تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٤٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

١
٢

ذكر من اسمه عبد الله

على ترتيب الحروف في أسماء آبائهم وأجدادهم

٣١٣٨ ـ عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن عبد الله الرّملي

حدّث عن محمّد بن أبي السّريّ (١).

عداده في أهل دمشق ، كذا قال ابن مندة فيما حكاه المقدسي عنه ، ولعله سكن دمشق.

٣١٣٩ ـ عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمّد

أبو محمّد المصري الجوهري

سمع بدمشق أبا زرعة الدمشقي ، وبمصر الربيع بن سليمان ، وعبد الله بن (٢) محمّد بن أبي مريم ، ويحيى بن عثمان بن صالح المصريين ، وإبراهيم بن مرزوق ، وبكّار بن قتيبة القاضي ، وإبراهيم بن أبي داود البرلّسي.

روى عنه أبو الحسن الدار قطني ، وأبو حفص بن شاهين ، وأبو القاسم عبد الله بن محمّد بن [إبراهيم بن الثلاج ، وأبو عمر بن مهدي ، وأبو يعلى عثمان بن الحسن الطوسي ، وأبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن](٣) أحمد بن أبي مسلم الفرضي ، وأبو الحسن محمّد بن عثمان بن محمّد بن عثمان بن شهاب النفري.

أخبرنا أبو طاهر يحيى بن محمّد بن أحمد بن المحاملي ، أنا أبو الغنائم بن

__________________

(١) عن م وبالأصل : البسري.

(٢) ترجمته في تاريخ بغداد ٩ / ٣٨٨.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.

٣

المأمون (١) ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري الجوهري ، نا إبراهيم بن مرزوق البصري ، نا بشر بن ثابت أبو محمّد البزاز ، نا أبو خلدة خالد بن دينار ، عن أبي رجاء العطاردي ، عن سمرة بن جندب :

أن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل يوما المسجد فقال : «أيّكم رأى رؤيا فليحدّث بها» ، فلم يحدّث أحد بشيء ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّي رأيت رؤيا فاستمعوا مني ، بينا أنا نائم إذ جاءني رجل فقال : قم ، فقمت ، قال : امضه فمضيت ساعة ، فإذا برجلين : رجل قائم ، وآخر نائم ، والقائم يجمع الحجارة فيضرب بها رأس النائم فيشدخه فإلى أن يجيء بحجر آخر عاد رأسه كما كان ، قال : فقلت : سبحان الله ما هذا ، فقال : امض أمامك ، فمضيت ساعة ، فإذا أنا برجلين : رجل جالس ، وآخر قائم وفي يده حديدة فيضعها في شدقه فيمدّه حتى يبلغ حاجبه ثم ينزعه ، ويمدّ الجانب الآخر ، فإذا مدّ هذا عاد هذا كما كان ، فقلت : سبحان الله ما هذا؟ قال : امض أمامك ، فمضيت ساعة ، فإذا أنا بنهر من دم فيه رجل يسبح وعلى شاطئ النهر رجل يجمع حجارة قد أحماها قد تركها مثل الجمرة ، كلما دنا منه ألقمه حجرا للذي في الدم فيرجع ، فقلت : سبحان الله ما هذا؟ قال : امض أمامك ، فمضيت ساعة ، فإذا أنا بروضة قد ملئت أطفالا وسطهم رجل يكاد يرى رأسه طولا في السّماء ، قلت : سبحان الله ما هذا؟ قال : امض أمامك ، قال : فمضيت ساعة ، فإذا أنا بشجرة لو اجتمع تحتها الخلق لأظلّتهم ، وتحتها رجلان : واحد يجمع حطبا ، والآخر يوقد ، قلت : سبحان الله ما هذا؟ فقال : ارقب ساعة ، فإذا أنا بمدينة مبنية من ذهب وفضة ، وإذا أهلها شقّ منهم سود ، وشقّ منهم بيض ، فقلت : سبحان الله ما هذا؟ قال : امض أمامك ، هل تدري أين مآبك؟ قال : قلت : مآبي عند الله عزوجل قال : صدقت ، قال : انظر إلى السماء ، فإذا أنا برابية ـ أو كلمة تشبهها (٢) ـ قال : ذاك (٣) مآبك ، قال : قلت : ألا تخبرني عمّا رأيت ، قال : لا تفارقني وسلني عما بدا لك ، وإذا أنا بمدينة أوسع منها ، ووسطها نهر ماؤه أشدّ بياضا من اللبن ، فيه رجال مشمّرون (٤) يشدّون إلى المدينة الأخرى فيصبغونهم في ذلك النهر ـ أو كلمة تشبهها (٥) ـ فيخرجون بيضا ، نقاء ، قال :

__________________

(١) عن م وبالأصل : الميمون.

(٢) بالأصل وم : يشبهها.

(٣) في م : ذلك.

(٤) عن المطبوعة وبالأصل وم : مسمرون.

(٥) بالأصل وم : يشبهها.

