قضاء حقوق المؤمنين

الشيخ أبو علي بن طاهر الصوري

قضاء حقوق المؤمنين

المؤلف:

الشيخ أبو علي بن طاهر الصوري


المحقق: حامد الخفّاف
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨

١
٢

٣
٤

بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم :

لم يكن التراث الاَخلاقي الضخم الذي تزخر به خزائن الحضارة الاِسلامية حالة غير طبيعية تنفصل عمّا أرساه دين الله الحنيف من تعاليم ربانية ، تنظّم مسيرة المجتمع البشري لما فيه خيره وصلاحه ، بل يمكن القول : إنّ الجانب الاَخلاقي يعتبر بمثابة العلامة الفارقة التي تميزت بها الحضارة الاِسلامية عن بقية حضارات الاَمم والشعوب منذ بدء الخليقة وإلى يومنا هذا.

يتعاظم المسلم فضائل ... يجد نفسه كبيراً كما هي الراسيات نبلاً وشهامة ، يحق له أن يحدّق في عين الشمس فيتطاول عليها شمماً وكرامة ، وهو يتمثل ـ عبر كنوز التراث ـ رسول الاِسلام يعود جاره اليهودي عند مرضه يسأل عن أحواله ، ويطيب خاطره ، مع أنّه جار سوء طالما آذاه بإلقاء القمامة عليه ، وقذفه بأقسى الكلمات ، فما كان من اليهودي ـ العدوّ لله ولرسوله ـ إلاّ أن يذعن لدعوة الحق ، وهو يشاهد غماماً من رحمة رسول الله وخلقه الرفيع تهطل عليه وابلاً من الرأفة والحنان والحب؛ وهل الدين إلاّ الحب!؟

وهكذا يدوّن التأريخ حقيقة أنّ أخلاق المسلمين كانت المفتاح الذي استطاعوا به فتح مغاليق قلوب الناس ، لتستقبل النور الاِلهي المنبعث من شعاب

٥

مكة المكرمة ، وأنّ المثل العليا وقيم السماء التي بشّر بها فكر الاِسلام أوقع في القلوب ، وأريض للنفوس ، من بريق المواضي وقعقعة السلاح ، في عالم أطبقت عليه مفاهيم الجهالة المعتمة.

والآن بعد أربعة عشر قرناً من الزمن ، وكي لا نتهالك على فتات موائد حضارة القرن العشرين ، نأخذ منها الضارّ ونترك النافع!! ما أحوج الاُمة التي جعلها الله خير اُمة اُخرجت للناس ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، أن تلتفت إلى الماضي ، ترمقه بنظرة تفحّص ، من أجل أن تستلهم منه معاني العفة والطُهر ، لتبني على أساسها مستقبل الحياة الحرة الكريمة ، لتواجه الرياح السوداء ، قوية الشكيمة ، رابطة الجأش ، مرفوعة الرأس ، لتحمل للمعمورة مشعل الهداية المحمديّ ، السخي بالعطاء إلى يوم يبعثون ...

وفي هذا السبيل سار خريجو مدرسة أهل البيت عليهم‌السلام من علماء أعلام ، وجهابذة عظام ، يحثّون الاُمّة للمضي في طريق الصلاح والهدى ويحذرونها موجبات الردى ، وما كتاب « قضاء حقوق المؤمنين » إلاّ وميض نور من عطاء كلّه هدى وضياء ، سطروه ـ رضوان الله عليهم ـ بحميد فعالهم ، وبليغ كلامهم ، وسيل مدادهم ، يعرض فيه المؤلف عن طريق الرواية جانباً ممّا يفترضه الاِيمان على الفرد المؤمن من حقوق يجب أن يؤدّيها تجاه أخيه المؤمن ، بصورة مختصرة موجزة.

الكتاب :

لست بصدد تعريف الكتاب مضموناً ، فاسمه كفيل بذلك ، وإنّما أذكر مدى اعتماد الاَصحاب عليه ، ورجوعهم إليه.

فقد اعتمده شيخ الاسلام المجلسي في بحار الاَنوار ونقل عنه ، وقال : « وكتاب قضاء الحقوق ، كتاب جيّد ، مشتمل على أخبار طريفة » (١).

