بهجة النفوس والأسرار - ج ٢

الشيخ أبي محمّد عفيف الدين عبد الله بن عبد الملك المرجاني

بهجة النفوس والأسرار - ج ٢

المؤلف:

الشيخ أبي محمّد عفيف الدين عبد الله بن عبد الملك المرجاني


المحقق: محمّد عبد الوهاب فضل
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٣٠
الجزء ١ الجزء ٢

ابن أبي صفرة (١).

مولد علي رضي‌الله‌عنه بمكة معروف ، قريب من مولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في شعب أبي طالب (٢) ، وقيل : ولد في جوف الكعبة.

يروى عن علي بن الحسين رضي الله تعالى عنه بويع له يوم قتل عثمان سنة خمس وثلاثين (٣).

قتله عبد الرحمن بن ملجم (٤) ليلة الجمعة لثلاث عشرة أو لإحدى عشرة ليلة خلت ، وقيل : بقيت من رمضان وقيل : لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة أربعين (٥). وهو ابن ثلاث وستين سنة ، وقيل : ثمان وخمسين (٦). ضربه ابن

__________________

(١) كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص ٦٠ ، والأخوة الثلاثة قتلوا في سنة اثنتين ومائة في موقعة العقر بقرب كربلاء ، كانت بين يزيد بن المهلب وبين مسلمة بن عبد الملك ، وقتل فيها عددا كبيرا من آل المهلب.

انظر : الذهبي : تاريخ الاسلام حوادث سنة ١٠٢ ه‍ ص ٨.

(٢) ولد قبل البعثة النبوية بعشر سنين على الصحيح.

انظر : ابن حجر : الاصابة ٤ / ٥٦٤.

(٣) يروي ابن سعد في طبقاته ٣ / ٣١ «لما قتل عثمان يوم الجمعة لثماني عشرة ليلة مضت من ذي الحجة بويع لعلي بالمدينة الغد من قتل عثمان بالخلافة» ، بينما يروي الطبري في تاريخه ٤ / ٤٣٦ وابن الجوزي في المنتظم ٥ / ٦٥ «بأنه بويع على يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجة».

(٤) عبد الرحمن بن ملجم المرادي ، كان من أهل مصر ومن رجال الخوارج الذين رفضوا التحكيم ، كان فاتكا ملعونا ، قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فقبض عليه وقتل.

انظر : الطبري : تاريخ الرسل ٥ / ١٤٣ ـ ١٤٩ ، ابن الجوزي : المنتظم ٥ / ١٧٢.

(٥) انظر : ابن سعد : الطبقات ٣ / ٧٣ ، الطبري : تاريخ الرسل ٥ / ١٤٣٠ ، ابن عبد البر :الاستيعاب ٣ / ١١٢٢ ، ابن الجوزي : المنتظم ٥ / ١٧٦ ، محب الدين الطبري : الرياض النضرة ٢ / ٣٣٠ ـ ٣٣١.

(٦) كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ١١٢٢ ، ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص ١١٢ ، وروي عن جعفر بن محمد قال : «قتل علي وهو ابن ثلاث وستين سنة وهو أصح ما قيل في ذلك».

انظر : ابن سعد : الطبقات ٣ / ٣٨ ، الطبري : تاريخ الرسل ٥ / ١٥١ ، ابن الجوزي : المنتظم ٥ / ١٧٦.

٤٠١

ملجم بسيف مسموم في مسجد الكوفة عند صلاة الصبح ، وبقي بعد الضربة ثلاثة أيام (١) ، ومسك ابن ملجم المغيرة بن نوفل ، رمى عليه بقطيفة وحبس ، فلما مات علي قتل (٢). واستخلف عليّ جعدة بن هبيرة فصلى بالناس (٣).

وصلى على عليّ ابنه الحسن رضي‌الله‌عنهما ، ودفن في قصر الامارة بالكوفة ، وقيل : غيّب مكان قبره بوصية منه ، وكان مخفيا في زمن إمارة بني أمية وصدرا من خلافة آل العباس حتى دل عليه جعفر الصادق (٤).

عن صهيب أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعلي : «من أشقى الأول؟ قال : عاقر الناقة ، قال : صدقت ، فمن أشقى الآخرين؟ قال : لا أدري ، قال : الذي يضربك على هذا ـ يعني يافوخه ـ فتخضبت هذه ـ يعني لحيته» (٥).

وكاتبه : عبد الله بن أبي رافع ، وقاضيه : شريح بن الحارث ، وصاحب شرطته : معقل بن قيس ، وحاجبه : قنبر مولاه (٦).

__________________

(١) ضرب عليا ليلة الجمعة ، فمكث يوم الجمعة وليلة السبت ، وتوفى ليلة الأحد.

انظر : ابن سعد : الطبقات ٣ / ٣٧ ، الطبري : تاريخ الرسل ٥ / ١٥٢ ، محب الدين الطبري : الرياض النضرة ٢ / ٣٣٢.

(٢) بعد القبض على ابن ملجم قتله الحسن بن علي.

انظر : الطبري : تاريخ الرسل ٥ / ١٤٩.

(٣) انظر : الطبري : تاريخ الرسل ٥ / ١٤٥ ، محب الدين الطبري : الرياض النضرة ٢ / ٣٣٠.

(٤) كذا ورد عند محب الدين الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٣٣٠ وأضاف : «والأصح عندهم أنه مدفون من وراء المسجد غير الذي يؤمه الناس اليوم».

والواقع أنه اختلف في موضع دفنه ، فقيل : دفن عند مسجد الجماعة في قصر الإمارة بالكوفة ، وقيل : بل دفن في رحبة الكوفة ، وقيل : دفن بنجف الحيرة.

انظر : ابن سعد : الطبقات ٣ / ٣٨ ، الطبري : تاريخ الرسل ٥ / ١٥٢ ، الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد ١ / ١٣٦ ، ابن عبد البر : الاستيعاب ٣ / ١١٢٢ ، ابن الجوزي : المنتظم ٥ / ١٧٧.

