بهجة النفوس والأسرار - ج ٢

الشيخ أبي محمّد عفيف الدين عبد الله بن عبد الملك المرجاني

بهجة النفوس والأسرار - ج ٢

المؤلف:

الشيخ أبي محمّد عفيف الدين عبد الله بن عبد الملك المرجاني


المحقق: محمّد عبد الوهاب فضل
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٣٠
الجزء ١ الجزء ٢

ويغفر ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء / بأن يقول :لا إله إلا الله ، ويفتح بها أعينا عميا ، وآذانا صما ، وقلوبا غلفا. رواه البخاري» (١).

وروى الدارمي مثله في مسنده عن ابن سلام ، وروي عن كعب أيضا مثله (٢).

وفي الزبور : اسمه فلاح ، وتفسيره يمحو الله به الباطل ، وهو عبادة الأوثان.

وفي التوراة : طاب طاب ، ومعناه : طيب طيب ، وقيل : معناه إنه ما ذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين قوم إلا طاب ذكره بينهم.

ومن أسمائه صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الإنجيل : حبيطا ، وتفسيره : يفرق الله به الحق من الباطل ، ومن أسمائه عليه‌السلام في الكتب السالفة : ماذ ماذ ، ومعناه :طيب طيب ، وقيل : هي في صحف إبراهيم عليه‌السلام : موذ موذ. حكاه عياض (٣).

وفي كتب الروم : التلقيط ، والمنحمنا ، والبرقليطس ، وروح القسط (٤).

قال القاضي عياض (٥) : «ويسمى بالسريانية مشفح والمنحمنا ،

__________________

(١) حديث عبد الله بن عمرو : أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير باب إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا برقم (٤٨٣٨) ٦ / ٥٢ ، وابن سعد في الطبقات ١ / ٣٦٢ ، والبيهقي في الدلائل ١ / ٢٧٤ ، وعياض في الشفا ١ / ١٥.

(٢) أخرجه الدارمي في سننه ١ / ٥ عن عبد الله بن سلام باب صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وابن سعد في الطبقات ١ / ٣٦٠ ، وعياض في الشفا ١ / ١٥ ، والبيهقي في الدلائل ١ / ٣٧٧.

(٣) ورد عند عياض في الشفا ١ / ١٤٨.

(٤) انظر : ابن هشام : السيرة ١ / ٢٣٣ وأضاف : «والمنحمنا بالسريانية محمد ، وهو بالرومية البرقليطس صلى‌الله‌عليه‌وسلم» ويذكر الماوردي في أعلام النبوة ص ١٣٢ أن محمدا بالسريانية موشيحا.

(٥) ورد عند عياض في الشفا ١ / ١٤٨.

٤١

وأسمه صلى‌الله‌عليه‌وسلم في التوراة أحيد ، روى ذلك عن ابن سيرين ، وقيل : أخيذ ـ بالذال المعجمة ، ومعناه : أنه سيأخذ أمته عن النار ، وروي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في التوراة : أخير ، ومعناه آخر الأنبياء ، ومن أسمائه صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الكتب السالفة :حمطايا ، وقيل : حمطانا ـ بالنون ـ والخاتم والحاتم ـ حكاه كعب الأحبار ـ قال ثعلب : فالخاتم الذي ختم الأنبياء ، والحاتم ـ بالحاء المهملة ـ أحسن الأنبياء خلقا وخلقا».

وفي مزمور : أن الله أظهر من صيفون نبيا من مكة ، اكليلا محمودا ، فسماه : الإكليل المحمود (١).

وفي بعض الصحف المنزلة : أسمه أجير ، يعني أنه يجير أمته من النار.

واسمه صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالسريانية : سرحنطليس ، وهو البرقليطس. وفي صحف إبراهيم عليه‌السلام : طاب طاب ، يعني طيبا طيبا ، واسمه صلى‌الله‌عليه‌وسلم في التوراة :موصل ، أي مرحوما ، وفي الزبور : فارق ، يعني فرق بين الحق والباطل ، وفي الإنجيل : محمود ، وفي صحف شيث عليه‌السلام : أخو ماخ ماخ ، يعني صحيح الإسلام ، وقال المسيح عيسى بن مريم عليه‌السلام : سيأتيكم روحا بارقليطا ، يعني محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢).

وذكر النيسابوري وغيره أسماء له صلى‌الله‌عليه‌وسلم منها : الغيث.

__________________

(١) مزمور : أي مزامير داود عليه‌السلام ، فقد أورد الماوردي في أعلام النبوة ص ١٣٦ من بشائر داود في الزبور للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأن الله أظهر من صيفون اكليلا محمودا وصيفون : العرب ، والاكليل :النبوة ، ومحمود هو محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وانظر : ابن الجوزي : الوفا ١ / ٦٦.

(٢) انظر : الماوردي : أعلام النبوة ص ١٣٢ ، ١٣٧ ـ ١٣٨.

٤٢

وعن علي رضي‌الله‌عنه ، ذكر له أسماء منها : مأمون ، وسمي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الكتب السالفة أيضا : ماذ ، وحمياط وبرقليط (١). حكاه صاحب الدر المنظم.

