رحلات في الجزيرة العربية

جي. آر. ويستلد

رحلات في الجزيرة العربية

المؤلف:

جي. آر. ويستلد


المترجم: د. محمّد درويش
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: المجمع الثقافي
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٤٠

اجتمع منظر الناس المفعمين بالحيوية والضاربة بشرتهم إلى الحمرة وهم يأخذون بالتوافد إلينا من كل حدب وصوب مع برودة هواء الصباح المنعش الجميل ليشكلا معا مشهدا لا يمكن لمن يحدق في الجانب المجدب من الساحل أن يتوقعه.

في الساعة السادسة صباحا ركبنا إبلنا ، وبعد مرورنا بقرى (زخن) و (غريّه) و (جول الشيخ) ، وصلنا قرية صغيرة أخرى توقعنا أن نلتقي فيها بالسلطان ، إلا أننا وجدنا لفرحتنا الشديدة وبعد الاستفسار بأنه قد سافر في اليوم السابق إلى (حبّان) ، وعندئذ واصلنا سيرنا إلى أمام.

أوقفنا العديد من الناس على قارعة الطريق وألقوا علينا بتحيتهم العربية المهذبة. وكان يبدو عليهم الرضا التام وهم يستمعون إلى إجابات مرشدينا التي كانت مناسبة وتتلخص بأننا نريد رؤية السلطان لبعض الأمور. إلا أن رجلا واحدا فقط استطاع أن يتعرف إلينا في أثناء رحلتنا كأشخاص إنكليز. وكان هذا أحد مواطني (حضرموت) إذ كان قد سمع بالإنكليز في (صحار) وظن إننا ذاهبون لشراء (حصن الغراب) من (عبد الواحد) (١).

في الساعة التاسعة اجتزنا (منصورة) و (صعيد) ووصلنا إلى (جول عقيل) إحدى أكبر القرى في هذه المجموعة. وبعد أن تركنا العديد من القرى الأخرى إلى شمالنا ، بدأنا الآن نجتاز تلا يبلغ ارتفاعه مائتي قدم ويتكون من الحجر الرملي الضارب إلى الحمرة ومن فوق قمة هذا التل ، كانت الآثار التي نحن بصددها تشير إلينا. وعند ما قيل لنا بأن الأرض المحيطة بها تعج باللصوص ، اضطررنا إلى التوقف في إحدى القرى لاصطحاب أحد سكانها معنا. وكما هو مألوف ، فقد تركنا مرشدونا وأخذوا يبحثون عن ملاذ من الشمس الحارة بينما بدأنا بإعداد طعام فطورنا المؤلف من التمور والحليب تحت ظل أي بقعة نجدها. كانت الشمس عمودية ولم توفر لنا جدران البيوت أي ظلال. ولما لاحظ السكان ذلك ، أتى بعضهم إلينا وعرضوا علينا أن يضيفونا في بيوتهم بكل مودة. فوافقنا بسرور وسرنا وراء أحدهم. وعلى الفور قدمت القهوة لنا ، واستطعنا بعد شيء من الصعوبة وبعد

__________________

(*) آل عبد الواحد حكام المنطقة منذ القرن العاشر الهجري نسبة إلى عبد الواحد بن صلاح بن روضان.

٢٢١

وعد بالعودة في المساء إن أمكن ، من منع مضيفنا من إعداد وجبة طعام لنا.

كانت هذه الحادثة ، علاوة على حوادث أخرى وقعت لدى عودتنا ، قد أقنعتني بأننا إذا ما توفر لنا مرافق جيد فإننا بعد اجتياز مضارب (بني ذييب) لن نلقى أي جفاء أو لا مبالاة من السكان.

٢٢٢

الفصل السادس والعشرون

آثار ونقوش نقب الهجر

بعد مسيرة ساعة واحدة من آخر قرية مررنا بها ، وصلنا إلى آثار (نقب الهجر). وبنظرة سريعة خاطفة اقتنعت بأن فحص هذه الآثار سيعوض كثيرا عن الإرهاق أو الخطر الذي واجهناه في الطريق إليها.

كان التل الذي تقع عليه الآثار يتوسط الوادي ويقسم جدول الماء الذي يمر من خلاله فترة الفيضانات على جانبيه. ويبلغ طوله حوالي ثمانمائة ياردة وعرضه الأقصى ثلاثمائة وخمسين ياردة. ويتجه طوله الأكبر من الشرق إلى الغرب. وثمة واد يقطعه على نحو مائل ، وهو واد ضحل يقسمه إلى قسمين متساويين تقريبا ، يتسعان على نحو بيضوي. وفي الثلث الأول من التل من جهة قاعدته ثمة سور عظيم يتراوح ارتفاعه بين ثلاثين إلى أربعين قدم ويلتف من حول التل وتحيط به أبراج مربعة الشكل شيدت على مسافات متساوية. ولا يوجد سوى مدخلين اثنين شيد كل واحد منهما إلى الشمال وإلى الجنوب. وثمة برج مربع أجوف يبلغ عرض كل جانب من جوانبه أربعة عشر قدما عند كل جهة من جهات هذين المدخلين. وتمتد القواعد إلى السهل وتستمر إلى ماوراء المبنى كله. وتوجد دكة مستطيلة بين الأبراج يبلغ ارتفاعها عشرين قدما عن سطح السهل وتبرز عن السور مسافة ثمانية عشر قدما. ويبدو أنه كانت توجد سلالم مرتبطة بكل جهة من جهتي المبنى على الرغم من أن أي دلائل تشير إليهما قد اختفت تماما. وهذه البقعة المستوية مسقفة بحجارة مسطحة ذات أبعاد عظيمة ترتكز فوق جدران مستعرضة.

