إدام القوت في ذكر بلدان حضر الموت

السيّد عبد الرحمن بن عبيد الله السقّاف

إدام القوت في ذكر بلدان حضر الموت

المؤلف:

السيّد عبد الرحمن بن عبيد الله السقّاف


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار المنهاج للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ١١١٠

ولعلّه متعدّد في جهات كثيرة (١).

وفي خبايه جماعة من آل قصير ، ومن أخبارهم : أنّ اثنين من آل قصير وآل الجحيل ـ وهما ابنا مسعد بن عوض ـ وآخر من آل دحدح أهل خبايه ساروا إلى دمّون في طلب صلح من آل سلمه ، وأخذوا معهم ولدا صغيرا جدّا من سوق تريم ، ولمّا انتهوا إلى دمّون .. طلبوا منهم الصّلح في قتيل عندهم لآل سلمه طفل ، فقال آل سلمه : سنتشاور ، فقال لهم أحد آل قصير : باتشاورون نساكم. فغضبوا وقتلوا آل قصير ، فبعث آل مرساف إلى حيمد سعيّد دلّال تريم : هل يلزمهم عار من وجود طفلهم مع آل قصير. فلم يكن إلّا إرسال ثلاث سود لهم ، فحطّوا على آل سلمه ودخلوا الفجير ، فأحاط بهم آل سلمه ، فركبوا اللّيل وأخذوا على آل عبد الشّيخ بالمسيله ، وأقاموا بها سبع سنين والحرب قائمة بينهم وبين آل سلمه ، وقتل فيها نحو من أربعين ما بين قبائل ومساكين.

ومن المشهور : أنّ السّيول لا تفيض عنها وإن كثرت ، ومن أمثال العامّة : (ماء خباية فيها ولا يكفيها) ، وبعضهم يحمله على القلّة ، وآخرون يقولون : إنّ بها أرصادا تمنع ذلك ، وليس بأغرب ممّا ذكرناه في مواضعه عن سدبه والقارة واللّسك.

النّجير

هو من وراء خبايه شرقا. وفي «صفة جزيرة العرب» [١٦٩] لابن الحائك ما يوهم قربه من القطن ، وليس بصحيح. وعدّه في موضع منها [٣٢٢] في محافد اليمن ـ أي : قصورها المشهورة ـ وعدّه منها في الجزء الثّامن (ص ٩٠) من «الإكليل» وقال : (إنّه لبني معد يكرب من كندة) اه

وكأنّه إنّما أخذه من فيئة الأشعث بن قيس بن معد يكرب الكنديّ إليه في حادثته المشهورة.

__________________

(١) خبايه : يوجد موضع بنفس الاسم قريب من شبام ، كان به مال للإمام أحمد بن عمر بن سميط ، وكان به منزل صغير كان يسكنه في الصيف ، وقد اندثر الآن ولم يبق منه سوى آثار لأساساته.

٩٦١

وفيه [٨ / ٩٠ ـ ٩١] : أنّ آل نشق بن بكيل كانوا بروثان (١) بين الجوف ومأرب ، ثمّ تحوّل ـ يعني روثان ـ إلى من بعدهم ، وقال أحدهم [من الطّويل] :

كأن لم يكن روثان في الدّهر مسكنا

ومجتمعا من ذي الجراب ويمجد

ففرّقهم ريب المنون وأصبحوا

قرى حضرموت ساكنين وسردد (٢)

وفيه شاهد قويّ لكثرة السّاقطين من همدان إلى حضرموت في القديم فضلا عن الحديث.

وقد مرّ في المقدّمة قول أبي دهبل [من مجزوء الكامل] :

أعرفت رسما بالنّجي

ر عفا لزينب أو لساره

لعزيزة من حضرمو

ت على محيّاها النّضاره

وقال ميمون بن قيس الأعشى [في «ديوانه» ١٠٠ ـ ١٠١ من الطّويل] :

ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا

وبتّ كما بات السّليم مسهّدا (٣)

وما ذاك من عشق النّساء وإنّما

تناسيت قبل اليوم خلّة مهددا (٤)

ولكن أرى الدّهر الّذي هو خائن

إذا أصلحت كفّاي عاد فأفسدا

كهولا وشبّانا فقدت وثروة

فلله هذا الدّهر كيف تردّدا

وما زلت أبغي المال مذ أنا يافع

وليدا وكهلا حين شبت وأمردا

وأبتذل العيس المراقيل تغتلي

مسافة ما بين (النّجير) و (صرخدا) (٥)

وقال عليّ بن هوذة يذكر من ارتدّ من العرب [من المتقارب] :

ولسنا بأكفر من عامر

ولا غطفان ولا من أسد (٦)

__________________

(١) روثان : مدينة قديمة العمارة كانت قائمة في الغائط بين الجوف ومأرب ، وهي اليوم خرائب وأطلال.

(٢) إلى هنا ينتهي كلام «الإكليل» ، وسردد : واد شهير بتهامة ، شمالي الحديدة.

(٣) السّليم : الّذي لدغته أفعى. وسمّي بذلك تفاؤلا ؛ كما سمّيت الصّحراء : مفازة.

(٤) خلّة : صحبة. مهدد : اسم امرأة.

(٥) العيس المراقيل : النّوق الكريمة. النجير وصرخد : موضعان.

(٦) الأبيات في «معجم البلدان» (٢ / ١٦٩).

٩٦٢

ولا من سليم وألفافها

ولا من تميم وأهل (الجند)

ولا ذي الخمار ولا قومه

ولا أشعث العرب لو لا النّكد

ولا من عرانين من وائل

بسوق (النّجير) وسوق النّقد

وقال كثيّر يصف غيثا [في «ديوانه» ١٢٨ من الطّويل] :

وطبّق من نحو النّجير كأنّه

بأليل لمّا خلّف النّخل ذامر (١)

الجرب

بكسر الجيم وفتح الرّاء (٢) ، مكان واسع ، كانت به قرية جرت فيها الحادثة المشهورة سنة (٩٥٨ ه‍) ، وهي : أنّ بدر بن عبد الله بوطويرق حصر فيها خمس مئة من عبيد آل يمانيّ ثمّ قتلهم عن بكرة أبيهم ، حسبما في «الأصل».

وفي «مجموع كلام الحبيب عمر بن حسن الحدّاد» أنّه : (كان يطلع منها سبعون من العلويّين على سبعين حمارا كلّ ليلة يصلّون العصر في مسجد باعلويّ).

روغه

هي قرية صغيرة من وراء الجرب إلى شرق. قال في «شمس الظّهيرة» [٢ / ٤٨٧] عند ذكر السّيّد عقيل بن محمّد ابن أحمد بن محمّد جمل اللّيل بن حسن المعلّم (٣) : (هو السّخيّ العالم المشهور ، صاحب مسجد روغه ، المتوفّى بها ، المقبور بتريم

__________________

(١) في «الديوان» : (النّجيل) بدل (النّجير). أليل : اسم موضع.

(٢) ضبط الجرب هكذا غريب ، لمخالفته عرف أهل حضرموت ، والجرب عندهم معروف وهو بفتح الجيم وسكون الراء. بل كذلك ضبطه بافقيه في «تاريخه» ، والعيدروس في «النور السافر» كلاهما في حوادث سنة (٩٥٨ ه‍).