__________________

١ ـ بحار الاَنوار ١ ص ٣٤.

٦

ونقل عنه خاتمة المحدّثين الشيخ النوري في كتابه الجليل مستدرك الوسائل بتوسط بحار الأنوار ، لعدم توفر نسخة الكتاب لديه ، وقال : « وأما ما نقلنا عنه بتوسط بحارالاَنوار فهو ... كتاب قضاء حقوق المؤمنين للشيخ سديد الدين أبي علي بن طاهر السوري » (١).

وقال الشيخ الطهراني في الذريعة (٢) : « قضاء حقوق الاِخوان المؤمنين ، لاَبي علي الصوري ، ينقل عنه الشيخ أحمد بن سليمان البحراني في عقد اللآل الذي فرغ منه في ١١١٧ ، وينقل عنه المولى محمد باقر المجلسي ، وينقل عنه الكفعمي في حواشي مصباحه الذي آلّفه ٨٩٥ ».

المؤلف :

الشيخ أبو علي الحسن بن طاهر الصوري ، كذا عنونه الشيخ عبدالله أفندي في رياض العلماء ج ١ ص ١٩٨ وقال : « فاضل عالم ، فقيه ، وقد ذكره الشهيد ـ قدس‌سره ـ في بحث قضاء الصلاة الفائتة من شرح الاِرشاد ، ونسب إليه القول بالتوسعة في القضاء ، بل نصّ على استحباب تقديم الحاضرة ، وقال : إنّه ردّ عليه الشيخ أبو الحسن علي بن منصور بن تقي الحلبي وعمل مسألة طويلة تتضمّن القول بالتضييق والردّ عليه في التوسعة ، فعلى هذا يكون إمّا معاصراً للشيخ أبي الحسن سبط أي الصلاح الحلبي المذكور أو متقدّماً عليه ، فلاحظ.

واعلم أنّ نسب هذا الشيخ على ما أوردناه هنا كان مضبوطاً في نسخة كانت عندنا من شرح الاِرشاد المذكور ، وقد رأيت في بعض المواضع المعتبرة نقلاً عن الشرح المذكور بعنوان الشيخ أبي علي طاهر بن الحسن الصوري ، فنحن أوردناه مرّة هنا ومرّة في باب الطاء المهملة احتياطاً ، فلاحظ الاِجازات وكتب الرجال ».

وعنونه الشيخ الطهراني في « الثقات العيون في سادس القرون » ص ٥٩ تبعاً لصاحب الرياض.

وذكره ثانية في ص ١٤٣ من المصدر المذكور تحت عنوان : طاهر بن الحسن

__________________

١ ـ مستدرك الوسائل ج ٣ ص ٢٩١.

٢ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج ١٧ ص ١٣٧.

٧

الشيخ أبو علي الصوري ، وقال : معاصر أبي الحسن علي بن منصور بن تقي الدين الحلبي.

وذكره المجلسي في البحار ج ١ ص ١٧ ، والنوري في المستدرك ج ٣ ص ٢٩١ بعنوان : الشيخ سديد الدين أبي علي بن طاهر السوري.

واستظهر الشيخ الطهراني ـ مع تردّد ـ اتحاده مع الشيخ أبي عبدالله الحسين ابن طاهربن الحسين الصوري ، المعنون في أمل الآمل ج ٢ ص ٩٣ بأنّه فاضل فقيه جليل ، يروى عنه السيد أبو المكارم حمزة بن زهرة الحلبي حيث قال في « الثقات العيون في سادس القرون » ص ٧٥ : « الحسين بن طاهر بن الحسين أبو عبدالله الصوري ـ ثم نقل كلام الحرّ ، وقال : ـ ومرّ أبو علي الحسن بن طاهر في ص ٥٩ ـ ٦٠ ، ولعلّهما واحد ، وإن كان بعيداً ، للاِختلاف في الكنية والاسم ، واسم الجدّ ، وله كتاب : قضاء حقوق المؤمنين ».

