المستشار الدمرداش بن زكي العقالي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-426-4
الصفحات: ١٦٠
بسم الله الرحمن الرحيم
[ إيران ومصر شركاء في نسب آل البيت عليهمالسلام ]
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، وأفضل الصلاة وأزكى السلام على مَن اجتباه ربّه فزكّاه وتولاّه أبي القاسم محمّد بن عبد الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، صلاة زاكيةً ناميةً ما بقي الليل والنهار.
أيها الأحبة ، إذ أمثل بين أيديكم فرداً من أفراد مصر لأُشرَّف بالوقوف على هذه الأرض الطاهرة في ذكرى سيدي الإمام الحسين صلوات الله عليه ، فأحب بادئ ذي بدء أن أذكّر أهل إيران أنّهم وأهل مصر شركاء في نسب آل البيت ، شركةً قديمةً أرادها الله ، فعبّر عنها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حديثه الذي وردت به صحاح الأخبار : « إذا افتتحتم مصر ، فالله الله في أهل الذمة أهل المدرة السوداء والسحم الجعاد ، فإن لهم نسباً وصهراً » (١).
مصر التي تعطرت بأوّل جدّة من جدّات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بهاجر أم إسماعيل ، التي غرس الله بها في أمّ القرى وفي الواد
__________________
١ ـ معجم البلدان للحموي : ١ / ٢٤٩ ، وانظر : سيرة النبي لابن هشام : ١ / ٣.
المقدّس النبتة الأولى للشجرة المباركة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء.
أريدكم أيها الأحباب أن تتذاكروا نسب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المتّصل بإبراهيم عليهالسلام ، لتعلّموا أنّ إبراهيم الذي خرج مهاجراً إلى الله ومعه زوجته المؤمنة سارة الطاهرة ، خرج مهاجراً وعلى لسانه دعوة لا يفتأ يردّدها : ربّ هب لي من الصالحين .. ربّ هب لي من الصالحين .. ربّ هب لي من الصالحين ..
وامتد العمر بإبراهيم ، وجاوز الثمانين ، دون أن يرى الإستجابة بإنجابه ولداً ، حتى إذا دخل مصر هيّأ الله له بتقدير إلهي عجيب! أن تُضم إلى ركبه الطاهر فتاة مصرية ، يقول اليهود في مدوّناتهم أنّها جارية ، ويقول التاريخ الصحيح : أنّ هاجر أميرة فرعونية من آباء بدأوا يفكّرون بعقولهم في توحيد المعبود ، فكان منهم الموحّد إخناتون الذي له في جدران معابد مصر أدعية موحدة لله عزّ وجلّ.
إخناتون هذا تنتسب إليه هاجر ، وإخناتون هذا ملك مصر ، وهاجر أميرة وقعت في أسر الهكسوس الذين غزوا مصر ، فكانت تبكي ليلها ونهارها وهي ترى الهكسوس يعبدون الأصنام والنجوم ، وتدعو الواحد أن يخلّصها من أسرهم.
في هذه الظروف دخل إبراهيم عليهالسلام مصر ودخلت معه سارة ،
واستضاف ملك الهكسوس سارة لرغبة شيطانية في نفسه! فلمّا عصمها الله منه وشُلّت يده ـ على ما يقول الخبر ـ كلّما مدّ إليها يداً بالسوء ، فقال لها : أنت إمرأة مباركة ، وخيّرها أن تطلب شيئاً منه ، فطلبت أن يهبها الجارية المأسورة هاجر! لأنّها سمعتها بالليل تبكي وتدعو الله الواحد.
من هاجر هذه تحدّر إسماعيل عليهالسلام ، وهاجر هذه هي التي يشير إليها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنّ لها في مصر نسباً وصهراً ، لمّا تزوج بمارية القبطية أمّ ولده إبراهيم الذي اشتد حزنه على موته.
ومن إيران .. ومن أرض فارس تلقّت الشجرة الإلهية المباركة ، الرحم الطاهر أمّ الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهالسلام ، ولذلك فإن ذرية الأئمة بعد زين العابدين عليهالسلام تحمل روح مصر وروح إيران.
ويستطيع الباحث المدقّق أن يقول : إنّ الله تعالى لأنه أراد للأئمة أن يكونوا حججاً على الناس كافّة فقد جمع في أعراقهم أنساب الأمم الأساسية على الأرض.
