شرح ملّا جامي - ج ٢

عبد الرحمن بن أحمد نور الدين الجامي

شرح ملّا جامي - ج ٢

المؤلف:

عبد الرحمن بن أحمد نور الدين الجامي


المحقق: الشيخ أحمد عزّو عناية و الاُستاذ علي محمّد مصطفى
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٢
الجزء ١ الجزء ٢

تصديقا للإثبات المستفاد من إنكار النفي (١).

وقد اشتهر هذا في العرف.

فلو (٢) قال أحد : يا زيد أليس لي عليك ألف درهم ، وقال زيد : نعم ، يكون إقرارا ويقوم مقام (بلى) لتقرير الإثبات بعد النفي.

(وبلى) مختصة بإيجاب النفي) يعني : تنقض النفي المتقدم وتجعله إيجابا سواء كان ذلك النفي مجردا عن الاستفهام نحو : بلى ، في جواب من قال : (ما قام (٣) زيد) أي : قد قام ، أو مقرونا به.

فهي إذن لنقض النفي الذي بعد ذلك (٤) الاستفهام ، كقوله تعالى : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) [الأعراف : ١٧٢] أي : بلى أنت ربنا.

وقد جاء على سبيل الشذوذ لتصديق الإيجاب ، كما تقول في جواب : أقام زيد؟ بلى قام زيد.

و (أي) إثبات بعد الاستفهام ، ولا شك (٥) في غلبة استعمالها مسبوقة بالاستفهام.

وذكر بعضهم : أنها تجيء لتصديق الخبر أيضا.

__________________

(١) يعني : أن الهمزة الداخلة عليه لما كانت للإنكار أمضي أن يكون مضمونه إثباتا كما كان مضمون قوله تعالى: (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ)[الزمر : ٣٦] هو أنه كاف ، وكذا أن يكون مضمون ألست بربكم هو أنا ربكم فكلمة نعم تكون مقررة لمعنى أنا ربكم لا لمعنى لست بربكم. (أيوبي).

(٢) قوله : (فلو قال) الفاضل الهندي ومنه وما ورد في حديث الخثعمية من قولها : نعم قوله عليه‌السلام : «لو كان على أبيك دين لقضيته أما كان يقبل عنك؟» فقالت : نعم ، فقال النبي عليه‌السلام : «فدين الله تعالى أحق» [البخاري (١٩٥٣)] فإن أيجاب للقبول ولا تصديق للنفي. (عصام).

(٣) يعني إذا أخبر أحد نفي قيام زيد بقوله : (ما قام زيد وقلت في جوابه بلى كان معناه أي : قد قام. (محرم).

(٤) قوله : (بعد الاستفهام) بالهمزة أو ببل وكذا جميع حروف الإيجاب لان أسماء الاستفهام لطلب التعيين وحرف الإيجاب لتقرير الحكم. (سيالكوني).

ـ كما هو المختار لا إنها لتقرير الإثبات المفهوم من نفي النفي كما هو غير المختار. (محرم).

(٥) ولما كان مراده به أن كونها كذلك غالبي لا تزوم أشار إليه بقوله : (ولا شك). (أيوبي).

٤٢١

وذكر ابن مالك (١) : أن (أي) بمعنى (نعم) وهذا مخالف لما ذكره (٢) المصنف.

(ويلزمها القسم) أي : لا تستعمل إلا مع القسم من غير ذكر فعل القسم. فلا يقال(٣) : أي أقسمت والله.

ولا يكون المقسم به إلا الرب والله ولعمري.

تقول : إي والله ، وإي وربي ، وإي ولعمري.

(وأجل (٤) ، وجير) (٥) بالكسر والفتح (٦) (و (إن) تصديق للمخبر).

وفي بعض النسخ : (تصديق للخبر) كقولك : أجل وجير وإن للمخبر : قد أتاك زيد ، أو لم يأتك ، أي : قد أتى ، أو لم يأت.

وجاء (إن) لتصديق الدعاء أيضا ، نحو قول ابن الزبير رضي‌الله‌عنهما (٧) لمن قال (لعن الله ناقة حملتني إليك : إن وراكبها) أي : لعن الله تلك الناقة واركبها.

__________________

(١) قوله : (وذكر ابن مالك) في المغنى أن أجد بمعنى نعم يقع بعد قام زيد وهل قام زيد واضرب زيد ونحوهن كما تقع نعم بعد هن وزعم ابن الحاجب بعد الاستفهام. (س).

(٢) لأنه يقتضي أن يذكرها مع نعم بأن يقول فنعم وأي : مقررتان لما سبقهما ولما ذكرها المصنف هاهنا بقوله : (إنها إثبات بعد الاستفهام) لم يكن كلامه قابلا لتأويل يوافق ما ذكره ابن مالك. (عبد الله أيوبي).

(٣) يعني لا يجوز تصريح ذكر متعلقة كما يجوز تصريحه في باء القسم وهذه خاصة أخرى. (تكملة).

(٤) قوله : (وأجل) بسكون اللام جعله في المعنى بمعنى نعم والاختصاص قول الزمخشري وابن مالك وجماعة وقال ابن حروف أكثر ما يكون بعده. (حكيم).

(٥) هذه الثلاثة تصديق للخبر كقولك من جواب عن يقول قام زيد أجل وجبر والمراد بالمخبر هو المتكلم أعم من أن يتكلم بالخبر والإنشاء يشمل الاستفهام والدعاء وغيرهما لا الذي بالخبر فقط. (أمير حلبي).

(٦) أي : بكسر الراء وفتحها فالكسر على أصل التقاء الساكنين كأمس والفتح للتخفيف.

(٧) قوله : (ابن الزبير) روى أن عبد الله بن زبير أتاه فضالة ابن شريك وقال يا أمير المؤمنين أن ناقتي دبرت ونقبت حتى وصلت إليك فقال أرفقها بسبب وأحفظها بهلت وسيرها البريد فقال : جئتك مستمحا لا مستعلما فلعن الله ناقة حملتني فقال ابن زبير أن وراكبها والسبب الراحة والهلت القشر والبريد أول اليوم وآخره والاستماحة والامتياج طلب العطا. (عبد الحكيم).

ـ وقصته أنه أتى سائل إلى ابن زبير فسئل شيئا عنه فلم يعطه شيئا فقال السائل لعن الله ناقة حملتني إليك فقال ابن زبير أن وراكبها تصديق لدعاء السائل. (لمحرره).

٤٢٢

وجاء بعد الاستفهام أيضا في قول الشاعر :

ليت شعري هل للمحب شفاء

من جوى (١) حبهن إن اللقاء

أي : نعم اللقاء شفاء للمحب.

فمجيئها في هذين الموضعين خلاف ما ذكره المصنف من كونها تصديقا للمخبر (٢).

(حروف الزيادة)

وإنما سميت هذه الحروف زوائد ؛ لأنها قد تقع زائدة ، لا أنها لا تقع إلا زائدة.

ومعنى كونها زائدة : أن أصل (٣) المعنى بدونها لا يختل ، لا أنها لا فائدة لها أصلا.

فإن لها فوائد في كلام العرب ، إما معنوية وإما لفظية.

فالمعنوية : تأكيد المعنى كما في (من) الاستغراقية ، والباء في خبر (ما) و (ليس).

