المغرب في حلى المغرب - ج ١

علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي

المغرب في حلى المغرب - ج ١

المؤلف:

علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي


المحقق: خليل المنصور
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٨١
الجزء ١ الجزء ٢

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الرابع

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب المملكة الأشبونية

وهو

كتاب عرف النّسرين في حلى مدينة شنترين

هي حالية

البساط

من كتاب الرازي : غرب باجة ، مبناها على نهر تاجه ، بمقربة من انصبابه في البحر ، وأرضها غاية من الكرم والطيب.

العصابة

كانت ولاتها تتردد عليها من أشبونة ، وهي الآن للنصارى.

٣٤١

السلك

من كتاب نجوم السماء في حلى العلماء

٢٩٣ ـ الأديب أبو الحسن علي بن بسام التغلبي الشّنتريني (١)

من المسهب : العجب أنه لم يكن في حساب الآداب الأندلسية أنه سيبعث من شنترين ، قاصية الغرب ، ومحل الطّعن والضّرب ، من ينظمها قلائد في جيد الدّهر ، ويطلعها ضرائر للأنجم الزّهر. ولم ينشأ بحضرة قرطبة ولا بحضرة إشبيلية ولا غيرهما من الحواضر العظام من يمتعض امتعاضه لأعلام عصره ، ويجهد في جمع حسنات نظمه ونثره. وسل الذخيرة ، فإنها تعنون عن محاسنه الغزيرة ، وأعلى شعره قوله (٢) : [الوافر]

ألا بادر فلا ثان سوى ما

عهدت : الكأس والبدر التّمام

ولا تكسل برويته ضبابا

تغضّ (٣) به الحديقة والمدام

فإنّ الرّوض ملتثم إلى أن

توافيه فينحطّ اللّثام

وهذا من الطبقة العالية. ونثره في كتاب الذخيرة يدلّ على علو طبقته ، وأما ما أنشده فيها لنفسه من الشعر فنازل.

ومن كتاب مصابيح الظلام

٢٩٤ ـ أبو عبد الله محمد بن عبد البرّ الشّنتريني (٤)

ممن ذكره المسهب الحجاري ، وأنشد له قوله :

أحبّ الذي يهوى عذابي دائما

وما لي فيه ما حييت نصيب

__________________

(١) انظر ترجمته في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٩) ومعجم الأدباء (ج ١٢ / ص ٢٧٥) وفي المسالك (ج ٨ / ص ٢٠١). والرايات (ص ١٦).

(٢) البيت الأول في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٩). والأبيات جميعها في الرايات (ص ١٦).

(٣) في الرايات : تعض.

(٤) انظر ترجمته في نفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٠٢ ـ ٣٠٣).

٣٤٢

هلال على غصن يميس على نقا

وكلّ معاني حسنه فغريب

٢٩٥ ـ أبو عبد الله محمد بن سارة الشنتريني (١)

من القلائد : نادرة الدهر وزهرة الأيام المثبت في الأعناق من ذمّه أو مدحه مياسم كأطواق الحمام. إلى تفنّن في الآداب ، وولوج في مدينة الشعر من كل باب. إن شبّه فالمعتزيّات واجمة ، أو غرب ببديعة فالمعزيّات راغمة. الغرض مما أنشده من شعره قوله (٢) :

أما الرياض فإنهنّ عرائس

لم يحتجبن حذار عين الكالي

جاد الربيع لها بنقد مهورها

دفعا ولم يبخل بوزن الكالي

تثني الصّبا منها أكفّ زبرجد

منظومة أطرافها بلآلي

وقوله (٣) :

لابنة الزّند في الكوانين جمر

كالدّراري في دجى الظلماء

خبّروني عنها ولا تكذبوني

ألديها صناعة الكيمياء

سبكت فحمها سبائك (٤) تبر

رصّعتها بالفضّة البيضاء

كلما ولول (٥) النّسيم عليها

رقصت في غلالة حمراء

لو ترانا من حولها قلت : شرّب

يتعاطون أكؤس الصهباء

وقوله (٦) :

قد شابت النار بتنوّرها (٧)

