بهجة النفوس والأسرار - ج ٢

الشيخ أبي محمّد عفيف الدين عبد الله بن عبد الملك المرجاني

بهجة النفوس والأسرار - ج ٢

المؤلف:

الشيخ أبي محمّد عفيف الدين عبد الله بن عبد الملك المرجاني


المحقق: محمّد عبد الوهاب فضل
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٣٠
الجزء ١ الجزء ٢

الطعنة ثم توفي (١).

واستأذن عائشة رضي‌الله‌عنها أن يدفن مع صاحبيه فأذنت له (٢).

وقالوا له : أوصي ، استخلف ، فقال ما أجد أحدا أولى ولا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذي توفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو عنهم راض ، فسمى : عثمان ، وعليا ، والزبير ، وطلحة ، وسعدا ، وعبد الرحمن بن عوف ، فهم أهل الشورى (٣).

وتوفي وسنه يومئذ ثلاثة وستون سنة ، وقيل : ستون ، وقيل : إحدى وستون ، وقيل : ست وستون ، وقيل : خمس وستون ، وقيل : خمس وخمسون (٤).

ونزل قبره عثمان ، وعلي ، وعبد الرحمن بن عوف ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص ، وقيل : صهيب ، وابنه عبد الله بن عمر عوضا عن الزبير ، وسعد (٥).

__________________

(١) انظر : ابن سعد : الطبقات ٣ / ٣٦٥ ، ابن شبة : تاريخ المدينة ٣ / ٩٤٣ ـ ٩٤٤ ، ابن عبد البر : الاستيعاب ٣ / ١١٥٢ ، محب الدين الطبري : الرياض النضرة ٢ / ١٠١.

(٢) انظر : ابن سعد : الطبقات ٣ / ٣٦٣ ، ابن الجوزي : المنتظم ٤ / ٣٣٠ ـ ٣٣١ ، ابن النجار : الدرة الثمينة ٢ / ٣٩٠ ، النهرواني : تاريخ المدينة (ق ٢٠٧).

(٣) كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص ٢٣٦ ، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ٢٠٨) وراجع قصة الشورى عند ابن سعد في الطبقات ٣ / ٦١ ، ١٣٣ ، ابن شبة في تاريخ المدينة ٣ / ٩٢٦ ، الطبري في تاريخه ٤ / ٢٢٧ ـ ٢٣٩.

(٤) كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق ٢٠٨).

وخرج مسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب كم سن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم قبض عن أنس بن مالك قال : قبض رسول الله وهو ابن ثلاث وستين وأبو بكر وهو ابن ثلاث وستين وعمر وهو ابن ثلاث وستين.

ورواه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٣٦٥ وابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ١١٥٥ وقال ابن سعد : «قال الواقدي ولا يعرف هذا الحديث ـ ابن ثلاث وستين ـ عندنا بالمدينة حيث روي عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : توفي عمر وهو ابن ستين سنة وقال الواقدي : وهذا أثبت الأقاويل عندنا».

(٥) كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق ٢٠٨) ، وانظر : ابن سعد : الطبقات ٣ / ٣٦٨.

٢٠١

تولى الخلافة سنة ثلاث عشرة من الهجرة ، لثمان بقين من جمادى الآخرة (١) ، وقيل : بويع له في رجب ، وقيل : في ذي الحجة من السنة المذكورة ، فكانت مدة خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام (٢).

وهو أول من سمّي أمير المؤمنين لا خلاف في ذلك (٣) ، وأما ما توهمه بعض الجهلة في مسيلمة فخطأ ، وقيل : أول من تسمى بذلك عبد الله بن جحش ـ حكاه ابن الجوزي (٤).

وصلى عليه صهيب بن سنان الرومي وجاه المنبر (٥).

وصهيب : هو الذي قال فيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صهيب سابق الروم ، وسلمان سابق فارس ، وبلال سابق الحبشة» (٦).

مات صهيب بالمدينة في شوال سنة ثمان وثلاثين أو تسع وثلاثين (٧).

جملة ما روى عمر رضي‌الله‌عنه سبعمائة وسبعة وثلاثون حديثا ، أخرج

__________________

(١) انظر : ابن سعد : الطبقات ٣ / ٢٧٤ ، ابن شبة : تاريخ المدينة ٢ / ٦٧٣ ، الطبري : تاريخ الرسل ٣ / ٤٢٠ ، ابن عبد البر : الاستيعاب ٣ / ١١٥٢ ، ابن الجوزي : المنتظم ٤ / ٣٣٧.

(٢) انظر : الطبري : تاريخ الرسل ٤ / ١٩٤ ، ابن عبد البر : الاستيعاب ٣ / ١١٥٢ ، ابن الجوزي :المنتظم ٤ / ٣٣٧ ، محب الدين الطبري : الرياض النضرة ٢ / ١٠٢.

(٣) الخبر وسبب تسمية عمر بأمير المؤمنين ورد عند ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٨١ ، ابن شبة في تاريخ المدينة ٢ / ٦٧٧ ، الطبري في تاريخه ٤ / ٢٠٨ ، ابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ١١٤٥ ، ١١٥٠ ـ ١١٥١ ، ابن الجوزي في المنتظم ٤ / ١٣٥ ، محب الدين الطبري في الرياض النضرة ١ / ٢٧٩.

(٤) قول ابن الجوزي ورد في كتابه المدهش ص ٤٦.

(٥) انظر : ابن سعد : الطبقات ٣ / ٣٦٨ ، مالك : الموطأ ١ / ٢٣٠ ، ابن عبد البر : الاستيعاب ٣ / ١١٥٧ ، أبو نعيم : معرفة الصحابة ١ / ٢٠٣ ، محب الدين الطبري : الرياض النضرة ٢ / ١٠٢.

(٦) الحديث أخرجه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة ٢ / ٩٠٩ عن الحسن ، وابن عبد البر في الاستيعاب ٢ / ٧٢٩ عن أنس ، وابن الجوزي في صفة الصفوة ١ / ٤٣٧ عن أنس.

(٧) انظر : ابن سعد : الطبقات ٣ / ٢٢٦ ، ابن عبد البر : الاستيعاب ٢ / ٧٣٣ ، ابن حجر : الاصابة ٣ / ٤٥٢.

٢٠٢

له منها في الصحيحين إحدى وثمانون ، المتفق عليه منها ثمانية وسبعون ، وانفرد البخاري بثمانية ومسلم بخمسة (١).

وجملة من في الصحابة اسمه عمر ثمانية ، كلهم رووا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وليس فيهم عمر بن الخطاب سواه (٢).

