المغرب في حلى المغرب - ج ١

علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي

المغرب في حلى المغرب - ج ١

المؤلف:

علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي


المحقق: خليل المنصور
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٨١
الجزء ١ الجزء ٢

خلّني والغصون مهما تثنّت

فلقلبي هناك أمر عجيب

أتراها تكون أطرب مني

حين يشدو بها الحمام الطّروب

لا تلمني على انهتاكي في الح

بّ إذا قيل قد جفاك الحبيب

أنا والله لا أطيق اصطبارا

وإذا ما صبرت إني كذوب

وقوله (١) : [الكامل]

إياك من زلل اللسان فإنما

قدر الفتى في لفظه المسموع

فالمرء يختبر الأناء بنقره

ليرى الصّحيح به من المصدوع

٢١٥ ـ البلّارج القرموني

ممن لقيته بقرمونة ، وأنشدني أشعارا ضعيفة تعلّق منها بخاطري قوله : [الطويل]

لنا معقل سامي الذرى قارب السّما

إذا رامه من رامه ليس يظفر

وأعيانه زهر كرام أعزّة

وسل عنهم فالذّكر بالجود يخبر

ومن زجل :

حبيب إيّك تغيب عن عيني

فإنّ بعدك يولّد حيني

أهوى دنوّك وتهوى بيتي

يا ربّ إش حظّ بين العشاق

__________________

(١) البيتان في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢١١) دون تغيير عمّا هنا.

٢٢١

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الثالث

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب المملكة الإشبيلية

وهو

كتاب الدرة المخزونة في حلى كورة شذونة (١)

من أجلّ كور إشبيلية محرثا ، وشجرة ، ومياها ، وضياعا ، وماشية ، وهي إلى جانب البحر المحيط.

وكتابها ينقسم إلى أربعة كتب :

كتاب التعريش في حلى مدينة شريش (٢)

كتاب انعطاف السكرانة في حلى قرية شرّانة

__________________

(١) شذونة : بلدة في جنوب غربي إسبانيا في إقليم وادي آش ، كانت على أيام المسلمين قاعدة ولاية إشبيلية. المنجد في اللغة والأعلام (ج ٢ / ص ٣٨٦).

(٢) الشّريش : مدينة في إسبانيا هي اليوم خيريث الغرونتيرة (مقاطعة قادس). كانت في العهد الإسلامي في إحدى مدن مقاطعة بطليوس بالقرب من إشبيلية. احتلّها بنو عبّاد ١٢٣٣ م ثم بنو نصر. أنجبت عددا من الأدباء والفقهاء والشهيرين. المنجد في اللغة والأعلام (ج ٢ / ص ٣٨٨).

٢٢٢

كتاب ابتسام العابس في حلى جزيرة قادس (١)

كتاب عقلة العجلان في حلى معقل خولان (٢)

__________________

(١) قادس أو قادش : مدينة وميناء في إسبانيا على الأطلس. أسسها الفينيقيون نحو ١١٠٠ ق. م. احتلها العرب بعد فتح الأندلس وحكموها حتى استعادها الفونس. المنجد في اللغة والأعلام (ج ٢ / ص ٥٤١).

(٢) خولان : قرية في شمال اليمن على سفح جبل خولان. مركز قضاء خولان (محافظة صودة). المنجد في اللغة والأعلام (ج ٢ / ص ٢٧٥).

٢٢٣

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الأول

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب كورة شذونة

وهو

كتاب التعريش في حلى مدينة شريش

هي حالية ، لها بساط ، وسلك ، وعصابة :

البساط

من مدن الأندلس المليحة ظاهرا وباطنا ، دخلتها وتفرجت فيها كثيرا ، وهي في نهاية من العمارة وكثرة الأرزاق ، ولها رؤساء أغنياء ، لهم نعم واسعة. ومن متفرّجاتها الجانة وهي على النهر بهجة المنظر ، فيها يقول أبو عمرو ابن غياث :

باكر الجانة مع روح الجنان

واصطبح فيها على نقر المثان

حبّذاها من عروس تجتلى

في برود لم يحكهنّ البنان

رقّمتها الشمس في رأد الضّحى

وكأنّ الطّلّ أسلاك ، الجمان

جنّة زيدت لأمر ألفا

وسلوني إنني رب المعان

هي فأل للذي قد عوّدت

معشر العشاق من إلف الحسان

٢٢٤

ومرج السّندسيّة ، ونهر لك وهو نهر مستحسن ، عليه بساتين ، ومناظر ملاح ، وكأنه مختصر نهر إشبيلية.