(٥) ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ١١٢٥ عن عثمان بن صهيب عن أبيه ، الطبري في تاريخه ٢ / ٤٠٨ ، والخطيب في تاريخ بغداد ١ / ١٣٥ ، ابن الجوزي في المنتظم ٥ / ١٧٤ عن جابر بن سمرة.

(٦) انظر : محب الدين الطبري : الرياض النضرة ٢ / ٣٢٥.

٤٠٢

وعامله على مكة : قثم بن العباس ، وعلى اليمن : عبيد الله بن العباس ، وعلى البصرة : عبد الله بن العباس ، وعلى خراسان : جليدة / بن قرة (١).

أولاده أربعة عشر ذكرا وتسع عشرة أنثى : الحسن ، والحسين ، وزينب الكبرى ، وأم كلثوم الكبرى أمهم فاطمة الزهراء ، ومحمد بن الحنفية واسم أمه خولة بنت جعفر ، وعبيد الله قتله المختار ، وأبو بكر قتل [مع](٢) الحسين أمهما ليلى بنت مسعود ، والعباس الأكبر ، وعثمان ، وجعفر ، وعبد الله قتلوا مع الحسين ، ويحيى ، وعون أمهما أسماء بنت عميس ، وعمر الأكبر ، ورقية أمهما الصهباء ، ومحمد الأوسط أمه أمامة بنت أبي العاص ، وأم الحسن ، ورملة الكبرى أمهما أم سعيد بنت عروة ، وأم هانيء ، وميمونة ، وأم كلثوم [الصغرى ، وزينب](٣) الصغرى ، ورملة الصغرى ، وفاطمة ، وأمامة ، وخديجة ، وأم الكرام ، وأم سلمة ، وأم جعفر ، وجمانة ، ونفيسة لأمهات شتى ، وأخرى لم يذكر اسمها ماتت صغيرة (٤).

جملة ما روى خمسمائة وثلاثون حديثا ، أخرج له منها في الصحيحين أربعة وأربعون ، المتفق عليه منها عشرون ، وانفرد البخاري بتسعة ومسلم بخمسة عشر (٥).

وجميع من في الصحابة اسمه على : ثمانية عشر ليس فيها ابن أبي طالب غيره (٦).

__________________

(١) وأضاف ابن الطبري في تاريخه ٥ / ١٥٦ ، ابن الجوزي في المنتظم ٥ / ١٦٤ : «وكان عامله على المدينة أبو أيوب الأنصاري ، وقيل : سهل بن حنيف».

(٢) و (٣) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٤) عن أزواجه وأولاده كذا ورد عند ابن سعد في طبقاته ٣ / ٢٠ ، الطبري في تاريخه ٥ / ١٥٣ ـ ١٥٥ ، ابن الجوزي في المنتظم ٥ / ٦٩ ، محب الدين الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٣٣٣.

(٥) انظر : ابن الجوزي : تلقيح فهوم ص ٣٦٣ ، ٣٩٦.

(٦) كذا أحصاهم ابن حجر في الاصابة ٤ / ٥٦٢ ـ ٥٧٣ «باب من اسمه علي» : ثمانية عشر.

٤٠٣

وجملة من في الحديث اسمه علي بن أبي طالب ثمانية : [هو](١) أحدهم ، الثاني : بصري روى عن حماد بن سلمة ، الثالث : الدهان روى عن الهيصم ، الرابع : جرجاني روى عنه أبو سهل ، الخامس : استراباذي روى عنه الإسماعيلي ، السادس : تنوخي روى عن أبي بكر بن مجاهد ، السابع : البكر أباذي روى عن [أبي أحمد](٢) بن عدي ، الثامن : ابن بيان ، قال ابن الجوزي : حدثنا عنه شيوخنا (٣).

نبذة من بعض فضائله رضي الله تعالى عنه :

أسلم وهو ابن تسع سنين (٤) ، وسأل أبو جعفر المنصور الأعمش : كم حديث تروي في فضائل علي رضي‌الله‌عنه؟ فقال : أربعة آلاف حديث.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي» (٥).

وقال له عليه الصلاة والسلام : «أنت ولي كل [مؤمن](٦) بعدي» (٧).

__________________

(١) و (٢) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٣) كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ٦١٩ وأضاف : «التاسع علي بن أبي طالب أبو القاسم الدنقشي قاضي القضاة».

(٤) كذا ورد عند ابن سعد في طبقاته ٣ / ٢١ ، الطبري في تاريخه ٢ / ٣١٢ ، ابن الجوزي في المنتظم ٥ / ٦٨.

(٥) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب غزوة تبوك عن سعد بن أبي وقاص برقم (٤٤١٦) ٣ / ١٥١ ، مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب فضل علي عن سعد برقم (٣٠ ، ٣١) ٤ / ١٨٧٠ ، الترمذي في سننه عن سعد كتاب المناقب باب مناقب علي ٥ / ٥٩٩ وقال أبو عيسى :«هذا حديث حسن صحيح» ، البيهقي في الدلائل ٥ / ٢٢٠.

(٦) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٧) جزء من حديث أخرجه الترمذي في سننه عن عمران بن حصين كتاب المناقب باب مناقب علي ٥ / ٥٩٠ ـ ٥٩١ ، وقال أبو عيسى : «هذا حديث حسن غريب» ، وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ١٠٩١ عن ابن عباس.

٤٠٤

وأخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بينه وبين نفسه ، إذ أخى بين المؤمنين ، وكان يقول : «أنا عبد الله وأخو رسول الله لا يقولها أحد غيري إلا كذاب» (١).

وقال عليه الصلاة والسلام يوم غدير خم : «من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه» (٢).

الغدير معروف الآن بمكة يخرج إليه من كداء باب اليمن ، بينه وبين مكة ساعة من نهار (٣).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا علي لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق» رضي‌الله‌عنه (٤).