ويبدو غريبا أننا لم نتمكن من ملاحظة ما يدل على وجود بوابات. فالمدخل الجنوبي انهار كثيرا في حين ظل المدخل الشمالي في حالة ممتازة تقريبا. والتخطيط المؤشر على الخارطة يوضح شكله وأبعاده على نحو أفضل من أي وصف.

٢٢٣

وفي المدخل نفسه وعلى ارتفاع عشرة أقدام من المنصة وجدنا النقوش والكتابات ، وكانت منفذة بأقصى درجات العناية بخطين أفقيين على سطح حجارة المبنى الملساء ، وكان طول الحرف الواحد ثمان بوصات. ويبدو أن محاولات قد بذلت لمحو هذه الكتابات دون نجاح يذكر. ومن الموقع الظاهري الذي تحتله لا يبدو هناك أدنى شك في أن هذه الكتابات إذا ما فسّرت فإنها تحتوي على اسم مؤسس المبنى إضافة إلى التاريخ والهدف من بنائه. هذا وقد شيد الجدار كله والأبراج وبعض المباني الداخلية بنفس مواد البناء وهي عبارة عن مرمر ذي لون ضارب إلى الرمادي وتتخلله عروق سود ومهندم على نحو جميل جدا ليناسب الشكل المطلوب. وكانت أبعاد البلاط عند قاعدة الجدران والأبراج يتراوح طولها بين خمسة أو ستة أو سبعة أقدام وارتفاعها بين قدمين وعشر بوصات إلى ثلاثة أقدام وعرضها بين ثلاثة إلى أربعة أقدام. ويتضاءل حجم هذا البلاط على نحو منتظم حتى يصل القمة حيث لا يتجاوز عرضه نصف عرض البلاط السفلي وسمك الجدار لا يمكن أن يكون أقل من عشرة أقدام وعند القمة حوالي أربعة أقدام على الرغم من إنني لم أعمد إلى قياس ذلك. وعلى الرغم من عدم انتظام أساسه ، إلا أن الحجارة وضعت بنفس الخطوط المستقيمة واستخدام الملاط لتثبيتها واكتسب صلابة شديدة توازي تقريبا صلابة الحجارة. إن مثل هذه الأجزاء من الجدار التي ظلت شامخة قد بنيت بعناية فائقة. أما الأجزاء الأخرى ، وبسبب تداعي قواعدها ، وميلها إلى السقوط ، إلا أنها لا تزال ثابتة دون كسر. أما الأجزاء المتداعية فقد تناثرت من حول المكان بكتل ضخمة دون أن تتكسر. ولا توجد فتحات في هذه الجدران ولا أبراج صغيرة مستدقة في الجزء العلوي ، فقد كانت كلها ذات مظهر موحد ثابت وصلب. ولمنع السيول القادمة من الجبل ، التي تترك على الأراضي المحيطة دلائل واضحة على سرعة مجراها ، من اكتساح قاعدة التل ، فقد شيدت دعامات دائرية الشكل في ذلك الجزء وجرى تغليفها بحجارة أشد صلابة. وإذا كانت حجارة التغليف قد اختفت فإن الدعامات لا تزال باقية.

لنقم الآن بزيارة إلى داخل المبنى حيث يتمثل أبرز ما فيه ببناء مستطيل الشكل تواجه جدرانه الجهات الأصلية. ويبلغ قياس الضلع الأكبر منه المواجه للشمال والجنوب سبعة

