المغرب في حلى المغرب - ج ١

علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي

المغرب في حلى المغرب - ج ١

المؤلف:

علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي


المحقق: خليل المنصور
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٨١
الجزء ١ الجزء ٢

ألا فاعلموا أني لكم غير صابر

على لومكم أخرى الليالي الغوابر

فعوجوا بني اللّخناء نحو هجائكم

إلى لعنة تزري بمن في المقابر

فأنتم سننتم كلّ محدث سبّة

ولم تتركوا فيها لحاقا لآخر

رأيتكم لا تتّقون مذمّة

ولا عندكم من هزّة نحو شاكر

وأهون ما أهدى الزمان إليكم

 ـ فلا عشتم للّوم ـ طلعة شاعر

فأين الألى كانوا إذا جاء ناظم

تلقّته منهم بالنّدى كفّ ناثر

سلام عليهم كلّما ارتحت نحوهم

فلا أثر من بعدهم للمآثر

أعيّركم جهدي بكل قبيحة

وما لكم من يقظة بالمعاير

ركنتم إلى الأعذار في كل حاجة

فهل نفعت نبلي حصون المعاذر

وقوله :

ألا لا تركنّن إلى فلان

فتسري منه لي ليل السّليم

لئيم ليس ينفع فيه لؤم

يروم وراثة العرق اللئيم

إذا جرّبته يوما تراه

مضاع الجار ممطول الغريم

وإن كشّفته لاقيت منه

مصون المال مبذول الحريم

وقوله :

وأحدب ليس له همّة

ولا لذّة في سوى فيشة

يقول أنا القوس في شكله

فلا تنكروا السهم في بدرتي

فضولكم أبدا زائد

أفقحتكم تلك أم فقحتي

وقوله في ابن له :

الحق أبلج ليس أنت وحقّ من

أحيا بك الأجلاف ممّن يفلح

لا تهتدي بفضيلة لا ترعوي

بملامة لا أنت ممن يصلح

يزداد عقلك ما كبرت تناقصا

وتلجّ في صمم إذا ما تنصح

يزداد عقلك ما كبرت تناقضا

وتلجّ في صمم إذا ما تنصح

أكل وسلح كلّ حين لا ترى

لسواهما ما دمت حيّا تطمح

أسخنت عين المجديا ابن عميرة

ولقد تقرّ عيونه لو تذبح

وقوله :

قطيم يغلق أبوابه

ويفرح بالبيت مهما خلا

١٦١

يفرّج أولاده عامدا

ويبعدهم أبدا منزلا

ويرجع للبيت من حينه

لوغد أخي فيشة مبتلى

يعذّبه يومه منشدا

علوت فلا تزهدن في العلا

تعلّم من لطفه صنعة

تصيّر مخرجه مدخلا

علمت قدر شعره ، وما صبّه الله منه على أهل عصره.

قال والدي : هجّاءو الأندلس : المخزومي ، واليكي ، والأبيض.

وأنشد علي بن أضحى قاضي غرناطة قصيدة منها (١) :

عجبا للزمان يطلب ثاري (٢)

وملاذي منه عليّ بن أضحى

الأبيّ الذي يمدّ من البأ

س إباه إلى السماكين رمحا

جاره قد سما على النّطح عزّا

ليس يخشى من طالب الثأر (٣) نطحا

فكأني علوت قرن فلان

أيّ تيس مطوّل القرن ألحى

فقال له : يا أبا بكر هلا اقتصرت على ما أنت بسبيله فكم تقع الناس؟! فقال : أنا أعمى وهم لا يبرحون حفرا ، فقال : والله لا كنت لك حفرة أبدا. وجعل يوالي عليه يده.

وأخبرني والدي : أن جدّه عبد الملك بن سعيد كان كثير الإحسان له مستحفظا من لسانه ، وبعد ذلك فما سلم من أذاته. ومن خبره معه : أنه قصده مرة وهو بقلعته ، فأنزله وتلقاه ببرّ قولا وفعلا ، ثم إنه قال لغلام له : أسأل في الموضع الذي نزل فيه المخزومي متى يرحل؟ وكان غرضه أن يرسل له زاد ، وينظر ما يركب عليه ، فأساء الغلام التناول ، وضرب عليه بابه ، فخرج له الأعمى ، فقال : يقول لك القائد : متى ترحل؟ فقال : ارفق أكتب لك الجواب ، فكتب له أبياتا منها :

لا ترجونّ بني سعيد للنّدى

فالظلّ أفيد منهم للسائل

فلقد مررت على منازلهم فما

أبصرت منها غير بعد منازل

قوم مصيبتهم بطلعة وافد

وسرورهم أبدا بخيبة راحل

وفيهم يقول وقد أسكنوه جوارهم :

__________________

(١) الأبيات في الإحاطة (ج ١ / ص ٢٦١ وما بعدها).

