تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٨٣
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

البغدادي ، نا إسحاق بن أبي إسرائيل ، نا جعفر بن سليمان ، عن طارف ، عن الحسن ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«من يأخذ عنّي هؤلاء الكلمات فيعمل بهن ، أو يعلمهنّ من يعمل بهن»؟ ، قال : فقلت : أنا يا رسول الله ، قال : فأخذ بيدي وعقد فيها خمسا فقال : «اتّق المحارم تكن أعبد الناس ، وارض بما قسم الله تكن أغنى الناس ، وارض للناس ما ترضى لنفسك تكن مسلما ، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا ، ولا تكثر الضحك ، فإنّ الضحك يقسّي القلب» [٦٠٢٥].

قال ونا أبو محمّد الأردنّي ، نا الشريف أبو محمّد جعفر بن القاسم بن جعفر الهاشمي ، قال : كتبت من مكة إلى أهلى من منا (١) :

أمعشر أحبابي سلام عليكم

رحلنا وخلّفنا القلوب لديكم

وبعد فأنتم قيد من سار عنكم

وذكركم زاد المشوق إليكم

٣٣٦٧ ـ عبد الله بن عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج (٢)

ابن جفنة بن قتيرة بن حارثة بن عبد شمس

ابن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد

ابن أشرس بن شبيب بن السكون (٣) بن أشرس

ابن كندة الكندي ثم التجيبي المصري (٤)

ولي إمرة الإسكندرية في خلافة هشام بن عبد الملك.

روى عنه : عمرو بن بحري السّبئي.

ووفد في وجوه أهل مصر على يزيد بن الوليد بن عبد الملك حين بويع ، ثم ولي مصر لأبي جعفر المنصور في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين (٥) وخمسين ومائة ، وهو أول

__________________

(١) كذا بالأصل.

(٢) بالأصل : جريج خطأ ، والصواب ما أثبت وضبط عن الاكمال.

(٣) بالأصل : «السلوي» والصواب ما أثبت ، انظر جمهرة ابن حزم ص ٤٢٩.

(٤) أخباره في النجوم الزاهرة ٢ / ١٧ والخطط ١ / ٣٠٧ وحسن المحاضرة ٢ / ١٠ وولاة مصر للكندي ص ١٣٩ والوافي بالوفيات ١٧ / ٢٤٤ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٤١ ـ ١٦٠ ص ٤٥٨).

(٥) بالأصل : اثنين.

٣٢١

من خطب بمصر في السواد ، وخرج إلى المنصور في شهر رمضان (١) سنة أربع وخمسين ، واستخلف أخاه محمّد ، بن عبد الرّحمن على مصر ، ورجع في آخر سنة أربع وتوفي وهو واليها يوم الأحد مستهل صفر سنة خمس وخمسين ومائة ، واستخلف أخاه محمّدا ، فأقره أبو جعفر إلى أن توفي (٢) ليلة السبت النصف من شوال سنة خمس خمسين ومائة ، ذكر ذلك أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي ثم التّجيبي.

قرأت على ابن محمّد السلمي ، عن أبي نصر الحافظ (٣) ، قال : أما حديج بضم الحاء وفتح الدال عبد الله بن عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج التجيبي ، روى عنه عمرو بن بحري السّبائي ، توفي وهو أمير على مصر سنة خمس وخمسين ومائة.

لم يذكره البخاري ولا ابن أبي حاتم في كتابيهما ولا أبو سعيد بن يونس في تاريخ المصريين ، وليس بمشهور ، وإنما المشهور أخوه عبد الواحد بن عبد الرحمن ، ولي قضاء مصر لعبد الله بن عبد الملك بن مروان (٤).

٣٣٦٨ ـ عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم بن زيد بن لوذان

أبو طوالة الأنصاري المديني (٥)(٦)

سمع أنس بن مالك ، وعامر بن سعد ، وسعيد بن يسار (٧) ، وعطاء بن يسار (٨) ، ونهاور العبدي (٩) ، وسعيد بن المسيّب ، وأبا يونس مولى عائشة.

روى عنه : مالك ، والأوزاعي ، وسليمان بن بلال ، وزائدة [بن قدامة](١٠) ،

__________________

(١) لعشر بقين منه ، (ولاة مصر ص ١٣٩).

(٢) بالأصل : «يؤتى» والصواب ما أثبت عن ولاة مصر ص ١٤٠.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٣٩٥ و ٣٩٦.

(٤) انظر ولاة مصر للكندي ص ٨١.

(٥) في سير الأعلام وتاريخ الإسلام وتهذيب الكمال : المدني.

(٦) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١٠ / ٢٨٨ وتهذيب التهذيب ٣ / ١٩٣ أخبار القضاة ١ / ١٤٧ خلاصة تذهيب الكمال ص ٢٠٤ الوافي بالوفيات ١٧ / ٢٤١ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٢٥١ وتاريخ الإسلام حوادث سنة : ١٢١ ـ ١٤٠ ص ٤٦٤.

(٧) عن تهذيب الكمال وسير الأعلام ، وبالأصل : بشار.

(٨) عن تهذيب الكمال وبالأصل : بشار.

(٩) بالأصل : «وتهارا الع العبدي».

(١٠) زيادة للإيضاح عن تهذيب الكمال.

٣٢٢

وخالد بن عبد الله الواسطي ، وإسماعيل بن جعفر ، والدّراوردي ، وفليح بن سليمان ، ويزيد بن عبد الله بن أسامة ، وسعيد بن عبّاس أبو عبد الله الفزاري ، وأبو الفضل الفضيلي ، وأسامة بن زيد اللّيثي ، ومسلم بن خالد.