وجملة من يجيء في الحديث عمر بن الخطاب سبعة : هو أحدهم ، الثاني : كوفي روى عنه خالد الواسطي / الثالث : راسبي روى عنه سويد ، الرابع : اسكندراني روى عن ضمام ، الخامس : عنبري روى عن أبيه ، السادس : بصري روى عن معتمر ، السابع : سجستاني روى عن محمد بن يوسف (٣). وقال أبو نعيم : في الصحابة سبعة عشر عمر.

ولما دفن عمر رضي الله تعالى عنه قالت عاتكة ابنة زيد بن عمرو بن نفيل ، امرأة عمر بن الخطاب ترثاه :

وفجعني فيروز لا در دره

بأبيض تال للكتاب منيب

رؤفا على الأدنى غليظا على العدى

أخي ثقة في النائبات مجيب

__________________

(١) انظر : ابن الجوزي : تلقيح فهوم ص ٣٩٦ ، المزي : تحفة الأشراف ٨ / ٣ ـ ١٢٦ من حديث رقم (١٠٣٨١ ـ ١٠٦٧٨).

(٢) جريدة من اسمه عمر من الصحابة أوردها ابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ١١٤٤ ـ ١١٦٠ وهم :عمر بن الخطاب ، وعمر بن سراقة ، وعمر بن سعد ، وعمر بن سفيان ، وعمر بن أبي سلمة ، وعمر ابن عمير ، وعمر بن عوف ، وعمر بن يزيد رضوان الله عليهم.

(٣) جريدة الأسماء أوردها ابن الجوزي في المدهش ص ٥٦ ، وفي تلقيح فهوم ص ٦١٨ ، ابن ناصر الدين القيسي في توضيح المشتبه ٣ / ٢٧٢ ، الخطيب البغدادي في المتفق والمفترق ٣ / ١٦٠٠ ـ ١٦٠٣.

٢٠٣

متى ما يقل لا يكذب القول فعله

سريع إلى الخيرات غير قطوب (١)

وقيل : هذا الشعر ينسب إلى الشّماخ بن ضرار وإلى أخيه مزرد بن ضرار (٢) ، وهو في عمر رضي الله تعالى عنه.

عاتكة : امرأته تزوجها عبد الله بن أبي بكر فقتل عنها ، ثم عمر فقتل عنها ، ثم الزبير فقتل عنها ، ثم توفيت سنة إحدى وأربعين (٣).

وأنشد بعضهم :

قتلوه مظلوما ما لدا محرابه

من غير ما ذنب سوى الأحقاد

ثم استحلوه عقيلة ماله

ونسوا جميلا بينهم ووداد

ولما دفن رضي‌الله‌عنه لزمت عائشة رضي‌الله‌عنها ثيابها ، الدرع والخمار والإزار وقالت : إنما كان أبي وزوجي ، فلما دخل معهما غيرهما لزمت ثيابي ، وابتنت حائطا بينها وبين القبور ، وبقيت في بقية البيت من جهة

__________________

(١) الخبر ورثاء زوجته له ورد عند ابن شبة في تاريخ المدينة ٣ / ٩٤٨ ، الطبري في تاريخه ٤ / ٢١٩ ، ابن الضياء في تاريخ مكة ص ٢٣٦ ، النهرواني في تاريخ المدينة (ق ٢٠٨).

(٢) الشماخ ومزرد ابنا ضرار ، ويقال أن اسم الشماخ : معقل بن ضرار ، وهو من أوصف الناس للقوس والحمر ، وأرجز الناس على بديهة ، وكان شاعرا جاهليا اسلاميا.

انظر : ابن قتيبة : الشعر والشعراء ١ / ٣١٥ ـ ٣١٨.

(٣) كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص ٢٣٧ ، النهرواني في تاريخ المدينة (ق ٢٠٩).

وانظر : ابن سعد : الطبقات ٨ / ٢٦٥ ، الطبري : تاريخ الرسل ٤ / ١٩٩ ، ابن عبد البر : الاستيعاب ٤ / ١٨٧٦ ، ابن الجوزي : المنتظم ٥ / ١٩١ ـ ١٩٢.

٢٠٤

الشام (١).

ويروى عنها : أنها رأت في المنام أنه سقط في حجرها ـ وروي في حجرتها ـ ثلاثة أقمار ، فذكر ذلك لأبي بكر ، فقال : خيرا ، قال يحيى بن سعيد (٢) : فسمعت بعد ذلك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما دفن في بيتها قال أبو بكر : هذا أحد أقمارك يا بنية وهو خيرها (٣).

نبذة من بعض فضائله رضي‌الله‌عنه :

كان آدم شديد الأدمة ، طوالا ، كثّ اللحية ، أصلع (٤).

عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما قال : «رأيت عمر رضي‌الله‌عنه في المنام بعد وفاته ، فقلت له : يا أمير المؤمنين من أين أقبلت؟ قال : من حضرة ربي عزوجل ، فسألته : ماذا فعل الله بك؟ قال : أوقفني بين يديه ، فسألني ثم قال : يا عمر تناديك امرأة على شاطيء الفرات ، قد هلك من شياهها شاة تقول : واعمراه والمرأة تستغيث بك فلا تجيبها؟ فقلت : وعزتك وجلالك ما علمت بذلك وأنت أعلم مني ، فقال لي : وقد كان يجب عليك وإني أرعد من تلك المسألة

__________________

(١) كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة ٢ / ٣٩١ ، النهرواني في تاريخ المدينة (ق ٢٠٩).

انظر : ابن سعد : الطبقات ٢ / ٢٩٤ ، ٣ / ٣٦٤ ، ابن شبة : تاريخ المدينة ٣ / ٩٤٥.

(٢) يحيى بن سعيد الأنصاري المدني القاضي كان محدثا ثقة ت ١٤٣ ه‍.

انظر : ابن قتيبة : المعارف ص ٤٨٠ ، الخطيب : تاريخ بغداد ١٤ / ١٠١ ، ابن حجر : التهذيب ١١ / ٢٢١.

(٣) رؤيا عائشة رضي‌الله‌عنها أخرجها ابن سعد في طبقاته ٢ / ٢٩٣ ، والبيهقي في الدلائل ٧ / ٢٦٢ ، وذكرها ابن الجوزي في الوفا ٢ / ٧٩٧ ، ابن النجار في الدرة الثمينة ٢ / ٣٩١ ، محب الدين الطبري في الرياض النضرة ١ / ١٤٢.

(٤) كذا ورد عند ابن البر في الاستيعاب ٣ / ١١٤٦ ، محب الدين الطبري في الرياض النضرة ١ / ٢٤٧.

وراجع صفته عند الطبري في تاريخه ٤ / ١٩٦ ، أبو نعيم : معرفة الصحابة ١ / ٢٠٦ ، ابن الجوزي : المنتظم ٤ / ١٣١.