٤

قلت : أخبرني عن هذه المدينة الأخرى ، قال : تلك الدنيا فيها ناس خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، تابوا فتاب الله عليهم ، قال : قلت : فالرجلين اللذين كانا (١) يوقدان النار تحت الشجرة؟ قال : ذيناك ملكي جهنم يحمّون جهنم لأعداء الله عزوجل يوم القيامة ، قال : قلت : فالروضة؟ قال : أولئك الأطفال وكّل بهم إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام يربيهم إلى يوم القيامة ، قال : قلت : فالذي يسبح في الدم؟ قال : ذاك صاحب الربا ، ذاك طعامه في القبر إلى يوم القيامة ، قال : قلت : فالذي يشدخ رأسه؟ قال : ذاك رجل تعلم القرآن فنام عنه حتى نسيه ، لا يقرأ منه شيئا ، كلما رقد دقوا رأسه في القبر إلى يوم القيامة لا يدعونه ينام ، وسألته عن الذي يشقّ شدقه ، قال : ذاك رجل كذّاب» [٥٧١٣].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن علي بن عبد الله الدجاجي ، أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن أبي مسلّم الفرضي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري الجوهري ، نا إبراهيم بن أبي داود البرلّسي ، نا أبو (٢) بن عثمان ، نا عبد المجيد ، عن ابن جريج ، عن أيوب السختياني ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلّ مسكر خمر ، وكل مسكر حرام» [٥٧١٤].

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، وأبو النجم الشيحي ، قالا : أنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا أبو بكر البرقاني ، قال : قرأت على أبي يعلى الوراق ـ وهو عثمان بن الحسن الطوسي ـ حدثكم عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري ، قال أبو يعلى : وكان ثقة.

وقال لنا أبو بكر الخطيب (٤) : عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمّد ، أبو محمّد الجوهري المصري ، سكن بغداد في نهر الدجاج ، وحدّث بها عن الربيع بن سليمان المرادي ، وإبراهيم بن مرزوق ، وبكّار بن قتيبة المصريين ، وإبراهيم بن أبي داود البرلّسي ، وعبد الله بن محمّد بن أبي مريم ، ويحيى بن عثمان بن صالح المصريين ، وأبي زرعة الدمشقي.

__________________

(١) عن م وبالأصل : كانوا.

(٢) بياض بالأصل وم والمطبوعة ، وكتب في المكان في الأصل وم كلمة «بياض».

(٣) تاريخ بغداد ٩ / ٣٨٨.

(٤) المصدر السابق / الجزء والصفحة.

٥

روى عنه أبو الحسن الدارقطني ، وأبو حفص بن شاهين ، وابن الثلّاج وجماعة آخرهم أبو عمر بن مهدي.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، نا وأبو منصور بن زريق ، وأبو النجم الشّيحي ، قالا : أنا أبو بكر الخطيب ، حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح ، عن طلحة بن محمّد بن جعفر أن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري مات في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة ، قال الخطيب : زاد غيره في شهر ربيع الأوّل (١).

٣١٤٠ ـ عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان (٢)

أبو عمرو ، ويقال : أبو محمّد إمام المسجد الجامع بدمشق

كان يسكن بناحية درب الهاشميين.

قرأ القرآن على أيوب بن تميم وأقرأه.

قرأ عليه : محمّد بن موسى بن عبد الرّحمن الدمشقي وغيره.

وروى عن عراك بن خالد المرّي ، وبقية بن الوليد ، والوليد بن مسلم ، ومروان بن معاوية ، وأيوب بن تميم ، وضمرة بن ربيعة ، وسويد بن عبد العزيز ، ووكيع ، وعثمان بن سعيد بن كثير بن دينار ، ومحمّد بن شعيب ، ومحمّد بن إسماعيل بن أبي فديك ، وأبي بدر شجاع بن الوليد ، ومروان بن محمّد ، وعمرو بن أبي سلمة ، وعبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السّائب.

روى عنه : ابنه أبو عبيدة أحمد بن عبد الله ، وأحمد بن أبي (٣) الحواري ، وهو من أقرانه ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم الرازيان ، ومحمّد بن أحمد بن عبيد بن فياض ، وأبو زرعة الدمشقي ، وأحمد بن إبراهيم بن فيل ، وأبو عقيل أنس بن سلّم الخولاني ، وسعد بن محمّد البيروتي ، وأحمد بن أنس بن مالك ، وأبو عمرو محمّد بن عبد الله بن

__________________

(١) الخبر في تاريخ بغداد ٩ / ٣٨٨.

(٢) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١٠ / ٨ وتهذيب التهذيب ٣ / ٩٤ معرفة القراء الكبار للذهبي ١ / ١٩٨ وطبقات القراء لابن الأثير ١ / ٤٠٤ شذرات الذهب ٢ / ١٠٠ العبر للذهبي ١ / ٤٣٧ والوافي بالوفيات ١٧ / ٢٠ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٢٤١ ـ ٢٥٠) ص ٣٠٧ وانظر بالحاشية فيه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٣) سقطت «أبي» من م.