(٣) سقط اسم عبد الله بين محمد جمل الليل وحفيده أحمد ، والاسم تاما .. هكذا : عقيل بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد جمل الليل .. إلخ.

٩٦٣

سنة (١٠٠٩ ه‍) ، عقبه بروغه ؛ منهم : العلّامة الفاضل محمّد الباقر (١) بن عمر بن عقيل المذكور ، توفّي سنة «١٠٨٩ ه‍».

وجاء في ترجمة الإمام الجليل محمّد (٢) جمل اللّيل بن حسن المعلّم : (أنّ له مسجدا بروغة (٣) ، وهو الّذي يبعد عنها في شرقيّها قليلا ، وهو من المساجد المشهورة بإجابة الدّعاء).

ومن أهل روغه : السّيّد الفاضل الصّالح الكبير علويّ بن عليّ الهندوان (٤) ، له عبادة وأوراد وأذكار ، وللنّاس فيه اعتقاد جميل ، وهو واسع الفناء ، رحب الفضاء ، جميل الطّبائع ، كريم الصّنائع ، ثمال الأيتام ، ومجمع الكرام ، له بروغه مسجد جميل ، وله بوالدي اتّصال أكيد ، وإخاء صادق ، وكان كثير الدّعاء لي ، جمّ الاعتناء بي ، وكان يبشّر والدي بمستقبل جميل لي بشائر عظيمة ، وهو من أهل الفراسة الصّادقة ، والأنظار الصّائبة ، فأرجو أن يحقّق الله ذلك. توفّي ودفن بتريم سنة (١٣٣٥ ه‍).

ومن وراء روغه : مشطه وكودة آل عوض.

__________________

(١) محمد الباقر. ولد سنة (١٠٢٦ ه‍) ، وتوفي سنة (١٠٨٩ ه‍) ، مترجم في «المشرع» ، و «عقد الجواهر» ، وهو من أقران الشلي وأصدقائه ، وتزوج عنده الإمام الحداد ، وأعقب من ابنته ولده السيد علوي.

(٢) السيد الجليل ، الشهير بالشيبة ، وبصاحب روغه ، من العارفين الأكابر ، ولد بتريم سنة (٧٥٠ ه‍) ، وتوفي بها سنة (٨٤٥ ه‍) ، له مناقب فخيمة. ترجمته في : «المشرع» ، و «الغرر» ، و «الجوهر الشفاف» ، و «شرح العينية».

(٣) وكان يكثر العبادة والصلاة فيه ، ومن هنا أطلق عليه لقب : جمل الليل.

(٤) هو السيد الشريف الجليل القدر علوي بن علي بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر الهندوان .. إلخ.

ولد بروغه سنة (١٢٦٩ ه‍) ، وقرأ القرآن الكريم وأتقنه موهبة من الله بدون أخذ عن شيخ ، كان صاحب جاه وكرم ، وله سعي في الإصلاح بين القبائل وتسكين الفتن ، وكانت وفاته في (٢) شعبان (١٣٣٥ ه‍) ، وأثنى عليه في «شمس الظهيرة». وكان له أخ يكبره يسمّى : أبا بكر ، توفي قبله سنة (١٣٣٢ ه‍) ، وكان يعظم أخاه المترجم غاية. أخذ عنه المؤلف ، والسيد محمد بن حسن عيديد ، والسيد سالم بن حفيظ .. وترجما له في «ثبتيهما».

٩٦٤

أمّا مشطه : ففيها جماعة من ذرّيّة السّيّد أبي بكر (١) بن عيدروس بن الحسين ابن الشّيخ أبي بكر بن سالم.

قال في «شمس الظّهيرة» [١ / ٢٩٥] : (ومنهم الآن عبد الله (٢) بن أبي بكر ، شريف فاضل عابد) اه

ومنهم : السّيّد سالم بن حفيظ بن عبد الله بن أبي بكر (٣) ، عالم فاضل ، له اعتناء بتحصيل الفوائد واقتناص الشّوارد ، من فضله عليّ أنّه جمع من رسائل والدي المفيدة ما دخل في ستّة مجلّدات ، وهو الّذي جمع فتاوى الشّيخ أبي بكر بن أحمد الخطيب ، كما سبق عند ذكره في تريم.

وقد تمنّيت أن لو ذكره شيخنا العلّامة المشهور في «شمس الظّهيرة» ؛ لأنّه عرضة ذلك ، وله به اختصاص كثير ، وقد صهر إليه على بنت ابنه (٤) ، غير أنّ الأستاذ لا يحبّ المحاباة ، وكأنّه ظنّ في ذكره شيئا من الهراء الّتي ينكرها طبعه ، فتحاماه مع الاستحقاق ، ولو ذكره .. لكان ثاني اثنين على قيد الحياة ممّن جاء ذكرهم في «شمس الظّهيرة» ، أحدهم : السّيّد أحمد بن حسن الكاف السّابق ذكره في الهجرين.

والسّيّد سالم بن حفيظ هذا أحد من صادق على جواب الشّيخ عمر بن عثمان بن محمّد باعثمان الّذي كتبه سنة (١٣٢٠ ه‍) في صالح السّلطان عمر بن عوض القعيطيّ ضدّ أبناء أخيه.

__________________

(١) توفي السيد أبو بكر بعينات سنة (١٠٨٤ ه‍).

(٢) هو السيد عبد الله بن عيدروس بن عمر (الثاني) ابن عيدروس بن عمر (الأول) ابن أبي بكر بن عيدروس بن الحسين .. إلخ ، وابنه السيد حفيظ ولد سنة (١٢٦٢ ه‍) ، وتوفي (١٣٤٠ ه‍).

والسيد عبد الله هذا هو الجد الأدنى للسيد الحبيب سالم بن حفيظ بن عبد الله الذي سيترجم له المصنف.

(٣) ولد الحبيب سالم ببلدة بندواسة بجاوة سنة (١٢٨٨ ه‍) ، وتوفي بمشطة في (٢٩) رجب (١٣٧٩ ه‍) ، وسيرته وترجمته تطول ؛ إذ كان من أعيان السادة في وقته ، وله مشيخة كبيرة ، وله يعود الفضل في تدوين تراجم الكثير من علماء حضرموت وربطهم بمن تقدمهم.

(٤) هي الشريفة نور بنت علي بن عبد الرحمن المشهور ، والدة السيد محمد بن سالم بن حفيظ.

٩٦٥

وله ولد نبيه ذكيّ داع إلى الله ، اسمه محمّد بن سالم (١) ، طلب للقضاء فرغب عنه ، وقبل أن يكون مساعدا للقاضي ، خارجا عن التّبعة.

وأمّا كودة آل عوض : فلآل عوض بن عبد الله بن مرساف (٢) وفيها كانت أكبر حوادث المسندة ، حسبما فصّل ب «الأصل».

ومن سكّانها : الشّيخ سعد بن أحمد بن عبد الله الصّبّان باغريب (٣) ، له رياضات وعلم بأسرار الأسماء والحروف والأوفاق ، توفّي سنة (١٣١٩ ه‍).