وعن أبي هريرة [قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :](٥) مكتوب على ساق العرش : لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسولي أيدته بعلي ، وذلك قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ)(٦) ـ يعني علي رضي‌الله‌عنه (٧).

__________________

(١) كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ١٠٩٨ ، محب الدين الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٢٠ ـ ٢٢١.

(٢) أخرجه الترمذي في سننه عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم كتاب المناقب باب مناقب علي ٥ / ٥٩١ وقال أبو عيسى : «هذا حديث حسن صحيح» ، أحمد في المسند ١ / ١١٨ عن سعيد بن وهب ، وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ١٠٩٩ عن بريدة وأبي هريرة وجابر والبراء بن عازب وزيد ابن أرقم.

(٣) انظر : ياقوت : معجم البلدان ٤ / ١٨٨.

(٤) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي‌الله‌عنه من الإيمان عن زر برقم (١٣١) ١ / ٨٦ ، الترمذي في سننه كتاب المناقب باب مناقب علي عن زر برقم (٣٧٣٦) ٥ / ٦٠١ ، ابن ماجة في سننه عن زر ١ / ٤٢ ، النسائي في سننه كتاب الإيمان باب علامة المنافق عن زر ٨ / ١١٧.

(٥) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٦) سورة الأنفال آية (٦٢).

(٧) حديث أبي هريرة ذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٢٧ وقال : «خرجه الملاء

٤٠٥

وقال عليه الصلاة والسلام : «رأيت على باب الجنة مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، علي أخو رسول الله» (١).

وقال عليه الصلاة والسلام : «الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل يس ، وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعلي بن أبي طالب الثالث ، وهو أفضلهم» (٢).

وقال عليه الصلاة والسلام : «كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى مطبقا يسبح الله تعالى ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق آدم ركب ذلك النور في صلبه ، فلم يزل في شيء واحد ، حتى افترقا في صلب عبد المطلب [جزئين فجزء أنا وجزؤ علي» (٣).

وقال عليه الصلاة والسلام : «لكل نبي وصي ووارث ، وأنا وصي ووارثي

__________________

في سيرته» ، السيوطي في الخصائص ١ / ١٨ ، وذكره المتقي في الكنز برقم (٣٣٠٤٠) ، (٣٣٠٤١) وعزاه لابن عساكر وابن الجوزي في الواهيات من طريقين عن أبي الحمراء. ويقول محقق الخصائص الكبرى ١ / ١٨ حاشية ٢ «هذا الحديث من وضع الشيعة والآية الكريمة تخاطب المؤمنين ولم تخص عليا ولا غيره ... وقدر نبينا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليس في حاجة إلى أن تختلق له الأحاديث».

(١) أخرجه ابن عدي في الكامل ٦ / ٢١٠٣ من حديث جابر بن عبد الله والحديث في اسناده كادح بن رحمة العرني وقال عنه ابن عدي : «ولكادح غير ما أمليت أحاديث وأحاديثه عامة ما يرويه غير محفوظة ولا يتابع عليه في أسانيده ولا في متنونه ...» وذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٢٢ ، والمتقي في الكنز برقم (٣٦٤٣٥) وعزاه لابن عساكر عن جابر.

(٢) أخرجه أحمد في فضائل الصحابة ٢ / ٦٢٨ من حديث أبي ليلى عن أبيه وقال محقق فضائل الصحابة : «وهو حديث موضوع في إسناده عمرو بن جميع فإنه متروك كذبه ابن معين» ، وذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٠٢ ، والمتقي في الكنز برقم (٣٢٨٩٨) وعزاه لأبي نعيم وابن عساكر عن أبي ليلى.

(٣) أخرجه أحمد في فضائل الصحابة ٢ / ٦٦٢ من حديث سلمان وقال محقق فضائل الصحابة :«حديث موضوع في إسناده الحسن بن علي البصري متهم بالكذب» ، وذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢١٧ من حديث سلمان وقال : «خرجه أحمد في المناقب».

٤٠٦

علي بن أبي طالب» (١).](٢)

وقال عليه الصلاة والسلام : «النظر إلى وجه علي عبادة» (٣).

وقال عليه الصلاة والسلام : / «على العرش مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ، وما مات مسروق حتى تاب الله من تخلفه عن القتال مع علي» (٤) رضي‌الله‌عنه.

وعن حويقدة بن أشراس قال : رأيت يزيد بن هارون في المنام ، فقلت : ما فعل الله بك يا أبا خالد؟ فقال : أتاني منكر ونكير فسألاني ، فقلت : أتسألان وأنا يزيد بن هارون؟ فقالا : صدقت نم نومة العروس ما وجدنا عليك ما شاء ، إلا أنك تحدث عن حريز بن عثمان (٥) ، وكان يبغض عليا أبغضه الله (٦).

__________________

(١) أخرجه ابن عدي في الكامل ٤ / ١٣٣٠ من حديث بريدة ، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات ١ / ٣٧٦ من حديث بريدة وقال : «من طريق محمد بن حميد وقد كذبه أبو زرعة وابن واره» ، وذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٣٤.

(٢) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٣) أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات ١ / ٣٥٨ ـ ٣٦٢ من طرق متعددة من حديث أبي بكر وعثمان وابن مسعود ومعاذ وابن عياش وأبي هريرة وأنس وثوبان وعمران بن حصين وعائشة وقال :«هذا حديث لا يصح من جميع طرقه» ، محب الدين الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٩١ عن عائشة وعزاه لابن السمان في الموافقة.

(٤) ذكره القاضي عياض في الشفا ١ / ١٠٤ عن أبي الحمراء ، وجاء بلفظ «لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت في ساق العرش الأيمن مكتوب : لا إله إلا الله ...» وهو حديث واه.

انظر : المتقي في الكنز ١١ / ٦٢٤.

