تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٤٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

ذكر أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي : وفيها : يعني سنة ست وستين ومائتين مات عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم.

٣١٨٥ ـ عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم

حدّث عن القاضي أبي بكر يوسف بن القاسم.

روى عنه : أبو الفتح محمد بن حمزة بن الخضر القرشي.

٣١٨٦ ـ عبد الله بن إسحاق بن إسماعيل بن مسروق العذري

عمّ أبي قصيّ.

روى عن معروف الخيّاط.

روى عنه : ابن أخيه أبو قصيّ.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أخبرني تمّام بن محمد ، حدّثني أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي من حفظه ، نا أبو قصيّ إسماعيل بن محمد بن إسحاق العذري ، حدّثني أبي وعمي قالا : نا معروف الخيّاط عن واثلة بن الأسقع ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من حمل بجوانب السرير الأربع غفر له أربعين كبيرة» [٥٧٥١].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو القاسم السهمي ، نا أبو أحمد بن عدي (١) ، نا أبو قصيّ ، نا أبي محمد بن إسحاق ، وعمي عبد الله بن إسحاق ، قالا : نا معروف ، نا واثلة بن الأسقع الليثي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من شهد جنازة ومشى أمامها وجلس حتى يأخذ بأربع زوايا السرير وجلس حتى تدفن ، كتب له قيراطان من أجر ، أخفّهما في ميزانه يوم القيامة أثقل من أحد» (٢) [٥٧٥٢].

__________________

(١) الحديث في الكامل لابن عدي ٦ / ٣٢٦ في ترجمة معروف بن عبد الله الخياط الدمشقي.

(٢) في الكامل لابن عدي : من جبل أحد.

٨١

٣١٨٧ ـ عبد الله بن أسعد بن علي بن عيسى بن علي

أبو الفرج الموصلي الفقيه الشافعي المعروف بابن الدّهّان (١)

أديب فاضل ، وشاعر محسن.

قدم دمشق مرات في صحبة الفقيه أبي سعد بن أبي عصرون ، وكان يتردد إلى درسه.

وسمع مني صحيح مسلم ، والوسيط في التفسير للواحدي ، ثم ندب للتدريس بمدرسة حمص ، وسمعت منه أشياء من شعره ، ولم أكتبها عنه ، وأنشدني له أبو اليسر شاكر بن سليمان المغربي يمدح الملك العادل نور الدين عقيب الحادثة التي حدّثت من الفرنج خذلهم الله تحت حصن الأكراد :

ظبي المواضي وأطراف القنا الذبل

ضوامن لك ما حازوه من نفل (٢)

وكافل لك كاف ما تحاوله

عزّ وعزم وبأس غير منتحل

وما يعيبك ما نالوه من سلب

بالختل قد تؤسر الآساد بالحمل (٣)

وإنّما أخلدوا جبنا إلى خدع (٤)

إذا لم يكن لهم بالجيش من قبل

واستيقظوا وأراد الله غفلتكم

لينفذ القدر المحتوم في الأزل

حتى أتوكم فلا المادي من أمم

ولا الظبا كثب (٥) من مزهق عجل

قنا لنا (٦) وقسيّ غير موترة

والخيل عارية (٧) ترعى مع الهمل

ما يصنع الليث لا ناب ولا ظفر

بما حواليه من عفر ومن وعل

هلّا وقد ركب الأسد الصّقور وقد

تسلوا الظباء تحت غابات من الأسل

__________________

(١) ترجمته وأخباره في وفيات الأعيان ٣ / ٥٧ والنجوم الزاهرة ٦ / ١٠٠ وشذرات الذهب ٤ / ٢٧٠ وانباه الرواة ٢ / ١٠٣ رقم ٣١٥ وطبقات الشافعية للسبكي ٧ / ١٢٠ ، سير الأعلام ٢١ / ١٧٦ الوافي بالوفيات ١٧ / ٦٧.

(٢) عن م وبالأصل : ثفل.

(٣) في المطبوعة : بالحيل.

(٤) عن م والمطبوعة ، وبالأصل : جذع.

(٥) مهملة بالأصل ، وفي م : «كبت» والمثبت عن المطبوعة.

(٦) كذا بالأصل وم : «قنا لنا» وفي المطبوعة : قنا لقى.

(٧) في المطبوعة : عازبة.

٨٢

في كل صافية السربال صافية

للقذف بالنبل فيها الخذف بالنبل

وأصبحوا فرقا في أرضهم بددا

يحوس أدناهم الأقصى على مهل

وإنّما هم أضاعوا حزمهم ثقة

بجمعهم ولكم من واثق حجل

بني الأصافر ما نلتم بمكركم

والمكر في كل إنسان أخو الفشل

وما رجعتم بأسرى خاب سعيكم

غير الأراذل والأتباع والسّفل

سلبتم الجرد معراة بلا لجم

والسمر مركوزة والبيض في الخلل

هل أخر الخيل قد أردى فوارسها

مثال آخذها في الشكل والطّول

أم سالب الرمح مركوزا كسالبه

والحرب دائرة من كفّ معتقل

جيش أصابتهم عين الكمال وما

يخلو من العين إلّا غير مكتمل

لهم بيوم حنين أسوة وهم

خير الأنام وفيهم خاتم الرسل

سيقتفيكم بضرب عند أهونه

البيض كالبيض والأدراع كالحلل

ملك بعيد من الأدناس ذو كلف

بالصّدق في القول والإخلاص في العمل

كالسيف ما فلّ والأطواد لم تزل

والشمس ما ركبت والشمس لم تفل

كم قد (١) تجلّت بنور الدين من ظلم

للظلم وانجاب للإظلال من ظلل

وبلدة ما نرى فيها سوى بطل

عزا فأضحت وما فيها سوى طلل

قل للمولين كفوا الطرف من جبن

عند اللقاء وغضّوا الطرف من خجل

طلبتم السهل تبغون النجاة ولو

لذتم بملككم لذتم إلى جبل

أسلمتموه وولّيتم فسلّمكم

بثبتة لو بغاها الطود لم يبل

مسارقين ولم تنثل كنائنكم

والسمر لم تبتد (٢) والبيض لم تذل

ولا طرقتم بويل النبل طارقة

ولا تقلقت الأسياف في القلل

فقام فردا وقد ولّت جحافله

فكان من نفسه في جحفل زجل (٣)

في مشهد لو ليوث الغيل تشهده

خرّت لأذقانها من شدة الوهل

وسط العدى وحده ثبت الجنان وقد

طارت قلوب على بعد من الوجل

يعود عنهم رويدا غير مكترث

بهم وقد كرّ فيهم غير محتفل

__________________

(١) عن م ، سقطت من الأصل.

