خطط الشام - ج ٤

محمّد كرد علي

خطط الشام - ج ٤

المؤلف:

محمّد كرد علي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة النوري
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢٧٦

السوري التي كانت مؤلفة من ولايتي حلب ودمشق والإسكندرونة وإنطاكية ومنطقة العلويين وبين لبنان الكبير، ومع ن هذه البلاد تستهلك القسم الأعظم من الواردات الأجنبية، كانت حصة الجمارك التي تدفعها الإدارة العامة إلى حكومة الاتحاد السوري لا تتجاوز ٣٢ في المائة وهي أقل بكثير مما كانت تدفعه إلى حكومة لبنان الكبير وذلك استناداً على طريقة الإحصاء التي كانت متخذة لمعرفة أنواع البضائع التي ترد إلى بلاد الاتحاد السوري. وبعد أخذ ورد أصدر المفوض السامي للجمهورية الفرنسية في سورية ولبنان حكمه في أن تأخذ سورية اثنين وخمسين في المائة والباقي يخصص بلبنان الكبير، كما أنه قرر فساد طريقة لإحصاء المتخذة قبلاً وإلغاءها.

الواردات والصادرات:

تستورد البلاد السورية البضائع المنوعة اللازمة لأسواقها من الخارج، وأهم وارداتها أنسجة القطن والحرير على اختلاف أنواعها، والأجواخ والأواني البلورية والأدوات القرطاسية والأدوات والآلات من الحديد والكاز ومواد البناء كالخشب والأسمنت المسلح والمواد الكيمياوية وحاجيات الصيدليات وغير ذلك. وتصدر إلى الخارج ما يزيد عن حاجتها من حاصلات الزراعة وبعض المنسوجات من القطن والحرير المعروف بجودة صنعه وإتقانه وجماله في بلاد الشرق، وكذلك بعض المصنوعات من الخشب والنحاس الممتاز بدقة الصنع والسكاكر ومرببات الفواكه والحرير والصوف والجلود والتبغ والصابون وغير ذلك.

ويجري أكثر التصدير والتوريد في أسواق المدن الآتي ذكرها مرتبة حسب مكانتها وهي: بيروت، طرابلس الشام، الإسكندرونة، اللاذقية، صيدا من الثغور البحرية، وحلب ودمشق من المدن الداخلية، ويجب أن لا يفهم أن ما يستهلك في هذه المدن يتبع التصدير والتوريد، بل بالعكس فإن شأن الاستهلاك غالباً في الحواضر الداخلية وما يتبعها من القرى وكثرة السكان كما تقدم في بحث تعيين الحصة الجمركية بين سورية ولبنان، ولكن المعمول في حركة التوريد والتصدير على الثغور البحرية كما لا يخفى وهي واسطة النقل والشحن.

٢٦١

وقد تبين أن فرنسا وإنكلترا هما في الدرجة الأولى بالنسبة للصادرات إلى الشام ويأتي بعدهما من إيطاليا وبلجيكا والولايات المتحدة. وكذلك يظهر أن المقايضات في التجارة بين الشام ومصر في تقدم مستمر، وأن حركة التصدير من سورية إلى البلاد المجاورة كفلسطين وشرقي الأردن حسنة جداً وعليها المعول في كثير من المصنوعات الوطنية بالنظر للرغبة فيها والحاجة إليها في تلك البلاد المجاورة، وكذلك حركة النقل الترانسيت بين الشام والعراق والبلاد الإيرانية فإنها قد ارتفعت وتحسنت، وذلك بعد فتح طريق السيارات بين سورية والعراق.

وقد بلغ محصول الشام من الصوف في سنة ١٩٢٥ ٤٦٠٠ طن، ومن مجموع هذا المحصول الذي كان ينقص ٢٠ في المائة عن محصول سنة ١٩٢٤ نتج ٢٣٠٠ طن من الصوف المغسول، وكانت الولايات المتحدة هي التي تستورد صوف البلاد الشامية بالدرجة الأولى.

وبلغ الوارد من الحيوانات إلى هذه البلاد خلال سنة ١٩٢٤ عدد ٣٠١٦٤٣ رأس حيوان والوارد في سنة ١٩٢٥ ١٨٤٧٣٨ رأساً. وأما الصادر في سنة ١٩٢٤ فكان ٢٠١٧٢٦ حيواناً وفي سنة ١٩٢٥ كان ٢٨٤٣٨٩ حيواناً. وهذه الحيوانات تشمل أجناس الخيل والبغال والحمير والبقر والجمال والخنازير.