ومن أسمائه صلى‌الله‌عليه‌وسلم : جاعل السنة ، قال داود في الزبور : اللهم ابعث جاعل السنة ، حتى يعلم أنه بشر. أي : ابعث نبيا يعلم الناس أن المسيح بشر. يعلم داود عليه‌السلام أن قوما سيدعون في المسيح ما ادعوه ، [وهذا هو محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢).

وفي الإنجيل : قال المسيح عليه‌السلام للحواريين : إني ذاهب وسيأتيكم البارقليط](٣) روح الحق الذي لا يتكلم من قبل نفسه إلا كما يقال له وهو يشهد عليّ وأنتم تشهدون / لأنكم معي من قبل الناس فكل شيء أعده الله يخبركم به (٤).

وفي نقل آخر : أن البارقليط لا يجيئكم ما لم أذهب : فإذا جاء وبخ العالم على الخطيئة ، ولا يقول من تلقاء نفسه شيئا ، ولكنه مما يستمع به يكلمكم ويسوسكم بالحق ويخبركم بالحوادث والغيوب (٥).

[وفي نقل آخر عنه : إن البارقليط روح الحق الذي يرسله ربي باسمي ويعلمكم كل شيء وإني سائل أن يبعث إليكم بارقليطا آخر يكون معكم إلى

__________________

(١) يذكر الجواليقي في المعرب ص ١٧٠ : أن حمياط اسم للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومعناه : حامي الحرم. وأورد الماوردي في أعلام النبوة ص ١٣٧ من بشائر المسيح عليه‌السلام في الانجيل للنبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن البارقليط روح الحق ، وهو في لغتهم لفظ من الحمد أي محمود.

(٢) كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٣٧ ، ابن الجوزي : الوفا ١ / ٦٦.

(٣) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٤) و (٥) كذا عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٣٧ ، ابن الجوزي : الوفا ١ / ٦٧.

٤٣

الأبد وهو يعلمكم كل شيء وهو يشهد لي (١)](٢).

وفي نقل آخر عنه : إن البشير ذاهب والبارقليط بعده يجيء لكم بالأسرار ويقيم لكم كل شيء وهو يشهد لي كما شهدت له فإني لأجيئكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل. والبارقليط : بلغتهم لفظ من الحمد [وقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :](٣) أنا أحمد وأنا محمود وأنا محمد (٤).

وسماه الله تعالى : «صدقا ، فقال : (وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ)(٥) ، وسماه : رسولا كريما ، فقال : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ)(٦) ، وسماه :نورا ، فقال : (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ)(٧) ، وسماه تعالى :نعمة ، فقال تعالى : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها)(٨) ، وسماه تعالى :عبد الله ، فقال : (وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ)(٩) ، وهو الصراط المستقيم» ـ حكاه أبو الحسن الماوردي (١٠).

عن أبي العالية والحسن البصري ، وحكى مكي عنهما نحوه وقال : «هو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وصاحباه أبو بكر وعمر رضي‌الله‌عنهما» ، وحكى السمرقندي مثله عن أبي العالية في قوله : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)(١١).

__________________

(١) كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٣٧ ، ابن الجوزي : الوفا ١ / ٦٧.

(٢) و (٣) سقط من الأصل والاضافة من (ط) وأعلام النبوة.

(٤) كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٣٧ ، وابن الجوزي في الوفا ١ / ١٦٧.

(٥) سورة الزمر آية (٣٢).

(٦) سورة الحاقة آية (٤٠).

(٧) سورة المائدة آية (١٥).

(٨) سورة النحل آية (٨٣).

(٩) سورة الجن آية (١٩).

(١٠) ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٣٧ ـ ١٣٨ ، وعياض في الشفا ١ / ١٤.

(١١) سورة الفاتحة آية (٧).

ورواية أبي العالية والحسن البصري ذكرها القاضي عياض في الشفا ١ / ١٣.

٤٤

وحكى أبو عبد الرحمن السلمي في قوله تعالى : (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى)(١) ، أنه محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيل : الإسلام ، وقيل : التوحيد (٢).

وقال سهل في قوله تعالى : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها)(٣) قال : نعمة الله محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو قدم صدق ، قاله : قتادة ، والحسن ، وزيد بن أسلم في قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ)(٤).

واختلف في معنى (يس)(٥) ، فقيل : اسم للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وحكى أبو عبد الرحمن السلمي ، عن جعفر الصادق رضي‌الله‌عنه : أنه أراد يا سيد مخاطبة لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٦).

وعن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما ، معناه : «يا إنسان أراد محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : وهو قسم ، وهو من أسماء الله عزوجل» (٧).

وقال الزجاج : «قيل : معناه يا محمد ، وقيل : يا رجل» (٨).

__________________

(١) سورة البقرة آية (٢٥٦). سورة لقمان آية (٢٢).

(٢) رواية أبي عبد الرحمن السلمي ذكرها عياض في الشفا ١ / ١٤ ، والقرطبي في الجامع ٣ / ٢٨٢.

(٣) سورة النحل آية (١٨).

(٤) سورة يونس آية (٢).