ووفد على عمر بن عبد العزيز ، فولّاه القضاء بالمدينة ، فلم يزل قاضيا بها حتى توفي عمر.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل ، ثنا محلّم بن إسماعيل بن مضر ، أنا الخليل بن أحمد بن محمّد.

وأخبرنا أبو سعد (١) إسماعيل بن أبي صالح ، وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالوا : أنا أحمد بن منصور بن خلف.

وأخبرتنا (٢) أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالوا :

ثنا سعيد بن محمّد ، قالا : أنا أبو الفضل عبد الله بن محمّد القاضي ، قالا : ثنا أبو العبّاس السّرّاج ، نا قتيبة بن سعيد ، نا عبد العزيز ـ يعني بن محمّد ـ.

وأخبرنا أبو نصر أحمد بن عبيد الله ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، نا محمّد بن محمّد الباغندي ، نا علي بن المديني نا عبد العزيز بن محمّد ، أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر أبو طوالة.

وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد (٣) محمّد بن عبد الرحمن ، نا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر ، ثنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة.

وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو سعد (٤) ، أنا أبو طاهر بن خزيمة ، أنا جدي محمّد بن إسحاق ، ثنا علي بن حجر ، نا إسماعيل بن جعفر ، نا عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم أنه سمع أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فضل عائشة على النّساء كفضل الثّريد على سائر الطعام» [٦٠٢٦].

وليس في حديث فاطمة : سائر ، ولهذا الحديث عندنا طرق كثيرة.

__________________

(١) كتبت فوق الكلام بين السطرين.

(٢) بالأصل : وأخبرنا.

(٣) بالأصل : أبو أسعد.

(٤) بالأصل : أبو أسعد.

٣٢٣

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن [أبي](١) علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٢) ، قال : وقال موسى : نا إبراهيم ، نا يزيد بن عبد الله بن أسامة ، عن أبي طوالة ، قال : سمعت عمر بن عبد العزيز سأل عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية في السقط ، فقال : بلغني ، وقال ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة ، عن الوليد بن هشام : قدم علينا (٣) عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية على عمر بن عبد العزيز ورفع إليه دينا ، فوعده (٤).

ـ يعني قدم عليه من دمشق إلى خناصرة فدل على أن أبا طوالة (٥) ، سمع منه بالشام.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن ، وأحمد بن الحسن (٦).

وأخبرنا أبو نصر اللبلى؟؟ (٧) ، أنا أبو طاهر ، قالا : أنا أبو الحسين الأصفهاني ، أنا أبو الحسين الأهوازي ، أنا أبو حفص الأهوازي ، نا خليفة بن خيّاط (٨) قال : في الطبقة الرابعة من أهل المدينة : أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم بن زيد بن لوذان من بني النجار.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن (٩) بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال : فولد معمر بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار

__________________

(١) زيادة لازمة للإيضاح ، والسند معروف.

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٥ / ٣٦٤ ضمن أخبار عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية.

(٣) لفظة «علينا» ليست في التاريخ الكبير.

(٤) إلى هنا تنتهي عبارة البخاري.

(٥) بالأصل : «علي بن أبي طوالة».

(٦) كذا بالأصل : «وأحمد بن الحسن».

(٧) كذا رسمها بالأصل.

(٨) طبقات خليفة بن خياط ص ٤٥٩ رقم ٢٣٤٥.

(٩) بالأصل : «الحسين» خطأ ، والسند معروف.

٣٢٤

عبد الرحمن ، ولده أبو طوالة ، واسمه عبد الله بن عبد الرحمن ، كان قاضيا بالمدينة لأبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم والي عمر بن عبد العزيز على المدينة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : نا أبي وعمي قالا : اسم أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر.

أخبرنا أبو البركات أيضا ، أنا أبو طاهر الباقلاني ، أنا يوسف بن رباح بن علي ، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، أنا محمّد بن أحمد بن حمّاد ، نا معاوية بن صالح ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم : أبو طوالة.

أخبرنا أبو بكر محمّد (١) بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (٢) ، نا محمّد بن سعد قال : في الطبقة الرابعة من أهل المدينة : أبو طوالة ، واسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم من بني مالك بن النجار قال الهيثم بن عدي : توفي في وسط من خلافة أبي جعفر ، وشهد به (٣) بالمدينة ، وأنكر الواقدي : أن يكون أدرك أبا جعفر ، وقال : مات قبل ذلك بسنتين ، وقضى لأبي بكر بن حزم في ولايته على المدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو بكر بن الحاسب ، أنا أبو محمّد الشيرازي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (٤) ، قال : في الطبقة الرابعة من أهل المدينة أبو طوالة قال محمد بن عمر واسمه : عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن مالك بن النّجّار ، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة : وهو القداحي الأنصاري ، اسم أبي طوالة الطّفيل ، أنا محمّد بن عمر قال : لما ولي أبو بكر بن

__________________

(١) بالأصل : «أبو بكر بن محمد» وفوق «بن» إشارة حذف ، فحذفناها ، والسند معروف ، وانظر ترجمة محمد بن شجاع في سير الأعلام ٢٠ / ٧٤.

(٢) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٣) كذا بالأصل ، ولعله : «وشهدته» فالهيثم بن عدي مات سنة ٢٠٧ وله ثلاث وتسعون سنة (انظر سير الأعلام ١٠ / ١٠٤).

(٤) ليس له ترجمة في طبقات ابن سعد المطبوع ، فهو ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة.

٣٢٥

محمّد بن عمرو بن حزم إمرة المدينة لعمر بن عبد العزيز ، ولّى أبا طوالة القضاء بالمدينة ، فكان يقضي في المسجد ، وروى أبو طوالة عن أنس بن مالك ، وتوفي أبو طوالة قديما في آخر سلطان بني أميّة ، وأول سلطان بني هاشم ، وكان ثقة كثير الحديث ، كذا نسبته هاهنا ، وقال في نسب عمرو بن حزم بن عمرو بن عبد عوف بن عثمان بن مالك ، وهو الصواب.