لما تناهى عمرها واكتهل

كأنها لما خبا جمرها

مطيّب الورد إذا ما ذبل

__________________

(١) هو أبو محمد عبد الله بن صارة ، ويقال سارة ، الشنتريني. سكني إشبيلية وتعيش فيها بالوراقة ، ونزل ألمرية وغرناطة وامتدح ولاتها. كان شاعرا مغلقا. الذخيرة (ق ٢ / ص ٨٣) وقلائد العقيان (ص ٢٥٨) وأخبار وتراجم أندلسية (ص ١٥) والمطرب (ص ٧٨) وبغية الوعاة (ص ٢٨٨). وزاد المسافر (ص ٦٦) ووفيات الأعيان (ج ٣ / ص ٩٣) وبدائع البدائة (ص ٣٧٦) والتكملة (ص ٨١٦).

(٢) الأبيات في قلائد العقيان (ص ٢٥٨).

(٣) الأبيات في قلائد العقيان (ص ٢٥٨).

(٤) في قلائد العقيان : صفائح.

(٥) في قلائد العقيان : رفرف.

(٦) البيتان في قلائد العقيان (ص ٢٥٩).

(٧) في قلائد العقيان : بكانونه.

٣٤٣

وقوله في النّارنج : [الطويل]

أجمر على الأغصان دارت نضارة

به ، أم خدود أبرزتها الهوادج

كرات عقيق في غصون زبرجد

بكفّ نسيم الريح منها صوالج

وقوله وقد قعد إلى جانبه غلام وسيم ، فقام وقعد مكانه أسود قبيح (١) : [الطويل]

مضت جنّة المأوى وجاءت جهنّم

فها أنا أشقى بعد ما كنت أنعم

وما كان إلا الشمس حان غروبها

فأعقبها جنح (٢) من اللّيل مظلم

__________________

(١) البيتان في قلائد العقيان : (ص ٢٥٩).

(٢) في قلائد العقيان : قطع.

٣٤٤
٣٤٥

كتاب

خدع الممالقة

في حلى مملكة مالقة

٣٤٦

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب السابع

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب غرب الأندلس

وهو

كتاب خدع الممالقة في حلى مملكة مالقة (١)

مملكة بين مملكتي إشبيلية وغرناطة ، على بحر الزقاق ، وهي كثيرة التين واللّوز وينقسم كتابها إلى :

كتاب النفحة الزّهريّة في حلى مدينة ريّة

كتاب التريش في حلى مدينة بلّيش

كتاب نخبة الريحانة في حلى مدينة بزليانة

كتاب الراية في حلى مدينة لماية

كتاب فرحة المسرور في حلى حصن مورور

__________________

(١) مالقة : مرفأ في جنوب إسبانيا على البحر المتوسط ، المنجد في اللغة والأعلام (ج ٢ / ص ٦٢٩).

٣٤٧

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الأول

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب المملكة المالقية

وهو

كتاب النفحة الزّهرية في حلى مدينة ريّة

المنصة

من المسهب : تعرف الآن بمالقة ، وفي القديم بريّة ، وهي بحرية برية. ولها الوادي الرّبيعي الذي يأتي زائرا مغيبا ، فيزداد أهلها فيه غبطة وحبّا ، وعلى مذانبه المتفرّعة كسبائك اللّجين ، ما ترتاح بمرآه النفس والعين ، وفيه أقول :

بوادي رية عرّج فإني

رأيت الحسن عنه لا يميل

وهات الخمر صرفا دون مزج

بحيث الماء والظلّ الظّليل

غدا متقسّما في كل وجه

كما سلّت على خزّ نصول

تجول لواحظي ما دمت فيه

بحيث ترى مذانبه تجول

٣٤٨

ولمالقة مما فضلت به ما حفّها من شجر اللوز وشجر التين ، إذ هو بها طوفان لا تزال تحمل منه الركاب والسّفين ، وهو مفضّل على سائرتين الأندلس ، إلا شعريّ إشبيلية ، فإن بعضهم يفضله ، ولا سيما في دخوله في الأودية ومنفعته. ويكفيها عن الإطناب ما يتضمن شرح اسمها ، إذ معنى ريّة عند النصارى : سلطانة فهي سلطانة البلاد. ولها القلعة المنيعة التي تتقلّد من المجرّة بنجاد. قال ابن سعيد : دخلت مدينة مالقة وأقمت فيها إقامة أرضت الشباب ، وأمتعت مجالس الآداب. وكان والدي يفضلها ويعجب بها ولا سيما في أيام فرحهم وخروجهم إلى كروم العنب والتين ، ولقد خرجنا إلى كرم أقمنا فيه مدة منفعته ، فعدنا ذلك من أيام النعيم ، إذ بياض أبراجها في خضرة شجرها مع تناسقها وكثرتها كما قال الكاتب أبو العباس الشلبي :