وأما الفائدة اللفظية : فهي تزيين اللفظ وكونه بزيادتها أفصح ، أو كون الكلمة أو الكلام بسببها مهيئا لاستقامة وزن الشعر ، أو لحسن السجع ، أو لغير ذلك.

__________________

(١) الجوى الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حزن كثير. (وجيه).

ـ الجوى هو في باطن والحزن والحرقة وشدة الوجد وداء في الصدر وكلها في المقام حسن. (عصام).

(٢) وعن الأخفش أنه يجوز استعمال أجل في الخبر والاستفهام مثل نعم إلا أن استعمال أجل في الخبر أحسن واستعمال نعم في الاستفهام أحسن ويقال جير لأفعلن بمعنى حقا. (خبيصي).

(٣) قوله : (أن أصل المعنى) وما هو قصد أفادته للمخاطب بدون لا يختل فالمعنى المستفاد منها تكرار والحكم بخلاف أن ولام الابتداء فإن أصل المعنى وهو الحكم مع تحقق الإنكار يختل بدونها وخلاصته أنها للتحقيق والتثبيت دون التأكيد وفرق بينهما هذا إذا قلنا أن التأكيد معناها وأما إذا قلنا أن غرض منها على ما يدل عليه عبارة القاضي في تفسير قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً)[البقرة : ٢٦] وعدها من حروف التنزيل الغرض منزلة معنى فالفرق أظهروا وأما أسماء التأكيد فلا سميتها لم يطلب عليها الزائد. (عبد الحكيم).

٤٢٣

ولا يجوز خلوها من الفائدتين معا ، وإلا لعدت عبثا ، ولا يجوز ذلك في كلام الفصحاء ، ولا سيما في كلام الباري سبحانه وتعالى.

(إن ، وأن) (١) مخففتين (ما ، ولا ، ومن ، والباء ، واللام).

ف : (إن) بكسر الهمزة وسكون النون تزاد (مع (٢) (ما) النافية) (٣) كثيرا لتأكيد النفي نحو : (ما إن رأيت زيد) أي : ما رأيت زيدا.

(و) قلت) أي : زيادة (إن) (مع ما المصدرية) (٤) نحو : انتظرني ما إن جلس القاضي ، أي : مدة جلوسه.

(و) قلت : زيادتها أيضا مع (لما) نحو : (لما إن قام زيد قمت).

(وأن) بفتح الهمزة وسكون النون تزاد (مع لما) كثيرا نحو : (فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ).

(و) تزاد (بين لو والقسم) المتقدم عليه نحو : (والله أن لو أقم زيد قمت).

(وقلت) زيادتها (مع الكاف) نحو :

__________________

(١) قوله : (أن وأن) قيل : لم يبينوا في أن هل هو أن الشرطية أو النافية أو المخففة من المثقلة وفي أن هل هي المخففة أو الناصبة أو المفسرة والاحتمال قائم وهو فإنها غيرها لذكرها مقابلا لها في المغنى ذكر فيه أن الأخفش قال أن الزائدة تنصب المضارع مكن والباء الزائدتين وجعل منه قوله تعالى : (وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ)[إبراهيم: ١٢] ، (وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ)[البقرة : ٢٤٦ :] وقال غيره إنها مصدرية وإنما لم يجز ثلاثة إن تعمل لعدم اختصاصها بالأفعال بخلاف حرف الجر الزائد فإنه كالحرف الأصلي في الاختصاص بالاسم فذلك عمل ثم قال ولا معنى ؛ لأن الزائد على التوكيد كسائر الزوائد. (سيالكوني).

(٢) وعند الفراء أنها أن النافية دخلت على ما النافية للتأكيد واجتماعهما لتأكيد النفي كاجتماع أن واللام لتأكيد الإثبات وعند غيره أن جواز اجتماعهما في الإثبات لوجود الفاصل. (موشح).

(٣) دخلت على جملة كما في الشرح أو اسمية كقولنا فما أن ظباء جئن وفي هذه الحالة تكف ما الحجازية عن العمل وقد تزاد بعد ما الموصولة الاسمية وبعد إلا الاستفتاحية. (حكيم).

(٤) وكذا الاسمية نحو : قوله تعالى : (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ)[الأحقاف : ٢٦] وبعد ألا للتنبيه نحو: إلا أن قام أبوه. (عصام).

٤٢٤

كأن ظبية (١) تعطو (٢) إلى ناضر (٣) السلم

على تقدير (٤) رواية (ظبية) بالجر.

(و (ما) تزاد (مع (إذا) نحو : (إذا ما تخرج أخرج) بمعنى : إذا تخرج أخرج (و) مع (متى) (متى ما تذهب أذهب).

(و) مع (أي) نحو : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) [الإسراء : ١١٠].

(و) مع (أين) نحو : (أينما تجلس أجلس) (و) مع (إن) نحو : إما (تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً) [مريم : ٢٦](٥).

حال كون تلك المذكورات مع (٦) (ما) (شرطا) أي : أدوات شرط.

__________________

(١) قوله : (كأن ظبية) أوله :

ويوما يوافينا بوجه مقسم

ـ والمعنى يوما تأتينا الحبيبة بوجه حسن كظبية تمد صيدها إلى عمر ناظر من هذه الشجر وإنما شبهها في هذه الحالة يكون أحسن منظر. (وجيه الدين).

ـ قوله : (كأن طبية) أوله :

فيوما توافينا بوجه مقسم

ـ الموافات الملافات والضمير للحبيبة والقسامة الحسن وفلان قسيم الوجه ومقسم الوجه والعطو التناول رفع الرأس واليدين والناضر الشديد الحضرة ويروى وارق أي : الشجرة الخضراء والسلم بفتحتين شجر عظيم له شوك. (سيالكوني).

(٢) أي : تناول ضمن معنى الميل ولهذا عدى بالي والجملة صفة ظبية. (وجيه).

(٣) من تضر وجهه إذا حسن وأراد به الخضرة والطراوة. (وجيه).

(٤) قوله : (على تقدير رواية) يرو بنصب ظبية على أعمال كأن المخففة ويرفعها على إلغائها وأعمالها في ضمير الشأن المحذوف والمعنى تأتينا هذه المرأة بوجه لم يخل من الحسن موضع منه كأنها في حسن عينها وامتداد جيدها كظبية تمد عنقها إلى غصين هذه الشجرة وضع بهذه ؛ لأنها بهذا الحال تزداد حسنا. (عبد الحكيم).

(٥) يعني أنه حال من الكلمات الخمس المذكورة مع ما وفائدة أنها تستعمل شرطا وغير شرط وزيادة ما مخصصة بحال الشرط. (سيالكوني).

(٦) متعلق بالمذكورات لا بأكون حتى يلزم المجموع شرطا والواقع خلافه فإن الشرط هو المذكورات وحدها لا المجموع من المذكورات. (وجيه).

٤٢٥

(و) مع (بعض حروف الجر) نحو : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ) [آل عمران: ١٥٩] ، و (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا) [نوح : ٢٥] و (عما قليل) ، وزيد صديقي كما أن عمرا أخي.

(وقلت) زيادة (ما) (مع المضاف) نحو : (غضبت من غير ما جرم) و (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ) [القصص : ٢٨].