صناعة البلاد في سنة ١٩٢٥:

ولاية حلب: إن التدابير التي اتخذتها الحكومة التركية بشأن تغيير لباس الرأس الوطني قد أثرت تأثيراً سيئاً في نشاط الصناعة الحلبية. فقد اشتغل في حلب ٢٤٠٠ نول في شهر كانون الأول يقابلها ٢٧٠٠ نول في شهر تشرين الثاني، وبلغ معدل ما يحصل منها ٧٥٠٠ ثوب قطني مغزول بطول ستة أمتار و ١٢٠٠ ثوب بطول خمسة أمتار و ١٠٧٥٠ سلكاً أغبانياً كوفيات ومناديل. ويصنع في ديرغطا وأبو الظهور الكتان الأهلي والقماش المستعمل لصنع الخيم الوبر. وقد بلغ محصول الصابون في حلب ١٢٦٠٠٠ كيلو غرام ومحصول الزيت ١٨٢٥٠٠ كيلو غرام والدباغات قد حضرت ٧٥٠٠

٢٦٢

من جلود الخرفان و ١٩٠٠ جلد ماعز و ٢٠٥٠ جلد حملان و ٣٠ جلد ثور يكون مجموعها ١١٤٨٠ وطحنت المطاحن في حلب ما يقدر ب ٢٥٥٠ طناً من الطحين وأنواعه. وقد شوهد نقص محسوس في تحضير أدوات التعمير في هذه النسبة بالنظر للأزمة الاقتصادية التي بدأت فيه.

لواء الإسكندرونة: لا يزال النشاط الصناعي عظيماً في حلالات الحرير في السويدية وجبل موسى وفي معامل الصابون في إنطاكية وفي المطاحن. حكومة العلويين: قد خطط إنشاء معملين لحلج القطن أحدهما في اللاذقية والثاني في جبلة كما أن المعاصر تعمل عملاً جيداً. وقد أخذت أنوال القطن الخامي في قرى اللاذقية وصهيون تعمل بجد ونشاط وكذلك مدابغ اللاذقية.

ويظهر للناظر الفرق الكبير بين الصادرات والواردات في البلاد الشامية فيحكم بأنها سائرة في طريق الإفلاس، والحقيقة أن الفرق أقل مما يظهر لأول وهلة، لأن للبلاد الشامية موارد أُخرى غير صادراتها وإن كانت لا تسد هذا العجز، ولولا هذه الموارد لوقعت البلاد في هوة الإفلاس منذ زمن طويل، وهي تنحصر فيما يلي:

أولاً: الأموال المرسلة من المهاجرين الشاميين المنتشرين في أنحاء الأرض ولا سيما في البلاد الأميركية حيث أصبح الشاميون يملكون ثروة كبيرة فيعاونوا أهلهم في الشام وتقدر هذه الأموال بمليون ليرة إنكليزية وبحسب إحصاء سنة ١٩٢٢.

ثانياً: واردات الاصطياف والسياحة وهي تقدر بخمسة عشر مليوناً من الفرنكات.

ثالثاً: فوائد الأموال والأسهم والقطع المالية الموجودة في أيدي السكان وهي تقدر بثلاثمائة وخمسين ألف ليرة إنكليزية. إلى غير ذلك من الموارد الأخرى الضئيلة.

ما يجب للنجاح في الاقتصاديات:

لنجاح تجارتنا ورقي صناعتنا لا بدّ لنا:

٢٦٣

أولاً: تأليف الشركات الصناعية لتأسيسها على الأصول الميكانيكية الحديثة، ومتى تم لنا الظفر للقيام بمثل هذه المعاهد نعتقد أننا بدأنا نقاوم تيار الصناعات الغربية لتحل محلها صناعتنا الجميلة، الممتازة بقوتها ومتانتها، خصوصاً وإن رخص اليد العاملة ورخص المواد الأولية كفيلان بنجاح كثير من صناعتنا بالنظر لتوفر هذين الشرطين الأساسيين.

ثانياً: وضع الرسوم الجمركية على قاعدة حماية الصناعة الوطنية.

ثالثاً: العناية الفائقة بتحسين زراعتنا وعلى الأخص منها القطن والقنب والفاكهة والعناية بتصديرها إلى الخارج. وكذلك القول في زراعة التبغ. وعلى ذكر هذا الصنف العظيم لا بد من القول إن بقاء شركة حصر الدخان أضر بزراعة الدخان ضرراً بليغاً حال دون الاستفادة منه فائدة تعود بالخير والنماء، إذا كانت حرة طليقة من قيود هذه الشركة واستبداد رجالها. ومن المحقق أن تنشيط زراعة الدخان على أنواعه وتشجيعه يقلل من هجرة المهاجرين وتخفيف قوة تيارها الجارف ويقتصد للبلاد مبالغ طائلة تدفعها ثمناً للدخان الأجنبي.