نظرت لمالقة مرّة

وقد زينوا أرضها بالبروج

فقلت سماء بدت زهرها

تضاهي نجوم السّماء والبروج

وخمر مالقة مشهورة بالأندلس مفضّلة ، وفيها من ضروب الوشي العجائب ، ويصنع بها الفخّار المذّهب والزجاج ، ولأبي الحسين بن مسلمة موشحة في واديها ، وهي :

بوادي ربّه

اخلع عذار التصابي

أما تراه مفرّع

بالروض عاد مجزّع

سقاه ريّه

من صفو ماء السّحاب

عليه حثّ المدامه

وانظره في شكل لامه

خاف الرياض حمامه

فكم خطيئة

مدّت له كالحراب

دعني من العشق دعني

فكم به هاج حزني

فالآن أعشق دنّي

وأقصي ميّه

مع المنى والرّباب

الكاس أعشق عمري

لله ساعات سكري

ما بين ورد وزهر

فما لي نيّه

في غير هذا الحساب

٣٤٩

إلا إذا كان شادن

يسبيك منه محاسن

حلو الهوى متماجن

ينادي سيّه

يا عم إحرز ثيابي

وهذه من اصطلاح الصبيان الذين يسبحون هنالك.

التاج

أول من ثار بها في مدة ملوك الطوائف عامر بن الفتوح ، وخدعه علي بن حمود ، فأخذها منه ، فصارت قطبا لخلافة ولده حين أخرجوا من قرطبة. وأشهرهم بها إدريس بن يحيى بن علي الملقب بالعالي. وصارت إلى باديس ابن حبوس صاحب غرناطة. ثم تداولت عليها ولاة الملثمين وولاة المصامدة وولاة ابن هود. وهي الآن لابن الأحمر ملك غرناطة.

السلك

من كتاب تلقيح الآراء في حلى الحجاب والوزراء

٢٩٦ ـ أبو عمرو بن هاشم وزير العالي الإدريسي

من المسهب : كان له خلال توجب له الوزارة ، أخبرت أنه كان يوما في بيت وزارته ، فدخل عليه غلام جميل بقل عذاره ، فقال : [الطويل]

أتاني وقد خطّ العذار بخده

كما خطّ من جمر على مهرق سطرا

فقلت له : لم يقتنع بحيائه

محيّاك حتى زاد من شعر سترا

ومن كتاب أردية الشباب في حلى الكتّاب

٢٩٧ ـ أبو محمد عبد الله بن أبي العباس الجذامي المالقي (١)

قال والدي : بنو أبي العباس من بيوتات مالقة ، وهو بيت علم وأدب وحسب ورياسة ، وكان

__________________

(١) هو عبد الله بن أحمد بن إسماعيل ابن سماك العاملي ، يكنى أبا محمد ، مالقي الأصل ؛ توفي سنة ٥٤٠ ه‍. نفح الطيب (ج ٦ / ص ٨١) والإحاطة (ج ٣ / ص ٤١٠ ـ ٤١١).

٣٥٠

أبو محمد هذا من أعلامهم قد برع في النثر والنظم ، وحسبك أن الرّصافيّ شاعر زمانه يقول في رثائه :

أبني البلاغة! قيم حفل النادي؟

هبها عكاظ فأين قسّ إياد

ومن شعره قوله من قصيدة في يوسف بن عبد المؤمن : [الطويل]

جللتم فماذا يبلغ القول فيكم

وأفعالكم هنّ النجوم الزواهر

وإني وإن أطنبت جئت مقصّرا

وما تبلغ الأوصاف والبحر زاجر

وقوله من قصيدة :

وكأن سمرهم غصون فوقها

طير ترفرف فوق أفئدة العدأ

٢٩٨ ـ أبو الحسن رضيّ بن رضا المالقي (١)