وفي سباخ مشطه قريبا من مسجد السّيّد محمّد بن حسن جمل اللّيل الواقع بوادي روغه .. اعتزل السّيّد أبو بكر (٤) بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن أبي بكر بن عليّ بن عمر بن حسن ابن الشّيخ عليّ بن أبي بكر ، وكان من كبار العلويّين ، زهد في الدّنيا وأهلها ، وانجمع عن النّاس في ذلك المكان ، وكان يصلّي الجمعة بتريم ، يطلع إليها ماشيا وقد جاوز السّبعين سنة ، وله خطّ حسن ، كتب بيده جملة من الكتب ، وطريقته شاذليّة ، ويحفظ كتب ابن عطاء الله. توفّي سنة (١٢٣١ ه‍) ، ودفن بتريم اه من «النّور المزهر شرح قصيدة مدهر» للسّيّد أحمد الجنيد.

ومن وراء مشطه والكوده : قوز آل مرساف.

__________________

(١) العلامة الفقيه المحقق مفتي حضرموت ، الشهيد السعيد ، ولد بمشطه سنة (١٣٣٢ ه‍) ، ونشأ في حجر والده ، طلب العلم وجد واجتهد ، له مشيخة كبيرة ومقامه في الدعوة إلى الله شهير ، اختطفته أيدي الملاحدة الشيوعيين في عام (١٣٩١ ه‍) ، ولم يدر عن خبره بعدها.

(٢) من قبائل آل تميم.

(٣) ولد الشيخ سعد في ربيع الأول سنة (١٢٣٥ ه‍) بسيئون ، وانتقل إلى الكودة سنة (١٢٥٤ ه‍) بأمر من شيخه الحبيب عبد الله بن حسين بن طاهر لتعليم الناس ولتولي عقود الأنكحة وقسمة التركات وكتابة الوثائق. وأقام خطيبا في جامع مشطه لمدة (٤٣) سنة ، أخذ عنه جماعة ؛ منهم : السيد سالم بن حفيظ ، قرأ عليه بعض المختصرات في مسجد جمل الليل بروغه وغيرها ، والسيد محمد بن حسن عيديد ، وترجماه في «ثبتيهما» ، توفي في (٢٧) ذي القعدة (١٣١٩ ه‍) ، وصلى عليه السيد عمر بن عيدروس العيدروس.

(٤) وهو الملقب بابن حسن ، كان صالحا شريفا زاهدا ، توفي وهو يكتب بخطه قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) مذكور في «عقد اليواقيت».

٩٦٦

ثمّ : باعطير ، وهي قرية لا بأس بها ، يخاف سكّانها من الموت ، ويغضبون من ذكره ، ومتى أراد الذّاهبون إلى نبيّ الله هود إغضابهم .. حملوا رداء على هيئة الجنازة فيكادون يقاتلون.

وما أعرف سبب ذلك حتّى أخبرني رمضان سالم بسريّ من قسم بأنّ أهل مشطه ونواحيها يشاركونهم في الغضب من ذلك بسبب أنّه مات على أحدهم بعير ، فصلّوا عليه صلاة الجنازة.

وقال : إنّ جماعة حضروا بشعب هود عليه السّلام أحدهم : السّيّد عبد الله بن محمّد بن عقيل بن مطهّر من قسم ، والثّاني : السّيّد عليّ بن سالم من عينات ، والثّالث : السّيّد سالم بن حفيظ من مشطة ، والرّابع : السّيّد عبد الرّحمن بن محمّد المشهور من تريم ، والخامس : من سيئون ، والسّادس : أحمد بن زين بن عقيل بن سالم ، وتواضعوا على مدارسة ختمة على شرط أن لا يغيب أحد عن الحضور ، ولمّا انتهوا إلى قوله تعالى في سورة البقرة : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) .. أشاروا إلى الأوّل ؛ لأنّه لقب بلادهم.

ولمّا وصلوا منها إلى قوله تعالى : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ) .. ضحكوا على الثّاني ؛ لأنّ لقب عينات : صفاه.

ولمّا قرؤوا الأعراف وجاء قوله : (يَجُرُّهُ إِلَيْهِ) .. سخروا من صاحب سيئون ؛ لأنّ لقبهم الجرّ.

ولمّا انتهوا إلى قوله تعالى في سورة يوسف : (وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ) .. ضحكوا على السّيّد سالم بن حفيظ.

وعند تلاوة قوله تعالى من النحل : (وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ) .. تنادروا على مفتي حضرموت لأنّ لقب تريم هو خيله كما سبق فيها.

ولمّا وصلوا إلى قوله تعالى في (يس) : (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ) .. جاءت نوبة السّادس ؛ لأنّ لقب القرية منكوسة ، وهو منها.

٩٦٧

ومن وراء باعطير : أنف الجبل المسمّى بالسّويحليّ.

ومن خلفه : عينات. وأمّا عن يسار الذّاهب من تريم إلى المشرق .. فأوّل ما يكون :

دمّون (١)

وهي مساكن آل سلمه ، وهي قبيلة جلّها من آل تميم كانت لهم خشونة ، ولهم ولها ذكر كثير في الحروب الواقعة بين آل كثير ويافع وآل تميم في المسنّدة وغيرها.

وإنّما قلنا : (جلّها من آل تميم) ؛ لأنّ المسموع أنّهم نزّاع من قبائل شتّى ، رغّبهم العلّامة الجليل السّيّد عليّ بن شيخ بن شهاب السابق ذكره أوائل الجزء الأوّل من «الأصل» في سكنى دمّون لحمايتها ، وكان أكثر دمّون ملكا للسّيّد عليّ المذكور ؛ بشهادة الوثائق الكثيرة الشاهدة بانتقال الأملاك عنه وعن ورثته ، وكان عالما جليل القدر ، ترجم له السّيّد أحمد الجنيد ، توفيّ بالشّحر سنة (١٢٠٣ ه‍).

ومن أهل دمّون السّيّد أحمد بن محمّد بن عبد الله بن حسين بن محمّد بن شهاب ، نجع إلى جاوة ، وجمع ثروة طائلة ، حتّى كانت له قرية في جانب بتاوي تسمّى : (مينتيغ) ، وهو الّذي أعان السّيّد عليّ بن محمّد الحبشيّ على الرّباط بأربعة عشر ألفا من الرّبّيّات ، وله غرائب ؛ منها :

أنّه قدم من سنغافورة بكمّيّة وافرة من الأفيون ، ولمّا وصل به ميناء بتاوي وهو ممنوع .. أشاع بأنّه ميّت ، فتوارد الأعيان له وشيّعوه ، ولمّا كان اللّيل .. نبشه ، وخلفه ولده عليّ ، وله مؤلّف ذكر فيه ثلاثة من العلويّين ، وهم : المهاجر أحمد بن عيسى ، وعليّ بن علويّ خالع قسم ، والفقيه المقدّم ، وسمّاهم الأبطال الثّلاثة ، غير أنّه ـ كما قيل ـ حافل بالأخطاء.