٢٢٤

٢٢٥

وعشرون ياردة ، أما الضلع الأصغر المواجه للشرق فيبلغ سبع عشرة ياردة. وقد كسيت الجدران بما يشبه الحجارة السلسة متساوية الأحجام ومرصوفة على نحو بالغ الجمال حتى أنني حاولت أن أدخل نصل سكين صغيرة فيها ، لكن دون جدوى. أما السطح الخارجي غير المصقول فمغطى بعلامات منقوشة صغيرة ظن البدو مخطئين أنها كتابات. ومن خلال العناية الفائقة الواضحة في تشييد هذا المبنى ، أدركت بلا ريب أنه معبد ، وكانت خيبة أملي كبيرة جدا عند ما وجدت الجزء الداخلي منه وقد امتلأ ببقايا السطح المنهار. ولو ظل السطح سليما لاستطعنا الحصول على دليل يرشدنا في أبحاثنا بخصوص الديانة التي كان يدين بها العرب الأولون. وفوق هذا المبنى ووراءه ثمة مبان عديدة أخرى وليس فيها ما يميزها من حيث الشكل أو المظهر. وفي منتصف المسافة تقريبا بين البوابتين ، يوجد بئر دائري يبلغ قطره عشرة أقدام وعمقه ستون قدما ، وكسيت جدرانه بحجارة غير مهندمة. كما شيد جدار أسطواني الشكل يبلغ ارتفاعه خمسة عشر قدما من حوله يفيد أمّا في حمايته من أشعة الشمس أو في نقل الماء.

وعلى الهضبة الجنوبية لم نتمكن من العثور على أي مكتشفات حيث لا شيء سوى كتل غير متميزة من الخرائب. أما داخل المدخل الجنوبي ، وعلى نفس مستوى المنصة الوارد ذكرها آنفا ، ثمة دهليز يمتد مسافة خمسين ياردة ويبلغ عرضه أربعة أقدام محمي من الجهة الداخلية بحاجز حجري ، ومن الجهة الخارجية بالجدار الرئيسي. ولم أستطع التأكد من الهدف الذي أنشئ من أجله. كما لم نتمكن في أي جزء من هذه الآثار والخرائب من ملاحظة أي بقايا للأقواس والأعمدة ، ولم نستطع أيضا أن نكتشف على سطوح هذه الآثار أي كسر فخارية أو زجاج ملون أو معادن كالتي تكثر دوما في المدن المصرية أو كالتي اكتشفناها في ساحل شمالي غربي الجزيرة العربية. وفيما خلا المحاولات التي لا حظتها سابقا لإزالة آثار الكتابات ، فإنه لا يوجد ما يدل على تعرض المبنى لأي أعمال تخريبية باستثناء عوامل الزمن. وبسبب المناخ الجاف ، وصلابة مواد البناء ، فإن كل الحجارة ، بل حتى العلامات النقشية ، ظلت باقية ممتازة منذ اليوم الذي نحتت فيه. إننا بطبيعة الحال نتوق إلى التأكد فيما إذا كان العرب قد احتفظوا بأي تقاليد تخص مبانيهم ، إلا أنهم يعقدون

٢٢٦

الصلة بينها وبين غيرها من المباني التي صادفناها وترجع إلى أجدادهم الوثنيين. وهنا قال لي أحد البدو عند ما أخبرته بأن أجداده كانوا يقومون بأعمال أعظم من تلك التي يقومون بها هم أنفسهم الآن : «أتعتقد أن هذه الحجارة قد رفعت دون مساعدة الكفار ؛ لا ، لا. لقد كان لديهم شياطينهم ، فيالق من الشياطين التي تساعدهم (حمانا الله منهم!)». وتلك خرافة أيده فيها بقية البدو عموما.

كان أدلاؤنا يسيرون وراءنا عند ما كنا نتجول بين الآثار ويتوقعون الحصول على غنائم ذهبية لأنهم كانوا مقتنعين بأننا ما جئنا إلى هذا المكان إلا لاكتشاف الذهب. وعند ما لا حظوا إننا لم ننجح في البحث ، اقنعوا أنفسهم بفكرة أننا لم نستطع الحصول على الذهب من الأرواح التي ظلت ، حسب اعتقادهم ، في حالة مراقبة دائمة.

إن آثار (نقب الهجر) (١) لا تمثل حسب رأيهم أكثر من مجموعة من الخرائب المحاطة بسور. بيد أن ضخامة الحجارة المستعملة في البناء ومعرفتهم التامة بفن البناء ، وهو ما أظهره أسلوب وطريقة رصفها مع بعضها بعضا ، وكذلك الأبراج والمساحة الواسعة كلها تضفي عليها أهمية كبرى. ففي هذا المكان من الجزيرة العربية ، حيث بقايا العمارة نادرة جدا كما هو معروف ، يكون مظهر هذه الآثار مثيرا جدا للاهتمام. كما يبدو واضحا أن هذه الآثار موغلة في القدم (ويمكن للكتابات أن توضح مدى قدمها) ، وذلك من خلال شكلها العام وحده الذي يشبه كثيرا مباني مشابهة وجدت وسط الآثار المصرية. ففي هذه الآثار توجد نفس الاتجاهات الموجودة في المدن المصرية في بناء الجدران ونفس الشكل في بناء المداخل كذلك نفس السطح المستوي المشيد بالحجارة. إن موقع (نقب الهجر) وأسلوب تنفيذ القسم الداخلي منها ، يبدو وهو يشير إلى أنه كان يستخدم مستودعا للذخيرة وحصنا. لهذا السبب أعتقد أن في وسعنا الاستنتاج بأن (نقب الهجر) والقلعة الأخرى التي