العصابة

ولاتها تتردد عليها من إشبيلية. وقد ثار فيها محمد بن القاسم بن حمود الفاطمي في مدة ملوك الطوائف ، وخطب لنفسه بالخلافة ، واتّسعت رقعته ، فملك الجزيرة الخضراء ، وأخذها المعتضد بن عباد من ابن أبي قرّة.

السلك

من كتاب الياقوت في حلى ذوي البيوت

٢١٦ ـ أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن فتح (١) المشهور بابن لبّال من بني أمية

من مطرب ابن دحية : هو عين ذلك المصر ، وفارسه في الفقه والنظم والنثر ، ولي القضاء به ، فحمدت في ذات الله مآثره وآثاره ، وسارت في العدل أخباره ، ومن شعره قوله في الجلمين (٢) :

ومعتنقين ما اتّهما بعشق

وإن وصفا بضمّ واعتناق

لعمر أبيك ما اجتمعا لأمر (٣)

سوى سعي (٤) القطيعة والفراق

وقوله في محبرة عنّاب محلّاة بفضّة (٥) : [المنسرح]

منعلة بالهلال ملجمة

بالنّسر مجدولة من الشّفق

كأنما جمرها (٦) تميّع في

قرصتها (٧) سائلا من الغسق

__________________

(١) كان معتنيا بالقراءات ، وافر الحظ من الآداب متقدما في علم العربية ، استقضي بشريش فتقلد القضاء مكرها ، توفي سنة ٥٨٣ ه‍. الذيل والتكملة (ج ٥ / ص ١٦٨) ونفح الطيب (ج ٥ / ص ٢١١) والمطرب (ص ٩٧ / ٩٨).

(٢) الأبيات في المطرب (ص ٩٨).

(٣) في المطرب : لمعنى.

(٤) في المطرب : معنى.

(٥) الأبيات في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢١١) والمطرب (ص ٩٨).

(٦) في النفح والمطرب : حبرها.

(٧) في النفح : فرضتها.

٢٢٥

فأنت مهما ترد شبيهتها (١)

في كلّ حال فانظر إلى الأفق

وله أمداح وتشوق في النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٢١٧ ـ أبو جعفر أحمد بن أبي محمد (٢)

كان في مدّة منصور بني عبد المؤمن ، وبيته مشهور إلى الآن.

ومن شعره قوله (٣) : [الطويل]

على حسن نور الباقلاء أدرهما

على الصبّ كأسي خمرة وجفون

يذكّرني بلق الحمام ، وتارة

يذكّر (٤) للأشجان شهل عيون

ومن كتاب مصابيح الظلام في حلى الناظمين لدر الكلام

٢١٨ ـ أحمد بن شكيل (٥)

من شعراء شريش في مدة منصور بني عبد المؤمن.

أنشدني له والدي قوله (٦) : [الطويل].

قالوا : أتهواه على قلح به؟!

فقلت : هناني دون غيري مورد

متى أبصرت عيناك في الماء عرمضا (٧)

إذا كان في كل الأحايين يورد؟

وقوله (٨) : [السريع]

تفّاحة بتّ بها ليلتي

أبثّها سرّي والشّكوى

أضمّها معتنقا لاثما

إذ (٩) ذكّرت سرّة من أهوى

__________________

(١) في النفح : تشبهها.

(٢) ذكره المقري في النفح (ج ٥ / ص ٢١٢).

(٣) البيتان في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢١٢).

(٤) في النفح : يؤكّد.

(٥) هو أبو العباس أحمد بن يعيش بن شكيل ، صوفي من أهل شريش وأحد شعرائها الفحول ، توفي سنة ٦٠٥ ه‍. ترجمته في المقتضب من كتاب تحفة القادم (ص ١٥٠) ونفح الطيب (ج ٥ / ص ٢١٢).

(٦) البيتان في الرايات (ص ٢٤).

(٧) في الرايات : طحلبا.

(٨) البيتان في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢١٢).

(٩) في النفح : إذا.

٢٢٦

٢١٩ ـ أبو عمرو بن غياث (١)

شاعر مشهور من شعراء المائة السابعة ، اجتمع به والدي في سبتة وغيرها.