وكان له ولد سمّاه عبد المطّلب ، وأرسله إلى تركيا ، فتخرّج في مدارسها ، ولمّا

__________________

(١) وهي غير دمون التي سبق ذكرها في الهجرين والمعنية بشعر امرىء القيس .. كما سبق التنبيه عليه ثمة.

٩٦٨

عاد .. جعل إليه أمر مينتيغ ، فهتك الأستار ، وضرب الأبشار ، وسار فيها سيرة متكبّر جبّار ، ولمّا زاد تجرّؤه وقتل واحدا .. رفعت عليه دعوى ، وحكم عليه بالإعدام ، فدافع عنه أبوه ، ورهن تلك القرية ، وخلّصه ، ولما خاف أن يغلق الرّهن .. باعها وعمل بما بقي تجارة رأس عليها عبد المطّلب ، فأضاعها ، ثمّ توفّي عليّ بن أحمد قريبا.

وله ولد يسمّى ضياء ، له أدب ولطف وشهامة ، ومات عبد المطّلب وقد دخلت الآن تلك القرية في بتاوي لاتّساع العمارة ، وارتفع ثمنها ارتفاعا هائلا.

وكان في وادي دمّون (١) عيون جارية ، تسقي كثيرا من المزارع والنّخيل والبساتين ، فشملها ما كان من تعدّي معن بن زائدة بسكرها (٢).

وكان الشّيخ عبد الكبير باحميد يتعبّد في هذا الوادي ، وأنبط الله له عينا (٣) تجري على الأرض باقية إلى اليوم ، إلّا أنّها لا تصل إلى المزارع ولا إلى قريب منها ، وإنّما ينتفع بالشّرب منها المنتجعون إذا أجدبت نجودهم ، وتسقي نخيلات بقربها. وماؤها وشل (٤) يتقاطر من شقّي حجرة واحدة ، يخرج أحدهما حارّا والآخر باردا ، ولكنّ المشاهدة الآن لا تصدّقه ، مع أنّه جاء في حوادث سنة (٦١٧ ه‍) من «تاريخ شنبل» أنّ عبد العظيم باحميد أنبط غيل دمّون وزرع عليه ، وقد ذكر سيّدي أحمد بن حسن الحدّاد بفوائده في دمّون هذه ما قيل في دمّون الهجرين ، فإمّا أن يكون انتقال فكر ، وإمّا أن يكون السّبب في التّسمية واحدا.

__________________

(١) وادي دمّون : واد واسع مفرّع ، به من النخيل المصطفة والأراضي الزراعية الواسعة الطيبة ما يروق للعين. وهو يشكل مع وادي عيديد ما يمكن أن يعبر عنه بالجناحين لمدينة تريم ، ويقع في الجهة النجدية (الشمالية) لها ، بينما عيديد في الجهة البحرية (الجنوبية) الغربية منها ، كما تقدم.

وفي «بغية من تمنى» مزيد تفصيل وإيضاح ، ينظر (١ ـ ١١).

(٢) أي : إغلاقها وطمسها. وفي «أدوار التاريخ» (١ / ١٤١ ـ ١٤٢) ، و «الحامد» (١ / ٢١٥ ـ ٢٢٠) ذكر لبعض أفاعيله .. فلتنظر منهما.

(٣) أنبط له عينا : أخرجها له.

(٤) وشل : قليل يتقاطر.

٩٦٩

وفي جنوبها إلى شرقها :

الفجير ، وهو بيوت قليلة ، حواليها مزارع ومغارس نخيل (١).

والسّبير : وهو مصيف القطب الحدّاد ، وبه وجوده (٢) ، وكان العيدروس الأكبر ينتابه ، بل قيل : إنّه موضع وجوده أيضا (٣).

ثمّ : حصن دكين (٤) ، وهو ثغر دمّون ، وقد سبق ذكره في أخبار آل غرامة.

ورأيت في بعض المذكّرات أنّ عبد الله عوض غرامة هجم على هذا الحصن في سنة (١٢٢٤ ه‍) ، وأخذه من عمّه سالم.

ثمّ الغويضه (٥) ، لآل باشعيب ، وسيأتي ذكرهم مع ما يناسبه في الواسطة.

ومن وراء الغويضة : حصن بلغيث.

ثمّ : الحجيل ، فيه نخل كثير ، وإليه الإشارة بقول شيخنا ابن شهاب فيما يعرضه على معشوقه ليرضى بوصاله من قصيدة حمينيّة :

رحيلة في الحجيل

البرك في خير مغرس

وبه يظلّ آل تريم مرجعهم من زيارة هود عليه السّلام ، ثمّ لا يدخلون إلّا بالعشيّ في زفّ عظيم.

__________________

(١) وبها مسجد للسادة آل الوهط (ذرية السيد عمر ابن الشيخ الإمام علي السكران) لا زال قائما بأساساته وجدرانه قبليّ ديار الفجير ، وهذه الفجير غير التي تقدمت في ضواحي سيئون ، والفجير هذه بني فيها مسجد الحبيب عبد الرحمن القاضي بن أحمد شهاب الدين الأخير ، وهو الذي تقام فيه الجمعة حاليا.

«بغية من تمنى» (٦).

(٢) وموضع مولد الإمام لا زال معروفا إلى اليوم ، يقال له (الحد ـ الأحد).

(٣) في «بغية من تمنى» (٤ ـ ٥) كلام هام حول هذه المنطقة .. فلينظر منه.

(٤) يقول القاضي المشهور عن بير الدّكين أنها : (تقع قريبا من بير السوم القريبة من مسجد بروم) ..

وقال : (بير الدكين ، المعروفة والمعمورة بالزراعة والنخيل ، وقد كانت مشحونة بالسكان كما بلغنا) اه (ص ٦).

(٥) وسمّاها القاضي المشهور بالغويطة ، ولعل الاسم تحرف على العامة. وذكر أن بها مسجدا قديما يقال له : مسجد النور ، وكان يسكنها آل باشعيب قديما ، ولا يوجد لهم أثر بها اليوم. «البغية» (٦).

٩٧٠

ثمّ : الفرط. ثمّ : وادي جرمان (١).

ثمّ : قاهر ، قرية آل عبد الشّيخ ، وهم قبيلة كريمة من آل تميم ، ولكن جرت بينهم في الأخير دويهيّة تصفرّ منها الأنامل ؛ وذلك أنّ ناصر بن سالم أحد آل سلمه أخذ حملين من الحطب لآل الكاف في أيّام فتنة بين آل سلمه وآل تريم ، وكان الجمّال يحمل سكّينا من سالم بن عبود بصفة الخفارة ، فلم يبال بها ناصر بن سالم ، فلم يكن من آل عبد الشّيخ إلّا أن صعدوا الجبل الّذي يطلّ على آل سلمه وأصبحوا يطلقون عليهم الرّصاص حتّى حجز بينهم آل تميم على شرط أن يردّوا الحطب ويدفعوا بندقيّة عربونا في الخفارة ، فسوّيت المسألة ، وانحسم العار في أعرافهم.