٦

وردان ، وإسماعيل بن محمّد بن قيراط ، ويزيد بن محمّد بن عبد الصمد (١) ، ويعقوب بن سفيان الفارسي ، وأحمد بن عامر بن المعمّر ، وأبو يحيى محمّد بن سعيد بن أبي مسعود الخريمي ، وأحمد بن عبد الواحد العقيلي الجوبري ، ومحمّد بن إسحاق بن الحريص ، وموسى بن فضالة ، وأبو بكر أحمد بن محمّد المرّي ، وعبد الله بن محمّد بن سلّم (٢) المقدسي ، وعبد الرّحمن بن القاسم بن الرّوّاس ، وعبد الصمد بن عبد الله بن أبي يزيد ، وأبو عامر محمّد بن إبراهيم الصّوري النحوي وغيرهم.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل الفقيه ، وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس قالا (٣) : أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، نا أبو عبيدة أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ذكوان الدمشقي بها ، أنا أبي ، نا عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المرّي ، عن عثمان بن عطاء الخراساني ، عن أبيه عطاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما عزّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بابنته رقيّة امرأة عثمان بن عفّان قال : «الحمد لله دفن البنات من المكرمات».

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (٤) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، حدّثني عبد الله بن ذكوان ، قال : ولدت سنة ثلاث وسبعين ومائة يوم عاشوراء.

ـ في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ـ أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٥) ، قال : عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان الدمشقي ، أبو عمرو المقرئ (٦).

__________________

(١) من هنا إلى قوله : «الخريمي» سقط من م.

(٢) في م : سالم.

(٣) في م : قال.

(٤) قوله «الكتاني» سقط من م.

(٥) الجرح والتعديل ٥ / ٥.

(٦) في الجرح والتعديل : «أبو عمرو البهراني الفهري».

٧

روى عن بقية بن الوليد ، والوليد بن مسلّم ، مروان بن معاوية (١) ، وضمرة ، وأيوب بن تميم ، روى عنه أحمد بن أبي الحواري ، وأبي ، وأبو زرعة ، سئل أبي عنه فقال : صدوق.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الصّوفي ، أنا تمام البجلي ، نا جعفر بن محمّد بن جعفر ، نا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب الوليد : وابن شعيب وغيرهم : وأبو عمرو عبد الله بن ذكوان.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم عن أبي علي الأهوازي ، أنا تمام بن محمّد ، حدّثني أبي قال : سمعت أبا عبيدة بن ذكوان ـ يعني عبد الله بن أحمد بن ذكوان يقول : سمعت أبا زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري يقول : سمعت الوليد بن عتبة يقول : ما بالعراق أقرأ من عبد الله بن أحمد بن ذكوان (٢).

قال أبو زرعة : وأنا أقول من عندي : لم يكن بالعراق ولا بالحجاز ولا بالشام ، ولا بمصر ، ولا بخراسان في زمان عبد الله بن ذكوان أقرأ منه عندي ، والله أعلم (٣).

وبلغني عن هاشم بن مرثد (٤) الطبراني قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ابن ذكوان ليس به بأس ـ يعني عبد الله بن أحمد بن ذكوان ـ.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، ونقلته من خطه ، نا نصر بن إبراهيم ـ بصور ـ أنا الخضر بن علي الفارقي ، أنا محمّد بن إبراهيم البصري ، حدّثني صالح بن يوسف الكرخي ، أنا أحمد بن عامر قال : سمعت أبا عمرو عبد الله بن أحمد بن بشير بن (٥) ذكوان ، قال : سمعت حرملة بن عبد العزيز بن سبرة يقول : قال رجل لمالك ـ أو قلت لمالك ـ شك أبو عمرو ـ أمّر رجلا يغنيني ، فقال مالك : ليس ذاك من الحق ، وقد قال الله تعالى : (فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ)(٦).

__________________

(١) في الجرح والتعديل : «ومروان بن محمد» وفي تهذيب الكمال ١٠ / ٨ : ومروان بن محمد الطاطري ، ومروان بن معاوية الفزاري.

(٢) تهذيب الكمال ١٠ / ٩ ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٩٩.

(٣) تهذيب الكمال ١٠ / ٩ ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٩٩.

(٤) بالأصل : «مزيد» خطأ ، والمثبت عن م وتهذيب الكمال.

(٥) سقطت «بن» من م.

(٦) سورة يونس ، الآية : ٣٣.

٨

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد ، نا أبو نصر بن الجبّان ، أنا محمّد بن سليمان البندار ، حدّثني محمّد بن الفيض أبو الحسن الغساني قال :

حضرت عند هشام بن عمّار وجاءه رجل يسأله أن يحدثه بمقتل عثمان فقال له هشام : ما أنا بفارغ له السّاعة ، وهو حديث طويل ، فجلس الرجل طويلا ، وعبد الله بن ذكوان إلى جانب هشام فقال له عبد الله بن ذكوان : تقدم إليّ اكتب هذا الشعر ، وانصرف به ، فأنشدنا عبد الله بن ذكوان وكتب الرجل :

وما أن أبالي فائتا بعد فائت

إذا كنت في الدّارين يا غايتي جاري

قال : فكتبه وانصرف.

قال : وسمعت هشام بن عمّار ، وقد رأى عصا لعبد الله بن ذكوان فيما بين المنبر والحصير ، وقد مضى عبد الله بن ذكوان يتهيأ للصلاة فقال : ما هذه العصا؟ قالوا : هذه عصا عبد الله بن ذكوان ، قال : أنا أكبر من أبيه وما أحمل عصا (١).