وقيل (ما) فيها كلها نكرة والمجرور بعدها بدل منها.

(ولا) أي : كلمة (لا) تزاد (مع الواو) العاطفة (بعد النفي) لفظا نحو : (ما جاءني زيد ولا عمرو) أو معنى ، نحو : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) [الفاتحة : ٧](١).

(و) تزاد (بعد أن المصدرية) نحو قوله تعالى : (ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ)[الأعراف : ١٢](٢) أي : إن تسجد.

(وقلت) زيادة (لا (٣) قبل أقسم) نحو : (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ)[القيامة:١](٤) ، و (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ) [البلد : ١].

والسر في زيادتها التنبيه على جلاء القضية ، بحيث تستغني عن القسم فتبرز لذلك في صورة نفي القسم.

(وشذت) زيادتها (مع المضاف) كقوله :

__________________

(١) فإن عمرو في المثال الأول معطوف على زيد داخل في حيز النفي اللفظي وهو ما والضالين في النظم معطوف على المغضوب الذي هو مدخول غير وليس بنفي لفظا بل معنى. (أيوبي).

(٢) إذا المعنى ما منعك أن تسجد ؛ لأنه إنما امتنع عن السجود ولهذا ذمة بهذا القول فلو كان لا غير مزيدة كان المعنى ما منعك من عدم السجود والامتناع عن عدم السجود وهو السجود فيلزم ذمة على السجود. (وجيه الدين).

(٣) وإذا كثرت القسم الذي جوابه نفي للإيذان بأن جوابه نفي نحو : لا والله لا أفعل. (عصام).

(٤) قوله : (لا أقسم) ذهب إليه جماعة ثم اختلفوا فقيل زيدت توطئة لنفي الجواب أي : لا أقسم بيوم لا يتركون سدى ورد بأن قد يجيء الجواب بعده مثبتا نحو : لقد خلقنا الإنسان في كبد وقيل زيد لمجرد التأكيد ورد بأنها لا تزداد كذلك صدرا بل حشو وفيه نظر وذهب جماعة إلى أنها نافية فقيل المنفى وقسم على أن يكون أخبار إلا إنشاء أي : لا أعظمه بالأقسام به لاستحقاقه أعظاما فوق ذلك قال الزمخشري وقيل المنفى شيء متقدم وهو لا ما حكي عنهم كثيرا من إنكار البعث أي : ليس الأمر كذلك ثم استؤنف القسم. (منهل).

٤٢٦

في بئر (١) لا حور (٢) سرى وما شعر

أي : في بئر حور

والحور : المهلكة جمع حائر أي : هالك من حار أي : هلك.

(ومن ، والباء ، واللام تقدم ذكرها) مشتملا على ذكر مواضع زيادتها ، فلا حاجة إلى تكرارها.

(أي) فهي تفسر كل مبهم من المفرد ، نحو : (جاءني زيد أي : أبو عبد الله) والجملة كما تقول : (قطع رزقه ، أي : مات).

(وأن) وهي ، أي : أن (مختصة بما في معنى القول) أي : بفعل (٣) متقرر في معنى

__________________

(١) وذهب أن لا قد يكون اسما بمعنى غير وذلك إذا دخل عليها حرف الجر كقولك خرجت بلا زاد وعصبت من لا شيء. (أمير جلبي).

(٢) قوله : (في بئر لا حور) تمامه :

بأفكه حتى إذا الصبح حسر

ـ البيت للعجاج الحور الهلكة كذا في الصحاح ، ويقال في محاورة أي : نقصان ويحتمل أن يكون اسم جمع بحائر بمعنى الهالك قيل : بئر يسكنها الجن والردى الهلكة والإفك الكذب حشر الصبح الفلق قيل : يصف فاسقا أو كافرا سرى بالخيلة في بئر الهلكة والنقصان أو مهالك الهالكين وما علم لفرط غفلته أنه صار فيها جني يعلق بكاشفات ملحقات الشر وقامت القيمة على ذلك ولكن ينقصه ذلك العلم وتفصيله في العصام والسيالكوني فانظر إليهما وجدت حقه من الدر. (لمحرره).

(٣) قوله : (أي بفعل مقدر) إشارة إلى أن في أعني : في قوله : (في معنى) القول مجازا ؛ لأن الفعل الذي بمعنى القول ليس داخلا فيه بل دالا عليه فشبه معنى القول بالظرف ولفظ الفعل المفسر بالظروف في التقرير بقرنية أن هذا الفعل. (أيوبي).

ـ قوله : (بفعل متقرر في معنى القول تقرر المظروف) إشارة إلى كون المعنى ظرفا اللفظ وهم يجعلون تارة اللفظ مظروف المعنى بناء على أن اللفظ يقدر بالمعنى والظروف بقدر الظروف وتارة بالعكس بناء على أن المعاني تؤخذ من الألفاظ وتزيد زيادة الألفاظ وتنقص بنقصانها فكان الألفاظ قوالب النصب فيها المعاني بقدرها. (وجيه).

ـ قوله : (أي : بفعل) إشارة إلى توجيه ظرفية المعنى اللفظ بأن المعنى ظرف اعتباري يستعار له إرادة الظرف. (عصام).

٤٢٧

القول (١) تقرر المظروف في الظرف ، غير منفك عنه فلا تقع (٢) بعد صريح القول (٣) ، ولا بعد ما ليس في معنى القول.

فهي (٤) لا تفسر في الأكثر إلا مفعولا مقدرا للفظ غير صريح القول مؤدّ معناه نحو قوله تعالى : (وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ) [الصافات : ١٠٤] فقوله : (أَنْ يا إِبْراهِيمُ) تفسير لمفعول (نادَيْناهُ) المقدر ، أي : ناديناه بلفظ هو قولنا : (يا إِبْراهِيمُ) وكذلك قولك : (كتبت إليه أن ائت) أي : كتبت إليه شيئا هو (ائت).

ف : (إن) حرف دال على أن (ائت) تفسير للمفعول به المقدر ك : (كتبت) وقوله تعالى (٥) : (ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) [المائدة : ١١٧].

فقوله (٦) : (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) تفسير للضمير في (به) وفي (أمرت) معنى القول ، وليس تفسيرا لما في قوله : (ما أمرتني) لأنه مفعول لصريح القول.

__________________

(١) قوله : (تقرر المظروف) لما كان ظرفيته المعنى للفظ غير ظاهرة بينه بأن على التشبيه فحلى نحو : عدم انفكاك اللفظ الموضوع عن المعنى لا ينفك المظروف بخلاف ظرفية اللفظ فإنها ظاهرة ولذا قيل : الألفاظ قوالب المعاني. (سيالكوني).

(٢) ولما كان قوله : (مختصة بما في معنى القول) غير شامل لتفسير صريح القول لكونه ظرفا وحكم المظروف لا يشمل الظرف فرع عليه تقوله : (فلا تقع). (عبد الله أيوبي).

ـ قوله : (فلا تقع بعد صريح القول) وذلك ؛ لأن أن المفسرة مشروطة بأن تسبق بجملة فلذلك غلط من عمل منها وأخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين. (حكيم).

(٣) فلا يقال : قال زيد أن جاء عمرو بل يقال قال زيد جاء عمرو. (أيوبي).