__________________

(*) يقع الموقع المعروف في النقوش بميفعة على بعد نحو ٣٢٠ كم شرقي عدن وعلى الوادي الذي يحمل نفس الاسم اليوم (وادي ميفعة) وقد زار هذا الموقع العديد من المستكشفين والباحثين بعد زيارة المؤلف وزميله كروتندن ، لعل من أهمها ما قامت به البعثة الفرنسية عام ١٩٨٢ حيث صورت الموقع وما به من نقوش ومبان وقدمت وصفا منفصلا للموقع مما يشير إلى أنه كان مدينة محصنة تحصينا جيدا رغم قلة المباني داخلها وقد يوحي ذلك إلى أن السكان يشتغلون بالزراعة خارج المدينة ويلجؤون إلى التحصن في المدينة في حالات الخطر وأوقات الحروب ويرجع تاريخ النقوش المكتشفة في الموقع إلى القرن الثاني أو الثالث ق. م.

٢٢٧

اكتشفناها قد شيدا خلال فترة زمينة عند ما كانت التجارة من الهند تتدفق إلى الجزيرة العربية في طريقها إلى مصر ومنها إلى أوروبا. وهكذا فإن بلاد العرب السعيدة التي كانت تضم اليمن وسبأ وحضرموت تحت حكم السبئيين أو الحميريين العظام اكتسبت هذه الكنية التي يستحق لها أن تفخر بها.

إن تاريخ هذه الأقاليم يكتنفه قدر كبير من الغموض غير أن (أغاثار شيدس) (١) في الفترة السابقة للعصر المسيحي يشهد على ثراء السبئيين ورفاهيتهم ويعزز رأيه هذا المؤلفون اللاحقون. إن هذا القوم وقبل أن تصبح (مأرب) عاصمتهم سيطر على مجمل حدود الجزيرة العربية الجنوبية. ونحن نعرف أنهم زرعوا المستوطنات في أماكن تسهل التجارة وتعزز مؤسساتهم.

لم تكن التجارة مقتصرة على طريق واحد بل على العكس من ذلك نحن نعلم ومنذ عهد مبكر بوجود العديد من المدن المزدهرة الواقعة على ساحل البحر أو بالقرب منه. إننا لا نعلم شيئا عن الأجزاء الداخلية من هذه البلاد المدهشة ، إلا أن هناك أسبابا تدفعنا إلى الاعتقاد ، كما هو الحال مع (نقب الهجر) ، بأن هذه القلاع لا تشير إلى الطرق التي كانت تسلكها القوافل في السابق فحسب ، بل وتشير أيضا إلى الطرق الطبيعية في وسط الجزيرة العربية.

والكتابات التي واتاني الحظ في العثور عليها سوف تخلق اهتماما كبيرا وسط المثقفين. ففي الوقت الذي ندم فيه (بركهاردت) على غياب المعلومات ذات الصلة بأصل المؤسسات المدنية عند البدو ، فإنه يلاحظ بأن «اكتشاف النصب القديمة والكتابات في نجد واليمن قد يؤدي إلى الكشف عن الكثير من الحقائق التاريخية المختصة بهذا الموضوع». وفي الزمن الذي انزل فيه (القرآن الكريم) كان نوعان من الكتابة يستعملان في الجزيرة العربية وهما الكتابة الكوفية وهي الكتابة التي دون بها القرآن وتعبر عن لهجة قريش والحميرية التي كان يستعملها أهل اليمن. وقد فقدت الكتابة الثانية ولا ادري على أي من الأسس خمّن بعض فقهاء اللغة أنها ذات صلة قريبة من الكتابة الحبشية. لكن عند ما

__________________

(*) عالم اغريقي ولد عام ١١٦ ق. م.

٢٢٨

ظهر القرآن الكريم بالخط الكوفي صعب على أهل اليمن قراءته بها (١). ومما يدعو إلى الأسف أننا لا نملك أي كتابات من البلاد التي يمكن أن تقرر هذه النقاط. وقد صب (نيبور) اهتمامه عليها على الرغم من أنه لم يستطع خلال إقامته هناك الحصول على أي منها. وقد عرضت عليه بعض الكتابات في (المخا) وكانت استنسخت على بعد مسافة من الساحل ، إلا أن مرضه جعله يدرك أنه كان أكثر اهتماما بالأفكار الخاصة بالغاية النهائية وليس رغبته في استنساخ كتابات مجهولة. بيد أنه يخمن من خلال الذكريات ليس إلا بأنها قد تكون فارسية أو أن حروفها تتميز برؤوس مدببة تشبه السهام. إلا أنه لا يمكن ملاحظة أي شبه بينها وبين الكتابة التي عثر عليها (سيتزان) في طريقه إلى (صنعاء) ولا حتى بينها وبين أي كتابة أخرى ذكرتها. وبسبب الموقع الذي وجدت علية الكتابة الأخيرة ، ولأسباب أخرى ، فإنني أملك الجرأة على القول بأنها هي والكتابة التي اكتشفناها عند (حصن الغراب) إنما هي الكتابة الحميرية المفقودة. وإذا ما ثبتت صحة ذلك فإن التشابه مع الكتابة الأثيوبية ليس حدسيا طالما يمكن ملاحظة التشابه التام في العديد من الصفات. إنني لست عليما بأدب الشرق على نحو يمكنني من متابعة الموضوع متابعة أكبر ، والملاحظات الوارد ذكرها أعلاه أقدمها على حياء. وقد تم تصوير هذه الكتابات وأرسلت إلى (جيسينيوس) في مدينة (هال) وفي الوقت الذي تشغل فيه كل اهتمامه ، فإننا نستطيع أن نأمل بأن النتيجة ستكون تفسيرا ناجحا.