إعلم يا أخي ، إنّ محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم ليس عربياً بالمفهوم القبلي ، بمعنى أنه من العرب العاربة ، بل هو ابن إسماعيل ـ من العرب المستعربة ـ فجدّه إبراهيم البابلي ، وجدته هاجر المصرية ، وزوج إسماعيل من جرهم العربية.
ولمّا تمّ نسب الإمام السجاد عليهالسلام بأمّه بنت كسرى اجتمع في أصلاب الأئمة كل دماء أهل الأرض ، ليكونوا حججاً على أهل الأرض.
[ الحسين عليهالسلام ولد ليستشهد ]
أيّها الأحباب ، ونحن نعطّر أنفاسنا ونملأ أفئدتنا وندعم إيماننا بالشخوص وبالسمع والبصر والفؤاد في ذكرى الإمام الحسين عليهالسلام ، أحب أن أحدثكم عن السنن القرآنية التي كان من الحتم أن تؤدي إلى استشهاد الإمام الحسين عليهالسلام.
إنّ الحسين عليهالسلام ولد ليستشهد! إنّما ولد ليكون شهيداً ، ولم يولد ليعيش حياةً ماديةً بدنيةً يتآكل فيها الجسد بتآكل الشهوة ، إنّما ولد وأُعد ليكون شهيداً.
ومن أول يوم بُعث فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والرسول مخبراً ومنبأ بأنّ ذريته ليس لها في جاه الأرض ـ جاه الدنيا ـ الذي وصفه الحق تبارك وتعالى بقوله : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النّساءِ وَالبَنينَ وَالقَناطِيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالخَيلِ المُسوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالحرثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَياةِ الدُّنيا وَاللهُ عِندَهُ حُسنُ المَآبِ ) (١).
رسول الله الذي يعلم علم اليقين بإعلام ربّه له ، أنّ الله اختار
__________________
١ ـ آل عمران : ١٤.
له ولأهل بيته الآخرة ، ولهذا فإن استشهاد الإمام الحسين عليهالسلام هو السير الطبيعي للأحداث وهو سُنة من سنن الله.
[ إنّ قريش قد جابهت رسول الله صلىاللهعليهوآله من أول يوم : ]
إنّ أنبياء الله عز وجل شهوده على خلقه وتحكمهم القاعدة الآتية في سورة الزخرف ، نقرأ أنّ سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد جابهته قريش من أول يوم .. يا محمد أما وجد الله أحداً غيرك؟! أيّها اليتيم الفقير .. أمّا وجد الحقّ أحداً غيرك ينزّل عليه هذا القرآن ، ( وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذا القُرآنُ عَلَى رَجُل مِنَ القَريَتينِ عَظيمٌ ) (١).
هذا القول منهم لمّا عجزوا أن يجادلوا في وجود الله ربّاً وخالقاً ، لأنّ قريش ـ كما استفاضت الأخبار ـ كانت تعلم أنّها بعبادة أصنامها لا تعبد معبوداً حقيقياً ، وإنّما تتاجر في عقائد العرب وتنصب لهم أصناماً وأزلاماً حول الكعبة ، لكي تتاجر فيها لا لكي تعبدها!
واسمع هذا الحوار بين أبي جهل ـ بين من دُعي في الجاهلية بأبي الحكم وكشف رسول الله عن حقيقته وأنّه أبا جهل ـ وبين أبي سفيان والأخنس بن شريق ، الذين كانوا يتحاورون بشأن النبي وسحر القرآن وفي أنّه كتاب لا يمكن أن يقوله بشر ، فما هو بسحر
__________________
١ ـ الزخرف : ٣١.
ولا بشعر ولا بكهانة!
ويبدي كل منهم رأيه ، ثم يقول أبو جهل ـ وأبو جهل من بني مخزوم ـ : « تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف ، أطعموا فأطعمنا ، وحملوا فحملنا ، وأعطوا فأعطينا ، حتى إذا تجاثينا على الركب وكنّا كفرسي رهان ، قالوا : منّا نبي يأتيه الوحي من السماء ، فمتى ندرك هذه؟! » (١).