ورواية سهل وقتادة والحسن وزيد بن أسلم ذكرها عياض في الشفا ١ / ١٤ ، ١٦ ، والقرطبي في الجامع ٨ / ٣٠٦.

(٥) سورة يس آية (١).

(٦) كذا ورد عند عياض في الشفا ١ / ٢٠ ، ١٤٦ الإختلاف في معنى يس ، والقرطبي في الجامع ١٥ / ٥.

(٧) رواية ابن عباس ذكرها عياض في الشفا ١ / ٢٠ ، والقرطبي في الجامع ١٥ / ٥.

(٨) قول الزجاج ذكره عياض في الشفا ١ / ٢٠ ، والقرطبي في الجامع ١٥ / ٥.

٤٥

وعن ابن الحنفية قال : يس : يا محمد (١) ، وقال بن عباس رضي‌الله‌عنهما يس : يا إنسان بلغة طيء ، وقال ابن عطاء : بالسريانية (٢).

ومن قرأ سورة يس حين يصبح لم يزل في فرح إلى أن يمسي. حكاه يحيى بن أبي كثير (٣).

وقال سهل بن عبد الله في قوله تعالى : (الم)(٤) أن الألف الله تعالى ، واللام جبريل ، والميم محمد صلوات الله عليه ، وحكاه السمرقندي ولم ينسبه إلى سهل (٥).

وقال ابن عطاء في قوله (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ)(٦) قال : «أقسم بقوة قلب حبيبه محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حيث حمل الخطاب [ولم تؤثر فيه المشاهدة لعلو حاله ، فهو عليه‌السلام صاحب تمكين ، وموسى عليه‌السلام صاحب تكوين إذ أثر فيه»](٧) ، وقيل : إنه اسم الله تعالى ، وقيل : جبل (٨).

وقال جعفر / الصادق رضي‌الله‌عنه في قوله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى)(٩) إنه محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١٠).

__________________

(١) رواية ابن الحنفية ذكرها عياض في الشفا ١ / ٢٠ ، والقرطبي في الجامع ١٥ / ٥.

(٢) انظر : القرطبي : الجامع ١٥ / ٤.

(٣) ذكره القرطبي في الجامع ١٥ / ٢ وعزاه ليحيى بن أبي كثير.

(٤) سورة البقرة آية (١).

(٥) رواية سهل بن عبد الله : ذكرها عياض في الشفا ١ / ٢١ ، والقرطبي في الجامع ١ / ١٥٥ عن ابن عباس.

(٦) سورة ق آية (١).

(٧) سقط من الأصل والاضافة من (ط) والشفا ١ / ٢١.

(٨) رواية ابن عطاء ذكرها عياض في الشفا ١ / ٢١ ، والقرطبي في الجامع ١٧ / ٢ ـ ٣.

(٩) سورة النجم آية (١).

(١٠) رواية جعفر الصادق : ذكرها عياض في الشفا ١ / ٢١ ، واقرطبي في الجامع ١٧ / ٨٣.

٤٦

وقال ابن عطاء في قوله تعالى : (وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ)(١) الفجر :محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لأن منه تفجر الإيمان ، وقوله تعالى : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ)(٢) قيل الرسول الكريم هنا : محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيل : جبريل (٣) ، وقوله تعالى : (طه)(٤) قيل : هو اسم من أسمائه عليه الصلاة والسلام ، وقيل : اسم الله تعالى ، وقيل : معناه يا رجل. قاله : مجاهد والحسن ، وقيل : يا إنسان ، وقال الواسطي أراد يا طاهر يا هادي (٥).

وسماه الله تعالى رجلا ، والرجل في القرآن على أربعة عشر وجها (٦) :

الأول : محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم (أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ)(٧).

الثاني والثالث : يوشع بن نون ، وكالب بن يوقنا (قالَ رَجُلانِ)(٨).

الرابع : نوح عليه‌السلام في الأعراف (عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ)(٩).

الخامس : هود عليه‌السلام في الأعراف (عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ)(١٠).

السادس : الوثن (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ)(١١).

__________________

(١) سورة الفجر آية (١ ـ ٢).

(٢) سورة الحاقة آية (٤٠).

(٣) انظر : عياض : الشفا ١ / ٢٦ ، القرطبي : الجامع ١٨ / ٢٧٤.

(٤) سورة طه آية (١).

(٥) انظر : عياض : الشفا ١ / ٢٦ ، القرطبي : الجامع ١١ / ١٦٦.

(٦) ذكرها ابن الجوزي في نزهة الأعين النواظر ص ٣٢٨ ـ ٣٣١ بالتفصيل.

(٧) سورة يونس آية (٢).

(٨) سورة المائدة آية (٢٣).

(٩) سورة الأعراف آية (٦٣).

(١٠) سورة الأعراف آية (٦٩).

(١١) سورة النحل آية (٧٦).

٤٧

السابع والثامن : يمليخا ، وقمطس (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ)(١).

التاسع : جزقيل عليه‌السلام (وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ)(٢) ، (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ)(٣).

العاشر : جميل بن معمر (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ)(٤).

الحادي عشر : حبيب النجار (وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ)(٥).

الثاني عشر : المؤمن (وَرَجُلاً سَلَماً)(٦).