رابعاً: جعل عملة البلاد على قاعدة الذهب، ذلك لأن وضع عملة البلاد الشامية على قاعدة الفرنك الفرنسي واستصدار الأوراق النقدية السورية على هذا الأساس قد أضر الأسواق التجارية ضرراً بليغاً، وسبب لها خسائر كبيرة بسبب صعوده وهبوطه المتوالي.

خامساً: الإقلال من استعمال الكماليات وأدوات الزينة والترف وبذل الغيرة في استعمال المصنوعات الوطنية بقدر الإمكان لا سيما الحلويات والسكاكر الإفرنجية فإن مصنوعات البلاد من هذه الأنواع تفوقها جمالاً وإتقاناً ولذة، وقد ارتقت هذه الصناعة في البلاد رقياً حسناً كان من أثره تصدير كميات كبيرة منها إلى البلاد الغربية أيضاً وخصوصاً أصناف مرببات الفاكهة على اختلاف أنواعها، والاختصار على مصنوعات البلاد من هذه الأنواع يوفر مبالغ طائلة تقدر بمئات الألوف من الدنانير الذهبية.

سادساً: تخفيف الضرائب على عاتق الأهلين فقد أصبحوا لا يطيقون

٢٦٤

حملها بالنظر لكثرتها وتعددها وزيادتها بالإضافات التي طرأت عليها، مع قلة أسباب الرزق وضعف موارد الاقتصاد.

تجارة فلسطين في الدور الجديد:

كانت تجارة فلسطين في العهد الأخير في صعود وهبوط وصادراتها أقل من وارداتها لكن التحسن مطرد في حالتها ويؤخذ من تقري إدارة الجمارك والمكوس والتجارة أن مجموع واردات الجمارك والمكوس والمواني كان سنة ١٩٢٥ ١١٠٩٩٥٥ جنيهاً مصرياً يقابله ٦٥٦٨٨٠ ج. م في سنة ١٩٢٤ وقد زاد الدخل من مكوس التبغ على ١٠٠ ألف جنيه. وأُعفيت من الرسوم الجمركية الفحم والكاز والوسخ وزيت ديزل وسدلر والمازوت والبراميل والمواد الأولية التي تدخل في الصابون وكسر بزر الزيت والدباغة والنسج. وأُعفيت أيضاً بضائع قيمتها ٥٩٢٤٤ ج لما تقضي به حقوق المعاهدات الدولية. وبلغ مجموع قيمة الواردات ٧٣٣٨٤٩١ ج مقابل ٥٢٦٦٣٤٩ في سنة ١٩٢٤ ومجموع قيمة الصادرات من نواتج فلسطين ١٢٩٧٥٥٩ مقابل ١٢٠٠٨١٢ في السنة التي قبلها وكانت أهم الزيادة في الواردات الحبوب والدقيق ومواد البناء والبضائع القطنية والأدوات والسيارات وأنواع الكاز. وبلغ ما بيع من الملح ٤٧٩٤ طناً مقابل ٣٤٥٧ طناً في سنة ١٩٢٤.

إن انتعاش التجارة من أزمة سنة ١٩٢٣ الذي ابتدأ منذ سنة ١٩٢٤ قد ظلّ مستمراً بتأثير النازحين الجدد وما جلبوه معهم من رؤوس الأموال التي أودعوها المصارف فسهلوا بذلك إعطاء السلفات وقد هبط معدل الفائدة إلى أدنى رقم منذ الاحتلال، ولكن المشتريات المبنية على المضاربة توقعاً لزيادة الطلب وعلى الخصوص فيما يتعلق بتجارة المباني واستثمار الأموال في أبنية واسعة النطاق مع مشترى الأرض أدت إلى قلة النقد فنتج عن ذلك قبض المصارف يدها عن التسليف. وقد زاد معدل المعيشة بنسبة ٤. ٤ بالمائة عن سنة ١٩٢٤ وارتفعت أسعار الجملة ٧. ٢ بالمائة.

وبلغت صادرات البرتقال ١٨٦٨٢٩١ صندوقاً مقابل ١٨٨٠٧٨٣ في سنة ١٩٢٤ وكانت الأسعار عالية وكان معدل المبيعات الأولى ١٢ ـ ١٥ شلناً

٢٦٥

الصندوق. وكسدت تجارة الخمور الصادرة وقل الوارد منها ٧٨٥٠ ج م وصدر من الصابون ٥٨٥٥ طناً قيمتها ٢٤٧٧٢٥ وأُدخل تحسين على صناعته فصار يعمل منه الصابون المطيب. وفي فلسطين سبعة معامل للتبغ واللفائف وسبعة معامل للتنباك وكان ناتجها من أول أيار ٢١٩٨٠٠ كيلو غرام من اللفائف و ١٢٠٠٠ من التبغ المفروم و ٤٠ في المائة من التبغ المصنوع في المعامل وهو من ناتج فلسطين والمساحة المزروعة تبغاً وتنباكاً في فلسطين هي ثلاثة آلاف آكر الآكر ٥٢ آراً والآر مائة متر مربع وما زال تهريب التبغ مستمراً على درجة واسعة.