ومن مشهور شعره ومستحسنه قوله (٢) : [الطويل]

صبوت وهل عار على الحرّ إن صبا

وقيد بعشر الأربعين إلى الصّبا

يرى أنّ حبّ الحسن في الله قربة

لمن شاء بالأعمال أن يتقرّبا

وقالوا : مشيب قلت وا عجبا لكم

أينكر صبح قد تخلّل غيهبا

وليس بشيب (٣) ما ترون وإنما

كميت الصّبا مما (٤) جرى عاد أشهبا

وقوله :

كأنك لم تبصر كميت الدّجى

يدركه من صبحه أشهب

الأهداب

وصف الحضرمي أهل شريش بالنّذالة المفرطة ، وفيها يقول ابن رفاعة الساكن بها في عصرنا :

شريش ما هي إلا

تصحيف شرّ يبين

فارحل فديتك عنها

إن كنت ممن تدين

فقلّما ساد فيها

حرّ ولا من يعين

من موشحة لابن غياث :

طال عنكم مغيبي

فلم تراعوا ودادي

ذاك شأن الغريب

ينسى بطول البعاد

لم يكن باختياري

لكم بحكم القضاء

__________________

(١) هو أبو عمرو محمد بن عبيد الله بن غيّاث ، من أهل شريش ، شاعر مطبوع ، توفي سنة ٦١٩ ه‍ وقيل : ٦٢٠ ه‍. المقتضب من كتاب تحفة القادم (ص ١٨١) ونفح الطيب (ج ٥ / ص ٢١٢) والتكملة (ص ٦١٠) والوافي بالوفيات (ج ٤ / ص ١٠).

(٢) البيتان الأخيران في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢١٢).

(٣) في النفح : مشيبا.

(٤) في النفح : لمّا.

٢٢٧

رحلتي عن دياري

فصرت في الغرباء

إن سلوت نهاري

أطلت ليلي بكائي

ليس لي من مجيب

في الليل حين أنادي

غير دمع سكيب

ولاعج في ازدياد

٢٢٨

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الثاني

من الكتب التي يحتوي عليها

كتاب الكورة الشّذونيّة

وهو

كتاب انعطاف السكرانة في حلى قرية شرّانة

من قرى مدينة شريش ، وهي حالية بترجمة الوزير الكاتب :

٢٢٠ ـ أبي بكر محمد بن عبد العزيز (١)

ذكر ذلك الحجاري وأورد ما في الذخيرة من أن بني عبد العزيز يعرفون ببني المرخيّ ، ونسبهم في لخم ، وهم حملة فضل ، ونبتة نبل ، وذكر أنه كاتب العصر ، وكان أبوه يكتب للمأمون بن المعتمد بن عبّاد ملك قرطبة ، ونشأ أبو بكر في حجر تلك الدولة ، وكان بقرطبة سنة أربع وتسعين وأربعمائة. وبينهما مخاطبة.

من رسالة ابن المرخي في جواب ابن بسام : وقفت ـ أعزّك الله ـ من كتابك الكريم ،

__________________

(١) ترجمته في الذخيرة الوزير أبو الوليد محمد بن عبد العزيز المعلم (ج ١ / ق ٢ / ص ١١٢). ونفح الطيب للمقري (ج ٥ / ص ١١٢). وله شعر في (ج ٥ / ص ١٢٥) وفي القلائد (ص ١٦٣) والصلة (ص ٥٢٩).

٢٢٩

المهدي من البرّ العميم ، ما أيسره يثقل الظّهر ، ويستنفد الشكر ، ويستعبد الحرّ ، ورأيتك ـ رأيت أملك ـ تخطب من مودّتي ما ليس بكفء لخطبتك ، ولا بإزاء رتبتك ، لكنه فضل ، ملكت زمامه ، وأعطيت مقوده وخطامه.

ومن السمط : إنه بحر البلاغة إذا طمّ ومسك الفصاحة إذا نمّ ، وبدر الكتابة إذا تمّ. ومما أورد من نظمه قوله في مخاطبة ابن خفاجة :

أماطل فيك الشّوق وهو غريم

وأطلب فيض الدمع وهو كريم

ولو أنه ماء لبرّد غلّتي

ولكنّ دمع العاشقين حميم

ومنه :

ومن يحمد الإصباح في عقب السّرى

فإن صباحي بالمشيب ذميم

ومن نثره : ما العين بكراها ، ولا النّفوس ببشراها ، ولا الغريب بوطنه ، ولا اللبيب بإصابة فطنه ، بآنس متى بكتاب عمادى الأعلى ، وقد ورد فأهدى مبرّة لم يبعد بأمثالها عهدي ، وجدّد مسرّة لا أزال أعمل في شكرها جهدي.