الثالث عشر : موسى عليه‌السلام (أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً)(٧).

الرابع عشر : الوليد بن المغيرة ، وأبو مسعود الثقفي (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ)(٨).

وسماه الله تعالى نبيا ورجلا في الفصل الحادي عشر من السفر الخامس عن موسى عليه‌السلام : «إن الرب الهكم قال : إني أقيم لهم نبيا مثلك من بين إخوتهم أجعل كلامي على فمه وأيما رجل لم يسمع كلماتي التي يؤديها عني ذلك الرجل باسمي فأنا أنتقم منه» ومعلوم أن بني إسرائيل هم بنو إسماعيل وليس منهم من ظهر كلام الله تعالى على فمه

__________________

(١) سورة الكهف آية (٣٢).

(٢) سورة القصص آية (٢٠).

(٣) سورة غافر آية (٢٨).

(٤) سورة الأحزاب آية (٤).

(٥) سورة يس آية (٢٠).

(٦) سورة الزمر آية (٢٩).

(٧) سورة غافر آية (٢٨).

(٨) سورة الزخرف آية (٣١) وانظر ما ذكره ابن هشام عن هذين الرجلين في سيرته ١ / ٣٦١.

٤٨

غير محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١).

ومن أسمائه صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الفاتح ، والضحوك وهو صفته في التوراة ، قال ابن فارس : إنما سمي الضحوك : لأنه كان طيب النفس فكها (٢).

ومن أسمائه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أيضا : القتال (٣).

وسماه الله تعالى : الملك وزربايال ، في كتاب زكريا بن يوحنا ، من أنبياء بني إسرائيل ، فقال : «رجع الملك الذي ينطق على لساني وأيقظني كالرجل الذي يستيقظ من نومه وقال لي : ما الذي رأيت ، فقلت : رأيت منارة من ذهب وكفة على رأسها ، ورأيت على الكفة سبع سرج ، لكل سراج منها سبعة أفواه ، وفوق الكفة شجرتا زيتون ، إحداهما عن يمين الكفة والأخرى عن يسارها ، فقلت للملك الذي ينطق على لساني : ما هذه يا سيدي ، فرد الملك عليّ وقال لي : أما تعلم ما هذه؟ فقلت : ما أعلم ، فقال لي : / هذا قول الرب في زربايال ـ يعني محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو يدعو باسمي وأنا أستجيب له بالنصح والتطهير ، وأصرف عن الأرض أنبياء الزور والأرواح النجسة لا بقوة ولا بعز ، ولكن بروحي ، بقول الرب القوي ، ويعني بشجرتي الزيتون :الدين والملك ، وزربايال هو محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم» (٤). ولا يبعد أن يكون شجرتا الزيتون هما أبو بكر وعمر رضي‌الله‌عنهما.

__________________

(١) كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٢٨.

(٢) بالرجوع إلى كتاب «معجم مقاييس اللغة» لأحمد بن فارس ٣ / ٣٩٣ باب الضاد والحاء وما يثلثهما «ضحك» لم أجد ما أشار إليه المؤلف ، وذكر ابن الجوزي في الوفا ١ / ١٠٤ عن ابن فارس أن لنبينا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثة وعشرين اسما منها الضحوك : اسمه في التوراة ، وذلك أنه كان طيب النفس فكها.

(٣) ذكره ابن الجوزي في الوفا ١ / ١٠٤ وإذا صح هذا الاسم فلا بد أن يفهم على أن الإسلام لم يشهر السيف إلا دفاعا ورحمة.

(٤) كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٣٣ ، ١٣٤.

٤٩

وقد سماه الله تعالى ملكا في كتاب دانيال ، من أنبياء بني إسرائيل عليهم‌السلام فقال : «رأيت على أصحاب السماء كهيئة إنسان جاءنا ، فانتهى إلى عتيق الأيام ، وقدموه بين يديه ، فحوله الملك والسلطان والكرامة أن تعبد له جميع الشعوب والأمم واللغات ، سلطانه دائم إلى الأبد ، له يتعبد كل سلطان ويمضي ألفان وثلثمائة ينقضي عقاب الذنوب ، يقوم ملك منيع الوجه في سلطانه عزيز القوة لا تكون عزته تلك بقوة نفسه وينجح فيما يريد ، ويجوز في شعب الأطهار ، ويهلك الأعداء ، ويؤتي بالحق الذي لم يزل قبل العالمين» (١).

قال الإمام ناصر الدين الشهرستاني : «وفي هذا دليل على أمرين : أحدهما : صدق الخبر لوجوده على حقه ، والثاني : صحة نبوته لظهور الخبر في صفته صلى‌الله‌عليه‌وسلم» (٢).

واسمه صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صيلون» في زبور داود عليه‌السلام فقال فيه :«فسبحان الذي هيكله الصالحون يفرح إسرائيل بخالقه ونبوة صيلون من أجل أن الله اصطفى له أمته وأعطاه النصر وسدد الصالحين منه بالكرامة يسبحونه على مضاجعهم فيكبرون الله بأصوات مرتفعة بأيديهم سيوف ذوات شفرتين لينتقموا من الأمم الذين لا يعبدونه يوثقون ملوكهم بالقيود وأشرافهم بالأغلال» ، ومعلوم أن سيوف العرب هي ذوات الشفرتين ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم هو المنتقم [بها](٣) من الأمم (٤).