٢٠٥

إلى هذا الوقت ، قال ابن عباس رضي‌الله‌عنهما : ثم ماذا؟ قال : رددت إلى مضجعي ، فهبط عليّ منكر ونكير فقالا لي : من ربك ومن نبيك؟ فقلت لهما : أما تستحيان مني ولمثلي تقولان هذا وجذبتهما إليّ ، وقلت : الله ربي وضجيعي نبي ، وأنتما من ربكما؟ / فقال نكير لمنكر : والله يا أخي ما ندري نحن المبعوثون إلى عمر أم عمر المبعوث إلينا ، فرفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من لحده فقال لهما : عمر بن الخطاب هو أعرف بربه منكما» (١).

سمعت والدي رحمه‌الله يقول : سمعت خليل المالكي ـ إمام المالكية بالحرم الشريف ـ يقول : من استدام قراءة سورة الملك مرة كل يوم لم ير الملكان.

سمعت والدي رحمه‌الله يقول : لما توفيت أم امرأة الشيخ أبو محمد رضي‌الله‌عنه ، أرسل بقميصه وقال : اجعلوه من جملة أكفانها. ففعلوا ، فلما دفنت أتى الشيخ ـ رحمه‌الله ـ الدار وأخرج تمرا ودقيقا وأمرهم بعمل كعك وقال : هذا شكرانه السلامة قالت امرأته : وما ذاك يا سيدي. قال : لما أتاها الملكان نظرا إليها وقال أحدهما للآخر : ارجع بنا فإن عليها قميص المرجاني ، فرجعا ولم يسألاها (٢) ، فكان والدي ـ رحمه‌الله ـ يحتفظ على جبة من صوف كانت عنده من لباس والده ، وأعطى لنا منها قطعة لكل شخص وقال : إذا أنا مت كفنوني فيها ففعلت.

وفي أيام عمر بن الخطاب ـ رضي‌الله‌عنه ـ كانت وقعة فحل (٣)

__________________

(١) قول ابن عباس ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص ٢٣٧ ، النهرواني في تاريخ المدينة (ق ٢٠٩ ـ ٢١٠) وعزاه للمؤلف. وهو قول منكر ولا يصح عن ابن عباس.

(٢) خرافة لا يصدقها العقل ، والكلام مبالغ فيه واعتقاد غير صحيح.

(٣) فحل : بكسر أوله وسكون ثانيه ، موضع بالشام من أرض الأردن ، وكان يوم فحل يسمى يوم الرّدغة ـ أي الوحل الشديد ـ لما لقي المسلمون فيها ، وذلك في ذي القعدة سنة ١٣ ه‍.

انظر : الطبري : تاريخ الرسل ٣ / ٤٣٥ ، ابن الجوزي : المنتظم ٤ / ١٤٢ ، ياقوت : معجم البلدان ٤ / ٢٣٧.

٢٠٦

واليرموك (١) وأنطاكية (٢) ، وأجلى هر قل إلى القسطنطينية (٣) ، والقادسية (٤) والمدائن (٥) وجلولاء (٦) ونهاوند (٧) ، وازعاج كسرى من مملكته إلى خراسان (٨) ، واستيلاء المسلمين على ديار غزة (٩) ، وبنيت في أيامه : البصرة (١٠)

__________________

(١) بدأ فتح اليرموك في عهد أبي بكر الصديق ، وأتم خالد بن الوليد الفتح في عهد عمر بن الخطاب.

انظر : الطبري : تاريخ الرسل ٣ / ٣٩٤ ـ ٤٠٦ ، ابن الجوزي : المنتظم ٤ / ١١٨ ـ ١٢٣.

(٢) فتحت أنطاكية في عهد عمر تحت قيادة أبي عبيدة بن الجراح ، ونقض أهلها الصلح أكثر من مرة ، فسار إليها عمرو بن العاص ففتحها.

انظر : ياقوت : معجم البلدان ١ / ٢٢٦.

(٣) خرج هر قل من بلاد الشام نحو القسطنطينية في سنة ١٥ ه‍ ، وقيل في سنة ١٦ ه‍.

انظر : الطبري : تاريخ الرسل ٣ / ٦٠٢.

(٤) بدأ أمر القادسية ـ وهو الثبت ـ في سنة ١٤ ه‍ ، وقيل سنة ١٦ ه‍ بقيادة سعد بن أبي وقاص ، وكانت أربعة أيام أشدها ليلة الهرير ، وقد انتصر المسلمون فيه على الفرس.

انظر : تاريخ الرسل ٣ / ٤٨٠ ـ ٤٩٠ ، ابن الجوزي : المنتظم ٤ / ١٦٠ ـ ١٧٩.

(٥) كان فتح المدائن على يد سعد بن أبي وقاص في صفر سنة ١٦ ه‍.

انظر : الطبري : تاريخ الرسل ٤ / ٨ ، ابن الجوزي : المنتظم ٤ / ٢٠٧.

(٦) جلولاء : بالمد ، أرض السواد ، وهو نهر عظيم ، وبها كانت الوقعة المشهورة التي انتصر فيها المسلمون على الفرس سنة ١٦ ه‍.

انظر : الطبري : تاريخ الرسل ٤ / ٢٤ ، ابن الجوزي : المنتظم ٤ / ٢١٢ ، ياقوت : معجم البلدان ٢ / ١٥٦.

(٧) نهاوند : بفتح النون الأولى وتكسر والواو مفتوحة ونون ساكنة ، إحدى مدن فارس ، كان فتحها سنة ١٩ ه‍ وقيل في سنة ٢١ ه‍ بقيادة النعمان بن مقرن.

انظر : الطبري : تاريخ الرسل ٤ / ١١٤ ، ياقوت : معجم البلدان ٥ / ٣١٣ ـ ٣١٤.

(٨) في سنة ٢٢ ه‍ خرج كسرى ـ يزدجرد ـ من الري إلى أصبهان ثم إلى كرمان ثم خراسان ، فأتى مرو فنزلها زمان عمر كله ، وفي عهد عثمان بن عفان أقبل كسرى حتى نزل قم واختلف هو ومن معه ، فقتل ورمي في النهر سنة ٣١ ه‍.

انظر : الطبري : تاريخ الرسل ٤ / ١٦٦ ـ ١٧٣ ، ٢٨٦ ـ ٢٨٧ ، ابن الجوزي : المنتظم ٤ / ٣٢٢ ـ ٣٢٣.

(٩) في سنة ١٥ ه‍ بدأ حصار غزة ، حيث انطلق علقمة بن مجزر ، فحصر الفيقار بغزة.

انظر : الطبري : تاريخ الرسل ٣ / ٦٠٤.

(١٠) في سنة ١٤ ه‍ اختط عتبة بن غزوان البصرة بأرض العراق بأمر عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه.

انظر : الطبري : تاريخ الرسل ٣ / ٥٩٠ ، ياقوت : معجم ١ / ٤٣٠ ـ ٤٣٢.