أخبرني والدي : أنه أدركه في مدة ناصر بني عبد المؤمن وكان يكتب عن ملوكهم ووصفه بالانهماك في شرب الخمر ، حتى إنه كان لا يكاد يصحو منها. ومن شعره قوله :

اشرب على البحر بحرا

والثم على الزّهر زهرا

وانظر لدهر تأتّى

فكم تشكّيت دهرا

ولا تمل لمميل

لا يقبل الدهر عذرا

خلعت في الكأس عذي

فاخلع فديتك عذرا

أو لا فدعني فإني

أمحّق العمر سكرا

وسافر من مالقة ، فغاب خبره ، وشاع أنه قتل ، سامحه الله.

٢٩٩ ـ ابنه أبو جعفر أحمد بن رضيّ (٢)

أخبرني أبو الحجاج البياسي مؤرخ الأندلس : أنه كان مدمنا للخمر كثير القول فيها ، وأن حضر معه يوما على شراب ، فدخل شيخ ضخم الجثة مستثقل ، فقال أبو الحجاج (٣) : [مجزوء الخفيف]

__________________

(١) انظر ترجمته في التحفة (ص ٤٩).

(٢) ذكره المقري في نفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٤٩). وابن سعيد في اختصار القدح (ص ١٨٧).

(٣) البيت في النفح (ج ٤ / ص ٣٤٩).

٣٥١

اسقني الكأس صاحيه

ودع الشيخ ناحيه

فقال (١) : [مجزوء الخفيف]

إن تكن ساقيا له

ليس ترويه ساقيه

٣٠٠ ـ أبو عبد الله محمد بن عبد ربه (٢)

من ولد أبي عمر بن عبد ربه صاحب كتاب العقد ، رحل إلى المشرق ، وله رسالة في صقلّية ، ذكر فيها ما جرى له بمصر. وكان كاتبا لأبي الربيع ابن عبد الله بن عبد المؤمن سلطان الغرب الأوسط. ومن شعره قوله :

كأنما الشمس وقد قابلت

بدر الدّجى والأفق الأهيف

عينا هزبر كلف وجهه

ينظر في عطفيه لا يطرف

فإن تقل ما لونها واحد

قلت : وهذا سبع أخيف

وحذر في رسالته من الأسفار ، لما قاسى فيها.

٣٠١ ـ أبو عبد الله محمد بن طالب (٣)

قال والدي : كان يكتب عن ولاة مالقه ، وأدركه ابن عمي أبو محمد بمالقة ، وأنشدني له قوله :

جفوتني من بعد ذاك الرّضا

والليل يأتي في عقيب النّهار

وصار أنسي وحشة منكم

والخمر لا بد لها من خمار

وله :

هذا النهار قد أضحى

يبكي لفقد المدام

فانهض لنبديه بالكا

س في اتصال ابتسام

__________________

(١) البيت في النفح (ج ٤ / ص ٣٤٩).

(٢) ترجمته في المقتضب من كتاب تحفة القادم (ص ١٤٧) والمعجب (ص ٣٧٥) ونفح الطيب (ج ٢ / ص ٣١١).

(٣) انظر ترجمته في التحفة (رقم ٦٢).

٣٥٢

ومن كتاب بلوغ الآمال في حلى العمال

٣٠٢ ـ أبو القاسم بن السّقّاط المالقي (١)

من القلائد : مستعذب المقاطع ، كأنما صوّر من نور ساطع ، أبهى من محيّا الظّبي الخجل ، وأحلى من الأمن عند الخائف الوجل ، يهبّ عطرا نشره ، ولا يغبّ حينا بشره. الغرض مما أثبته من نظمه قوله (٢) :

سقى الله أيامنا بالعذيب

وأزماننا الغرّ صوب السّحاب

إذ الحبّ يا بثن ريحانة

تجاذبها خطرات العتاب

وإذ أنت نوّارة تجتنى

بكفّ المنى (٣) من رياض التصابي

ليالي والعيش سهل الجنا

نضير الجوانب طلق الجناب

رميتك طيرا بدوح الصبا

وصدتك ظبيا بوادي الشباب

وقوله (٤) :

ويوم ظللنا للمنى (٥) تحت ظلّه

تدور علينا بالسعادة أفلاك

بروض سقته الجاشريّة مزنة

لها صارم من لامع البرق بتّاك (٦)

توسدنا الصهباء أضغاث آسه

كأنا على خضر الأرائك أملاك

تطاعننا فيه ثديّ نواهد

نهدن لحربي والسنّور أفناك

وتجلى لنا فيه وجوه نواعم

يخلن بدوراف والغدائر أفلاك

وذكر أنه حضر معه مواضع أنس. وهو ممن أثنى عليه صاحب المسهب ، وأخبر : أنه ولي أعمال مالقة.