وأسمه صلى‌الله‌عليه‌وسلم : رسول في كتاب عويديا من أنبياء بني إسرائيل قال فيه :

__________________

(١) و (٢) كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٣٣ ، ١٣٤.

(٣) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٤) كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٣٦.

٥٠

«قد سمعنا خبرا من قبل الرب وأرسل رسولا إلى الشعوب ثم يتقدم إليه بالحزب أيها الساكن في بحر الكهف ومحله في الموضع الأعلى لأن يوم الرب قريب من جميع الشعوب كما صنعت كذلك يصنع بك» ، وهذا أمر مرموز في نبوته عليه‌السلام (١).

وقد وردت عجائب في إثبات اسمه محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، آثار عجيبة تدل على ثبات وضع الهيئة في [الأزل](٢) ، قال أبو عبد الله بن مالك : دخلت بلاد الهند ، فسرت إلى مدينة يقال لها : نميلة ـ أو [قميلة ـ](٣) فرأيت شجرة كبيرة تحمل ثمرا كمثل اللوز له قشر ، فإذا كسرت خرج منها ورقة خضراء مطوية مكتوب عليها بالحمرة : لا إله إلا الله محمد رسول الله. وأهل الهند يتبركون بها ويستسقون بها إذا منعوا الغيث.

قال القاضي عياض (٤) : «وذكر السمنطاري (٥) أنه شاهد في بعض بلاد خراسان مولودا ولد ، على أحد جنبيه مكتوب : لا إله إلا الله ، وعلى الآخر : محمد رسول الله ، وذكر الإخباريون : أن ببلاد الهند وردا أحمر مكتوبا عليه / بالأبيض : لا إله إلا الله محمد رسول الله».

وذكر الخطيب في تاريخه (٦) : «أن الفتح بن شخرف (٧) ، لما غسل بعد

__________________

(١) كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٣١.

(٢) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٣) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٤) ورد عند عياض في الشفا ١ / ١٠٥.

(٥) عتيق بن علي ، أبو بكر التميمي السمنطاري الصقلي المالكي ، محدث وفقيه واخباري ، ت ٤٦٤ ه‍. انظر : كحالة : معجم المؤلفين ٦ / ٢٤٨.

(٦) ورد الخبر عند الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٢ / ٣٨٧ ، ونقله عنه : ابن الجوزي في المنتظم ١٢ / ٢٥٧.

(٧) الفتح بن شخرف ، أبو نصر الكشي ، كان من الزهاد ، ت ٢٧٣ ه‍.

انظر : الخطيب : تاريخ بغداد ١٢ / ٣٨٤ ، ابن الجوزي : المنتظم ١٢ / ٢٥٦.

٥١

موته ، وجد على فخذه : لا إله إلا الله ، فتوهموا أنها كتبت ، فإذا هي عرق تحت الجلد ، قال : فقلب ، فإذا على جنبه الأيمن مكتوب : خلقه الله».

وكذلك وجد على فخذ الإمام مالك [ـ رحمه‌الله ـ مكتوب :](١) حجة الله على خلقه. حكاه صاحب كتاب حلل المقالة على شرح الرسالة.

وأما ما خصه الله من أسمائه الحسنى :

فمن أسمائه تعالى لمحمد [الحميد](٢) ومعناه : المحمود ، وقيل : معناه الحامد ، وسمي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم محمدا وأحمدا ، فمحمد بمعنى محمود ، وكذلك وقع في زبر داود أن الله أظهر من صيفون أكليلا محمودا ، وصيفون : العرب ، والأكليل : النبوة ، ومحمود هو : محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣).

وقد سمي محمدا ومحمودا [في](٤) كتاب حبقوق عليه‌السلام من أنبياء بني إسرائيل فقال : «جاء الله من طور سيناء واستعلن القدس من جبال فاران وانكشف لبهاء محمد وانخسفت من شعاع المحمود وامتلأت الأرض من محامده لأن شعاع منظره مثل النور يحفظ بلده بعده وتسير المنايا أمامه وتصحب سباع الطير أجناده قام فمسح الأرض وتأمل الأمم وبحث عنهم فتضعضعت الجبال القديمة وأبصعت الروابي الدهرية وتزعزع سور أرض مدين ولقد جاز المساعي القديمة قطع الرأس من حب الأثيم ودمغت رؤوس سلاطينه بغضبه» ومعلوم أن محمدا وأحمدا صريح في إسمه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهما يتوجهان

__________________

(١) و (٢) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٣) كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٣٦ ، وعياض في الشفا ١ / ١٥٠ ، وابن الجوزي في الوفا ١ / ٦٦.

(٤) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

٥٢

إلى من انطلق عليه اسم المحمد ، وهو بالسريانية : موشيحا ، أي محمد ومحمود ، ولهذا إذا أراد السرياني أن يحمد الله تعالى قال : شريحا لإلهنا (١).