٢٠٧

والكوفة (١) والفسطاط (٢).

وقتل رضي‌الله‌عنه وعماله على مكة : نافع بن عبد الحارث ، وعلى الطائف : سفيان بن عبد الله ، وعلى الكوفة : المغيرة بن شعبة ، وعلى البصرة : أبو موسى الأشعري ، وعلى مصر : عمرو بن العاص ، وهو الذي بنى الفسطاط (٣).

ومن العجائب : أب وابن تقارب ما بينهما في السن : عمرو بن العاص ، كان بينه وبين ابنه عبد الله ثلاثة عشر سنة ، وأخوان تباعد ما بينهما في السن : موسى بن عبيد الذي يروى عنه الحكايات ، وأخوه عبد الله بن عبيدة [فإن عبد الله أسن من موسى](٤) بثمانين سنة ولا يذكر مثلها (٥).

وافتتحت مصر سنة عشرين ، والإسكندرية سنة إحدى وعشرين (٦) ، وأرض مصر محدودة مسيرة أربعين ليلة في مثلها ، وطولها من الشجرتين اللتين بين رفح (٧) والعريش (٨) إلى

__________________

(١) في سنة ١٧ ه‍ اختط سعد بن أبي وقاص الكوفة بأرض العراق بأمر عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه. انظر : الطبري : تاريخ الرسل ٤ / ٤٠ ، ياقوت : معجم البلدان ٤ / ٤٩٠.

(٢) في سنة ٢٠ ه‍ اختط عمرو بن العاص الفسطاط بأرض مصر بعد أن فتحها.

انظر : الطبري : تاريخ الرسل ٤ / ١٠٩ ، ياقوت : معجم البلدان ٤ / ٢٦١.

(٣) راجع عمال عمر رضي‌الله‌عنه على الأمصار في السنة التي قتل فيها وكما ورد هنا عند الطبري في تاريخه ٤ / ٢٤١ ، ابن الجوزي في المنتظم ٤ / ٣٢٨.

(٤) الاضافة للضرورة من المدهش ص ٦٠.

(٥) كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص ٦٠ وفي تلقيح فهوم ص ٧٠١.

(٦) انظر : الطبري : تاريخ الرسل ٤ / ١٠٤ ، ١٠٥ ، ابن الجوزي : المنتظم ٤ / ٢٩١.

(٧) رفح : بفتح أوله وثانيه ، منزل في طريق مصر ، وهي مدينة عامرة ، وعلى ثلاثة أيام من رفح شجر جميز مصطف من جانبي الطريق على اليمين والشمال على مسيرة نحو يومين.

انظر : ياقوت : معجم البلدان ٣ / ٥٤.

(٨) العريش بضم أوله وكسر ثانيه ، مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل البحر.

انظر : ياقوت : معجم البلدان ٤ / ١١٣.

٢٠٨

أسوان (١) ، وعرضها من برقة إلى أيلة (٢).

وكان اسم مصر ـ فيما تقدم (٣) ـ مقذونية ، وكان خراجها في أيام فرعون ستة وتسعون ألف ألف دينار ، وجبى مصر عبد الله بن الخشاب في أيام بني أمية ألفي ألف وسبعمائة ألف [وثلاثة وعشرون ألفا وثمانمائة وسبع وثلاثون دينارا ، وحمل منها موسى بن عيسى في زمان بني العباس ألفي ألف ومائة ألف](٤) وثمانون ألف دينار (٥).

ومصر هي أرض القيراط أجمع الشارحون على ذلك (٦).

حكى الشيخ شهاب الدين فضل الله عن الطحاوي في «مشكل الآثار» أن الإشارة وقعت إلى كلمة عوراء يستعملها المصريون فقط في المسابة فيقولون / أعطيت فلانا قراريط أي أسمعته المكروه.

وكورة مصر كثيرة منها : أسوان ، وإخميم (٧) ، والأسكندرية ، والقلزم ، والطور ، وأيلة (٨).

__________________

(١) أسوان : بالضم ثم السكون ، مدينة كبيرة في آخر صعيد مصر وأول بلاد النوبة على النيل في شرقيه.

انظر : ياقوت معجم البلدان ١ / ١٩١.

(٢) كدا ورد عند ياقوت في معجم البلدان ١ / ١٩١ وقال : «وكانت منازل الفراعنة ، واسمها باليونانية مقذونية».

(٣) تقدم ذلك في الفصل الثالث من الباب السادس.

(٤) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٥) كذا ورد عند ياقوت في معجم البلدان ٥ / ١٤١.

(٦) فقد أخرج مسلم في صحيحه كتاب الصحابة باب وصية النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأهل مصر حديث (٢٢٦ ، ٢٢٧) ٤ / ١٩٧٠ عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط ...» ، وأحمد في المسند ٥ / ١٧٤ عن أبي ذر.

(٧) إخميم : بالكسر ثم السكون وكسر الميم ، بلد بصعيد مصر على شاطئ النيل.

انظر : ياقوت : معجم البلدان ١ / ١٢٣.

(٨) راجع كور مصر عند ياقوت في معجم البلدان ٥ / ١٣٨ ـ ١٣٩.

٢٠٩

وكان في زمانه على حمص : عمير بن سعد ، وعلى دمشق : معاوية ، وعلى صنعاء : يعلى بن منبه ، وعلى الجند (١) : عبد الله بن أبي ربيعة ، وعلى البحرين : عثمان بن أبي العاص (٢).

والبحرين : من ناحية نجد وليست من الحجاز ، وببحرها اللآليء ، ومخاليفها : الخط ، والقطيف ، والأرده ، وهجر ، وقردق ، وبينونة وزارة ، وجواثا ، وسابور ، ودارين ، وغابة (٣)(٤).

__________________

(١) الجند : بالتحريك ، إحدى مخاليف اليمن ، وهو أعظمها.

انظر : ياقوت : معجم البلدان ٢ / ١٦٩.

(٢) راجع عمال عمر رضي‌الله‌عنه على الأمصار في السنة التي قتل فيها وكما ورد هنا عند الطبري في تاريخه ٤ / ٢٤١ ، ابن الجوزي في المنتظم ٤ / ٣٢٨.

(٣) كذا ورد عند ياقوت في معجم البلدان ١ / ٣٤٦ ـ ٣٤٧ عند تعريفه للبحرين ومخاليفها.

(*) التعريف بمخاليف البحرين : ـ الخط : بضم الخاء وتشديد الطاء ، وهو خط عبد القيس بالبحرين وأعظم مدنها.

انظر : معجم البلدان ٢ / ٣٧٨.

ـ القطيف : بفتح أوله وكسر ثانيه ، مدينة بالبحرين ، وهي قصبتها.

