المغرب في حلى المغرب - ج ١

علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي

المغرب في حلى المغرب - ج ١

المؤلف:

علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي


المحقق: خليل المنصور
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٨١
الجزء ١ الجزء ٢

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الثالث

من الكتب التي يحتوي عليها

كتاب غرب الأندلس

وهو

كتاب الفردوس في حلى مملكة بطليوس

مملكة جليلة في شمال الأندلس ، وقد استولى عليها النصارى ، وكتابها ينقسم إلى :

كتاب الأمثال الشاردة في حلى مدينة ماردة

كتاب نزع القوس في حلى مدينة بطليوس

كتاب نغم المغرّدين في حلى حصن مدلين

كتاب الجنّة في حلى حصن قلّنّة

كتاب الرّوضة المزهره في حلى مدينة يابرة

كتاب وشي الحلّة في حلى مدينة ترجلّة

كتاب حسن الغانية في حلى حصن جلّمانية

٢٨١

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الأوّل

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب المملكة البطليوسية

وهو

كتاب الأمثال الشاردة في حلى مدينة ماردة

المنصة

من كتاب الرازي : إحدى القواعد التي بنتها ملوك العجم للقرار ، وفيها من إظهار الماء القدرة الماء المجتلب المحجوب عليه بأبنية ، أعجزت الصانعين صنعتها. ويحكى أنه كان في كنيستها حجر يضيء الموضع من نوره ، فأخذته العرب أول دخولها.

التاج

قد اتخذها سلاطين الأندلس قبل الإسلام سريرا لسلطنة الأندلس ، وكانت في دولة بني أمية

٢٨٢

يليها عظماء بيتهم ، وكثيرا ما تخالف عليهم ، ثم صار الكرسيّ بطليوس ، وهي الآن للنصارى.

السلك

٢٥٥ ـ أبو الربيع سليمان بن محمد بن أصبغ بن وانسوس (١)

أصله من البربر ، ولآبائه رئاسة في مدينة ماردة ، وساد هو في حضرة قرطبة وصار وزيرا ، وجلّ قدره وله نثر متأخّر الطبقة ، ونظم ، منه قوله :

كيف لي أن أعيش دونك يا بد

ر الدياجي وأنت منّي بعيد

إنّ يوما أراك فيه ليوم

في حسابي مدى الزمان سعيد

ومرادي ألّا أراك تداني

غير وصلي وذاك ما لا تريد

وقوله :

الحب علّم مقلتي أن تسهرا

وقضى عليّ أذلّ وأصبرا

يا مشبه القمرين ما لك معرضا

عني وإنّي لا أزال محيّرا

__________________

(١) انظر ترجمته في بغية الملتمس (ص ٢٨٧) والحلة السيراء (ص ٨٨) وجذوة المقتبس (ص ٢٠٩).

٢٨٣

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الثاني

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب المملكة البطليوسيّة

وهو

كتاب نزع القوس في حلى مدينة بطليوس

المنصة

من كتاب الرازي : مدينة عظيمة كثيرة الحذق ، جامعة للخلق ، أرضها كريمة ، وهي على نهر أنه.

ومن المسهب : حاضرة بلاد الجوف التي تمصّرت فيها ، وتأهلت بتوارث المملكة الأفطسيّة على جميع ما يليها ، قد خطّت في بسيط من الأرض ، مخضرّ الأبراد ، منفسح المراد ، وأوفت على النهر الأعظم المعروف بنهر أنه ، وليس الآن في بلاد الجوف قاعدة أعظم منها. وبنى فيها المتوكل بن الأفطس المباني الطيبة ، والمصانع الجليلة. وفيها يقول ابن الفلاس (١) : [الطويل]

__________________

(١) البيتان في نفح الطيب (ج ١ / ص ١٨١) ببعض الاختلاف عمّا هنا.

٢٨٤

بطليوس لا أنساك ما اتّصل البعد

فالله غور (١) من جنابك أو نهد (٢)

ولله دوحات يحفّك بينها (٣)

تفجّر واديها كما شقّق البرد

التاج

ذكر ابن حيان : أن الذي أحدث هذه المدينة ، وكان أوّل بان لها عبد الرحمن بن مروان المعروف بالجلّيقي. وكان ابتداء خلافه على سلاطين بني مروان سنة إحدى وستين ومائتين ، وتوارثها ولده.