علماً أنّ الشيخ الطهراني كان قد دمج الاسمين عندما قال في الذريعة ج ١٧ ص ١٣٧ : قضاء حقوق الاِخوان المؤمنين ، لاَبي علي الصوري ، وهوالشيخ أبو عبدالله الحسين بن طاهر بن الحسين الصوري الذي يروي عنه ابن زهرة صاحب الغنية ٥٨٥ ، كما في أمل الآمل فتأمّل!

ونقل ترجمة الحسين بن طاهر بن الحسين الصوري عن الحرّ ، كلّ من :

الشيخ عبدالله أفندي في « رياض العلماء » ج ٢ ص ٩٧.

والشيخ المامقاني في « تنقيح المقال » ج ١ ص ٣٣١.

والسيد الاَمين في « أعيان الشيعة » ج ٦ ص ٥٠ ، وأضاف : ويروي المترجم عن الشيخ أبي الفتوح.

والسيد الخوئي في « معجم رجال الحديث » ج ٥ ص ٢٧٢.

وعليه فإنّ القدر المتيقّن أنّ المؤلّف من أعلام القرن السادس الهجري ، وأنّ وجود عبارة « أبو علي بن طاهر الصوري » على ظهر النسختين الخطيتين للكتاب ، وضبط الشيخ المجلسي والشيخ النوري للمؤلف بهذه الكنية ، التي هي من الكنى التي تطلق على من يتسمّى بالحسن ، قرينة على أنّ المؤلف هوالحسن بن طاهر الصوري دون غيره ، وأمّا اتّحاده مع أبي عبدالله الحسين بن طاهر بن الحسين الصوري فبعيد.

٨

منهج التحقيق :

اعتمدت في تحقيقي للكتاب على نسختين :

الاولى : النسخة الموجودة في المكتبة المركزية في جامعة طهران ، الكتاب ٨ من المجموعة المرقمة ٥٩٢٣ من ص ٢٤٢ إلى ٢٦٢ ، وفي كلّ صفحة سبعة عشر سطراً ، كتبت بخط النسخ في القرن العاشر أو الحادي عشر ، وهي التي أرمز إليها في الهامش الكتاب ب ـ ( د ).

والثانية : النسخة الموجودة في مكتبة آية الله العظمى السيد المرعشي ـ دام ظلّه ـ العامة في قم ، الكتاب ٣ من المجموعة المرقمة ٩٩٠ ، من ورقة ٩٤ إلى ١٠٢ ، في كلّ صفحة تسعة عشر سطراً ، وأرمز إليها في هامش الكتاب بـ ( ش ).

وقد لاحظت اتّفاق النسختين في التصحيف والزيادة والنقيصة الواردة في الكتاب بصورة واضحة في أغلب الموارد ، وقد سعيت جاهداً في سبيل إثبات نصّ صحيح للكتاب وذلك بمقابلة النسختين ، ومقابلة النصّ مع ما نقله العلاّمة المجلسي في « بحر الاَنوار » عن كتاب « قضاء حقوق المؤمنين » ، فجعلت التصحيف الوارد في النسخ هامشاً ، مشيراً لصوابه ، وقد يتفق أن يرد التصحيف في النسختين والبحار معاً ، كما هو الحال في الحديثين رقم ١٥ و ٣٤ فراجع. علماً بأنّ كلّ ما وضعته في المتن بين المعقوفين [ ] من دون الاِشارة إليه في الهامش فهو من « بحار الانوار ».

كما أتقدّم بأسمى آيات الشكر والتقدير ، لكلّ السادة الاَفاضل الّذين أتحفوني بملاحظاتهم القيّمة ، وأخصّ بالذكر الاَخ الاُستاذ أسد مولوي مسؤول لجنة ضبط النصّ في مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام ، وفّق الله الجميع لخدمة تراث آل البيت.

وفي الختام ، أحمدالله سبحانه لما حباني به من نعمة القيام بهذا العمل المتواضع معترفاً بالتقصير ، مؤمناً بأنّ المخلوق من عجل لايخلو من الخطأ والزلل ، وما اُبرّىَ نفسي إنّ النفس لاَمارة بالسوء إلاّ ما رحم ربّي.