أنبأنا أبو الغنائم ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهّاب بن محمّد زاد أبو الفضل : ومحمّد بن الحسن قالا : أنا أبو بكر الشيرازي ، ثنا أبو الحسن المقرئ ، ثنا أبو عبد الله البخاري (١) ، قال : عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر أبو طوالة الأنصاري المدني (٢) ، سمع أنسا ، وعامر بن سعد ، سمع منه مالك بن أنس ، وسليمان بن بلال ، وزائدة ، وخالد بن عبد الله.

ـ في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي إجازة.

قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنبأنا أبو (٣) محمّد ابن أبي حاتم (٤) ، قال : عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر أبو طوالة الأنصاري المدني (٥) ، روى عن أنس ، وعامر بن سعد ، وسعيد بن يسار (٦) ، وعطاء بن يسار ، ونهار العبدي (٧) ، روى عنه مالك ، وزائدة ، وسليمان بن بلال ، وإسماعيل بن جعفر ، والدّراوردي ، وفليح ، وخالد الواسطي ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (٨) ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٥ / ١٣٠.

(٢) عند البخاري : المديني.

(٣) بالأصل : أبي.

(٤) الجرح والتعديل ٥ / ٩٤.

(٥) الجرح والتعديل : «المديني».

(٦) عن الجرح والتعديل وبالأصل : بشار.

(٧) في الجرح والتعديل : «الضبي» خطأ.

(٨) بالأصل : «السفاني» خطأ والصواب ما أثبت وضبط ، وقد مرّ التعريف به.

٣٢٦

حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم الأنصاري ، سمع أنس بن مالك ، روى عنه فليح ، ومالك.

أخبرنا أبو الفتح الكروخي ، نا أبو عامر الأزدي (١) ، وأبو بكر الغورجي (٢) ، قالا :

أبو محمّد الجرّاحي ، نا أبو العبّاس ... (٣) بن عيسى ... (٤) : عبد (٥) الله بن عبد الرّحمن بن معمر هو أبو طوالة الأنصاري من التابعين ، ثقة.

قرأت على أبي (٦) الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن ، أخبرني أبي ، قال : أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر ، مدني ، ثقة.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، نبا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، نبا أبو الفتح سليم بن أيوب ، نبا أبو طاهر بن محمّد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد ، نا يزيد بن محمّد بن إياس ، قال : سمعت محمّد بن أحمد المقدمي يقول : أبو طوالة عبد الله الأنصاري بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم ، كان قاضيا على المدينة.

قرأنا على أبي الفضل الحافظ ، عن أبي طاهر الأنباري ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد ، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد ، قال : أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم ، قال : أبو طوالة عبد الله بن عبد الرّحمن بن معمر بن حزم بن زيد بن لوذان من بني مالك بن النجار الأنصاري المديني ، القاضي ، قاضي عمر بن عبد العزيز.

__________________

(١) غير واضحة بالأصل ورسمها : «الارور» والصواب ما أثبت واسمه محمود بن القاسم بن محمد بن المهلب ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٣٢ وقد مرّ هذا السند كثيرا.

(٢) غير واضحة بالأصل ، ورسمها : «العبور» والصواب ما أثبت ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٧ واسمه : أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل.

(٣) بياض بالأصل.

(٤) بياض بالأصل.

(٥) بالأصل : وابن عبد الله وعبد الرحمن ومعمر».

(٦) بالأصل : «ابن» خطأ والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

٣٢٧

سمع أنس بن مالك.

روى عنه مالك بن أنس ، وعبد الرّحمن بن عمرو بن محمّد الأوزاعي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد ، نا أبو حاتم محمّد بن حبّان قال : عبد الله بن عبد الرّحمن هذا هو ابن معمر بن حزم أبو طوالة من أهل المدينة ، ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا محمّد بن طاهر ، نا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، نبا أبو نصر البخاري ، قال : عبد الله بن عبد الرّحمن بن معمر بن حزم أبو طوالة الأنصاري البخاري المدني ، سمع أنس بن مالك ، روى عنه سليمان بن بلال ، ومحمّد بن جعفر بن أبي كثير ، وورقاء ، وأبو إسحاق الفزاري ، وخالد بن عبد الله بن الواسطي (١) في فضل عائشة ، والمناقب ، والجهاد ، والأطعمة.

قال محمّد بن سعد كاتب الواقدي : قال الهيثم بن عدي : توفي في وسط في خلافة أبي جعفر ، قال الهيثم : وشهدته بالمدينة ، وقال ابن سعد : وأنكر (٢) الواقدي أن يكون أدرك (٣) أبا جعفر ، قال : ومات قبل ذلك بسنتين ، وقضى لأبي بكر بن حزم في ولايته على المدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح المؤدب ، أنا علي بن محمّد بن علي ، وعبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد ، قالا : نا محمّد بن يعقوب ، نا عبّاس بن محمّد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو طوالة ثقة.

ـ في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ـ أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة.

ح ـ (٤) قال : أنا أبو طاهر ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٥) ، قال : ثنا محمّد بن حموية بن الحسن ، قال : سمعت أبا طالب قال : سألت

__________________

(١) كلمة غير واضحة بالأصل ، ولعل الصواب ما أثبت.

(٢) بالأصل : «وأبو بكر» والصواب ما أثبت.

(٣) بالأصل : أدركه.

(٤) سقطت من الأصل ، وإثباتها لازم.

(٥) الجرح والتعديل ٥ / ٩٥.