(٤) قوله : (فهي لا تفسر) هكذا ذكره الرضي وهو إشارة إلى أن معنى تفسيره للفعل في معنى القول فسره بمفعول لا نفسه. (وجيه الدين).

(٥) وقوله تعالى : (ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما) جملة مستأنفة وليس عطفا على قولك : ؛ لأنه ليس مثالا لما تكون مفسرة للمفعول المقدر ولا بيانا لفائدة فيه الأكثر والواجب ح تأخيره عن قوله : (وقد يفسر بها المفعول به الظاهر بل هو رد لما يتوهم من أنها قد تكون تفسير القول الصريح استدلالا بهذه الآية. (عبد الحكيم).

(٦) فالفاء أما للتفصيل على تقدير إما أو زائدة في خبر المبتدأ على مذهب الأخفش والعائد محذوف أي : فيه. (ك).

٤٢٨

وقد يفسر (١) بها المفعول به الظاهر كقوله تعالى : (إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ) [طه : ٣٨ ـ ٣٩].

فقوله : (أَنِ اقْذِفِيهِ) تفسير ك : (ما يُوحى) الذي هو المفعول الظاهر ل : (أَوْحَيْنا).

(حرف المصدر)

(ما ، وأن) المفتوحة المخففة (وأن) المشددة.

(فالأولان) أي : (ما ، وأن) المفتوحة المخففة (للفعلية) أي : للجملة الفعلية ، أي : تدخلان على الجملة الفعلية ، فتجعلانها في تأويل المصدر نحو قوله تعالى : (ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ) [التوبة : ١١٨] أي : برحبها (٢) ، بضم الراء ، وهو السعة ، ونحو قولك : (أعجبني أن خرجت) أي : خروجك. واختصاص (٣) (ما) المصدرية بالفعلية إنما هو عند سيبويه وجوز غيره بعدها الاسمية.

قال الشارح الرضي : هو الحق وإن كان قليلا (٤) ، كما وقع في نهج البلاغة : ابقوا في الدنيا ما الدنيا باقية.

(وإن) المفتوحة المشددة (للاسمية) أي : للجملة الاسمية خاصة إلا إذا كفت ب : (ما) فيجوز بعدها الاسمية والفعلية.

ومعنى كونها للاسمية أنها تعمل في جزئيها وتجعلها في تأويل المفرد الذي هو

__________________

(١) بيان لفائدة قيد في الأكثر ولم يجعله بيانا لفائدة القيد ؛ لأنها ليست نصا في كونها مفسرة أي : للجملة التفسير الأول وحدة لبيان الموصوف والثاني لبيان معنى الإبهام والفصل وتخصيص أن بالفعل مضارعا كان أو ماضيا أمرا أو نهيا. (سيالكوني).

(٢) يعني أن ما في ما رحبت مصدرية دخلت على الجملة الفعلية التي هي رحبت وجعلتها في تأويل المصدر حتى دخل عليها حرف الجر. (عبد الله أفندي).

(٣) ثم إن لما كان في اختصاص ما الفعلية خلاف بين سيبويه وغيره أشار لما هذا الخلاف وإلى أن المصنف ذهب إلى مذهب سيبويه فقال : (واختصاص ما ... إلخ). (تكملة).

(٤) وهذا إشارة إلى دليل سيبويه يعني أنه رجح عدم التجويز لقلة وقوعها.

٤٢٩

مصدر خبرها ، نحو : (أعجبني أنك قائم) أي : قيامك أو ما في معناه (١) نحو : (أعجبني أن زيدا أخوك) أي : أخوة زيد ، فإن تعذر (٢) قدرت الكون ، نحو : (أعجبني أن هذا زيد) أي : كونه زيدا.

(حروف التحضيض) (٣)

(هلا ، وإلا) مشددتين (٤) (لولا ، ولوما لها صدر الكلام) لدلالتها على أحد أنواع الكلام.

فتصدر لتدل من أول الأمر على أن الكلام من ذلك النوع (٥).

(ويلزمها الفعل) وفي بعض النسخ (وتلزم الفعل) (لفظا) نحو : (هلا ضربت (٦) زيدا) و (هلا تضرب زيدا) (أو تقديرا) نحو : (هلا زيدا ضربته) و (هلا زيدا تضربه).

فمعناها (٧) إذا دخلت على الماضي التوبيخ واللوم على ترك الفعل ، ومعناها في

__________________

(١) قوله : (أو في معناه) أي : في تأويل المفرد الذي في معنى المصدر وأن يم يكن الخبر مشتقا ولكنه في معنى المشتق نحو : أعجبني أن زيدا أخوك فالأخوة وإن لم يكن مصدرا لأخوك لكنه في معنى الصدارة لكونه في معنى بو أخيك أو مو أخيك. (وجيه).

(٢) قوله : (فإن تعذر) أي : تعد مصدر خبرها أو ما هو في معناه بأن يكون الخبر جامدا محضا نحو : أعجبني أن هذا زيد أي : كونه زيد ؛ لأن كل خبر جامد نسبة إلى المخبر عنه بلفظ الكون تقول : هذا زيد وإن شئت قلت : هذا كائن زيدا ومعناه واحد. (وجيه).

(٣) قوله : (حروف التحضيض) مصدر للتكثير والحض على الشيء طلبه والحث عليه وهذه الحروف حركية كما في المفتاح ويحتمل أن إلا أصله هلا أبدلت الهاء وهمزة. (حكيم).

(٤) قوله : (مشددتين) وهلا مخففة اسم فعل بمعنى عجل لحث لغير العاقل وإلا مخففة تنبيها وعرضا واستفهاما ونفيا. (سيالكوني).

(٥) أي : الكلام الذي يجب الاهتمام والاعتناء. (أيوبي).

(٦) في تخصيص الأمثلة بالإثبات إشارة إلى عدم دخولها على المنفي. (ك).

(٧) إذا وقع الظرف بعدها فهو منصوب بفعل بعده لا يفعل مقدر بعدها لتوسعهم في الظروف فنحو هلا يوم الجمعة زرني يوم الجمعة فيه منصوب بزرني. (شيخ الرضي).

ـ إذا تقدم الظرف نحو : ولولا إذا سمعتموه قلت : فهو مفعول للفعل المتأخر لتوسعهم في الظرف. (سيالكوني). ـ

٤٣٠

المضارع الحض على الفعل والطلب له.

فهي في المضارع بمعنى الأمر.

ولا يكون التحضيض في الماضي الذي قد فات إلا أنها (١) تستعمل كثيرا في لوم المخاطب على أنه ترك في الماضي شيئا يمكن تداركه في المستقبل ، فكأنها (٢) من حيث المعنى للتحضيض على فعل مثل : ما فات.

(حرف التوقع (٣) والتقريب) (٤)

(قد) يسمى بهما لمجيئه لهما.

فإن هذا الحرف إذا دخل (٥) على الماضي أو المضارع ، فلا بدّ فيها من معنى

__________________

ـ قوله : (فمعناها) أي : إذا دخلت على الماضي للتوبيخ واللوم ؛ لأن التحضيض على ما فات سبب للتوبيخ واللوم ؛ إذ لا معنى للحض على ما فات عليه سواء كان معنى حقيقيا أو مجازيا وكنائيا والظاهر الأخير لما يجيء أنها لا تحلو عن الحض على مثل ما فات في المفتاح وفي الماضي للتنديم وهذه المعاني لازمة للحض على ما فات كان المخاطب ذا شرف فتنديم وإلا فتوبيخ ولوم. (عبد الحكيم).

