المغرب في حلى المغرب - ج ١

علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي

المغرب في حلى المغرب - ج ١

المؤلف:

علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي


المحقق: خليل المنصور
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٨١
الجزء ١ الجزء ٢

ثقلت زجاجات أتتنا فرّغا

حتى إذا ملئت بصرف الراح

خفّت فكادت تستطير (١) بما حوت

إن الجسوم تخفّ بالأرواح (٢)

وقوله في لحية طويلة عريضة :

لو أنها دون السماء سحابة

لم تخترقها دعوة المظلوم

__________________

(١) البيتان في الذخيرة (م ١ / ق ٣ / ص ٣٤٤) ونفح الطيب (ج ٥ / ص ٢٢٣).

(٢) في الذخيرة : أن تطير. وفي النفح : أن تطير.

٣٢١
٣٢٢

كتاب

الديباجة

في حلى مملكة باجة

٣٢٣
٣٢٤

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الخامس

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب غرب الأندلس

وهو

كتاب الديباجة في حلى مملكة باجة

مملكة غربية شمالية قد استولى عليها النصارى ، وينقسم كتابها إلى كتابين :

كتاب الكواكب الوهاجة في حلى مدينة باجة (١)

كتاب الأقراط المكلّلة في حلى حصن مارتلة

__________________

(١) في الذخيرة : إن الجسوم تخفّ بالأرواح.

٣٢٥

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الأول

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب مملكة باجة

وهو

كتاب الكواكب الوهاجة في حلى مدينة باجة

من كتاب الرازي : مدينة باجة من أقدم مدائن الأندلس ابتتنيت أيام جاسّر أول القياصرة ، وهو الذي ابتدأ بتذريع الدنيا وتكسيرها ، وأرضها أرض زرع ، وضرع ، ونوّارها يحسن للنحل ، ويكثر عنه العسل ، ولمائها خاصّية في دباغ الأدم ، لا يبلغه دباغ.

السلك

من كتاب الياقوت

٢٨٦ ـ أبو عمرو بن طيفور الباجي (١)

بنو طيفور أعيان باجة ، وقد ملكوها في وقت. وكان أبو عمرو بن طيفور في عصرنا ، وهو

__________________

(١) باجة : مدينة في تونس مركز ولاية باجة ، تقوم على أنقاض مدينة قاغا التي أصبحت مستعمرة رومانية. المنجد في اللغة والأعلام (ج ٢ / ص ١٠٧).

٣٢٦

لقائل في الهيثم حافظ إشبيلية (١) : [مجزوء الرمل]

إنما الهيثم سفر

من كلام الناس ضخم

لا تطالبه بفهم

ليس للديوان فهم

ومن كتاب العلماء

٢٨٧ ـ أبو الوليد الباجي سليمان بن خلف (٢)

من القلائد : بدر العلوم اللائح ، وقطرها الغادي الرائح ، وثبيرها الذي لا يزحم ، ومنيرها الذي ينجلي به ليلها الأسحم ، كان إمام الأندلس الذي تقتبس أنواره ، وتنتجع أنجاده وأغواره ، وقد كان رحل إلى المشرق ، فعكف على الطلب ساهرا ، وقطف من العلم أزاهرا ، وتغالى في اقتنائه ، وثنى إليه عنان اعتنائه ، حتى غدا مملوء الوطاب ، وعاد بلح طلبه إلى الإرطاب ، فكرّ إلى الأندلس بحرا لا تخاض لججه ، وفجرا لا يطمس منهجه ، فتهادته الدول ، وتلقّته الخيل والخول ، وانتقل من محجر إلى ناظر ، وتبدّل من يانع لناضر. وأنشد له قوله (٣) : [المتقارب]

إذا كنت أعلم علما يقينا (٤)

بأن جميع حياتي كساعه

فلم لا أكون ضنينا بها

وأجعلها في صلاح وطاعه

وقوله يرثي ابنيه وقد ماتا مغتربين (٥) : [الطويل]

رعى الله قلبين (٦) استكانا ببلدة

هما أسكناها في السّواد من القلب

يقرّ بعيني أن أزور ثراهما

وألصق مكنون التّرائب في التّرب (٧)

وأبكي وأبكي ساكنيها لعلّني

سأنجد من صحب وأسعد من سحب

فما ساعدت ورق الحمام أخا أسى

ولا روّحت ريح الصّبا عن أخي كرب

__________________

(١) ترجمته في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢٢٣).

(٢) البيتان في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢٢٣).

(٣) انظر ترجمته في قلائد العقيان (ص ١٨٧) وبغية الملتمس (ص ٣٠٢) وتاريخ قضاة الأندلس (ص ٩٥) ووفيات الأعيان (ج ٢ / ص ٤٠٨) والذخيرة (ق ٢ / ص ٩٤) والصلة (ص ٣١٧) ونفح الطيب (ج ٢ / ص ٢٨٣).