إن (نقب الهجر) تقع في الجهة الشمالية الغربية على مسافة ثمانية وأربعين ميلا في قرية (عين) التي تبدو مؤشرة على الخارطة عند خط العرض ١٤ درجة ودقيقتين شمالا وخط الطول ٤٦ درجة و ٣٠ دقيقة شرقا تقريبا. وتتوسط واد عظيم يطلق عليه سكان المنطقة اسم (وادي ميفعة) الذي يعد بسبب خصوبته أو سكانه أو سعته أبرز الملامح الجغرافية التي تم لنا اكتشافها حتى الآن على ساحل الجزيرة العربية الجنوبي. ويبلغ طول الوادي من بدايته عند ساحل البحر وحتى بلدة (حبّان) خمسة وسبعين ميلا أي ما يقارب مسيرة أربعة أيام.

__________________

(*) كيف يكون ذلك ، فالخط الكوفي تطور على يد اليمنيين الذين سكنوا الكوفة لأن ذلك الخط كان يقسم بالتربيع المعروف في خط المسند اليمني المألوف لديهم كما أن لغة عرب الشمال كانت قد انتشرت في اليمن منذ القرن الثاني الميلادي وشاع استعمالها باستقرار قبلائل كندة وقد حج والأزد وقضاعة ومراد وغيرها في كل أنحاء اليمن منذ نهاية القرن الثالث الميلادي.

٢٢٩

أما فيما وراء هذا الحد ، فإنني لم أتمكن من تحديد طوله. وتقول مختلف السلطات المحلية بأن المسافة كلها تستغرق خمسة إلى سبعة أيام إضافية أخرى. والمنطقة تكثر فيها القرى الصغيرة والأراضي الزراعية. وفي خلال سيرنا مسافة خمسة عشر ميلا أحصينا ما يزيد عن ثلاثين قرية يضاف إلى ذلك العديد من البيوت المتفرقة المنفردة.

أما بساتين النخيل فتزداد عددا كلما اقتربنا من ساحل البحر في حين تتناقص مساحات الأراضي الزراعية. وهناك بعض القرى التي تحتوي كل واحدة منها على ما يزيد عن مائة أو مائتي بيت ، وهي بيوت متشابهة في شكلها ومشيدة بنفس مواد البناء (الآجر المشوي بالشمس) كما هو الحال مع البيوت الواقعة على ساحل البحر. ولم أشاهد أي أكواخ ، كما لا توجد أي بيوت مشيدة بالحجارة على الرغم من أن العديد من القرى تحتوي على أكثر من مسجد وثلاثة أو أربعة أضرحة للأولياء.

ويبدو أن اهتماما قد انصرف في هذه المنطقة إلى الحرف الزراعية أكثر مما هو عليه الحال في الأجزاء الأخرى من الجزيرة العربية التي شاهدتها حتى الآن. الحقول محروثة على نحو منتظم ودقيق يرضي الفلاح الإنكليزي. ويقوم الفلاحون بتخليص التربة من الحجارة القليلة المنتشرة عليها ويسقونها صباحا ومساء على نحو كثيف من الآبار العديدة. ويتم سحب المياه باستخدام الإبل (وهذا شيء غير مألوف ، لأنها قلما تستخدم كحيوانات للسحب في أي جزء من بلاد الشرق) ، ويتم توزيعها على سطح الأرض على امتداد سداد مرتفعة. ويتم الاحتفاظ بكمية كافية من هذه المياه داخل السدود عند ما يمتلئ جدول الماء ويغمر قعره. وعندئذ قد تكتسح هذه المياه الأشجار ، بل وحتى البيوت في بعض الأحيان ، لكن هذا الضرر يعوض عنه الطين المترسب الذي يمتاز بدرجة إنتاجيته العالية المقاربة لإنتاجية النيل في مصر على الرغم من أن ذلك الطين ذي لون فاتح وطبيعة أشد صلابة. أما فيما وراء ما شاهدته ، فلا تزرع أي فواكه أو محاصيل زراعية.