وصارت في مدة ملوك الطوائف [بعد] انقراض دولة بني أمية من الأندلس إلى بني الأفطس. وأولهم :

المنصور عبد الله الأفطس بن سلمة ، ثم ورثها عنه ابنه المظفر أبو بكر محمد (٤) ، وكان قريع المعتضد بن عباد ومحاربه ، وهو الذي صنف كتاب المظفّري في الأدب والتاريخ ، نحو مائة مجلد. وورثها بعده ابنه :

٢٥٦ ـ المتوكل عمر بن المظفر

من المسهب : كان المتوكل في حضرة بطليوس ، كالمعتمد بن عباد في حضرة إشبيلية ، فكم أحييت الآمال بحضرتهما ، وشدّت الرحال إلي ساحتهما.

ومن القلائد : ملك جنّد الكتائب والجنود ، وعقد الألوية والبنود ، وأمر الأيام فائتمرت ، وطافت بكعبته الآمال واعتمرت ، إلى لسن وفصاحة ، ورحب جناب للوافدين وساحة ، ونظم شعر يرزي بالدّرّ النّظيم ، ونثر تسري رقّته سرعى النسيم ، وأيام كأنها من حسنها جمع وليال [كان فيها] على الأنس حضور ومجتمع. وآل أمره إلى أن حصره الملثمون ، وقتلوه مع ولديه الفضل والعباس. وعنوان طبقته في النّظم قوله يستدعي الوزير أبا غانم لمنادمته (٥) :

__________________

(١) في النفح : في.

(٢) في النفح : نجد.

(٣) في النفح : تحفّك ينّعا.

(٤) انظر ترجمته في أعمال الأعلام (ص ٢١٢). والبيان المغرب (ج ٣ / ص ٢٣٦).

(٥) انظر ترجمته في الوافي (ج ٣ / ص ١٥٦) وأعمال الأعلام (ص ٢١٤) وقائد العقيان (ص ٣٦) والخريدة (ج ١٢ / ص ٩٤).

٢٨٥

انهض أبا غانم (١) إلينا

واسقط سقوط النّدى علينا

فنحن عقد من غير وسطى

ما لم تكن حاضرا لدينا

وعنوان نثره قوله لوالده العباس : قبولي لتنصّلك من ذنوبك موجب لجراءتك على ، وعودتك إليها. واتّصل ما كان من خروج فلان عنك ، ولم تثبّت في أمره ، ولا تحقّقت صحيح خبره ، حين فرّ عن أهله ووطنه ، والعجلة من النّقصان ، وليس يحمد قبل النضج بحران ، وهذا الذي أوجبه إعجابك بأمرك ، وانفرادك برأيك ، ومتى ما لم ترجع عما عوّدت به نفسك ، فأنا والله أريح نفسي من شغبك.

السلك

من كتاب تلقيح الآراء في حلى الكتّاب والوزراء

٢٥٧ ـ ذو الوزارتين أبو الوليد بن الحضرمي (٢)

استوزره المتوكل بن الأفطس ملك بطليوس ، فداخله عجب ، وتيه ، وتجبّر مفرط ، كرهه من أجله أصحاب الدولة ، فعزله المتوكل.

ومن شعره قوله :

كيف لا أعشق الملاح إذا ما

كان عشق الملاح يحيي السّرورا

وأحثّ الكؤوس بين البساتي

ن وأدعو هناك بما وزيرا؟!

٢٥٨ ـ ذو الوزارتين أبو عبد الله محمد بن أيمن (٣)

هو مذكور في الذخيرة ، استوزره المتوكل من نثره : ما تحوّل إلا إلى أعمالك ، ولا انتقل إلا من يمينك إلى شمالك ، وعنده تذكّر لحسن معاهدة ، وطيب مشاهدة ، ولا يزال يشكر سوالف نعمك ، وينشر مطاوي منازعك الجميلة وهممك.

__________________

(١) البيتان في قلائد العقيان (ص ٣٦).

(٢) في القلائد : أبا طالب.

(٣) انظر ترجمته في نفح الطيب (ج ٤ / ص ٤٠٤).