(٢) في م : لم تبتذل.

(٣) مهملة بدون نقط بالأصل ، والمثبت عن م.

٨٣

يزداد قدما إليهم من تيقّنه

إنّ التأخّر لا يحمي من الأجل

ما كان أقربهم من أسر أبعدكم

لو أنّهم لم يكونوا منه في شغل

ثباته في صدور الخيل أنقذكم

لا تحسبوا وثبات الضّمّر الذلل

ما كل حين تصاب الأسد غافلة

ولا يصيب الشديد البطش ذو الشلل

والله عونك فيما أنت مزمعه

كما أعانك في أيّامك الأول

كم قد ملكت لهم ملكا بلا عوض

وحزت من بلد منهم بلا بدل

وكم سقيت العوالي من طلى ملك

وكم قريت العوافي من قرا بطل (١)

وأسمر من وريد النحر مورده

وأجدل أكله من لحم منجدل

حصيد سيفك قد أعفيته زمنا

لو لم يطل عهده بالسيف لم يطل

لا نكبت سهمك الأقدار عن عرض

ولا ثنت يدك الأيام عن أمل

وكتب إليّ من حمص بخطّ يده قصيدة نظمها في مدح دمشق :

سقى دمشق وأياما مضت فيها

مواطر السحب ساريها وغاديها

من كل أدهم صهال له شية

صفراء يسترها طورا ويبديها

ولا يزال جنين (٢) النبت ترضعه

حوامل المزن في أحشاء أرضيها

فما قضى حبه قلبي لنير بها

ولا قضى نحبه ودي لواديها

ولا تسليت عن سلسال ربوتها

ولا نسيت مبيتي جار جاريها

كأن أنهارها ماضي ظبي حشيت

خناجرا (٣) من لجين في حواشيها

فلا سقى الله أشواقي برؤيتها

إن راق عيني شيء بعد فقديها

واها لها حين حلى الغيث عاطلها

مكللا واكتسى الأوراق عاريها

وحاك في الأرض صوب المزن مخملة

ينيرها بغواديه ويسديها

ديباجة لم يدع حسنا مفوّقها

إلّا أتاه ولا أبقى موشيها

ترنو إليك بعين النور ضاحكة

إذ بات عين من الوسمي تبكيها

والدوح ربّا لها (٤) ربى قد اكتملت

شبابها حينما شابت نواصيها

__________________

(١) القرا : الظهر (اللسان).

(٢) بالأصل وم : «حنين» والمثبت عن المطبوعة.

(٣) بالأصول : خناجر.

(٤) بالأصل وم : «ربى لها ربا» والمثبت عن المطبوعة.

٨٤

نشوى تغني لها ورق الحمام على

أوراقها ويد الأنواء تسقيها

صفا لها الشرب فاخضرت أسافلها

حتى صفا الظل وابيضت أعاليها

وصفق النهر والأغصان قد رقصت

فنقطته بدرّ من تراقيها

كأنما رقصها أو هى قلائدها

وخانها النظم فانثالت لآليها

وأعين الماء قد أجرت سواقيها

والأعين النجل قد جارت سواقيها

وقابل الغصن غصن مثله وشدت

أقمارها فأجابتها قماريها

فللحاظ وللأسماع ما اقترحت

من وجه شادنها أو صوت شاديها

إذا العزيمة عن فرط الغرام ثنت

قلبا تثني لها غصن فيثنيها

ريم إذا جلبت (١) حينا لواحظه

للنفس حيا بخدّيه فيحييها

جناية طرفه المحور جانبها (٢)

وآس عارضه المخضر آسيها

تقبل الكاس خجلى كلما شرعت

في ماء فيه فقاسته بما فيها

أشتاق عيشي بها قدما وتذكرني

أيامي السود بيضا من لياليها

ونحن في جنبة لا ذاق ساكنها

بأسا ولا عرفت بؤسا مغانيها

سماء دوح ترد الشمس صاغرة

عنا وتبدي نجوما في نواحيها

ترى البدور بها في كل ناحية

ممدودة للنجوم الزهر أيديها

إذا الغصون هززناها لنيل جنى

صارت كواكبها حصباء أرضيها

من كل صفراء مثل الماء يانعة

تخالها جمر النار في تلظيها

لذيذة الطعم تحلو عند آكلها

بهية اللون تحلى عند رائيها

يا ليت شعري على بعد أذاكرتي (٣)

عصابة لست طول الدهر ناسيها

عندي أحاديث وجد بعد بعدهم

أظل أجحدها والعين ترويها

كم لي بها صاحب عندي له نعم

كثيرة وأياد ما أؤدّيها

فارقته غير مختار فصاحبني

صبابة منه تخفيني وأخفيها

رضيت بالكتب بعد القرب فانقطعت

حتى رضيت سلاما في حواشيها

إن يعلني غير ذي فضل فلا عجب

يسمو على سابقات الخيل هايها

__________________

(١) في م : جليت.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : جانيها.

(٣) بالأصل وم : «أذاكرني» والمثبت عن المطبوعة نقلا عن الديوان.

٨٥

والماء يعلوه غثّاء ، وها زحل

أخفى الكواكب نورا وهو عاليها

لو كان جدّ بجدّ (١) ما تقدمني

عصابة قصّرت عني مساعيها

ما في خمولي من عار على أدبي

بل ذاك عار على الدنيا وأهليها

٣١٨٨ ـ عبد الله بن إسماعيل بن عبد كلال

المعروف بوضّاح اليمن (٢)

من أهل صنعاء من الأبناء ، ويقال عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبد كلال بن داد (٣) بن أبي أحمد من آل جولان (٤) لقّب بوضّاح اليمن لجماله. قيل : إنه قدم دمشق على الوليد بن عبد الملك فأحسن رفده.