(٢) في الإحاطة : هضمي.

(٣) في الإحاطة : حادث الدهر.

١٦٢

أبني سعيد قد شقيت بقربكم

فلتتركوني حيث شئت أسير

أفني المدائح فيكم لا وعدكم

يقضى ، وقلبي في المطال أسير

أعطيتم نزرا على طول المدى

ويقول وغد : إنّه لكثير

ولشدّ ما عرّضتموني للعنا

فرس عتيق عاشرته حمير

فإذا صهلت غدا النّهاق مجاوبي

يا ربّ أنت على الخلاص قدير

قال : ووجدت بخط والدي محمد : ومن نسب المخزومي ، على قلّته ، قوله :

ربّ حسناء كالغزالة جيدا

والتفاتا تزري بحور الخلود

كلّمتني فطار قلبي إليها

وترجّيت للظماء ورودي

فتجافت عن منظري ثم قالت

أترى الحور واصلات القرود

لم ألمها على الصّدود لأني

كنت أهلا من مثلها للصدّود

قال : ولم يخل في هذا من الهجاء ، ولكن لنفسه!!

وأنشد به ابن غالب (١) : [مخلع البسيط]

زنجيّكم بالفسوق داري

يدلي من الحرص كالحمار

يخلو بنجل الوزير سرا

فيولج اللّيل في النهار

__________________

(١) البيتان في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٨٢) ، دون تغيير عمّا هنا.

١٦٣

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الخامس

من الكتب التي يشتمل عليها

كتاب المملكة القرطبية

وهو

كتاب نيل المراد في كورة مراد

في غربي قرطبة. الحالي منها حصن مراد ، سكنه قبيلة مراد فنسب إليها منه :

١٥٦ ـ عبد الملك بن سعيد المرادي الخازن (١)

أنشد له الحميدي في الجذوة [في وصف ناعورة] :

ناهيك ناعورة تعالت

على ضفافي مع اقتداري

يحملها الماء بانقياد

وتحمل الماء باقتسار

تذكر طورا حنين ناي

وتارة من زئير ضاري

تسقي بساتين حاويات

غرائب الرّوض والثّمار

طلوع عبد العزيز فيها

كالشمس في جنّة القرار

__________________

(١) ترجمته في جذوة المقتبس (ص ٢٨٥). وبغية الملتمس (ص ٣٨٠) وأورد له في اليتيمة أشعارا (ج ٢ / ص ١٠ / ١١) ونفح الطيب (ج ٥ / ص ٨٣).

١٦٤

وله في بعض من زاره ، فحجبه (١) : [الخفيف]

ما حمدناك إذ وقفنا ببابك

للذي كان من طويل حجابك

قد ذممنا الزمان فيك وقلنا

أبعد الله كلّ دهر أتى بك

__________________

(١) الأبيات في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٨٣).

١٦٥

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الأول

من كتابي الكورة القبرية وهو

كتاب الدرة

في حلى مدينة قبرة

مدينة نابهة ، هي قصبة الكورة ، فيها ترجمة ، وهي :

١٥٧ ـ عبد الواحد بن محمد بن موهب التجيبي القبري (١)

فقيه محدّث ، عاصر أبا عمر بن عبد البر ، وهو ممن ذكره ابن بشكوال : في كتاب الصّلة ، وأنشد له قوله (٢) :

يا روضتي ورياض الناس مجدبة

وكوكبي ظلام الليل قد ركدا

إن كان صرف زماني (٣) عنك أبعدني

فإنّ شوقي وحزني عنك ما بعدا

__________________

(١) انظر ترجمته في الصلة لابن بشكوال (ص ٣٧٨) وفيه أن عبد الواحد ولد في سنة ٣٧٧ ه‍ وتوفي سنة ٤٥٦ ه‍. وفي بغية الملتمس (ص ٣٧٩) وجذوة المقتبس (ص ٧١).

(٢) الأبيات في بغية الملتمس (ص ٣٧٩).

(٣) في بغية الملتمس : الليالي.