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد الصوفي ، حدّثني أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب المرّي من لفظه سنة خمس عشرة وأربعمائة ، أنا محمّد بن سليمان الربعي البندار ، نا أبو الحسن محمّد بن الفيض الغسّاني ، قال :

جاء رجل من. الحرجلّة (٢) يطلب لأخيه اللعابين في عرسه فوجد السلطان قد منعهم ، قال : فجاء يطلب المعبرين (٣) فلقيه رجل من الصوفية فسأله عن المعبرين وكان الصّوفي ماجنا فأرشده إلى عبد الله بن ذكوان ، وأراه إيّاه وهو جالس في زاوية المقصورة وراء المنبر ، فجاءه الرجل فسلّم عليه ثم قال لابن ذكوان : أبو من؟ قال أبو عمرو : قال : أنا رجل من أهل الحرجلّة ، قال : حياك الله من حيث كنت ، قال : إن أخي

__________________

(١) الخبر في تهذيب الكمال ١٠ / ٩ وانظر معرفة القراء الكبار ١ / ٢٠٠ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٢٤١ ـ ٢٥٠) ص ٣٠٨.

(٢) الحرجلة : قرية من قرى دمشق (معجم البلدان).

(٣) كذا بالأصل وم والمطبوعة ، وتاريخ الإسلام ، وفي معرفة القراء الكبار : «المغبرين» وانظر ما كتبه محققه ، وانظر تاج العروس «غبر».

٩

عمل عرسه ، قال : بارك الله له ولك ، وأرسلني أطلب المخنثين فإذا السّلطان قد منعهم ، قال (١) : أحسن وأجمل في منعهم ، فقال لي : إن لم تصب المخنثين فجيب (٢) المعبّرين ، وقد أرشدت إليك ، فقال له عبد الله بن ذكوان : لنا رئيس فإن مضى معك جئنا ، قال : ومن هو؟ قال : فأشار ابن ذكوان إلى هشام بن عمّار ، وهو متكئ بحذاء المحراب ، فقام إليه الرجل فسلّم عليه ، فردّ عليه‌السلام فقال : أبو من؟ قال : فأجابه هشام جوابا ضعيفا ، وقال أبو الوليد ، قال : أنا من الحرجلّة ، قال : ما أبالي من أين كنت ، قال : أخي عمل عرسه ، قال : وأي شيء أصنع به.

قال : وقد أرسلني أطلب المخنثين ، قال : لا بارك الله فيك ولا في المخنثين. قال : فإذا السلطان قد منعهم ، فقال لي : إذا لم تجدهم فجيب المعبرين وقد أرشدت إليك لأنك رئيسهم ، فقال له هشام : من أرشدك؟ قال : ذاك الجالس ، وأشار إلى عبد الله بن ذكوان [فرفع هشام رجله فضرب بها صدر الرجل ثم قال : قم قبحك الله وقبّح من أرشدك [ثم] التفت إلى عبد الله بن ذكوان](٣) فقال له : وقد تفرغت لهذا؟ قال : أي والله ، أنت رئيسنا وشيخنا ، لو مضيت لمضينا (٤).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا تمام بن محمّد ، نا محمّد بن سليمان الربعي ، نا محمّد بن الفيض ، قال : مات عبد الله بن ذكوان في شوال سنة اثنتين وأربعين ومائتين (٥).

وذكر أبو الفضل المقدسي فيما أخبره به أبو عمرو (٦) بن منده ، عن أبيه ، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان قال (٧) : قال عمرو بن دحيم : مولده سنة ثلاث وسبعين ومائة ، وتوفي يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شوال سنة اثنتين وأربعين ومائتين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي

__________________

(١) عن م ، وبالأصل : ما لي.

(٢) مهملة بدون نقط بالأصل وم ، والمثبت عن المطبوعة. وهي لفظة عامية بمعنى أحضر.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن المطبوعة.

(٤) وردت الحكاية في تاريخ الإسلام ص ٣٠٩ ـ ٣١٠ ومعرفة القراء ١ / ١٩٩ ـ ٢٠٠ باختلاف بسيط.

(٥) تهذيب الكمال ١٠ / ٩.

(٦) بالأصل : أبو عمر.

(٧) من قوله : «وذكر أبو الفضل» إلى هنا سقط من م.

١٠

نصر ، أنا أبو الميمون البجلي ، نا أبو زرعة قال : وتوفي عبد الله في شوال سنة ثنتين وأربعين ومائتين توفي وهو في السّبعين ، وأعاد أبو زرعة مولده ووفاته في موضع آخر فقال : ومات في شوال سنة ثلاث وأربعين ، فالله أعلم (١).

٣١٤١ ـ عبد الله بن أحمد بن جعفر بن خذيان بن حامس

أبو محمّد الفرغاني الأمير القائد الجندي (٢)

صاحب أبي جعفر الطبري.

روى عن أبي جعفر الطبري ، وعلي بن الحسن بن سليمان.

وألّف كتاب التاريخ الذي ذيّل به تاريخ الطبري ، وقدم دمشق ، فحدّث بها.