٣٠٣ ـ أبو علي بن يبقي (٧)

ولي أعمال مالقة حين كان واليها أبو العلاء مأمون بني عبد المؤمن ، وكان له جارية قد أدبها

__________________

(١) انظر ترجمته في قلائد العقيان (ص ١٧١) والمسالك (ج ٨ / ص ٢٤٥) والخريدة (ج ١٢ / ص ١٤١).

(٢) الأبيات في قلائد العقيان (ص ١٧١).

(٣) في قلائد العقيان : الهنا.

(٤) الأبيات في قلائد العقيان (ص ١٧٢).

(٥) في قلائد العقيان : والمنى.

(٦) في قلائد العقيان : فتاك.

(٧) انظر ترجمته في نفح الطيب (ج ٣ / ص ١١٠).

٣٥٣

وعلمها الغناء ، فطلبها منه أبو العلاء ، فلم يسعفه بها ، فأمسك له ذلك مع أشياء ، كانت عليه في نفسه ، فما خطب لنفسه بالخلافة في إشبيلية أحضره ، وضرب عنقه.

وكتب إلى والدي وقد جاز على مالقة فلم يجتمع به (١) : [الكامل]

أكذا يجوز القطر لا يثني على

أرض توالى جدبها من بعده

الله يعلم أنها ما أنبتت

زهرا ولا ثمرا لمدة (٢) فقده

عرّج علينا ساعة يا من له

حسب يفوق العالمين بمجده

ومن كتاب الياقوت في حلى ذوي البيوت

٣٠٤ ـ أبو العباس أحمد بن مؤمل

من بيت كبير بمالقة ، وأبو العباس من سراتهم وساداتهم في الأدب والشعر.

ومن شعره قوله : [الطويل]

وكأس على وجه الحبيب شربتها

كأني أسقى الشمس أو أنظر البدرا

سقيت بها من لا أبوح بذكره

ثلاثا فهزّ السكر معطفه النّضرا

وشعشعتها كيما تغضّ جماحها

وقد ورّدت من خدّه ذلك الزهرا

فقال وقد زادت بخدّيه حمرة

كما أبصرت عيناك في الشفق الفجرا

خلعت عليها للحباب قلادة

فعوّض خدّي سكرها حلّة حمرا

ومن كتاب الإحكام في حلى الحكّام

٣٠٥ ـ أبو علي الحسن بن حسون (٣)

من المسهب : عين مالقة. وربّ حلّها وعقدها ، وعلم بردها وواسطة عقدها ، وكان من أئمة العلماء ، ولي قضاء مالقة في مدة العالي بن يحيى بن حمود الفاطمي.

ومن شعره قوله : [الطويل]

__________________

(١) الأبيات في نفح الطيب (ج ٣ / ص ١١٠).

(٢) في النفح : بمدّة.

(٣) انظر ترجمته في نفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٤٩).

٣٥٤

خلعت عذاري في هواها وعند ما

تبدّت نجوم الشّيب في غسق الشّعر

ثنيت عناني وارتجعت إلى النّهى

وعاودني حلمي وارجعني صبري

وأصبحت لا أبغي سوى العلم خطّة

ففيه الذي أرجوه في موقف الحشر

ولولاه ما أصبحت أقضي على الألى

صحبتهم في عنفوان من العمر

وقاسى شدة من اختلاف الحلفاء على بلده.

٣٠٦ ـ أبو محمد عبد الله بن الوحيدي قاضي حضرة مالقة (١)

من المسهب : جرى في صباه طلق الجموح ، ولم يزل يعاقب بين غبوق وصبوح ، خالعا عذاره في الملاح ، هائما بانثناء الغصن فوق الحقف الرّداح ، لا يثنيه عاذل ، ولا يرعوي عن باطل ، إلى أن دعاه النذير ، فاقتدى منه بسراج منير ، وعوّض ذلك الاستهتار بما استمال به قلوب العامة.