(٥) حريز بن عثمان الرحبي ، أبو عثمان الحمصي ، روى عنه يزيد بن هارون ، ثقة ، ولكنه اتهم بانتقاصه لعلي بن أبي طالب والنيل منه ، مات في سنة ١٦٣ ه‍.

انظر : الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد ٨ / ٢٦٥ ـ ٢٧٠ ، ابن الجوزي : المنتظم ٨ / ٢٦٦ ، ابن حجر : التهذيب ٢ / ٢٣٧ ـ ٢٤٠.

(٦) الخبر ذكره الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٣٤٧ عن حويقدة ، ابن الجوزي في المنتظم ٨ / ٢٦٧ ، ١٠ / ١٥٨.

٤٠٧

وعن زر (١) قال : جلس رجلان يتغذيان ، مع أحدهما خمسة أرغفة ، ومع الآخر ثلاثة فلما وضعا الغذاء ، مر رجل آخر فسلم ، فقالا : اجلس ، فأكل معهما ، فلما قام طرح لهما ثمانية دراهم ، فقال صاحب الخمسة الأرغفة : لي خمسة دراهم ، ولك ثلاث ، فقال [صاحب الثلاثة الأرغفة :](٢) لا أرضى إلا أن تكون الدراهم بيننا نصفين ، وارتفعا إلى علي رضي‌الله‌عنه فقال لصاحب الثلاثة : خذ الثلاثة ، فقال لا أرضى إلا بالحق ، فقال له : ليس لك في مرّ الحق إلا درهم واحد وله سبعة ، فقال الرجل : عرفني حتى أقبل ، فقال علي رضي الله تعالى عنه : أليس الثمانية الأرغفة أربعة وعشرون ثلثا أكلتموها وأنتم ثلاثة وكل أكلكم على السواء ، فأكلت أنت ثمانية أثلاث وإنما لك تسعة أثلاث ، وأكل صاحبك ثمانية أثلاث وله خمسة عشر ثلثا ، [أكل منها ثمانية](٣) ويبقى له سبعة ، فأكل لك ثلثا واحدا [من تسعة ،](٤) فلك واحد بواحدك ، وله سبعة [بسبعته](٥) فقال [له الرجل :](٦) رضيت الآن (٧).

__________________

(١) زر بن حبيش الأسدي الكوفي ، أبو مريم ، محدث ثقة من التابعين ، مات في سنة ١٨١ ه‍ أو ١٨٢ ه‍ أو ١٨٣ ه‍.

انظر : ابن الجوزي : صفة الصفوة ٣ / ٣١ ، ابن حجر : التهذيب ٢ / ٣٢١ ـ ٣٢٢.

(٢) الإضافة للضرورة من الاستيعاب ٣ / ١١٠٥.

(٣) الإضافة للضرورة من الاستيعاب ٣ / ١١٠٥.

(٤) و (٥) و (٦) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٧) الخبر ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ١١٠٥ عن زر بن حبيش.

٤٠٨

الفصل الرابع

في ذكره نبذة من بعض فضائل الخلفاء الأربعة

رضي الله تعالى عنهم

قال عليه الصلاة والسلام : «أنا مدينة العلم ، وأبو بكر أساسها ، وعمر حيطانها ، وعثمان سقفها ، وعلي باباها» (١).

وقال عليه الصلاة والسلام : «إن الله عزوجل فرض عليكم حب أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، كما فرض عليكم الصلاة والصدقة والحج والزكاة ، فمن أبغض واحدا منهم ، فلا صلاة ولا صدقة له ولا صيام له ولا حج له ولا زكاة له ، ويحشر يوم القيامة إلى النار» (٢).

وقال عليه الصلاة والسلام : «أبو بكر وزيري يقوم مقامي ، وعمر ينطق بلساني ، وأنا من عثمان وعثمان مني ، وعلي ابن عمي وأخي وحامل رايتي» (٣).

وقال عليه الصلاة والسلام : «أبو بكر أرق أمتي وأرحمها ، وعمر بن الخطاب أحنى أمتي وأعدلها ، وعثمان بن عفان أحيا أمتي وأكرمها ، وعلي بن أبي طالب ألب أمتي وأسماها» (٤).

__________________

(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٢٦ عن ابن عباس ، ابن الجوزي في الموضوعات ١ / ٣٤٩ ـ ٣٥٣ عن علي وابن عباس وجابر من طرق متعددة وقال : «هذا حديث لا يصح من جميع الوجوه».

(٢) ذكره الديلمي في الفردوس ١ / ١٧٣ برقم (٦٤٥) من طريق أنس ، وابن عراق في تنزيه الشريعة ١ / ٤٠٦ برقم (١٨٠) وقال : «ابن عساكر من حديث ابن عمر من طريق أحمد بن نصر الذراع» وأحمد بن نصر كذاب كما جاء في لسان الميزان ١ / ٣١٧ ، وذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة ١ / ٤١ من حديث أنس بن مالك.

(٣) ذكره الديلمي في الفردوس ١ / ٤٣٧ برقم (١٧٨٢) من حديث أنس وعزاه السيوطي لابن النجار عن أنس وفيه محمد بن حميد العتكي ، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة ١ / ٤١ من حديث جابر بن عبد الله ، والسيوطي في جمع الجوامع برقم (٢٠٥) ، والمتقي في الكنز برقم (٣٣٠٦٣) وعزاه لابن النجار من حديث أنس.

(٤) ذكره الديلمي في الفردوس برقم (١٧٨٧) ١ / ٤٣٨ من حديث شداد بن أوس.

٤٠٩

وقال عليه الصلاة والسلام : «حب أبي بكر يوجب الغفران ، وحب عمر يمحو العصيان ، وحب عثمان يقوي الإيمان ، وحب علي يدخل الجنان» (١).