وروى عنه من أهلها تمّام بن محمّد ، وأبو سليمان بن زبر ، وعبد الغني بن سعيد ، وأبو الفتح عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، وأبو الحسن الخصيب بن عبد الله بن محمّد بن الخصيب القاضي ، وأبو الحسن الدارقطني.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي ، نا عبد العزيز التميمي ، أنا تمّام بن محمّد ، أنا القائد أبو محمّد عبد الله بن جعفر بن محمّد الفرغاني ـ قراءة عليه ـ بدمشق في رجب من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة ، نا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري ، نا أبو كريب ، نا محمّد بن بشر ، عن مسعر ، عن علقمة بن مرثد ، عن أبي عبد الرّحمن السلمي ، عن عثمان بن عفان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ أفضلكم من علّم القرآن وتعلّمه» (٣) [٥٧١٥].

كذا نسبه تمام وغير نسبه.

قرأت على أبي محمّد عن أبي زكريا البخاري.

ح وحدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي ، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنا أبو زكريا عبد الغني بن سعيد ، نا عبد الله بن أحمد التاريخي ، نا محمّد بن

__________________

(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ٢ / ٧١٠ وانظر تهذيب الكمال ١٠ / ٩ وتاريخ الإسلام ص ٣٠٨ ومعرفة القراء ١ / ١٩٩ و ٢٠١ وقال الذهبي بعد أن نقل القولين : وغلط من قال سنة ثلاث.

(٢) ترجمته في تاريخ بغداد ٩ / ٣٨٩ الوافي بالوفيات ١٧ / ٣٠ وسير الأعلام ١٦ / ١٣٢.

(٣) في م : أو تعلّمه.

١١

جرير ، أنا محمّد بن حميد ، نا أبو ثميلة ، نا الأصبغ بن علقمة بن علي الحنظلي ، أبو المقدام ، نا شبرمة قال : رأيت عمر بن الخطاب يمسح.

ذكر أبو محمّد الفرغاني أن مولده في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين ومائتين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد ، أنا أبو زكريا.

ح وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى ، أنا أبو الفرج سهل بن بشر ، أنا رشأ بن نظيف ، قالا : أنا عبد الغني بن سعيد قال :

وأما الجندي بضم الجيم.

[ح وقرأت على أبي محمّد السلمي عن أبي نصر علي بن هبة الله (١) قال : أما الجندي بضم الجيم ،](٢) وسكون النون فعبد الله بن أحمد الفرغاني.

وقال أبو نصر في موضع آخر (٣) : وأما خذيان بخاء مضمومة وذال معجمة ، وقال عبد الغني : معجمة باثنين وقال عبد الغني بنقطتين من تحتها. فهو عبد الله بن أحمد بن جعفر بن خذيان الفرغاني صاحب التاريخ.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، وأبو الحسن بن سعيد ، وأبو النجم (٤) قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٥) : عبد الله بن أحمد بن جعفر بن حدثان الفرغاني صاحب التاريخ.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، وأبو الحسن بن سعيد ، وأبو النجم قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب : عبد الله بن أحمد بن جعفر بن خذيان بن خامس (٦) أبو محمّد البغدادي جلب جده خذيان من فرغانة إلى المعتصم ، فأسلم ، ونزل عبد الله مصر ،

__________________

(١) انظر الخبر في الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٢٢٢.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن المطبوعة ، وانظر الاكمال.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٤٠٢.

(٤) في م : وأبو النجم الشيحي.

(٥) تاريخ بغداد ٩ / ٣٨٩.

(٦) كذا ورد بالأصل هنا وتاريخ بغداد ، وفي م والمطبوعة : حامس.

١٢

حدث بها عن محمّد بن نصر بن منصور الصّائغ كتب عنه أبو الفتح بن مسرور (١) ، وقال : كان ثقة.

٣١٤٢ ـ عبد الله بن أحمد بن الحارث

أبو محمّد العذري

دمشقي ، حدث عن أبي اليمان.

قال عمرو بن دحيم : مات بدمشق يوم الأربعاء للنصف من شهر ربيع الآخر سنة تسع وستين ومائتين.

ذكر ذلك أبو عبد الله بن منده ـ فيما حكاه المقدسي عنه ـ.

٣١٤٣ ـ عبد الله بن أحمد بن الحسن بن علي بن محمّد

أبو محمّد النّيسابوري الخفّاف المقرئ

قدم دمشق ، وحدث بها عن الشريف أبي القاسم أحمد بن محمّد بن عثمان العثماني ، وأبي الحسن علي بن عبد الله بن جهضم ، وأبي الحسين بن جميع الصّيداوي ، وأبي العباس أحمد بن الحسن (٢) الرازي.

روى عنه أبو سعد إسماعيل بن علي السّمان ، وعبد العزيز بن أحمد ، ونجاء بن أحمد ، وأبو القاسم بن أبي العلاء.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز بن أحمد قال : قرأ علينا أبو محمّد عبد الله بن أحمد النيسابوري الخفّاف المقرئ في مسجد الجامع بدمشق ، في شعبان سنة خمس عشرة وأربعمائة ، قال : قرأت على الشريف أبي القاسم أحمد بن محمّد بن عثمان بن محمّد بن عبد العزيز بن عبد الله بن سعيد بن المغيرة بن عمرو بن عثمان بن عفّان ، حدّثني أبي محمّد بن عثمان العثماني ، نا أبو محمّد يحيى بن عمرو العثماني ، نا أحمد بن الممتنع بن عبد الله القرشي التيمي ، نا عمرو بن زكريا الغزّي ، عن عبد الله بن محمّد بن عمرو الغزّي ، عن أبي محمّد عبد الله بن محمّد بن

__________________

(١) في م : ابن مسروق.