انظر : معجم البلدان ٤ / ٣٧٨.

ـ هجر : بفتح أوله وثانيه ، مدينة قاعدة البحرين.

انظر : معجم البلدان ٥ / ٣٩٣.

ـ بينونة : موضع بين عمان والبحرين.

انظر : معجم البلدان ١ / ٥٣٦.

ـ زارة : إحدى قرى البحرين وبها عين مشهورة.

انظر : معجم البلدان ٣ / ١٢٦.

ـ جواثا : بالضم وبالمد والقصر ، حصن لبني عبد القيس بالبحرين.

انظر : معجم البلدان ٢ / ١٧٤.

ـ سابور : موضع البحرين فتح على يد العلاء بن الحضرمي في عهد أبي بكر.

انظر : معجم البلدان ٣ / ١٨٦.

ـ دارين : فرضة البحرين يجلب إليها المسك من الهند.

انظر : معجم البلدان ٢ / ٤٣٢.

ـ غابة : قرية بالبحرين.

انظر : معجم البلدان ٤ / ١٨٢.

٢١٠

وبنى البصرة في زمانه عتبة بن غزوان (١) ، قيل : عدّت أنهار البصرة أيام بلال بن أبي بردة (٢) فزادت على مائة ألف نهر وعشرين ألف نهر تجري فيها الزواريق ، وبها نخل متصل إلى عبادان نيف وخمسين فرسخا في أرض لا جبال بها ، وبها نهر يعرف بنهر الأبلة طوله أربع فراسخ بين البصرة والأبلة ، والأبلّة مدينة إلى جنب البصرة (٣) ، وهي من كور دجلة (٤) ، يقال لها : كورة دستميسان (٥).

وكتابه رضي‌الله‌عنه : زيد بن ثابت ، وعبد الله بن أرقم. وحاجبه : يرفأ مولاه. ومؤذنه : سعد القرظ (٦).

وهو أول من اتخذ الدّرة (٧) ، وأول من تولى خطة القضاء (٨).

__________________

(١) انظر : الطبري : تاريخ الرسل ٣ / ٥٩٠ ، ياقوت : معجم البلدان ١ / ٤٣٠ ـ ٤٣٢.

(٢) كان بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعرى قد فتق نهر معقل في فيض البصرة ، وإليه ينسب نهر بلال ، احتفره وجعل على جنبيه حوانيت.

انظر : ياقوت : معجم البلدان ٥ / ٣١٨.

(٣) انظر : ياقوت : معجم البلدان ١ / ٧٦ ـ ٧٨.

(٤) كور دجلة : إذا أطلق هذا الإسم فإنما يراد به أعمال البصرة ما بين ميسان إلى البحر كله يقال له كور دجلة.

انظر : ياقوت : معجم البلدان ٤ / ٤٨٩.

(٥) دستميسان : بفتح الدال وسين مهملة ساكنة والميم مكسورة ، كورة كبيرة بين واسط والبصيرة قصبتها الأبلة ، فتكون البصرة من هذه الكورة.

انظر : ياقوت : معجم البلدان ٢ / ٤٥٥.

(٦) كذا ورد عند خليفة بن خياط في تاريخه ١ / ١٣٠ وقال : «وخازنه يسار ، وعلى بيت ماله عبد الله ابن الأرقم».

(٧) انظر : الطبري : تاريخ الرسل ٤ / ٢٠٩ ، ابن عبد البر : الاستيعاب ٣ / ١١٤٦ ، ابن الجوزي : تلقيح فهوم ص ١٠٧.

(٨) أول من ولي شيئا من أمور المسلمين عمر بن الخطاب ، ولاه أبو بكر القضاء ، فكان أول قاض في الإسلام.

انظر : ابن عبد البر : الاستيعاب ٣ / ١١٥٠ ، ابن الجوزي : تلقيح فهوم ص ١٠٧ ، السيوطي : تاريخ الخلفاء ص ١٣٧.

٢١١

وأنجز الله في خلافته عظيم ما وعد الله به رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الفتوح ، لأنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أخبر ببلوغ ملك أمته ما زوى له منها ، وبلغ ملكهم من أول المشرق إلى بلاد السند ، والترك ، إلى آخر بلاد المغرب من سواحل البحر المحيط بالأندلس ، وبلاد البربر (١). ولم يتسعوا في الجنوب والشمال كل الإتساع (٢).

وقال القاضي عياض (٣) : «زويت له عليه الصلاة والسلام الأرض ، فرأى مشارقها ومغاربها ، وسيبلغ ملك أمته ما زوي له منها ، فكذلك كان امتدت في المشارق والمغارب ، ما بين أرض الهند أقصى المشرق إلى بحر طنجة ، حيث لا عمارة وراءه ، وذلك ما لم تملكه أمة من الأمم ، ولم يمتد في الجنوب ولا في الشمال مثل ذلك».

وفي زبور داود عليه‌السلام أن نبينا عليه الصلاة والسلام يحوز من البحر إلى البحر ، ومن لدن الأنهار إلى منقطع الأرض.

وقد روي عن العباس بن الوليد (٤) معنعنة (٥) عن ثوبان قال له رسول الله

__________________

(١) انظر : ابن الجوزي : الوفا ١ / ٣٠٨.

ومن الأحاديث المبشرة بالفتوح الإسلامية حديث أبي هريرة رضي‌الله‌عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده ، وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله ..» والحديث أخرجه الترمذي في سننه ٤ / ٤٣١ ، وأحمد في المسند ٢ / ٢٣٣ ، وراجع الباب الذي عقده السيوطي في الخصائص ٢ / ٤٠٢ ـ ٤١٤ وأورد فيه الأحاديث التي فيها إخباره صلى‌الله‌عليه‌وسلم بما يفتح الله على أصحابه وأمته من الدنيا ، وإخباره بفتح الحيرة واليمن والشام والعراق وبيت المقدس وفتح مصر وغزاة البحر وغزو الهند وفتح فارس.

(٢) حيث مجاهل إفريقية في الجنوب والبحر وأوربا النصرانية في الشمال.

(٣) قول القاضي عياض ورد عنده في الشفا ١ / ٢٢٣.

(٤) العباس بن الوليد النرسي ، كان محدثا ثقة ، مات سنة ٢٣٨ ه‍.

انظر : ابن حجر : التقريب ص ٢٩٤.

(٥) كذا في الأصل والعباس بن الوليد لم يلق ثوبان. وبينهما حين من الدهر ، ولم أقف على رواية العباس بن الوليد عن ثوبان.

٢١٢

صلى‌الله‌عليه‌وسلم : زويت الأرض لي [مشارقها](١) إلى مغاربها ، وأعطيت الكبريت الأحمر والأبيض» إلى آخر الحديث (٢). وهذا معناه : أنه أعطي علم الصنعة ، عمل أكسير الحمرة والبياض ، وأعطي أيضا من القوة ما أن يلقيه على الحجارة فتصير ذهبا ، وهو معنى قوله : «أجعل لك جبال مكة ذهبا تسير [معك](٣) حيث ما سرت».