٢٣٠

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الثالث

من كتب

الكورة الشّذونية

وهو

كتاب ابتسام العابس في حلى جزيرة قادس

جزيرة منقطعة في البحر المحيط ، وفي بحرها من جهة البر آثار قنطرة كان يدخل عليها الماء الحلو من البر في مدة النصارى. وفيها كرمات وبساتين ، وقد صبّحها النصارى من الشمال فأحرقوها.

٢٢١ ـ علي بن أحمد الكتاني القادسي (١)

لقيته بالقدس على زي الفقراء ، وقد صدر من الحج ، وأنشدني لنفسه (٢) : [المجتث]

ذاك العذار المطلّ

دمي عليه يطلّ

__________________

(١) انظر ترجمته في نفح الطيب (ج ٢ / ص ٣٣٩) واختصار القدح (ص ٢١٣) وقال ابن سعيد : إنه اجتمع به سنة ٦٤٣ ه‍ ولم يسمع له خبرا منذ ذلك الحين.

(٢) الأبيات في اختصار القدح (ص ٢١٣) ونفح الطيب (ج ٢ / ص ٣٣٩).

٢٣١

كأنما الخدّ ماء

وقد جرى فيه ظلّ

عقود صبري عليه

مذ حلّ (١) في (٢) تحلّ

جرت دموعي عليه

فقلت آس وطلّ

__________________

(١) في اختصار القدح : مذ ملّ.

(٢) في النفح : قلبي.

٢٣٢

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الرابع

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب الكورة الشذونية

وهو

كتاب غفلة العجلان في حلى قلعة خولان

قلعة منيعة ، كالمائدة منقطعة ، ولها كروم وبساتين ونهر صغير ، وأهلها لهم رجلة وشدة ودعارة مفرطة ، ولعبهم في أكثر الأوقات في ظاهر بلدهم بالرماح والسيوف.

٢٢٢ ـ أبو عمران بن سالم القلعي (١)

فاضل ذو بيت مشهور هنالك ، أخرج أهل القلعة بيته بأسره لما ثاروا على المصامدة ، لأن نسبهم في هسكورة. ومن شعره قوله (٢) :

__________________

(١) هو أبو عمران موسى بن سالم القلعي ، أخرج عن بلده لمّا كانت فتنة ابن هود ، فتوفي بالجزيرة الخضراء سنة ٦٢٩ ه‍. ترجمته في اختصار القدح (ص ٢٠١) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٢٧٢).

(٢) البيتان في اختصار القدح (ص ٢٠١).

٢٣٣

أقسم لا جفت له دمعه

ما غبت عنه وجفا ربعه

أظلمت الآفاق من بعدها

كأنّما كانت له شمعه

وقوله (١) : [الوافر]

طلعت عليّ والأحوال سود

كما طلع الصّباح على الظّلام

فقل لي كيف لا أوليك شكري (٢)

وإخلاص التحية والسلام

__________________

(١) البيتان في اختصار القدح (ص ٢٠١) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٢٧٢).

(٢) في نفح الطيب : شعري.

٢٣٤

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الرابع

من الكتب التي تشتمل عليها

كتاب المملكة الإشبيلية

وهو

كتاب فجأة السرور في حلى كورة مورور

ذكر الرازي : أنها اشتملت على فوائد كثيرة ، ومنها :

٢٢٣ ـ أمية بن غالب الموروي (١)

ذكر الحجاري : أنه من شعراء المنصور بن أبي عامر وأن صاحب الجذوة أنشد له (٢) :

أعدّوا غدا ليكون الفراق

ولم يعلموا ذا هوى بانطلاق

فنمّ الرّغاء بإعدادهم

وجمع الرّكاب دليل افتراق

أسرّوا نوى البين في ليلهم

فأظهره الصّبح قبل انفلاق

ويوم الفراق على قبحه

يذكّرنا (٣) الشّوق حسن التّلاق

__________________

(١) انظر ترجمته في بغية الملتمس (ص ٢٢٧) وجذوة المقتبس (ص ١٦٥).

(٢) الأبيات في بغية الملتمس (ص ٢٢٧).

(٣) في بغية الملتمس : يذكّر ذا.