(٢) عن م وبالأصل : «الحسين».

١٣

الحسن بن علي ، حدّثني إبراهيم بن عبد الأعلى التغلبي ، أخبرني إسماعيل بن عبد الله بن نضلة البارقي ، وملازم بن عمرو ، وإسماعيل بن كثير ، عن القاسم بن محمّد قال : قال أشياخنا من أهل المدينة وعائشة أم المؤمنين :

لما ثقل أبو بكر الصديق في مرضه ـ وهو المرض الذي مات فيه ـ فذكر الوفاة بطولها ، وهي في جزء.

وهذا إسناد منكر ، وفيه غير واحد من المجهولين ، والله أعلم.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن الحسين الخفّاف النيسابوري ، نا أحمد بن الحسن الرازي ، نا عبد الله بن عدي قال : سمعت أحمد بن الحارث المروزي يقول : سمعت إبراهيم بن يزيد الأبيوردي الحافظ يقول : سمعت أحمد بن يونس يقول :

قدمت البصرة فأتيت حمّاد بن زيد فسألته أن يملي عليّ شيئا من فضائل عثمان فقال لي : من أين أنت؟ قلت : من أهل الكوفة ، قال : كوفي يطلب فضائل عثمان؟ والله لا أمليتها عليك إلّا وأنا قائم وأنت جالس ، قال : فقام وأجلسني وأملى عليّ ، فكنت أسارقه النظر فكان يملي وهو يبكي.

٣١٤٤ ـ عبد الله بن أحمد بن الحسين بن أحمد

ابن الحسين بن إسحاق بن النّقّار

أبو محمّد الحميري الكاتب المعدّل (١)

قال لي : ولدت في ليلة الجمعة مستهل شهر رمضان من سنة تسع وسبعين وأربعمائة بأطرابلس ، ونشأ بها ، وتأدّب فيها ، ثم انتقل عنها لما غلب عليها العدو إلى دمشق فقطنها ، وقبل قوله القاضي أبو سعد الهروي وعدّله ، ثم اختاره والي دمشق لكتابة الإنشاء ، بعد ابن الخياط ، وكان حسن الخط جيد الإنشاء له يد في النظم والنثر.

أنشدني أبو محمّد لنفسه :

سقى الله ما تحوي دمشق وحيّاها

فما أطيب اللّذّات فيها وأهناها

__________________

(١) ترجمته في الوافي بالوفيات ١٧ / ٤٩ والنجو م الزاهرة ٢ / ٦٥ وتكملة الإكمال ٧ / ١٢٩.

١٤

نزلنا بها فاستوقفتنا محاسن

يحنّ إليها كلّ قلب ويهواها

لبسنا بها عيشا رقيقا رداؤه

ونلنا بها من صفوة اللهو أعلاها

ولم يبق فيها للمسرّات بقعة

يفرّج (١) فيها القلب إلّا نزلناها

وكم ليلة نادمت بدر (٢) تمامها

تقضّت وما أبقت لنا غير ذكراها

فآها على ذاك الزمان وطيبه

وقلّ له من بعده قولي (٣) له آها

فيا صاحبي إمّا حملت تحية

إلى دار أحباب لنا طاب مغناها

وقل ذلك الوجد المبرّح ثابت

وحرمة أيام الصبى ما أضعناها

فإن كانت الأيام أنست عهودنا

فلسنا على طول المدى نتناساها

سلام على تلك المحاسن إنها

محطّ صبابات النفوس ومثواها

رعى الله أياما تقضّت بقربها

فما كان أحلاها لدينا وأمراها

ليالي لا أنفكّ في عرصاتها

أنادم بدرا أو أعاتب تيّاها

فمن مترف يستملك اللّبّ حسنه

وفاتنة يستأسر (٤) القلب عيناها

إذا عدم الورد الجنيّ أرداك ما

تفوق على الورد المورّد خدّاها

وإن غاب نور البدر في فلك الدجى

أضاء كضوء الصّبح نور محيّاها

أجن (٥) إليها ثم أخشى رقيبها

فما زلت أخشاها بوجدي وأعشاها

وإن لم يرد طيب الخمور وفعلها

أقمت مقام الكأس في فعلها فاها

ومن أين لك للصهباء شمس مضيئة

تعاطيك مجناها رحيق ثناياها

رعى الله عني غضّة قمريّة

فلم يجر خلق في الملاحة مجراها

إذا ذكرتها النفس حنّت لذكرها

وإن مثّلتها العين حنّت لرؤياها

فما برحت يستعبد (٦) الحرّ حسنها

ويستخدم الألفاظ الطاف معناها

وأنشدنا لنفسه من قصيدة :

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : يفرح.

(٢) في المطبوعة : بدء تمامها.

(٣) في المطبوعة : قولتي آها.

(٤) في المطبوعة : تستأسر.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : أحنّ.

(٦) بالأصل وم : تستعبد.

