (٥) بن صفوان بن أميّة بن خلف الجمحيّ يوم دخل عبد الله بن علي دمشق يدل على رجال بني أمية ليقتلوا ، فأقطع من مستغل هشام بن عبد الملك (٦) من سوق اللؤلؤ إلى قنطرة الغرابيل. قال أبو الأشعث : والدار التي هي اليوم الزقاق النافذ إلى سوق الطير وغيره يعرف اليوم بزقاق (٧) صفوان ، هي داره.

أظنه عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية (٨).

٣٤٣٣ ـ عبد الله بن عمرو بن الطّفيل الدّوسي

ذكر عبد الله بن محمّد بن ربيعة القدامي في كتاب : «فتوح الشام» الذي صنفه أنه استشهد يوم أجنادين ، وكان قدم مع أبيه في جند خالد الذي قدم من العراق.

__________________

(١) تاريخ خليفة ص ٣٦٢.

(٢) زيد في ل : «والرقيق» وليست اللفظة في تاريخ خليفة.

(٣) في ل : «دمشقي» بدل : «سكن دمشق».

(٤) بالأصل ول والمطبوعة : وزيره» والصواب ما أثبت وضبط ، وقد مرّ التعريف به ، وانظر تبصير المنتبه ص ٤ / ١٤٧١.

(٥) الأصل : عمر ، والمثبت عن ل.

(٦) ل : هشام بن عبد الله.

(٧) في ل : بدار صفوان.

(٨) «بن أمية» ليست في ل.

٢٣٧

٣٤٣٤ ـ عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم

ابن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي

أبو محمّد ـ ويقال : أبو عبد الرّحمن

ويقال (١) : أبو نصير ـ السّهمي (٢) صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

وكان من أكثر أصحابه عنه حديثا ، وقيل : كان اسمه العاص ، فسمّاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عبد الله.

روى عن أبي بكر الصدّيق ، وعمر بن الخطاب ، وعبد الرّحمن بن عوف ، وأبي الدّرداء ، ومعاذ بن جبل ، وأبيه عمرو بن العاص.

روى عنه : سعيد بن المسيّب ، وعروة بن الزبير ، وعطاء ، ومجاهد ، وابن ابنه شعيب بن محمّد بن عبد الله ، وعيسى بن طلحة ، وطاوس بن كيسان ، وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، ويعقوب بن عاصم ، وأبو سلمة ، وحميد ابنا عبد الرّحمن بن عوف ، وأبو الوليد سعيد بن مينا ، والحكم بن ميناء ، وعبد الله بن رباح ، وعمرو بن أوس (٣) ، وأبو العباس السائب بن فرّوخ (٤) ، وعطاء بن يسار ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعمر (٥) بن الحكم بن ثوبان ، ويوسف بن ماهك ، وعمر مولى أم سلمة ، وأبو عياض عمرو (٦) بن الأسود ، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، ويوسف بن ميسرة بن حلبس ، وجبير بن نفير (٧) ، أبو كبشة السلولي ، وعمرو بن قيس الكندي ، ومغيث بن سمي الأوزاعي الشاميون ، وخيثمة بن عبد الرّحمن ، ومسروق (٨) بن

__________________

(١) «ويقال : أبو عبد الرحمن ، ويقال» استدرك على هامش ل.

(٢) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١٠ / ٣٧٢ وتهذيب التهذيب ٣ / ٢١٨ حلية الأولياء ١ / ٢٨٣ والإصابة ٢ / ٣٥١ وأسد الغابة ٣ / ٢٤٥ العبر للذهبي ١ / ٧٢ شذرات الذهب ١ / ٨٣ الاستيعاب رقم ١٦١٨ الوافي بالوفيات ١٧ / ٣٨٠ وسير الأعلام ٣ / ٥٣ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ١٦١ وانظر بحاشيته ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٣) عن ل وتهذيب الكمال ، وبالأصل : أويس.

(٤) عن تهذيب الكمال ، وبالأصل : «روح» وفي ل : فروح.

(٥) عن ل وتهذيب الكمال وبالأصل : عمرو.

(٦) عن ل وبالأصل : عمر.

(٧) بالأصل : نصر ، والصواب عن ل وتهذيب الكمال.

(٨) بالأصل : «ومسرور بن الأعرج» والمثبت عن ل وتهذيب الكمال وسير الأعلام.