١٦٦

كتاب

الذهبية الأصيلية

في حلى المملكة الإشبيلية

١٦٧
١٦٨

كتاب الذهبية الأصيلية في حلى المملكة الإشبيلية

ينقسم هذا الكتاب إلى اثني عشر كتابا ، هي :

١ ـ كتاب الحلة الذهبية في الكورة الإشبيلية (؟)

٢ ـ كتاب الحركات المجونية في حلى الكورة القرمونية

٣ ـ كتاب الدرة المخزونة في حلى كورة شذونة

٤ ـ كتاب فجأة السرور في حلى كورة مورور

٥ ـ كتاب نفحة الورد في حلى قلعة ورد

٦ ـ كتاب شفاء التعطش في حلى كورة أركش

٧ ـ كتاب الدروع المسنونة في حلى كورة أشونة

٨ ـ كتاب بغية الظريف في حلى جزيرة طريف

٩ ـ كتاب الحلة الحمراء في حلى الجزيرة الخضراء

١٠ ـ كتاب الزبدة في حلى كورة رندة

١١ ـ كتاب نيل القبلة في حلى كورة لبلة

١٢ ـ كتاب الحلة المعجبة في حلى كورة أونبة

١٦٩

كتاب الحلة الذهبية في الكورة الإشبيلية

ينقسم هذا الكتاب إلى تسعة كتب ، هي :

١ ـ كتاب النفحات الذكية في حلى حضرة إشبيلية (؟)

٢ ـ كتاب النسرينه في حلى قرية مقرينه

٣ ـ كتاب ورق العريش في حلى قرية منيش

٤ ـ كتاب وشي المحابر في حلى قلعة جابر

٥ ـ كتاب العذار المطل في حلى جزيرة قبطل

٦ ـ كتاب الحانة في مدينة طرّيانة

٧ ـ كتاب الحبابة في حلى قرية الغابة

٨ ـ كتاب وشي المصر في حلى حصن القصر

٩ ـ كتاب النّورة في حلى حصن لورة

١٧٠

كتاب النفحات الذكية في حلى حضرة إشبيلية

المنصة ... التاج ... السلك

من كتاب الياقوت في حلى ذوي البيوت ...

١٥٨ ـ أبو حفص عمر بن الحسن الهوزني (١)

من الذخيرة : أفضى أمر إشبيلية إلى عباد ، وأبو حفص يومئذ ذات نفسها ، وآية شمسها ، وناجذها الذي عنه تبتسم ، وواحدها الذي بيده ينقض ويبرم ، وكان بينه وبين عبّاد قبل إفضاء الأمر إليه ، ومدار الرياسة عليه ، ائتلاف الفرقدين وتناصر اليدين ، واتصال الأذن بالعين. ولما ثبتت قدم المعتضد بالرياسة ، ودفع إلى التدبير والسياسة ، أوجس منه ذعرا ، وضاق بمكانه من الحضرة صدرا .. وكان ألمعيا ، وذكيّا لو ذعيّا ، لو أخطأ الحازم أجله ، ونفعت المحتال حيله. فاستأذن المعتضد في الرحلة ، سنة أربعين وأربعمائة ، فصادف غرّته وكفي إلى حين معرّته .. وتهادى عجائب ذكره الشام والعراق ، ثم رحل إلى مصر ، وله هنالك صوت بعيد ، ومقام محمود ، ووصل إلى مكة ، وروى في طريقه كتاب التّرمذي في الحديث ، وعنه أخذه أهل المغرب. ثم رجع إلى الأندلس واستأذن المعتضد في سكنى مرسية ، رأيا رآه ، وبلدا اختاره وتوخّاه .. فلما غلب الروم على مدينة بربشتر سنة ستّ وخمسين ... خاطب المعتضد [برسالة] يحضه فيها على الجهاد ، فرجعه برسالة .. يشير عليه فيها بالرجوع إلى بلده ، لا بل استدرجه إلى ملحده .. فاستقر بإشبيلية سنة ثمان وخمسين ، ولقيه المعتضد بأعلى المحلّ ، وفوّض إليه من الكثر والقلّ ، وعوّل عليه في العقد والحلّ ، فلما كان يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت لربيع الأول سنة ستين أحضره القصر ... وباشر قتله بيده ، فلم ينل عباد بعده سولا ، ولا متّع بدنياه إلا قليلا. ومن شعره في رسالة كان خاطب بها المعتضد من مرسية (٢) : [الطويل]

أعبّاد جلّ الرّزء والقوم هجّع

على حالة ما (٣) مثلها يتوقّع

__________________

(١) انظر ترجمته في الصلة (ص ٥٨٥) والذخيرة (ق ٢ / ص ٨٣) ونفح الطيب (ج ٢ / ص ٣٠٧).