وكان صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قد فتح في حياته الحجاز / واليمن ، وجميع جزيرة العرب ، وما دانى ذلك من الشام والعراق.

ويروى أن النيل امتسك في زمانه رضي‌الله‌عنه ، فسألوا القبط عن ذلك ، فقالوا : كنا إذا وقف مداده عمدنا إلى جارية من بنات ملوكنا ، فألقيناها في عرضه فيمد ، وما لم نفعل فلا يمد ، فكتب بذلك إلى عمر رضي‌الله‌عنه فكتب كتابا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر سلام عليك ، فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو ، أما بعد : فإن كنت تجري بحولك وقوتك فلا حاجة لنا بك ، وإن كنت تجري بحول الله وقوته فاجر على بركة الله والسلام. وكتب إلى عمرو بن العاص ، وهو أمير مصر يومئذ يأمره أن يلقي كتابه في عرض النيل ، ففعل فمدّ النيل (٤).

__________________

(١) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٢) حديث ثوبان : أخرجه أحمد في المسند ٥ / ٢٧٨ ، ٢٨٤ ، ومسلّم في صحيحه كتاب الفتن باب هلاك هذه الأمة برقم (٢٨٨٩) ، والترمذي في سننه كتاب الفتن باب ما جاء في سؤال النبي برقم (٢١٧٦) ، وأبو داود في سننه كتاب الفتن باب ذكر الفتن برقم (٤٢٥٢) ٤ / ٩٧ ، ابن الجوزي في الوفا ١ / ٣٠٧.

(٣) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٤) الأثر ذكره ابن كثير في البداية والنهاية ١ / ٢٣ عن قيس بن الحجاج ، ابن الجوزي في المنتظم ٤ / ٢٩٤ ، محب الدين الطبري في الرياض النضرة ٢ / ١٥ ـ ١٦ ، ياقوت في معجم البلدان ٥ / ٣٣٥ وقال : «وقد جرى النيل بقدرة الله تعالى وزاد ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة وانقطعت تلك العادة السيئة عن أهل مصر».

٢١٣

ومخرج النيل من جبل القمر ، وسمي جبل القمر لبياضه ، لأنه لا يزول الثلج عليه ، ولكثرة النداوة أيضا ، لأن النداوة من تأثير القمر ، فإذا خرج من جبل القمر صب في بحيرتين خلف خط الإستواء ، ويطيف بأرض النوبة ، ويجيء إلى مصر ، فيصب بعضه بدمياط في البحر الرومي (١).

قال صاحب صور الأقاليم : لا يعلم ابتداء ماء النيل ، لأنه يخرج من مغارة من وراء أرض الزنج لا تسلك ، ويقال : إنه من الفرات.

وقيل : الفرات والنيل نهران يخرجان من تحت سدرة المنتهى (٢) ، وشجرة المنتهى شجرة على حد السماء السابعة ، وعروقها وأغصانها تحت الكرسي ، لها كل ورقة تغطي الدنيا ، ونبقها مثل قلال هجر (٣) ، يخرج من أصلها نهران ظاهران ، ونهران باطنان ، الباطنان في الجنة ، والظاهران النيل والفرات (٤).

__________________

(١) انظر : المسعودي : مروج الذهب ١ / ٨٧ ، ابن الجوزي : المنتظم ١ / ١٦١ ، ياقوت : معجم البلدان ٥ / ٣٣٥ ، ابن كثير : البداية والنهاية ١ / ٢٣.

(٢) فصّل ابن حجر في فتح الباري ٢ / ٢١٣ ـ ٢١٤ القول في المراد بقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم النيل والفرات من الجنة وأنهما ينبعان من أصل سدرة المنتهى ، وذكر أن بعض العلماء حمل هذه الألفاظ على المعنى الحقيقي ، وعليه يلزم من قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن النيل والفرات يخرجان من أصل سدرة المنتهى في الأرض ، ثم ذكر رأي البعض الآخر من العلماء وهم القائلون بالتأويل أن قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم النيل والفرات وسيحون وجيحون من الجنة مجرد تشبيه لها بأنهار الجنة لما فيها من شدة العذوبة والحسن والبركة. ثم قال الحافظ : والأول أولى والله أعلم.

(٣) النبق : بفتح النون وكسر الموحدة ، هو ثمر السدر.

والقلال : بالكسر ، جمع قلة وهي الجرار ، يريد أن ثمرها في الكبر مثل القلال.

انظر : ابن حجر : فتح الباري ٧ / ٢١٣.

وهجر : قرية قرب المدينة ، مشهورة بكبر قلالها ، وهي الجرار التي يوضع فيها الماء.

انظر : ياقوت : معجم البلدان ٥ / ٣٩٣.

(٤) حديث الإسراء والمعراج ووصف سدرة المنتهى : أخرجه البخاري في صحيحه برقم (٣٢٠٧) في بدء الخلق وبرقم (٣٣٩٣) و (٣٤٣٠) في أحاديث الأنبياء وبرقم (٣٨٨٧) في مناقب الأنصار ، وأحمد في المسند ٤ / ٢٠٨ ـ ٢٠٩ ، ومسلّم في صحيحه برقم (١٦٤) في الإيمان باب الإسراء برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والبيهقي في الدلائل ٢ / ٣٧٣ ـ ٣٧٧ من طرق عن قتادة عن أنس عن مالك ابن صعصعة ، وذكره ابن كثير في النهاية ٢ / ٤٢٠ ـ ٤٢٢ ، والسيوطي في الخصائص ١ / ٣٨٠ ، ٤٠٢ ، ٤٢٠ ، ٤٣٣.