قرأت في كتاب علي بن الحسين الأموي (٥) : أخبرني الحسن بن علي ، نا أحمد بن زهير ، حدّثني مصعب بن عبد الله قال : مرضت أم البنين والوضّاح مقيم بدمشق ، وكان نازلا عليها فقال في علتها :

حتّام نكتم حزننا حتّاما

وعلام نستبقي الدموع علاما

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد العلّاف المقرئ في كتابه ، وأخبرني أبو المعمّر المبارك بن أحمد عنه.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، وأبو الحسن بن العلاف.

قالا : أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، أنا محمد بن جعفر الخرائطي ، حدّثني محمد بن محمد بن الفريابي ، نا إسحاق بن الضّيف (٦) ، عن أبي مسهر قال : كان وضّاح اليمن نشأ هو (٧) وأم البنين

__________________

(١) بالأصل : «حد بحد» والمثبت عن م.

(٢) أخباره في الأغاني ٦ / ٢٠٩ وأشعار أولاد الخلفاء للصولي ص ٨٢ والنجوم الزاهرة ١ / ٢٢٦ وفوات الوفيات ٢ / ٢٧٢ وجاء فيها وفي الأغاني اسمه عبد الرحمن.

(٣) في م : «ابن داود بن حمد» وفي الأغاني : ابن داذ بن أبي جمد.

(٤) في الأغاني : «آل خولان».

(٥) الخبر والشعر في كتاب الأغاني ٦ / ٢٢٦.

(٦) بالأصل وم : الصيف ، بالصاد المهملة وهو خطأ والصواب ما أثبت بالضاد المعجمة ، انظر ترجمته في تهذيب الكمال ٢ / ٥١.

(٧) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : يشاهد.

٨٦

صغيرين فأحبها وأحبته ، فكان لا يصبر عنها حتى إذا بلغت حجبت عنه فطال بهما البلاء ، فحج الوليد بن عبد الملك فبلغه جمال أم البنين وأدبها فتزوجها ونقلها معه إلى الشام ، فجعل يطيف بقصر الوليد بن عبد الملك في كل يوم لا يجد حيلة حتى رأى يوما جارية صفراء (١) ، فلم يزل حتى تأنّس بها. فقال لها : هل تعرفين أم البنين؟ قالت : إنّك تسأل عن مولاتي ، فقال : إنها لابنة عمي ، وانها لتسرّ لموضعي لو أخبرتيها ، قالت : إنّي أخبرها ، فمضت الجارية ، فأخبرت أم البنين ، فقالت : ويلك أو حي هو؟ قالت : نعم ، قالت : قولي له كن مكانك حتى يأتيك رسولي ، فلن أدع الاحتيال لك ، فاحتالت أن أدخلته إليها في صندوق. فمكث عندها حينا حتى إذا أمنت أخرجته فقعد معها ، وإذا خافت عين رقيب أدخلته الصندوق ، فأهدي يوما للوليد بن عبد الملك جوهر. فقال لبعض خدمه : خذ هذا الجوهر فامضي (٢) به إلى أم البنين وقل لها : أهدي هذا إلى أمير المؤمنين فوجّه به إليك ، فدخل الخادم من غير استئذان ووضّاح معها ، فلمحه ، ولم تشعر أم البنين ، فبادر إلى الصندوق فدخله فأدّى الخادم الرسالة إليها وقال : هبي لي من هذا الجوهر حجرا ، فقالت : لا أمّ لك ، وما تصنع أنت بهذا؟ فخرج وهو عليها حنق ، فجاء الوليد فخبره الخبر ، ووصف له الصندوق الذي رآه دخله ، فقال له : كذبت لا أم لك ، ثم نهض الوليد مسرعا فدخل عليها وهي في ذلك البيت. وفيه صناديق عداد ، فجاء حتى جلس على ذلك الصّندوق الذي وصف له الخادم ، فقال لها : يا أم البنين ، هبي لي صندوقا من صناديقك هذه ، فقالت : يا أمير المؤمنين هي وأنا لك ، فقال : ما أريد غير هذا الذي تحتي ، قالت : يا أمير المؤمنين ، إنّ فيه شيئا من أمور النساء ، قال : ما أريد غيره ، فقالت : هو لك ، فأمر به فحمل ، ودعا بغلامين فأمرهما بحفر بئر حتى إذا حفرا فبلغ الماء وضع فمه على الصندوق وقال : يا أيها الصندوق قد بلغنا عنك شيء ، فإن كان حقا فقد دفنا خبرك ، ودرسنا أثرك ، وإن كان كذبا فما علينا في دفن صندوق من خشب حرج ، ثم أمر به فألقي في الحفرة ، وأمر بالخادفم فقذف في ذلك المكان فوقه وطمّ عليهما (٣) جميعا التراب ، فكانت أم البنين توجد في ذلك المكان تبكي إلى أن وجدت

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : «صغيرا» وكتب محققه بحاشيتها : «كذا في النسخ كلها ، ولعلها : صفراء أي سوداء» وهذا وهم منه لأنه جاءت بالأصل هنا وفي م «صفراء» كما ذكرت.

(٢) كذا بالأصل وم «فامضي» بإثبات الياء وهو خطأ ، والصواب : فامض.

(٣) عن م وبالأصل : عليها.

٨٧

فيه يوما مكبوبة على وجهها ميتة.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله فيما قرأ عليّ إسناده وناولني إياه وقال : اروه عني ، أنا محمد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا (١) ، نا أبي ، نا أبو أحمد الختّلي (٢) ، أنا أبو حفص ـ يعني النسائي ، حدّثنا محمد بن حيّان (٣) بن صدقة ، عن محمد بن أبي السّري ، عن هشام بن محمد بن السّائب ، قال :