وأحمد بمعنى أكبر من حمد وأجل من حمد ، وقد أشار إلى نحو هذا حسان بن ثابت في البيت الثالث من قوله (٢) :

أغرّ عليه للنبوة خاتم

من الله مشهود يلوح ويشهد

وضم الإله اسم النبي مع اسمه

إذا قال في الخمس المؤذن أشهد

وشق له من اسمه ليجله

فذو العرش محمود وهذا محمد

وهذا معنى قوله : (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ)(٣) حكاه البغوي والواحدي عن مجاهد.

[ومن أسمائه تعالى : الرءوف الرحيم ، وهما بمعنى متقارب ، وسماه في كتابه بذلك فقال (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ)(٤)](٥).

__________________

(١) كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٣٢ ، وابن الجوزي في الوفا ١ / ٦٢.

(٢) الاسم ومعناه وما أشار إليه حسان من الشعر ورد عند عياض في الشفا ١ / ١٥٠ ، والقرطبي في الجامع ٢٠ / ١٠٦ ، والسيوطي في الخصائص ١ / ١٩٤ ، وانظر ديوان حسان ١ / ٣٠٦.

(٣) سورة ألم نشرح آية (٤).

(٤) سورة التوبة آية (١٢٨) وراجع معنى الاسم عند عياض في الشفا ١ / ٧٢ ، ١٥٠ ، والقرطبي في الجامع ٨ / ٣٠٢.

(٥) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

٥٣

ومن أسمائه تعالى : الحق المبين ، ومعنى الحق : المتحقق الموجود والمتحقق أمره ، وكذلك المبين أي البين ، وسمي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بذلك فقال :(حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ)(١).

ومن أسمائه تعالى : النور ، ومعناه : ذو النور أي خالقه ، وسماه نورا فقال : (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ)(٢).

ومن أسمائه تعالى : الشهيد ، ومعناه : العالم ، وقيل : الشاهد على عباده يوم القيامة ، وسماه شهيدا وشاهدا فقال تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً)(٣) وقال : (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)(٤).

ومن أسمائه تعالى الكريم ، ومعناه : الكثير الخير ، وسماه كريما بقوله تعالى : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ)(٥) قيل : محمدا ، وقيل : جبريل عليهما‌السلام (٦).

ومن أسمائه تعالى العظيم ، ومعناه : الجليل الشأن ، وقال في النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم / (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)(٧).

__________________

(١) سورة الزخرف آية (٢٩) وراجع معنى الاسم عند عياض في الشفا ١ / ١٥٠ ، والقرطبي في الجامع ١٦ / ٨٢.

(٢) سورة المائدة آية (١٥) وراجع معنى الاسم عند عياض في الشفا ١ / ١١ ، ١٥٠ ، والقرطبي في الجامع ٦ / ١١٨.

(٣) سورة الأحزاب آية (٤٥) ، والفتح آية (٨).

(٤) سورة البقرة آية (١٤٣) وراجع معني الاسم عند عياض في الشفا ١ / ١٥١ ، والقرطبي في الجامع ١٦ / ٢٦٦.

(٥) سورة الحاقة آية (٤٠).

(٦) انظر : عياض : الشفا ١ / ١٥١ ، والقرطبي : الجامع ١٨ / ٢٧٤.

(٧) سورة القلم آية (٤) وراجع معنى الاسم عند عياض في الشفا ١ / ١٥١.

٥٤

ووقع في أول سفر من التوراة عن إسماعيل : وسيلد عظيما لأمة عظيمة وهو عظيم وعلى خلق عظيم ، وكذلك سمي عظيما في سفر لإبراهيم عليه‌السلام (١).

وسمي عظيما في كتاب نوال بن بوتال عليه‌السلام (٢) ، كما سيأتي (٣) عند اسمه العزيز.

ومن أسمائه تعالى : الجبار ، ومعناه : المصلح ، وقيل : القاهر ، وقيل :العلي العظيم الشأن ، وقيل : الكبير المتكبر ، وسمي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في كتاب داود عليه‌السلام : بجبار ، فقال : تقلد أيها الجبار سيفك فإن ناموسك وشرائعك مقرونة بهيبة يمينك ، ومعناه في حق النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إما لإصلاحه الأمة بالهداية والتعليم ، أو لقهره أعداءه ، أو لعلو منزلته على البشر ، ونفى تعالى عنه في القرآن جبريّة التكبر التي لا تليق به ، فقال : (وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ)(٤).

ومن أسمائه تعالى : الخبير ، ومعناه : المطلع بكنه الشيء ، وقيل :معناه المخبر ، وقال تعالى : (الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً)(٥) ، قال القاضي بكر بن العلاء : المأمور بالسؤال هو غير النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والمسئول الخبير هو النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيل السائل : النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والمسئول الله تعالى ، فالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

(١) انظر : عياض : الشفا ١ / ١٥١ ، ابن الجوزي : الوفا ١ / ٦١.

(٢) كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٣٧.

(٣) يأتي ذكر ذلك في نهاية (ق ١٨٨) من المخطوط.

(٤) سورة ق آية (٤٥) وراجع معنى الاسم عند عياض في الشفا ١ / ١٥١ ، والقرطبي في الجامع ١٧ / ٢٨.