وقال عليه الصلاة والسلام : «إن على حوضي أربعة أركان ، فأول ركن في يد أبي بكر ، والركن الثاني في يد عمر ، والركن الثالث في يد عثمان ، والركن الرابع في يد علي ، فمن أحب أبا بكر وأبغض عمر لم يسقه أبو بكر ، ومن أحب عمر وأبغض أبا بكر لم يسقه عمر ، ومن أحب عثمان وأبغض عليا لم يسقه عثمان ، ومن أحب عليا وأبغض عثمان لم يسقه علي ، ومن أحسن القول في أبي بكر فقد أقام الدين ، ومن أحسن القول في عمر فقد أوضح السبيل ، ومن أحسن القول في عثمان فقد تنور بنور الله ، ومن أحسن القول في علي فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ، ومن أحسن القول في أصحابي فهو مؤمن» (٢). رواه صاحب الغيلانيات.

تحذير لمن أبغض أحدا من / أصحابه (٣) رضوان الله عليهم أجمعين :

قال عليه الصلاة والسلام : «كل الناس يرجون النجاة إلا من سب أصحابي ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا» (٤).

__________________

(١) ذكره الديلمي في الفردوس برقم (٢٧٥٠) ٢ / ١٤٢ من حديث أنس وقال ابن عراق في تنزيه الشريعة ١ / ٣٥٥ «الخطيب من حديث ابن عباس من طريق محمد بن مسلمة الواسطي وقال : باطل».

(٢) الحديث ذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة ١ / ٤٦ عن أنس بن مالك وعزاه لأبي سعيد في شرف النبوة والغيلاني ، وجزء الحديث ذكره القاضي عياض في الشفا ٢ / ٤٢ عن أيوب السختياني.

(٣) يلاحظ أن الأوراق الثلاثة الأخيرة من مصورة الحرم المكي ـ الأصل ـ والتي تحمل أرقام : (٣٠٩ ، ٣١٠ ، ٣١١) كتبت بخط نسخي دقيق جدا ، وعدد الأسطر (٣٨) سطرا ، بينما بقية أوراق المخطوط كتب بخط مخالف وعدد الأسطر (٢٨) سطرا.

(٤) ذكره القاضي عياض في الشفا ٢ / ٢٦٦ بلفظ «لا تسبوا أصحابي ..» ، المتقي الهندي في كنز العمال برقم (٣٢٥٣٩) وعزاه للحاكم في تاريخه عن ابن عمر.

٤١٠

وقال مالك : «من أغاظ أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فهو كافر ، قال الله تعالى : (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)(١).

وروى الترمذي (٢) وغيره عن علي رضي‌الله‌عنه قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا علي ، قلت : لبيك يا رسول الله ، فقال : «هذان المقبلان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ، إلا النبيين والمرسلين ، لا تخبرهما [يا علي](٣) ـ يعني أبا بكر وعمر رضي‌الله‌عنهما».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنا [الأول](٤) ، وأبو بكر الثاني ، وعمر الثالث. والناس بعدنا على سباق الأول فالأول» (٥).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إني لأرجو لأمتي بحب أبي بكر وعمر ، كما أرجو لهم بقول لا إله إلا الله» (٦).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أطيعوا [أبا بكر الصديق ، ثم عمر تهتدوا ، واقتدوا بهما ترشدوا» (٧).

__________________

(١) سورة الفتح آية (٢٩) ، وقول مالك ذكره القاضي عياض في الشفا ٢ / ٤٢ ، الأشخر اليمني في بهجة المحافل ٢ / ٤٠٤.

(٢) أخرجه الترمذي في سننه كتاب المناقب عن أنس برقم (٣٦٦٤) وعن علي برقم (٣٦٦٥) ٥ / ٥٧٠ وقال أبو عيسى : هذا حديث غريب من هذا الوجه ، وأحمد بن حنبل في فضائل الصحابة ١ / ١٢٣ ، ١٥٩ ، ١٨٥ عن علي.

(٣) و (٤) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٥) أخرجه ابن عدي في الكامل ١ / ٣٩٥ في ترجمة أصرم بن حوشب وذكر له طائفة من الأحاديث وهذا منها وقال : «هذه الأحاديث بواطل» ، وذكره الخطيب في تاريخ بغداد ٧ / ٣١ من حديث ابن عباس بلفظ مقارب.

(٦) ذكره الديلمي في الفردوس ١ / ٥٩ برقم (١٦٧) من حديث أنس بن مالك ، والمتقي الهندي في كنز العمال برقم (٣٢٧٠٢) وعزاه للديلمي في الفردوس عن أنس.

(٧) ذكره الديلمي في الفردوس برقم (٢٠٥) ١١ / ٧٠.

٤١١

وعن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : «اقتدوا بالذين من بعدي](١) أبا بكر وعمر» (٢).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لكل نبي خاصة ، وخاصتي أبو بكر وعمر» (٣).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهم إنك باركت لأمتي في صحابتي ، فلا تسلبهم البركة ، [وباركت لأصحابي في أبي بكر وعمر ، فلا تسلبهم البركة ،](٤) اللهم أعن عمر بن الخطاب ، وصبّر عثمان بن عفان ، ووفق عليا ، واغفر لطلحة ، وثبت الزبير ، وسلم [سعدا](٥) ووقر عبد الرحمن بن عوف ، وألحق بي السابقين الأول من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين» (٦).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الخليفة من بعدي أبو بكر ثم عمر» (٧).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سألت جبريل ، فقلت : يا جبريل أخبرني عن فضل عمر ، فقال : والذي بعثك بالحق نبيا لو قعدت معك ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ، ما فرغت من فضائل عمر ، وما عمر إلا حسنة من

__________________

(١) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٢) حديث حذيفة أخرجه أحمد في المسند ٥ / ٣٨٢ وفي فضائل الصحابة ١ / ٣٥٩ ، الترمذي في سننه برقم (٣٦٦٢) ٥ / ٥٦٩ ، الحاكم في المستدرك ٣ / ٧٥ ، ٧٦ ، وذكره القاضي عياض في الشفا ٢ / ٤١.

