خطط الشام - ج ٥

محمّد كرد علي

خطط الشام - ج ٥

المؤلف:

محمّد كرد علي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة النوري
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢٩٦

قلنا : وهذا ينافي ما كان يراه العرب في تخير أماكن بيوتهم فقد كانوا اصطلحوا على أن الأطراف منازل الأشراف قال البحتري :

عجب الناس لاعتزالي وفي الأط

راف تلفى منازل الأشراف

نماذج من آثار الشراكسة والعثمانيين :

ولذلك كنت ترى في سفح جبل الصالحية والربوة والشرف الأعلى الشمالي والشرف الأدنى الجنوبي من ظاهر دمشق قصورا أنيقة ينزلها القضاة والحكام وكبار أرباب الأملاك والأشراف ، ولكنها دثرت بالفتن المتواترة ولم تقو على عوادي الأيام حتى نحكم على ما عمله الدمشقيون وأسلوبهم في هندسة مصانعهم على العهد الإسلامي الأوسط. وقد خربت هذه كلها في عهد العثمانيين ويقول كاتب جلبي : إنه كان في المرجة بدمشق قصور عالية مشهورة في الآفاق لا يتأتى إيفاؤها حقها من الوصف لا سيما أبنية البرامكة وآثارهم فإنها لم تزل باقية إلى هذا العهد (القرن الحادي عشر) وروى الظاهري أن دمشق تشتمل على سور محكم وقلعة محكمة وبها طارمة مشرفة على المدينة بها تخت الملك مغطى لا يكشف إلا إذا جلس السلطان عليه وقال أيضا : إن ما في الميدان الأخضر في دمشق من القصور الحسنة عجيبة من العجائب وهذا في القرن العاشر.

وقد أنشأ العثمانيون بعض خانات في طريق الشام إلى الروم وفي طريق الشام إلى الحجاز وبعض قلاع أو أبراج ومنها برج قلعة طرابلس فقد كتب على أحد جدرها بعد البسملة «رسم الشريف العالي السلطاني الملكي المظفري سلطان سليمان شاه ابن السلطان سليم شاه لا زالت أوامره الشريفة مطاعة في الأمراء بأن يجدد هذا البرج المبارك ليكون حصنا منيعا على الدوام وكان الفراغ من عمارته في شهر شعبان المبارك سنة (٩٢٧)» وفي سنة (٩٦٧) أمر السلطان سليمان بتعمير قلاع بطريق الحاج الشامي وتعيين صنجق لكل قلعة واحدة بالقطرانة وثانية بمعان إلى ما وراء ذلك من أرض الشام ، فعمرت ودام الانتفاع بها زمنا طويلا.

ومن آثار العثمانيين في دمشق التكيتان السليمانية والسليمية والجامعان

٢٨١

السنانية والدرويشية. بنوها على الأسلوب التركي البيزنطي ولهم مثل ذلك في حلب ومنها المدرستان البديعتان مدرسة الخسروية والمدرسة العثمانية. قال سوبرنهيم الأثري : إن عددا عظيما من مصانع حلب يرد إلى زمن المماليك والعثمانيين وما عدا الجوامع الكثيرة مثل جامع الأطروش وألطون بغا والطواشي ومناراتها المختلفة الهندسة ـ وبفضلها تذكّر حلب بصورة القاهرة في هذا المعنى ـ فإن حلب قد احتفظت بالمستشفى الجميل الذي بناه ارغون سنة (٧٥٥) وبكثير من المخازن والخانات والحمامات والدور والسلسبيلات. وفي هذا المستشفى أفاريز ونقوش من أجمل ما نقش النقاشون ، تزينه فتجعله بهجة للناظرين. ومدينة حلب غنية بمصانعها الجيدة الهندسة ومنها العسكري والديني والمدني وكلها بما زبر عليها من الكتابات مادة واسعة لمن يريد أن يتصور أصول الهندسة لا في حلب فقط بل في شمالي الشام اه. ومن أجمل آثار الهندسة في حلب محراب مدرسة الفردوس التي بنتها ضيفة خاتون التي ملكت حلب ست سنين. ولو كتب البقاء للقصر الذي بناه بقرية بطياس من عمالة حلب صالح بن علي العباسي وقصر الدارين الذي بناه عبد الملك بن صالح خارج باب أنطاكية وقصر مرتضى الدولة أحد موالي بني حمدان وقصر سيف الدولة ابن حمدان الذي بناه بالحلمة من ضواحي حلب وتناهى في حسنه وعمل له أسوارا ، وقد أحرقه الروم في إحدى غزواتهم فلم يعمر بعد ذلك ، أو قصر آخر من قصور الحمدانيين ـ لو كتبت الأقدار ذلك لساغ لنا أن نحكم حكما صحيحا على هندسة دور الشهباء في القديم. والغالب أن هذا الطراز المعروف اليوم منها منقول كما هو الحال في دمشق عن الطراز القديم.