(٥) سورة الفرقان آية (٥٩).

٥٥

خبير بالوجهين (١).

ومن أسمائه تعالى : الفتاح ، ومعناه : الحاكم ، وقيل : الفاتح أبواب الرزق ، وسماه تعالى بالفاتح في حديث الإسراء (٢) الطويل من رواية الربيع ابن أنس ، عن أبي العالية وغيره ، عن أبي هريرة ، وفيه من قول الله تعالى :وجعلتك فاتحا وخاتما ، وفيه من قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ثنائه على ربه وتعديد مراتبه : ورفع لي ذكري وجعلني فاتحا خاتما (٣).

ومن أسمائه تعالى : الشكور ، ومعناه : المثبت على العمل القليل ، وقيل :المثني على المطيعين ، وقد وصف النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نفسه فقال : «أفلا أكون عبدا شكورا» (٤).

ومن أسمائه تعالى : العليم ، والعالم ، والعلام وعالم الغيب والشهادة ، ووصف نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم بذلك (٥) فقال : (وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ)(٦) وقال :(وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)(٧).

__________________

(١) كذا ورد عند عياض في الشفا ١ / ١٥٢.

(٢) حديث الاسراء من رواية الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي هريرة أورده عياض في الشفا ١ / ١١٠ ـ ١١١ ، والسيوطي في الخصائص ١ / ٤٢٧ ـ ٤٣٦ وعزاه للطبري وابن مردويه وابن أبي حاتم والبزار وأبي يعلى والبيهقي.

(٣) كذا ورد عند عياض في الشفا ١ / ١٥٢.

(٤) كذا ورد عند عياض في الشفا ١ / ١٥٣ وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أفلا أكون عبدا شكورا» جزء من حديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير باب قوله ليغفر لك عن المغيرة برقم (٤٨٣٦) ٤ / ٥٢ ، ومسلم في صحيحه كتاب المنافقين باب اكثار الأعمال عن المغيرة برقم (٧٩ ، ٨٠) ٤ / ٢١٧١ ، والبيهقي في الدلائل ١ / ٣٥٤ عن المغيرة.

(٥) كذا ورد عند عياض في الشفا ١ / ١٥٣.

(٦) سورة النساء آية (١١٣).

(٧) سورة البقرة آية (١٥١).

٥٦

ومن أسمائه تعالى : الأول والآخر ، ومعناهما : السابق للأشياء قبل وجودها والباقي بعد فنائها ، وتحقيقه أنه ليس له أول ولا آخر ، وقال عليه‌السلام : «كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث» ، وفسر بهذا قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ)(١) فقدم محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقوله عليه‌السلام : «أنا أول من تنشق عنه الأرض وأول من يدخل الجنة وأول شافع وأول مشفع» ، وهو خاتم النبيين وآخر الرسل صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢).

ومن أسمائه تعالى : القوي وذو القوة المتين ، ومعناه : القادر ، وقد وصفه الله تعالى بذلك فقال : (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ)(٣) ، وقيل : محمد ، وقيل : جبريل عليهما‌السلام (٤).

ومن [أسمائه](٥) تعالى : الصادق ، وورد في الحديث اسمه صلى‌الله‌عليه‌وسلم :بالصادق المصدوق (٦).

ومن أسمائه تعالى : الولي والمولي ، ومعناهما : الناصر ، وقد قال تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ)(٧) وقال تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلى

__________________

(١) سورة الأحزاب آية (٧).

(٢) كذا ورد عند عياض في الشفا ١ / ١٥٣ ، والقرطبي في الجامع ١٤ / ١٢٧ وحديث «أنا أول من تنشق عنه الأرض» : أخرجه ابن ماجة في سننه ٢ / ١٤٤٠ عن أبي سعيد الخدري ، وذكره القرطبي في الجامع ١٤ / ١٢٧ ، وعياض في الشفا ١ / ١٥٣.

(٣) سورة التكوير آية (٢٠).

(٤) كذا ورد عند عياض في الشفا ١ / ١٥٣ ، والقرطبي في الجامع ١٩ / ٢٤٠.

(٥) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٦) كذا ورد عند عياض في الشفا ١ / ١٥٣.

(٧) سورة المائدة آية (٥٥).

٥٧

بِالْمُؤْمِنِينَ)(١) ، وقال عليه‌السلام : «أنا ولي كل مؤمن» ، وقال : / من كنت مولاه فعلي مولاه» (٢).

ومن أسمائه تعالى : العفو ، ومعناه : الصفوح ، وقد وصف به نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم في القرآن والتوراة وأمره بالعفو ، فقال تعالى : (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ)(٣) ، وقال تعالى : (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ)(٤) ، وقال في التوراة : ليس بفظ ولا غليظ ولكن يعفو ويصفح (٥).

ومن أسمائه تعالى : الهادي أي الموفق ، وجاء في تفسير (طه)(٦) يا طاهر يا هادي ، وقال تعالى : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)(٧) ، وذلك في حقه عليه‌السلام بمعنى الدلالة (٨).