٢١٤

وفي الحديث : سدرة المنتهى صبر الجنة. والصبر أعلى الشيء (١) ، وفيه لغة : بصر الجنة من المقلوب كالجذب والجبذ ، والصاعقة والصاقعة ، وما أطيبه وأيطبه ، وربض ورضب ، وانبض في القوس وانضب ، ولعمري ولرعمي ، واضمحل وامضحل ، وعميق ومعيق ، وسبسب وبسبس ، وملكت الشيء ومكلته إذا أخطأته ، وأسير مكبل ومكلب ، وسحاب مكفهر ومكرهف ، وناقة ضمرز وضرزم إذا كانت مسنة ، وطريق طامس وطاسم ، وقفا الأثر وقاف الأثر ، وتاع البعير والناقة وتعاها بلغة اليمن أي جاء ، وقوس عطل [وعلط لا وتر عليها ، وجارية فتين وفنيت قليلة الدر ، وشرخ الشباب وشخره أوله ، ولحم خنز](٢) وخزن ، وتنح عن لقم الطريق ولمق [الطريق ،](٣) وجرجمة وجمجرة وهو الشديد ، ونفحته بيدي ونحفته إذا ضربته ، وهجهجت بالفرس وجهجهت ، وبطيخ وطبيخ ، وماء سلسال ولسلاس وملسلس ومسلسل إذا كان صافيا ، ودقم فاه بالحجر ودمقه ، وفثأت القدر وثفأتها إذا سكنت غليانها ، وكبكبت الشيء وبكبكته [إذا طرحت بعضه على بعض ،](٤) وثكم الطريق وكثمه وجهه / وجارية قبعة وبقعة وهي التي تظهر وجهها ثم تخفيه ، وكعبرته بالسيف وبعكرته إذا ضربته ، ولفت الشيء وفلته. حكاه ابن الجوزي (٥).

وتبتديء الزيادة في نيل مصر في السابع والعشرين من أيار ، وفيه تغور جميع الأنهار إلا النيل (٦). وفي إحدى وعشرين من تشرين الأول يفرغ النيل.

__________________

(١) ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث ٢ / ٢٠٣ من حديث عبد الله بن مسعود ، وابن الأثير في غريب الحديث ٣ / ٩.

(٢) و (٣) سقط من الأصل والاضافة من (ط) والمدهش لابن الجوزي ص ٣١.

(٤) سقط من الأصل والاضافة من المدهش ص ٣١.

(٥) راجع ما حكاه ابن الجوزي في المدهش ص ٣١.

(٦) يذكر ياقوت في معجم البلدان ٥ / ٣٣٤ عن زيادة نيل مصر بقوله : «ويمتد في أشد ما يكون من الحر حين تنقص أنهار الدنيا ، ويزيد بترتيب وينقص بترتيب بخلاف سائر الأنهار ، فإذا زادت الأنهار في سائر الدنيا نقص ، وإذا نقصت زاد».

٢١٥

وأما سيحون (١) فإنه بالهند ، وجيحون (٢) نهر ببلخ ، ويخرج جيحون من بلاد التبت حتى يمر ببلخ ، ـ والتبت (٣) بضم التاء الأول والباء الموحدة المضمومة أيضا وآخرها كأولها ـ ثم يمر بالترمذ (٤) ، وخوارزم (٥) حتى يصب إلى بحر جرجان (٦).

وسيحان (٧) قال الشارحون : نهر بالشام ، وكذلك جيحان (٨) ، الأول من السيح والثاني من جحن والنون فيه أصلية. وسيحان نهر بالبصرة (٩).

وفي الحديث عنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أربعة أنهار في الأرض من الجنة : الفرات ، والنيل ، وسيحون ، وجيحون».

__________________

(١) سيحون : نهر مشهور كبير فيما وراء النهر قرب خجنده بعد سمرقند.

انظر : ياقوت : معجم البلدان ٣ / ٢٩٤.

(٢) نهر جيحون : بالفتح ، وأصل مجراه من جبل يتصل بناحية السند والهند وكابل ، ويصب في بحيرة خوارزم.

انظر : المسعودي : مروج الذهب ١ / ٨٨ ، ياقوت : معجم البلدان ٢ / ١٩٦ ـ ١٩٧.

(٣) التبت : بالضم وقيل بفتح أوله وضم ثانيه مشددة ، بلد بأرض الترك المتاخمة للهند من الغرب.

انظر : ياقوت : معجم البلدان ٢ / ١٠.

(٤) ترمذ : بكسر أوله وسكون الثاني وكسر الميم ، مدينة مشهورة على نهر جيحون من الشرق.

انظر : ياقوت : معجم البلدان ٢ / ٢٦.

(٥) خوارزم : أوله بين الضمة والفتحة ، ليس اسما للمدينة ، وإنما هو اسم للناحية بجملتها ، وقصبتها الجرجانية ، وتقع هذه الناحية على شاطيء نهر جيحون.

انظر : ياقوت : معجم البلدان ٢ / ٣٩٥.

(٦) انظر : ياقوت : معجم البلدان ٢ / ١٩٦ ـ ١٩٧ ، ابن كثير : البداية ١ / ٢٤.

(٧) سيحان : بفتح أوله وسكون ثانيه ، نهر بثغر المصيصة ، وهو نهر أذنة بين أنطاكية والروم. انظر :ياقوت : معجم البلدان ٣ / ٢٩٣.

(٨) جيحان : بالفتح ثم السكون ، نهر بالمصيصة بالثغر الشامي ، ومخرجه من بلاد الروم.

انظر : ياقوت : معجم البلدان ٢ / ١٩٦.

(٩) سيحان نهر البصرة : كان للبرامكة ، وقد سمت العرب كل ماء جار غير منقطع «سيحان». انظر :ياقوت : معجم البلدان ٣ / ٢٩٣.

٢١٦

وفي حديث أبي هريرة رضي‌الله‌عنه عنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثله ، وقال : سيحان ، وجيحان ، والفرات ، والنيل» (١).

وعن كعب [قال :](٢) «أربعة أنهار من الجنة وضعها الله في الأرض : سيحان ، وجيحان ، والفرات ، والنيل ، سيحان نهر الماء في الجنة ، وجيحان نهر اللبن في الجنة ، والنيل نهر العسل في الجنة ، والفرات نهر الخمر في الجنة» (٣). وقال ابن لهيعة : الدجلة نهر اللبن في الجنة.

وكان نقش خاتمه رضي‌الله‌عنه : «كفى بالموت واعظا يا عمر» (٤).

ومتى هاج الريح وذكر اسمه رضي‌الله‌عنه ، برد الريح (٥).

وسمعت من حكماء الهند قال : إذا كتبت اسمه رضي‌الله‌عنه على فخذك لم تحتلم ، قال : ولي سنتين لم أغتسل منها (٦).

وسمعت من الأستاذ الكبير ابن سيد الناس النويري يقول : من قرأ كل ليلة قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا)(٧) إلى هذا الحد لم يحتلم ، قال : ولي خمس عشرة سنة لم أغتسل من الإحتلام ، أو قال : خمس وعشرون سنة ـ شكيت في ذلك ، وهذا من

__________________

(١) حديث أبي هريرة أخرجه مسلّم في صحيحه كتاب الجنة باب ما في الدنيا من أنهار الجنة برقم (٢٦) ٤ / ٢١٨٣ ، وأحمد في المسند ٢ / ٢٨٩ ، وابن شبة في تاريخ المدينة ١ / ٨٥ ، والخطيب في تاريخ بغداد ١ / ٥٤ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ١٠ / ٧١.

(٢) سقط من الأصل والاضافة من (ط).