هندسة الجسور :

وفي سنة (٦٩٢) كان الفراغ من بناء جسر نهر الكلب الذي شرع ببنائه سيف الدين أرقطاي ، وكان بناؤه بعد خراب الجسر الذي أقامه انطونيوس الحليم الذي تملك على رومية بعد المسيح بمائة وأربعين سنة. وهو الذي قطع الصخور وبنى البرج ومشى في الطريق الذي على شاطئ البحر الموصل إلى مدينة بيروت ، كما هو مكتوب على الصخر قبالة الجسر القديم مما يلي قبليه

٢٨٢

على هذه الصورة : الأمير ادوار قيصر مارقوس اورليوس أنطونيوس الحليم السعيد اغسطس كبير الجرمانيين الحبر الأعظم قطع الجبال المشتملة على نهر ليقا ونهج الطريق مهلا ولقبه بالطريق الأنطونياني. ولقب هذا النهر بالكلب لكونه بعد ما أصلحه أنطونيوس الملك نصب به قائمة (نصبا) من حجر كبير على صورة الكلب وقيده بسلسلة حديد في الصخر وجعلوا قدامه نقيرا لأجل الطعام.

لما أراد نائب الشام في أواخر النصف الأول من القرن الثامن عمارة جسر الدامور الجاري بين صيدا وبيروت ، ندبوا لذلك مهندسا خبيرا بالأعمال الساحلية يقال له أبو بكر بن البصيص البعلبكي وهو الذي عمر جسر نهر الكلب وله غير ذلك من الأعمال الثقال ببلاد طرابلس فعمله على صورة متينة. وعمر الأمير بشير الشهابي بإيعاز من والي صيدا جسرا على نهر الدامور أيضا فجمع أهل الصناعة إليه فكانوا أكثر من مائة وخمسين رجلا فأتمه في شهرين وغرّم عليه نحو مائة ألف درهم. وكذلك جسر الظاهر برقوق الذي بناه على نهر الأردن (الشريعة) وطوله مئة وعشرون ذراعا وعرضه عشرون. وقالت فيه السيدة عائشة الباعونية الدمشقية :

بنى سلطاننا برقوق جسرا

بأمر والأنام له مطيعه

مجاز في الحقيقة للبرايا

وأمر بالمرور على الشريعه

وعمر قاضي دمشق سنة (٩٣٢) سوقا تجاه باب جيرون بدمشق فبنى أقواسا بجملون فيها قباب مبنية بالآجر ، إذ رآه أحكم في البناء لأنه لا يحتاج إلى طين ويؤمن من حرقه. وجدد سور قلعة حلب السلطان سليمان في شهر المحرم سنة ثمان وعشرين وتسعمائة وكتب ذلك بالعربية.

القاعات والقصور المعتبرة :

من القاعات في دمشق وحلب ما يرجع تاريخه إلى القرن التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر ومنها نعرف كيف كانت هندسة القوم في تلك العصور. فمنها القاعة المشهورة بباب جيرون وباب السلسلة أنشأها الأمير محمد بن منجك الذي عمر العمارات الفائقة بدمشق فإنه تأنق في عمارتها

٢٨٣

بالقاشاني والرخام وعمر القصر المعروف به في الوادي الأخضر (١٠١١) وذكر الخياري أنه كان في القرن الحادي عشر في المرجة بدمشق قصر مقابل القصر المنجكي قصر الباشا محمد بن الناشف وغير ذلك من العمارات والقصور الفائقة. وكان في الصالحية محل يقال له القصر عمّره أبو البقاء الصفوري المتوفى سنة (١٠٣٥) وكان يقال له صاحب القصر وكان من أحسن المتنزهات وفيه يقول الأمير المنجكي من قصيدة :

أقسمت بالبيت العتيق وما حوت

بطحاؤه من حجره وحجوبه

ما ضمت الدنيا كقصرك منزلا

كلا ولا سمحت بمثل قطينه

ومنها عمارات ابن الفريخ أمير البقاع (١٠٠٢) وكانت له دار عظيمة خارج دمشق قبلي دار السعادة قال المحبي : لم يرسم مثلها ، جعل بابها بالرخام الأبيض والحجر الأحمر المعدني ، ونقل لها الرخام من الساحل والحجارة من البقاع واستعمل فيها العملة بالسخرة. وفي سنة ١٠٣٤ بنى الأمير منذر التنوخي سرايا عظيمة في قرية عبيه في لبنان وبقى أربعين سنة لم يكملها لزيادة اتساعها وكان البناؤون من اسلامبول ولعلها هي المعروفة بدار الأمير سيف الدين ولا تزال موجودة وقد كتب على باب دارها :