(٢) الأبيات في نفح الطيب (ج ٣ / ص ٣٧٢) والذخيرة (ق ٢ / ص ٨٣).

(٣) في النفح : من.

١٧١

فلقّ كتابي من فراغك ساعة

وإن طال (١) فالموصوف للطّول موضع

إذ لم أبثّ الدّاء ربّ نجاحه (٢)

أضعت ، وأهل للملام المضيّع

وفي الرسالة : فالثمرة من ساقها ، والجياد على أعراقها.

١٥٩ ـ أبو الحسن علي بن أبي حفص عمر بن أبي القاسم ابن أبي حفص الهوزني (٣)

جدّ أبيه هو أبو حفص المذكور ، وأبوه أبو القاسم هو الذي سعى في فساد دولة بني عبّاد عند أمير الملثّمين ثارا بأبيه حتى نال غرضه. وأخبرني والدي : أنه اجتمع به ، وكان يكتب عن منصور بني عبد المؤمن ، وأنشد له :

من لي بفاتكة اللّحاظ إذا رنت

فكأنما سيف براني قاضب

هي صيّرت جسمي كرقّة خصرها

وجفا ومالي من رضاها جانب

وإذا شكوت تقول لي ما تستحي

تشكو الغليل وماء عينك ساكب

١٦٠ ـ أبو القاسم محمد بن عبد الغفور (٤)

ذكر صاحب الذخيرة : أنه توفّي في عنفوان شبابه ، فقال فيه المعتمد بن عبّاد :

أبا قاسم قد كنت دنيا صحبتها

قليلا كذا الدنيا قليل متاعها

وأحسن ما أنشد له قوله (٥) : [البسيط]

لا تنكروا أنّنا في مهمة (٦) أبدا

نحثّ في نفنف طورا وفي هدف

فدهرنا سدف (٧) ونحن أنجمه (٨)

وليس ينكر مجرى النّجم في السّدف (٩)

__________________

(١) في النفح : وإن طاف.

(٢) في النفح : شكاية.

(٣) انظر ترجمته في المعجب (ص ١٧٦).

(٤) ابن عبد الغفور هو الوزير أبو القاسم الذي قال فيه الفتح : فتى زكا فرعا وأصلا ، وأحكم البلاغة معنى وفصلا. ترجمته في مطمح الأنفس (ص ٣٩ / ٣٠) ونفح الطيب (ج ٥ / ص ٩٦ / ٩٧) والذخيرة (ق ٢ / ص ٣٢٣).

(٥) الأبيات في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٩٧).

(٦) في النفح : في رحلة أبدا.

(٧) في النفح : سدفة.

(٨) في النفح : أنجمها.

(٩) السدف : الظلمة.

١٧٢

لو أسفر الدّهر لي أقصرت عن سفري

وملت عن كلفي بهذه الكلف

١٦١ ـ ابنه أبو محمد عبد الغفور (١)

ذكر ابن بسام : أنه نشأ بين يدي أبيه في دولة المعتمد. وذكره الحجاري فقال : قطع الله لسان الفتح صاحب القلائد ، فإنه شرع في ذمه بما ليس هو من أهله ، والله ما أبصرت عيني شخصا أحقّ بفضله منه ، وأنشد له في مطلع قصيدة :

هو السّعد حتى يعبد الحجر الصلد

وتترك شمس الأفق والقمر الفرد

وذكر صاحب الخريدة : أنه كان بمراكش كاتبا سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة. وقال في وصفه صاحب القلائد : قد كنت نويت ألّا أجري له ذكرا ، ولا أعمل فيه فكرا ، لتهوّره ، وكثرة تقعّره. وقال : إنه من شده حقده يتنكّد بالأفراح ، ويحسد حتى على الماء القراح. وأنشد له جملة أبيات في يحيى بن سير (٢) كلها ساقطة عن طبقة المختار ، وأشبه ما أنشد له قوله في معارضة قول المتنبي ومداخلته (٣) : [الكامل]

سر حيث شئت تحلّه النّوّار (٤)

وأراد فيك مرادك المقدار (٥)

وإذا ارتحلت فشيّعتك سلامة

وغمامة بل ديمة مدرارا

تنفي الهجير بظلّها وتنم بال

رّشّ القتام وكيف شئت تدار

وقضى الإله بأن تعود مظفرّا

وقضت بسيفك نحبها الكفّار

١٦٢ ـ ابنه أبو القاسم محمد (٦)