(٣) أخرجه الطبراني في الكبير ١٠ / ٩٤ ، وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٥٢ ، والمتقي في الكنز برقم (٣٢٦٧٧) وعزاه لابن عساكر.

(٤) و (٥) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٦) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ٥ / ٤٧٠ من حديث يعقوب الأصم بإسناد له عن الزبير بن العوام وفي إسناده سيف بن عمر الضبي وهو ضعيف متروك الحديث ، وذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة ١ / ٣٦ من حديث الزبير.

(٧) ذكره الديلمي في الفردوس برقم (٣٠٢٠) ٢ / ٢٠٦ من رواية الزبير بن عوام. ولا شك بوضع هذا الحديث ، إذ لو صح ذلك لما اجتمعت الأمة على الصديق في سقيفة بني ساعدة.

٤١٢

حسنات أبي بكر» (١).

[وقال عليه الصلاة والسلام : «مكتوب على العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أبو بكر الصديق ، وعمر الفاروق ، وعثمان الشهيد» (٢).

وقال عليه الصلاة والسلام : «مثل](٣) أبي بكر الصديق وعمر مثل نوح وإبراهيم في الأنبياء عليهم‌السلام ، أحدهما الصديق أشد في الله تعالى من الحجارة وهو مصيب ، والآخر ألين في الله من اللبن وهو مصيب» (٤).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مثل أبي بكر الصديق مثل اللبن في الصفاء ، ومثل عمر كمثل الزلال المنزل من السماء ، ومثل عثمان كمثل العسل ، ومثل علي كمثل الخمر لذة للشاربين ، وهذه أربعة أنهار في الجنة» (٥).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وزيراي من أهل السماء : جبريل وميكائيل ، ووزيراي من أهل الأرض : أبو بكر وعمر» (٦).

وقال عليه الصلاة والسلام : «وضعت في كفة الميزان ، ووضعت الأمة في

__________________

(١) ذكره السيوطي في تاريخ الخلفاء ص ٥١ من حديث عمار بن ياسر ، والديلمي في الفردوس ٢ / ٣١٣ برقم (٣٤١٤).

(٢) ذكره الديلمي في الفردوس ٤ / ١٢٣ برقم (٦٣٨٢) من حديث البراء بن عازب ، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة ١ / ٤٦ من حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن جده.

(٣) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٤) ذكره الديلمي في الفردوس ٤ / ١٣٤ برقم (٦٤١٨) من حديث جابر بن عبد الله ، والمتقي الهندي في كنز العمال برقم (٣٢٦٩٦) وعزاه لأبي نعيم من حديث جابر وفي سنده حفص بن عمر بن ميمون وهو ضعيف.

(٥) ذكره الديلمي في الفردوس برقم (٦٤١٥) ٤ / ١٣٣ ـ ١٣٤ ، وقال ابن عراق في تنزيه الشريعة ١ / ٣٨٩ «الديلمي عن ابن عباس وفيه مقصور بن عبد الله كذاب والحسن الصغاني وما عرفته».

(٦) أخرجه الحاكم في المستدرك ٢ / ٢٦٤ من حديث أبي سعيد الخدري وقال : «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه».

٤١٣

الكفة الأخرى فرجحت بهم ، ثم وضع أبو بكر في مكاني فرجح بهم ـ هذه رواية صاحب الفردوس في الصحيح ـ ثم عثمان فرجح بهم ، ثم رفع الميزان» (١).

وقال أبو حيان التميمي ، عن أبيه ، عن علي [بن أبي طالب](٢) رضي‌الله‌عنه قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كما رأيته وسمعته كما سمعتموني وهو يقول : «إذا قال العبد من أمتي لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله على محمد [المصطفى](٣) الحبيب ، وعلى أبي بكر الشقيق ، وعلى عمر القرن الحديد ، وعلى عثمان بن عفان المظلوم الشهيد ، وعلى علي بن أبي طالب ذي البأس الشديد ، هؤلاء أصحاب محمد خير العبيد ، قال : يقول الله تعالى يا عبدي إن كنت صليت عليهم مخافة النار فقد أمنتك بها ، وإن كنت صليت عليهم فرقا من خصمائك فقد أبراك كلهم وأرضيتهم عنك ، وإن كنت صليت عليهم طلبا لمغفرتي فقد غفرت لك وما كان منك ولا أبالي كرامة لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إذا قال العبد من أمتي هذا في كل يوم قال الله تعالى بالغ عبدي في رضاي وأنا مبلغ عبدي رضاه في جنة عالية وانقطع العلم أن يوصف حاله عند الله من الكرامات في الجنة» ذكره الشيخ مخلص الدين أبو الفضل يونس بن محمد بن بندار [الدينوري.](٤)

/ وعنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أرحم أمتي أبو بكر ، وأشدهم في دين الله عمر ، وأصدقهم حياء عثمان ، وأعلمهم عليّ ، وأقرأهم أبي بن كعب ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، وإن لكل أمة أمينا وإن

__________________

(١) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال برقم (٣٦١١١) وعزاه لابن عساكر عن ابن عمر وأبي أمامة وفيه «عمر» بدلا من عثمان ، وهو المروي.

(٢) و (٣) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٤) سقط من الأصل والاضافة من (ط) والخبر رؤية مزعومة ولا يعمل بالرؤى ، والمنامات ليس حجة في الأحكام.

٤١٤

أمين هذه الأمة أبو عبيدة» (١).

وعن أبي بكر الكناني قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلثمائة وأربعة وثلاثين مرة ، فرأيته ليلة وعنده أبو بكر وعمر ، إذ أقبل علي بن أبي طالب ، فقلت في نفسي أسأل عما شجر بينهم ، فأقبل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : يا أبا بكر لا تدخل بين أصحابي وخلفائي.

وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال : سألت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عن عرش رب العزة [فقال : «سألت جبريل عن عرش رب العزة](٢) قال : سألت ميكائيل عن عرش رب العزة قال : سألت إسرافيل عن عرش رب العزة قال : سألت الروح عن عرش رب العزة قال : سألت اللوح عن عرش رب العزة قال : سألت القلم عن عرش رب العزة قال : إن للعرش ثلثمائة وستين ألف قائمة ، كل قائمة من قوائمة كأطباق الدنيا ستين ألف مرة ، تحت كل قائمة ستون ألف مدينة ، في كل مدينة ستون ألف صحراء ، في كل صحراء ستون ألف عالم ، كل عالم مثل الثقلين الإنس والجن ستون ألف مرة لا يعلمون أن الله خلق آدم ولا إبليس ألهمهم الله أن يستغفروا لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم أجمعين».

تحذير لمن نقص بأحد منهم أو سبه :

قال مالك : «من شتم أحدا من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الخلفاء ، أو معاوية ، أو عمرو بن العاص ، فإن قال : كلهم كانوا على ضلال وكفر قتل ، وإن

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ١٨٤ عن أنس ، الترمذي في سننه عن أنس بن مالك برقم (٣٧٩٠) ٥ / ٦٢٣ وقال أبو عيسى : «هذا حديث حسن غريب».

(٢) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

٤١٥

سبهم بغيره من مشاتمة الناس نكل نكالا شديدا» (١).

وقال ابن حبيب : «من غلا من الشيعة إلى بغض عثمان والبراءة منه أدب أدبا شديدا ، ومن زاد إلى بغض أبي بكر وعمر فالعقوبة عليه أشد ويكرر ضربه ويطال سجنه حتى يموت ولا يبلغ به القتل إلا لمن سب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم» (٢).

وحكى [أبو محمد بن أبي](٣) زيد ، عن سحنون فيمن قال في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ـ من قال : إنهم كانوا على ضلال وكفر قتل ، ومن شتم غيرهم من الصحابة بمثل هذا نكل نكالا شديدا (٤).

وعن مالك بن أنس : أن [من سبّ](٥) أبا بكر جلد ، ومن سب عائشة رضي‌الله‌عنها قتل (٦).

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كل الناس يرجون النجاة إلا من سب أصحابي ، فإن أهل الموقف تلعنهم» (٧).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه لا صرفا ولا عدلا» (٨).

__________________

(١) قول مالك كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا ٢ / ٢٦٧.

(٢) قول ابن حبيب كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا ٢ / ٢٦٧.

(٣) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٤) قول أبي محمد بن أبي زيد كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا ٢ / ٢٦٧.

(٥) الإضافة للضرورة من الشفا ٢ / ٢٦٧.

(٦) قول مالك بن أنس كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا ٢ / ٢٦٧.

(٧) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال برقم (٣٢٥٣٩) وعزاه للحاكم في تاريخه عن ابن عمر.

(٨) ذكره القاضي عياض في الشفا ٢ / ٤٢ ، ٢٦٦ عن أنس ، أبو نعيم في حلية الأولياء ٧ / ١٠٣ عن أنس ، الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٤١ عن أنس ، محب الدين الطبري في الرياض النضرة ١ / ٢٢ عن أنس.

٤١٦

وقال مالك : من غاظ أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كفر ، قال الله تعالى : (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)(١).

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أيضا : «من أبغض أصحابي وسبهم فليس له في فيء المسلمين من حق» (٢).

وقال مالك : خصلتان من كانتا فيه نجا : الصدق ، وحب أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من حفظني في أصحابي كنت له حافظا يوم القيامة» (٤).

وقال عليه الصلاة والسلام : «من حفظني في أصحابي ورد عليّ الحوض ، ومن لم يحفظني في أصحابي لم يرد عليّ الحوض ، ولم يرني إلا من بعيد» (٥).

وروي عن كعب أنه [قال :](٦) ليس أحد من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إلا له شفاعة يوم القيامة وطلب كعب من المغيرة بن نوفل أن يشفع له يوم القيامة (٧).

__________________

(١) سورة الفتح آية (٢٩) ، وقول مالك كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا ٢ / ٤٢.

(٢) ذكره القاضي عياض في الشفا ٢ / ٤٢.

(٣) قول مالك كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا ٢ / ٤٢.

(٤) أخرجه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة ١ / ٥٤ ، ٢ / ٩٠٨ عن عطاء بن أبي رباح مرسلا وقال محقق الكتاب : «اسناده ضعيف لإرساله ورجاله رجال الحسن» وذكره عياض في الشفا ٢ / ٤٣.

(٥) أخرجه ابن عدي في الكامل ٦ / ٢١٠٣ من حديث ابن عمر وفي اسناده كادح بن رحمة العرني وقال : «ولكادح غير ما أمليت أحاديث وأحاديثه عامة ما يرويه غير محفوظة ولا يتابع عليه في أسانيده ولا في متونه» ، وذكره القاضي عياض في الشفا ٢ / ٤٣ ، المتقي الهندي في كنز العمال برقم (٣٢٥٣٤) وعزاه للطبراني في الكبير عن ابن عمر.

(٦) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٧) قول كعب كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا ٢ / ٤٣.

٤١٧

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تسبوا أصحابي ، فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» (١). أي نصفه ، والعرب تسمي النصف : النصيف ، كما قالوا في العشر العشير ، والخمس خميس (٢) ، وكذلك في التسع والثمن ، واختلفوا في السبع والسدس والربع ، فمنهم من قاله ، ومنهم من لا قاله. قال أبو عبيد : ولم أسمع في الثلث شيئا (٣) والنصيف أيضا كما روى في الحديث والنصيف إحداهن.

وقال أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن إسحاق بن مسمار قال : كان لي جار مسرف على نفسه ، فتوفي ، فلما كان بعض الليالي ، إذ طرق علي الباب ، ففتحت فرأيت شخصا بهما ، أرفع رأسي لم أرى وجهه فقال : أمش معي ، فمشيت فبلغ المقبرة ، فحفر قبرا ورفعنا اللبن ، فرأيت روضة واسعة ، وسريرا في وسطها وعليه فرش ، ورأيت جاري نائما على السرير ، فقال لي : أتعرف هذا؟ فقلت : نعم بما بلغ هذا؟ قال : كان من دعائه أن يقول خلف كل صلاته : اللهم ارحم أبا بكر وعمر وعثمان وعلي رضي‌الله‌عنهم أجمعين.