قسما بمن ضمت أباطح مكة

ومنى وزمزم والكتاب المنزل

ما شدتها طمع الخلود وإنما

هي جنة الدنيا لأهل المنزل

وأمر الوزير أحمد باشا الكوبرلي الذي ولي دمشق سنة (١٠٧١) بعمارة قاعة معظمة داخل دار الإمارة بدمشق فبنيت كما قال المحبي على أسلوب عجيب ووضع غريب. وقال المؤرخون : إن الأمير بشير الشهابي كان كالأمير فخر الدين المعني يحب البذخ والرفاهية وتنظيم إصطبلاته وبيطرته حتى أصبح مضرب الأمثال في ذلك ، وعمر في بيت الدين قصرا ملوكيا وجلب إليه الماء في ساقية طولها ثلاثة فراسخ. قال بعض المؤرخين : جر الأمير بشير بواسطة رجل دمشقي قناة ماء من ينبوع القاعة بجانب نهر الصفا إلى منزله في بيت الدين من بعد ثلاث ساعات وغرّم على ذلك زهاء مائتي ألف درهم وكانت جميع أهل الأقاليم تحضر في كل سنة يومين تعمل في هذه القناة بغير أجرة اكراما له. ومدة العمل اثنان وعشرون شهرا.

٢٨٤

والمهندسون في سراي بيت الدين إيطاليون والبناؤون دمشقيون وحلبيون وأتراك من الاستانة ، وهي على الطرز التركي الممتزج بالطراز الإيطالي ، أنشأها الأمير بشير عمر الكبير (١٨١٠) وانتهت سنة (١٨١٥) وعلى جوانب هذا القصر أربعة جواسق بديعة وله مدخل فخم يبلغ علوه نحو ١٥ مترا كله بني بضروب الرخام الوطني الغالي الثمن والأجنبي الفاخر ، مزين بنقوش ملونة ، وتمثل أشكالا هندسية ونباتات وتصاوير شتى ، ولهذا المدخل أفاريز لطيفة الصنع تطيف به على شكل الأقواس ، وفوقه شرف بتقاطيع جميلة ، وللمدخل رتاج عظيم ذو مصراعين ، وفي داخل القصر ديوان كبير واسع يعرف بقاعة العمود ، لعمود من الرخام المجزع في وسطه ، كان مفروشا بالفسيفساء والرخام وهو ملك الحكومة منذ سنة (١٨٦٠) م ولم يبرح عامرا تتعهده بالإصلاح. ومن الأبنية التي اشتهرت قاعة حسين بن قرنق في صالحية دمشق عمرت سنة (١٠٧٧) وكان يضرب بها المثل وهي على الأرجح في رأس العقبة مكان دار بني الشريف دثرت في القرن الماضي. وكان ابن قرنق صدر دمشق وعمر الأماكن البهية من جملتها قصره وقاعته.

ومن الدور القديمة في حلب وهو مما بني في القرن العاشر دار جان بلاط ابن عربو وهي ملك آل إبراهيم باشا ذكر في أعلام النبلاء أن صدر إيوانها مبلط بالقاشاني على اختلاف أنواعه وألوانه على أشكال هندسية وأوضاع بديعة أحكمت فيه الصنعة أيما إحكام قال : إن رؤيتها تذكرك إيوان كسرى وعظمته. وذكر المحبي أن الوزير حسين باشا صاري أحد ولاة دمشق المتوفى (١٠٩٤) عمر القصر المعروف به في طرف الشرف بالميدان الأخضر من دمشق وكان مكانه يعرف بالخاتونية وتأنق في وضعه وغرس فيه أنواع الأشجار من كل صنف وعزّ عليه بدمشق بعض أنواع الفاكهة فجلبه من أماكن بعيدة.

ومن محاسن دمشق الداران اللتان عمرهما في القنوات الأمير منصور الشهابي أمير وادي التيم وابن عمه الأمير علي وذلك على أسلوب متقن محكم وزخرفاهما بأنواع الزخارف والنقوش وجلبا إليهما الرخام من إقليمهما. قال المحبي : ولعمري إنهما أبدعا ونوعا وأجادا في صنعهما.

وذكر المؤرخون أن الأمير فخر الدين المعني جلب مهندسين من الغرب

٢٨٥

ولعلهم من إيطاليا ليضعوا له خطط قصوره في بيروت وصيدا وذكروا أيضا أنه بنى عدة بنايات وقلاعا وحصونا كثيرة ، ولما حدث اختلاف بينه وبين بيت سيفا وأتى بنو سيفا أصحاب طرابلس فأحرقوا ونهبوا الشوف قيل إنه اقسم هكذا : وحق زمزم والنبي المختار لأعمرك يا دير بحجر عكار. وهكذا لما فاز على بني سيفا وحاصر قلعة الحصن وأخذها وهدمها ، جعل الجمال بالألوف تحمل الحجارة من قلعة عكار إلى دير القمر ، وبنى جميع الدور القديمة في دير القمر ، ووزع في جدرانها من حجارة عكار ، وهي الحجارة الصفراء الموجودة في الخراج ، وفي جميع بنايات بيت معن القديمة وهي باقية إلى الآن.