٢٣٥

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الخامس

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب المملكة الإشبيلية

وهو

كتاب نفحة الورد في حلى قلعة ورد

لهذه القلعة عمل جليل كثير الخير والجباية والحالي منه قرية مغيلة ، منها :

٢٢٤ ـ أبو بكر المغيلي (١)

على ما ذكره الحجاري ، واختص بجعفر المصحفي وأنشد له صاحب الجذوة (٢) :

تبيّن فقد وضح المعلم

وبان لك الأمر تفهم

هو الدّهر لست له آمنا

ولا أنت من صرفه تسلم

__________________

(١) هو أبو بكر يحيى بن عبد الله بن محمد ، القرطبي ، المعروف بالمغيلي : ترجمته في نفح الطيب (ج ٣ / ص ٤٠٠) وتاريخ علماء الأندلس (ص ٩١٧) وجذوة المقتبس (ص ٣٦٨) وبغية الملتمس (ص ٥٠٣).

(٢) الأبيات في جذوة المقتبس (ص ٣٦٨) وبغية الملتمس (ص ٥٠٣).

٢٣٦

وإن أخطأتك له أسهم

أصابتك بعد له أسهم

لياليه تدني إليك الرّدى

دوائب في ذاك ما تسأم

أتفرح بالبرء بعد الضّنا

وفي البرء داؤك لو تعلم

فأين الملوك وأشياعهم (١)

ودنياهم أدبرت عنهم

فهذي القبور بهم عمّرت

وتلك القصور خلت منهم

__________________

(١) في جذوة المقتبس : وأتباعهم.

٢٣٧

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب السادس

من الكتب التي يشتمل عليها

المملكة الإشبيلية

وهو

كتاب شفاء التعطّش في حلى كورة أركش

كورة كثيرة الأرزاق ، والحالي منها معقل أركش ، من معاقل الأندلس المنيعة المستورة.

وقد ثار فيها ولد المعتمد بن عباد ، فأذاق إشبيلية شرّا ، حتى قتل بسهم.

السلك

من كتاب أردية الشباب في حلى الكتاب

٢٢٥ ـ أبو جعفر أحمد بن عبيد

بيته مشهور معظم في أركش. وأبو جعفر من أعيان كتّاب ملوك الدولة المصمودية ، واجتمعت به في إشبيلية ، وبها تركته ، وبلغني الآن أنه وفد على تونس ، فتقدّم عند سلطانها.

واشتهر من شعره قوله :

٢٣٨

قالوا : خليلك ملتات ، فقلت لهم :

نفسي الفداء له من كل محذور

يا ليت بي في ما به من علّة وله

أجري وأني فيها غير مأجور

ومن كتاب نجوم [السماء في حلى العلماء]

٢٢٦ ـ أبو زكريا يحيى بن محمد الأركشي (١)

من حفّاظ الأدب ، طال عمره ، وهو راوية ابن خفاجة وبينه وبين ابن الزقاق مخاطبة بالشعر. وأنشد له الشّقندي (٢) : [البسيط]

لا تبكينّ لإخوان تفارقهم

فإنني قبلك استخبرت إخواني

فما حمدتهم في حال قربهم

فكيف في حال إبعاد وهجران

__________________

(١) انظر ترجمته في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢١٠) والتكملة (ص ٢٠٥٣) وصلة الصلة (ص ١٨٤).

(٢) البيتان في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢١٠).

٢٣٩

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب السابع

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب المملكة الإشبيلية

وهو

كتاب الدروع المسنونة في حلى كورة أشونة

من كور إشبيلية فيما بينها وبين غرناطة ، منها :

٢٢٧ ـ غانم بن الوليد بن عمر بن غانم الأشوني الساكن بمالقة (١)

عالم جليل مذكور في المائة الخامسة ذكره صاحب الذخيرة والمسهب ، ومن مشهور شعره قوله (٢) : [البسيط]

__________________

(١) هو أبو محمد غانم بن وليد بن محمد بن عبد الرحمن المخزومي المالقي ، وهو أديب ماهر وفقيه مقدّم ومحدّث جليل ، وأستاذ في النحو واللغة ، وعالم بالطب والكلام توفي سنة ٤٧٠ ه‍ جذوة المقتبس (ص ٣٢٥) وبغية الملتمس (ص ٤٤١) والذخيرة (ق ١ / ص ٨٥٣) والصلة (ص ٦٦٩) والمطرب (ص ٨٤) والحلة السيراء (ج ٢ / ص ٢٧) وبغية الوعاة (ص ٣٧١) وبدائع البدائة (ج ٢ / ص ١٢٣) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٢٣٣).

(٢) البيتان في جذوة المقتبس (ص ٣٢٦) وبغية الملتمس (ص ٤٤١) والذخيرة (ج ١ / ق ١ / ص ٨٥٣) والصلة (ص ٦٦٩) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٢٣٣ ، ٣٥٦ ، ٤٠١).

٢٤٠