٢٨٦

٢٥٨ م ـ ابنه أبو الحسن محمد بن أيمن

من السمط : له ، وهو عنوان طبقته :

وليلة خضت فيها لجّة الظّلم

وقد جعلت سامي موضع القلم

إلى التي فتكت في القلب مقلتها

حتى فشا سقمي من طرفها السّقم

لما حللت بها قالت وقد وجلت :

أما اتّقيت أسود الغاب والأجم

فقلت : أهلا بما يجري القضاء به

لم أشر وصلك حتى بعث فيه دمي

فبتّ شربي ونقلي طول ليلتنا

عضّ الثّديّ ورشف الأشنب الشّبم

فيا لها ليلة ما كان أطيبها!

نامت عيون العدا فيها ولم أنم

ومن كتاب أرديّة الشباب في حلى الكتاب

٢٥٩ ، ٢٦٠ ، ٢٦١ ـ بنو القبطورنة : أبو بكر عبد العزيز (١) وأبو محمد طلحة ، وأبو الحسن محمد

من القلائد : هم للمجد كالأثافي ، وما منهم إلا موفور القوادم والخوافي ، إن ظهروا زهروا ، وإن تجمّعوا تضوّعوا ، وإن نطقوا صدقوا ، ماؤهم صفو ، وكلهم كفو.

وذكر : أنهم باتوا ليلة على راحة ، فلما همّ رداء الفجر أن يندى ، وجبين الصبح أن يتبدّى قام أبو محمد فقال (٢) : [الخفيف]

يا شقيقي أتى (٣) الصباح بوجه

ستر الليل نوره وبهاؤه

فاصطبح ، واغتنم مسرّة يوم

ليس (٤) تدري بما يجيء مساؤه

__________________

(١) ترجمته في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٦٥٢ / ٦٥٦). ومسالك الأبصار (ج ٨ / ص ٣٣٢).

(٢) أبو بكر بن القبطرنة. هو الوزير عبد العزيز بن سعيد بن عبد العزيز ، من بطليوس ، وأحد فرسان الكلام ، وأحد ثلاثة أخوة وزراء شعراء يعرفون ببني القبطرنة أو القبطرونة ، فأحد أخويه هو أبو محمد طلحة ، والآخر هو أبو الحسن محمد ، والثلاثة كانوا وزراء في عهد بني الأفطس ببطليوس في عهد ملوك الطوائف. الذخيرة (ق ٢ / ص ٧٥٣) وقلائد العقيان (ص ١٤٨) والمطرب (ص ١٨٦) ونفح الطيب (ج ١ / ص ١٥٥).

(٣) البيتان في قلائد العقيان (ص ١٥٠) ونفح الطيب (ج ٢ / ص ١٦٩).

(٤) في القلائد والنفح : وافى.

٢٨٧

ثم استيقظ أخوه أبو بكر ، وقال (١) : [الخفيف]

يا أخي ، قم تر النّسيم عليلا

باكر الرّوض والمدام الشمولا (٢)

لا تنم ، واغتنم مسرّة يوم

إنّ تحت التراب نوما طويلا

ثم استيقظ أخوهما أبو الحسن ، فقال (٣) : [البسيط]

يا صاحبيّ ذرا لومي ومعتبتي

قم نصطبح خمرة من خير ما ذخروا

وبادرا غفلة الأيام واغتنما

فاليوم خمر ويبدو في غد خبر

ومن محاسن أبي بكر قوله (٤) : [المتقارب]

دعاك خليلك واليوم طلّ

وعارض وجه (٥) الثّرى قد بقل

لقدرين فاحا وشمّامة

وإبريق راح ، ونعم المحلّ

ولو شاء زاد ولكنه

يلام الصديق إذا ما احتفل

وقوله (٦) :

هلمّ إلى روضنا يا زهر

ولح في سماء العلا (٧) يا قمر

إذا لم تكن عندنا حاضرا

فما لعيون الأماني ممرّ (٨)

وقعت من القلب وقع المنى

وحسّنت في العين حسن الحور

ولأبي الحسن (٩) : [المتقارب]

ذكرت سليمي ، وحرّ الوغى

كجسمي ساعة فارقتها (١٠)

وأبصرت بين القنا قدّها (١١)

وقد ملن نحوي فعانقتها

__________________

(١) في النفح : لست.

(٢) البيتان في قلائد العقيان (ص ١٠٥) ونفح الطيب (ج ٢ / ص ١٧٠).

(٣) في النفح : شمولا.

(٤) البيتان في قلائد العقيان (ص ١٥٠) ونفح الطيب (ج ٢ / ص ١٧٠).

(٥) الأبيات في نفح الطيب (ج ٥ / ص ١٣٥) وقلائد العقيان (ص ١٤٨ ـ ١٥٤).