(٤) الأبيات في نفح الطيب (ج ٢ / ص ٢٩٠).

(٥) في النفح : علم اليقين.

(٦) الأبيات في قلائد العقيان (ص ١٨٨) وفي وفيات الأعيان (ج ٢ / ص ٤٠٨).

(٧) في القلائد ونفح الطيب : قبرين.

٣٢٧

ولا استعذبت عيناي بعدهما كرى

ولا ظمئت نفسي إلى البارد العذب

أحنّ ويثني اليأس نفسي عن الأسى

كما اضطرّ محمول على المركب الصّعب

وله كتاب المنتقى في الفقه المالكي. وناظر ابن حزم ، فقلّ من غربه ، وكان سببا لإحراق كتبه.

٢٨٨ ـ الفقيه أبو عمر يوسف بن جعفر الباجي (١)

فقيه جليل القدر رحل إلى المشرق وحجّ وولى قضاء حلب ، وعاد إلى الأندلس فجلّ قدره عند المقتدر بن هود ملك سرقسطة. ومن شعره قوله يخاطب إخوانه :

سلام على صفحات الكرم

على الغرر الفارجات الغمم

فلا أنس لا أنس ذاك الحيا

وتلك المعالي وتيك الشّيم

ودنيا بكم طلقة المجتلى

ودهرا بكم واضح المبتسم

وساعات أنس تجول النفوس

لديها مجال حمام الحرم

أحنّ إليكم ومن شاقه

تذكّر عهدكم لم يلم

وأنشر من فضلكم ما عملت

على أنه ظاهر كالعلم

__________________

(١) في النفح والقلائد : بالترب.

٣٢٨

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الثاني

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب المملكة الباجية

وهو

كتاب الأقراط المكلّلة في حصن مارتلة

من حصون باجة ، وهو معقل جليل ، كان في أيدي المسلمين حين كنت بالأندلس.

منه :

٢٨٩ ـ الزاهد أبو عمران موسى بن عمران المارتلي (١)

سار بإشبيلية في طريق الزّهادة ، وكان الملوك يزورونه ولا يلتفت إليهم ، وله نثر ونظم في الزّهد والحكم مدوّن مشهور. ومن نثره : كلّ ما يفنى ماله معنى. من خفّ لسانه وقدمه كثر ندمه.

التغافل عن الجواب من فعل ذوي الألباب. من أعطااك رفده فقد منحك ودّه. ملك فؤادك من

__________________

(١) انظر ترجمته في الذخيرة (ج ١ / ق ٢ / ص ١٨٦ / ٢٠٠) ، والخريدة (ج ٢ / ص ٣١٣) وقلائد العقيان (ص ١٠٢) والمسالك (ج ١١ / ص ٤٢٠).

٣٢٩

أفادك. ومن نظمه قوله (١) : [المتقارب]

إلى كم أقول ولا (٢) أفعل

وكم ذا أحوم ولا أنزل

وأزجر عيني فلا ترعوي

وأنصح نفسي فلا تقبل

وكم ذا تعلّل لي ويحها

بعلّ وسوف وكم تمطل

وكم ذا أؤمّل طول البقا

وأغفل والموت لا يغفل

وفي كل يوم ينادي بنا

منادي الرّحيل : ألا فانزلوا (٣)

أمن بعد سبعين أرجو البقا

وسبع أتت بعدها تعجل

كأن بي وشيكا إلى مصرعي

يساق بنعشي ولا أمهل

فيا ليت شعري بعد السؤال

وطول المقام لما أنقل

وكان ملتزما لما ينطق به من قوله (٤) : [مجزوء الكامل]

اسمع أخيّ نصيحتي

والنّصح من محض الديانة

لا تقربنّ إلى الشها

دة والوساطة والأمانة

تسلم من أن تغرى لزو

ر أو فضول أو خيانة

ومات في آخر مدة ناصر بني عبد المؤمن.

__________________

(١) فقيه زاهد من مارتلة المعقل المشهور على وادي آنة توفي سنة ٦٠٤ ه‍. الغصون اليانعة (ص ١٣٥) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ١٩٨) والتكملة (ص ٦٨٧) والروض المعطار (ص ٥٢١)

(٢) الأبيات في الغصون اليانعة (ص ١٣٦ / ١٣٧) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٢٦٤).

(٣) في النفح : فلا.

(٤) في النفح والغصون اليانعة : فارحلوا.

٣٣٠

كتاب

الرياض المصونة

في حلى مملكة أشبونة

٣٣١
٣٣٢

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب السادس

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب غرب الأندلس

وهو

كتاب الرياض المصونة في حلى مملكة أشبونة

مملكة جليلة على البحر المحيط في غرب إشبيلية وشمالها ، وقد حصلت في يد النصارى.