(١) قوله : (إلا أنها) بمعنى لكن لدفع توهم إطلاق حروف التحضيض على ما دخلت على الماضي ؛ لأن إطلاق هذه الأسماء عليها بالمعنى الإضافي في لا بالنقل كما ولذا سماها السكاكي في المفتاح حروف التنديم والتخصيص. (فاضل محشي ك).

(٢) قوله : (فكأنها للتحضيض) هذا فيما يمكن له مثل ، إما فيما لا يمكن له ذلك نحو : قوله : (عليه‌السلام هلا شققت قلبه فلا. (حكيم).

(٣) قوله : (حرف التوقع) أضافوها إلى التوقع والتقريب من جملة معانيها الخمسة لاختصاصه بها وللرد على من قال إنها ليست للتوقع في الماضي ومن ذهب إلى أنها ليست للتوقع مطلقا وهذه المعاني لقد إذا كانت حرفا وقد يستعمل اسما بمعنى حسب مبنيا عند البصريين لمشابهة الحرفية فيقولون قد زيد درهم وبنون الوقاية نحو : قد نى درهم وقد نى أي كفاني. (سيالكوني).

(٤) أي : تقريب فذا الماضي إلى الجمال كقول المقيم : قد قامت الصلاة. (خبيصي).

(٥) قوله : (إذا دخل) إشارة إلى أنها لا تدخل على فعل الطلب وشرط في الماضي أن يكون مثبتا أو منصرفا ؛ لأن غير المتصرف ليس للمضي حتى بقربه إلى الحال. (حكيم).

٤٣١

التحقيق ثم إنه يضاف في بقض المواضع إلى هذا المعنى في الماضي التقريب من الحال مع التوقع ، أي : يكون مصدره متوقعا للمخاطب (١) واقعا عن (٢) قريب ، كما تقول لمن يتوقع ركوب الأمير : (قد ركب الأمير) أي : حصل عن قريب ما كنت تتوقعه.

ومنه (٣) قول المؤذن : (قد قامت الصلاة).

ففيها إذن ثلاثة معان مجتمعة ، التحقيق والتوقع والتقريب.

وقد يكون مع التحقيق التقريب من غير توقع ، كما تقول : (قد ركب زيد) لمن لم يتوقع ركوبه.

(و) هي (في المضارع) المجرد من ناصب وجازم وحرف تنفيس.

(للتقليل) أي : يضاف إلى التحقيق في الأغلب التقليل ، نحو : (إن الكذوب قد يصدق).

وقد تستعمل (٤) للتحقيق مجردا عن المعنى التقليل نحو : (قد نرى تقلب وجهك في السماء) ويجوز الفصل (٥) بينها وبين الفعل بالقسم ، نحو : (قد والله أحسنت) و (قد لعمري بت ساهرا).

__________________

(١) قبل الاختيار فلا يرد ما توهم القائل ؛ لأنه ليس التوقع في الماضي ؛ لأن الماضي ينافي التوقع. (حاشية).

(٢) سواء وقع بالفعل بأن حصل مدلوله في الخارج أو بالقوة بأن أشرف على الوقوع وقد مثل للأول بقوله : (تقول ... إلخ). (أيوبي).

(٣) قوله : (ومنه) أي : من كون قد في الماضي للتقريب من الحال مع التوقع. (عبد الله أفندي).

(٤) قوله : (وقد تستعمل للتحقيق) قيل : تستعمل للتحقيق مع التنكير وجعل الآية من هذا القبيل. (سيالكوني).

(٥) ويجوز حذف فعلها كقول الشاعر :

أزف الترحل غير أن ركابنا

لما تزل برحالنا وكأن قد

 ـ أي : وكأن قد زالتا. (موشح).

٤٣٢

(حرفا الاستفهام)

(الهمزة وهل (١) لهما صدر الكلام) لا يتقدمهما ما في حيزهما ، لدلالتهما على أحد أنواع الكلام كما مر.

وتدخلان على الاسمية والفعلية.

(تقول) في الاسمية : (أزيد قائم؟) و) في الفعلية (أقام زيد؟) وكذلك (هل) تقول فيهما : (هل زيد قائم؟) و (هل قام زيد؟) إلا أن الهمزة تدخل على كل اسمية ، سواء كان الخبر فيها اسما أو فعلا ، بخلاف (هل) فإنها لا تدخل على اسمية أو خبرها فعل ، نحو : (هل زيد قام؟) إلا (٢) على الشذوذ وذلك ؛ لأن أصلها أن تكون بمعنى (قد) كما جاءت على الأصل ، في قوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ) أي : قد أتى فلما كان أصلها (قد) وهي من لوازم الأفعال فإن رأت فعلا في حيزها تذكرت (٣) عهودا (٤) بالحمى وحنت إلى الألف المألوف وعانقته ، وإن لم تره في حيزها تسلت عنه ذاهلة.

(والهمزة أعم تصرفا)

أي : التصرف (٥) فيها باعتبار استعمالها في مواضع استعمالاتها أكثر من التصرف في (هل).

__________________

(١) قوله : (الهمزة وهل) وأما وأل فعلت بمعنى هل فعلت على ما حكاه قطرب عن أبي عبيدة فتقلت الهاء همزة. (حكيم).

(٢) قوله : (إلا أن الهمزة) إشارة إلى أن قوله : (وكذلك هل ليس على العموم بدليل قوله : (والهمزة أعم تصرفا فكأنه في المعنى الاستثناء من هذا الحكم ولذا ذكره الشارح هاهنا والأوجه ذكره في تقول أزيد ضربت كما يشير إلى قوله : (لما عرفت. (حكيم).

(٣) إنما تذكرت قد في زمان رؤيته الفعل ؛ لأن قد كالعاشق والفعل كالمعشوق لا يقتضي قد رقيب الاسم بينه وبين الفعل. (لمحرره).

(٤) قوله : (عهود بالحمى) العهود جمع عهد والحمى كالي ما يحمي من الكلاء بمعنى المحمى والمراد هاهنا الأرض التي فيها الكلاء وحنت أما من الحنو بمعنى الميل أو من الحنين بمعنى الشوق والألف بكسر الهمزة وسكون اللام الألفة يقال حنت الألف أي : الألفة والمعانقة در اغوش كرفتن وتسلت عنه الظاهر اسلت عنه على ما في الصراح والكلام تصوير وتمثيل الحال هل بحال العاشق والمقصود أنه إذا أمكن مراعاة حالها الأصلي صح تركها. (سيالكوني).

(٥) قوله : (أي : التصرف فيها) جعل تصرفا تمييزا عن نسبة أعم إلى فاعله أي : أعم تصرفه ـ

٤٣٣

(تقول (أزيدا ضربت؟) بإدخال الهمزة على الاسم مع وجود الفعل (١) بخلاف (هل زيدا ضربت؟) لما عرفت.