وله (٢) : [الطويل]

ولما بدا شيبي عطفت (٣) على الهدى

كما يهتدي حلف السّرى بنجوم

وفارقت أشياع الصبابة والطّلا

وملت إلى أهلي علا وعلوم

٣٠٧ ـ أبو عبد الله محمد بن عسكر قاضي مالقة (٤)

اجتمعت به في مالقة ، وحضرت مجلسه ، وكان متبحّرا في العلوم ، وكتبت إلى والدي رسالة فيها (٥) : [الطويل]

أفاتح من قلبي بعلياه واثق

وإن كانت الأبصار لم تفتح (٦) الودّا

__________________

(١) انظر ترجمته في الصلة (ص ٤٤٨) وتاريخ قضاة الأندلس (ص ١٠٤) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٥٠) وبغية الملتمس (ص ٣٣٩) وفيه أنّ وفاته في سنة ٥٤٣ ه‍.

(٢) البيتان في نفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٥٠).

(٣) في النفح : عففت عن الهوى.

(٤) هو محمد بن علي بن خضر بن هارون بن عسكر الغساني ، من أهل المعرفة بالأحكام ، وله شعر رائق وتآليف في الحديث. بقي بمالقة قاضيا إلى أن توفي سنة ٦٣٦ ه‍. تاريخ قضاة الأندلس (ص ١٢٣) ، ونفح الطيب (ج ٣ / ص ١١١) واختصار القدح (ص ١٣٠) والتكملة (ص ٣٤٨).

(٥) الأبيات في نفح الطيب (ج ٣ / ص ١١١).

(٦) في النفح : لم تنسخ.

٣٥٥

وقلت : أرى فأل انتساب ينيلني

بقربك في نيل المنى والعلا السعدا

عسى الله أن يدني لنا بعد داركم

ويفري حجابا بيننا للنّوى مدّا (١)

وله (٢) : [السريع]

أهواك يا بدر وأهوى الذي

يعذلني فيك وأهوى الرقيب

والجار والدار ومن حلّها

وكلّ من مرّ بها من قريب

ومن كتاب نجوم السماء في حلى العلماء

٣٠٨ ـ أبو عبد الله محمد بن الفخار الأصولي المالقي (٣)

من القلائد : صاحب لسن ، وراكب هواه من قبيح أو حسن ، لا يصدّ إذا صمّم ، ولا يردّ عما يمّم. ومن شعره قوله :

بأيّ حسام ، أم بأي سنان

أنازل ذاك القرن حين دعاني

لئن عري اليوم الجواد لعلّة

فبالأمس شدّوا سرجه لطعان

وإن عطل السّهم الذي كنت رائشا

ففيه دم الأعداء أحمر قاني

ألا إنّ درعي نثرة تبعيّة

وسيفي صدق إن هززت يمان

وقد علم الأقوام من صحّ ودّه

ومن كان منّا دائم الشنآن

وقوله (٤) : [المتقارب]

إذا ما خليلي (٥) أسا مرّة

وقد كان فيما مضى مجملا

ذكرت المقدّم من فعله

فلم يفسد الآخر الأوّلا

٣٠٩ ـ أبو عبد الله محمد بن معمر اللغوي (٦) المعروف بابن أخت غانم

من المسهب : من علماء مالقة المشهورين ، وهو متفنّن في علوم شتى ، إلا أن الأغلب عليه

__________________

(١) البيتان في نفح الطيب يختلفان عن البيتين في المغرب.

(٢) البيتان في نفح الطيب (ج ٣ / ص ١١١).

(٣) انظر ترجمته في نفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٥١) وقلائد العقيان (ص ٢٩٢) وبغية الملتمس (ص ٦٠) والتكملة (ص ١٧٥) والمسالك (ج ١١ / ص ٣٩٦).

(٤) البيتان في نفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٥١).

(٥) في النفح : خليل.

(٦) انظر ترجمته في بغية الوعاة (ص ١٠٦) والحركة اللغوية في الأندلس (ص ٢٦٢) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٥٥).