كانت عند يزيد بن عبد الملك بن مروان أم البنين بنت فلان (٤) ، وكان لها من قلبه موضع ، قال : فقدم عليه من ناحية مصر بجوهر له قدر وقيمة (٥) ، قال : فدعا خصيا له فقال : اذهب بهذا إلى أم البنين وقال لها : أتيت به السّاعة ، فبعثت به إليك ، قال : فأتاها الخادم فوجد عندها وضّاح اليمن ، وكان من أجمل العرب ، وأحسنه وجها ، فعشقته أم البنين ، فأدخلته عليها ، فكان يكون عندها ، فإذا أحست بدخول يزيد بن عبد الملك عليها أدخلته في صندوق من صناديقها ، فلما رأت الغلام قد أقبل أدخلته الصندوق فرآه الغلام ، ورأى الصندوق الذي دخل فيه فوضع الجوهر بين يديها وأبلغها رسالة يزيد ثم قال : يا سيدتي هبي لي منه لؤلؤة ، قالت : لا ، ولا كرامة ، فغضب وجاء إلى مولاه فقال : يا أمير المؤمنين إني دخلت عليها وعندها رجل ، فلما رأتني أدخلته صندوقا وهو في الصندوق الذي من صفته كذا وكذا ، وهو الثالث أو الرّابع ، فقال له يزيد : كذبت يا عدو الله ، جئوا في عنقه ، فوجئوا في عنقه ، ونحّوه عنه ، قال : فأمهل قليلا ثم قام فلبس نعله ودخل على أم البنين وهي تمتشط في خزانتها (٦) فجاء حتى جلس على الصّندوق الذي وصف له الخادم ، فقال : يا أم البنين ما أحبّ إليك هذا البيت ، قالت : يا أمير المؤمنين أدخله لحاجتي وفيه خزانتي ، فما أردت من شيء أخذته من قرب ، قال : فما هذه الصناديق التي أراها؟ قالت : حليي (٧) وأثاثي ، قال : فهبي لي منه صندوقا ، قالت :

__________________

(١) الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا الجريري ١ / ٥٨١ وما بعدها.

(٢) مضطربة بالأصل وم والمثبت عن الجليس الصالح.

(٣) في الجليس الصالح : «حبان».

(٤) كذا بالأصول ، والذي في الأغاني أن هذه القصة كانت مع الوليد بن عبد الملك وليس مع يزيد ، وأن امرأته هي أم البنين ابنة عبد العزيز بن مروان.

(٥) في الجليس الصالح : له قيمة وقدر.

(٦) بالأصل : «في حرانيها» وفي م : «حرانها» والمثبت عن الجليس الصالح.

(٧) عن الجليس الصالح ، وفي الأصل وم : «حلى» وفي المطبوعة : حلتي.

٨٨

كلها مالك يا أمير المؤمنين ، قال : لا أريد إلّا واحدا ، ولك عليّ أن أعطيك زنته وزنة ما فيه ذهبا ، قالت : فخذ ما شئت ، قال : هذا الذي تحتي ، قالت : يا أمير المؤمنين عدّ عن هذا وخذ غيره ، فإنّ لي فيه شيئا يقع لمحبتي ، قال : ما أريد غيره ، قالت : هو لك ، قال : فأخذه ودعا الفراشين فحملوا الصندوق فمضى به إلى مجلسه فجلس ولم يفتحه ولم ينظر ما فيه ، فلما جنّه الليل دعا غلاما له أعجميا فقال له : استأجر أجراء غرباء ليسوا من أهل المصر ، قال : فجاءه بهم فحفروا له حفيرة (١) في مجلسه حتى بلغوا الماء ، ثم قال : قدموا الصندوق فألقي في الحفيرة ، ثم وضع فيه ووقف على شفيره ، فقال : يا هذا قد بلغنا عنك خبر ، فإن يك حقا فقد قطعنا أثره ، وإن يك باطلا فإنّما دفنّا خشبا ، ثم أهالوا عليه التراب ، حتى استوى ، قال : فلم ير وضّاح اليمن حتى السّاعة ، قال : فلا والله ما بان لها في وجهه ولا في خلائفه ، ولا في شيء حتى فرّق الموت بينهما.

قال المعافى : في هذا الخبر : فلما جنّه الليل ، والفصيح من كلام العرب : جنّ عليه الليل ، وأجنه الليل ، قال الله تعالى : (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً)(٢) وفيه لغة أخرى وهو جنّه كما جاء في هذا الخبر ، وقد روي عن بعض الماضين من القراء (جَنَّةُ الْمَأْوى)(٣) وهذا وجه شاذ في القراءة واللغة ، وفي هذا الخبر أيضا وجه من اللغة ليس بالظاهر السّائر وهو قوله : ثم أهالوا عليه التراب ، واللغة الفاشية الصحيحة : هلت عليه التراب أهيله ، قال الله تعالى : (وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً)(٤).

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا نصر الخفّاف وهو محمد بن أحمد بن عمر يقول : سمعت أبا عبد الرّحمن محمد بن المنذر الهروي يقول : سمعت أبا سالم (٥) سهل بن محمد السّجستاني يقول : لما أنشد المأمون قول وضّاح اليماني (٦) :

__________________

(١) في الجليس الصالح : حفرة.

(٢) سورة الأنعام ، الآية : ٧٦.

(٣) سورة النجم ، الآية : ١٥.

(٤) سورة المزمل ، الآية : ١٤.

(٥) كذا بالأصل ، وفي م : «أبا همام» وفي المطبوعة : «أبا حاتم» وهو الصواب ، وانظر ترجمته في تهذيب الكمال ٨ / ١٧٨.

(٦) انظر الأبيات في الأغاني ٦ / ٢١٦ وفوات الوفيات ٢ / ٢٧٢ في الأغاني : يا روض ... ولا صابر.

٨٩

يا عمرو جيرانكم الباكر

فالقلب لا لاه ولا طائر

قالت : فإن الباب من دوننا

قلت : فإني واثب طائر

قالت : ألا لا تلجن دارنا

إن أبانا رجل غائر

قالت : فإن النصر (١) من دوننا

قلت : فإني فوقه ظاهر

قالت فان الكلب من دوننا

قلت : بكفي مرهف باتر

قلت فان البحر من دوننا

قلت : فإني (٢) سابح ماهر

قالت اليس الله من فوقنا

قلت : وليّ قادر غافر

قالت فان (٣) كنت اعييتنا  

فائت (٤) إذا ما هجع السّامر

فاسقط علينا كسقوط الندى

ليلة لا ناهي (٥) ولا زاجر (٦)

قال المأمون : لو كان قائل هذا الشعر في زماننا أو في دهرنا لما أحوج إلى هذا الاستقصاء ، ولكفاه أن يعلم أنه يهوى الدخول حتى يسبّب له.