(و) تقول : (أتضرب زيدا وهو أخوك؟) باستعمال الهمزة لإثبات ما دخلت عليه على وجه (٢) الإنكار دون (هل تضرب زيدا؟) لأن المستفهم عنه في مثل : هذا الموضع محذوف بالحقيقة (٣) ؛ لأنه أصله أترضى بضربك زيدا؟ وهو غير مستحسن (٤) منك ، و (هل) ضعيفة في الاستفهام ، فلا يحذف فعلها ، بخلاف الهمزة فإنها قوية فيه.

(و) تقول : (أزيد عندك أم عمرو؟) ونجعل الهمزة معادلة ل : (أم) المتصلة فإنه لما قصد الاستفهام عن أحد الأمرين تعدد المستفهم عنه.

فاستعمال الهمزة التي هي الأصل (٥) في باب الاستفهام والأقوى فيه أنسب وأليق.

__________________

ـ وجعل إضافته إلى الضمير لأدنى ملابسة ؛ لأنه عنى به التصرف فيه ولدان تجعل التصرف فعل الهمزة أي : الهمزة تصرفها أعم من تصرف هل أنها تدخل في مواقع لا يدخل فيها هل وكلما تدخل تنصرف في الكلام بنقله من الخبر إلى الإنشاء فإذا كان استعمالها أكثر كان تصرفها أعم. (عصام الدين).

(١) وهو ضربت في حيزها لما سبق من أنها تدخل على كل اسمية.

(٢) قوله : (على وجه الإنكار التوبيخي) أي : ما بعدها ما كان ينبغي أن يقع وأن فاعله معلوم نحو : (أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ)[الصافات : ٩٥] وقد يجيء للإنكار الإبطال إلى أي : أن ما بعدها غير واقع وأن مدعية كاذب نحو : (أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ)[:] ولإفادتها نفي ما بعدها الذي لزم ثبوته إن كان منفيا ؛ لأن نفي النفي إثبات ومنها (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ)[الزمر : ٣٦] والإنكار بالتسمية يختص بالهمزة. (عبد الحكيم).

(٣) قوله : (محذوف بالحقيقة) إذ لا معنى للاستفهام عن الضرب الذي هو عدم الوجود في الإنكار التوبيخي ومعلوم الانتقاء في الإنكار الإبطالي بخلاف الرضي وأن أمر خفي واقترانه بالحال الذي ينافيه يدل على عدم استحسانه وهذا مبنى على استعمال الهمزة في الاستفهام وكون الإنكار متولدا منه وأما على تقدير كونها مستعملة في الإنكار فالوجه ما ذكره في المفتاح من أن هذا مختص بالاستقبال ولا معنى لإنكارها ما لم يقع. (سيالكوني).

(٤) فإنه أمر خفي اقترانه بالحال الذي ينافيه يدل على عدم استحسانه. (أيوبي).

(٥) قوله : (هي الأصل) أي : غيره داخلا فيه والأقوى لكونها موضوعة فاستعمالها أليق وأنسب عند العقل ثم اختص في الاستعمال بما هو الأنسب عند العقل فلا يرد أنه لا يدل على جواز ـ

٤٣٤

وتقع (هل) مع (أم) المنقطعة ؛ لأن المستفهم عنه في صورة (أم) المنقطعة لم يتعدد ؛ لأنها للإضراب عن السؤال الأول واستئناف سؤال آخر ب : (أم) المقدرة بالهمزة.

فإن قولك : (هل زيد عندك أم عمرو؟) في تقدير (بل عندك عمرو).

(و) تقول : (أثم إذا وقع ، وأ فمن كان ، وأ ومن كان) بإدخال الهمزة (١) على (ثم(٢) ، والفاء ، والواو) من الحروف العاطفة ، (دون (هل) لكونها فرع الهمزة فلا تتصرف تصرفها.

(حروف الشرط) (٣)

(إن ، ولو ، وأما) لها صدر الكلام) لما مر (٤).

ف : (إن) للاستقبال وإن دخل على الماضي ، ولو عكسه) يعني : (لو) للماضي ، وإن دخل على المستقبل.

وفي بعض النسخ : فإن للاستقبال ولو للماضي.

ومعناه : أن إن للاستقبال ولو للماضي نحو : (إن تكرمني أكرمك) و (إن أكرمتني أكرمتك).

__________________

ـ جعل هل معادلة لا بل على عدم إلا نسبيه. (سيالكوني).

(١) قوله : (بإدخال الهمزة) على ثم والفاء ، يعني : أن الهمزة مقدمة عن تأخيرها وأنها في الأصل واقعة بعد العاطفة ثم قدمت هذا عند الجمهور والزمخشري خالف في ذلك فزعم أن الهمزة في تلك المواضع واقعة كلها محل الأصلي وأن المعطوف عليه مقدر بينها فيقول التقدير في أفلم يسيروا أمكثوا فلم يسيروا؟ (وجيه الدين).

(٢) يعني الهمزة لواقعتها في التصدر لا يدخل عليها العاطفة بل هي تدخل عليها وعلى هل قال الله تعالى : (فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[هود : ١٤]. (عصام).

(٣) قوله : (حروف الشرط) في القاموس الشرط التزام الشيء نقل في الاصطلاح إلى تعليق حصول مضمون جملة الحصول مضمون جملة أخرى أي : الحروف الدالة على التعليق. (سيالكوني).

ـ من إضافة الدال إلى المدلول كما قاله السيالكوني أي : الحروف الدالة على التعليق. (مصري).

(٤) أي : ليعلم من أول الأمر أن الكلام من ذلك النوع. (أمير).

٤٣٥

فمعنى المثال الثاني يعنيه معنى المثال الأول يعني : إن وقع منك إكرامي في الاستقبال وقع أيضا إكرامك فيه.

وكذلك لو للماضي على أيهما دخلت نحو : (لو ضربت ضربت) و (لو تضرب أضرب) بمعنى واحد ، أي : لو وقع منك ضربي في الماضي فقد وقع مني ضربك أيضا فيه.

وقد تستعمل لو ك : (إن) في المستقبل نحو قوله تعالى : (وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ)(١).

واعلم (٢) أن المشهور أن لو لانتفاء الثاني لانتفاء الأول ، وهذا لازم معناها فإنها

__________________

(١) فإن المعنى : الله أعلم لا تعجبكم أو تعجبكم وقال الرضي : وقد تكون بمعنى أن الناصبة كقوله تعالى : (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)[الممتحنة : ٢] وكقوله تعالى : (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ)[القلم : ٩] وكقوله تعالى : (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي)[المعارج : ١١] لا يجوز أن أن تكونن هاهنا للامتناع ؛ لأنه لا جواب لها. (شيخ الرضي).

