تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٨٣
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

وعشرين ومائتين ، ودفن يوم الخميس يوم عاشوراء ، وكان مولده سنة تسع (١) وثلاثين ومائة ، والله تعالى أعلم.

٣٣٥٠ ـ عبد الله بن صالح

صاحب المصلى.

ولي بدمشق البريد في أيام المتوكّل جعفر ، وكتب إليه بأمر الزلزلة التي حدثت بدمشق في ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.

٣٣٥١ ـ عبد الله بن صخر

وفد على سليمان بن عبد الملك.

وحكى عن رجل قيل إنه الخضر عليه‌السلام.

حكى عنه رجل من يحصب.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الحسين (٢) عاصم بن الحسن بن محمّد بن علي بن عاصم ، أنا أبو السهل محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق بن محمود بن علي بن بيان بن نمير العكبري ، أنا أبو الحسن علي بن الفرج بن علي بن أبي روح العكبري ، نا ابن أبي الدنيا ، نا عصمة بن الفضل ، نا يحيى بن يحيى بن نعيم النحوي ـ يعني ابن ميسرة المروزي ـ عن شيخ من أهل الشام من يحصب ، قال : نا (٣) عبد الله بن صخر قال :

خرجت من عند سليمان بن عبد الملك في الظهيرة ، فإذا رجل (٤) ينادي : يا (٥) عبد الله بن صخر ، فالتفتّ إليه فقال لي : لله أبوك لهذا العدوّ الذي أبيح (٦) لأبوينا وهما في الجنّة يأكلان منها رغدا حيث شاءا ، فلم يزل يمنّيهما ويدلّيهما بغرور ويقاسمهما بالله

__________________

(١) في المطبوعة : «سبع وثلاثين» وفي تهذيب الكمال نقلا عن أبي سعيد بن يونس : «سبع» أيضا.

(٢) بالأصل : «أبو الحسين بن عاصم» حذفنا «بن» لأنها مقحمة ، وهو ما يوافق عبارة م. وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٩٨.

(٣) بالأصل : يا.

(٤) في مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٦٦ يهتف بي.

(٥) من قوله : نا عبد الله .. إلى هنا سقط من م.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي مختصر ابن منظور : أتيح.

٢٠١

إنه لهما لمن الناصحين ، حتى أخرجهما مما كانا فيه ثم ها هو ذا قد نصب لنا ، فنحن نمدّ أعيننا إلى ما لم يقسم لنا من الرزق حتى نقطع أنفسنا دونه ، ويزهّدنا في الذي قد انتهى إلينا ، وحوينا (١) من رزق الله حتى نقصّر في الشكر ، فذهبت لأجيبه فما أدري كيف ذهب ، قال : فذكرته ، فقيل : ذاك الخضر عليه‌السلام ، أو لا نظنه إلّا الخضر.

ـ في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ـ أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٢) ، قال : عبد الله بن صخر ، روى كلاما في الزهد والحكمة عن رجل تراءى (٣) له ثم مات (٤) حتى لا يدرى كيف ذهب؟ فذكر له أنه كان الخضر ، روى نعيم بن ميسرة عن رجل من يحصب ، عنه.

٣٣٥٢ ـ عبد الله بن صفوان بن أميّة بن خلف

ابن وهب بن حذافة بن جمح ـ واسمه تيم ـ بن عمرو بن هصيص

ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر (٥)

أبو صفوان الجمحي (٦) المكي (٧) ،

وهو الأكبر من ولد صفوان بن أميّة

سمع حفصة ، وأم سلمة أم المؤمنين ، وصفية بنت أبي عبيد.

وأدرك عصر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) بالأصل : «وحرمنا» وفي م : «وحرسا» ، والمثبت عن مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٦٦.

(٢) الجرح والتعديل ٥ / ٨٥.

(٣) بالأصل وم : «ترايا» والمثبت يوافق عبارة المطبوعة.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي الجرح والتعديل : «غاب» وهو أشبه بالصواب باعتبار السياق.

(٥) بالأصل وم : نصر ، خطأ والصواب ما أثبت ، انظر جمهرة ابن حزم ص ١٢.

(٦) بالأصل وم : الجهني ، خطأ ، والصواب ما أثبت عن مصادر ترجمته.

(٧) ترجمته وأخباره : جمهرة ابن حزم ص ١٦٠ تهذيب الكمال ١٠ / ٢٣٤ تهذيب التهذيب ٣ / ١٧٣ والإصابة ٣ / ٦٠ وأسد الغابة ٣ / ١٧٥ البداية والنهاية ـ بتحقيقنا (الجزء الثامن) ، شذرات الذهب ١ / ٨٠ الوافي بالوفيات ١٧ / ٢١٥ سير أعلام النبلاء ٤ / ١٥٠ ، تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠ ص ٤٥٠) وانظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

٢٠٢

روى عنه : ابن (١) ابنه : أميّة بن صفوان بن عبد الله ، وعبد الرّحمن بن موسى ، وأبو إدريس [المرهبي](٢) ، ويوسف بن ماهك ، وسالم بن أبي الجعد.

ووفد على معاوية في خلافته ، وكان له بدمشق دار في الزقاق المعروف بزقاق صفوان.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله (٣) بن أحمد ، حدّثنا أبي (٤) ، نا (٥) سفيان بن عيينة ، عن أميّة بن صفوان ـ يعني ابن عبد الله بن صفوان ـ عن جده ، عن حفصة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ليؤمنّ هذا البيت جيش يغزونه حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم بأوسطهم ، فينادى أوّلهم وآخرهم فلا ينجو إلّا الشريد الذي يخبر عنهم» ، فقال رجل (٦) لجدي : والله ما كذبت على حفصة ، ولا كذبت حفصة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم [٦٠٠٥].