حامد الخفّاف

١ ربيع الثاني ١٤٠٨ هـ

قم المقدسة

٩

١٠

١١

١٢

١٣
١٤

١٥
١٦

كتاب

في ما يتعلّق بقضاء حقوق المؤمنين بعضهم لبعض

جمع الشيخ الاِمام العلاّمة سديد الدين أبي علي بن طاهر الصوري

رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وصلّى الله على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين وسلّم كثيراً.

إعلم أيّها الطالب ـ أعانك الله على بلوغ درجة المؤمنين ، والخروج من حزب المقلّدين ـ أنّ الاِيمان شرط في استحقاق الثواب مع مشقة فعل ما امر به وترك ما نهى عنه ، وكذلك الاَمن من الخلود في العقاب الدائم ، يحصلان بوجودها ، ويرتفعان بعدمها ، وكذلك استحقاق ما يستحقه المؤمن على أخيه المؤمن في دارالتكليف ، من إيصال المنافع إليه والمسارّ ، ودفع الهموم عنه والمضار ، ومن لم يكن مؤمناً ، لا يستحقّ ثواباً ، ولا يأمن عقاباً ، ولا حقّ له على المؤمن ، فيجب أن يكون كلّ واحد منهما ـ أعني المنعم والمنعم عليه ـ مؤمناً ، ليختصّ به ما أذكره من الاَخبار المروية عن الصادقين ، محمد وأهل بيته الطيّبين الطاهرين ، عليهم أفضل الصلاة والسلام ، ولا يستحقون شيئاً من ذلك ، إلاّ بشرط أن يكونوا مؤمنين ، فإن الاِشارة بها إليهم ، وهي مقصورة عليهم ، لا يشاركهم فيها غيرهم.

فإذا رغبت أيها الطالب أن تعرف المؤمن من هو بحقيقة الاِيمان ، فإنّك تقف منه على العلم بما أشرت إليه ، ودللتك عليه ، فيفصل بيّن ذلك بين من هو مؤمن ، ومن ليس كذلك ، فتميّز المستحق ممن ليس بمستحق ، فتعلم من قد رغب به عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والاَئمة الاَطهار عليهم‌السلام إليه (١) ، وحثّوا المؤمنين عليه.

__________________

١ ـ كذا في نسخة « ش » و « د ».

١٧

فما جاء من الاَخبار في الحثّ على القيام بحقوق المؤمنين لبعضهم بعضاً :

١ ـ قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله في عون المؤمن ، مادام المؤمن في عون أخيه المؤمن (١).

ومن نفّس عن أخيه المؤمن كربة من كرب الدينا نفّس الله عنه سبعين كربة من كرب الآخرة (٢).

٢ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أحبّ الاَعمال إلى الله عزّ وجلّ ، سرور يدخله مؤمن على مؤمن ، يطرد عنه جوعه ، أو يكشف عنه كربه (٣).

٣ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : سباب المؤمن فسوق ، ( وقتال المؤمن كفر ) (٤) [ و ] أكل لحمه معصية الله ، [ و ] حرمة ماله كحرمة الله (٥).

٤ ـ عدة المؤمن أخذ باليد (٦).

يحثّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على الوفاء بالمواعيد ، والصدق فيها ، يريد أنّ المؤمن إذا وعد كان الثقة بموعده كالثقة بالشيء إذا صار باليد.

٥ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : المؤمنون عند شروطهم (٧).

٦ ـ نية المؤمن خير من عمله (٨).

__________________

١ ـ في نسخة « ش » و « د » زيادة « مادام المؤمن في عون أخيه المؤمن في عون أخيه المؤمن » وهو تكرار بيّن.

٢ ـ أخرجه المجلسي في البحارج ٧٤ ص ٣١٢ ح ٦٩.

٣ ـ رواه الكليني في الكافي ج ٢ ص ١٥٣ ح ١١ ، والقمي في الغايات ص ٧٠ باختلاف يسير ، والبحارج ٧٤ ص ٣١٢ح ٦٩.

٤ ـ في البحار : وقتاله كفر.