وقسمت الواردات المستهلكة في فلسطين في سنة ١٩٢٥ أربعة أقسام منها ١٩٨٧١١٠ ج ثمن مأكولات ومشروبات وتبغ و ٦٢٧٥١٨ مواد خام وبضائع أكثرها غير مصنوع و ٣٩٦٧٥١٨ بضائع مصنوعة كلها أو معظمها و ٧٥٦٣٤٤ صادرات شتى. وأهم مصادر الواردات ونسبتها إلى المجموع بريطانيا العظمى ٣٠٨٣١٥٦ ج أي ١٤. ٥ بالمائة وسورية ١٠١٧٩٠٣ أي ١٤. ٥ في المائة وألمانيا ٩٣٠٤٣٩ أي ١٢. ٠ في المائة وأميركا ١٦٦٩٩٩ أي ٩. ٥ وبلدان بريطانية أخرى ٥٨٣٥٥٠ أي ٧. ٥ وفرنسا ٥٦٣٦٨٩ أي ٧. ٥ ومصر ٣٧٥١٦٩ أي ٥. ٥.

وتقسم الصادرات إلى مأكولات ومشروبات وتبغ وقيمتها سنة ١٩٢٥ ٨٨٢٢٣٤ ومواد خام وبضائع أكثرها غير مصنوع ٦٦٨٠٨ بضائع مصنوعة كلها أو معظمها ٣٠٠١٢٨ وأشياء أُخرى ٤٨٣٣٩ وأهم موارد الصادرات مصر ويصدر إليها بما قيمته ٥٧٧٢٧٧ ج أي ٤٤. ٥ في المائة وبريطانيا العظمى ٤٤٣٧٧٤ ج أي ٣٠ في المائة وسورية ١٥٨١٠٢ أي ١٢. ٥ وأميركا ٢٥٦٠٠ وفرنسا ٢٢٩٣٢ وألمانيا ٢٠١٩٠ وإيطاليا ١١٩٦٨ وأهم الزيادة في لصادرات التي كانت في البرتقال وصابون الغسيل فزادت صادرات الأول ٩١١١٥ والثاني ٤٣٨٣٤ ج.

ويعرف مركز البلاد الحقيقي ويقدر ما لها وما عليها من ميزان تجارة البلاد لسنة ١٩٢٣ وهو ميزان صحيح في الجملة مأخوذ من قلم إحصائي دائرة التجارة ومن بعض ذوي الخبرة والاختصاص.

٢٦٦

ومن الأسباب العديدة التي تحول دون الإنتاج في الوقت الحاضر وفي فلسطين قلة الأيدي العاملة من بشر وحيوان وقلة العمال الفنيين في سبيل الإنتاج المختلفة ومشكلة الأرض وخصوصاً المشاع وقلة رؤوس الأموال اللازمة للقيام بالمشاريع الكبرى.

تجارات الأمم المختلفة في الشام (١):

يقدر الخبيرون الواردات إلى سورية ولبنان من القارات الخمس بثمانية

__________________

(١) كتب هذه المقالة السيد محمد شخاشيرو.

٢٦٧

ملايين دينار ذهبي مسانهةً وغالب ذلك من الأشياء الكمالية التي تقتضيها حالة الحضارة والترف، فمن أهم ما تستورده الشام من فرنسا الكتب المدرسية والمطبوعات العلمية والأدبية والسياسية وأدوات الكتابة من أقلام ومحابر وورق وأنوال النسيج الإفرنجية ومواد الصيدلة والعقاقير والمستحضرات الطبية وآلات الجراحة ومعدات موائد الطعام من سكاكين وملاعق ومتممات اخونة الطعام ولوازم القاطرات الحديدية والشاحنات، ومن مواد البناء الترابة الكلسية والطوب والقرميد والبلاط الصناعي وآلات النجارة ومعدات الأبواب والنوافذ الحديدية والآلات الكاتبة من عربية وإفرنجية وأسلحة الصيد والمسدسات مع ما يلزمها من القذائف والبارود، والأجواخ الصيفية على اختلاف أنواعها، وثياب النساء حريرية وقطنية، وأوان خزفية وبلورية وروائح عطرية على اختلاف أنواعها، والخمور والدقيق والمطابع وما يقتضي لها عن حروف وآلات طابعة والمواد الكيماوية وغير ذلك.