(٢) قوله : (اعلم أن المشهور) النحاة قالوا إن لو لامتناع الثاني لامتناع الأول وخطأهم المصنف وقال بل هو لامتناع الثاني وذلك أن الأول سبب والثاني مسبب والسبب قد يكون أعم من المسبب لجواز أن يكون لشيء أسباب مختلفة كالنار والشمس لإشراق فانتفاء السبب فانتفاء السبب لا يوجب انتفاء المسبب بخلاف المسبب فإن يوجب انتقاء السبب قال الشيخ الرضي وفيما قال المصنف نظر ؛ لأن الشرط عندهم ملزوم والجزاء لازم سواء كان الشرط سببا كما في قولك : لو كانت الشمس طالعة لكان النهار موجودا أو شرطا كما في قولك : لو كان لي مال لحججت أو لا شرطا ولا سببا كقولك لو كان النهار موجودا لكانت الشمس طالعة ثم قال الرضي الصحيح أن يقال كما قاله المصنف هو موضوعة لامتناع الأول لامتناع الثاني أي : امتناع الثاني يدل على امتناع الأول لكن لا للعلة التي ذكرها المصنف بل ؛ لأن لو موضوعة ليكون جزاؤها مقدر الوجود في الماضي ووجوده في الماضي يكون ممتنعا فيه فيمتنع الشرط الذي هو ملزوم لأجل امتناع لازمة إلى الجزاء ؛ لأن الملزوم ينتفي بانتقاء لازمة انتهى ؛ إذ لو تحقق الملزوم بدون اللازم لانتفى الملازمة بينهما فعلى ذكره يكون دليله باطلا ودعواه حقا ووجه العلامة التفتا زاني قول النحاة أنها لامتناع الثاني لامتناع الأول بأن معناه أنها للدلالة على أن انتفاء الثاني في الخارج إنما هو سبب انتفاء الأول بمعنى أن علة انتفاء مضمون الجزاء في الخارج وهي انتقاء مضمون الشرط غير التفاوة إلى أن علة العلم بانتفاء الجزاء ما هي فمعنى :(فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ)[النحل : ٩] أن انتفاء الهداية بسبب انتفاء المشية ولا يخفى أن العلة إذا تحققت تحقق المعلوم. (وجيه).

٤٣٦

موضوعة (١) لتعليق حصول أمر في الماضي (٢) بحصول أمر آخر مقدر نية ، وما كان حصوله مقدرا في الماضي كان منتفيا فيه قطعا.

فيلزم (٣) لأجل انتفائه انتفاء (٤) ما علق به أيضا.

فإذا قلت : مثلا : (لو جئتني لأكرمتك) فقد علقت حصول (٥) الإكرام في الماضي بحصول مجئ مقدر فيه ، فيلزم انتفاؤهما معا وكون انتفاء الإكرام مسببا ؛ لانتفاء المجيء في زعم المتكلم.

واستعمال لو بهذا المعنى هو الكثير المتعارف ، وقد تستعمل (٦) على قصد لزوم الثاني للأول مع انتفاء اللازم ، ليستدل به على انتفاء الملزوم كقوله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) [الأنبياء : ٢٢].

فإن لو هاهنا تدل على لزوم الفساد لتعدد الإلهة وعلى أن الفساد منتف ، فيعلم من

__________________

(١) لأنها حرف الشرط ومعنى الشرط مراعي فيها وبه صرح المحقق التفتازاني في المطول وشرح المفتاح. (حكيم).

(٢) بناء على العرف وما قيل أن المقدر يشمل الموجود والمعدوم فاصطلاح المنطقيين. (سيالكوني).

(٣) قوله : (فيلزم) تحقيق لمعنى التعليق فإن معناه أن حصوله منوط به غير متوقف حصوله على حصول شيء آخر دون جميع ما سواه مما يتوقف عليه ذلك الأمر حاصل ولو إدعاء فلو حصل ما علق به بدون ما علق عليه لم يكن المعلق عليه معلقا عليه ولذا ذهب الشافعي رحمه‌الله وإيانا إلى أن التعليق بالشرط يدل على انتفاء الحكم عند انتفاء الشرط والحنفية اعترفوا بانتفاء الحكم عند انتفاء الشرط إلا أنهم يقولون بكونه مدلولا للجملة الشرطية. (سيالكوني).

(٤) هذا إذا استلزم انتفاء الملزوم انتفاء اللازم أو يكون سببا له وكلاهما ممنوعان. (عصام).

(٥) قوله : (فقد علقت حصول) فالمعنى المطابقي هو التعليق المخصوص وانتفاء الأمرين وسببه الامتناع لامتناع المدلول الالتزامي ولما كان كلا الانتفائين معلوما عند المخاطب ولم يكن تعليق الحصول بالحصول المفروض مقصودا بنفسه إذا لا فائدة بل لأجل إفادة السببية قالوا إن لو لامتناع الأول فوضعوا ما هو المقصود من المعنى المطابق مقامه تنبيها على ذلك. (حكيم).

(٦) قوله : (وقد تستعمل) إشارة إلى أنه معنى مجازي له ؛ لأن اللازم لازم للتعليق والدليل على ذلك قلة الاستعمال فيه ويتبادر معنى التعليق المخصوص وكذلك المعنى الثالث والمقصود ما ذهب إليه الشلوبين واختاره القاضي في تفسيره من أنه موضوع للقدر المشترك وهو التعليق وضعا أو الحقيقة والمجاز يتبادر منه لكثرة استعماله لا ينافي كما قالوا في الوجود. (سيالكوني).

٤٣٧

ذلك انتفاء التعدد. ومن هذا الاستعمال توهم المصنف (١) أن (لو) لانتفاء الأول ؛ لانتفاء الثاني ، وخطأ عكسه (٢) المشهور ، ولم (٣) يدر أن ما ذكره معنى يقصد إليه في مقام الاستدلال بانتفاء اللازم المعلوم على انتفاء اللازم المجهول ، وأن المعنى المشهور بيان سببية أحد الانتفائين المعلومين للأخر بحسب الواقع ، فلا يتصور هناك استدلال.

فإنك إذا قلت : (لو جئتني لأكرمتك) لم تقصد أن تعلم المخاطب انتفاء المجيء من انتفاء الإكرام كيف!

وكلا الانتفائين معلوم له بل قصدت إعلامه بأن انتفاء الإكرام مستند إلى انتفاء المجيء.

وله استعمال ثالث ، هو أن يقصد بيان استمرار شيء فيرتبط (٤) بأبعد النقيضين عنه كقولك : (لو أهانني لأكرمته) لبيان استمرار وجود الإكرام ، فإنه إذا استلزم الإهانة الإكرام فكيف يستلزم الإكرام الإكرام (٥)!.

(وتلزمان) (٦) أي : (إن ، لو) (للفعل لفظا) كما مر في الأمثلة.

__________________

(١) قوله : (توهم المصنف) قد صرح المصنف سبب تخطئتهم فقال الشرط سبب والجزاء سبب والمسبب قد يكون أعم من السبب فلا يلزم من انتفاء السبب انتفاؤه وافقه الرضي في الدعوى وزيف الدليل بان الشرط لا ينحصر في السبب واستدل على دعواه أن الشرط ملزوم والجزاء لازم واللازم قد يكون أعم فلا يلزم من انتفائه انتفاؤه. (عصام الدين).

(٢) أي عكس انتفاء وهو لانتفاء الثاني لانتفاء الأول.

(٣) إن استعمال التعليق غير استعمال اللزوم. (محشي).

ـ الذي هو قصد لزوم الثاني للأول مع انتفاء اللازم. (محرم).

(٤) فيسبب هذا القصد ربط القائل ذلك الشيء الذي أراد بيان استمراره. (أيوبي).

(٥) بل يكون استلزامه له بطريق الأولوية ؛ إذ هو أقرب النقيضين منه فيدل ذلك على استمرار وجود اللازم على كل حال. (عبد الله أفندي).