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم ، قالا : أنا أبو سعد الأديب ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرتنا أم المجتبى العلوي ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا هارون بن عبد الله البزاز ، نا سفيان ـ زاد ابن المقرئ : ابن عيينة ـ عن أميّة بن صفوان ، سمع ـ وفي حديث ابن المقرئ : أنه سمع ـ جدّه يقول : حدّثتني حفصة أنها قالت : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وفي حديث ابن المقرئ : حدّثتني حفصة أنه قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليؤمّنّ هذا البيت جيش يغزونه ، حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأوسطهم ، فنادى ـ وقال ابن المقرئ : فينادى ـ أوّلهم وآخرهم ، فيخسف بهم جميعا ، فلا ينجو إلّا الشريد الذي يخبر عنهم» ، قال سفيان : فقام إلى أميّة

__________________

(١) عن م ، سقطت من الأصل.

(٢) أضفناها للإيضاح عن تهذيب الكمال.

(٣) بالأصل : «عبد» والصواب عن م.

(٤) مسند أحمد ج ١٠ / ١٦٤ رقم ٢٦٥٠٦.

(٥) في المسند : حدثنا محمد بن سفيان بن عيينة.

(٦) في المسند : فقال رجل : كذا والله.

٢٠٣

رجل [فقال](١) : أشهد عليك ما كذبت على جدك ، وأشهد على جدك أنه لم يكذب على حفصة ، وأشهد على حفصة أنها لم تكذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [٦٠٠٦].

أخبرنا أبو عبد الله (٢) الحسين بن عبد الملك ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا المفضّل بن محمّد بن إبراهيم ، نا ابن أبي عمر ، وعبد الجبار ، قالا : نا سفيان عن (٣) أميّة بن صفوان بن عبد الله بن صفوان ، عن جدّه عبد الله بن صفوان ، عن حفصة أنها قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ليؤمّنّ هذا البيت جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأوسطهم (٤) [إلّا الشريد ، الذي يخبر عنهم» ، فقال رجل لجدّي : أشهد ما كذبت على حفصة ، ولا كذبت حفصة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر المغربي ، أنا أبو بكر الجوزقي ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، نا عبد الرّحمن بن بشر ، نا سفيان بن عيينة ، عن أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان سمع جده يقول : حدّثتني حفصة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليؤمنّ هذا البيت جيش يغزونه ، فإذا كانوا ببيداء ، من الأرض خسف بأوسطهم](٥) فينادي (٦) أوّلهم وآخرهم ، فلا يبقى منهم إلّا الشريد الذي يخبر عنهم» ، فقال رجل : أشهد أنك لم تكذب على حفصة ، وأنّ حفصة لم تكذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

تابعهم علي بن المديني ، عن سفيان.

ورواه محمّد بن إسحاق ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن عبد الرّحمن بن موسى ، عن عبد الله بن صفوان ، فاختلف ـ عنه ـ فيه ، فرواه سلمة بن الفضل الأبرش ، وجرير بن حازم عنه ، فقالا : عن عبد الله بن صفوان ، عن حفصة كما تقدم.

ورواه علي بن مجاهد الرازي ، عن ابن إسحاق ، فقال : عن عبد الله بن صفوان ، عن صفيّة ، عن أم سلمة.

__________________

(١) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.

(٢) بالأصل : «أخبرنا عبد الله بن الحسين» خطأ ، والمثبت عن م.

(٣) بالأصل وم : «بن» خطأ.

(٤) عن م وبالأصل : بأوساطهم.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم وأضيف للإيضاح عن المطبوعة.

(٦) بالأصل وم : فينادي.

٢٠٤

ورواه ابن مهدي ، عن سفيان الثوري ، عن سلمة بن كهيل [عن](١) أبي إدريس المرهبي ، عن ابن صفوان ، عن صفية ، عن (٢) أمّ سلمة ، بالشك.

فأمّا حديث سلمة :

فأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (٣) ، نا إسحاق بن إبراهيم الرازي ، وهو ختن سلمة الأبرش ، نا سلمة ، حدّثني محمّد بن إسحاق ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن عبد الرّحمن بن موسى ، عن عبد الله بن صفوان ، عن حفصة ابنة عمر ، قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يأتي جيش من قبل المشرق يريدون رجلا من أهل مكة ، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ، فرجع من كان إمامهم لينظر ما فعل بالقوم فيصيبهم ما أصابهم» ، فقلت : يا رسول الله ، فكيف بمن كان منهم مستكرها؟ قال : «يصيبهم كلّهم ذلك ، ثم يبعث الله عزوجل كلّ امرئ على نيّته» [٦٠٠٧].

وأمّا حديث جرير فرواه ابن المديني ، عن وهب بن جرير ، عن أبيه.

وأمّا حديث علي بن مجاهد : فرواه محمّد بن حميد الرازي عنه.

وأمّا حديث عبد الرّحمن بن مهدي ، فرواه علي بن المديني عنه.

وذكر ذلك البخاري في تاريخه (٤).

فيما أنبأنا به أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، عن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل [أنا محمّد بن إسماعيل](٥) البخاري فذكره.

__________________

(١) سقطت من الأصل وم وإضافتها لازمة للإيضاح.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : «أو أم سلمة» وهو أشبه بالصواب ، باعتبار ما جاء في آخر العبارة : بالشك.

(٣) مسند أحمد ج ١٠ / ١٦٦ رقم ٢٦٥٢٠.

(٤) الخبر ورد في التاريخ الكبير ٣ / ١ / ١١٩.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، وزيادته لازمة ، فالسند معروف.

٢٠٥

أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي (١) علي ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص (٢) ، نا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزبير بن بكار ، قال (٣) : فمن ولد صفوان بن أميّة عبد الله الأكبر (٤) ، وأمّه برزة بنت مسعود بن عمرو (٥) بن عمير ، وكان من أشراف قريش.

حدّثني عمي مصعب بن عبد الله وغيره من قريش : أنه وفد على معاوية هو وأخوه عبد الرّحمن الأكبر ، وأمّ عبد الرّحمن أم (٦) حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أميّة ، وكان معاوية يقدّم عبد الله بن صفوان على عبد الرّحمن ، فعاتبته أخته ، فذكر حكاية تأتي في ترجمة عبد الرّحمن بن صفوان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ـ زاد الأنماطي : وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا : أنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنا أبو الحسين الأهوازي ، أنا أبو حفص الأهوازي ، نا خليفة بن خيّاط (٧) ، قال : في الطبقة الأولى من أهل مكة : عبد الله بن صفوان بن أميّة بن خلف (٨) بن حذافة بن جمح ، أمّه امرأة من ثقيف ، قتل وهو متعلق بأستار الكعبة مع ابن الزبير سنة ثلاث وسبعين ، يكنى أبا صفوان ، أمّه ثقفيّة.