أثنى عليه صاحب السمط ، وذكر : أنه اعتبط شابّا ، وأورد له رسالة طويلة سماها بالساجعة والغربيب يقول فيها : ومن القصائد مصائد تهيض أجنحة الوفر ، ومن الرسائل حبائل تعلق شوارد

__________________

(١) انظر ترجمته في الخريدة (ج ٢ / ص ١٣٤ / ١٣٥) وقلائد العقيان (ص ١٦٠). وفي الذخيرة (ق ٢ / ح ١ / ٣٢٥).

(٢) ذكره المقري في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٩٦) وترجمته في التكملة لابن الأبار (ص ١٨٧) وفي المطمح (ص ٢٩).

(٣) الأبيات في نفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٠٩) وقلائد العقيان (ص ١٦٢).

(٤) في النفح : سر حيث شئت يحلّه النوّار.

(٥) في النفح : وأراك فيه مرادك المقدار.

(٦) ترجمته في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٩٥ ، ٩٦). وفي المطمح (ص ٢٩) وفي التكملة (ص ١٨٧).

١٧٣

البيض والصّفر. ومنها : إلى أن احتل بقعة استقاها من قليب النصرانية ، بأرشية الرّدينيّة ، واستخرجها من لهوات الكفر ، بأيدي المهنّدة البتر.

١٦٣ ـ أبو الحكم عمرو بن مذحج بن حزم الإشبيلي (١)

ذكر ابن بسام : أن أبا الحسن البطليوسي فيه يقول ، وقد غلب بحسنه على لبّه (٢) : [الطويل]

رأى صاحبي عمرا فكلّف وصفه

وحمّلني من ذاك ما ليس في الطّوق

فقلت له : عمرو كعمرو ، فقال لي :

صدقت ، ولكن ذاك شبّ عن الطّوق

وممن تغزّل فيه : ابن عبدون ، قال ابن بسام : فلما همّ ليله بنهاره ودبّ على سيف وجنته فرند عذاره ، راع المجد بحزم وكرم ، وسرّه بسيف وقلم ، فبارى نجوم الليل ، وتقلّب في صهوات الخيل ، وعلى ذلك فلم ينس مكارم الأخلاق ، ولا خلا من قلوب العشاق. وأثنى على سلفه ، وأنشد له في شعر يراجع به ابن عبدون : (٣) [الطويل]

لئن حازت الدنيا بك (٤) الفضل آخرا

ففي أخريات اللّيل ينبلج الفجر

وقوله (٥) : [الطويل]

ولا غرو إن (٦) طافت برجلك وثأة

لها المجد خفّاق الجناحين واجم (٧)

فقد ترجف الأفلاك في دورانها

وتنقضّ أعلام النجوم العوائم (٨)

وقوله في أبي العلاء بن زهر (٩) :

يا جاليا وجه السّعادة واضحا

ومقلّبا طرف النّباهة طامحا

صيّر مجنّك صفحتي قمر الدّجى

وسنان رايتك السّماك الرامحا

__________________

(١) ترجمه أبي الحكم عمرو بن مذحج الإشبيلي في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٥٨٨ ـ ٥٨٩) وفي المسالك (ج ١١ / ص ٤٣٢) وذكره المقري في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢٠).

(٢) البيتان في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢٠) والذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٥٨٨).

(٣) البيت في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢١) والذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٥٩١).

(٤) في النفح : لك.

(٥) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٥٩٢).

(٦) في الذخيرة : أن.

(٧) في الذخيرة : حائم.

(٨) في الذخيرة : العواتم.

(٩) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٥٩٥).

١٧٤

وبينه وبين ابن بسّام مشاعرة.