بعد أن ذكرت كل الملاحظات الضرورية عن الآثار والمناطق المحيطة بها ، بدأ البدو عند اقتراب المساء يطالبون متذمرين بالرحيل. وفي الساعة الرابعة عصرا ، انتهينا في وضع الحمولة على الإبل ، وبدأنا رحلتنا حتى غروب الشمس تقريبا حيث توقفنا عند إحدى القرى.

كان استقبالنا في تلك القرية مغايرا جدا للاستقبال الذي حظينا به في القرية الأولى في

٢٣٠

رحلتنا من البئر. وعلى الرغم من تجمهر ما يقرب من خمسين رجل من حولنا ، إلا أن فضولهم ، الذي ازداد بسبب ما شاهدوه ، ظل ضمن المقبول. وكانت الأسئلة التي وجهوها لنا بخصوص رحلتنا تنم عن كياسة أذهلتنا وأثارت إعجابنا. وقدموا لنا الحليب والماء والحطب دون أن نطلب ذلك ولم نستطع مكافئتهم إلا بعبارات الشكر. وقد ندمت أشد الندم لأنني في هذه المناسبة لم يكن معي أي هدايا كان من الممكن أن تكون تذكارا لإقامة الرجل الإنكليزي المؤقتة بين ظهرانيهم. إن انطباعا مختلفا كان ممكنا لنا أن نتصوره عن هؤلاء الناس لو أننا أخذنا فكرة عنهم من مرشدينا أو من زيارتنا الأولى.

السبت ، الثاني من مايو / أيار : بعد وقت قليل من منتصف الليل بدأنا رحلتنا حتى الساعة الرابعة فجرا ، وعند ما أدركنا بأننا أضعنا معالم طريقنا توقفنا في انتظار ضوء النهار. في هذه الأثناء بدأ الندى يتساقط وكانت درجة الحرارة ٥٨ فهرنهايت. كان الجو باردا جدا وسررنا كثيرا ونحن نغطي أنفسنا بعباءاتنا.

في الساعة الثامنة توقفنا مرة أخرى عند البئر لملء قربنا قبل أن نجتاز الهضاب الرملية ، ومن ثم واصلنا سيرنا. ومن الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة الواحدة والنصف واجهتنا درجة حرارة لم يسبق لي أن عشتها. كان الهواء ساكنا تماما وكان وهج الرمال الأبيض لا يطاق. وفي الساعة الثانية بلغ إعياء المرشدين اشده مما اضطرنا إلى التوقف في بساتين النخيل قرب (عين با معبد) حيث توجد قرية صغيرة وبعض ينابيع الماء الصافي ، مساحتها خمسة عشر قدما وعمقها ثلاثة أقدام.

في الساعة السابعة وصلنا إلى الشاطئ ، وواصلنا سيرنا حتى أصبحنا قبالة السفينة. على أي حال ، كان الأوان قد فات للتأشير إلى أولئك الموجودين على ظهرها لإرسال قارب لنا. علاوة على ذلك ، كنت تواقا ، من خلال ما سمعته من البدو الذين كانوا معنا ، إلى تأجيل رحيلنا حتى الصباح. وإذا ما حدث أي اضطراب فإن من الأفضل أن يحدث ذلك عند الصباح وليس في أثناء الليل. لهذا السبب حططنا رحالنا وسط تلال رملية حيث في وسعنا إضرام نار دون أن نخشى أن يراها أحد على سطح السفينة.

لو كنا نشعر بالإرهاق ، فلذلك سببه. كنا على بعد سبعين ساعة من محطتنا في (بلحاف) ، أمضينا أربعين ساعة منها على ظهور إبلنا. وكان في الإمكان قطع كل المسافة

٢٣١

البالغة مائة وعشرين ميلا بنصف تلك المدة لو كانت لدينا جمال سريعة. إضافة إلى ذلك فإن سيرنا البطيء خلال حرارة الجو القائظ في هذا الفصل هو الذي شكل الجزء الأكثر إرهاقا من رحلتنا.

الثالث من مايو / أيار : بعد أن اكتشفت السفينة أمرنا في ساعة مبكرة من هذا الصباح ، أرسل إلينا قارب على الفور وبعد أن ازدادت قوتنا بوجود طاقمها ، سوينا أمورنا مع البدو دون مطالب إضافية وفي غضون دقائق قليلة أصبحنا على ظهر السفينة حيث تلقينا التهاني بسبب عودتنا. وقد راودت طاقم السفينة الكثير من المخاوف على سلامتنا عند ما عرفوا بأن (حمد) لم يرافقنا في رحلتنا.

ولم نقدر مدى المخاطرة الكبرى التي تعرضنا لها في رحلتنا إلا بعد فترة من ذلك. فبعد أن أدرك (بنو ذييب) أننا قد مررنا بأراضيهم ، انتظروا عودتنا على أمل أن نسلك نفس الطريق. إلا أن السفينة توقفت في محطة ثانية على بعد عشرين ميل غربي المحطة الأولى ، ولدى تلقي الأخبار عدنا إليها بطريق آخر مباشر. ويمكن تصور فكرة الاستقبال الذي قدّر لنا من خلال هذه الحادثة بعد بضعة أيام ، كان أحد قواربنا راسيا بالقرب من الشاطئ. وظهرت مجموعة من أبناء هذه القبيلة وسددت بنادقها عليه وأطلقت النار. فرد المسؤول على الفور إلّا أن أحدا لم يصب.