أخبرنا أبو البركات ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنا يوسف بن رباح بن علي ، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد ، نا معاوية ، عن صالح ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية التابعين من أهل مكّة : عبد الله بن صفوان بن أميّة الجمحي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن

__________________

(١) سقطت من الأصل وم ، وزيادتها لازمة ، فالسند معروف.

(٢) بالأصل وم : المخلصي خطأ ، وقد مرّ التعريف به.

(٣) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٢٨٦ وجمهرة ابن حزم ص ١٦٠.

(٤) في نسب قريش : المتكبر خطأ.

(٥) في نسب قريش : عمر ، خطأ.

(٦) بالأصل وم : ابن حبيبة ، والصواب ما أثبت ، عن جمهرة ابن حزم ص ١١١ وفي نسب قريش : أم حبيب.

(٧) طبقات خليفة ص ٤١١ رقم ٢٠١٤.

(٨) بالأصل : خالد ، خطأ. والصواب عن طبقات خليفة.

٢٠٦

محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (١) ، نا محمّد بن سعد ، قال في الطبقة الأولى ممّن روى عن عمر من أهل مكة : عبد الله بن صفوان بن أميّة بن خلف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، قال : فولد صفوان بن أميّة : عمرا ، وعبد الله الأكبر ، وهو الطويل ، قتل مع عبد الله بن الزبير بن العوّام يوم قتل ، وهشام (٢) الأكبر ، وأميّة ، وأمّ حبيب ، وأمّهم برزة بنت مسعود بن (٣) عمرو بن عمير الثقفي.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل الباقلاني ، وأبو الحسين الصيرفي ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد الباقلاني : ومحمّد بن الحسن ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٤) ، قال : عبد الله بن صفوان بن أميّة بن خلف الجمحي القرشي المكي ، قال علي : قتل مع ابن الزبير في يوم واحد.

ـ في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ـ أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٥) ، قال : عبد الله بن صفوان بن أميّة بن خلف الجمحي القرشي ، مكي ، قتل مع الزبير في يوم واحد ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «ليغزونّ هذا البيت جيش يخسف بهم بالبيداء» ، روى عنه ابنه أميّة بن (٦) عبد الله بن صفوان (٧) ، سمعت أبي يقول ذلك.

__________________

(١) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد ولكن الخبر التالي مثبت في الطبقات المطبوع برواية حسين بن الفهم راجع طبقات ابن سعد ٥ / ٤٦٥.

(٢) كذا بالأصل وم ، والصواب : وهشاما.

(٣) بالأصل وم : «بن» خطأ ، والصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال ١٠ / ٢٣٥.

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ١ / ١١٨.

(٥) الجرح والتعديل ٥ / ٨٤.

(٦) كذا بالأصل وم والجرح والتعديل ، وقد مرّ : أنه ابن ابنة أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية ، وانظر تهذيب الكمال ١٠ / ٢٣٥.

(٧) بعدها في الجرح والتعديل : وروى عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن موسى عنه.

٢٠٧

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي القاسم يوسف بن الحسن بن محمّد التفكري ، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا بكر محمّد بن عمر بن سالم الجعابي يقول : صفوان بن أميّة من بني (١) جمح يكنى أبا وهب ، وابنه عبد الله بن صفوان ، وكان من سادات قريش ، ولد على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في شيء (٢) من الهجرة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، أنا أبو بكر بن مردويه ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا أبو المثنّى معاذ بن المثنّى ، نا مسدّد ، نا يحيى ، عن ابن أبي عروبة ، نا قتادة ، عن أبي مجلز : أن رجلا سأل ابن عمر عن رجل أعور فقئت عينه الصحيحة ، فقال عبد الله بن صفوان : قضى عمر بن الخطاب فيها بالدية ، فقال : إياك أسأل ، فقال : تسألني ، وهذا يخبرني أن عمر قضى بذلك؟

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، وأبو محمّد عبد الله بن علي بن [أحمد بن عبد الله المقرئ ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أخبرتنا أم الفتح أمة السلام بنت القاضي أبي بكر](٣) أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة ، قالت : حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن علي البندار المعروف بالبصلاني ، نا محمّد بن يحيى أبو بكر القطعي (٤) ، نا عبد الأعلى ، نا سعيد ، عن قتادة ، قال : ـ إن لم يكن عن لا حق فلا أدري ـ أن رجلا أصاب صيدا ، فأتى عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن صفوان ، فقال : احكما عليّ ، فقال ابن عمر لعبد الله بن صفوان : إمّا أن تقول فأصدّقك ، وأمّا أن أقول فتصدّقني ، فقال عبد الله بن صفوان : قل أنت ، فقال عبد الله بن عمر صدّقه الآخر.

في هذا الخبر تعديل من ابن عمر لابن صفوان ، إذ لو لم يكن عنده عدلا لما جوّز حكمه في الصّيد ، والله تعالى يقول : (يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ)(٥).

أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنّا ، قالا : أنا أبو

__________________

(١) بالأصل وم : «بن أبي جمح».

(٢) كذا بالأصل وم والمطبوعة ، وفي تهذيب الكمال : في سنين من الهجرة.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، وأضيف للإيضاح عن المطبوعة.

(٤) بالأصل وم : القطيعي ، والمثبت عن تهذيب الكمال ١٧ / ٣١٧ وكناه أبا عبد الله.

(٥) سورة المائدة ، الآية : ٩٥.