وصادف أن وصل السّيّد حسين بن حامد المحضار إلى عينات ، واستدعى آل تميم ، فحضروا ، ولمّا نهض ناصر بن سالم راجعا إلى دمّون .. تبعه سالم بن عبود ، ولمّا فصلا عن عينات .. هتف به سالم وذكّره بصنيعه ، فتساورا للقتال ، ولكن كان سالم أسبق باستعداده بحشو بندقيّته من قبل ، بخلاف ناصر ، فما كان إلّا آمنا مطمئنّا ، فسقط يتشحّط في دمه ، وأراد سالم أن يملأ ماضغيه عند أصحابه الّذين لم يزالوا يلسعونه بقارص الكلام.

ومع غضب السّيّد حسين بن حامد من هذا الصّنيع الّذي يمسّ بشرفه وشرف حكومته ، فلو لا وجوده .. لما انعقد بينهم صلح أبدا ، ولكنّه أجبرهم عليه ـ وفي آل سلمه طواعية وحياء ـ فأطلبوه وبذلك انتفخ سالم بن عبود ، ولكنّها ضربة بناقة وضربة بطعنة.

ففي سنة (١٣٦٢ ه‍) ورد سالم بن عبود بن عبد الشّيخ هذا إلى قسم ، وبمعيّته السّيّد عبد الله بن إبراهيم بن علويّ السّقّاف الملقّب : بن سحاق ؛ لقبح في منظرته ، وكان ممنوعا من دخول قسم لوحشة بينه وبين المقدّم عبد بن عليّ بن أحمد بن

__________________

(١) وجرمان جبل مذكور ضمن حدود تريم (الأسوار). وهو على طريق الذاهب من تريم إلى عينات وقسم ، وبأعلاه حصن بلغيث الذي ذكره المؤلف آنفا. ولا زال هذا الحصن قائما إلى الآن بجدرانه ، وهو أحد ثغور تريم أيام يافع. «بغية من تمنى» (١٦).

٩٧١

يمانيّ ، فلم يكن من ابن يمانيّ إلّا أن أمر بن سحاق بمغادرة قسم في الحال ، فرأى سالم أنّ شرفه مسّ بذلك فحقدها ، حتّى مرّت سيّارة فيها المقدّم وإخوانه يخفرهم أحد آل عبد الشّيخ ، فأطلق سالم الرّصاص عليهم فأردى السّائق وواحدا من آل يمانيّ ، ولكنّه استشعر الخوف من خال أولاده وهو محمّد بن عليّ بن عبد الشّيخ ، فأفرخ روعه (١) ، وطيّب خاطره ، ثمّ لم يشعر سالم بن عبود إلّا والرّصاص ينهال عليه من دار محمّد بن عليّ بدون أن يصيبوه ، ولكنّه لمّا خفّ لأخذ بندقيّته من موضع مكشوف .. أهلكوه ، ثمّ حصروا ولده ، ولكنّه ثبت حتّى قالوا له : إنّ المسألة انتهت ، كان لآل يمانيّ قتيل فثأروا به ، وانجلى به العار أيضا عن ابن عبد الشّيخ الّذي خفرهم ، وما بقي إلّا أن تخرج معنا إلى عينات وننادي في سوقها بانفصال القضيّة وأنّ دماءنا بعد اليوم واحدة.

فقال : لا يطمئنّ قلبي إلّا إن تعهّد لي خال إخواني محمّد بن عليّ بن عبد الشّيخ.

فتعهّد له وأعطاه وجهه ، فاطمأنّ إليه وخرج من داره ، وسار هو وإيّاه وآل عبد الشّيخ وبعض آل يمانيّ ، ولمّا كانوا في أثناء الطّريق .. قال لهم محمّد بن عليّ : دونكم صاحبكم ، فكتّفوه وأطلق عليه أحد آل يمانيّ ـ وهو ابن سالم بن أحمد ـ الرّصاص ، فخرّ صريع الغدر والخيانة ـ فقبّحها الله ـ وكان الأولى إغفال هذه القبيحة ، ولكنّ الغدر يؤلم قلبي ، ويحرق جوفي ، وقد قال أبو الطّيّب المتنبّي [في «العكبريّ» ٤ / ١٥٢ من الوافر]

إذا أتت الإساءة من لئيم

ولم ألم المسيء فمن ألوم؟

ولو كان هذا الصّنيع قبيل اليوم بخمسين عاما .. لما طمع محمّد بن عليّ أن يشرب ماء ، أو يجلس مجلسا ، أو يقعد على فراش أحد ، ولو قعد على فراش من لم يعلم ثمّ شعر بعد .. لكان ممّا يوجبه عليه عرفهم أن يحرقه ، فرحمة الله على أهل الوفاء ، ولعنة الله على أهل الخيانة.

__________________

(١) أفرخ روعه : أذهب فزعه.

٩٧٢

اللّسك

هي من القرى القديمة ، وقد كاد يهجر اسمها ؛ إذ صار النّاس لا يطلقون عليها إلّا لفظ : (القرية) فقط (١).

وفي جبلها مدفن عبّاد بن بشر الصّحابيّ (٢) ، على بحث فيه استوفيته ب «الأصل».

يسكنها جماعة من ذرّيّة السّيّد محمّد بن عقيل بن سالم ، قال في «شمس الظّهيرة» [١ / ٢٣٤] : (ومنهم الآن ـ يعني سنة «١٣٠٧ ه‍» ـ : السّيّد العابد زين بن صالح (٣) ، وجماعة من ذرّيّة السّيّد زين بن عقيل بن سالم ، ومنهم : آل علويّ بن عبد الرّحمن (٤) بالقطيعات منها).

ومنهم السّيّد عبّاس بن علويّ بن عبد الرّحيم بن سالم بن عبد القادر بن عبد الله بن عمر بن عقيل بن زين بن عقيل بن زين بن عقيل بن سالم ، يسكن الآن ـ كآبائه ـ بالمدينة المشرّفة ، وهو ملجأ العلويّين ، بل وغيرهم من الحضارم فيها ، وقد خنق الخمسين ، وإليه مشيخة العلويّين فيها كآبائه ، وأوّل من تولّاها بها منهم : السّيّد عبد القادر بن عبد الله بن عمر.

وكان لها شأن عظيم ، ولا سيّما في أيّام السلطانين عبد المجيد وابنه عبد الحميد ؛ إذ كانت عبارة عن دولة في باطن الدّولة ، ثمّ وهت أسبابها ، ولم يبق إلّا الاسم ، وأصابها ما أصاب المنصبة بحضرموت.

__________________

(١) وقد تضاف فيقال : قرية اللسك ، وفي بعض التعاليق أن اللسك هو اسم الجبل المطل على القرية ، وهو صريح ما جاء في «البرد النعيم» للشيخ محمد بن عبد الله الخطيب.

(٢) هو الصحابي عباد بن بشر الأوسي الأشهلي الأنصاري ، قتل في حضرموت ، وكان قدم صحبة زياد بن لبيد البياضي إلى تريم ، وتزوج بها عند آل باعيسى وحملت منه ، ثم ذهب إلى القرية لأخذ الزكاة من أهلها .. فامتنعوا وقاتلوه .. فقتل ، ثم دفن في كهف بجبل اللسك ، ولم يزل قبره معروفا إلى اليوم.

ومن أراد المزيد .. فعليه ب «البرد النعيم».