إن النجاح الذي لقيته رحلتنا القصيرة إلى الداخل سيثبت أنه إغراء للآخرين كي يتابعوا أبحاثنا. ولو كنت في وضع مختلف لتوجهت إلى (حبّان) على الطريق الذي تقع فيه قرية (عزّان) وآثار تساوي في عظمتها آثار (نقب الهجر). ولكن بصرف النظر عن هذه النصب القديمة ـ التي تكفي في حد ذاتها للتعويض عن المغامرة ـ فإن طبيعة السكان وأوضاعهم وحرفهم وإنتاج البلاد ومصادرها الطبيعية وطبيعتها تشكل موضوعات مثيرة للاهتمام ومن شأنها بلا شك أن تشبع فضول كل أوروبي يريد زيارتها.

ولاستمرار البحث ، لا أعتقد أن هناك ما هو أكثر ضرورة لأي فرد من رسالة موجهة من الحكومة البريطانية إلى شيخ (حبّان) ، وهناك يمكن توفير أحد الحرس لمرافقته من ساحل البحر ومن هناك يستطيع الذهاب إلى الشيخ التالي برسالة مماثلة.

إن مثل هذا الشخص إذا ما انتحل صفة المسلم أو الطبيب وضحى بكل أنواع الراحة الأوروبية ، فإنه يستطيع بلا أدنى ريب أن يتغلغل إلى أعماق هذه البلاد المدهشة.

٢٣٢

ملحق الجزء الأول

مقتطفات من رسائل مرسلة من سعيد بن خلفان (١) سكرتير إمام مسقط

مسقط ٢٦ ديسمبر / كانون الأول ١٨٣٥

سيدي العزيز :

سررت لأنباء الاهتمام والمجاملة التي حظيتم بها في مقاطعات سموه ، نرجو من الله أن تواصلوا رحلتكم وتنجحوا فيها. لقد عرضت رسالتكم المرسلة إلى سموه هذا اليوم. وأرجو أن تكونوا على ثقة تامة بأنه سرّ كثيرا عند ما سمع بأنكم كنتم راضين عن رعاياه.

هناك زعيم قبيلة مجاورة في مسقط وقد قبل لقاء خمسمائة دولار أن يصحبكم من (البريمي) إلى (الدرعية) وسيزودكم في أثناء الرحلة بكل ما تحتاجون إليه من إبل وحرس قوامه سبعون أو ثمانون رجلا. وإنني الآن في انتظار ردكم. ولا يوجد طريق آخر لعبور الصحراء سوى هذا الطريق مع إحدى القوافل. وكما اقترحت علي ، فإن من الأفضل أن تأخذ لفاعا من الكشمير لفيصل (٢). وسوف أشتري هذا اللفاع وأرسله لك.

خادمكم المخلص

سعيد بن خلفان

__________________

(١) تلقى هذا الرجل العربي المهذب تعليمه في كلكتا وقد قدمت صورة حرفية من رسائله الإنكليزية.

(٢) فيصل هو إمام الوهابيين.

٢٣٣

سيدي العزيز ،

مسقط ٩ فبراير / شباط

يسرني أن أعلمكم بوصول رسالتكم الكريمة في الرابع من فبراير / شباط ، ويسعدني أن أجد أنكم في بلدة السيب وإنكم تستعيدون صحتكم. إن أعظم فائدة يا سيدي العزيز هي أن يستعيد المرء قوته وقد سمعت أنكم تستعيدون قوتكم. وإنني أشكر الله القدير في صلواتي اليومية. وقد أعلمت سموه بنبأ الحمى التي أصابتكم في (نزوى) وقال إن من الصعب تفاديها وأن ما يقدره الله لا بد أن يحدث. إنني ارفق إليك رسالة من سموه إلى حاكم السيب وفي وسعك قراءتها لأنها غير مختومة. وقد فرح سموه لسماع نبأ وصولكم سالمين إلى ذلك المكان.

المخلص

سعيد بن خلفان

مسقط ، ١٧ فبراير / شباط ١٨٣٦

وصلتني رسالتكم هذا اليوم في الساعة الثامنة والدقيقة الثالثة صباحا. وقد ذكرت لسموه الطريق الذي تنوون سلوكه وكان رده كآلاتي : «إن الطريق من السويق إلى عبري آمن وكذلك الحال بالنسبة للطريق إلى الظاهرة». لا تغامروا بالرحلة. فسموه يعتبر الطريق غير مأمون. والسبب هو أن قبيلة الوهابيين وصلت من الدرعية ، وقد هوجمت العديد من المناطق الواقعة فيما وراء (صحار) وأحرقت. وتسود الفوضى عموم السكان خاصة في المناطق المتصلة بعبري. وهم يسلبون ويقتلون بعضهم بعضا ويقولون إن الوهابيين هم الجناة. وإذا ما رغبتم في المجيء إلى مسقط فمن الأفضل السفر على ظهر إحدى سفن البغلة العابرة لأن الطريق البري شديد الحرارة.