٢٠٨

جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني محمّد بن سلّام ، حدّثني يزيد بن عياض بن جعدبة ، قال :

لما قدم معاوية مكة لقيته رجال قريش ، فلقيه عبد الله بن صفوان على بعير في خفّين وعمامة وبتّ (١) فساير معاوية فقال أهل الشام : من هذا الأعرابي الذي يساير أمير المؤمنين؟ فلما انتهى إلى مكة إذا الجبل أبيض من غنم عليه ، فقال : يا أمير المؤمنين هذه ألفا شاة أجزرتكها (٢) فقسمها ، معاوية في جنده ، فقالوا : ما رأينا أسخى من ابن عمّ أمير المؤمنين ، هذا الأعرابي (٣).

قال : ونا الزبير ، [حدّثني محمّد بن سلّام](٤) ، حدّثني عامر بن حفص التميمي (٥) قال : قدم رجل من مكة على معاوية ، فقال : من يطعم اليوم بمكّة؟ قال : عبد الله بن صفوان ، قال : تلك نار قديمة (٦).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، وأبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، قالا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي ، نا عمر بن شبّة ، نا أبو (٧) عاصم النبيل ، نا جويرية قال :

قالت بنات أبي سفيان لمعاوية : يقدم عليك ابن أختك ـ يعنين صفوان بن أميّة ـ فتؤخره ، ويقدم عليك عبد الله فتقدّمه ، قال : فأقعدهنّ مقعدا جعل بينه وبينهن سترا ، فقال : ائذنوا لابن أختي ، فأذن له ، فلما دخل قال له : أهلا ومرحبا ، حاجتك؟ قال : يا أمير المؤمنين أقطعني كذا ، وأقطعني كذا ، قال : هيه ، قال : أقطعني وافعل بي كذا ، ثم قال : ائذنوا لعبد الله بن صفوان ، فلما أراد أن يدخل قام إليه رجل ، قال : حاجة لي إلى أمير المؤمنين في هذا القرطاس ، فلما دخل قال : هيه ، قال : آل فلان بيننا وبينهم من

__________________

(١) البت : الكساء الغليظ المهلهل.

(٢) الخبر نقله في تهذيب الكمال ١٠ / ٢٣٥ عن يزيد بن عياض بن جعدبة وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠ ص ٤٥١).

(٣) بالأصل وم وتهذيب الكمال : «أحزرتكها» والمثبت عن تاريخ الإسلام.

(٤) ما بين معكوفتين زيادة لازمة لاستقامة السند ، وقد سقط من الأصل وم ، انظر الرواية السابقة. وتهذيب الكمال.

(٥) تهذيب الكمال : العجيفي.

(٦) الخبر في تهذيب الكمال ١٠ / ٢٣٥.

(٧) بالأصل وم : «ابن» خطأ.

٢٠٩

القرابة وبهم حاجة ، قال : هيه حسبك الآن ، قال : فآل (١) فلان ، قال : حسبك الآن ، قال : وآل فلان ، قال : ما أراك تسألني حاجة لنفسك ، قال : لو لم أفد إليك إلّا لنفسي ما وفدت أبدا ، فلما قام قال : يا أمير المؤمنين حاجة هذا الرجل ، قال : حسبك ، قال : لا والله ، ما أقبل منك واحدة منها إلّا بهذه ، قال : فدخل على أخواته قال : أذنت لذلك ، فما سألني إلّا لنفسه ، وأذنت لهذا فما سألني إلّا لقرابتي.

كذا قال ، والصواب : يعنين عبد الرّحمن بن صفوان بن أميّة (٢).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو محمّد بن زبر ، نا إبراهيم بن مهدي الأبلّي (٣) ، نا أبو حاتم السّجستاني ، نا الأصمعي ، نا جويرية بن أسماء :

أن بنات أبي سفيان قلن لمعاوية : يقدم عليك ابن أختك ـ يعنين ابنا لصفوان بن أميّة ـ فتؤخره ، ويقدم عليك عبد الله بن صفوان فتقدّمه ، قال : فأجلسهن مجلسا من وراء ستر ، ودعا بابن أخته ، فلما دخل وهنّ ينظرن ويسمعن ، قال : مرحبا وأهلا ، قال : حاجتك؟ قال : أقطعني كذا وأعطني كذا ، وافعل بي كذا ، قال : هيه ، حاجتك ، قال : فأعاد مثل قوله حتى فعل ذلك ثلاثا ، ثم قال : ائذنوا لعبد الله بن صفوان ، فلمّا نهض ليدخل قام إليه رجل ، فقال : حاجة لي إلى أمير المؤمنين في هذا القرطاس ، فأخذه ودخل ، فقال له معاوية : هيه ، فقال : يا أمير المؤمنين آل فلان بيننا وبينهم من القرابة ما تعلمه ، وبهم حاجة وفاقة ، قال : هيه حسبك الآن ، قال : وآل فلان من حالهم ومن أمرهم ، قال : ما أراك تسألني لنفسك حاجة ، فقال : لو لم أفد إليك إلّا لنفسي ما وفدت أبدا ، قال : فأمر بقضاء ما سأله من الحوائج ، فلمّا قام ، قال : يا أمير المؤمنين وحاجة لصاحب هذا القرطاس ، فهو ببابك ، قال : لا والله حسبك ، فقال : لا (٤) والله ، لا أقبل منك واحدة منهن إلّا بهذه ، قال : فدخل على أخواته ، فقال : قد رأيتنّ ، أذنت لابن أختي فما سأل إلّا لنفسه ، وأذنت لهذا فما سأل إلّا لقرابتي.

__________________

(١) سقطت من الأصل ومكانها إشارة تحويل إلى الهامش لكنه لم يذكر شيئا عليه ، والزيادة أضفناها من م.

(٢) وقد مرّ قريبا أن أمّه هي أم حبيبة بنت أبي سفيان.

(٣) بالأصل وم : «الايلي» والصواب ما أثبت وضبط ، ترجمته في تهذيب الكمال ١ / ٤٣٨ ، وانظر الأنساب (الأبلّي).

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : فقال : والله.