٣٢٨

أحمد بن حنبل عن أبي طوالة فقال : ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا علي بن الحسن ، ورشأ بن نظيف ، قالا : أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد الطرسوسي ، أنا محمّد بن محمّد بن داود ، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش (١) ، قال : عبد الله بن عبد الرّحمن بن معمر الأنصاري ، أبو طوالة كان صدوقا ، وكان مالك يرضاه ، روى عنه مالك ، ويحيى بن سعيد وغيرهما.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمّد (٢) بن الحسين بن عبد الله ، أنا أحمد بن محمّد بن غالب البرقاني ، قال : وسألته ـ يعني الدارقطني ـ عن عبد الله بن عبد الرّحمن بن معمر بن حزم ، فقال : أبو طوالة [شامي](٣) ثقة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو محمّد عبد العزيز بن الحسين بن علي بن أبي صابر ، نا أبو حبيب العبّاس بن أحمد بن محمّد البرتي ، نا عبد الأعلى بن حمّاد ، نا مسلم بن خالد ، نا عبد الله بن عبد الرّحمن بن معمر الأنصاري ، أبو طوالة ، وكان قاضيا بالمدينة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٤) ، حدّثني محمّد بن أبي زكير (٥) ، أنبأنا ابن وهب ، حدّثني مالك ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن بن معمر قال : وكان قاضيا في خلافة سليمان بن عبد الملك ، وعمر بن عبد العزيز ، وكان يسرد الصوم ، وكان يحدّث حديثا حسنا.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالت : نا أبو طاهر أحمد بن محمود ، نا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن جعفر ، نا عبد الله بن سعيد ، نا الحسن بن صالح

__________________

(١) بالأصل : حراس ، والصواب ما أثبت وضبط ، وقد مرّ التعريف به.

(٢) بالأصل : «أبو منصور بن محمد» حذفنا «بن» فهي مقحمة قياسا إلى سند مماثل.

(٣) بياض بالأصل ، واللفظة استدركت عن مختصر ابن منظور ١٣ / ١٤.

(٤) المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ١ / ٦٧٤.

(٥) غير مقروءة بالأصل ورسمها : «يطير» والمثبت عن المعرفة والتاريخ.

٣٢٩

اليمني ، قال : قال أبو طوالة ليت (١) لنا مع إسلامنا أحكام (٢) آبائنا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو محمّد بن زبر ، قال : سمعت أبو إسحاق ، نا نصر بن علي ، قال : خبرنا الأصمعي ، نا شيخ من آل حزم ، قال : قال أبو طوالة ليت (٣) لنا مثل أخلاق آبائنا مع إسلامنا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، نا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد ـ وهو ابن الحسين ـ حدّثني عبيد بن أبي قرّة ، قال : سمعت أبا عبد الرّحمن العمري الزاهد يقول : جمع أبو طوالة عبد الله بن عبد الرّحمن بن معمر بن حزم الأنصاري ولده عند موته فقال : يا بنيّ اتقوا الله فإنكم إن اتّقيتم الله فأنتم مني على الصدر والنحر ، وإن لم تتقوا الله لم أبال ما صنع الله بكم (٤).

٣٣٦٩ ـ عبد الله بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر

أبو إسماعيل الأزدي الدّاراني (٥)

روى عنه : أبيه ، وعمه يزيد بن يزيد ، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي (٦) المهاجر ، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني ، ومعاوية بن مسلمة (٧) النصري ، وأبي محمّد الحكمي ، ومحمّد بن الحجّاج بن أبي قيلة الخولاني (٨) ، وعمرو بن مرثد.

روى عنه : الوليد بن مسلم ، ومحمّد بن المبارك الصّوري ، وسليمان بن عبد الرّحمن ، وهشام بن عمّار ، وهشام بن خالد ، والهيثم بن خارجة ، والحكم بن

__________________

(١) بالأصل : كتب ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.

(٢) في المختصر : أحلام.

(٣) بالأصل : كتب ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.

(٤) ذكر في الوافي ١٧ / ٢٤٢ أنه توفي في حدود الأربعين ومائة.

وفي تاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٢١ ـ ١٤٠ ص ٤٦٤) توفي سنة نيّف وثلاثين ومائة ، وقال في سير الأعلام ١٢ / ٢٥١ أنه مات بعد الثلاثين ومائة.

(٥) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١٠ / ٢٩٠ وتهذيب التهذيب ٣ / ١٩٤ وتاريخ داريا ص ١٠٥ وفي مختصر ابن منظور ١٣ / ١٥ «الأردني» بدل : «الأزدي».

(٦) بالأصل : «رأى» بدل «بن أبي» والصواب عن تهذيب الكمال.

(٧) بالأصل : «ومعاوية وسلمة النصري» خطأ والصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال.

(٨) ترجمته في تاريخ داريا ص ١٠٤.

٣٣٠

موسى ، ومحمّد بن عبد الله بن بكّار ، وعبد الله بن يوسف ، ومحمّد بن عائذ (١).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو الحسين علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ، نا الهيثم بن خارجة ، نا عبد الله بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، عن أبيه ، عن أبي يحيى سليم بن عامر الحمصي (٢) قال : سمعت أبا أمامة الباهلي وهو يحدّث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال :

«بينما أنا نائم انطلق بي إلى جبل وعر ، فقيل لي : اصعد ، قال : فقلت : لست أستطيع الصعود ، قيل : إنا سنسهّله لك ، قال : فصعدت حتى إذا كنت في استواء الجبل إذا أنا بأصوات ، فقلت : ما هذه الأصوات؟ قيل : هذه أصوات أهل جهنم ، قال : ثم انطلق بي حتى مررت بقوم أشدّ انتفاخا وأسوأه منظرا ، وأنتنه ريحا ، قال : قلت : من هؤلاء؟ قيل : الكفار ، ثم انطلق بي حتى مرّ بي على قوم أشدّ شيء انتفاخا وأسوأ منظرا وأنتنه ريحا ، ريحهم كريح المراحيض ، قال : قلت : من هؤلاء؟ قال : هؤلاء الزانون والزواني ، ثم انطلق بي حتى مرّ بي على نسوة معلقات بثديّهن ، تنهش ثديّهن الحيّات ، قال : قلت : من هؤلاء؟ قال : هؤلاء اللاتي يمنعن أولادهن ألبانهن ، ثم انطلق بي حتى مررت على قوم معلّقين بعراقيبهم مشتقة أشداقهم ، تسيل أشداقهم دما ، قال : قلت : من هؤلاء؟ قال : هؤلاء الذين يفطرون قبل إيجاب صومهم ، قال أبو يحيى : سمعت أبا أمامة يقول : خابت اليهود والنصارى ولا أدري من سمعه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أو قاله من قبل نفسه ، ثم انطلق بي حتى أشرفت على ولاية نفر يشربون من خمر لهم ، قال : قلت : من هؤلاء؟ قال : هذا زيد وجعفر وابن رواحة ، قال : ثم انطلق بي حتى أشرفت على غلمان يلعبون بين نهرين ، قال : قلت : من هؤلاء؟ قال : ذراري المؤمنين يحضنهم إبراهيم عليه‌السلام ، قال : ثم انطلق بي حتى أشرفت على ثلاثة نفر ، قلت : من هؤلاء؟ قال : إبراهيم ، وموسى ، وعيسى وهم ينتظرونك» [٦٠٢٧].

أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد بن محمّد الزّيدي ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، قالا : أنا أحمد بن محمّد بن (٣) ، أنا علي بن عمر بن محمّد بن

__________________

(١) بالأصل : «عائد» والصواب ما أثبت.

(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ٦ / ٤٧٦ وسير أعلام النبلاء ٥ / ١٨٥.

(٣) كلمة غير مقروءة.

٣٣١

الحسن ، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ، نا الهيثم بن خارجة ، نا عبد الله بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، نا عطاء الخراساني ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير أن عائشة حدّثته.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا أراد أن يخرج سفرا قرع بين أزواجه ، وأيتهن خرج سهمها خرج بها معه.

فقالت عائشة : فأفرع بيننا في غزوة غزاها ، فخرج فيها سهمي ، فخرجت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد ما أنزل الحجاب ، فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه ، فسرنا حتى فرغ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من غزوته وقفل ثم دنوا من المدينة فأذن ليلة بالرحيل ، فقمت حين أذن بالرحيل فلمست صدري عقدا من جزع أظفار قد انقطع ، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه ، وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بي ، واحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب ، وهم يحسبون أنّي فيه ، وكنّ إذ ذاك النساء خفافا لم يمتلئن ، وإنما نأكل العلقة (١) من الطعام ، فلم يستنكر القوم نقل الهودج حين رفعوه فدخلوه (٢) ، وكنت جارية حديثة السن فبعثوا البعير وساروا ، ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش ، فجئت منزلهم وليس به داع ، ولا مجيب ، فتيمّمت منزلي الذي كنت فيه ، وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إليّ ، فبينا أنا لبيثة في منزلي إذ غلبتني عيني فنمت ، وكان صفوان (٣) بن المعطّل السلمي من وراء الجيش ، فادّلج (٤) فأصبح في المنزل ، فرأى سواد إنسان نائما فأتاني فعرفني حين رآني ، وقد كان يراني قبل الحجاب ، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني ، فخمرت وجهي بجلبابي وولّى ما يكلمني بكلمة ، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته ووطئ لي على يديها فركبتها ، فانطلق يقودني حتى أتى الجيش ، بعد ما نزلوا في نحر الظهيرة (٥) ، فهلل من هلّل ، وقال الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي بن (٦) سلول.

__________________

(١) العلقة : القليل ، ويقال لها أيضا : البلغة.

(٢) كذا بالأصل وفي المختصر : فرحلوه.

(٣) بالأصل : «سفيان» خطأ والصواب ما أثبت عن صحيح مسلم (٤٩) كتاب التوبة ، باب ١٠ ، الحديث رقم ٢٧٧٠.

(٤) ادّلج : الادلاج هو السير في آخر الليل.

(٥) نحر الظهيرة : وقت القائلة وشدة الحرّ.

(٦) سقطت من الأصل وأضيفت عن صحيح مسلم.