(٣) هو السيد الشريف العابد الصالح : زين بن صالح بن زين بن عمر ، من آل حفيظ بن محمد بن عقيل بن سالم ، مولده بالقرية سنة (١٢٣٧ ه‍) ، وبها وفاته سنة (١٣٠٩ ه‍).

(٤) وهم : آل علوي بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسين بن زين بن عقيل .. إلخ.

٩٧٣

وكان السّيّد علويّ بن عبد الرّحيم حسن الأداء جميل القراءة ، وكان أحد أئمّة المسجد الحرام المدنيّ ، وعند نوبته في الجهريّة يحتشد النّاس ، وربّما أغشي على بعضهم من حسن أدائه ، ولذا طلبه السّلطان عبد الحميد العثمانيّ ليصلّي به التّراويح ففعل إحدى السنين ، وأراده أن يقيم عنده بما يتمنّاه ، فأبى إلّا الرجوع إلى المدينة المشرّفة ، وبها كانت وفاته سنة (١٣٤١ ه‍) عن تسعين ربيعا.

وفي حوادث سنة (٩١٠ ه‍) من «تاريخ شنبل» : أنّ السّيّد عبد الله بن عبد الرّحمن اللّسكيّ توفّي ذلك العام (١).

وكانت اللّسك قاعدة ملك آل جسّار (٢) ، ولها ذكر كثير في الحروب الّتي بين الصّبرات وآل أحمد وآل كثير ، ويأتي ذرو منه في الواسطة.

وفي الحكاية (١٥٥) من «الجوهر» ما يفهم منه أنّ دار محمّد بن أبي السّعود في اللّسك ، وهو ممّن عاصر الشّيخ عبد الله باعلويّ. وسبق في حريضة أنّ الحبيب عمر بن عبد الرّحمن العطّاس كان ـ كآبائه ـ في اللّسك ، فانتقل بإشارة شيخه إلى حريضة.

وفي اللّسك جماعة من آل مرساف ؛ منهم آل قحطان الآتي ذكرهم في حصن العرّ.

عينات

من أشهر قرى حضرموت (٣) ، على نحو ثلث مرحلة من تريم. وأوّل من اختطّها آل كثير في سنة (٦٢٩ ه‍) (٤).

__________________

(١) هو الشريف عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الشيخ عبد الرحمن السقاف ، جد الشيخ أبي بكر بن سالم.

(٢) آل جسّار من بطون آل كثير ، كما هو صريح كلام شنبل في عدة مواضع من «تاريخه» ، وأقدم تاريخ ذكروا فيه .. سنة (٨٠١ ه‍) ، قتل فيها أحمد بن جسار الأحمدي ، وذكروا في حوادث سنة (٨١٢ ه‍).

فائدة : ذكر المقحفي في «معجمه» خمس أسر وعوائل عرفت بآل جسّار .. فلتنظر منه.

(٣) وهي شرقيّ تريم ، تبعد عنها مسافة (٨ كم) تقريبا.

(٤) وهذه هي عينات الجنوبية ، وهي القديمة ، تقع في وادي بوحه أو نوحه ، أما الجديدة .. فسيذكرها المؤلف رحمه الله تعالى.

٩٧٤

وفي سنة (٧٨٧ ه‍) هجم آل الصّبرات على عينات وأخربوها (١) ، وقتلوا سبعة من آل كثير حواليها ، وساعدهم راصع على ذلك.

وفي سنة (٨١٧ ه‍) (٢) بنى آل كثير عينات ، ثمّ أخربها آل أحمد في تلك السّنة نفسها ، وقتلوا ثمانية : اثنين من آل كثير وخمسة عبيد ورام ، وكثيرا ما تقلّبت بها الأحوال ، وأضرّت بها الحروب الواقعة بين آل كثير وآل يمانيّ والصّبرات والغزّ ، حسبما فصّل بعضه في «الأصل» ، وقد اندثرت ولم يبق إلّا آثارها البالية ، هذه هي عينات القديمة.

وأمّا الجديدة : فأوّل من بنى بها ركن الإسلام ، وعلم الأعلام ، الشّيخ أبو بكر (٣) بن سالم بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن عبد الرّحمن السّقّاف ، المتوفّى بها سنة (٩٩٢ ه‍) ، وقد ترجمه الشّلّيّ في «المشرع» [٢ / ٥٨] و «السّنا الباهر» [حوادث ٩٩٢ ه‍] ، وأفرد مناقبه العلّامة ابن سراج وغيره بالتّأليف ، وهو بالحقيقة في غنى ـ بشهرته الّتي تغني ـ عن التّعريف.

تجاوز قدر المدح حتّى كأنّه

بأكبر ما يثنى عليه يعاب (٤)

وفي «الرّياض المؤنقة» للعلّامة السّيّد عليّ بن حسن العطّاس : (أنّ سيّدنا الشّيخ أبا بكر بن سالم ابتلي بعلّة البرص ، وأنّ تلميذه أحمد بن سهل بن إسحاق انتقده .. فأصابه الكثير من ذلك حتّى صار يقال له : هرّ اليمن) اه

ومن خطّ سيّدي عبد الرّحمن بن عليّ بن الأستاذ الحدّاد : (أنّ المتعلّق بالشّيخ مع البعد أحسن من الحاضر عنده ؛ لغلبة رؤية البشريّة على الحاضر ، وقد قال الشّيخ

__________________

(١) «شنبل» (١٤٦).

(٢) في المطبوع من «شنبل» (٨١٩ ه‍) (ص ١٦٣).

(٣) الإمام الجليل ، شيخ الإسلام ، الطود الأشمّ ، فخر الدنيا والدين .. مولده يوم السبت (٢٣) جمادى الأولى سنة (٩١٩ ه‍) ، ووفاته ليلة الأحد (٢٧) ذي الحجة سنة (٩٩٢ ه‍) أسس عينات الجديدة سنة (٩٤٦ ه‍) كما مال إليه بعض المؤرخين ، في سن مبكرة.

(٤) البيت من الطّويل ، وهو لأبي الطّيّب المتنبّي في «العكبريّ» (١ / ١٩٤).

٩٧٥

أبو بكر بن سالم : لو سألت الله ـ أو قال ـ لو تشفّعت في أحد من الكفّار ولعيالي وأخدامي .. لرجوت الإجابة لأولئك الكفّار ؛ لأنّ المخامرة تذهب الاحترام) اه مختصرا

ولمّا مات .. وقع رداؤه على ابنه عمر المحضار (١).

ومن كلامه : (ما ابتلي أهل حضرموت إلّا بقدحهم في الشّيخ أبي بكر بن سالم ، وما شكّوا في ولايته إلّا لسوء حظّهم ، ولكنّه كفي شرّهم بالعطاء وبغيره ، وكلّ من شكّ في الشّيخ أبي بكر .. فهو اليوم يبغضني ويراني خصمه ، بل زادوا وطعنوا في العرض ، ولكنّنا نرثي لهم ، وندعو لهم) اه

وفيه فوائد ؛ منها : أنّ الاتّفاق لم ينعقد على فضل الشّيخ أبي بكر إلّا في الزّمان المتأخّر ، وإلّا .. فالنّاس كالنّاس ، ولا يزالون مختلفين.