قال أبو حاتم : وإنّما قال الوضّاح هذا الشعر في أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان ، وذلك أن الوضّاح كان من أحسن الناس وجها وكانت أم البنين ـ زاد غير زاهر : عند الوليد بن عبد الملك بن مروان ، فأخذه وغرّقه في الماء بحضرة أم البنين.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ، أنا أبو يعلى بن الفراء ، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمد بن سويد ، نا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي ، نا أبو العيناء قال : قال أحمد بن معاوية.

قال وضّاح اليمن في فاطمة بنت عبد الملك بن مروان امرأة عمر بن عبد العزيز (٧) :

__________________

(١) الأغاني وفوات الوفيات : القصر.

(٢) عن م وبالأصل : فإن.

(٣) في م : «فإن ما» وفي المطبوعة : «فإما».

(٤) بالأصل وم : «بايت» والمثبت عن الأغاني ، وتمام روايته فيها :

قالت لقد أعييتنا حجة

فأت إذا ما هجع السامر

(٥) كذا بالأصل وم بإثبات الياء.

(٦) في فوات الوفيات : آمر.

(٧) البيتان في الأغاني ٦ / ٢٢٧.

٩٠

بنت الخليفة والخليفة جدّها

أخت الخلائف (١) والخليفة بعلها

فرحت قوابلها بها وتباشرت

وكذاك كانوا في المسرّة أهلها

قال أبو علي الكوكبي : وهذا عندي خطأ لأن الوليد بن عبد الملك قتل وضّاح اليمن ودفنه في بئر مع صندوق كان فيه.

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي (٢) ، أنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز ، أنا أبو القاسم آدم بن محمد بن آدم الشلحي المعدّل ـ بعكبرا ـ أنا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني ، أخبرني عمي ، حدّثني هبة الله بن أيوب (٣) بن المهدي ، حدّثني يوسف بن إبراهيم قال : ذكرت لي عريب أن لعلية بنت المهدي صنعة في (٤) عدة من الشعراء فمن صنعتها في شعر وضّاح اليمن (٥) :

يا ربّ متعنا بطول بقائها

واجبر بها الأرمال والأيتاما

واجبر بها الرجل الغريب بأرضها

قد فارق الأخوال والأعماما

قد أصبحت أم البنين مريضة

أخشى وأشفق أن تذوق حماما (٦)

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو محمد الصّريفيني (٧).

وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين ، وأبو الدّرّ ياقوت بن عبد الله ، قالا : أنا أبو محمد الصّريفيني ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان بن داود الطوسي ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن خاله يوسف بن الماجشون.

__________________

(١) الأغاني : أخت الخليفة.

(٢) بالأصل وم : «المحلى» خطأ ، والصواب ما أثبت ، وقد مرّ التعريف به.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : إبراهيم.

(٤) كذا بالأصل ، وفي م : بياض بين لقطة «في» و «عدة» بمقدار كلمة ، وفي المطبوعة : في شعر عدة من الشعراء.

(٥) الأبيات ـ من عدة أبيات في الأغاني ٦ / ٢٢٦.

(٦) في الأغاني : نخشى ونشفق أن يكون حماما.

(٧) رسمها بالأصل : «الصريسى» وفي م : «الصريفي» ، والمثبت عن المطبوعة.

٩١

ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، وأبو محمد هبة الله بن أحمد قالا : أنا أبو منصور بن شكرويه.

ح وأخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي نصر بن أبي القاسم بن هاجر ، أنا محمود بن جعفر بن محمد الكوسج.

ح وأخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار ، قالوا : أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خرّشيذ قولة ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد المخرمي ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز ، حدّثني خالي يوسف بن الماجشون ، قال : أنشدت محمد بن المنكدر لوضّاح اليمني.

ـ وقال الطوسي : اليمن (١) : ـ

فما نوّلت حتى تضرّعت حولها (٢)

وأقرأتها ما رخص الله في اللّمم

فضحك وقال : إن كان ـ زاد الطوسي وضّاح وقالوا ـ [لمفتنا](٣) في نفسه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، أنشدنا ابن قتيبة لوضّاح اليمن (٤) :

مالك وضّاح دائم الغزل

ألست تخشى تقارب الأجل

يا موت ما إن تزال معترضا

لأمل دون منتهى الأمل

تنال كفاك كلّ مسهلة

وحوت بحر ومعقل الوعل

صلّ لذي العرش واتّخذ قدما

ينجيك يوم العثار (٥) والزّلل

كتب إليّ أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر ، أنا أبو إسحاق البرمكي ، ثم حدّثني أبو المعمّر الأنصاري ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن القزويني ، وأبو إسحاق البرمكي ، قالا : أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمد السّكري ، نا أبو محمد بن قتيبة ، حدّثني

__________________

(١) البيت في الأغاني ٦ / ٢٢٧.

(٢) في الأغاني : تضرعت عندها وأعلمتها.

(٣) بياض بالأصل ، والمثبت عن م ، وفي المطبوعة : «المفتتن» وفي الأغاني : إلّا مفتيا لنفسه.

(٤) الأبيات في الأغاني ٦ / ٢٢٩ وقبلها فيها : ومما قاله في مرثية أهله وذكر الموت.

(٥) بالأصل : «العشار» والمثبت عن م والأغاني.

٩٢

عبد الرّحمن بن عبد الله ، عن عمه الأصمعي ، قال : سمعت نافعا ينشد :

ضحك الناس وقالوا

شعر وضّاح اليمني

إنّما شعري قند

قد خلط بجلجلان (١)

أي : بسمسم ، وإنما سكّن : خلط ، لاجتماع الحركات كما قال امرؤ القيس :

فاليوم أشرب غير مستحقب

إثما من الله ولا واغل (٢)

٣١٨٩ ـ عبد الله بن إسماعيل بن يزيد بن حجر

أبو عمرو البيروتي ابن بنت الأوزاعي (٣)

روى عن أبيه صهر الأوزاعي ، والوليد بن مزيد.

سمع منه أبو حاتم الرازي ببيروت ، وحدّث عنه هو وأحمد بن إبراهيم القرشي ، وأبو الحسن بن جوصا.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو نصر بن الجبّان ، أنا أبو سليمان بن زبر ، نا أبو العبّاس محمد بن جعفر بن ملّاس ، نا أحمد بن إبراهيم القرشي ، أنا أبو عمرو عبد الله بن إسماعيل ابن بنت الأوزاعي ، حدّثني أبي عن جدي الأوزاعي قال : من تعلّم بابا (٤) من العلم كان أفضل من عبادة حول يصام نهاره ويقام ليله.