إذن الحسد الذي أخرج إبليس من الجنّة .. الحسد الرهيب .. هذه الشجرة الملعونة ، عندما يشير الحقّ إلى الشجرة الملعونة لأنّها شجرة إبليس .. نطق أبو جهل بما نطق به إبليس : ( أنَا خَيرٌ مِنهُ خَلَقتَني مِنْ نَار وَخَلَقتَهُ مِنْ طِين ) (٢).
بدأت قريش ترسم مسارها مع الدعوة الإسلامية على محورين :
المحور الأول : إمّا أن تستطيع قتل رسول الله وإطفاء الشعلة في أولها.
المحور الثاني : أو تحتال فتخترق الصف الإسلامي وتهدم الدعوة من داخلها ، وهذا هو موقف قريش من أول يوم ، وقد أخبر الوحي الصادق عن مكرها الأول : ( وَإذْ يَمكُرُ بِكَ الَّذينَ كَفَروا
__________________
١ ـ البداية والنهاية : ٣ / ٨٣ ، السيرة النبوية : ١ / ٥٠٦ ، وانظر : سبل الهدى والرشاد : ٢ / ٣٥٢.
٢ ـ الأعراف : ١٢.
لِيُثبِتُوكَ أوْ يَقتُلوكَ أوْ يُخرِجُوكَ وَيَمكُرُونَ وَيَمكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيرُ المَاكِرينَ ) (١).
إذن ، المكر الأوّل هو الحبس أو القتل أو النفي؟
فلمّا نجّى الله عبده ورسوله محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكانت قصّة نجاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الهجرة الشهادة المعلنة على ولاية أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، شهادةً دامغةً ساطعةً قويةً على أنّه لا عدل لمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم إلاّ علي عليهالسلام ولا كفؤ له إلاّ أبا الحسن.
كانت هذه الشهادة يوم الهجرة ، لأنّه يوم الفداء الأكبر ، يوم النصرة الحقيقية ، إذ طلب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الإمام علي عليهالسلام أن يبيت في فراشه وأن يؤدّي عنه ودائع القوم (٢).
ما هي وظيفة الإمامة في الحقيقة؟
وظيفة الإمامة هي الأداء الأمين عن صاحب الرسالة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما هو أعظم اختبار في الأداء؟
ردّ الأمانات الذي يدلّ على النبل والشرف والصدق والإستقامة وعدم الخيانة .. وكل هذه الصفات المعصومية تدل على أحقية الإمام : ( ردّ عني الودائع! ).
__________________
١ ـ الأنفال : ٣٠.
٢ ـ أُنظر : البداية والنهاية : ٧ / ٢٧٠ ، التنبيه والأشراف : ٢٠٠ ، المستدرك على الصحيحين : ٣ / ٤ ، شواهد التنزيل : ١ / ١٢٣ ـ ١٣١ ، مسند أحمد : ١ / ٣٤٨ ، تفسير الطبري : ٩ / ٣٠١ وغيرها.
أيّها الأحباب ، إنّ الله لمّا فضّل علياً وآله عليهمالسلام على جميع أنبيائه بعد محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم كشف عن أفضلية آل البيت عليهمالسلام وقد كشف القرآن الكريم عن ذلك.
ففي مسألة هجرة رسول الله وردّ الودائع اتضحت أفضلية آل البيت عليهمالسلام على واحد من أفضل أنبياء الله قبل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو موسى عليهالسلام :
موسى كليم الله المخاطب بقول ربّه : ( إنّي اصطَفَيتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرينَ ) (١).
موسى عليهالسلام واجه موقفاً في خروجه من مصر مع بني إسرائيل كموقف خروج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من مكّة.
موسى عليهالسلام طلب من قومه أن يعدّوا أنفسهم للخروج معه ليلا ، فقالوا له : نردّ ودائع القوم ، وكان أهل مصر يستودعون نفائسهم وحليّهم وجواهرهم عند بني إسرائيل ، وليس معنى هذا أنّ أهل مصر كانوا أهل خير في هذه الفترة وأنّهم يثقون ببني إسرائيل ثقةً إيمانيةً ، لا بل كان أهل مصر يستضعفون بني إسرائيل ، وبما أنّهم مستكبرون فلو وضعوا الوديعة عند أحد الضعفاء لا يستطيع أن ينكرها ، إذ ليس له قوّة على ذلك ، فكانت ودائعهم عند بني إسرائيل.