٢١٠

أخبرنا أبو بكر بن كرتيلا ، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد الخيّاط ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله السّوسنجردي ، أنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمّد الكاتب ، أنا أبي ، أنا محمّد بن مروان السّعيدي ، أخبرني جعفر بن أحمد ـ هو ابن معدان ـ نا الحسن ـ وهو ابن جهور ـ قال : ذكروا عن علي بن سليمان قال :

حضر قوم من قريش مجلس معاوية فيهم عمرو بن العاص ، وعبد الله بن صفوان بن أميّة ، وعبد الرّحمن بن الحارث بن هشام ، فقال عمرو : احمد (١) الله يا معشر قريش إذ جعل وليّ أمركم من يغضّ (٢) على القذى ، ويتصامّ (٣) عن (٤) العوراء ويجر ذيله (٥) على الخدائع ، فقال عبد الله بن صفوان : لو لم يكن كذلك لمشينا إليه الضّرّاء ، ودببنا إليه الخمر (٦) ، وقلبنا ظهر المجنّ ، ووجد أن يقوم بأمرنا من لا يطعمك مال مصر. فقال معاوية : حتى متى لا تنصفون (٧) من أنفسكم ، فقال عبد الرّحمن بن الحارث : إن عمرا وذويه أفسدوك علينا ، فأفسدونا عليك ، ما كان عليك لو أغضيت على هذه؟ فقال : إن عمرا (٨) ناصح لي ، قال عبد الرّحمن : فأطعمنا مثل ما أطعمك (٩) ، ثم خذنا بمثل نصيحته ، إنّا رأيناك تضرب عوامّ قريش بأياديك في خواصها ، كأنك ترى أنّ كرامها حازوك عن لئامها ، وأيم الله لنفرغن من وعاء فعم في إناء ضخم ، وكأنك بالحرب ، قد حل عقالها عليك ، ثم لا ينظر لك ، فقال له معاوية : يا ابن أختي ما أحوج أهلك إليك ـ معناه إنّي لا أقتلك ـ ثم أنشأ يقول :

غرّ رجالا من قريش تبايعوا (١٠)

على سفه منّي الحيا والتّكرّم

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٦٩ «احمدوا الله» وهو الصواب.

(٢) كذا بالأصل وم ومختصر ابن منظور ، وفي المطبوعة : يغضي.

(٣) عن م ، وبالأصل : ويصام.

(٤) بالأصل وم : على ، والصواب عن مختصر ابن منظور.

(٥) غير واضحة بالأصل والمثبت عن م.

(٦) بالأصل : «ودنينا له الجمر» وفي م : «ودنينا الجمر» والصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور.

وفي تاج العروس ـ بتحقيقنا ـ في مادة خمر : يقال للرجل إذا ختل صاحبه : هو يدب له الضراء ويمشي له الخمر.

(٧) بالأصل وم : تنصفوا.

(٨) بالأصل : «عمرو» وفي م : «عمر» والصواب ما أثبت.

(٩) في مختصر ابن منظور : أطعمته.

(١٠) كذا بالأصل وم ، وفي مختصر ابن منظور : تتايعوا.

٢١١

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (١) ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين ، أنا أبو الطيّب محمّد بن أحمد بن خاقان.

ح قال : وأنا أبو (٢) منصور ، ثنا أبو محمّد عبد الله بن مكي بن أيوب الشافعي ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الجراح (٣) الخزّاز. قالا : أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد ، أنا العكلي عن من حدّثه عن أبي الحسن بن عبد الرّحمن الأنصاري ، قال :

قدم على معاوية وفد من قريش فيهم عبد الله بن جعفر ، وابن الزبير ، وعبد الله بن صفوان بن أميّة ، فوصلهم وفضّل عبد الله بن جعفر ، فقال عبد الله بن صفوان : يا أمير المؤمنين إنّما صغرت أمورنا عندك ، وخفّت حقوقنا عليك ، إذ لم نقاتلك كما قاتلك (٤) غيرنا ، ولو كنا فعلنا ذلك كنا كابن جعفر ، فقال معاوية : إنّي أعطيكم بين رجلين : إمّا معدم أعطيته يخزن ، أو مضمر لها على بخل ، وإن ابن جعفر ارتجى يعطى مما يأخذ ثم لا يأتينا حتى يدّان بأكبر ممّا أخذ ، فخرج ابن صفوان وهو يقول : إن معاوية ليحرمنا حتى نيأس ، ويعطينا حتى نطمع.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس ، أنا محمّد بن الفتح بن علي (٥) ، وعلي بن أحمد الملطي ، قالا : أنا أحمد بن محمّد بن دوست ـ زاد محمّد : ومحمّد بن عبد الله بن الحسين الدقاق ، قالا : ـ أنا الحسين بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا داود بن مهران ، نا عبد الجبار بن الورد ، قال : سمعت ابن أبي مليكة يقول :

كان عمر بن عبد العزيز يقول لي : ما (٦) بلغ ابن صفوان ما بلغ؟ قلت : أجل ، سأخبرك ، والله لو أن عبدا وقف عليه يسبّه ما استنكف عنه ابن صفوان ، وسأخبرك عنه :

__________________

(١) بالأصل وم : «المحلي» خطأ والصواب ما أثبت ، وقد مرّ التعريف به.

(٢) عن م ، سقطت من الأصل.

(٣) «بن الجراح» سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٤) عن م وبالأصل : قاتلت.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : محمد بن علي الحربي.

(٦) في المطبوعة : «بم».

٢١٢

إن (١) لم تكن تأتيه قط إلّا كان أوّل خلق الله نزعا إليه الرجال ، ولم يسمع بمفازة إلّا حفرها ، ولا ثنية إلّا سهّلها (٢) ، وكنتم تقدمون علينا هاهنا فيكون أوّلنا عليكم دخولا ، وآخرنا من عندكم خروجا ، وكنتم تحسبوننا بعطائنا ، فنصيح بكم وأنتم بالشام ونحن بمكة ، فتخرجونها له ، فبهذا بلغ.

قال : ونا ابن أبي الدنيا ، قال : وحدّثت (٣) عن محمّد بن الحسين ، نا عبد الوهّاب بن عطاء ، نا أبو الربيع السّمّان ، عن القاسم بن أبي بزّة قال : تناول رجل من أهل مكة ابنا لعبد الله بن صفوان ببعض ما يكره ، فأمسك عنه الفتى ، فقال مجاهد : لقد أشبه أباه في الحلم والاحتمال (٤).