قصور القرن الثاني عشر والثالث عشر :

ومن أمثلة البناء الجميل دار أسعد باشا العظم في جوار جامع بني أمية بدمشق شرع بإنشائها (١١٦٣) وانتهت (١١٧٤) قيل : إن ما أنفق عليها أربعمائة كيس ، كل كيس بخمسمائة قرش. وهذا أجور العملة ، وأما الخشب والبلاط والتراب وغيره فكله من أملاكه وبساتينه عدا من سخرهم للبناء من الناس. وكان عدد العملة ثمانمائة. قال ابن بدير : إن بانيها جد في العمارة ليلا ونهارا وأحضر لها ١٢ ألف عمود خشب ، عدا ما أهداه إياه أعيان البلد. وأو عز إلى الأطراف أن لا يباع القصر مل إلا إليه ، وشغل غالب بنائي البلدة ونجاريها ونقاشيها ، وجلب البلاط من أكثر دور المدينة ، وحيثما وجد بلاطا ورخاما وأعمدة وفساقي يبعث بمن يقتلعها ويعطي القليل في ثمنها. وكان على مقربة من مقبرة البرامكة فوق نهر بانياس قصر يقال له قصر الزهرائية مطل على المرجة الخضراء انهدم فأخذ أنقاضه ، وأخذ انقاض طاحون كانت على نهر بانياس في وادي كيوان ونقل من بصرى أحجارا وعمدا من الرخام ، وأخذ من مدرسة الملك الناصر في الصالحية عمدا غلاظا وهدم سوق الزنوطية فوق حارة العمارة ، وكان كله عقدا بالأحجار ففكه وأخذ أحجاره ، كما نقل أحجارا من جامع يلبغا. وأينما سمع ببلاط لطيف أو عمد حسنة يأتي بها شراء وبلا شراء ويشغل العملة بكراء وبلا كراء. قيل : إن داخل هذه

٢٨٦

الدار أماكن عديدة لا تشبه الواحدة الأخرى ، وجميعها عمل بماء الفضة والذهب واللازورد والبلاط والرخام العظيم. ونقل بعض السائحين أن ليس مثلها في ملك بني عثمان حتى ولا سراي الملك المعظم. وهذه الدار بما حوت من الفناء والقاعات والردهات والأبهاء والفساقي والفوّارات والحمام من ألطف ما هندس المهندسون في ذاك القرن وكذلك يقال في قصره في حماة وهو على مثال داره في دمشق على صورة مصغرة. والنقوش وأنواع الزينة فيها فارسية. فاستدل من ذلك أن النقاشين كانوا فرسا أو تأثروا بالأسلوب الفارسي. ومن أجمل ما فيه صورة حماة في القرن الثاني عشر تبين منها أنها كانت عامرة أكثر من اليوم على ما يظهر. ودار أسعد باشا العظم في دمشق اشترتها فرنسا ورمتها وجعلتها معهدا للدراسات الإسلامية (حزيران ١٩٢٢) وقد حرقت قاعتها في ثورة سنة (١٣٤٤ ه‍). ودار أسعد باشا في حماة اشترتها جمعية وجعلتها مدرسة وهي عامرة أيضا. ومن أجمل الآثار في دمشق أيضا خان أسعد باشا العظم وواجهته ورتاجه «بوابتة» وقد عمر هذا الباشا جسر الكسوة من الرأس إلى الرأس وعرّضه. ومن أعظم بيوت حلب القديمة سراي الجلبي كانت كل غرفة منها تضاهي دارا عظيمة استخرج منها مؤخرا خان وعدة دور. ومن أعظم خانات حلب خان الكمرك القديم المعروف بخان محمد باشا الشهيد طوله مائة ذراع في مثلها.

ومن أجمل آثار ذاك القرن جامع الجزار في عكا وداره في البهجة على مقربة منها نسج فيها على مثال الهندسة المصرية في ذاك القرن. ومن البيوت الجميلة قصور بني جنبلاط في المختارة في لبنان وفي الهلالية قرب صيدا وقصر بني شهاب في حاصبيا وسرايهم في راشيا. فإن هذه القصور مثال من تفنن أعيان ذاك الزمان في تنجيد بيوتهم وحسن هندستها. وكانوا يبنون كما قيل بناء الجبابرة وينقشون نقش الصياغ.