__________________
١ ـ الأعراف : ١٤٤.
فحمل اليهود ودائع المصريين معهم وعبروا بها البحر ، وهذا هو الذي يشير إليه القرآن الكريم لمّا أراد السامري أن يفتن بني إسرائيل عن موسى عليهالسلام حسداً منه ، وأراد أن يضلّهم بقوله : وما موسى؟! موسى هذا أمركم بخيانة الودائع فلا تصدّقوه.
فقد انتهز السامري فرصة غياب موسى عليهالسلام ، عندما قال لقومه كما أمره الله إنّي ذاهب لميقات ربّي وسأغيب عنكم ثلاثين يوماً ( وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً ) (١) ، فلّما ذهب للميقات ـ وهذا هو البداء في كتاب الله بشكل صريح ـ فلّما ذهب إلى ميقاته مع ربّه واقتربت نهاية الموعد أتمّها الله بعشر فأصبحت أربعين ( وَأَتمَمْنَاهَا بِعَشر فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّه أربَعينَ لَيلَةً ) (٢) ، فبنوا إسرائيل لا يعرفون بهذا التمديد للموعد وظنّوا أنّ موسى عليهالسلام أخلف موعده معهم ، فقالوا : يخلف الموعد وهو يقول إنّه نبي!
فانبرى السامري يقول : وأكثر من هذا ألم يأمركم بسرقة الودائع؟ ، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : ( حُمِّلنَا أَوْزَارَاً مِنْ زِينَةِ القَوْمِ فَقَذَفنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِريُّ ) (٣) ، لأنّ السامري قال لهم : أخرجوا هذه الزينة التي حملتموها.
الشاهد في هذا الأمر أيّ شيء؟
__________________
١ ـ الأعراف : ١٤٢.
٢ ـ الأعراف : ١٤٢.
٣ ـ طه : ٨٧.
الشاهد هو أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان في وسعه أن يقول : قريش التي عذبتنا واضطهدتنا وألجأتنا إلى الهجرة .. فنأخذ أموال أهل مكّة ونستعين بها على ما نحن في سبيله.
لكن هذه الإمامة .. هذه النبوة الخاتمة ، تأبى ذلك ، فتندب الإمام لردّ الودائع وهو القصد الأساسي ، لأنّ نجاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من قبضة الكفار كان من اليسير أن تتمّ بغير نوم أمير المؤمنين عليهالسلام في فراشه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لكن الأهم ردّ الودائع ، وهذه عملية مادية ، فنهض أمير المؤمنين بردّ الودائع ، ليكون في ذلك برهان ساطع على أنّ منهج محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وقرآن محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم مصدّق لما بين يديه من الكتاب ومهيمن عليه.
[ محاولة كفّار مكّة هدم الإسلام من داخله : ]
كفّار مكّة بعد أن نجا منهم رسول الله صلىاللهعليهوآله وبعد أن حاربوه في بدر وأُحد والأحزاب ـ وكلّها مشاهد ما جلاّها ولا كشف غمّتها عن وجه رسول الله إلاّ سيف أمير المؤمنين علي ـ بعد أن يئست قريش من أن تهدم الإسلام من خارجه ، رأت أن تهدمه من داخله ، واستغلّت الخُلُق العظيم للنبي الكريم الرؤوف الرحيم ـ لأنّه ليس نبي انتقام ـ فجاؤوا يوم فتح مكة وشهدوا على أنفسهم وشهد عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآله بأنّهم ما دخلوا الإسلام وإنّما أخذوا عفواً نبويّاً ، عفو
القائد المنتصر الرحيم عن المنهزمين ، وصُوِّب هذا العفو في قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إذهبوا فأنتم الطلقاء » (١).
هؤلاء الطلقاء الذين يقطع القرآن بعدم إيمان بعضهم ـ لا أقول كلّهم ـ لأنّ الآية في سورة يس تقول ذلك وتقطع بأنّ قريشاً قوم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم حقّ عليهم القول : ( لَقَدْ حَقَّ القَوْلُ عَلَى أكثَرِهِمْ فَهُمْ لاَ يُؤمِنونَ ) (٢) إلى قوله تعالى : ( وَسَوَاءٌ عَلَيهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤمِنونَ ) (٣).