وعن بشر بن الحارث قال : ما أنا بشيء أوثق مني بحب أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لو كنت متخذا خليلا» عن أبي سعيد الخدري برقم (٣٦٨٣) ٤ / ٢٣٦ ، مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب تحريم سب الصحابة عن أبي سعيد برقم (٢٢٢) ٤ / ١٩٦٧ ، الترمذي في سننه كتاب المناقب باب فضل من بايع تحت الشجرة عن أبي سعيد برقم (٣٨٦١) ٥ / ٦٥٣.

(٢) انظر : ابن منظور : اللسان مادة «نصف» حيث أورد هذه المفردات اللغوية.

(٣) والثلث والثليث من الأجزاء معروفة يطرد ذلك عند بعضهم في هذه الكسور ، والأصمعي يقول :الثليث بمعنى الثلث ولم يعرفه أبو زيد ، والثلث سهم من ثلاثة ، ويقال : ثليث مثل ثمين وسبيع وخميس ونصيف.

انظر : ابن منظور : اللسان مادة «ثلث».

٤١٨

وعن أبي عثمان الصابوني ، عن أبي جعفر / الخالدي (١) قال : سرت في قافلة من الروافض ، ثم لقي من تفضيل ساداتنا أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ورضي الله تعالى عنهم ، نصف صفحة لقيتها مقطعة ، فاقتصرت عن شيء أكتبه ولم أتفهمه فأسير مخالفا ما في نسخة سيدي ورضوان الله عليهم أجمعين.

الفصل الخامس

في ذكر من استوطن المدينة الشريفة

من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين

وغيرهم من التابعين

فالمذكورون من الصحابة مائة وأربعة وثلاثون ، ومن غيرهم ستة وثلاثون.

وبهذا الفصل يتم المقصود والله الموفق : أبيّ بن كعب ، وأسيد بن حضير ، وأسيد بن ظهير ، وأسلم ، والبراء ، وبلال بن رباح ، وبلال بن الحارث ، وبشر بن سحيم ، وبشر بن سعد ، وثابت ابن رديعة ، وعبد الله بن عتبة ، وجبير بن مطعم ، وجرهد ، وأبو ذر واسمه جندب ، وأبو قتادة واسمه الحارث ، وحكيم بن حزام ، وحمل بن مالك ، وحنظلة ، وخالد بن الوليد ، وخلاد بن السائب ، وخفاف ، وخوات ، وذؤيب ، ورافع بن خديج ، ورافع بن مكيث ، وربيعة بن كعب ، ورفاعة بن رافع ، ورفاعة

__________________

(١) الورقة الأخيرة من مصورة الحرام المكي ـ الأصل ـ رقم «٣١١» وضعت في مكانها حسب الترتيب الطبيعي لأوراق المصورة ، ولكن الورقة اليسرى والمقابلة لها والتي تحمل رقم «٣١٢» ليست في مكانها وتمثل في الحقيقة ورقة رقم «٣٠٢» من مصورة الحرم المكي.

٤١٩

أبو لبابة ، ورفاعة بن عرابة ، وركانة ، ورويفع ، والزبير ، وزيد بن ثابت ، وزيد ابن حارثة ، وزيد بن الخطاب ، وزيد بن خالد ، وزيد بن سهل ، وزيد بن الصامت ، والسائب بن خلاد ، وسبرة ، وسراقة ، وسعد بن عبادة ، وسعيد بن زيد ، وسفيان بن أبي العرجاء ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبو سعيد الخدري واسمه سعد ، وسفينة ، وسلمة بن الأكوع ، وسلمة بن صخر ، وسويد بن النعمان ، وسهل بن أبي حثمة ، وسهل بن سعد ، وشبل بن معبد ، وصخر بن حرب ، والصعب بن جثامة ، وصهيب ، والضحاك بن سفيان ، وطلحة بن عبيد الله ، وعامر بن ربيعة ، وأبو عبيدة بن الجراح واسمه عامر ، والعباس بن عبد المطلب ، وعبد الله بن أنيس ، وعبد الله بن أرقم ، وعبد الله بن جعفر ، وعبد الله بن حذافة ، وعبد الله بن زيد ، وعبد الله بن زمعة ، وعبد الله بن عبد الأسد ، وعبد الله بن عتيك ، وعبد الله بن عثمان ، وأبو بكر الصديق مات بالمدينة ، وعبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن كعب ، وعبد الله بن مسعود ، وعبد الرحمن [بن أزهر أبو جبير ، وعبد الرحمن بن سعد أبو حميد الساعدي](١) وعبد الرحمن بن عثمان ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبو هريرة ، وعتبان ، وعثمان بن حنيف ، وعثمان بن عفان ، وعقيل بن أبي طالب ، والعلاء بن الحضرمي ، وعمار ، وعمار ابن معاذ ، وعمر بن الخطاب ، وعمر بن أبي سلمة القرشي ، وعمرو بن أمية ، وعمير مولى آبى اللحم ، وعويمر أبي الدرداء ، وقتادة بن النعمان ، وكعب بن عجرة ، وكعب بن عمرو ، وكعب بن مالك ، ومالك بن التيهان ، ومالك بن ربيعة ، ومالك بن صعصعة ، ومالك بن ضمرة ، ومجمع بن جارية ، ومحمد بن عبد الله ابن جحش ، ومحمد بن مسلمة ، ومحمود بن الربيع ، ومحجن ، ومعمر بن عبد الله ، ومعاوية بن الحكم السلمي ، والمقداد ، وناجية ، ونوفل بن معاوية ،

__________________

(١) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

٤٢٠