قال : ونا ابن أبي الدنيا ، أخبرني العبّاس بن هشام ، عن أبيه ، حدّثني شيخ من أهل المدينة قال (٥) :

أقبل أبو حميد بن داود بن قيس بن السائب المخزومي على عبد الله بن صفوان بن أميّة يشتمه ويقع فيه ، وهو جالس في المسجد ، وحوله بنوه وأهله ، فقال : عزمت على رجل منكم أن يجيبه ، ثم انصرف ، فقالوا : لم نر مثل تركك هذا يشتمك ، فأمر له بصلة مكانه ، فأقبل إليه بعد ذلك فقال : أشتمك وتصلني؟ قال : تريد أن تزيل الجبال؟

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص (٦) ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني محمّد بن سلّام ، عن أبي (٧) عبد الله الأزدي ، قال :

وفد المهلّب بن أبي صفرة على عبد الله بن الزبير ، فأطال الخلوة معه ، فجاء ابن

__________________

(١) كذا وردت العبارة التالية بالأصل وم ، وفي تاريخ الإسلام : إنه لم يكن يأتيه أحد قطّ إلّا كان أول خلق الله تسرعا إليه بالرجال.

(٢) إلى هنا ينتهي الخبر في تاريخ الإسلام (٦١ ـ ٨٠ ص ٤٥١).

(٣) بالأصل وم : «وحديث» والصواب عن المطبوعة.

(٤) بالأصل وم : «بره» والصواب عن تهذيب الكمال.

(٥) الخبر في تهذيب الكمال ١٠ / ٢٣٥ ، ومختصر في تاريخ الإسلام ص ٤٥١.

(٦) بالأصل وم : «المخلصي» وقد مرّ التعريف.

(٧) سقطت من الأصل وم وأضيفت عن تاريخ الإسلام.

٢١٣

صفوان ، فقال : من هذا الذي قد شغلك منذ اليوم يا أمير المؤمنين؟ فقال : هذا سيّد العرب بالعراق ، فقال : ينبغي أن يكون المهلّب؟ فقال : هو المهلّب بن أبي صفرة ، فقال المهلّب : من هذا الذي يسألك عني يا أمير المؤمنين؟ قال : هذا سيّد قريش بمكة ، قال : ينبغي أن يكون عبد الله بن صفوان (١).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني محمّد بن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن رجل قال :

سمعت ابن عبّاس وعنده محمّد بن الحنفيّة ، وقد جاءهم ـ نعي (٢) حسين بن علي ـ وعزّاهم (٣) الناس فقال ابن صفوان : إنّا لله وإنا إليه راجعون ، أي مصيبة! يرحم الله أبا عبد الله وآجركم الله في مصيبتكم ، فقال ابن عبّاس : يا أبا القاسم ، ما هو إلّا أن خرج من مكة ، فكنت أتوقع ما أصابه ، قال ابن الحنفية : وأنا والله فعند الله نحتسبه ونسأله الأجر وحسن الخلف ، قال ابن عبّاس : يا ابن صفوان ، أما والله لا يخلد بعد صاحبك الشامت بموته ، فقال ابن صفوان : يا أبا العبّاس ، والله ما رأيت ذلك منه ، ولقد رأيته محزونا بمقتله ، كثير الترحّم عليه ، قال : يريك ذلك لما يعلم من مودتك لنا ، فوصل الله رحمك ، لا يحبّنا ابن الزبير أبدا ، قال ابن صفوان : فجد بالفضل فأنت أولى به منه.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر المعدّل ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن ، نا أبو عبد الله الطوسي ، نا الزبير بن أبي بكر ، قال (٤) : وكان عبد الله بن صفوان ممن يقوّي أمر عبد الله بن الزبير ، فقال له عبد الله بن الزبير : قد أذنتك وأقلتك بيعتي ، قال : إنّي والله ما قاتلت معك لك ما قاتلت إلّا عن ديني ، فأبى أن يقبل الأمان ، حتى قتل هو وابن الزبير معا في يوم واحد ، وهو متعلّق بأستار الكعبة ، وله يقول الشاعر :

__________________

(١) الخبر نقله الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠ ص ٤٥٢).

(٢) بالأصل وم : «يعني وراهم» وهو تحريف ، وصوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٧٠.

(٣) بالأصل وم : «يعني وراهم» وهو تحريف ، وصوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٧٠.

(٤) الخبر والشعر في تهذيب الكمال ١٠ / ٢٣٥ ـ ٢٣٦ وانظر نسب قريش لمصعب بن عبد الله الزبيري ص ٣٨٩.

٢١٤

كرهت كتيبة الجمحي لما

رأيت الموت سال به كداء (١)

فليت أبا أميّة كان فينا

فيعذر أو يكون له غناء

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسن بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا الحميدي عبد الله بن الزبير ، نا سفيان عن (٢) يحيى بن سعيد قال : رأيت رأس عبد الله بن مطيع أتي به إلينا إلى المدينة ، ورأس عبد الله بن الزبير ، ورأس عبد الله بن صفوان ، ولم يؤت من الرءوس بغير رءوس هؤلاء.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٣) ، قال : وفيها ـ يعني سنة ثلاث وسبعين ـ قتل عبد الله بن صفوان بن أميّة وهو متعلق بأستار الكعبة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العبّاس النهاوندي ، ثنا القاسم بن الأشقر ، نا محمّد بن إسماعيل ، نا علي بن عبد الله ، قال : قتل ابن الزبير وعبد الله بن صفوان ، وعبد الله بن مطيع في يوم واحد.

حرف (٤) الضاد

في أسماء آباء العبادلة : فارغ

__________________

(١) البيتان في تهذيب الكمال ، والبيت الأول في نسب قريش.

وكداء : جبل بأعلى مكة (معجم البلدان).

(٢) عن م وبالأصل : «بن».

(٣) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٦٩ ونقله في تهذيب الكمال ١٠ / ٢٣٦ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠ ص ٤٥٢).

(٤) قوله : «حرف الضاد في أسماء آباء العبادلة : فارغ» سقط من م.