قرأت على أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر ، عن سهل بن بشر ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أبو الحسن بن جوصا ، نا أبو عمرو عبد الله بن إسماعيل بن يزيد ، نا أبي قال : كان بلال بن سعد يقول :

يا عباد الله ، هل أتاكم مخبر يخبركم أن أعمالكم تقبّلت وخطاياكم غفرت ، أم حسبتم (أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ)(٥).

__________________

(١) عن م وبالأصل : بجلجان.

(٢) البيت في ديوانه ط بيروت ص ١٤٩ وفيه : فاليوم أسقى.

(٣) ترجمته في الجرح والتعديل ٥ / ٤.

(٤) في م : ثلاثا.

(٥) سورة المؤمنون ، الآية : ١١٥ وفي التنزيل العزيز : أفحسبتم.

٩٣

قال : ونا عبد الله بن إسماعيل بن يزيد ، حدّثني أبي قال : كان بلال بن سعد يقول :

يا عباد الله كما ترجون رحمة الله بما تأتون (١) من طاعته ، فكذلك فأشفقوا من عذاب الله مما تأتون من معاصيه.

ـ في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد ، قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم (٢) ، قال : عبد الله بن إسماعيل بن بنت الأوزاعي ، أبو (٣) محمد (٤) البيروتي.

روى عن أبيه إسماعيل بن يزيد بن حجر الأوزاعي ، والوليد بن مزيد.

سمع منه أبي ببيروت في الرحلة الثانية.

٣١٩٠ ـ عبد الله بن إسماعيل الدّيلي

حدّث ببيروت عن حمد بن عبد الملك ، وعبد الرّحمن بن عبد الصمد بن النزور (٥).

روى عنه : الحسن بن علي بن موسى بن الخليل البرقعيدي ، والقاضي أبو أحمد محمد بن محمد بن مكي الجرجاني.

أنبأنا جدي أبو المفضّل يحيى بن علي القاضي ، وأبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، قالا : أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، قال : قرئ على أبي الحسين عبد الواحد بن الحسن بن علي بن موسى بن الخليل الخطيب البرقعيدي ، نا أبي الحسن بن علي ، نا عبد الله بن إسماعيل الدّيلي ببيروت ، نا حمد بن عبد الملك ، نا عبد الحميد بن هلال ، نا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن نصر بن عاصم ، عن مالك بن الحوبرت قال : رأيت

__________________

(١) عن م وبالأصل : توتون.

(٢) الخبر في الجرح والتعديل ٥ / ٤.

(٣) بالأصل : «أنا أبو محمد».

(٤) كذا بالأصول ، وفي الجرح والتعديل : «أبو عمرو» وهو الصواب ، وهو صاحب الترجمة.

(٥) كذا بالأصل ، وفي م : «النزرور» وفي المطبوعة : «النرزور».

٩٤

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يرفع يديه إذا كبّر لافتتاح الصّلاة ، ويرفع يديه إذا كبّر للركوع ، ويرفع يديه إذا قال : «سمع الله لمن حمده» [٥٧٥٣].

٣١٩١ ـ عبد الله بن الأسود بن بلال المحاربي

ولي غزو البحر في أيام أبي جعفر المنصور.

أنبأنا أبو القاسم النسيب وغيره ، قالوا : نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا محمد بن عائذ ، نا الوليد قال : ثم ولّى ـ يعني المنصور ـ عبد الله بن الأسود المحاربي ـ يعني غزاة البحر ـ ثم ولّى جرير بن عبد الملك العبسي.

٣١٩٢ ـ عبد الله بن أنس المديني

تابعي ، سكن دمشق ، واتصل ببعض خلفاء بني أمية ، له ذكر.

قرأت في كتاب علي بن الحسين بن محمد (١) ، أنا الحسن بن علي الخفّاف ، نا محمد بن القاسم بن مهرويه ، حدّثني أبو مسلم المستملي عن المدائني قال :

مدح إسماعيل بن يسار (٢) النّسائي (٣) رجلا من أهل المدينة يقال له عبد الله بن أنس ، وكان قد اتّصل ببني مروان ، وأصاب منهم خيرا ، وكان إسماعيل صديقا له ، فرحل إليه إلى دمشق فأنشده مديحا له ومتّ (٤) إليه بالجوار والصّداقة فلم يعطه شيئا فقال يهجوه :

لعمرك ما (٥) إلى حسن رحلنا

ولا زرنا حسينا يا ابن أنس

يعني الحسن والحسين رضي‌الله‌عنهما :

__________________

(١) الخبر في كتاب الأغاني ٤ / ٤١٨ ـ ٤١٩ ضمن أخبار إسماعيل بن يسار النسائي.

(٢) بالأصل وم : بشار وهو تحريف والصواب ما أثبت ، انظر الأغاني ٤ / ٤٠٨ و ٤١٨.

(٣) بالأصل وم : «النسا» والمثبت عن الأغاني ، انظر الحاشية السابقة وقال محمد بن صالح بن النطاح : إنما سمي بالنّسائي لأنه كان يبيع النجد والفرش التي تتخذ للعرائس.

وقال ابن عائشة : لقب بذلك لأن أباه كان يكون عنده طعام العرسات مصلحا أبدا ، فمن طرقه وجده عنده معدا.

(٤) غير مقروءة بالأصل وم ، واللفظة مثبتة عن الأغاني.

(٥) عن الأغاني ، وبالأصل وم : «اما».

٩٥

ولا عبدا لعبدهما فنحظى

بحسن الحظ منهم غير بخس (١)

ولكن ضبّ جندلة أتينا

مضبّا في مكامنه يفسّي (٢)

فلمّا أن أتيناه وقلنا

بحاجتنا تلوّن لون ورس

وأعرض غير ممتلح (٣) بعرف

وظلّ مقرطبا ضرسا بضرس

فقلت لأهله أبه كزاز (٤)

وقلت لصاحبي أتراه يمسي

فكان الغنم أن قمنا جميعا

مخافة أن نزن [بقتل](٥) نفس

٣١٩٣ ـ عبد الله بن أوس العامري

هو عبد الله بن عمرو بن أوس يأتي بعد إن شاء الله (٦).