وإنا إذا تأملنا الأبنية التي قامت في النصف الثاني من القرن الثالث عشر للهجرة في مدن الشام نراها طرزا طليانيا في الأكثر قد لا ينطبق مع روح القطر ومصطلحه في إشادة البيوت منذ القرون الأولى. وقد انتشر هذا الطراز في مدينة بيروت ولبنان أولا ثم امتد إلى طرابلس ويافا وحيفا والقدس ودمشق

٢٨٧

وحلب وحمص وغيرها من المدن. وما دور بني سرسق في بيروت وصوفر ودور بني بسترس والتويني وغيرها في بيروت والدور المعلقة في مدينة طرابلس ودور الجميلية والعزيزية في حلب ومصايف لبنان في عالية وصوفر وبحمدون وبكفيا وشوير وغيرها وبعض الدور المحدثة في دمشق إلا مثال منها. ومن أهم أبنية الشام المحدثة دير الكازانوفا في الناصرة ، ودير الألمان ودير الروس في القدس ، ومدرسة اليسوعيين والجامعة الأميركية وقصر الصنوبر في بيروت. ومحطة السكة الحجازية في دمشق ، ومحطة سكة بغداد في حلب ، وغير ذلك من القصور الخاصة والفنادق والمدارس والملاجئ والمياتم والمستشفيات في القدس وطبرية وبيروت ولبنان وغيرها. ومن أهم دور القرن الماضي في دمشق دار القوتلي وشامية وعنبر وشمعايا واستانبولي والحلبوني. ومن الدور الحديثة قصر الإمارة الجديد في عمان سموه قصر رغدان. ويسرع البلى إلى ما كان بناؤه منها من الخشب والطين أو بعضها منهما على الأغلب. وأكثر دمشق كانت كذلك ظاهرها تنبو عنه العين والزخرف في داخلها قال البحتري :

وتأملت أن تظل ركابي

بين لبنان طلّعا والسنير

مشرفات على دمشق وقد أع

رض منها بياض تلك القصور

ومع أن المقالع قريبة من دمشق وفيها ضروب الحجر الجميل من أبيض ومائل إلى الصفرة أو الحمرة ، فإن القوم يستسهلون أو يسترخصون البناء بالخشب واللبن أو الحجر الأسود البركاني فيبنون به كما يبني أهل حمص بل أهل كل بلد كانت الحرار السوداء قريبة منهم. وأجمل الحجر الحجر الرملي في بيروت وحجر حلب. ولم يزل بناء بيت المقدس ـ كما قال القاضي الفاضل ـ من الرخام الذي يطرد ماؤه ، ولا ينطرد لألاؤه ، قد لطف الحديد في تجزيعه ، وتفنن في توسيعه ، إلى أن صار الحديد الذي فيه بأس شديد ، كالذهب الذي فيه نعيم عتيد ، فما ترى إلا مقاعد كالرياض لها من بياض الترخيم رقراق ، كالأشجار لها من النبت أوراق. وإن بعض القاعات إذا كتب لها البقاء فلأنها بنيت بالحجر الصلب وتعاورتها أيدي العقلاء فرمتها يوم احتاجت إلى الترميم بطارئ طرأ عليها.

٢٨٨

أسباب الخراب والعلة في قلة قصور الأفراد :

قلّت في الشام قصور الأفراد من التجار والصناع والزراع كما تشاهد في الغرب مثلا ، لأن السكان كانوا يفنون في كبرائهم فلم يكن شأن من مظاهر النعمة والغبطة مدة قرون لغير أرباب الدولة أو من كان يعد من جملتهم وكان سائر الناس يحاذرون أن تنشأ لهم شهرة في الثروة ، والثروة تتجلى في الدار والفرش والدابة واللباس ، فيتظاهرون بالفقر لينجوا من مخالب العمال وفسدت الأذواق في البناء وحسن الذوق تبع للحضارة في الأمة ، فاذا تأخرت حضارتها كان الذوق من أول ما يفسد فيها. ولذا كان الناس يخربون العامر ويبنون بأنقاضه. وكم أدركنا وأدرك آباؤنا وأجدادنا من أثر بديع سطت عليه يد خرقاء لنسل حجارته. وكم من كتابة تاريخية عفي أثرها جهلا وغباوة. اجتاز القاضي أبو يعلى المعري ببلدة شياث ظاهر معرة النعمان والناس ينقضون بنيانها ليعمروا به موضعا آخر فقال :

مررت برسم في شياث فراعني

به زجل الأحجار تحت المعاول

تناولها عبل الذراع كأنما

رمى الدهر فيما بينهم حرب وائل

أتتلفها شلّت يمينك خلّها

لمعتبر أو زائر أو مسائل

منازل قوم حدثتنا حديثهم

ولم أر أحلى من حديث المنازل

والعلة العظمى في نزول الدمار ببيوت الأفراد أنها أسرع عرضة للتبدل أكثر من المصانع العامة بالخراب والانتقال من يد إلى يد بالإرث والتقسيم ويتحيفها ما يتحيف المصانع من زلزال وتخريب بأيدي الفاتحين والغزاة. قال بنيامين في رحلته : وقد أصاب حماة هزة أرضية منذ عهد قريب (٥٥٢ ه‍) اهلكت خمسة عشر ألفا من سكانها في يوم واحد فلم يبق منها إلا سبعون نفسا. وقال أبو الفداء في هول هذا الزلزال : ويكفي أن معلم كتاب كان بمدينة حماة فارق المكتب وجاءت الزلزلة فسقط المكتب على الصبيان جميعهم قال المعلم فلم يحضر أحد يسأل عن صبي كان له هناك.