(٦) في القلائد : خدّ الثرى.

(٧) الأبيات في قلائد العقيان (ص ١٥٠).

(٨) في القلائد : المنى.

(٩) في القلائد : فما لغصون الأماني ثمر.

(١٠) البيتان في قلائد العقيان (ص ١٥٤) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٢٣٨).

(١١) في النفح : siُ ذكرت سليمي ونار الوغى z بقلبي كساعة فارقتهاzEE

٢٨٨

ومن كتاب نجوم السماء في حلى العلماء

٢٦٢ ـ الأديب الأعلم أبو إسحاق إبراهيم البطليوسي (١)

قرأت عليه بإشبيلية ، ولم أر في أشياخ الأدباء أصعب خلقا منه ، ومما يدلك على ذلك قوله في إشبيلية جنة الدنيا (٢) : [المجتث]

يا حمص لا زلت دارا

لكلّ بؤس وساحه!

ما فيك موضع راحه

إلا وما فيه راحه!

٢٦٣ ـ الأديب أبو الأصبغ القلمندر (٣)

وصفه الحجاري بمعاقرة المدام ، وملازمة النّدام ، وأنشد له (٤) قوله : [المتقارب]

جرت منّي الخمر دمي

فجلّ حياتي من سكرها!

ومهما دجت ظلمات الهموم (٥)

فتمزيقها بسنا بدرها

وكان يقول : أنا أولى الناس بألّا يترك الخمر ، لأنني طبيب أحبها عن علم بمقدار منفعتها.

وأمر المظفر بن الأفطس بقطع لسانه لكثرة أذيّته.

ومن كتاب مصابيح الظلام

٢٦٤ ـ أبو عبد الله محمد بن البين البطليوسي (٦)

من الذخيرة : أنه كان مشغوفا بطريقة ابن هانىء الأندلسي ، كقوله (٧) : [الكامل]

غصبوا الصباح فقسّموه خدودا

واستوهبوا (٨) قضب الأراك قدودا

__________________

(١) في النفح : وأبصرت قدّ القنا شبهها.

(٢) انظر ترجمته في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٣) واختصار القدح (ص ١٥٧) وبغية الوعاة (ص ١٨٥).

(٣) الأبيات في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٣).

(٤) هو الأديب الطبيب أبو الأصبغ عبد العزيز البطليوسي الملقب بالقلندر. نفح الطيب (ج ٥ / ص ٣).

(٥) البيتان في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٣).

(٦) في النفح : ظلم للهموم.

(٧) انظر ترجمته في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٧٩٩) والمسالك (ج ١١ / ص ٤٤٠).

(٨) الأبيات في الذخيرة (ق ٢ / ص ٨٠٢) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٦١) و (ج ٥ / ص ٥).

٢٨٩

ورأوا حصى الياقوت دون محلّهم (١)

فاستبدلوا منه النجوم عقودا (٢)

واستودعوا حدق المها أجفانهم

فسبوا بهنّ ضراغما وأسودا

لم يكف أن سلبوا الأسنّة (٣) والظّبى

حتى استعانوا (٤) أعينا ونهودا

وتضافروا بضفائر أبدوا لنا

ضوء النهار بليلها معقودا

الأهداب

من موشحات الكميت (٥)

سرى طيف الخيال

من أم جندب

لتجديد الوصال

والعهد الأوّل

فطال ما منعت

طيف خيالها

وعزّ ما حرمت

عطف وصالها

حتى إذا خطرت

يوما ببالها

هبّت ريح الشمال

من نشر طيّب

بالمسك والغوالي

ونشر مندل

بقيتم لا عدمتم

يا أهل مسلمه

وليتم فأوليتم

نعمى ومكرمه

ومن هذا لبستم

ثيابا معلمه

من الطراز العالي

من نسج يعرب

فيها طرز المعالي

بأعلى منزل

__________________

(١) في النفح : واستوعبوا.

(٢) في النفح : نحورهم.

(٣) في النفح : فتقلّدوا شهب النجوم عقودا.

(٤) في النفح : لم يكفهم حدّ الأسنة.

(٥) في النفح : استعاروا.