فالطلقاء تسرّبوا ، وما فتئوا يتآمرون على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والقرآن يقول لرسول الله موقفك من هؤلاء الاستمرار في الدعوة والصبر : ( فَاصبِرْ إنَّ وَعدَ اللهِ حَقٌّ فَإمَّا نُرِيَنَّكَ بَعضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أوْ نَتَوَفَيَنَّكَ فَإلَينَا يُرجَعُونَ ) (٤) ، يعني العبرة ليس بالدنيا ، العبرة بالمرجع إلى الله عزّ وجلّ ، قدّر الله عزّ وجلّ أن يستتمّ الإسلام حجّته بنزول القرآن.
[ السقيفة ـ وشهادة الحسين عليهالسلام : ]
فما إن مضى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى ربّه حتى سارع القوم في
__________________
١ ـ السيرة النبوية لابن كثير : ٣ / ٥٧٠ ، تاريخ ابن خلدون : ٣ / ٣.
٢ ـ يس : ٧.
٣ ـ يس : ١٠.
٤ ـ غافر : ٧٧.
الانقلاب الذي بيّتوا له ـ يعني هو ليس إنقلاباً فورياً بل مبيّتاً له ـ انقلبوا الانقلاب الذي كتب أوّل سطر باستشهاد الإمام ، لأنّه لولا تآمر أصحاب السقيفة وحجب الحقّ عن أصحاب الحقّ وقيام دولة خلافية على غير مراد الله ، لولا ذلك لما تداعت الأحداث إلى استشهاد الإمام الحسين عليهالسلام.
فاستشهاد الإمام الحسين عليهالسلام هو النبت لهذا الغرس الذي غرسوه يوم السقيفة ، والحسين عليهالسلام في خروجه من المدينة كان يستشعر أنّه على طريق موسى عليهالسلام في طلب النجاة من القوم الظالمين ، فقال وهو يخرج ( رَبِّ نَجِّني مِنَ القَومِ الظَّالِمينَ ) (١).
[ المقارنة بين خروج موسى عليهالسلام وخروج الإمام
الحسين عليهالسلام ]
أيّها الأحباب : ذكرت حديثاً لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو قوله الشريف : « ما أوذي نبي مثل ما أوذيت » (٢).
هذا الإيذاء ـ الذي لم يؤذ به نبي قبل رسول الله ـ تستطيع أن تفهمه لمّا تقارن بين خروج موسى من مصر وخروج الإمام الحسين :
الإمام الحسين عليهالسلام يخرج من مدينة جدّه وهي تعلن أنّها
__________________
١ ـ القصص : ٢١.
٢ ـ كشف الغمة : ٣ / ٣٤٦ ، مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٤٢ ، بحار الأنوار : ٣٩ / ٥٦.
مؤمنة .. في طريقه إلى مكّة وهي تعلن أنّها آمنت .. في طريقه إلى الكوفة وقد أرسلت تبايع وتطلب الحشد والدخول في الطاعة ، ورغم ذلك لا أهل مدينة جدّه ولا أهل مكّة ولا الذين استدعوه في الكوفة صدّقوا الله على ما عاهدوا عليه ، ولم ينبر منهم أحد يدافع عن الإمام الحسين عليهالسلام!
بينما أهل مصر ـ الفراعنة ـ لمّا قال فرعون على الملأ : ( وَقَالَ فِرعَونَ ذَرُوني أقتُلْ مُوسَى وَلْيَدعُ رَبَّهُ إنِّي أَخَافُ أنْ يُبَدِّلَ دَينَكُمْ أوْ أنْ يُظهِرَ فِي الأَرضِ الفَسَادِ * وَقَالَ مُوسَى إنِّي عُذتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّر لاَيُؤمِنُ بِيَومِ الحِسَابِ ) (١) ، وتحدد الموقف .. فموسى عليهالسلام مستضعف ليس معه أحد ، وإذا بأهل مصر يقولون الحق : ( وَقَالَ رَجُلٌ مُؤمِنٌ مِنْ آلِ فِرعَونَ يَكتُمُ إيمَانَهُ أَتَقتُلونَ رَجُلا أنْ يَقولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيهِ كَذِبُهُ وَإنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبكُمْ بَعضُ الَّذي يَعِدُكُمْ إنَّ اللهَ لاَ يَهدِي مَنْ هُوَ مُسرِفٌ كَذَّابٌ ) (٢).