١٥

بادر إلى اللّذّات في أزمانها

واركض خيول اللهو في ميدانها

واستقبل الدنيا بصدر واسع

ما أوسعت لك في رحيب مكانها

واستخدم الأيام قبل نفورها

واستغنم اللّذّات قبل حرانها

شاطر زمانك فكرة ومسرّة

فالنفس قد تصبو إلى أشجانها

فألذّ ما دارت كئوس (١) مبرة

بمسرة في وقتها وأوانها

جاءتك أيّام الربيع فمرحبا

بقدومها وبحسن فعل زمانها

وحبتك من سرّ السحاب بجنّة

تتفنّن الأبصار في أفنانها

وبدت لك الدنيا تدلّ بحسنها

وبهائها وتميس في أردانها

أرأيت أبهى من بدائع نورها

في النور (٢) طالعة على غدرانها

أسمعت أشجى من غناء طيورها

لحنا إذا عكفت على أغصانها

فكأنّ معبد أو مخارق أصبحا (٣)

في طيب صوتهما كبعض قيانها

يا صاح ما لك لا تزال مولّها

تعطي الصبابة منك فضل عنانها

ما للرياض إلى دموعك حاجة

قد ناب صوب الغيث عن هملانها

هل أذكرتك علامة لشقيقها

أم هيّجتك إشارة في بانها

أم حرّكت منك البلابل ساكنا

بحنين ما رجّعن من ألحانها

ما ذاك إلّا أن في الأحباب ما

أجرى لك العبرات من ألوانها

فذكرت ألوان الخدود بوردها

وسوالف الأصداع من ريحانها

وكذا المحاسن لا تكون محاسنا

إلا إذا جليت على أقرانها

آها لقلب لم يزل في صبوة

وصبابة يلفى على نيرانها

غلبت عليه يد الهوى ويد الهوى

كالنار لا يقوى على سلطانها

يا قاصدا أرض الأحبّة زائرا (٤)

أبلغ تحيتنا إلى سكانها

وقل اغتدى (٥) تاج الملوك بفعله

يلهي نفوس الناس عن أوطانها

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : رءوس.

(٢) في م : «الروض».

(٣) معبد ومخارق من المغنيين ، انظر أخبارهما في الأغاني (انظر الفهارس العامة فيها).

(٤) عن م وبالأصل : «زيرا».

(٥) بالأصل : «وقال غتدي» خطأ والصواب «وقل اغتدي» عن م.

١٦

مات أبو محمّد (١) بكرة يوم الأحد العشرين من رجب سنة تسع وستين وخمسمائة ، ودفن بعد الظهر بمقبرة باب الفراديس وقد بلغ سبعين (٢) سنة.

٣١٤٥ ـ عبد الله بن أحمد أبي عمرو بن حفص بن المغيرة (٣)

ابن عبد الله بن عمر بن مخزو م بن يقظة القرشي المخزومي (٤)

لأبيه أبي عمرو صحبة ، كان مع أبيه بالشام حين خرج في جيش عمر لافتتاحها ، فأصيب جماعة من أهل بيته في طاعون عمواس ونجا هو ، ثم قدم على معاوية ، ثم على يزيد بن معاوية ، ثم رجع إلى المدينة فخلعه ، وخرج مع أهل الحرّة فقتل.

حكى عن معاوية.

حكى عنه منصور بن عون بن جعفر.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر المعدل ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن أبي بكر ، قال : فولد أبو عمرو بن حفص : عبد الله ، وهو أول من خلع يزيد بن معاوية يوم الحرّة ، وقتل يوم الحرّة (٥) ، وفيه يقول الشاعر :

[وبجنب القرارة ابن أبي عم

رو قتيل جادت عليه السماء](٦)

ولحفص بن المغيرة عقب بمكة (٧) ، وله يقول الشاعر :

ناد المضاف المستضيف وقل له

لدى دار حفص بن المغيرة فانزل

فإنّ بلاد الله إلّا محلّه

جدوب وإن ننزل على الجدب نهزل (٨)

__________________

(١) كتبت بالأصل فوق الكلام بين السطرين.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : «تسعين». وهو الصواب فقد مرّ في أول الترجمة أنه ولد سنة ٤٧٩ ه‍.

(٣) انظر جمهرة ابن حزم ص ١٤٩ ونسب قريش ص ٣٣٢.

(٤) بعدها في المطبوعة : المديني.

(٥) بعض الخبر في نسب قريش ص ٣٣٢.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.

(٧) عن م وبالأصل : مكة.

(٨) بالأصل وم : «وإن ينزل ... يهزل» والمثبت عن المطبوعة.

١٧

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي.

ح وأخبرنا أبو محمّد السّلمي ، نا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن هبة الله ، قالوا : أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان قال : سمعت ابن عفير ، أنا ابن فليح :

أن أبا عمرو بن حفص بن المغيرة وفد على يزيد فأكرمه وأحسن جائزته ، فلما قدم المدينة قام إلى جنب المنبر ، وكان مرضيا صالحا ، فقال : ألم أجب ، ألم أكرم؟ والله لرأيت يزيد بن معاوية يترك الصّلاة سكرا ، فأجمع الناس على خلعانه بالمدينة ، فخلعوه.