ومن أسمائه تعالى : المؤمن المهيمن ، قيل : هما بمعنى واحد ، ومعنى المؤمن في حقه تعالى : المصدق وعده عباده والمصّدق قوله الحق والمصدق لعباده ، والمهيمن : بمعنى الأمين مصغرا منه ، فقلبت الهمزة هاء ، وقد قيل :إن قولهم في الدعاء آمين أنه اسم من أسماء الله تعالى ، ومعناه معنى المؤمن المهيمن بمعنى الشاهد ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أمين ومهيمن ، ومؤمن ، قال تعالى :

__________________

(١) سورة الأحزاب آية (٦).

(٢) كذا ورد عند عياض في الشفا ١ / ١٥٤ ، وحديث «من كنت مولاه ...» أخرجه الترمذي في سننه عن زيد بن أسلم برقم (٣٧١٣) ٥ / ٥٩١ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١١٠ عن زيد بن أسلم ، وذكره عياض في الشفا ١ / ١٥٤.

(٣) سورة الأعراف آية (١٩٩).

(٤) سورة المائدة آية (١٣).

(٥) كذا ورد عند عياض في الشفا ١ / ١٥٤ ، والقرطبي في الجامع ٧ / ٣٤٤ ـ ٣٤٦.

(٦) سورة طه آية (١).

(٧) سورة الشورى آية (٥٢).

(٨) كذا ورد عند عياض في الشفا ١ / ١٥٤.

٥٨

(مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ)(١) ، وكان صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعرف بالأمين [وشهر به قبل النبوة وبعدها](٢) وسماه العباس في شعره مهيمنا بقوله :

[ثم](٣) احتوى بيتك المهيمن من

خندف [علياء تحتها النطق](٤)  

قيل : المراد يا أيها المهيمن. قاله القتبي ، والقشيري. وقال تعالى :(يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ)(٥) ، وقال عليه‌السلام : «أنا أمنة لأصحابي» (٦) ، فهذا بمعنى المؤمن (٧).

آمين : فيه لغتان : القصر والمد ، ومعناه : افعل ، وقيل : كذلك يكون (٨) ، وقيل : هي كلمة عبرانية أو سريانية ، وقيل : معناه يا أمين ، أي يا الله ، وأفضل الدعاء يوم عرفة أمين ، وقيل : هي دعاء ، قال تعالى لموسى وهارون :(قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما)(٩) ، وإنما كان الداعي موسى وهارون يؤمن عليه (١٠).

__________________

(١) سورة التكوير آية (٢١).

(٢) و (٣) و (٣)سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٥) سورة التوبة آية (٦١).

(٦) جزء من حديث مطول أخرجه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب بيان أن بقاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمان لأمته عن أبي بردة برقم (٢٠٧) ٤ / ١٩٦١.

(٧) كذا ورد عند عياض في الشفا ١ / ١٥٤ ويشمل الشعر والحديث ، وذكره القرطبي في الجامع ١ / ١٢٨.

(٨) في آمين لغتان : المد على وزن فاعيل كياسين ، والقصر على وزن يمين ، والمد أكثر.

انظر : القرطبي : الجامع ١ / ١٢٨ ، ابن منظور : اللسان مادة «أمن».

(٩) سورة يونس آية (٨٩).

(١٠) انظر : القرطبي : الجامع ٨ / ٣٧٥ ـ ٣٧٦.

٥٩

ومن أسمائه تعالى : القدوس ، ومعناه : المنزه عن النقائص ، ووقع اسمه عليه‌السلام في كتب الأنبياء : المقدّس ، أي المطهر من الذنوب كما قال تعالى : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ)(١).

ومن أسمائه تعالى : العزيز ، ومعناه : الممتنع ، وقال تعالى : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ)(٢).

وقد وصف الله تعالى نفسه : بالبشارة ، والنذارة ، فقال تعالى :(يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ)(٣) ، وسماه مبشرا ، وبشيرا ، ونذيرا (٤).

وسمي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : عظيما عزيزا ، في كتاب نوال بن بوتال عليه‌السلام ـ من أنبياء بني إسرائيل ـ فقال : «مثل الصبح المتسلط على الجبال شعب عظيم عزيز لم يكن مثله إلى أبد الأبد ، أمامه نار تتأجج وخلفه لهب وتلتهب الأرض بين يديه مثل فردوس عدن فإذا جاز فيها وعبرها» وهذا نعته صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٥).

ومن أسمائه تعالى فيما ذكر : طه ، ويس ، وذكر أيضا أنها من أسمائه صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٦).

__________________

(١) سورة الفتح آية (٢) ومعنى الاسم كذا ورد عند عياض في الشفا ١ / ١٥٥.

(٢) سورة المنافقون آية (٨) ومعني الاسم كذا ورد عند عياض في الشفا ١ / ١٥٥.

(٣) سورة التوبة آية (٢١).

(٤) كذا ورد عند عياض في الشفا ١ / ١٥٥ وأضاف : «أي مبشرا لأهل طاعته ونذيرا لأهل معصيته».

(٥) كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٣١.

(٦) كذا ورد عند عياض في الشفا ١ / ١٥٥ ، والقرطبي في الجامع ١١ / ١٦٦ ، ١٥ / ٥.

٦٠