٣٥٦

علم اللّغة ، وفيه أكثر تواليفه ، وكان قد وصل من مالقة إلى المريّة ، فجلّ عند ملكها المعتصم بن صمادح. وهو القائل في أبي الفضل بن شرف (١) : [الكامل]

قولوا لشاعر برجة : هل جاء من

أرض العراق فجاز طبع البحتري

وافى بأشعار تضجّ بكفّه

وتقول : هل أعزى لمن لم يشعر؟

يا جعفرا! ردّ القريض لأهله

واترك مباراة لتلك الأبحر

لا تزعمن ما لم تكن أهلا له

هذا الرّضاب لغير فيك الأبخر

٣١٠ ـ أبو عمرو سالم بن سالم النحوي (٢)

من نحاة مالقة المشهورين ، كان يقرىء فيها العربية. ومن شعره المشهور قوله :

يا ماطلا قد لوى بديني

ما لي على الصبر من يدين

ويا غزالا غزا فؤادي

بسهم ألحاظ ناظرين

أطلت سقمي أخفيت رسمي

أسهرت طرفي أجريت عيني

ما لك ترنو إليّ شزرا

بمقلة تستجيز حيني

كأنني من بني زياد

وأنت من شيعة الحسين

٣١١ ـ الأديب أبو الحسن سلام بن سلام المالقي (٣)

قال والدي : هو سلام بن سلام ، مخفف اللام ، وكان أديبا ، وله مقامات سبع مشهورة.

وأعلى شعره قوله (٤) : [الكامل]

لما ظفرت بليلة من وصله

والصبّ غير الوصل لا يشفيه

أنضجت وردة خدّه بتنفّسي

وطفقت أرشف ماءها من فيه

وله :

كيف لي بالسّلوّ عنكم ، وأنتم

موضع السّؤل والمنى والمراد؟!

__________________

(١) الأبيات في نفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٥٥).

(٢) ذكره المقري في نفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٦١). والسيوطي في البغية (ص ٢٥١).

(٣) أديب من إشبيلية ؛ كان أديبا كاتبا شاعرا ، يميل إلى الزهد توفي بشلب سنة ٥٤٤ ه‍ الذيل والتكملة (ج ٤ / ص ٤٨) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٨٠).

(٤) البيتان في نفح الطيب (ج ٤ / ص ١٨٠).

٣٥٧

باعدوني إن شئتم واهجروني

يستبن قدر ما لكم في فؤادي

ومن كتاب مصابيح الظلام في حلى الناظمين لدر الكلام

٣١٢ ـ أبو عبد الله محمد بن السّرّاج (١)

من الذخيرة : محسن في أهل عصره معدود ، وشاعر بني حمّود له في الهزار (٢) : [الطويل]

ومسمعة غنّت فهاجت لنا هوّى

جنينا به منها ثمار المنى (٣) جنيا

دعوت لها سقيا ، فما استكمل الرضا

دعائي لها حتى سقاها الحيا سقيا

وكأس على طيب استماعي لصوتها

شربت ، ودمع العين (٤) يسعدني جريا

ولو أقلعت أولى عزاليه لانبرت

رياح النّوى تمري دموع الهوى مريا (٥)

خليليّ هذا اليوم لو بيع طيبه

بما حوت الدنيا ، لقلّت له الدنيا

وقال في ديك شدح سحرا :

رعى الله ذا صوت أنسنا بصوته

وقد بان (٦) في وجه الظلام شحوب

دعا من بعيد صاحبا فأجابه

يخبّرنا أنّ الصباح قريب

عليّ له ـ لو كنت أملك عمره (٧) ـ

حياة على طيب الزمان تطيب

وقال :

تأمّل سقوط الغيث ماذا أثار من

هوى ، هو في قلب المحبّ كمين

رأى لي جفونا دمعها غير ذائب

فذابت (٨) على الإسعاد منه جفون

__________________

(١) انظر ترجمته في جذوة المقتبس (ص ٥٦) وبغية الملتمس (ص ٧٠) والتكملة (رقم : ٦٦٠). والمسالك (ج ١١ / ص ٤١٣).

(٢) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٣٦٢).

(٣) في الذخيرة : الهوى.

(٤) في الذخيرة : المزن.

(٥) في الذخيرة : تجري دموع الهوى جريا.

(٦) في الذخيرة : كان في.

(٧) في الذخيرة : أمره.