ومن أهم ما نستورد من إنكلترا القصدير والمعادن والأجواخ الشتوية الغالية الثمن، والمنسوجات القطنية وهي أنواع كثيرة والغزل بأنواعه والموسى والسكاكين المعروفة بالإنكليزية وسرر النوم على اختلاف أنواعها المعمولة من الحديد والنحاس وسرر السفر وبعض مطبوعات علمية وأدبية وأسلحة الصيد والمسدسات وما يتبعها وكثير من العقاقير والمستحضرات الطبية وآلات الجراحة والأسلاك النحاسية والمركبات ولوازمها. وأهم ما يرد على الشام من إيطاليا ألبسة الصوف على اختلاف أنواعها وأكسية القطن كالمدام واليمني والأجواخ الرخيصة الثمن والرخام المرمر الملون وبعض مطبوعات علمية وأدبية وقسم من السيارات والمركبات. وأهم ما يردنا من ألمانيا المطبوعات العلمية والأدبية وورق الكتابة وأدوات النجارة على تعدد أنواعها وأشكالها من مناشير ومطارق وأدوات الأبواب والنوافذ الحديدية وسرر النوم من النيكل والحديد والنحاس وسرر السفر والمسامير وأسلحة الصيد والمسدسات وتوابعها والرصاص والقصدير والأواني الخزفية وآلات الجراحة والعقاقير والمستحضرات الطبية والأواني النحاسية من طسوت وأباريق وأواني الحديد المدهون المستعمل في المطابخ والأصباغ على أنواعها والأدوات الكهربائية

٢٦٨

على تنوع ضروبها والآلات الرافعة للماء وأدوات الزراعة الحديثة والجوخ.

وأهم ما يرد من النمسا صناديق الحديد والمقاعد والكراسي الخشبية المعروفة الخيزران والورق. ومن المجر الكبريت والفاصوليا. ومن روسيا سخانات بشاي الفاخرة السماورات منها الأبيض ومنها الأصفر، وخيطان الفضة المموهة وتدخل في الصناعة الشامية لوشي الحرير، والبترول والطنافس والبسط الغاليا الثمن، والفراء الفاخرة والأحذية المطاطة. وأهم ما تصدر إلينا بلجيكة بلور المرايا وزجاج النوافذ وأسلحة الصيد والمسدسات وحديد البناء وحديد الصناعة ولوازم حافلات الكهرباء وآلات الزراعة. وثياب وأجواخ كثيرة والصودا والسلك والورق. ومن بولونيا الخشب والمسامير. ومن أسبانيا القمصان والجوارب والفلين والزئبق وبعض الأدهان. ومن سويسرا الساعات الذهبية والفضية للنساء والرجال والمطرزات الصيفية من الأكسية والدنتلا والشوكولاته والجبن واللبن المعقم والزبدة وأدوات النسيج والأحذية. ومن هولاندة الجبن والغليسرين والسبيرتو والجعة والشمع والملبس دروبس والبسكوت والدهان والأواني الخزفية والحليب المعقم والكتب العربية الجيدة.

وأهم ما يردنا من السويد الكبريت والمقوّى. ومن النروج زيت السمك والقطران وزيت النفط التربنتين. ومن الدانيمارك الحليب المعقم والسمك المقدد والمغموس بالزيت والجعة. ومن البرتقال سمك السردين. ومن التشيكو سلوفاكيا السكر والبلور والمالقي والجوخ العربي والجوخ العادي والأزرار والطرابيش والحرامات الصوف والأواني الزجاجية. ومن بلغاريا الجبن البلغاري ومن رومانيا الأخشاب وتعرف بالقطراني والشوح وقليل من البترول. ومن اليونان التبغ والزيوت والكونياك. ومن أميركا الشمالية والجنوبية آلات الخياطة والسيارات وما ينبغي لها والدراجات والمركبات والزيوت المعدنية والبترول والألكحول والبنزين والأحذية والقهوة والخشب المعروف بالأميركاني والساعات الأميركانية وآلات الهاتف والبرق والمطاط وأدوات الكتابة. ومن أوستراليا الدقيق الأسترالي وغير ذلك.