فقوم فرعون وجد واحد فيهم يدافع عن موسى دفاعاً مؤسساً.
ولكن المسلمين الذين أنعم الله عليهم بأن يكونوا بشراً ببعثة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنّ العرب قبل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يكونوا في عداد البشر ،
__________________
١ ـ غافر : ٢٦ ـ ٢٧.
٢ ـ غافر : ٢٨.
أمة هملى .. أوزاعاً متفرقة ، لا يجتمع فيها حيٌّ على حي ولا رحم على رحم ، تسلب وتنهب ، حتى كرّمها وضيافتها تكون بما نهبت وسلبت ، حتى صحّ فيها قول القائل : أمة نهّابة وهّابة!!
هذه الأمة التي أخرجها الله بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم من الظلمات إلى النور ، فصارت تفتخر على العجم بمحمد ، وتفتخر قريش على العرب بمحمد ، وإذا بابن محمد يُهدَّد ويخرج خائفاً مطروداً .. فلا يجد ولا يلقى ما لقيه موسى من آل فرعون!
ولمّا التقى الجمعان ، أقول : ولمّا التقى حزب الله الذي تمثّل بالحسين وصحبه عليهمالسلام على قلّتهم ، وحزب الشيطان المتمثّل في عبيد يزيد وأبيه.
لمّا التقى الجمعان ، وخطبهم الإمام بما يليّن الصخر ويجري الإيمان في أقسى القلوب ، ويذكّرهم حقّه :
كيف تقتلون رجلا أنتم أُمرتم بأن تصلّوا عليه؟!
كيف تقتلون مَنْ لا تصحّ صلاتكم بغير الصلاة عليه؟!
فما استجاش منهم عرق ، وما اضطرب منهم فؤاد!
[ الجاهلية كانت أرحم من مسلمين استحلّوا دم
الحسين عليهالسلام ]
أيّها الأحباب ، إنّ انقلاب العصبة المجرمة .. إنّ انقلاب هذه
الأمة ، ردّ العرب إلى ما هو أسوأ من الجاهلية!
أيّها الأحباب : سنتذاكر قصّة من الجاهلية ، ونتذاكر قصّة استشهاد الإمام الحسين عليهالسلام ، لنرى أنّ الجاهلية كانت أرحم من مسلمين استحلوا دم ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
يقول الخبر في هجرة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ قريشاً لمّا اكتشفت في الصباح أنّ محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم أفلت منها ، إنطلق أبو سفيان بن حرب ومعه أبو جهل إلى بيت أبي بكر بن أبي قحافة ، ظنّاً منهم أنّ الرسول قد يكون ذهب إلى بيت أبي بكر .. طرق الباب ، خرجت بنت أبي بكر ، فسألها أبو سفيان عن أبيها : أين أبوك؟ قالت : لا أدري ، فلطمها لطمة أطارت قرطها!
لقد كان الجاهليون يبحثون عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في موقف عصيب متوتر ، فكيدهم افتضح ، ويريدون أن يلحقوا برسول الله ، ضرب أبو سفيان بنت أبي بكر ، وغادرا بيت أبي بكر .. فإذا بأبي سفيان يقول لأبي جهل ـ لاحظوا الشجرة الملعونة كلما امتدت في العطاء وفي الانتصار زادت في الإجرام ـ أبو سفيان يقول لأبي جهل : أكتم عليّ فعلتي بالبنية ، لا تتحدث العرب أنّي ضربت جارية تتستر على أبيها ، فضيحة أنّي أضرب جارية ـ بنت صغيرة ـ لأنّها تقول : أنّ أبي غير موجود (١).
__________________
١ ـ القصّة وردت مع اختلاف في الألفاظ ، واختلاف في أسم الضارب ، وزيادات
يعني أحسّ بأنّه ارتكب خطأً.
فما بال الذين حاصروا ركب الإمام الحسين عليهالسلام وهم يرون بنات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد أن أسلموا ، وما أسلموا بل ازدادوا نفاقاً ، أنظروا يا أحباب : أصبحوا كفاراً بعد إعلان الإسلام.