انتهى حديث الفراوي وزادا (١) : قال ابن عفير : ولما وجه يزيد الجيش إلى أهل المدينة وابن الزبير ارتجز فقال : وقد شيّع الجيش وعرضهم (٢) :

أبلغ أبا بكر إذا الأمر انبرى (٣)

وشارف الجيش (٤) على وادي القرى

أجمع سكران من القو م ترى

كذا قال ، وإنما هو عبد الله بن أبي عمرو بن حفص.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٥) قال : في تسمية من قتل يوم الحرّة من بني مخزو م بن يقظة بن كعب بن لؤي : عبد الله بن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمر (٦) بن مخزو م ، قال خليفة : والحرّة سنة ثلاث وستين.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي.

__________________

(١) بالأصل : «وزاد» والصواب عن م.

(٢) انظر الرجز في الطبري (ط دار القاموس) ٧ / ٥ ومروج الذهب ٣ / ٩٤ والأخبار الطوال ص ٢٦٥ والكامل لابن الأثير بتحقيقنا ٢ / ٥٩٤.

(٣) في ابن الأثير : إذا الليل سرى.

(٤) ابن الأثير : وهبط القوم.

(٥) تاريخ خليفة بن خياط ص ٢٤٣.

(٦) تاريخ خليفة بن خياط ص ٢٤٣.

١٨

ح وأخبرنا أبو محمّد السّلمي ، نا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالوا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدّثنا ـ وقال الفراوي عن ـ الليث بن سعد قال : كانت وقعة الحرّة يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين.

وقد ذكرنا وفوده على يزيد بن معاوية في ترجمة العباس بن سهل بن سعد.

٣١٤٦ ـ عبد الله بن أحمد بن خالد بن عبد الملك الأموي

سمع بدمشق هشام بن عمّار ، وبغيرها : محمّد بن مصفّى ، ومسيّب بن واضح.

روى عنه : الفضل بن المهاجر المقدسي أبو العبّاس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي ، أنا أبو علي الحسن بن سعيد ، نا الفضل بن المهاجر المقدسي ، نا عبد الله بن أحمد بن خالد الأموي ، نا هشام بن عمّار ، نا سلام بن سوّار ، نا مسلمة بن الصّلت ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أول ليلة من شهر رمضان رحمة ، وأوسطه (١) مغفرة ، وآخره عتق من النار».

أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن رافع النابلسي ، نا أبو الحسن علي بن الحسين بن أبي الحزوّر ، أنا علي بن الحسن الربعي ، نا الحسن بن سعيد الكندي ، أنا الفضل بن المهاجر ، نا عبد الله بن أحمد بن خالد بن عبد الملك الأموي ، نا ابن مصفّى ، نا بقية ، عن أبي عمرو القرشي ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا فشا الإسلام في الأنباط واتّخذوا فيكم الدّور وقعدوا في الأفنية فاحذروهم فإن فيهم الدّغل والنّغل والفتنة» [٥٧١٦].

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : ووسطه.

١٩

٣١٤٧ ـ عبد الله بن أحمد بن ديزويه (١) ، ويقال : دبزوية

أبو عمر الجبيلي الدّمشقي

حدّث بمصر عن أبي يعلى الموصلي ، وعبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، وأبي بكر محمّد بن عبد الله بن غيلان الخراز (٢) ، ومحمّد بن أحمد بن محمّد بن السلم الضراب (٣) ، وزيد بن عبد العزيز الموصلي ، والحسن بن أحمد بن فيل الأنطاكي ، وإبراهيم بن جعفر بن جابر القاضي ، وعبد الله بن محمّد بن إسحاق البيطاري ، وأبي مسلم جبر (٤) بن موفق ، وجعفر بن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم ، ومحمّد بن الفرج ، وأبي الفضل جعفر بن محمّد بن أسد الضرير المقرئ بنصيبين ، وجعفر بن أحمد بن عاصم بن الرّواس.

روى عنه : عبد الرّحمن بن عمر بن نصر ، وعبد الرّحمن بن عمر بن النحاس ، والقاضي أبو عبد الله محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن يحيى بن رزين (٥) الدقاق ، وأبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبيد بن عبد المؤمن بن شدرة (٦) المصري الرجل الصّالح.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصري ، نا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر ، حدّثني أبو عمر عبد الله بن أحمد بن ديزويه (٧) الجبيلي (٨) بمصر ، أنا أحمد بن علي ، نا الحسين بن الحسن الشّيلماني ، نا خالد بن إسماعيل المخزومي ، نا عبد الله بن عمر ، عن صالح بن أبي صالح مولى التّومة ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أيّما شاب تزوج في حداثة سنه عجّ شيطانه : يا ويله ، عصم مني دينه» [٥٧١٧].

__________________

(١) في المطبوعة : «دبزويه ويقال ديزويه» وبالأصل الأولى : دبزويه والثانية : الباء والزاي مهملتان ، والمثبت عن م.

(٢) مهملة بالأصل وم ، والمثبت عن المطبوعة.

(٣) بالأصل : «الصواف» وفي م : «الصراف» والمثبت عن المطبوعة.

(٤) مهملة بالأصل والمثبت عن م.

(٥) عن م وبالأصل : رزيق.

(٦) كذا بالأصل وم : شدره بالشين المعجمة ، وفي المطبوعة : «سدره».

(٧) رسمها بالأصل : «جيرويه» والمثبت عن م.

(٨) في الأصل : «الجبلى» وفي م : «الحنبلي» وكلاهما تحريف والصواب ما أثبت ، وهو صاحب الترجمة.

٢٠