وأهم ما يرد علينا من اليابان والصين الخزف الصيني والياباني وهو أشكال متعددة والحصر المنقوشة والحرير الياباني والصيني والغزل والشاي الصيني

٢٦٩

والخام من اليابان والصين والحرير من شنغاي. ومن جاوة بطريق الحجاز الشاي والقهوة وثياب الحرير الصفيق المعروفة بالاستكروزة. ومن طرابلس الغرب وتونس والجزائر والغرب الأقصى نسيج صوف فاخر يعرف بالحرام وهو دثار الشتاء وحرير للصناعة هو أحسن أنواع الحرير. ومن الجزائر النبيذ الفاخر. ومن السودان الفول السوداني وبعض البهارات والصمغ والريش والعاج. ومن الحبشة القهوة. ومن مصر الثياب الصوفية يخيطونها عباءات في فلسطين والشال الحريري والأرز والسكر والمطبوعات العربية في مختلف العلوم والفنون.

ويردنا من تركيا الأحجار الكريمة وبعض مصنوعات الصياغ من الأواني الفضية الدقيقة الصنع، والبسط الأورفلية نسبة إلى أورفة والطنافس وغالبها تعرف بأسماء البلدان التي تعمل فيها فيقال لها الرشواني والقيصري والكرداسي وتستورد الشام من بلاد الكرد الغنم والخيل المعروفة بالجلب وهي لحمل الأثقال والحرث والبسط والطنافس واللبد المعروفة بالكردية. وأكثر ما تبعث العراق البسط المعروفة بالبغدادي والعباءات المعروفة بالجيلانية نسبةً إلى جيلان والملاءات الحريرية وتعرف بالبغدادية يتخذها نساء القرى الشامية غطاءً. وأهم ما نتناوله من اليمن والحجاز البن أو القهوة المعروفة بالعدنية، ومن المدينة المنورة بعض الطيوب والمراوح والتمر والحناء. ومن نجد الإبل والخيول العربية المشهورة.

وأهم ما يرد من بخارى الطنافس والبسط المفتخرة وتعرف بأسماء حواضرها. ويرد من الأفغان الطنافس والبسط الجيدة وتعرف بالأفغاني. ومن الخليج الفارسي اللؤلؤ ومصنوعات يدوية من بسط وطنافس وخراج وأعبئة. ومن فارس الشال الثمين والبسط والطنافس وعباءات الوبر وتعرف بأسماء حواضرها فيقال الشيرازي، التبريزي، الهمداني، الخراساني من حواضر فارس، ومن أهم مجلوباتنا التنباك الأصبهاني وهو كثير المقطوعية في الديار الشامية والأسلحة البيضاء من مدى وخناجر وسيوف وتعرف بالعجمية، والخاويار يجلب الآن من بحر الخزر.

وأهم الوارد من بلاد الهند الطيوب من مسك وعنبر وعود وكافور

٢٧٠

والنيل والشاي على اختلاف أنواعه ومصنوعات النحاس من أباريق وطسوت وطاسات وأقداح صغيرة وكبيرة وصحاف تعرف بالهندي والبهارات والأفاويه بأنواعها. والشال البديع من صناعة كشمير ولاهور، ويساوي الثوب منه وطوله ثلاثة أمتار بعرض متر ونصف من أربعين إلى خمسين ديناراً.

هذا مجمل ما يأتينا من الأرجاء المختلفة من ضرو بالحاجيات والكماليات، عدا أصناف المأكولات من شوكولاته وثمار محفوظة وبقول وحبوب ودقيق وفاكهة ولحوم مقددة وأنواع السكاكر الإفرنجية، مما يصدر إلينا بحسب اللزوم ورواج سوقه إذا أُصيب القطر بآفة في نواتجه، وهذه الأصناف المجلوبة تدل على دقة نظر تجارها وحسن انتقائهم، وضربهم في طول الأرض وعرضها، حتى لا تكاد ترى فيما نعلم بلداً في الأرض لم ينزله شامي يبيع أو يشتري. ويقال في الأمثال العامة: أعرج الشام وصل الهند، وإذا تأملت هذه المجلوبات الصناعية وجدتها مثال الجمال والمتانة مما يدل على ذكاء مستهلكيها ورسوخ قدومهم في الحضارة والترف. وقطر كهذا بينه وبين الغرب صلات مستحكمة في التجارة منذ أكثر من ألفي عام وبينه وبين الشرق صلات مثلها منذ عرف التاريخ هو عميل قديم أمين جدير بأن ينظر إليه بعين العطف ويهتم بشأنه أهل الغرب اه.