الكفر المبتدىء كفر ، لكن كفر بعد إعلان إسلام! هذا تلاعب بالله وسنته ، ولهذا القرآن يعاقب المنافقين بأشد ما يعاقب به الكافرين ، الحق يقول : ( إنَّ المُنَافِقينَ فِي الدَّرْكِ الأسفَلِ مِنَ النَّارِ ) (١) حتى قيل : إنّ المنافقين في النار هم موطىء نعلي إبليس.
ويقول الحق عمّن كفر بعد إيمان : ( إنَّ الَّذينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَروا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَروا ثُمَّ ازدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهديَهُمْ سَبِيلا ) (٢).
ويقول في سورة آل عمران : ( إنَّ الَّذينَ كَفَروا بَعدَ إيمَانِهِمْ ثُمَّ ازدَادُوا كُفْراً لَنْ تُقبَلَ تَوبَتُهُمْ وَأولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ ) (٣).
أتدرون ماذا تعني زيادة الكفر؟
__________________
ونقيصة ، في كل من : تاريخ الطبري ٢ / ١٠٤ ، البداية والنهاية ٣ / ٢١٩ ، سيرة ابن هشام ٢ / ٣٣٧ ، وغيرها ، فتأمّل.
١ ـ النساء : ١٤٥.
٢ ـ النساء : ١٣٧.
٣ ـ آل عمران : ٩٠.
زيادة الكفر تتلخص في سبّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وإيذائه ، ولهذا فإن الحكم النبوي على أحد القرشيين ـ واسمه عبد الله بن سعد بن أبي سرح ـ الذي أعلن إسلامه في مكّة وهاجر مع المهاجرين ثمّ ارتد وعاد إلى مكّة ، فكان يؤذي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويتقوّل عليه قولا مكذوباً ، فلمّا فتح الله مكّة على رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر بقتله ضمن من أمر بقتلهم ولو تعلّق بأستار الكعبة ـ يعني لا توبة له ـ هذا الذي أمر رسول الله بقتله ولو تعلق بأستار الكعبة جاء به عثمان بن عفان ـ وهو أخو عثمان من الرضاعة ـ يطلب له الأمان! فسكت رسول الله ولم يؤمّنه ـ ثلاثاً ـ حتى إذا ألحّ عثمان أومأ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يغيّب وجهه عنه وأن لا يراه ، فلمّا أمر رسول الله بأن يغيّب وجه ابن أبي سرح عنه ، قال بعضهم : يا رسول الله كأنك استكرهت على العفو عنه؟ ـ كم ضايقوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فقال : سكتّ ثلاثاً لعلّ أحدكم يقوم فيضرب عنقه (١).
هؤلاء الذين يؤمِّنون مَن أمر رسول الله بقتله لم يوجد منهم واحد يدافع عن الإمام الحسين عليهالسلام! الإمام الحسين .. بضعة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
إعلم يا أخي ، إنّ الأئمة ليس لهم كيان منفصل عن رسول
__________________
١ ـ أنظر : أُسد الغابة : ٣ / ١٧٣ و ٤ / ٥ ، المستدرك على الصحيحين : ٣ / ٤٥ ، سنن أبي داود : ١ / ٦٠٧ ، وغيرها من المصادر التي ذكرت هذه الحادثة بصيغ مختلفة وزيادات ونقيصة.
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فرسول الله وهم حقيقة واحدة ، فالذي يجري على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يجري عليهم.
[ مرحلة الانتقام : ( فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فإنّا منهم مُنتَقِمونَ ) ]
لقد أنزل الله تعالى على رسوله في سورة الزخرف ، بعد أن بيّن له أنّ القوم في آذانهم وقر وعلى قلوبهم عمى ، فيقول له : ( أفأنتَ تُسمِعُ الصُّمَّ أو تَهدِي العُميَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلاَل مُبين * فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فإنّا مِنهُمْ مُنتَقِمونَ * أوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي وَعَدْنَاهُمْ فَإنَّا عَلَيهِمْ مُقتَدِرونَ * فَاسْتَمسِكْ بِالَّذي أُوحِيَ إلَيكَ إنَّكَ عَلَى صِراط مُستَقِيم ) (١).
فالله يقول لعبده ورسوله محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ليس أمامك إلاّ ما قدّره الله وعليك أن تمضي بالدعوة.