توفّي بعينات سنة (٩٩٧ ه‍) ، وله أعقاب (٢) منتشرون بمرخة وبيحان ، وروضة بني إسرائيل ، وحبّان وخمور والهند ، وجاوة ودوعن وغيرها.

ومنهم : السّيّد حسين بن محمّد بن عليّ بن عمر المحضار ، وصل إلى مسورة أرض الرّصاص فاقترن بابنة السّلطان ، فأقطعه مكانا بمرخة يسمّى الهجر ، لا يزال إلى يومنا هذا ، والمحاضير فيه على استقلالهم.

وقد سبق في بالحاف وبير عليّ أنّ منصبهم في سنة (١٣٤٩ ه‍) أمضى على الوثيقة الّتي وقّع عليها أعيان تلك الجهات وسلاطينها بالسّمع والطّاعة لي وكفاني الله شرّ الفتن برأي مولانا الإمام يحيى حسبما تقدّم.

ومنهم آل درعان : السّيّد أحمد المحضار (٣) ، وأولاده : مساعد وسالم ، لهم

__________________

(١) تنبيه ضروري : الشيخ عمر المحضار هذا ابن الشيخ أبي بكر بن سالم هو جدّ كافة السادة آل المحضار المنتشرين في أنحاء المعمورة ، فهو جدهم الأعلى وإليه مرجعيتهم. وليس ينسب أحد منهم للشيخ عمر المحضار الكبير المتوفى سنة (٨١٣ ه‍) الذي هو ابن الشيخ عبد الرحمن السقاف ؛ إذ لم يعقب هذا سوى ابنته عائشة التي هي زوجة ابن أخيه عبد الله العيدروس ووالدة ابنه الشيخ الإمام أبي بكر العدني ، رحمهم الله أجمعين ونفعنا بهم.

(٢) عقبه من ابنه أبي بكر بن عمر ، العالم العامل الصالح ، المتوفى بعينات سنة (١٠٥٩).

(٣) من سكان أرض الرّصّاص ، وليسوا آل القويرة كما قد يتبادر لذهن القارىء ، ودرعان بلدة هناك ،

٩٧٦

أخبار في النّجدة والشّجاعة تنفخ الأدمغة ، وتملأ الأفئدة.

ولهم خيل عتيقة ؛ منها : الكويخه ، لها خبر وعلم.

وللسّيّد أحمد بن درعان هذا وفادة إلى حضرموت ، ونزل بالقويرة على نسيبه الإمام أحمد بن محمّد المحضار ، وطال ثواؤه حتّى ملّ ، وسبب ذلك أنّه لا يمكن انصرافه إلّا بجائزة ، وفي عيش الإمام المحضار يبس إذ ذاك ، فلم يجد حيلة إلّا أن قال له : نريد إكرامك ، لكن ما لدينا شيء إلّا ثمانيه ريال عند غريم مماطل ، قال له : أعطني تحويلا عليه وسأخرجها من عينه ، فأحاله على صديق لا يزال عنده بالقويرة صباح مساء من آل بروم ، فلمّا أقبل على داره وهو بظهر الكويخة .. سرّ وظنّ معه خيرا ، ولمّا عرف باطن الأمر .. قال : لا شيء عندي للحبيب أحمد ، قال له : ما كان ليكذب ، وقد أخبرني بمطلك ، ولئن لم تدفعها .. لأوجرنّك سنان هذا الرّمح ، فخرج ليهرب ، ولكنّ ابن درعان قد أغلق السّدّة وأخذ المفتاح ، فصعد إلى سطح داره يصيح ، حتّى اجتمع الجيران ، فأشرف عليهم ابن درعان وقال : لا أخرج إلّا بالثمانية الريال بعد الغداء ، فعملوا له غداء ونقدوه المبلغ ، فتوجّه إلى عينات ، ثمّ عاد إلى القويرة ، ومنها ركب إلى مرخة.

ثمّ إنّ الشّيخ عمر المحضار عزم على حمل السّلاح لصدّ عوادي الظّلمة ، فلم يوافقه إخوانه ، فنزل برضى منهم (١) بأن يخلفه أخوه الحسين (٢).

__________________

وهذا اللقب مما يستدرك به على «المعجم اللطيف» للعلامة الشاطري رحمه الله.

(١) أبناء الشيخ أبي بكر بن سالم الذكور (١٣) ابنا ، مضى ذكر المحضار وسيأتي ذكر الحسين ، وبقيتهم : عبد الرحمن ، وجعفر ، وعبد الله الأكبر. هؤلاء الثلاثة لا عقب لهم. وسالم ، له ذرية قليلة ثم قرضوا. وشيخان ، له عقب برخية ووادي العين والهند وسورابايا. وعبد الله الأصغر.

وعلي ، توفي سنة (٩٨٢ ه‍) ، عقبه بالسواحل وسيحوت. والحسن ولد سنة (٩٦٨ ه‍) ، وتوفي (١٠٥٨ ه‍) ، وإليه ينسب آل بو فطيم. وأحمد ، توفي بالشحر سنة (١٠٢٠ ه‍) ، ابنه ناصر من شيوخ الإمام الحداد توفي سنة (١٠٨٢ ه‍) ، وعقبه من ابنه شيخ بالشحر. والحامد ، توفي بعينات سنة (١٠٣٠ ه‍). وصالح.

(٢) الحسين بن الشيخ أبي بكر ، إمام عصره ، وفريد دهره ، كان إماما عالما عاملا فقيها ، محييا للسنة مميتا للبدعة ، مولده بعينات ، وتربى ونشأ في حجر والده وتحت نظره ، وكانت وفاته بها في

٩٧٧

أعزّ وأتقى ابني نزار بن يعرب

وأوثقهم عقدا بقول لسان (١)

وأوفاهم عهدا وأطولهم يدا

وأعلاهم فعلا بكلّ مكان

ترجمه الشّلّيّ في «المشرع» [٣ / ٢١٠ ـ ٢١٢] ووهم في قوله : (إنّه ولي الأمر بعد أبيه) ؛ لأنّه لم يله كما قدّمنا إلّا بعد أخيه.

وبعد أن تربّع على كرسيّ المنصبة .. حصل عليه أذى من آل كثير ، فسار إلى مكّة وأقام بها سبع سنين قدم في أثناءها رؤساء يافع إلى مكّة وكان حصل عليهم تعب من الزّيديّة ، فتأكّدت بينه وبينهم الألفة ، وتأطّدت قواعد الحلف ، ووعدوه إن نصرهم الله أن يأخذوا بيده ، وقد سبق القول بأنّهم وصلوا في أيّامه إلى حضرموت.

توفّي بعينات سنة (١٠٤٤ ه‍). ووقعت عمامته على ولده أحمد (٢) ، وقام بمقام أبيه أحسن قيام إلى أن توفّي ، فاجتمع رأي السّادة على تقديم ابنه سالم السّابق ذكره في الغيضة ، وكثرت الخيرات في أيّامه ، واتّسع جاهه ، وأكثره من أرض الظّاهر وجبل يافع ، وحصلت له أموال طائلة.