٢١٥

حرف الطّاء

في (١) أسماء آبائهم

٣٣٥٣ ـ عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق (٢) بن أسعد

أبو العبّاس الخزاعي الأمير (٣)

ولّاه المأمون دمشق ، ومصر ، وقدم دمشق مجتازا إلى مصر ، وكان جوادا عادلا.

وحدّث عن أبيه ، وجعفر بن يحيى بن خالد بن برمك.

وسمع وكيع بن الجرّاح ، ويحيى بن الضريس ، والمأمون.

روى عنه : يحيى بن خلّاد البغوي (٤) ، ويقال : يحيى بن حمّاد ، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، ونصر بن زياد القاضي ، وياسين بن النضر ، والحسين بن منصور السلمي ، وأحمد بن سعيد الرّباطي النيسابوري ، وأبو محمّد عقيل بن عمرو الخطيب ، والفضل بن محمّد الشعراني ، وابنه محمّد بن عبد الله ، وابن أخيه منصور بن طلحة بن طاهر.

كتب إليّ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني عبد الله بن الحسين الوراق ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن علوية

__________________

(١) في م : في أسماء آباء العبادلة.

(٢) كذا بالأصل وم وفي الاكمال : بتقديم الراء. وفي الوافي بالوفيات : زريق بتقديم الزاي.

(٣) ترجمته وأخباره في تاريخ بغداد ٩ / ٤٨٣ شذرات الذهب ٢ / ٦٨ وفيات الأعيان ٣ / ٨٣ الأغاني ١٢ / ١٠١ البداية والنهاية (بتحقيقنا : الجزء العاشر) ، العقد الفريد (بتحقيقنا : الفهارس) العبر ١ / ٣٥٧ النجوم الزاهرة ٢ / ٢٥٨ ، وولاة مصر للكندي ص ٢٠٤ تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة ٢٢١ ـ ٢٣٠ ص ٢٢٩) والوافي بالوفيات ١٧ / ٢١٩ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٦٨٤ وانظر بحاشية المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر كثيرة ترجمت له.

(٤) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل ، والمثبت عن المطبوعة.

٢١٦

الأبهري ، نا الفضل بن محمّد (١) الشعراني وزير عبد الله بن طاهر ، حدّثني أبي ، حدّثني عمّي علي بن مصعب بن زريق (٢) ، نا خارجة بن مصعب ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله بن عبّاس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ الله عزوجل سائل كلّ راع استرعاه رعية قلّت أو كثرت حتى يسأل الزوج عن زوجته ، والوالد عن ولده ، والرّبّ عن خادمه : هل أقام (٣) فيهم أمر الله؟» [٦٠٠٨].

قرأت على أبي الفتح أسامة بن زيد العلوي ، عن أبي جعفر بن المسلمة ، عن أبي عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني (٤) ، قال : عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق أبو العبّاس كان بارع الأدب ، حسن الشعر نبيها في نفسه ، تنقل في الأعمال الجليلة شرقا وغربا ، قلّده المأمون مصر والمغرب ، ثم نقله عنها إلى خراسان بعد وفاة أبيه ، ومولده سنة ثمان (٥) وثمانين ومائة ، وتوفي عبد الله بنيسابور في خلافة الواثق في سنة ثلاثين ومائتين ، وسنّه سبع وأربعون سنة ، وكان إليه وقت وفاته : الشرطتان بمدينة السّلام وسرّ من رأى ، والحرب بطساسيج السواد ، وخليفته على ذلك إسحاق بن إبراهيم المصعبي ، وكان إليه الحرب والخراج بخراسان وأعمالها بجانبي النهر ، وطبرستان ، وجرجان ، والريّ وأعمالها ، ورثاه جماعة من الشعراء منهم : عمارة بن عقيل ، وعلي بن الجهم ، والحسن بن وهب الكاتب وغيرهم.

وعبد الله هو القائل للمعتصم :

إنّ التي أمطرت بالندّ صوب ردّى باتت تألّق بالقاطول للروم (٦) إنّ الفتوح على قدر الملوك وهمّات الولاة وأقدام المقاديم

وله أيضا :

ألا من لقلب مسلم للنوائب

أحاطت به الأحزان من كلّ جانب

__________________

(١) بالأصل وم : أحمد ، خطأ والصواب ما أثبت ، وقد مرّ قريبا.

(٢) بالأصل هنا : زريق ، والصواب عن م.

(٣) عن م وبالأصل : قام.

(٤) ليس له ذكر في معجم الشعراء المطبوع.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي الوافي بالوفيات وتاريخ الإسلام : «اثنتين» وفي المطبوعة : ثلاث.

(٦) الندّ : حصن باليمن ، قال الأصمعي أظنه من أعمال صنعاء (ياقوت).

والقاطول : نهر كان في موضع سامرّاء قبل أن تعمّر وكان الرشيد أول من حفر هذا النهر (ياقوت).

٢١٧

تبيّن يوم البين أن اعتزامه

على الصبر من بعض الظنون الكواذب

حرام على الرامي فؤادي بسهمه

دم صبّه بين الحشا والترائب

أراق دما لو لا الهوى ما أراقه

فهل يدمي من ثائر فمطالب

وله أيضا :

يبيت ضجيعي السيف طورا وتارة

يعضّ بها مات الرجال مضاربه

أخو ثقة أرضاه في الروع صاحبا

وفوق رضاه أنني أنا صاحبه

إذا ما دعى الداعي بالسلاح (١) وجدتني

منيعا به كالحتف يحرم خائنه (٢)

وليس أخو العلياء إلّا فتى له

بها كلف ما تستقرّ (٣) ركائبه

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، وعلي بن الحسن ، وأبو النجم الشّيحي (٤) ، قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٥) : عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق أبو العبّاس الخزاعي : كان أمير المؤمنين المأمون ولّاه الشام حربا وخراجا ، فخرج من بغداد إليها ، واحتوى عليها ، وبلغ إلى مصر ، ثم عاد ، فولّاه المأمون إمارة خراسان ، فخرج إليها ، وأقام بها حتى مات ، وكان أحد الأجواد الممدّحين ، والسّمحاء المذكورين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا (٦) ، قال : أما رزيق بتقديم الراء (٧) : الحسين بن مصعب بن رزيق بن أسعد ، وكان أسعد مولى لسعد بن أبي وقّاص ، وكان يزعم أن اسمه كان آزادمرد بن فرّخان بن هرمزدان (٨) وذكر قوم : أن رزيقا كان نوبيا مزينا ذكر ذلك ابن أبي معدان في تاريخ مرو ، وهو والد طاهر بن الحسين الأمير.