٣٣٢

ثم قدمت المدينة ، فاشتكيت حين قدمت شهرا والناس يخوضون في قول أصحاب الإفك ، لا أشعر بشيء من ذلك ، وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اللطف الذي كنت أرى منه ، إنّما يدخل عليّ ويسلم عليّ ثم يقول : «كيف تيكم؟» ، فذلك يريبني ولا أشعر بالشرّ حتى خرجت بعد ما نقهت ، وخرجت معي أم مسطح قبل المناصع (١) وهو متبرزنا ولا نخرج إلّا ليلا إلى ليل ، وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا. أمر العرب الأول التبرز قبل الغائط ، وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا ، فانطلقت وأم مسطح وهي أم (٢) أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف ، وأمها ابنة صخر بن عامر خالة أبي بكر الصدّيق ، وأبيها مسطح بن أثاثة (٣) بن عبّاد بن عبد المطلب بن عبد مناف ، فأقبلت أنا ونبت أبي (٤) رهم قبل بيتي حين فرغنا ، فعثرت أم مسطح في مرطها (٥) ، فقالت : تعس مسطح ، قال : فقلت : بئس ما قلت ، أتسبين رجلا شهد بدرا ، قالت لي : أي هنتاه وما سمعت ما قال؟ قلت : وما ذا قال؟ قالت : فأخبرتني بقول أهل الإفك ، فازددت مرضا على ما كان بي ، فلما رجعت إلى بيتي دخل عليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسلّم ثم قال : «كيف تيكم؟» قالت : قلت : يا رسول الله ائذن لي أن آتي أبويّ ، وأنا أريد حينئذ أن أستثبت الخبر من قبلهما ، قالت : فأذن لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجئت أبوي ، فقلت : يا أمتاه ما ذا يتحدّث الناس؟ قالت : أي بنية هوّني على نفسك ، فو الله لا قل ما كانت امرأة قط وضيئة (٦) عند رجل يحبها لها ضرائر إلّا كثّرن عليها ، قال : فقلت : سبحان الله ، وقد تحدّث الناس بهذا ، قالت : فبكيت تلك الليلة لا ترقى لي دمعة ، ولا تكتحل عيني بنوم ، ثم أصبحت أبكي ، فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا ، وأسامة بن زيد ثم استلبث (٧) الوحي ، يستشيرها في فراق أهله ، وأمّا أسامة فأشار على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالذي يعلم من براءة أهله ، وبالذي يعلم في نفسه من الود لهم ، فقال : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أهلك ولا نعلم إلّا خيرا ، وأما علي فقال : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يضيّق الله

__________________

(١) المناصع مواضع خارج المدينة كانوا يتبرزون فيها.

(٢) كذا بالأصل ، وفي صحيح مسلم : بنت أبي رهم.

(٣) عن صحيح مسلم وبالأصل : أبانة.

(٤) بالأصل : «أنا وأتيت بن رهم» والمثبت عن صحيح مسلم.

(٥) المرط : كساء من صوف أو قد يكون من غيره.

(٦) بالأصل : وصية ، والصواب عن صحيح مسلم.

(٧) بالأصل : «اشتكيت» والصواب عن مسلم ، واستلبث الوحي أي أبطأ ولبث ولم ينزل.

٣٣٣

عليك والنساء سواها كثير ، وإن تسأل الجارية عنها تصدقك ، فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بريرة فقال لها : أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك؟ فقالت : لا ، والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمرا قط أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن ، تنام عن عجين أهلها فتدخل الداجن فتأكله ، قالت : فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يومئذ فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو على المنبر : «يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهلي ، فو الله ما علمت على أهلي إلّا خيرا ، ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلّا خيرا ، وما كان يدخل على أهلي إلّا معي».

قالت : فقام سعد بن معاذ ، فقال : أنا أعذرك منه يا رسول الله إن كان من الأوس ضربت عنقه ، وإن كان من إخواننا أمرتنا ففعلنا أمرك.

فقال (١) سعد (٢) بن عبادة وهو سيد الخزرج ، وكان قبل ذلك رجلا صالحا ، ولكن حملته الحميّة فقال لسعد حديث نعم ، والله لا تقتله ، ولا تقرب إلى قتله ، فقام أسيد بن حضير ، وهو ابن عمّ سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة : نعم والله لنقتلنّه ، وإنك لمنافق تجادل عن المنافقين ، فثار الحيّان الأوس والخزرج حتى همّوا أن يقتتلوا ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على المنبر يكفّهم حتى سكتوا وسكت ، قالت : وبكيت يومي ذلك كله لا ترقى لي دمعة ، ولا أكتحل بنوم ، فأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتي ويومي ذلك ، حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي ، فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي إذ استأذنت عليّ امرأة من الأنصار ، فأذنت لها ، فجلست تبكي معي ، فبينا نحن على ذلك دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجلس ، ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل قبلها ، وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني شيء. فتشهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين جلس ثم قال : «أما بعد يا عائشة ، فإنه قد بلغني عنك ما وما ، فإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله تعالى وتوبي إليه ، فإنّ العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله عزوجل تاب الله عزوجل عليه» ، فلما فرغ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من مقالته ، قلص دمعي (٣) حين ما أحس منه قطرة ، فقلت لأبي أجب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ما أدري ما أقول لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت لأمي : أجيبي

__________________

(١) بالأصل : يقال.

(٢) بالأصل : سعيد ، خطأ والصواب عن مسلم.

(٣) أي ارتفع ، لاستعظام ما يعيبني من الكلام.

٣٣٤

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بما قال ، فقالت : ما أدري ما أقول لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قالت : فقلت ـ وأنا جارية حديثة السن ، لا أقرأ كثيرا من القرآن ـ : إنّي والله ، لقد علمتم وسمعتم هذا الحديث حتى استقرّ في أنفسكم وصدّقتم به ، فإن قلت : إني بريئة ، والله يعلم أني بريئة لم تصدقوني بذلك ، وإن اعترفت بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقوني ما أجد لكم مثلا إلّا أبا يوسف (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ).