وزلزلت الأرض سنة (٥٩٧) فهدمت مدينة نابلس فلم يبق فيها جدار قائم ومات تحت الردم ثلاثون ألفا وهدمت عكا وصور وجميع قلاع الساحل

٢٨٩

وامتدت إلى دمشق فهدمت أكثر الكلاسة والبيمارستان النوري وتهدمت بانياس وهونين وتبنين. وخرج قوم من بعلبك يجنون الريباس من جبل لبنان فالتقى عليهم الجبلان فماتوا بأسرهم وتهدمت قلعة بعلبك مع عظم حجارتها ووثيق عمارتها وامتدت إلى حمص وحماة وحلب والنواحي وأحصى من هلك في هذه السنة على سبيل التقريب فكان ألف ألف إنسان ومئة ألف إنسان قاله في ذيل الروضتين ، ولم يكن زلزال سنة (٥٦٥) أقل من هذا فقد أخربت دمشق وبعلبك وحمص وحماة وشيزر وبعرين وحلب وتهدمت أسوارها وقلاعها وسقطت الدور على أهلها وهلك منهم ما يخرج عن الحد وأتى الخراب على حلب فأتى على سورها وجوامعها.

الاحتفاظ بالعاديات والمصانع :

وبعد فقد علمنا بما مرّ بنا أن الشام وافر المصانع أبقت فيه كل أمة وكل جيل أثرا من غناها وعظمتها ، وأن الخراب يتحيف أكثر هذه العاديات لأن حب الاحتفاظ بالقديم قد ضعف فينا. ونرى الشام لا يحتفظ بآثاره وينميها إلا يوم تنشأ فيه إدارة للعاديات يكون سلطانها نافذا على الكبير والصغير كما فعلت مصر منذ أمد ، فاحتفظت بالبقية الباقية من أعمال الغابرين ، وخدمت أحباب الآثار وغلاة الهندسة من المحدثين. ولا يبحث عن العاديات إلا إذا توفر للباحثين العلم بالآثار على أحدث الطرق العلمية ، حتى إذا استخرج شيء منها يضنّ به فلا يصدره إلى القاصية بل يحفظ في دور الآثار تراث الأجداد. وأهم من هذا وذاك أن يتربى في الأمة الذوق في الجمال ، وينتشر العلم بالصنائع النفيسة حتى بين الأطفال ، ويعرف كل وطني معنى هذه التذكارات المطبوعة بطابع الأجداد ، المنبعثة من أرجائها ريح فضائلهم ، المشبعة بأنوار نبوغهم ، الصادرة من فيض قرائحهم وعبقريتهم ، وعندئذ يصبح الشام كله متحفا نفيسا دونه أجمل المتاحف ، وأفخم بيت يجمع المفاخر والمآثر.

انتهى الجزء الخامس من خطط الشام

ويليه الجزء السادس وأوله التاريخ المدني ـ البيع والكنائس والديرة

٢٩٠

فهرست الجزء

الخامس من خطط الشام

التاريخ المدني............................................................ ٣ ـ ٣١

الجيش....................................................................... ٣

جيوش الأشوريين والفراعنة والعبرانيين............................................. ٣

جيوش اليونان والرومان......................................................... ٤

الجيش العربي مع الرومي........................................................ ٥

بعض قوانين الجيش العربي...................................................... ٧

تعبية الجيش العربي........................................................... ١١

شدة الأمويين ومثال من أوامرهم............................................... ١٢

أدوات التدمير والسلاح والمواصلات............................................ ١٧

الجيش على عهد ملوك الطوائف............................................... ٢٠

الجيوش الصليبية والتترية....................................................... ٢٢

الجيوش في القرون الوسطى وجمعيات الفتوة....................................... ٢٢

الجيوش العثمانية............................................................. ٢٥

الجيوش الحديثة.............................................................. ٢٩

الأسطول............................................................... ٣٢ ـ ٤٦

بحرية الفينيقيين والعبرانيين والفراعنة............................................. ٣٢

بحرية الرومان واليونان......................................................... ٣٣

العرب والبحار............................................................... ٣٤

أول خليفة غزا البحر الشامي والبحرية الأموية.................................... ٣٥

وصف أسطول شامي........................................................ ٣٨

سواحل الشام ونفقات الأسطول والمناور والرباطات والفداء......................... ٤٠

الأساطيل في القرون الوسطى.................................................. ٤٢

قصورنا في البر والبحر........................................................ ٤٦

الجباية والخراج......................................................... ٤٧ ـ ٨٨

جبايات القدماء............................................................. ٤٧

الجباية في الإسلام............................................................ ٤٨