١٦٤ ـ أخوه أبو بكر محمد بن مذحج (١)

ذكر الحجاري : أن أخاه أبا الحكم أظهر وأكبر وأشعر ، وأنشد له (٢) : [الطويل]

ألسنا من القوم الذين سموا بنا

إلى حيث لا تسمو النجوم (٣) ولا تسري

فكم جعلوا عبسا يطول عبوسها

وكم صبّحوا بكرا براغية البكر

١٦٥ ـ ابن عمهما أبو الوليد محمد بن يحيى بن حزم المذحجي (٤)

جعل ابن بسام أحلى الناس شعرا ، ولا سيما إذا عتب. ومن أحسن ما أنشده من شعره قوله (٥) :

وخيل الظلام أمام الصّبا

ح والرّكض قد ضمّ أجوافها

وقد فضّض الفجر أذيالها

وزاد فذهّب أعرافها

وقوله (٦) :

أساكن قلبي والجوار (٧) حفيظة

لعلك تصغي تارة فأقول

أعيذك من أقوال قوم مريبة (٨)

فكم قمر غطّى عليه أفول

وكم أمّلوا لا بلّغوا فيك خطّة

وحاشاك منها ، والحديث يطول

ومستكشف لم يدر ما بين أضلعي

تعرّض (٩) لي ، واللوم فيك ثقيل

فشدّت (١٠) لساني ـ يعلم الله ـ سكتة

لها في جناني زفرة وعويل

__________________

(١) ذكره المقري في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢٢). وابن بسام في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٦١٢).

(٢) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٦١٢).

(٣) في الذخيرة : التي.

(٤) ترجمته في الذخيرة لابن بسام (ج ٢ / ق ٢ / ص ٥٩٨ / ٥٩٩) والمسالك (ج ١ / ص ٤٣٤) ونفح الطيب (ج ٥ / ص ٢٢).

(٥) البيتان في المسالك (ج ١ / ص ٤٣٥) والذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٦٠٠).

(٦) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٦٠٤ / ٦٠٥).

(٧) في الذخيرة : والمقام كما ترى.

(٨) في الذخيرة : وربما.

(٩) في الذخيرة : يعرّض بي.

(١٠) في الذخيرة : فصكّت.

١٧٥

وسدّ طريق اللّحظ دمع كأنما

تشحّط من جفنيّ فيه قتيل

وقوله (١) :

مقال يطير الجمر من جنباته

ومن تحته قلب عليك يذوب

وقوله (٢) : [الكامل]

لمّا استمالك معشر لم أرضهم

والقول فيك ـ كما علمت ـ كثير

داريت دونك مهجتي فتماسكت

من بعد ما كادت إليك تطير

فاذهب فغير جوانحي لك منزل

واذهب (٣) فغير وفائك المشكور

وقوله (٤) :

بأيّ مقال من لساني أرثيه

وأيّ دموع من جفوني أبكيه

وقد جلّ رزئي فيه حتّى كأنّما

جميع (٥) رزايا الناس مجموعة فيه

١٦٦ ـ أبو الحسن بن فندلة (٦)

وصفه صاحب السمط بالفصل والجود والارتياح. ومن أحسن ما أنشده من شعره قوله : [الطويل]

ودارت حميّا الكأس بيني وبينه

فدبّت دبيبا ليس بحسنه النّمل

وقوله :

أنظر إلى الراح والكؤوس

تبعث زهوا إلى النّفوس

وقد علاها الحباب نظما

سمعت بالجوهر النّفيس؟

فهو كتاج على مليك

أو مثل سلك على عروس

__________________

(١) البيت في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٦٠٧).

(٢) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٦٠٦) ونفح الطيب (ج ٥ / ص ٢٢).

(٣) في النفح والذخيرة : «واسمع».

(٤) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٦١٤).

(٥) في الذخيرة : رزايا جميع.

(٦) ذكره المقري في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢٣). وترجمته في التكملة (ص ٢٣٨ / ٢٣٩).

١٧٦

١٦٧ ـ أبو بكر بن افتتاح

قال في وصفه صاحب السمط : كرم أوله وآخره ، وعظم باطنه وظاهره ، وهو من مدّاح علي بن يوسف بن تاشفين. وأحسن ما أنشد له قوله :

منعوا التحيّة عن محبّ مدنف

يوم الوداع فأبت أخيب آيب

ما ضرّ يوم رحيلهم لو ودّعوا

إنّ الوداع دليل رأي العاتب

يا ربّة البيت الكريم نجاره

في ذروة الشّرف الرّفيع الجانب

من لي برجع تحيّة جنح الدّجى

إني أراها كالشّهاب الثاقب

ومن نثره قوله : كيف يحسن ـ لا زلت تحميني القبيح ، وتقتطع الحمد بالثّمن الرّبيح ـ أن أهدي الصّفر للذّهب؟! أو أقاول من انتقى من البلاغة طرائفها واستزاد فضل ما يهب ، لا جرم أن نومي إلى كرم اعتقاده ، حملني على حمل هذه الزّيوف إلى صيارفة انتقاده.