قالت : ثم تحوّلت ، فاضطجعت على فرشي (١) ، والله يعلم أني بريئة ، والله يبرئني ببراءتي ، ولكن ، لم أكن أرجو أن ينزل الله في شأني وحيا. لشأني من نفسي كان أحقر من أن يتكلّم الله وبه أمر يتلى ، ولكن ، كنت أرجو أن يري الله رسوله في منامه رؤيا يبرئني بها ، قال : فو الله ما رام (٢) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل الله عليه ، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء (٣) حتى نزل عليه ، وكان إذا أوحي إليه أخذه البرحاء حتى أنه ليتحدر منه مثل الجمان (٤) من العرق في اليوم الشّات ، من ثقل القول الذي ينزل عليه ، قالت : فلما سرّي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يضحك ، فكان أول كلمة تكلم بها أن قال : «أما الله فقد برّأك» ، قالت : فقالت لي أمي : قومي إليه ، قلت : والله ما أقوم إليه ولا أحمد على ذلك إلّا الله ، فأنزل الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ)(٥) قالت : وكان أبو أيوب الأنصاري حين أخبرته امرأته ، قالت : يا أبا أيوب ألم تسمع ما يتحدّث الناس؟ قال : وما يتحدّثون؟ فأخبرته بقول أهل الإفك ، قالت : قال : ما يكون لنا أن نتكلم بهذا ، سبحانك هذا بهتان عظيم ، قالت : فأنزل الله عزوجل (لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ) حتى بلغ (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ) حتى بلغ (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ)(٦) ، قالت : وكان أبو (٧) بكر ينفق على مسطح لفقره وقرابته ،

__________________

(١) صحيح مسلم : فراشي.

(٢) أي ما فارق.

(٣) البرحاء : الشدة.

(٤) الجمان : الدّر.

(٥) سورة النور ، الآية : ١١ إلى ٢٢.

(٦) سورة النور ، الآية : ١١ إلى ٢٢.

(٧) بالأصل : أبا.

٣٣٥

قال : والله لا أنفق عليه ، وقد قال في عائشة ما قال ، فلما أنزل الله : (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ) قال أبو بكر : بلى ، أنا أحب أن يغفر الله لي ، فأنفق على مسطح مثل ما كان ينفق عليه ، قبل ذلك ، وقال : لا أتركك منه أبدا.

قالت عائشة : كانت زينب بنت جحش زوجة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وسألها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «يا زينب ما علمت أو ما رأيت من عائشة؟» فقالت : يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ، والله ما علمت إلّا خيرا ، قالت : وهي التي كانت تساميني (١) من أزواج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فعصمها (٢) الله بالورع ، وكانت أختها تجانب لها ، فهلكت فيمن هلك (٣).

قرأنا على أبي (٤) عبد الله ابن البنّا ، عن أبي تمّام علي بن محمّد بن الحسن ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي ، نا ابن أبي خيثمة ، نا الهيثم بن خارجة ، قال : قال الوليد بن مسلم : كنت جالسا مع عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، فمرّ عبد الله بن عبد الرّحمن ـ يعني ابنه ـ فقال : إنه أكبر منه بثلاث عشرة أو أربع عشرة سنة (٥).

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهّاب ـ زاد أبو الفضل : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أبو بكر الشيرازي ، ثنا أبو الحسن المقرئ ، ثنا أبو عبد الله البخاري (٦) ، قال : عبد الله بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر أبو إسماعيل الشامي (٧) الأزدي ، عن أبيه ، سمع منه الهيثم بن خارجة.

ـ في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ـ ثنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

__________________

(١) تساميني أي تفاخرني وتضاهيني بجمالها ومكانها من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومكانتها لديه.

(٢) الأصل : «فصممها» والمثبت عن صحيح مسلم.

(٣) وهي حمنة بنت جحش ، وكانت تحكي وتتحدّث بما يقوله أهل الإفك.

(٤) بالأصل : بن.

(٥) بالأصل : «بثلاث عشر أو أربعة عشر سنة» خطأ.

(٦) التاريخ الكبير للبخاري ٥ / ١٣٤.

(٧) عن البخاري وبالأصل : السامي.

٣٣٦

قال : أنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد قالا : ثنا أبو محمّد أبي حاتم (١) ، قال : عبد الله بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر الأزدي أبو إسماعيل شامي ، روى عن عطاء الخراساني ، وإسماعيل بن عبيد الله (٢) ، وأبيه ، وعمّه يزيد بن يزيد بن جابر ، روى عنه الوليد بن مسلم ، والهيثم بن خارجة ، وسليمان بن عبد الرّحمن ابن بنت شرحبيل ، وهشام بن عمّار ، وهشام بن خالد ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، نا مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو إسماعيل عبد الله بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، عن أبيه ، روى عنه الهيثم بن خارجة ، والحكم بن موسى.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، ثنا أبو نصر ، ثنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو إسماعيل عبد الله بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، شامي (٣) ليس به بأس.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد ثنا علي بن الحسن ، ثنا أبو الحسن الكلابي ، ثنا أحمد بن عمير ، ورآه قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : سمعته من نصر : عبد الله بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، ثنا عبد العزيز الكتاني ، ثنا علي بن محمّد الطبراني ، أنا عبد الجبار الخولاني (٤) ، قال : وعبد الله بن عبد الرّحمن يكنى أبا إسماعيل وولده بداريا إلى اليوم.

ـ في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال أبو عبد الله الخلّال ـ أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

__________________

(١) الجرح والتعديل ٥ / ٩٨.

(٢) عن الجرح والتعديل وبالأصل : عبد الله.

(٣) بالأصل : «سامي» والصواب مما سبق.

(٤) تاريخ داريا ص ١٠٦.

٣٣٧

قال : ونا أبو طاهر ، أنا علي قالا : ثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (١) ، أنا الحسين (٢) ابن الحسن الرازي ، قال (٣) : سألت يحيى بن معين عن عبد الله بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر فقال : لا بأس به ، قال : وسألت أبي عن (٤) عبد الله بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، فقال : صالح الحديث.

٣٣٧٠ ـ عبد الله بن عبد الرّحمن ، ويقال : ربيعة بن السكن

أبو رويحة القرعي

يأتي في الكنى إن شاء الله.

٣٣٧١ ـ عبد الله بن عبد الرّحمن

ويقال : عبد الرّحمن بن عبد الله

روى خطبة عمر بن الخطاب بالجابية ، وشهدها.