٥ ـ الكافي ج ٢ ص ٢٦٨ ح ٢ ، والزهد ص ١١ ح ٢٣ ، والفقيه ج ٤ ص ٢٧٢ ، وثواب الاَعمال ص ٢٨٧ ح ٢ ، والمواعظ ص ٥١ ، والمحاسن ص ١٠٢ ح ٢٧ ، ومكارم الاَخلاق ص ٤٧٠ ، ومشكاة الاَنوار ص ١٠٠ ، واعلام الدين ص ٦٠ ، وعوالي اللآلي ج ١ ص ٣٦٢ ح ٤٤ باختلاف يسير ، والبحارج ٧٥ ص ١٥٠ ح ١٦.

٦ ـ أخرجه السيوطي في الجامع الصغير ج ٢ ص ١٥٠ ح ٥٤٠٤ ، والبحار ج ٧٥ ص ٩٦ و ص ١٥٠.

٧ ـ التهذيب ج ٧ ص ٣٧١ ذيل ح ٦٦ ، والاِستبصار ج ٣ ص ٢٣٢ ذيل ح ٤ ، والخلاف ج ١ ص ٥٠٨ ، وعوالى اللآلي ج ١ ص ٢١٨ ح ٨٤ ، والبحار ج ٧٥ ص ٩٦ ح ١٨.

٨ ـ الكافي ج ٢ ص ٦٩ ح ٢ ، والمحاسن ص ٢٦٠ ح ٣١٥ ، والهداية ص ١٢ ، وفقه الرضا ( ع ) ص ٥١ ، وجامع الاَحاديث للقمي ص ٢٦ ، وعوالي اللآلي ج ١ ص ٤٠٦ ح ٦٧ ، والبحارج ٧٠ ص ٢١١ ح ٣٦.

١٨

٧ ـ لا يحلّ للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث (١).

٨ ـ من عارض أخاه المؤمن في حديثه فكأنّما خدش وجهه (٢).

٩ ـ وقال أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه وسلامه ـ فيما أوصى به رفاعة بن شداد البجلي قاضي الاَهواز في رسالة إليه ـ : دارالمؤمن ما استطعت ، فإنّ ظهره حمى الله ، ونفسه كريمة على الله ، وله يكون ثواب الله ، وظالمه خصم الله فلا تكن (٣) خصمه (٤).

١٠ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تحقروا ضعفاء إخوانكم ، فإنّه من احتقر مؤمناً لم يجمع الله بينهما في الجنّة إلاّ أن يتوب (٥).

١١ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يكلّف المؤمن أخاه الطلب إليه إذا علم حاجته (٦).

١٢ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله مخاطباً للمؤمنين : تزاوروا (٧) وتعاطفوا وتباذلوا ، ولا تكونوا بمنزلة المنافق الذي يصف ما لا يفعل (٨).

١٣ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : اطلب لأخيك عذراً ، فإن لم تجد له عذراً فالتمس له عذراً (٩).

١٤ ـ وقال الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام : ما من جبّار إلاّ وعلى بابه

__________________

١ ـ المواعظ ص ٥٣ ، وعوالي اللآلي ج ١ ص ١٦٢ ح ١٥٨ ، وشهاب الاَخبار ص ١٠٨ ح ٥٩١ ، والخصال ص ١٨٣ ح ٢٥٠ ، وأمالي الطوسي ج ٢ ص ٥ ، وفيهما : لمسلم ، والبحار ج ٧٥ ص ١٨٩ ح ١٤.

٢ ـ جامع الاَحاديث للقمي ص ٢٤ ، وفقه الرضا ( ع ) ص ٤٨ ، ورواه الطبرسي في مشكاة الاَنوار ص ١٨٩ باختلاف يسير ، والبحار ج ٧٥ ص ١٥١.

٣ ـ في نسخة « ش » و « د » : يكن ، وما في المتن من البحار.

٤ ـ رواه القاضي نعمان في دعائم الاِسلام ج ٢ ص ٤٤٥ ح ١٥٥٣ والبحار ج ٧٤ ص ٢٣٠ ح ٢٨.

٥ ـ الخصال ص ٦١٤ ، وتحف العقول ص ٦٩ ، وفيهما : عن علي عليه‌السلام ، والبحار ج ٧٥ ص ١٥١.