١٦٨ ـ أبو القاسم محمد بن إبراهيم بن المواعيني (١)

أثنى صاحب السمط على ذكائه وأدبه وأخلاقه ، وأنشد له في قصيدة يمدح بها الزّبير بن عمر :

برقت ثغورهم وسالت أدمعي

فانظر إلى برق وصوب عهاد

ومنها :

طولوا وصولوا ، فالمناسب حمير

أهل المفاخر والنّدى والنادي

للقوم في كلّ البلاد رياسة

تحكي بني العبّاس في بغداد

أضحت مجالسهم وسروج جيادهم

إنّ السّروج مجالس الأمجاد

وقوله من قصيدة يمدح بها زينب بنت علي بن يوسف :

طابت الصهباء في أفواههم

حيث أبدوا من ثغور حببا

وقوله :

كأنّ أقاح الرّوض بين شقيقه

طفوّ حباب في قرارة راح

ومن نثره : أطال الله بقاء الأمير محفوفا بالرايات الخافقة ، موصوفا بالآراء المتوافقة ، ولا زالت أمصاره تنير ، ومضاؤه يبير ، يا له ـ أيده الله ـ من مضاء لا يبيت له جار على وجل! وردى يستوهب من كماته كلّ أجل!.

__________________

(١) انظر ترجمته في التكملة (ص ٢٣٣).

١٧٧

١٦٩ ـ أبو بكر محمد بن مرتين (١)

أثنى عليه الحجاري ، وذكر : أنه كان ينادم ابن افتتاح ، وأنشد له قوله :

كيف لي بعدكم يطيب الهجوع

وجفوني مملوءة بدموعي

كلّ شيء يئست منه إذا ما

بنتم غير عبرتي وولوعي

ولكم قد شكوت ممّا ألاقي

غير أني أشكو لغير سميع

وقوله يخاطب ابن افتتاح (٢) :

صحبت منك العلا والفضل والكرما

وشيمة في النّدى قد فاقت الشّيما (٣)

مودّة في ثرى الإنصاف راسخة

وسمكها فوق أعنان (٤) السماء سما

١٧٠ ـ أبو أيوب سليمان بن أبي أمية (٥)

قال صاحب الذخيرة في وصفه : الوزير أبو أيوب في وقتنا بحر الأدب وساحله ، وسنام المجد وكاهله ، وسنان الحسب وعامله ، ورافع لواء الحمد وحامله. وذكر : أن دولة المعتمد بن عباد كانت دائرة على أبيه. ومما أنشده من شعره قوله (٦) :

أمسك دارين حيّاك النسيم به

أم عنبر الشّحر (٧) أم هذي البساتين

بشاطىء النهر (٨) حيث النور مؤتنق

والراح تعبق ، أم تلك الرياحين

١٧١ ـ أبو العباس أحمد بن حنون الإشبيلي (٩)

من بيوت إشبيلية وأغنيائها آل أمره إلى أن اتّهم بالقيام على السلطان ، ففرّ على وجهه ، ثم

__________________

(١) كان قائدا في عهد المعتمد بن عباد ، ووزر للظافر بن المعتمد أثناء ولايته على قرطبة لأبيه المعتمد. أعمال الأعلام (ق ٢ / ص ١٥٠ / ١٥١ / ١٥٨) ونفح الطيب (ج ٥ / ص ٢٤).

(٢) البيتان في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢٤).

(٣) في النفح : وشيمة في الندى لا ترضى السأما.

(٤) في النفح : أعناق.

(٥) انظر ترجمته في الخريدة (ج ١٢ / ص ١٥٤) والمسالك (ج ١١ / ص ٤٢٤) والمطمح (ص ٢٨).

(٦) الأبيات في المطمح (ص ٢٨).

(٧) في المطمح : البحر.

(٨) في المطمح : الروض.

(٩) انظر ترجمته في النفح (ج ٣) والرايات لابن سعيد (ص ١٤).

١٧٨

عفي عنه ، في مدة المنصور بن يوسف بن عبد المؤمن. وهو ممّن ذكره صفوان في كتاب زاد المسافر ، وعنوان طبقته قوله في أشتر (١) : [الكامل]

يا طلعة أبدت قبائح جمّة

فالكلّ منها ـ إن نظرت ـ قبيح

أبعينك الشّتراء عين ثرّة

منها ترقرق دمعها المسفوح؟

شترت فقلنا زورق في لجّة

مالت بإحدى شقّتيه (٢) الرّيح

وكأنما إنسانها ملّاحها

قد خاف من غرق فظلّ يميح

وقوله :

وبيضاء تحسبها درّة

تذوب إذا ذكرت ، أو تكاد

تنمنم بالمسك كافورتي

محيّا حوى الحسن طرّا وزاد

فقلت ، وقد كان ما كان من

تخلّل خيلانها بالفواد :

أكلّ وصالك ذاك البياض

وبعض صدودك ذاك السّواد؟!