(٦) قوله : (ويلزمان الفعل) أي : الشرط وأن الجزاء فقد يكون اسمية أو مضارعا مجزوما يلم أو ماضيا في أوله لا مفتوحة وحذفها قليل إلا إذا وقعت لو مع خبرها صلة نحو : الذي لو ضربني شكر والمحال شرط كقوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ)[لقمان : ٢٧] إلى قوله : (ما نفدت) وذهب الزمخشري إلى وقوع الاسمية جوازا كما في قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ)[البقرة : ١٠٣]. (سيالكوني).

٤٣٨

(أو تقديرا) نحو قوله تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ) [التوبة : ٦] و (لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ) [الإسراء : ١٠٠] أي : وإن استجارك أحد ، ولو تملكون (١) أنتم(٢) ، فأحد وأنتم مرفوعان بأنهما فاعلين لفعلين محذوفين يفسرهما الظاهر ، أما (أحد) فظاهر ، وأما (أنتم) فلأنه كان ضميرا مستترا (٣) متصلا ، فلما حذف الفعل صار منفصلا بارزا وليس لتأكيد (٤) لفاعل الفعل المحذوف ؛ لأن حذف الفعل والفاعل أبعد من حذف الفعل وحده.

(ومن ثمة) أي : ومن أجل لزوم الفعل بعدهما (قيل) بعد (لو) المحذوف فعلها : (أنك) بالفتح (لا بالكسر) (لأنه) أي : (أن) مع معموليه فاعل للفعل المقدر بعد (لو).

والصالح للفعالية هو (أن) المفتوحة لا المكسورة (٥).

(و) قيل : (انطلقت) بالفعل) (٦) أي : بصيغة الفعل (موضع منطلق) أي : في موضع (٧) يليق أن يقع فيه (منطلق) لأن الأصل في خبر أن هو الأفراد (ليكون) ، الفعل المذكور موضع اسم الفاعل (كالعوض) عن الفعل المحذوف فيقال ، فيقال : لو أنك انطلقت ، ولا يقال لو أنك منطلق.

__________________

(١) تقديره لو تملكون تملكون فحذف تملكون الأول وأبدل من الضمير المقصود الواو ضمير منفصل وهو أنتم. (وافية).

(٢) هكذا في النسخ التي رأيناها والصواب إسقاط أنتم كما يدل عليه آخر كلامه. (ك).

(٣) قوله : (كان ضميرا مستترا) الصواب إسقاط مستتر لكونه لغوا وليس سهوا إلا على قول الأخفش والمازني فإنهما قالا الواو حرف والفاعل مستتر وإسقاط بارزا لكونه لغوا. (عبد الحكيم).

(٤) قوله : (لأنه حذف الفعل) فيه أنا لا نسلم أنه يعد من جعل المتصل منفصلا وعدم المطابقة بين المفسر والمفسر والقول بإعادة الفاعل في المفسر لامتناع وجود الفعل بدون الفاعل وقيل أنه لم يعهد حذف المؤكد العامل مع بقاء التأكيد. (فاضل محشي).

(٥) لأن المكسورة مع معمولية في حكم الجملة والمفتوحة في حكم المفرد والفاعل لا يكون إلا مفردا. (وافية).

(٦) وإنما قيده بالفعل لئلا يتوهم أن المراد فانطلقت هو معنى المصدرية. (وافية).

(٧) قوله : (أي في موضع يليق) أراد أن يبين وجه أنه بعد أن الواجب لو أنك انطلقت كيف يصح أن يقال أن انطلقت وقع موقع منطلق فوجهه بأن يقال أن انطلقت نظرا إلى أصالة أفراد الخبر ويمكن توجيهه أن جعل الخبر ماضيا لغو لدلالته على ماضويته اعلم أن جواب لو أما ماض منتفي بلم أو فعل ماض دخل عليه لام مفتوحة وتحذف اللام قليلا إلى إذا وقعت الجملة الشرطية صلة أو طال شرطها بذيوله فإنه يكثر حذف اللام ح ولا يكون قلة اسمية خلافا للزمخشري. (عصام).

٤٣٩

وإنما قال (١) : (كالعوض) لأن الفعل المقدر لا بدّ له من مفسر (وأن) لكونها دالة على معنى التحقيق والثبوت ، تدل على معنى ثبت المقدر هاهنا ، فهو عوض عنه من حيث المعنى (٢) ، والفعل الواقع خبرا عوض عنه من حيث اللفظ ، فليس شيء منهما عوضا حقيقيا عن الفعل المقدر ، بل كالعوض ، وهذا إذا كان الخبر مشتقا يمكن اشتقاق الفعل من مصدره.

(وإن كان جامدا) لا يمكن اشتقاق الفعل منه (جاز) وقوع ذلك الاسم الجامد خبرا لتعذره أي : لتعذر وقوع الفعل في موضع الخبر ، كقوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ) [لقمان : ٢٧] فإن أقلام ليس مشتقا ليوضع فعله في موضعه.

(وإذا تقدم القسم الأول أول (٣) الكلام) أي : في أول (٤) زمان التكلم بالكلام.

فيصح ترك (في) لكونه ظرف زمان واحترز به عن توسط القسم بتقديم غير الشرط(٥).

__________________

(١) قوله : (وإنما قال كالعوض) ولما توهم الشارح هاهنا سؤالا وهو أن يقال لم قال المصنف كالعوض ولم يقل عوضا هل لذلك نكتة أجاب عنه بقوله : (وإنما ... إلخ). (عبد الله أفندي).

(٢) لأن إن تدل على الثبوت المقدر تدل على الثبوت فيكون من جهة المعنى عوضا عنه. (وافية).

(٣) منصوب على الظرفية مفعول فيه لتقدم على تضمين معنى الدخول وفي شرح العصام أول مرفوع صفة القسم أن أردت التفصيل فارجع إليه. (زيني زاده).

(٤) قوله : (أي في أول زمان المتكلم) استشكل الناظرون وجه نصب أول فذهب الشارح إلى أنه ظرف زمان بحذف لفظ زمان والمراد بالزمان زمان التكلم على التوسع وجعل الكلام بمعنى التكلم ولا يخفي ما فيه من التعسف اللفظي والبشاعة المعنوية فإن المقصود وقوع القسم فحاول الكلام كما يفصح عنه قوله : (أي : القسم بين أجزاء الكلام. (سيالكوني).

ـ قوله : (أي أول زمان المتكلم) بالكلام أشار بذلك إلى دفع اعتراض أورد في الحواشي الهندية وهو أن شرط تقدير في أن يكون الظرف زمانا أو مكانا منهجا وأول ليس كذلك ؛ لأنه مكان معين وتقرير الدفع ظاهر وهو أن أول ظرف زمان أضيف إلى الكلام وأجيب في الحواشي ؛ لأنه بتضمين الدخول ولا يشترط في الدخول أن يكون المكان مبهما بل يحتمل ما دخلت من الأمكنة المعينة على المكان المبهم. (وجيه الدين).

(٥) لا يظهر وجه للتقييد بغير الشرط ؛ لأن الشرط وغير الشرط سواء في الحكم. (وجيه).

٤٤٠