وأمّا المكذّبون .. المعاندون .. النواصب .. الطلقاء .. الناكثون .. المارقون .. فكل هذه الأوصاف تجمّعت في وقت الإمام الحسين عليهالسلام وأصبح المعسكر المعادي له فيه المارقون والناكثون والقاسطون ، والله يقول لرسوله قولا لم يتحقق في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لكن لابد أن يتحقق ، فتحقق على عهد الإمام الحسين صلوات الله عليه ، فهم يقولون : إمّا أن نذهبن بك ، يعني : إنّ قدرنا
__________________
١ ـ الزخرف : ٤٠ ـ ٤٣.
أن ننهي وجودك الدنيوي سننتقم منهم ( فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فَإنَّا مِنهُمْ مُنتَقِمونَ * أوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي وَعَدْنَاهُمْ فَإنَّا عَلَيهِمْ مُقتَدِرونَ ) (١).
إعلم يا أخي ، إنّ الآيتين ، آية الإذهاب الذي يتبعه انتقام ، وآية الاستبقاء الذي يتبعه انتصار ، تحقّقت أولاهما في الإمام الحسين عليهالسلام : ( فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فَإنَّا مِنهُمْ مُنتَقِمونَ ).
عندما استشهد الإمام الحسين عليهالسلام على يدي زبانية يزيد بن معاوية.
معاوية بن أبي سفيان الذي ارتكب كل الجرائم التي يندى لها جبين أحقر إنسان ، إرتكبها لكي تستديم الخلافة في صلبه ، ولكي يجعل الخلافة سفيانية ، ظنّاً منه أنّ هذا سيظل أبد الدهر.
وما أن استشهد الإمام الحسين عليهالسلام ، وبعد ثلاث سنين هلك يزيد الملعون.
ولمّا آل الأمر إلى معاوية الثاني.
وتأمّل يا عبد الله ، تأمّل في بيّنات آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وحججهم ـ أيّ واحد يدّعي أنّ معاوية كان شبهة حقّ من هؤلاء الكذبة الذين بلغ بهم الفجور إلى حد أن يقولوا عنه سيدهم!
أيّ واحد عليه أن يتدبّر في موقف معاوية الثاني بن يزيد بن معاوية ، ومعاوية هذا الذي صنع جدّه كل ماصنع من أجل أن يهي له
__________________
١ ـ الزخرف : ٤١ ـ ٤٢.
الملك ، أليس كذلك؟
هذا الحفيد ـ وولد الولد أعز من الولد ـ المسمّى على اسم جدّه ، لكي يستديم الخلافة ، ما إن رقى منبر خلافة بني أمية بمسجدهم في دمشق ، حتى وقف ليعلن على الدنيا إعلاناً يبيّن فيه كيف أصبح الناس بعد صمّاً وعمياناً ، ويقول : « ألا أنّ جدي معاوية نازع هذا الأمر مَن كان بهذا الأمر أولى منه ومن غيره » (١).
وعندما يقولها ابن معاوية ، وبعد ثلاث سنين من استشهاد الإمام الحسين عليهالسلام ، فينزع الملك من نسل معاوية ، أليس هذا تحقيق لقول الله ( فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فَإنَّا مِنهُمْ مُنتَقِمُونَ ) (٢)؟
باد معاوية .. وانتهى معاوية وأصبح قبره مزبلة في دمشق!!
أين حاله سواءً في البرزخ أم حال قبره بين الناس من مشهد الإمام الحسين عليهالسلام؟
من مجلسكم الآن .. من الدموع التي تعيش الأرض على حرارتها إلى الآن .. يا أخي الحبيب ، إنّ دموع البكّائين على الإمام الحسين عليهالسلام إنما تعطّر الأرض وتستبطيء نزول عذاب الله على أهل الأرض طالما كان هناك دموع وبكاء على الإمام الحسين ، وطالما
__________________
١ ـ كتاب الأربعين : ٥٠٢ ، وأنظر : جواهر المطالب : ٢ / ٢٦١ ، بحار الأنوار ٤٦ / ١١٨ ، الغدير : ١٠ / ١٧٤ ، درر الأخبار : ٣٣٠ ، ينابيع المودّة : ٣ / ٣٦.
٢ ـ الزخرف : ٤١.