فقالت : أبي كاتب للملوك

دنوت إليه بحكم الوداد

فخاف اطّلاعي على سرّه

فلم يعد أن رشّني بالمداد

وله موشحات م شهورة.

ومن كتاب تلقيح الآراء في حلى الحجاب والوزراء

١٧٢ ـ أبو الوليد إسماعيل بن محمد بن عامر بن حبيب الملقب بحبيب (٣)

ذكر صاحب الذخيرة : أن ابن الأبّار هو الذي أقام قناته ، وصقل مرآته ، ولو تخطّاه صرف الدهر ، وامتدّ به قليلا طول العمر ، لسدّ طريق الصّباح ، وغبّر في وجوه الرياح ، قتله المعتضد بن عباد ، ابن تسع وعشرين سنة وله كتاب البديع في فصل الربيع. وأحسن ما أنشده له في قوله (٤) : [المتقارب]

إذا ما أدرت كؤوس الهوى

ففي شربها لست بالمؤتلي

__________________

(١) الأبيات في نفح الطيب (ج ٤ / ص ١٨١ / ١٨٢) وزاد المسافر (ص ٥٠).

(٢) في النفخ : دفّتيه.

(٣) انظر ترجمته في جذوة المقتبس (ص ١٦٢) وبغية الملتمس (ص ٢٢٨) والذخيرة (ق ٢ / ص ١٤٢) والنفخ (ج ٤ / ص ٣٨٣).

(٤) البيتان في نفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٨٤) والذخيرة (ق ٢ / ج ٢ / ص ١٣٤).

١٧٩

مدام تعتّق بالناظرين

وتلك تعتّق بالأرجل

١٧٣ ـ أبو الحسن علي بن غالب بن حصن (١)

أثنى عليه صاحب الذخيرة ، ونبّه على قوله :

بكرت سحرة قبيل الذّهاب

تنفض الماء (٢) عن جناح الغراب (٣)

وأخبر : أنّ ابن زيدون لم يزل يسعى في حتفه بمكره ، حتى فتك به المعتضد بن عباد.

وأحسن ما أنشده له قوله (٤) :

وما هاجني (٥) إلا ابن ورقاء هاتف (٦)

على فنن بين الجزيرة والنّهر

مفستق طوق لا زورديّ كلكل

موشّى الطّلى أحوى القوادم والظّهر

أدار على الياقوت لؤلؤ

وصاغ على الأجفان طوقا من التّبر (٧)

حديد شبا المنقار داج كأنّه

شبا قلم من فضّة مدّ في حبر

توسّد من فرع (٨) الأراك أريكة

ومال على طيّ الجناح مع النّحر

ولما رأى دمعي مراقا أرابه

بكائي فاستولى على الغصن النّضر

وحثّ (٩) جناحيه وصفّق طائرا

وطار بقلبي (١٠) حيث طار ولا أدري

وقوله (١١) :

قم يا غلام فسقّنيها واطرب

واشرب عتبت عليك إن لم تشرب

__________________

(١) ترجمته في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ١٥٨ / ١٥٩). وفي الجذوة (ص ٢٩٦ / ٣٧١) والبغية (رقم : ١٣٢ ، ١٥٢٣) وبدائع البدائة (ص ٣٦٧) والمسالك (ج ١١ / ص ٢١٧).

(٢) في الذخيرة : المسك.

(٣) في الذخيرة : غراب.

(٤) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ١٦٦ / ١٦٧). والمسالك (ج ١١ / ص ٢١٩) وسرور النفس (ص ١٠٢) وعنوان المرقصات (ص ٢٦) ونهاية الأرب (ج ١٠ / ص ٢٦٧).

(٥) في الذخيرة : راعني.

(٦) في الذخيرة : هاتفا.

(٧) في الذخيرة : وصاغ من العقيان طوقا على الشعر.

(٨) في الذخيرة : عود.

(٩) في الذخيرة : فحثّ.

(١٠) في الذخيرة : فطار فؤادي.

(١١) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ١٦١) ونفح الطيب (ج ١).

١٨٠