وينقسم كتابها إلى :

كتاب الغرة الميمونة في حلى مدينة أشبونة

كتاب حديقة الأحداق في حلى دولة القبذاق

كتاب النكهة العطرة في حلى مدينة شنترة (١)

كتاب عرف النّسرين في حلى شنترين (٢)

__________________

(١) الأبيات في الغصون اليانعة (ص ١٣٦) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٢٦٤) دون تغيير عمّا هنا.

(٢) شنترة : مدينة في جنوب غربي البرتغال اشتهرت بتفاحها ، آثار قلعة عربية. المنجد في اللغة والأعلام (ج ٢ / ص ٣٩٢).

٣٣٣

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الأول

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب المملكة الأشبونية

وهو

كتاب الغرة الميمونة في حلى مدينة أشبونة

هي عروس

المنصة

من كتاب الرازي : مدينة قديمة في غرب باجة ، ولها أثرة فاضلة في طيب الثّمرات وتمكّن في ضروب الصيد برّا وبحرا ، وبراتها الجبلية أطير البزاة وأعتقها ، وفي جبالها شورة النحل ، وهو العسل الخالص البياض كالسكر ، ويوضع في خرقة ، فلا يكون له رطوبة.

التاج

كانت في مدة ملوك الطوائف للمتوكل بن الأفطس وقد ولّى عليها أبا محمد بن هود المهاجر إليه من سرقسطة. وأخذها النصارى في آخر مدة الملثمين.

٣٣٤

السلك

٢٩٠ ـ محمد بن سوار الأشبوني (١)

شاعر مشهور مذكور في كتاب الذخيرة أسرة النصارى وجرت عليه محن ، وفدّاه منهم ابن عشرة كريم سلا ، فله فيه أمداح كثيرة ، منها قوله (٢) : [الطويل]

رأيتك أندى الناس كفّا وكلّ ما

تجود به فالله ينميه للأخرى

ولولاك ما فكّ السلاسل ضاغط

وما فارقت عيناي سلسلة الأسرى

وصيّرت عيشي في جنابك بالذي

مننت به حلوا وكم ذقته مرّا

على ذاك لا أنفكّ أخلص داعيا

إلى الله أن ينمي لك الجاه والعمرا

وقوله : [الطويل]

أحبّ سلا من أجل كونك من سلا

فكلّ سلاويّ إليّ حبيب

لصيّرتها مصرا ونيلك نيلها

وكفّك بطحاها وأنت خصيب

__________________

(١) شنترين : مدينة في غرب البرتغال شمالي لشبونة. المنجد في اللغة والأعلام (ج ٢ / ص ٣٩٢).

(٢) انظر ترجمته في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٨١١ / ٨٣٣) ، ومسالك الأبصار (ج ١١ / ص ٤٤٣) والوافي (ج ٣ / ص ١٤٣).

٣٣٥

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الثاني

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب المملكة الأشبونية

وهو

كتاب حديقة الأحداق في حلى قرية القبذاق

من قرى أشبونة.

٢٩١ ـ أبو زيد عبد الرحمن بن مقانا الأشبوني القبذاقي (١)

شاعر مشهور مذكور في الذخيرة ، سافر إلى حضرة مالقة ومدح بها الخليفة إدريس بن يحيى بن علي بن حمود الفاطمية بالقصيدة المشهورة في الآفاق التي منها (٢) : [الرمل]

ألبرق لائح من أندرين

ذرفت عيناك بالدمع (٣) المعين

ولصوت الرّعد زجر وحنين

ولقلبي زافرات وأنين

لعبت أسيافه عارية

كمخاريق بأيدي اللاعبين

__________________

(١) انظر ترجمتهم في بدائع البدائه ، (ص ٤٥) ونفح الطيب (ج ٥).

(٢) انظر ترجمته في الذخيرة (ق ٢ / ص ٧٨٦) وجذوة المقتبس (ص ٢٧٩) ونفح الطيب (ج ١ / ص ٢٠٦).

(٣) الأبيات في الذخيرة (/ ق ٢ / ص ٨٩١ / ٧٩٣) ونفح الطيب (ج ١ / ص ٤١٤ ـ ٤١٥).