رأي في ازدياد الثروة والتجارة:

بعد أن عرفنا بالفصول السالفة تاريخ التجارة في هذا القطر، وعلائقة مع الأمم في القديم، ووقفنا على حالة تجارته اليوم، وصلاته الاقتصادية مع الشرق والغرب، ورأينا العجز الظاهر في موازنته واختلال مجاريه الاقتصادية وأن دخله أقل من خرجه في الجملة، يجدر بنا أن نلفت نظر أرباب الشأن في الأمة، إلى أن الشام باعتدال أهويته وجميل طبيعته، وتوسطه بين أقطار الشرق والغرب، وما في تاريخه وآثاره من البدائع والروائع، يستطيع أهله أن يجعلوه محط رحال معظم المسلمين في آسيا وإفريقية، وأقرب السبل إلى ذلك في نظر المفكرين، أن يصلح ما تخرب في الثورة العربية من خط السكة الحجازية الممتد من دمشق إلى المدينة المنورة، ويتم مد الخط الحديدي

٢٧١

إلى مكة المكرمة وجدّة، وعندها يستطيع حجاج العراق وفارس وأفغانستان وبلوجستان والهند والصين وغيرها أن يسلكوا إلى الأرض الطاهرة عن طريق الشام من العراق على السيارات ريثما يمد خط حديدي عريض، وتكون دمشق المحطة المهمة للصادرين والواردين، ودمشق هي المدينة الإسلامية الرابعة بقدسيتها، بين أكثر أقطار الشرق الإسلامي وبين الحجاز، فإذا تم ذلك لا يقل عدد الحجاج الذين يؤمون دمشق عن ثلاثمائة ألف كل سنة، فإذا صرف الفرد عشرة دنانير، واصطاف في الشام من العراقيين والمصريين عشرون ألفاً كل سنة على أقل تعديل، وزارها عشرون ألفاً من سياح الإفرنج، لا يقل ربح الشاميين كل سنة عن أربعة إلى خمسة ملايين دينار من هذه الطرق التجارية. ومما يسهل الوصول إليه عقد معاهدة بين حكومة الشام والحكومات المجاورة. حينئذ يعمر الحجاز وتتم للشام سعادتها لأنها بالسكة الحجازية كانت تمون الحجاز قبل الحرب الكبرى فيسافر كل يوم من دمشق سبع مركبات تحمل من الطعام والبضائع ما لا يقل وزنه عن مئة ألف كيلو، وناهيك بذلك من تبادل المنافع بين هذه الأقطار والممالك، وما في ذلك من تيسير سبل الحج على شعوب لا تقل عن مائة وثلاثين مليوناً في العدّ، كانت ترحل الأشهر لتحج واليوم تكفيها الأسابيع القليلة مهما بعُدت عليها الشقة إذا امتطت هذه السيارات وهذه القطارات، ثم إذا تم إنشاء الخط الحديدي بين طرابلس وحيفا تتصل كالة في فرنسا بالقاهرة عن طريق أوربا وتركيا وتصبح الشام نقطة الاتصال بين أوربا وآسيا وإفريقية وفي ذلك من الفوائد لتجارة الشام ما لا ينكر.

انتهى الجزء الرابع من خطط الشام

ويليه الجزء الخامس وأوله التاريخ المدني ـ الجيش.

٢٧٢

فهرست

الجزء الرابع من خطط الشام

التاريخ المدني............................................................ ٣ ـ ٨٩

العلم والأدب ما يراد بالعلم والأدب.............................................. ٣

العلم والأدب عند أقدم شعوب الشام............................................ ٩

مواطن العلم في القطر قديما..................................................... ٢

ما حمل العرب من العلم إلى الشام.............................................. ١٤

جمع القرآن ونشره في الشام.................................................... ١٥

العلم والأدب في القرن الأول.................................................. ١٧

عناية خالد بن يزيد بالنقل وأوائل التدوين....................................... ١٩

علماء القرن الثاني والأدب والنقلة والمنشئون فيه.................................. ٢٢

العلم والأدب في القرن الثالث................................................. ٢٥

الأدب في القرن الرابع ونهضته على عهد سيف الدولة وأبي العلاء المعري............. ٢٧

الآداب في القرن الخامس...................................................... ٣١

العلم والأدب في القرن السادس................................................ ٣٣

العلم والأدب في القرن السابع................................................. ٣٧

الإمام ابن تيمية والإصلاح الديني والأدب والعلم في القرن الثامن................... ٤٤

العلوم في القرن التاسع........................................................ ٤٩

انحطاط العلم والأدب في القرن العاشر.......................................... ٥١

الآداب في القرن الحادي عشر................................................. ٥٤

العلوم والآداب في القرن الثاني عشر............................................ ٥٧

العلم والأدب في القرن الثالث عشر............................................ ٦٠

العلوم المادية في منتصف القرن الثالث عشر..................................... ٦٢

٢٧٣

العلوم والآداب في أواخر القرن الثالث عشر وأوائل الرابع عشر الرابع عشر........... ٦٣

المعاصرون من العلماء والأدباء................................................. ٦٦