٣١٩٤ ـ عبد الله بن أوفى ، واسم أبي أوفى علقمة الأسلمي

يأتي في حرف العين في أسماء آباء العبادلة ، إن شاء الله.

٣١٩٥ ـ عبد الله بن أوفى ، ويقال عبد الله بن عمرو

ابن النعمان بن ظالم بن مالك بن أبيّ بن عصر بن سعد

ابن عمرو بن جشم بن كنانة بن حرب بن يشكر

ابن بكر بن وائل بن قاسط

أبو عمرو ، ويقال : أبو الكوّا اليشكري المعروف بابن الكوّا

سمع عليا ، ومعاوية رضي‌الله‌عنهما ، وقدم دمشق على معاوية.

أخبرنا أبو بكر محمد بن علي ، أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد الخيّاط ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله ، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب ، أنا أبي ، أنا محمد بن مروان بن عمر السعيدي ، حدّثني محمد بن أحمد ، عن سليمان ـ وهو ابن أبي شيخ ـ

__________________

(١) عن الأغاني وبالأصل : نحس.

(٢) الجندلة واحدة الجندل وهي الحجارة.

وأضب في المكان : لزمه ولم يفارقه.

(٣) الأغاني : غير متبلج.

(٤) الكزاز : داء ، وهو يأخذ من شدة البرد ، وتعتري منه المريض رعدة.

(٥) بياض بالأصل والمثبت عن الأغاني. (٦) قوله : «يأتي بعد إن شاء الله» سقط من م.

٩٦

عن محمد بن الحكم ، عن عوانة قال :

قدم على معاوية قوم من أهل الكوفة فيهم صعصعة بن صوحان العبدي ، وعبد الله بن الكوّا اليشكري ، فأنزلهم معاوية دارا من دور دمشق ، وأمرهم أن لا يخرجوا منها وكان في الدار مسجد يخرجون إليه ويتحدّثون فيه ، فبينا هم يتحدّثون إذ أقبل معاوية حتى دخل إليهم ، فقال : هذا خير لكم من الفتنة ، أنشدكم الله أي رجل أنا ، فسكتوا ، ثم نشدهم مرتين ، فقال له ابن الكوّا : أما إذ نشدتنا الله فإنك واسع الدنيا ، ضيق الآخرة قريب المرعى ، بعيد الثرى ، تجعل (١) الظلمات نورا ، والنور ظلمات ، فقام ولم يقل شيئا ، فلمّا أصبح أمر لهم بجوائزهم ، وردّهم إلى الكوفة.

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن المجلي (٢) ، أنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، نا أبي أبو يعلى ، قالا : أنا عبيد الله بن أحمد بن علي ، أنا محمد بن مخلد قال : قرأت على علي بن عمرو الأنصاري ، حدّثكم الهيثم بن عدي قال : قال ابن عيّاش : ابن الكوّا ، يكنى أبا عمرو.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم ، أنا نعمة الله بن محمد المرندي ، أنا أحمد بن محمد بن عبد الله ، نا محمد بن أحمد بن سليمان ، أنا سفيان بن محمد بن سفيان ، حدّثني الحسن بن سفيان ، نا محمد بن علي ، عن محمد بن إسحاق ، قال : سمعت أبا عمر الضرير يقول : ابن الكوّا أبو عمرو.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو علي بن الصّواف ، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال : عبد الله بن الكوّا أبو عمرو.

ذكر أبو بكر أحمد بن محمد بن هاني الأثرم قال : وذكر أبو عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ ابن الكوّا في حديث فقال : أبو الكوّا قلت : أبو الكوّا؟ فقال : نعم ، هو أبو الكوّا ، وهو ابن الكوّا.

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصّفار ، أنا أحمد بن علي بن

__________________

(١) عن م وبالأصل : يجعل.

(٢) عن م وبالأصل : المحلى.

٩٧

منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال : أبو عمرو بن الكوّا اليشكري الكوفي سأل علي بن أبي طالب ، ذكره عامر بن واثلة في بعض أخباره.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، نا السّري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن أبي حارثة (١) ، وأبي عثمان قالا (٢) : لما قدم مسيّرة أهل الكوفة على معاوية أنزلهم دارا ، ثم خلا بهم ، فقال لهم ، وقالوا له ، فلما فرغوا قال : لم تؤتوا إلّا من الحمق (٣) ، والله ما أرى منطقا سديدا ، ولا عذرا مبينا ، ولا حلما ، ولا قوة ، وإنّك يا صعصعة لأحمقهم ، اصنعوا وقولوا ما شئتم ، ما لم تدعوا شيئا من أمر الله تعالى ، فإنّ كل شيء يحتمل لكم إلّا معصية الله تعالى ، أما فيما بيننا وبينكم فأنتم أمراء أنفسكم ، فرآهم بعد وهم يشهدون الصّلاة ، ويعصون (٤) مع قاضي الجماعة ، فدخل عليهم يوما وبعضهم يقرئ بعضا فقال : إنّ في هذا لخلفا مما قدمتم به عليّ من النزاع إلى أمر الجاهلية ، اذهبوا حيث شئتم ، واعلموا أنكم إن لزمتم جماعتكم سعدتم بذلك دونهم ، وإن لم تلزموها شقيتم بذلك دونهم ، ولم تضرّوا أحدا ، فجزوه خيرا ، وأثنوا عليه ، فقال : يا ابن الكوّا أي رجل أنا؟ قال : بعيد الثرى ، كثير المرعى ، طيب البديهة ، بعيد الغور ، الغالب عليك الحلم ، ركن من أركان الإسلام ، سدّت (٥) بك فرجة مخوفة ، قال : فأخبرني عن أهل الإحداث من أهل الأمصار ، فإنك من أفضل (٦) أصحابك ، فقال : كاتبوني وكاتبتهم ، فأنكروني وعرفتهم ، فأما أهل الإحداث من أهل المدينة فهم أحرص الأمة على الشرّ ، وأعجزه عنه ، وأما أهل الإحداث من أهل الكوفة فإنهم أنظر الناس في صغير ، وأركبه لكبير ، وأما أهل الإحداث من أهل البصرة فإنهم يردّون جميعا ويصدرون شتّى ، وأما أهل الإحداث من أهل مصر فهم أوفى الناس بشرّ ، وأسرعه ندامة ، وأما أهل الإحداث من أهل الشام فأطوع الناس لمرشدهم ، وأعصاه لمغويهم.