٢٩٠

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الثالث

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب المملكة البطليوسية

وهو

كتاب المغرّدين في حلى حصن مدلين

من حصون بطليوس. منه :

٢٦٥ ـ الوزير الكاتب أبو زيد بن عبد الرحمن بن مولود (١)

من المسهب : بنو مولود أعيان مدلين. ونجب منهم أبو زيد ، وعلا إلى درجات الوزراء والكتّاب عند المتوكل بن الأفطس. ومن شعره قوله (٢) : [مجزوء الرمل]

أرني يوما من الده

ر على وفق الأماني

ثم دعني بعد هذا

كيفما شئت تراني

__________________

(١) هو أبو بكر الكميت بن الحسن ، شاعر أديب من شعراء بني هود بسرقسطة. جذوة المقتبس (ص ٣٣٤) وبغية الملتمس (ص ٤٥٣) ونفح الطيب (ج ٥ / ص ٤).

(٢) ترجمته في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٥).

٢٩١

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الرابع

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب المملكة البطليوسية

وهو

كتاب الجنّة في حلى حصن قلنّه

من الحصون البطليوسيّة ، وهو الآن للنصارى. ومنه :

٢٦٦ ـ الكاتب أبو زكريا يحيى بن سعيد ابن مسعود الأنصاري (١)

من علية الكتاب وذوي الجاه الطويل العريض فيهم ، اشتهر وجلّ قدره بالكتابة عن أبي العلاء بن يوسف بن عبد المؤمن سلطان إفريقية ، ومن شعره قوله :

تكلفني بعض الذي لو طلبته

لديك لما أبصرتني آخر الدّهر

فكن منصفا ، أولا ، فدعني جانبا

فليس لطبع الماء مكث مع الجمر

عليك سلام بعد يأس وحسرة

وماذا الذي يبقي الرجاء مع الخبر

__________________

(١) البيتان في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٥) دون تغيير عمّا هنا.

٢٩٢

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الخامس

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب المملكة البطليوسية

وهو

كتاب الروضة المزهره في حلى مدينة يابرة

البساط

مدينة يابره من المدن المشهورة في المملكة البطليوسية ، وكثيرا ما يذكرها ابن عبدون في شعره.

العصابة

كان المظفر بن الأفطس قد حصّن بها ابنه المنصور ، وكذلك وليها المتوكل أيضا ، وابن المتوكل. وهي الآن للنصارى.

٢٩٣

السلك

٢٦٧ ـ أبو محمد بن عبدون اليابري (١)

من القلائد : منتمى الأعيان ، ومنتهى البيان ، المطاول لسحبان ، والمقارع لصعصعة ابن صوحان ، الذي أطلع الكلام زاهرا ، زنزع فيه منزعا باهرا ، نخبة العلاء ، وبقيّة أهل الإملاء ، الشامخ الرتبة ، العالي الهضبة ، فاق الأفراد والأفذاذ ، ومشى في طرق الإبداع الوخد والإغذاذ.

الغرض مما أورده من نظمه قوله (٢) : [المتقارب]

سقاها الحيا من مغان فساح

فكم لي بها من معان فصاح

وحلّى أكاليل تلك الرّبا

ووشّى معاطف تلك البطاح

فما أنس لا أنس عهدي بها

وجرّي فيها ذيول المراح

ونومي على حبرات الرياض

يجاذب برديّ مرّ الرياح (٣)

بحيث لم أعط النّهى طاعة

ولم أصغ فيها إلى لحي لاح (٤)

وليل كرجعة طرف المريب

لم أدر له شفقا من صباح

وقوله (٥) :

أقول لصاحبي قم لا لأمر (٦)

تنبّه إن شأنك غير شاني

لعلّ الصبح قد ولى (٧) وقامت

على الليل النوائح بالأذان

وقوله :

ولم (٨) أنس ليلتنا والعنا

ق قد مزج الكلّ منا بكلّ

إلى أن تقوّس ظهر الظلام

وأشمط غارضه واكتهل

__________________

(١) انظر ترجمته في التكملة (ص ٧٢٧) والبغية (ص ٤١٢) والنفح (ج ٦).

(٢) هو شاعر بني الأفطس بيطليوس من يابرة ، توفي سنة ٥٢٩ ه‍. قلائد العقيان (ص ٤١٥) ونفح الطيب (ج ١ / ص ١٨١).

(٣) الأبيات في قلائد العقيان (ص ١٤٦) ونفح الطيب (ج ٢ / ص ٢٠٤).

(٤) في القلائد : تجاذب. وفي نفح الطيب : وراح.