تأثيرات الأجانب في التربية.................................................... ٧٠

الآداب في القرن الرابع عشر................................................... ٧٢

الجامعات والكليات.......................................................... ٧٧

الإخصاء................................................................... ٧٨

الصحافة العربية............................................................. ٨٠

الطباعة والكتب............................................................. ٨٦

الفنون الجميلة................................................................ ٩٠

تعريف الفنون الجميلة الموسيقى والغناء.......................................... ٩٠

التصوير................................................................... ١٠١

النقش.................................................................... ١١٤

البناء..................................................................... ١١٨

الشعر والفصاحة........................................................... ١٢٢

الرقص.................................................................... ١٢٥

التمثيل................................................................... ١٢٧

متى ترتقي الفنون الجميلة.................................................... ١٣٠

الزراعة الشامية.............................................................. ١٣١

العامر والغامر.............................................................. ١٣١

قلة العناية بالأنهار.......................................................... ١٣٢

خراب الزراعة والمزارع........................................................ ١٣٤

عوامل الخراب.............................................................. ١٣٥

آفة الهجرة على الزراعة...................................................... ١٣٧

خصب الأراضي ومعالجتها وما يزرع فيها...................................... ١٣٨

تقسيم السهول والجبال...................................................... ١٣٩

من الذين أدخلوا الطرق الجديدة درس الزراعة................................... ١٤١

نقص كبير................................................................ ١٤٢

٢٧٤

التحسين الأخير........................................................... ١٤٣

عناية القدمين بالزراعة...................................................... ١٤٥

أصناف الزروع والأشجار.................................................... ١٤٧

الأشجار غير المثمرة........................................................ ١٥٢

الصناعات الزراعية القديمة................................................... ١٥٦

معادن الشام وحماتها........................................................ ١٦٠

الحمات الشامية............................................................ ١٦٤

نظرة في الفلاحة الشامية الحديثة أقاليم الشام................................... ١٦٧

أتربة الشام................................................................ ١٧٠

حراج الشام................................................................ ١٧٢

الري في الشام............................................................. ١٧٥

زروع الشام وأشجارها....................................................... ١٧٦

الأشجار المثمرة............................................................ ١٧٩

الحيوانات الدواجن في الشام.................................................. ١٨٣

الصناعات الزراعية في الشام................................................. ١٨٩

زراعة الشام من الوجهتين المالية والاقتصادية.................................... ١٩٢

الضرائب الزراعية........................................................... ١٩٣

طرائق استثمار الأرض...................................................... ١٩٤

إقراض الزراع................................................................ ٩٧

الخلاصة.................................................................. ١٩٨

الصناعات الشامية........................................................... ١٩٩

مواد الصناعات............................................................ ١٩٩

الغزل والحياكة والنساجة..................................................... ٢٠٠

الدباغة وصناعات الجلود.................................................... ٢٠٦

تربية دود الحرير النجارة..................................................... ٢٠٧

القيانة والحدادة والنحاسة.................................................... ٢١٣

٢٧٥

الزجاجة................................................................... ٢١٧

الدهان................................................................... ٢١٨

الفخارة والقيشاني.......................................................... ٢٢٠

الوراقة.................................................................... ٢٢٢

المرايا الصياغة.............................................................. ٢٢٤

صناعة الصدف والرخام..................................................... ٢٢٦

السجاد والحصير........................................................... ٢٢٧

الصناعات المحدثة.......................................................... ٢٢٨

تأثير الصناعات في الماديات والأخلاق........................................ ٢٣٠

التجارة الشامية.............................................................. ٢٣٣

موقع الشام من التجارة وتجارة القدماء......................................... ٢٣٣

تجارة العرب................................................................ ٢٣٩

التجارة في القرون الوسطى................................................... ٢٤٤

التجارة في القرون الحديثة.................................................... ٢٤٦

التجارة والاقتصاديات في العهد الحديث....................................... ٢٥٤

الورق النقدي والعوامل في تدني الاقتصاديات................................... ٢٥٦

الحواجز الجمركية........................................................... ٢٥٧

العامل الاقتصادي.......................................................... ٢٦٠

الواردات والصادرات........................................................ ٢٦١

صناعة البلاد في سنة ١٩٢٥................................................ ٢٦٢

ما يجب للنجاح في الاقتصاديات............................................. ٢٦٣

تجارة فلسطين في الدور الجديد............................................... ٢٦٥

تجارات الأمم المختلفة في الشام............................................... ٢٦٧

رأي في ازدياد الثروة والتجارة................................................. ٢٧١

فهرست الجزء الرابع من خطط الشام.................................. ٢٧٣ ـ ٢٧٦

٢٧٦