__________________

(١) مهملة بالأصل بدون نقط ، وفي م : «جارية» والمثبت عن الطبري.

(٢) الخبر في تاريخ الطبري (ط بيروت) ٢ / ٦٤٠ حوادث سنة ٣٣.

(٣) عن م والطبري ، وبالأصل : الحق.

(٤) كذا رسمها بالأصل وم ، وفي المطبوعة : «ويقضون» وفي الطبري : ويقفون مع قاصّ الجماعة.

(٥) في الطبري : صدت.

(٦) الطبري : أعقل.

٩٨

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو الدحداح ، نا عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الأشجعي ، نا مروان ، نا سعيد بن عبيد الطائي ، عن علي بن ربعة قال :

سأل ابن الكوّا عليا : ما (الذَّارِياتِ ذَرْواً)(١)؟ قال : الريح ، قال : فما (فَالْحامِلاتِ وِقْراً)(٢) قال : السحاب قال : فما (فَالْجارِياتِ يُسْراً)(٣)؟ قال : السفن ، قال : فما : (فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً)(٤)؟ قال : الملائكة ، قال : هذه اللطمة (٥) في القمر (٦) قال الله عزوجل : (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً)(٧) ، يا ابن الكوّا أما والله ما العلم أردت ، ولكنك أردت العنت ، فكيف بقولك ثكلتك أمك ، لو ثخنت يا الكوّا من ربّ الناس؟ قال : الله قال : فمن مولى الناس؟ قال : الله ، قال : كذبت ، (اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ)(٨).

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان ، نا أبو عمر هلال بن العلاء بن هلال الرّقّي ، نا أبي ، نا إسحاق بن يوسف الأزرق ، نا أبو سنان الضحاك بن مزاحم عن النزّال بن سبرة الهلالي ، قال :

وافقنا من علي بن أبي طالب ذات يوم طيب نفس ومزاح ، فذكر الحديث ، وفيه : قالوا : يا أمير المؤمنين حدّثنا عن نفسك ، قال : قد نهى الله عن التزكية ، قالوا : يا أمير المؤمنين إن الله يقول : (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)(٩) قال : كنت امرأ ابتدا فأعطي ، وأسكت فابتدا ومن تحت الجوارح مني لعلما جما ، سلوني ، فقام ابن الكوّا فقال : يا أمير المؤمنين قوله عزوجل في كتابه (وَالذَّارِياتِ ذَرْواً) ، قال : هي الريح ، قال : فأخبرنا عن (فَالْحامِلاتِ وِقْراً) ، قال : ثكلتك أمك ، سل تفقها ، ولا تسأل تعنتا ، سل عما يعنيك ، ولا تسأل عما لا يعنيك ، قال : قوله : (فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً) ، قال :

__________________

(١) سورة الذاريات ، الآية : ١.

(٢) سورة الذاريات ، الآية : ٢.

(٣) سورة الذاريات ، الآية : ٣.

(٤) سورة الذاريات ، الآية : ٤.

(٥) في م : «اللقطة» وفي المطبوعة : «اللطعة».

(٦) بالأصل وم : الغمر ، والمثبت عن المطبوعة.

(٧) سورة الإسراء ، الآية : ١٢.

(٨) سورة محمد ، الآية : ١١.

(٩) سورة الضحى ، الآية : ١١.

٩٩

الملائكة ، قال : فقوله : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ)(١) ، قال : ويحك ذات الخلق الحسن ، قال : فأخبرنا عن قوله (وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ)(٢) ، قال : أولئك قريش كفيتموهم ، قال : فأخبرنا عن المجرة التي في السماء ، قال : هي أبواب السّماء التي صبّ الله عزوجل منها الماء المنهمر على قوم نوح ، قال : فأخبرنا عن قوس قزح ، قال : ثكلتك أمك لا تقل : قزح ، فإن قزح : الشيطان ، ولكن قل : قوس الله ، وهو أمان لأهل الأرض من الغرق ، قال : فأخبرنا يا أمير المؤمنين عن هذا السّواد الذي في القمر ، قال : أعمى (٣) سأل عن عمياء قول الله عزوجل : (فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ) قال : فأخبرناكم ما بين المشرق والمغرب؟ قال : مسيرة يوم للشمس. من قال غير هذا فقد كذب ، قال : يا أمير المؤمنين كم بين السماء والأرض؟ قال : دعوة مستجابة ، فمن قال غير هذا فقد كذب ، قال : فأخبرنا عن قوله (هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)(٤) أولئك القسيسون والرهبان ، ومدّ علي بها صوته ، قال : وما أهل النهر منهم غدا ببعيد ، قال : وما خرج أهل النهر بعد ، قال : يا أمير المؤمنين لا أسأل أحدا سواك ، ولا آتي غيرك ، قال : فقال : إن كان الأمر إليك فافعل ، قال : فلما خرج أهل النهر خرج معهم ثم رجع تائبا ، قال : فذكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا أبو سعيد عيسى بن سالم الشاشي ، نا عبيد الله بن عمرو ، عن معمر ، عن رجل يقال له وهب بن ديب ، عن أبي الطفيل قال : قال علي بن أبي طالب :

سلوني عن كتاب الله عزوجل فإنه ليس من آية إلّا وقد عرفت بليل أنزلت أو بنهار ، أو في سهل أو جبل ، قال : فقال ابن الكوّا : فما (الذَّارِياتِ ذَرْواً فَالْحامِلاتِ وِقْراً ، فَالْجارِياتِ يُسْراً فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً)(٥) فقال علي بن أبي طالب : ويلك ، سل تفقها ولا تسأل تعنتا ، أمّا الذاريات ذروا فالرياح ، والحاملات وقرا : هي السّحاب ، فالجاريات يسرا : هي الفلك ، فالمقسّمات أمرا : هي الملائكة ، قال : فما هذا السّواد

__________________

(١) سورة الذاريات ، الآية : ٧.

(٢) سورة إبراهيم ، الآية : ٢٨.

(٣) عن م وبالأصل : عمى.

(٤) سورة الكهف ، الآية : ١٠٣ ـ ١٠٤.

(٥) سورة الذاريات ، الآية : ١ ـ ٤.

١٠٠