٢٩١

ضروب الجباية............................................................... ٤٩

أول ما فرض من الجباية....................................................... ٥١

عهد الأمويين............................................................... ٥٤

عهد العباسيين ومساحة الشام................................................. ٥٨

تحري العدل في الدولتين النورية والصلاحية...................................... ٦٣

الضرائب زمن الأتراك والشراكسة............................................... ٦٤

غنى الشام والمكوس (سقط هذا العنوان سهوا وموضعه بعد السطر ١٧)............. ٦٧

تفنن الشراكسة في اقتضاء الأموال.............................................. ٧٠

الأموال أوائل العهد العثماني................................................... ٧١

الخراج والعثمانيون (طبعت خطأ والعثمانيين)..................................... ٧١

تفنن الجزار في أخذ المال وطريقة العثمانيين....................................... ٧٤

الجباية على عهد المصريين والمقابلة بين طريقتهم وطريقة العثمانيين................... ٧٥

رأي إنكليزي في إعنات البلاد بالضرائب........................................ ٧٦

رأي مدحت باشا في مظالمهم.................................................. ٧٧

الاشتطاط في الأعشار والقسط في الجباية....................................... ٧٨

خراج الأرض والعقارات....................................................... ٧٩

رسم المواشي................................................................. ٨١

الأعشار.................................................................... ٨١

رسوم الجمرك................................................................ ٨٢

الجمارك الشامية ووجوه نفقاتها وتوزيعها.......................................... ٨٤

ضريبة التمتع................................................................ ٨٥

الضريبة النسبية.............................................................. ٨٧

الضريبة المقطوعة............................................................. ٨٧

الضريبة المتحولة............................................................. ٨٨

الرأي في الجباية والنفقات..................................................... ٨٨

الأوقاف.............................................................. ٨٩ ـ ١٢٢

منشأ الوقف................................................................ ٨٩

تعريف الأوقاف وطرقها....................................................... ٩٠

أول أوقاف الشام وسوء استعمالها.............................................. ٩١

شرط الواقف وخراب أوقاف الشام............................................. ٩٢

٢٩٢

التفنن في الأحباس والتلاعب بالموقوف.......................................... ٩٤

أوقاف نور الدين وصلاح الدين ومن تقدمهما وخلفهما........................... ٩٨

تكاثر الأوقاف ومضار الجمود............................................... ١٠٠

تأثير الوقف في العمران..................................................... ١٠١

الأوقاف عند قدماء العثمانيين............................................... ١٠١

الوقف من مال غير محلل.................................................... ١٠٢

مضار الأوقاف............................................................ ١٠٤

منافع الأوقاف............................................................. ١٠٤

تقسيم الأوقاف وإصلاحها.................................................. ١٠٥

ضروب الحيل وانتهاك حرمة الأوقاف.......................................... ١٠٨

مصائب الأوقاف.......................................................... ١١١

أوقاف الذرية.............................................................. ١١٢

الأوقاف في العهد العثماني الأخير............................................ ١١٣

الأوقاف بعد العهد التركي................................................... ١١٧

وسائل إصلاح الأوقاف..................................................... ١١٨

الحسبة والبلديات................................................... ١٢٣ ـ ١٣٩

العرب دعاة مدنية.......................................................... ١٢٣

تعريف الحسبة............................................................. ١٢٤

الحسبة تجمع الشرطة والصحة والبلدية وعملها.................................. ١٢٥

الحسبة قانون مدني......................................................... ١٢٦

عمل المحتسب بحسب البلد.................................................. ١٢٨

ثلاثة آراء في الحسبة........................................................ ١٢٩

الحاجة والحسبة أمس واليوم.................................................. ١٣١

تأسيس البلديات........................................................... ١٣١

النظام الجديد.............................................................. ١٣٤

تأثير البلديات في العمران.................................................... ١٣٧