روى عنه : أبو السّكينة (٥) الحمصي.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، ثنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا القواريري ـ يعني عبيد الله بن عمر ـ ثنا كثير بن هشام ، ثنا جعفر بن برقان ، ثنا أبو سكينة الحمصي ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن.

أن عمر قدم الجابية ـ جابية دمشق ـ فقام خطيبا فحمد الله ، وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال :

إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قام فينا يوما كقيامي فيكم اليوم ، فقال : «أكرموا أصحابي ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يظهر الكذب (٦) حتى يحلف الرجل وإن لم يستحلف ، وحين يشهد وإن لم يستشهد ، فمن أراد بحبحة الجنة فعليه بالجماعة ، فإنّ

__________________

(١) الجرح والتعديل ٥ / ٩٨.

(٢) عن الجرح والتعديل وبالأصل «قال».

(٣) بالأصل «قالت» والصواب عن الجرح والتعديل.

(٤) سقطت من الأصل وأضيفت عن الجرح والتعديل.

(٥) ضبطت عن الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٣١٦ وفيه سكينة بضم السين وفتح الكاف وتخفيفها وفتح النون. أبو سكينة الحمصي حدّث عن وابصة بن معبد ، روى عنه جعفر بن برقان الجزري.

(٦) بالأصل : العرب ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.

٣٣٨

الشيطان مع الفرد ، وهو من الاثنين أبعد ، ألا لا يخلونّ رجل بامرأة فإنّ ثالثهما الشيطان ، ومن ساءته خطيئته فهو مؤمن».

ثم قال : إذا انصرفت من مقامي هذا فلا يتعين أحد له حق في الصدقة إلّا أتاني فلم يأته ممن حضره إلّا رجلان ، فأمر لهما فأعطيا ، فقام رجل فقال : أصلح الله أمير المؤمنين ، ما هذا الغني المتفقد بأحق بالصدقة من هذا الفقير المتعفّف ، قال عمر : ويحك كيف لها بالدليل؟.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو القاسم بن مسعدة (١) ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد ، نا أبو عروبة ، ثنا عمرو بن هشام ، ثنا مخلد بن يزيد ، عن جعفر ـ يعني ابن برقان ـ عن أبي السكينة الحمصي ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن ، قال : قدم عمر جابية دمشق ، فقام في الناس فذكر الحديث.

قال : ثنا أبو عروبة ، ثنا محمّد بن سعيد الأنصاري ، قال : سمعت مسكين بن بكير يقول : سألني سعيد : سمعت من جعفر بن برقان؟ قال : قلت : نعم ، قال : فهل سمعت حديث أبي سكينة : من أراد بحبحة الجنة فعليه بالجماعة؟ قلت : لا ، قال : لم تصنع شيئا ، قال مسكين : فلما رجعت ، كتبت عنه.

٣٣٧٢ ـ عبد الله بن عبد الرّحمن

أبو محمّد الملياري المعروف بالسّندي

حدّث بعدلون : مدينة من أعمال صيدا من ساحل دمشق ، عن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد الحساب الشيرازي.

روى عنه : أبو عبد الله الصّوري الحافظ.

٣٣٧٣ ـ عبد الله بن عبد بن عبد الرحيم

أبو الحسين المازني

حكى عن أشياخ له من أهل دمشق.

روى عنه : أبو الحسين أحمد بن حميد بن أبي العجائز الدّمشقي.

__________________

(١) بالأصل : مسعد ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

٣٣٩

٣٣٧٤ ـ عبد الله بن عبد الرّزّاق بن عبد الله بن الحسين بن فضيل

أبو محمّد بن أبي القاسم الكلاعي

سمع أبا الحسن بن عوف ، وابن السمسار .... (١) ، وأبا بكر محمّد بن الحرمي ، ومسدّد بن علي ، وأبا عثمان الصابوني ، وأبا القاسم بن الطّيّب ، وأبا عبد الله محمّد بن عبد السلام بن سعدان ، وعثمان بن أبي بكر السفاقسي ، وأبا الفرج عمر بن عبد الله بن جعفر ، ورشأ بن نظيف المقرئ ، وعلي بن الخضر السّلمي ، وأبا طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر الأنباري.

حدّثنا عنه أبو الحسن الفرضي ، وأبو محمّد بن صابر ، وكان خالي قد سمع منه ، وتكرّه الرواية عنه لأجل خدمته بعض الجند.

حدّثنا (٢) أبو محمّد بن صابر لفظا ـ أنا أبو محمّد عبد الله بن عبد الرّزّاق بن عبد الله بن الحسين بن الفضيل الكلاعي ـ بقراءتي عليه ـ سنة ست وثمانين ، وأبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام بن أبي بحرون ، قالا : أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي ، قدم علينا ، ثنا الحسن بن جعفر الحربي ، ثنا محمّد بن الحسن بن سماعة ، ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، ثنا سفيان الثوري ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن عطاء بن يزيد الليثي ، عن تميم الداري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّما الدين النصيحة ، إنّما الدين النصيحة ، إنّما الدين النصيحة» ، قيل : لمن يا رسول الله؟ قال : «لله ولرسوله ، ولأئمّة المسلمين وعامّتهم» [٦٠٢٨].

ذكر أبو محمّد بن صابر أنه ولد في العشر الأول من شهر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وأربع مائة.

ذكر أبو محمّد الأكفاني ، أن أبا محمّد بن الفضيل الكلاعي توفي في شعبان سنة اثنين وتسعين وأربعمائة بدمشق.

قال ابن صابر : توفي ليلة الاثنين للسادس والعشرين من شعبان ، ثقة لم يكن الحديث من شأنه.

__________________

(١) مهملة بدون نقط ورسمها بالأصل : «والعسى؟؟» لعلها : العتيقي.

(٢) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

٣٤٠