٢٣٨

الأجدع ، وسالم بن أبي الجعد ، وعبد الرّحمن بن عبد رب الكعبة ، وعامر الشعبي ، وأبو يحيى مصدع ، وأبو زرعة بن عمرو بن جرير البجلي الكوفيون ، وأبو المليح عامر بن أسامة الهزلي ، وأبو أيوب يحيى بن مالك المراغي ، والقاسم بن ربيعة بن جوشن ، وثابت بن أسلم البصريون ، والحارث بن يعقوب ، وأبو الخير مرثد (١) بن عبد الله ، وأبو عبد الرّحمن عبد الله بن يزيد الحبلي ، وأبو فراس يزيد بن رباح المصريون ، وجماعة سواهم.

وقدم دمشق غير مرة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، نا أبو بكر الشافعي ـ إملاء ـ نا أحمد بن محمّد بن عيسى البرتي (٢) القاضي ، نا أبو نعيم ، نا شيبان ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن عبد الله بن عمرو قال :

انكسفت (٣) الشمس على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فنودي بالصلاة جامعة (٤) ، فركع ركعتين فسجد (٥) ، ثم قام فركع ركعتين بسجدة ، ثم جلس حتى حل عين (٦) الشمس ، فقالت عائشة : ما سجد سجودا قطّ ، ولا ركع ركوعا قط أطول منه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، وأبو نصر بن رضوان ، وأبو غالب بن البنّا ، قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا بشر بن موسى ، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ ، نا حيوة ، أخبرني أبو هانئ ، أنه سمع أبا عبد الرّحمن الحبلي يقول (٧) : إنه سمع عبد الله بن عمرو يقول :

إنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن ـ عزوجل ـ كقلب واحد يصرّفه حيث يشاء» ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهمّ مصرّف القلوب اصرف قلوبنا إلى طاعتك» [٦٥٠١].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنبأ تمام بن محمّد ، أنا أبو

__________________

(١) الأصل : «مزيد» والصواب عن ل وتهذيب الكمال.

(٢) الأصل : «التركي» وفي ل : «البرني» والصواب ما أثبت وضبط ، وقد مرّ التعريف به.

(٣) المطبوعة : لما انكسفت.

(٤) ل : جماعة.

(٥) كذا بالأصل : وفي المختصر والمطبوعة : «بسجدة» وفي ل : بسجدتين.

(٦) كذا بالأصل : «حل عين الشمس» وفي ل : «عن» وفي المختصر والمطبوعة : جلّي عن الشمس.

(٧) «يقول» ليست في ل.

٢٣٩

عبد الله بن مروان ، نا زكريا بن يحيى ، نا هشام بن عمّار ، نا الوليد بن مسلم ، نا سعيد (١) ، عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال :

كتب معاوية بن أبي سفيان إلى مسلمة بن مخلّد أن سل عبد الله بن عمرو بن العاص أسمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : لا تقدس أمة لا يقضى فيها بالحق ويأخذ الضعيف حقّه من القوي غير مضطر؟ فإن أخبرك أنه سمع من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فابعثه إليّ على مركبة من البريد ، فقدم على البريد فقال : أنت سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقوله؟ قال : نعم ، قال معاوية : وأنا سمعته منه كما سمعته.

قال : ونا زكريا بن يحيى ، نا محمّد بن مصفّى ، نا بقية ، نا سعيد بن عبد العزيز ، عن ابن (٢) حلبس قال : كتب معاوية إلى مسلمة بن مخلّد فذكر نحوه.

أنبأناه عاليا أبو علي الحسن (٣) بن أحمد ، ثم حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه ، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني (٤) ، نا أحمد بن المعلّى ، نا هشام بن عمّار ، نا الوليد بن مسلم.

ح قال : ونبأ إبراهيم بن محمّد بن عرق ، نا محمّد بن مصفّى ، نا بقية ، قالا : نا سعيد بن عبد العزيز ، عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال :

كتب معاوية إلى مسلمة بن مخلّد وهو بمصر : أن سل عبد الله بن عمرو هل سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : لا تقدّس الله أمة لا يقضى فيها بالحق ، ويأخذ الضعيف حقه من القوي غير مضطهد» ، فإن أخبرك أنه سمعه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فابعثه على مركبة من البريد ، فسأله فقال : نعم ، فدفع إليه الكتاب ، فقدم على مركبة من البريد وقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقوله ، فقال معاوية : أنا سمعت كما سمعت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العز ثابت بن منصور ، قالا : أنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد أبو البركات : وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنبأ أبو الحسين محمّد بن الحسن بن أحمد ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا أبو جعفر عمر بن أحمد ، نا

__________________

(١) في ل : شعبة.

(٢) الأصل : «أبي» والمثبت عن ل.

(٣) عن ل وبالأصل : الحسين ، والسند معروف.

(٤) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١٩ / ٣٨٧ رقم ٩٠٨ باختلاف.

٢٤٠