(٣) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ١ / ٥٥ عن كعب ، وهو يروى عن الكتب السابقة وقد أصابها التحريف والتبديل.

(٤) انظر : ابن عبد البر : الاستيعاب ٣ / ١١٤٦ ، ابن الجوزي : المنتظم ٤ / ١٣١.

(٥) الكلام مبالغ فيه واعتقاد غير صحيح.

(٦) خرافة لا يصدقها العقل.

(٧) سورة الأعراف آية (٢٠١).

٢١٧

خصائصه رضي‌الله‌عنه (١) ، كما روي عن يعقوب بن أحمد قال سمعت عبد الرحمن بن محمد مولى بني أمية يقول : زاد نيل مصر حتى خشي الناس الغرق ، قال فوقفت عليه وقلت : بحرمة عمر بن الخطاب عليك إلا سكنت. فسكن (٢).

عن أبي هريرة ، وعقبة بن عامر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب» (٣).

وعن عائشة رضي‌الله‌عنها قالت : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قد كان في الأمم قبلكم محدثون ، فإن يكن في هذه الأمة أحد فعمر بن الخطاب» (٤).

وقال عليه الصلاة والسلام : «اتقوا غضب عمر فإن الله تعالى يغضب إذا غضب عمر» (٥).

وقال عليه الصلاة والسلام : «حب عمر براءة من النار» (٦).

__________________

(١) حكاية غريبة يذكرها متوهم ليس له خصائص.

(٢) حكاية غريبة جدا.

(٣) حديث أبي هريرة وعقبة بن عامر : أخرجه الترمذي في سننه كتاب المناقب باب مناقب عمر برقم (٣٦٨٦) ٥ / ٥٧٨ ، وأحمد في فضائل الصحابة ١ / ٣٥٦ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٨٥ ، وابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ١١٤٧ ، محب الدين الطبري في الرياض النضرة ١ / ٢٥٩ ، ٢ / ٣.

(٤) حديث عائشة رضي‌الله‌عنها : أخرجه الترمذي في سننه كتاب المناقب باب مناقب عمر برقم (٣٦٩٣) ٥ / ٥٨١ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٨٦ ، ابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ١١٤٧ ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة ١ / ٢١٦ ، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة ١ / ٢٦٠ وفسر «محدثون» بمعنى يلهمون الصواب.

(٥) الحديث أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ٥ / ٤٣٠ بإسناد له عن علي بن أبي طالب ، وذكره ابن حجر في اللسان ٥ / ٢٢٤ وقالا : «بأنه منكر من رواية محمد بن عبد الله النحاس يروي المنكرات عن الثقات» ، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٩ خرجه الحافظ أبو سعيد النقاش والملاء.

(٦) ذكره الألباني في ضعيف الجامع برقم (٢٦٧٩) وعزاه لابن عساكر بإسناد ضعيف ولفظه منكر.

٢١٨

وقال عليه الصلاة والسلام : «ضرب الله الحق على لسان عمر وقلبه» (١).

وقال عليه الصلاة والسلام : «قال لي جبريل : اقرأ عمر السلام وأعلمه أن رضاه حكم وأن سخطه عذاب» (٢).

وقال عليه الصلاة والسلام : «قال لي جبريل : ليبك الإسلام من بعد موتك على موت عمر» (٣).

وقال عليه الصلاة والسلام : «من أحب عمر فقد أحبني ومن أبغض / عمر فقد أبغضني» (٤).

وقال عليه الصلاة والسلام : «الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خرّ لوجهه» (٥).

وقال عليه الصلاة والسلام : «أول من يعطى كتابه بيمينه من هذه الأمة عمر بن الخطاب وله شعاع كشعاع الشمس» (٦).

__________________

(١) الحديث أخرجه : أحمد في فضائل الصحابة ١ / ٣٥٨ عن أبي هريرة ، الترمذي في سننه برقم (٣٦٨٢) كتاب المناقب باب مناقب عمر عن ابن عمر ، وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ١١٤٧ ، محب الدين الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٣.

(٢) الحديث ذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٩ عن ابن عباس ، السيوطي في تاريخ الخلفاء ص ١١٨.

(٣) الحديث أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٢ / ١٧٥ عن أبي بن كعب ، وذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٧.

(٤) الحديث أخرجه ابن عدي في الكامل ١ / ١٩١ عن أبي سعيد الخدري ، وذكره القاضي عياض في الشفا ٢ / ٤٢ ، السيوطي في تاريخ الخلفاء ص ١١٩.

(٥) الحديث أخرجه الطبراني في الكبير برقم (٧٧٤) ٢٤ / ٣٠٥ عن سديسة مولاة عائشة ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٧٠ وعزاه للطبراني بالكبير عن سديسة.

(٦) الحديث أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ١١ / ٢٠٢ عن زيد بن ثابت ، ابن الجوزي في الموضوعات ١ / ٣٢٠ عن زيد بن ثابت ، وذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة ١ / ٢٧٨ ، المتقي الهندي في كنز العمال برقم (٣٣٥٩٨) وعزاه للديلمي عن ابن عباس.

٢١٩

وقال عليه الصلاة والسلام : «بينا أنا نائم والناس يعرضون عليّ وعليهم قمص ، فمنها ما يبلغ الثديين ومنها ما يبلغ دون ذلك ، وعرض عليّ عمر وعليه قميص يجره ، قالوا : فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال : الدين» (١).

وقال عليه الصلاة والسلام : «نزل عليّ جبريل يوم أسلم عمر فأخبرني أن الملائكة استبشرت بإسلام عمر» (٢).

وقال ابن مسعود : «ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر» (٣).

وأسلم عمر رضي‌الله‌عنه بعد أربعين رجلا وأحد عشر امرأة (٤).

__________________

(١) الحديث أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٨٦ عن أبي سعيد الخدري ، البخاري في صحيحه كتاب الإيمان باب تفاضل أهل الإيمان ١ / ١٢ عن أبي سعيد ، مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب فضائل عمر برقم (١٥) ٤ / ١٨٥٩ عن أبي سعيد ، وذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة ١ / ٢٧٥.

(٢) الحديث أخرجه ابن سعد في طبقاته ٣ / ٢٦٩ من طريق الواقدي مرسلا من حديث الزهري ، وذكره ابن الجوزي في المنتظم ٤ / ١٣٤ ، محب الدين الطبري في الرياض النضرة ١ / ٢٥٨ وقال : «خرجه أبو حاتم والدار قطني والخلعي والبغوي ، وفي طريق غريب».

(٣) قول ابن مسعود ذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة ١ / ٢٥٧ ، السيوطي في تاريخ الخلفاء ص ١١٤.

(٤) كذا ورد عند ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٦٩ ، وعند ابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ١١٤٥ ، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة ١ / ٢٥٨.

٢٢٠