__________________

(١) في المطبوعة : السلاح.

(٢) المطبوعة : جانبه.

(٣) بالأصل وم : يستقر.

(٤) بالأصل وم : الشيخي خطأ ، والسند معروف.

(٥) تاريخ بغداد ٩ / ٤٨٣.

(٦) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٥١.

(٧) نقل الذهبي عنه في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٢٢١ ـ ٢٣٠ ص ٢٣١) بتقديم الزين : «زريق».

(٨) بالأصل وم : مرمزدان ، والمثبت عن الاكمال.

٢١٨

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر الحافظ ، أنا محمّد بن عبد الله الحاكم ، قال : سمعت محمّد بن يعقوب بن يوسف يقول : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن بكر المروزي ـ ببيت المقدس ـ يقول : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : سألني عبد الله بن طاهر : متى مات عبد الله بن المبارك؟ فقلت له : مات سنة اثنتين وثمانين ومائة ، قال : ذاك مولدي.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، فقال : سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن بالويه ، يقول : سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق يقول : سمعت أحمد بن سعيد الرّباطي يقول : قال لي عبد الله بن طاهر :

يا أحمد ، إنّكم تبغضون هؤلاء القوم جملة ، وأنا أبغضهم عن معرفة (١) ، وإن أوّل أمرهم : أنهم لا يرون للسلطان طاعة ، والثاني : ليس للإيمان عندهم قدر ، والله لا أستجيز أن أقول إيماني كإيمان يحيى بن يحيى ، ولا كإيمان أحمد بن حنبل ، وهم يقولون (٢) : إيماننا كإيمان جبريل وميكائيل.

قال : وأنا عبد الله ، قال : سمعت محمّد بن صالح بن هانئ يقول : سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة فذكره بنحوه ـ زاد عند قوله : هؤلاء القوم ، يعني المرجئة ـ.

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم ، قال : سمعت أبا حفص عمر بن أحمد الجوزي يقول : سمعت أبا زكريا العنبري يقول : سمعت أبي يقول : سمعت محمّد بن أحمد الجوزجاني يقول : سمعت محمّد بن يحيى النيسابوري يقول : سمعت عبد الله بن طاهر يقول : لا تمنعوا العلم طالبه ، فإنه أوحش جانبا من أن يستقرّ إلّا عند أهله.

__________________

(١) بالأصل وم : «معاوية» تحريف ، والصواب عن مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٧٣.

(٢) كذا بالأصل وم ، والخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٢٢١ ـ ٢٣٠ ص ٢٣٤) نقلا عن أحمد بن سعيد الرباطي وبدايته من قوله : والله لا أستجيز ... وفيه : وهؤلاء يقولان ... ويريد : يحيى بن يحيى وأحمد بن حنبل.

ولم يتنبّه محقق كتاب التاريخ للذهبي للأمر مع سعة معرفته.

٢١٩

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، [و](١) علي بن الحسن ، قالا : نا وأبو النجم ، أنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أخبرني الأزهري ، قال : أخبرني أحمد بن إبراهيم ، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة ، قال : غلب عبد الله بن طاهر على الشام ، ووهب له المأمون ما وصل إليه من الأموال هنالك ، ففرّقه على القوّاد ، ثم وقف على باب مصر ، فقال : أخزى الله فرعون ، ما كان أخسّه ، وأدنى همّته ، ملك هذه القرية فقال : أنا ربكم الأعلى ، والله لأدخلنها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمع أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول : سمعت فاطمة بنت إبراهيم بن عبد الله السّعدي يقول : سمعت فاطمة امرأة يحيى بن يحيى تقول :

قام يحيى ليلة لورده ، فلما فرغ منه قعد يقرأ في المصحف ـ فذكر قصة في دخول عبد الله بن طاهر الأمير عليه ـ قالت : فلمّا قرب منه وسلم قام إليه ، والمصحف في يده ، ثم رجع إلى قراءته حتى ختم السورة التي كان افتتحها ، ثم وضع المصحف واعتذر إلى الأمير وقال : لم أشتغل عنه تهاونا بحقه ، إنّما كنت افتتحت سورة فختمتها ، فقعد عبد الله ساعة يحدثه ، ثم قال له : ارفع حوائجك ، فقال : وهل يستغنى عن السلطان أيّده الله ، وقد وقعت لي حاجة في الوقت ، فإن قضاها رفعتها ، فقال : مقضيّة ، ما كانت؟ فقال أبو زكريا : قد كنت أسمع بمحاسن وجه الأمير ولم أعاينها إلّا ساعتي هذه (٣) ، وحاجتي أن لا يرتكب ما يحرق هذه المحاسن بالنار ، فأخذ الأمير عبد الله بن طاهر في البكاء حتى قام يبكي.

كتب إليّ أبو نصر القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا حامد أحمد بن محمّد المقرئ الواعظ يقول : سمعت غير واحد من مشايخنا يذكر :

أن رجلا ورد من هراة ، فرفع قصّة إلى عبد الله بن طاهر ، فلما قدم بين يديه قال : من خصمك؟ قال : الأمير أيّده الله ، قال : ما الذي تدّعي (٤) عليّ؟ قال : ضيعة لي بهراة

__________________

(١) سقطت الواو من الأصل وم ، وزيادتها لازمة ، والسند معروف ، وفي المطبوعة : «أبوا الحسن».

(٢) تاريخ بغداد ٩ / ٤٨٣.

(٣) بالأصل وم : «ساعة إذ» والمثبت عن مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٧٣.

(٤) بالأصل وم : يدعى.

٢٢٠