ثمّ إنّ الزّيديّة استولت على يافع فانقطع المدد منها ، ولمّا انتهى إليه عزم الزّيديّة على غزو حضرموت (٣) .. ارتحل إلى الحجاز ، فحجّ ثمّ استقرّ بالغيضة وسار معه بأهله ، وبعد أن أقام بالغيضة أحد عشر شهرا .. اجتوتها (٤) زوجته فاطمة بنت محمّد بن شيخ بن أحمد فأذن لها في الرّجوع إلى عينات مع ابنه عليّ بن سالم ، وتنازل

__________________

(١٠٤٤ ه‍) ، وهي السنة التي ولد فيها الإمام الحداد. وهو كوالده أعقب (١٣) ولدا. وغالب من ترجم لأبيه ترجم له ؛ لأنه كان أشهر أبنائه وأعظمهم جاها. ومما يذكر في مناقبه : حربه الشديدة على الدخان والمدخنين ، وكان يشنع على ذلك إلى الغاية وله أخبار كثيرة في هذا الصدد.

(١) البيتان من الطّويل.

(٢) أحمد بن الحسين ، توفي سنة (١٠٦١ ه‍) ، ترجم له في «المشرع» (٢ / ٢١٠) ، وكان الشلي قد زاره وعرفه. وخلف من البنين (١٠).

(٣) وذلك في حدود عام (١٠٧٠ ه‍).

(٤) أي : لم تطب لها السكنى بها.

٩٧٨

له عن ولاية عينات ، وأباح له أمواله بحضرموت ، وكان يرسل له فوق ذلك بما يكفيه ، لكلف المنصبة (١).

وكانت له أراض واسعة من عينات إلى العرّ ترعى بها مواشيه ونعمه ، وكان يشرك السّادة آل الشّيخ أبي بكر فيما يصل إليه من الفتوح.

وبإثر انصراف الزّيديّة عن حضرموت .. أراده النّاس على الرّجوع إليها ، فلم يرض (٢).

وبعضهم يزعم أنّ الشّيخ عمر بامخرمة لحظه بطرف الغيب ، إذ يقول :

سلّم الأمر يا سالم وخلّ الحراره

خلّ ذا الكون يا بن احمد على الله مداره

عاد ربّ السّما يعطف علينا بغاره

يوم قالوا لنا الزّيدي تولّى (شهاره)

لأنّ شهارة حافّة معروفة بسيئون ، والأمر محتمل ؛ فإنّ للشّيخ عمر فراسات كثيرة صادقة ، ولكنّ شهارة من ثغور اليمن في غربيّ صنعاء استولى عليها إمام الزّيديّة في أيّام الشّيخ عمر بامخرمة (٣). توفّي الحبيب سالم بن أحمد بالغيضة سنة (١٠٧٧ ه‍) (٤).

وبإثر موته أحضر ولده عليّ سائر إخوانه وكتب للغائبين منهم ، وقال لهم : إنّني لا أقدر على القيام بأعباء المنصبة إلّا بأموال والدي ، وقد صارت لكم ، فخذوها وأقيموا من تحبّون. فقالوا له : بل أبحناها لك كما كان أباحها لك أبونا ، ولا تزد عمّا كنت تنفقه علينا في أيّامه.

وقد أدرك الحبيب عليّ بن سالم عاما من حياة جدّ أبيه الحسين ، وفي أيّامه عاد الظّاهر وجبل يافع لأهله بواسطة السّلطان معوضة بن سيف بن عفيف والسّلطان صالح بن أحمد بن هرهرة فدرّت الأموال عليه ، وقال لإخوانه : اقتسموا ما تركه

__________________

(١) أي : مؤنتها.

(٢) أخبار الحبيب سالم هذه من كتاب «بستان العجائب» (٤ ـ ١٤) (خ).

(٣) شهارة اليمن مدينة شهيرة في بلاد الأهنوم تقع شماليّ حجّة ، دخلها الأتراك سنة (٩٩٥ ه‍).

(٤) وجاء في «الفرائد الجوهرية» أن وفاته سنة (١٠٨٧ ه‍) ، وما ذكره المؤلف نقلا عن «بستان العجائب» ، والله أعلم بالصواب.

٩٧٩

أبوكم ؛ فقد أغنانا الله عنه. وأبقى ما كان يجريه عليهم. توفّي سنة (١٠٩٦ ه‍) عن إحدى وخمسين سنة ، وكانت إقامته بالمنصبة ثمانية عشر عاما (١).

وخلفه ولده أحمد بن عليّ بن سالم بن أحمد بن الحسين ، فقام بالمنصبة وسنّه نحو العشرين ، وأعانه عليها السّيّد شيخ بن أحمد بن الحسين. توفّي أحمد هذا سنة (١١١١ ه‍) ، بعد أن مكث في المنصبة خمسة عشر عاما (٢).

وخلفه عليها ولده عليّ بن أحمد بن عليّ بن سالم ، واتّسع جاهه بسبب اتّساع نفوذ يافع في أيّامه ، حتّى لقد كان الشّعيب المشهور بحسن ماء ورده إقطاعا له (٣).

وكان شديد الورع والتّواضع ، وساء التّفاهم بينه وبين القطب الحدّاد بسبب واش من الطّغام (٤) قال له : إنّ الحدّاد يحاول منصبا مثل منصب جدّك الشّيخ أبي بكر بن سالم ، ويزعم أنّه أفضل منه.

فلم يكن من القطب الحدّاد إلّا أن ورده للترضية إلى عينات ، وبعد الإيناس قال له : إنّي سائلك : هل خزائن الله ملأى أم لا؟ فقال : بل ملأى.

قال له : وهل ينقصه أن يعطي أحدا مثل ما أعطى الشّيخ أبا بكر؟ فقال له : لا. فقال الحدّاد : إنّ الّذي أعطى الشّيخ أبا بكر يعطينا من الهداية ، ويعطيك ويعطي غيرنا مثل ما أعطاه.

فاعتبر السّيّد أحمد وجعل يلطّخ الحدّاد بزباد (٥) من وعاء كبير حتّى نفد وهو ذاهب عن شعوره. ثمّ كان يزور الحدّاد في كلّ أسبوع أو في كلّ شهر مع كثرة أشغاله وعظم منصبه ، ويستغرق سحابة اليوم في قراءة الكتب النّافعة عليه ، وفي أوّل قدمة قدمها

__________________

(١) أخبار الحبيب علي بن سالم في «بستان العجائب» (١٤ ـ ١٨).

(٢) «بستان العجائب» (١٨ ـ ٢٠) ، ويلقب الحبيب أحمد هذا بالمدفع ؛ لكثرة كراماته وصلاحه.

(٣) وكان جاهه واصلا إلى بلاد القبلة والظاهر وبيحان ، وردمان إلى قرب رداع.

(٤) الطّغام : أوغاد النّاس ، وذكر مؤلف «البستان» أنه من أحد الأخدام.

(٥) الزباد : طيب كالمسك ، غالي الثمن ، يستخرج من أوعية في بدن بعض السنانير المعروفة بهر الزباد ، ويكثر في بلاد الحبشة والصومال وشرق أفريقيا.

٩٨٠