(٥) في النفح :

ولم أعط أمر النّهى طاعة

ولم أصغ سمعي إلى قول لاح

(٦) الأبيات في قلائد العقيان (ص ١٤٦).

(٧) في القلائد : بأمر.

(٨) في القلائد : وافى.

٢٩٤

ومسّ رداء رقيق النسي

م في عائق الليل بعض البلل

وقوله :

هل تذكر العهد الذي لم أنسه

ومودّتي ممزوجة بصفاء

ومبيتنا في نهر حمص والدّجى (١)

قد حلّ عقد حباه بالصّهباء

ودموع طلّ الليل تخلق أعينا

ترنو إلينا من عيون الماء

والقصيدة الجليلة التي له في رثاء المتوكل بن الأفطس ولديه :

ما للّيالي أقال الله عثرتنا

من اللّيالي وخانتها يد الغير

تسرّ بالشيء لكن كي تضرّ به

كالأيم ثار إلى الجاني من الزّهر

كم دولة وليت بالنصر خدمتها

لم تبق منها ، وسل ذكراك ، من خبر

ثم أخذ يقص دول الجاهلية والإسلام ، إلى أن قال :

وليتها إذا فدت عمرا بخارجة

فدت عليّا بما شاءت من البشر

ومنها :

وأوثقت في عراها كلّ معتمد

وأشرقت بقذاها كلّ مقتدر

وروّعت كل مأمون ومؤتمن

وأسلمت كلّ منصور ومنتصر

بنى المظفّر والأيام لا نزلت

مراحلا والورى منها على سفر

سحقا ليومكم يوما ولا حملت

بمثله ليلة في سالف العصر

من للأسرّة؟ أو من للأعنّة؟ أو

من للأسنّة يهديها إلى الثّغر

من للبراء؟ أو من لليراعة؟ أو

من للسماحة؟ أو للنّفع والضرر؟

ويح السماح وويح الناس لو سلما

واحسرة الدين والدنيا على عمر

سقى ثرى الفضل والعباس هامية

تغرى إليهم سماحا لا إلى المطر

ثلاثة ما رأى السّعدان مثلهم

تجهّزوا فغدوا في اللّحد والغير

ثلاثة ما رقي النّسران حيث رقوا

وكل ما طار من نسر ولم يطر

ومرّ من كل شيء فيه أطيبه

حتى التمتّع بالآصال والبكر

على الفضائل إلا الصبر بعدهم

سلام مرتقب للأجر منتظر

__________________

(١) في القلائد : وما.

٢٩٥

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب السادس

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب المملكة البطليوسية

وهو

كتاب وشي الحلّة في حلى مدينة ترجلّه

من مدن الجوف المشهورة ، وهي الآن للنصارى. ينسب إليها :

٢٦٨ ـ أبو محمد عبد الله بن البنت التّرجلّي

من المسهب : أنه كان في جملة شعراء المظفرين بن الأفطس ملك بطليوس ، وله فيها من قصيدة قوله :

فتح تبسّمت المنى عن ثغره

والدهر يبصر واضحا عن بشره

لما دجا ليل القتام بدا لنا

منه كما انسلخ الدّجى عن فجره

ومن شعره قوله :

سقّينها على النواقيس خمرا

جمعت للعيان ماء وجمرا

من يكن منكرا لسحر فإني

قد أرتني على الحقيقة سحرا

ولكم قد شربتها جنح ليل

فأرتني من الزجاج فجرا

٢٩٦

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب السابع

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب المملكة البطليوسية

وهو

كتاب حسن الغانية في حلى حصن جلّمانيه

منها :

٢٦٩ ـ أبو زكريا محمد بن زكي الجلّماني

من المسهب : كان سكناه بأشبونة ، وهو من جلّمانية ، وكان شاعرا متجولا على الأقطار ، مستجديا بالأشعار. له من قصيدة في المأمون بن ذي النون :

خبرت ملوك الأرض شرقا ومغربا

لم أر كالمأمون في الشّرق والغرب

مقالة معضود اللسان بقلبه

ولا خير في قول يكون بلا قلب

وقوله :

إذا خجل الورد فاشرب عليه

وإن نظرت أعين النّرجس

ولا تستمع من نصيح فما

قوام الحياة سوى الأكؤس

٢٩٧
٢٩٨

كتاب

الخِلب

في حلى مملكة شِلب

٢٩٩
٣٠٠