٢٣٤

مسقط ، الأحد ، ٢٢ فبراير / شباط ١٨٣٦

وصلتني رسالتكم مساء أمس وفهمت جيدا محتوياتها. وقد أخبرت سموه بعزمكم على السفر إلى عبري ولهذا السبب اصدر أوامره هذا اليوم بأن يرافقك أحد ضباطه إلى عبري وفي هذا الطريق ستصادفكم أولا بلدة السويق ثم إلى بلد الغيزين لقبيلة الحواسنة. وستأخذكم هذه القبيلة إلى بلاد قبيلة بني كلبان التي ستصحبكم إلى عبري. ومن هناك عليكم الحصول على أفراد من الYacknali لمرافقتم إلى البريمي (١).

وسوف يقودكم شيخ البريمي سعد بن مطلق إلى الدرعية ، وللحيلولة دون وقوع أي حادث مؤسف ، فإن سموه سيكتب رسالة إلى البريمي وإلى إمام الدرعية بأن أي مبالغ مالية تقوم بسحبها منه يوافق عليها وسوف يسددها.

وقد أصدر الإمام أوامره بتجهيز الإبل لنقلك إلى السويق وهي آخر مقاطعة من مقاطعات سموه.

المخلص

سيد بن خلفان

سيدي العزيز

مسقط ٦ إبريل / نيسان ١٨٣٦

أعلمكم بوصول رسالتكم المؤرخة في الخامس من إبريل / السيب.

لقد عاد القبطان هينل إلى مسقط وقد تلقيت رسائل عديدة موجهة إليكم ، وإنني أرسلها إليكم دونما تأخير.

إنني لم أسمع أي شيء عن الرسولين اللذين أرسلهما الإمام لك لمرافقتك إلى عبري. وأعتقد أن الوهابيين قد قتلوهما.

المخلص

سعيد بن خلفان

__________________

(*) كذا في الأصل ولعله تصحيف ل «ينقل» اسم بلدة معروف أو أنه يقصد قبيلة «اليعاقيب» حكام «عبري» آنذاك.

٢٣٥

٢٣٦

٢٣٧

٢٣٨

فهرس المحتويات

تقديم الكتاب.................................................................... ٥

الفصل الأول : الوصول إلى مسقط................................................. ٩

الفصل الثاني : وصف لمسقط.................................................... ١٧

الفصل الثالث : مطرح.......................................................... ٢٣

الفصل الرابع : وصف صور...................................................... ٢٩

الفصل الخامس : قبيلة بني بو علي................................................ ٣٧

الفصل السادس : مضارب بني بو علي............................................ ٤٣

الفصل السابع : بديه........................................................... ٥١

الفصل الثامن : منح ونزوى...................................................... ٦١

الفصل التاسع : تنوف وسيق وشيرازي............................................ ٧١

الفصل العاشر : قبيلة بن ريام.................................................... ٨١

الفصل الحادي عشر : بركة الموز ـ سمائل ـ السيب................................... ٩١

الفصل الثاني عشر : بركا ـ المصنعه ـ شيخ السويق................................. ١٠١

الفصل الثالث عشر : شيخ السويق............................................. ١٠٩

الفصل الرابع عشر : مقنيت ـ الدريز ـ عبري...................................... ١١٧

الفصل الخامس عشر : صحار ـ شناص ـ دبا...................................... ١٢٥

الفصل السادس عشر : ساحل القراصنة......................................... ١٣٣

الفصل السابع عشر : نهاية الرحلة.............................................. ١٤٣

٢٣٩

الفصل الثامن عشر : الوصف العام لعمان....................................... ١٥١

الفصل التاسع عشر : النبات والحيوان........................................... ١٥٧

الفصل العشرون : التجارة والصناعات........................................... ١٧٣

الفصل الحادي والعشرون : الإحتفالات والأعياد.................................. ١٧٩

الفصل الثاني والعشرون : سكان الصحراء وسكان المدن........................... ١٨٧

الفصل الثالث والعشرون : النظام القضائي ـ أسرة الإمام............................ ١٩٧

الفصل الرابع والعشرون : المعمار ـ موجز لتاريخ عمان.............................. ٢٠٣

الفصل الخامس والعشرون : نقب الهجر ـ قبيلة ذييب.............................. ٢١٣

الفصل السادس والعشرون : آثار ونقوش نقب الهجر.............................. ٢٢٣

ملحق الجزء الأول : رسائل سكرتير إمام مسقط................................... ٢٣٣

٢٤٠