٣٣٦

وأنادي (١) في الدجى عاذلتي

ويك! لا أسمع قول العاذلين

عيّرتني بسقام وضنى

إن هذين لزين (٢) العاشقين

قد بدا لي وضح الصّبح المبين

فاسقنيها قبل تتكبير الأذين

مزّة صافية (٣) مشمولة

لبثت في دنّها بضع سنين

نثر المزج على مفرقها

دررا عامت فعادت كالبرين (٤)

مع فتيان كرام نجب

يتهادون رياحين المجون

ويسقّون (٥) إذا ما شربوا

بأباريق وكأس من معين

شربوا الراح على خدّ رشا (٦)

نوّر الورد به والياسمين

رجّلت داياته (٧) عامدة

سبج الشّعر على عاج الجبين

فانثنى (٨) غصن على دعص نقا

ودجا (٩) ليل على صبح مبين

وجناح الجوّ قد بلّله

ماء الورد الصّبح للمصطبحين

والنّدى يقطر من نرجسه

كدموع أسبلتهنّ (١٠) الجفون

وانبرى جنح الدّجى عن صبحه (١١)

كغراب طار عن بيض كنين

وكأنّ الشمس لما أشرقت

فانثنت عنها عيون الناظرين

وجه إدريس بن يحيى بن

عليّ بن حمّود أمير المؤمنين

قال الحجاري : أنشده هذه القصيدة خلف حجاب على عادتهم في ذلك ، فلما بلغ إلى قوله :

كتب الجود على أبوابه

ادخلوها بسلام آمنين

انظرونا نقتبس من نوركم

إنّه من نور رب العالمين

أمر برفع الحجاب ، حتى نظر إليه ، وأفرغ سابغ إحسانه عليه.

__________________

(١) في النفح : بالماء.

(٢) في النفح : وأناجي.

(٣) في النفح : لدين.

(٤) في النفح : اسقنيها مزة مشمولة.

(٥) جمع برة وهي الحلقة من نحاس تكون في أنف البعير.

(٦) في النفح : وسيسقون.

(٧) في الذخيرة : فتى.

(٨) في النفح : وجلت آياته.

(٩) في النفح : فترى غصنا.

(١٠) في النفح : وترى ليلا.

(١١) في النفح : اسكبتهنّ.

٣٣٧

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الثالث

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب المملكة الأشبونية

وهو

كتاب النكهة العطرة في حلى مدينة شنترة

البساط

هي مدينة مشهورة بالخصب وبها التفاح العجيب الذي حكى ابن اليسع وغيره : أنه لا تحمل الدابة منه إلا ثلاث حبات ، وهي الآن للنصارى.

السلك

٢٩٢ ـ بكار بن داود المرواني (١)

ذكر صاحب سفط اللآلىء : أنه من ولد عبد الله بن عبد الملك بن مروان. مولده في صفر

__________________

(١) في الذخيرة : أفقه.

٣٣٨

سنة أربعين وأربعمائة في مدينة شنترة ، ثم انتقل إلى قرطبة ، ثم استوطن أشبونة ، وكان غاية في الزهد ، مطّرحا لنفسه ، ومات في جهاد العدوّ. واجتمع به ، وأنشده من شعره ، فأنشده صاحب السّفط لنفسه قوله (١) : [المجتث]

أبطأت عني وإني

لفي اشتياق شديد

وفي يدي لك شيء

قد قام مثل العمود

لو ذقته مرّة لم

تعد لهذا الصدود

فقال له بكار : أما في شعرك أطهر من هذا؟ فأنشده (٢) : [المتقارب]

ولما وقفت على ربعهم

فجرّعت (٣) وحدي بالأجرع

وأرسل جدني (٤) سرار الدموع

لنار تأجّج في الأضلع

فقال عذولي لما رأى

بكائي : رفقا على الأدمع

فقلت له : هذه سنّة

لمن حفظ العهد في الأربع

قال : فاختلط لبّه ، وجعل يجيء ويذهب ، ثم استنشده صاحب السفط من شعره ، فأنشده بكار (٥) : [مجزوء الكامل

ثق بالذي سوّاك من

عدم فإنّك من عدم

وانظر لنفسك قبل قر

ع السنّ من فرط النّدم

واحذر وقيت من الورى

واصحبهم أعمى أصمّ

قد كنت في تيه إلى

أن لاح لي أهدى علم

فاقتدت نحو ضيائه

حتى خرجت من الظّلم

لكن قناديل الهوى

في نور رشدي كالحمم

وقوله (٦) : [مجزوء الخفيف]

أيها الشادن الذي

حسنه في الورى غريب

__________________

(١) ترجمته في نفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٠٠ ـ ٣٠١).

(٢) الأبيات نفح الطيب (ج / ٤ ص ٣٠١) دون تغيير عمّا هنا.

(٣) الأبيات في النفح (ج ٤ / ص ٣٠١).

(٤) في النفح : تجرّعت وجدي بالأجزع.

(٥) في النفح : دمعي شرار الدموع.

(٦) الأبيات في نفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٠١ ـ ٣٠٢) دون تغيير عمّا هنا.

٣٣٩

لحظ ذاك الجمال يط

فىء ما بي من اللهيب

وعليه أقوم (١) ده

ري ولكنني أخيب

كلما رمت زورة

قيّض الله لي رقيب

__________________

(١) الأبيات في نفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٠٢ ـ ٣٠٣).

٣٤٠