رأي في إصلاح البلدة....................................................... ١٣٨

الترع والمرافئ والطرق................................................ ١٤٠ ـ ٢١٦

ترعة السويس.............................................................. ١٤٠

الترعة العظيمة عن طريق فلسطين............................................ ١٤٧

٢٩٣

الترعة بين البحر الأبيض والخليج الفارسي..................................... ١٤٨

مرفأ غزة.................................................................. ١٤٨

مرفأ يافا.................................................................. ١٤٩

مرفأ حيفا................................................................. ١٥٠

مرفأ عكا.................................................................. ١٥٢

مرفأ صور................................................................. ١٥٢

مرفأ صيدا................................................................. ١٥٣

مرفأ بيروت................................................................ ١٥٤

فرضتا جونيه وجبيل......................................................... ١٥٧

مرفأ طرابلس............................................................... ١٥٧

مرفأ اللاذقية............................................................... ١٥٨

مرفأ الإسكندرونة.......................................................... ١٥٨

الخطوط الحديدية........................................................... ١٦٠

خط بيروت ـ دمشق........................................................ ١٦٠

خط بيروت ـ المعاملتين...................................................... ١٦٤

خط دمشق ـ حوران........................................................ ١٦٤

خط دمشق ـ حلب......................................................... ١٦٥

خط حمص ـ طرابلس........................................................ ١٦٧

طريق الحج وإنشاء الخط الحجازي............................................. ١٦٨

إنشاء الخط الحجازي....................................................... ١٧٠

الخط الحجازي في عهد العثماننين وبعدهم..................................... ١٨٠

تقسيم الخط الحديدي الحجازي.............................................. ١٨١

الخط الحجازي في شرقي الأردن والحكومة الهاشمية............................... ١٨٢

الخط الحجازي في المؤتمرات................................................... ١٨٣

نفقات الخط الحجازي وإصلاحه.............................................. ١٨٤

الخطوط الفلسطينية : خط يافا ـ القدس....................................... ١٨٥

خط حيفا ـ دمشق.......................................................... ١٨٦

الخطوط العسكرية الفلسطينية................................................ ١٨٨

خط بغداد................................................................ ١٩١

٢٩٤

الخطوط الحديدية بين الشام ومصر........................................... ١٩٦

الكهرباء وخطوط الترام في دمشق............................................. ١٩٧

ترامواي حلب الكهربائي.................................................... ٢٠٢

خط الترام في طرابلس....................................................... ٢٠٤

الطرق العامة في الشام...................................................... ٢٠٤

طرق الشام................................................................ ٢٠٦

الطرق العامة............................................................... ٢٠٧

وصف الطرق.............................................................. ٢٠٨

السيارات.................................................................. ٢١٦

البريد والبرق والهاتف................................................ ٢١٧ ـ ٢٢٢

منشأ البرق «التلغراف»..................................................... ٢١٧

الآلات والأدوات والمخابرة................................................... ٢١٨

إحداث الهاتف............................................................ ٢١٩

منشأ البريد................................................................ ٢١٩

مراكز البريد والبرق في الشام................................................. ٢٢١

المصانع والقصور.................................................... ٢٢٣ ـ ٢٩٠

تقاسيم المصانع وعظمتها.................................................... ٢٢٣

مصانع الأمم القديمة........................................................ ٢٢٣

هندسة الفينيقيين وآثارهم................................................... ٢٢٥

عاديات الرومان............................................................ ٢٢٦

عاديات البتراء وجرش وعمان................................................ ٢٢٧

وصف المحدثين خرائب جرش................................................ ٢٣٠

عاديات تدمر.............................................................. ٢٣٢

وصف عاديات تدمر....................................................... ٢٣٣

عاديات بعلبك أمس واليوم.................................................. ٢٣٦

أنطاكية وحمص وأفامية والبارة ودمشق......................................... ٢٣٩

حوران ولبنان وغيرهما....................................................... ٢٤١

الهندسة الشامية والكنائس والهياكل........................................... ٢٤٣

آثار العرب قبل الإسلام..................................................... ٢٤٤

٢٩٥

قصور العرب في الإسلام.................................................... ٢٤٦

عناية الأمويين وتفننهم...................................................... ٢٤٨

الجامع الأموي والمسجد الأقصى.............................................. ٢٤٨

تاريخ الحرم القدسي......................................................... ٢٥٠

المسجد الأقصى اليوم....................................................... ٢٥٢

صفة المسجد الأقصى....................................................... ٢٥٤

وصف المقدسي للمسجد الأقصى في القرن الرابع............................... ٢٥٦

أصل الجامع الأموي........................................................ ٢٥٧

قصور الأمويين ومصايفهم ومشاتيهم.......................................... ٢٦٣

عمل العباسيين............................................................ ٢٦٦

آثار عربية محلية ميناء عكا................................................... ٢٦٧

القصر الأبلق.............................................................. ٢٦٩

المعاهد الدينية والمدنية في العهدين النوري والصلاحي............................ ٢٧٠

عمران دمشق في القرون الوسطى............................................. ٢٧١

دور الخاصة................................................................ ٢٧٢

تجديد المدن الصغيرة........................................................ ٢٧٣

القلاع والحصون وقلعة حلب ودمشق......................................... ٢٧٤

مثال التخريب في الحصون والبيع............................................. ٢٧٧

قلاع الصليبيين وكنائسهم................................................... ٢٧٨

هندسة البيوت وبيوت دمشق وحلب.......................................... ٢٧٩

نماذج من آثار الشراكسة والعثمانيين.......................................... ٢٨١

هندسة الجسور............................................................. ٢٨٢

القاعات والقصور المعتبرة.................................................... ٢٨٣

قصور القرن الثاني عشر والثالث عشر........................................ ٢٨٦

أسباب الخراب والعلة في قلة قصور الأفراد..................................... ٢٨٩

الاحتفاظ بالعاديات والمصانع................................................ ٢٩٠

فهرست الجزء الخامس من خطط الشام............................... ٢٩١ ـ ٢٩٦

٢٩٦