٦ ـ الخصال ص ٦١٤ ، وتحف العقول ص ٦٩ ، وفيهما : عن علي عليه‌السلام ، ورواه الديلمي في اعلام الدين ص ٥٤ باختلاف يسير ، والبحار ج ٧٤ ص ٢٣٠.

٧ ـ فى الخصال : توازروا.

٨ ـ الخصال ص ٦١٤ ، وتحف العقول ص ٦٩ ، وفيهما : عن علي عليه‌السلام ، والبحار ج ٧٤ ص ٢٣١.

٩ ـ الخصال ص ٦٢٢ ، ورواه ابن شعبة في تحف العقول ص ٧٤ باختلاف في ألفاظه.

١٩

ولي لنا ، يدفع الله [ به ] عن أوليائنا ، اولئك لهم أوفر حظّ من الثواب يوم القيامة (١).

١٥ ـ وقال عليه‌السلام : المؤمن المحتاج رسول الله تعالى إلى الغنّي القويّ ، فإذا خرج الرسول بغير حاجته ، غفرت للرسول ذنوبه ، وسّلط الله على الغنيّ القويّ ، شياطين تنهشه [ قال : قلت : كيف تنهشه؟ ] (٢) قال : يخلّى بينه وبين أصحاب الدنيا ، فلا يرضون بما عنده حتى يتكلّف لهم : يدخل عليه (٣) الشاعر فيسمعه فيعطيه ماشاء ، فلا يؤجر عليه ، فهذه الشياطين الذي تنهشه (٤).

١٦ ـ وعنه عليه‌السلام أنّه قال : ما على أحدكم أن ينال الخير كلّه باليسير ، قال الراوي : قلت : بماذا جعلت فداك؟ قال : يسرّنا بإدخال السرور على المؤمنين من شيعتنا (٥).

١٧ ـ وعنه عليه‌السلام أنّه قال لرفاعة بن موسى (٦) وقد دخل عليه : يا رفاعة ألا اُخبرك بأكثر الناس وزراً؟ قلت : بلى جعلت فداك ، قال : من أعان على مؤمن بفضل كلمة ثم قال : ألا اُخبركم بأقلّهم أجراً؟ قلت : بلى جعلت فداك ، قال : من ادّخر عن أخيه شيئاً ممّا يحتاج إليه في أمر آخرته ودنياه ، ثم قال : ألا اُخبركم بأوفرهم نصيباً من الاِثم؟ قلت : بلى جعلت فداك ، قال : من عاب عليه شيئاً من قوله وفعله ، أو ردّ عليه احتقاراً له وتكبراً عليه.

ثم قال : أزيدك حرفاً آخر يا رفاعة ، ما آمن بالله ، ولا بمحمد ، ولا بعلي من إذا أتاه أخوه المؤمن في حاجة لم يضحك في وجهه ، فإن كانت حاجته عنده سارع إلى

__________________

١ ـ البحار ج ٧٥ ص ٣٧٩ ح ٤٠ ، وروى الكليني في الكافي ج ٥ ص ١١١ ح ٥ والطوسي في التهذيب ج ٦ ص ٣٣٦ ح ٥٠ نحوه.

٢ ـ ما بين المعقوفين من مستدرك الوسائل.

٣ ـ في نسخة « ش » و « د » والبحار : عليهم ، تصحيف ، صوابه من مستدرك الوسائل.

٤ ـ أخرجه المجلسي في البحار ج ٧٥ ص ١٧٦ ح ١٢ ، وعنه في المستدرك ج ٢ ص ٤١٢ ب ٣٧ ح١.

٥ ـ أخرجه المجلسي في البحار ج ٧٤ ص ٣١٢.

٦ ـ رفاعة بن موسى الاَسدي النخاس ، ثقة في الحديث ، ذكره النجاشي بما يدلّ على علو شأنه ، وجلالة قدره ، وعدّه ممّن يروي عن الصادق ، والكاظم عليهما‌السلام ، ووثّقه الشيخ وعدّه من أصحاب الصادق عليه‌السلام اُنظر « رجال النجاشي ص ١١٩ ، ورجال الطوسي ص ١٩٤ رقم ٣٧ ، والفهرست ص ٧١ رقم ٢٨٦ ».

٢٠