(٨) في الذخيرة : ففاضت.

٣٥٨

٣١٣ ـ أبو علي الحسن بن الغليظ (١)

ذكر صاحب الذخيرة : أنه كان صاحب ابن السرّاج ومنادمه ، كتب إلى ابن السرّاج (٢) :

يا خليلا صفا وكدّر يومي

هل إلى الطّيب في غد من سبيل

لتمنيت أن ترى حسن الور

د بعينيك بالجناب الظليل (٣)

يا خليلا مثاله نصب عيني

لو خلونا إذن شفيت غليلي

وحسن الورد : هي محبوبة ابن السراج. وكتب إليه (٤) : [البسيط]

يا من أقلّب طرفي في محاسنه

فلا أرى مثله في الناس إنسانا

لو كنت تعلم ما لاقيت بعدك ما

شربت كأسا ولا استحسنت بستانا (٥)

وبينهما مخاطبات كثيرة بالشعر ، وهما من شعراء ملوك الطوائف.

٣١٤ ـ أبو محمد الباهلي

قال والدي : كان عارفا بطريقي النظم في المعرب والملحون. ومن شعره قوله :

أخيّي ، يا أخيّي ، يا أخيّي

تداركني فإن شرّ شيّ!

تداركني بمعصال وكأس

لسكران الضّحى صاحي العشيّ

شرابكم وعرض الناس طرّا

وحسبي من غنى شبعي وريّي

٣١٥ ـ الرميلي (٦)

الرميلة : حاضر من أرباض مالقة ، نسب إليه ، وكان قد خدم علي بن غانية الميورقي الذي خرج من ميورقة وملك بجاية (٧) ، وصلب ببجاية بسبب ذلك على قوله :

__________________

(١) هو أبو علي الحسن بن كسرين المالقي في المقتضب من كتاب تحفة القادم (ص ١٤٤) والتكملة (ص ٢٦٤) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٥٧).

(٢) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٣٦٤).

(٣) في الذخيرة : تغنيك بالفناء الثقيل.

(٤) البيتان في نفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٥٧).

(٥) في نفح الطيب ريحانا.

(٦) انظر ترجمته في طبقات الأطباء (ج ٢ / ص ٤٩).

(٧) مدينة ساحلية وميناء في الجزائر. أصبحت عاصمة بني حماد ١٠٩٠. المنجد في اللغة والأعلام (ج ٢ / ص ١١٨).

٣٥٩

أنتم صبح الدّين يجلو غيهب ال

إلحاد والدنيا بكم ستنير

٣١٦ ـ أبو عبد الله محمد بن الحمامي

شاعر مشهور في مدة مستنصر بني عبد المؤمن. من مشهور شعره قوله :

جيش التجلد يوم البين مهزوم

وإنّ موجود أنسي فيه معدوم

وعاقني من تشفى العين إذ رحلوا

سحاب دمع من الأجفان مركوم

يا قلب إنك نشوان بغير طلا

كما بغير سلاح أنت مكلوم

يا حادي الركب لا تعجل ببينهم

إنّ المعين على التفريق مأثوم

هم أتلفوا مهجتي يوم الغرام وما

لمتلف بغريم الحب مغروم

٣١٧ ـ أبو شهاب المالقي (١)

قال والدي : هو ممن صحبته في أيام الشباب ، وكان خليع العذار ، في شرب العقار. ومن شعره قوله :

زارتكم أكؤس الحميّا

تسحب ذيل السرور زيّا

رأت طلى الإنس دون حلي

فانتظمت حوله حليّا!

وقوله :

الراح روحي فلا والله أتركها

ما دام جسمي مشتاقا إلى روح

وكان في المائة السابعة.

٣١٨ ـ أبو النعيم رضوان بن خالد (٢)

من شعراء عصرنا المشهورين ، لقيته بمالقة ، وهو من أظرف الأدباء زيا ومجالسة ، ومن مشهور شعره قوله :

وجه نضير لنا رياض

فكلنا ناظر إليه!

__________________

(١) انظر ترجمته في نفح الطيب (ج ١ / ص ٤١٠ ـ ٤١١).

(٢) انظر ترجمته في اختصار القدح المعلى (ص ١٨٥) والتكملة (ص ٦٦).

٣٦٠