أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٤
عبيد ـ قراءة ـ ، ح وعن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد ، أنبأ علي بن محمّد بن خزفة (١) ، قالا : أنبأ محمّد بن الحسين ، ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، قالا : سمعت يحيى بن معين يقول : شريح القاضي ثقة.
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي ، أنبأ أبو الفتح أحمد بن عبد الله بن أحمد السوذرجاني ، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، ثنا محمّد بن علي بن حسن ، ثنا أبو شعيب الحرّاني ، ثنا أبو عبد الملك الحرّاني ، ثنا زهير بن أبي إسحاق ، عن مرّة ، عن ح.
وأخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان ، قالا : أنبأ أبو الحسين بن بشران ، أنبأ أبو محمّد دعلج بن أحمد بن دعلج ، ثنا أبو شعيب ، ثنا أحمد بن عبد الملك ، ثنا زهير ، ثنا أبو إسحاق ، حدّثني مرة ، قال : رأيت على ظهر كف شريح فرجة ، فقلت له : يا أبا أمية ما هذه؟ فقال : بم كسبت أيديكم ويعض عن كثير.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالت : أنبأ أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، ثنا محمّد بن هارون ، ثنا أبو كريب ، ثنا وكيع ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه : أن شريحا خرجت بإبهامه قرحة فقيل له : ألا أريتها طبيبا ، قال : هو الذي أخرجها (٢).
أنبأنا أبو علي الحداد ، ثم أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد المقرئ عنه ، أنبأ أبو نعيم الحافظ (٣) ، حدّثنا عبد الله بن جعفر بن فارس ، ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات ، أنبأ محمّد بن عيسى ، ثنا عثّام بن علي ، قال : سمعت الأعمش يقول : اشتكى شريح رجله فطلاه (٤) بعسل وقعد في الشمس ، فقيل له : لو أريتها الطبيب ، قال : قد فعلت ، قال : فما قال؟ قال : وعد خيرا.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأ عبد الرّحمن بن عبيد الله بن عبد الحرقي ، ثنا أبو مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز قال : قال شريح : ما
__________________
(١) إعجامها مضطرب بالأصل والصواب ما أثبت ، وقد مرّ التعريف به.
(٢) نقله الذهبي في سير الأعلام ٤ / ١٠٥ وحلية الأولياء ٤ / ١٣٣.
(٣) الخبر في حلية الأولياء ٤ / ١٣٢ ـ ١٣٣ باختلاف في السند والرواية.
(٤) كذا ، وفي الحلية : فطلاها ، وهو الظاهر.
أصيب عبد بمصيبة إلّا كان لله عليه فيها ثلث نعم الا يكون في دينه ، وأن لا تكون أعظم مما كانت وأنها لا بد كائنة فقد كانت.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، أنبأ أحمد بن الحسن القاضي.
وأنبأنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد ، أنبأ علي بن أحمد بن محمّد الواحدي ، أنبأ القاضي أبو بكر الحيري ، أنبأ الحسن بن محمّد بن إسحاق ، ثنا محمّد بن زكريا الغلّابي ، ثنا العباس بن بكار ، ثنا أبو بكر الهذلي عن الشعبي : أن شريحا قال : إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات ، أحمد إذ لم تكن أعظم منها ، وأحمد إذا رزقني الصبر عليها ، وأحمد أن وفقني للاسترجاع لما أرجو فيه من الثواب ، وأحمد إذا لم يجعلها في ديني ، وفي حديث البيهقي : أحمد بالهاء في المواضع كلها ، وفيه إذا لم يكن أعظم (١) ولم يسم الغلّابي ولم ينسبه (٢).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو المعالي البقّال ، أنبأ أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنبأ الأحوص (٣) بن المفضل ، ثنا أبي ، ثنا أبو مالك ، عن ابن عون ، عن محمّد قال : مات ابن لشريح قال : فغدونا فإذا هو قاعد على القضاء.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنبأ عاصم بن الحسن بن محمّد ، أنبأ أبو عمر بن مهدي ، أنبأ أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري ، ثنا أحمد بن ملاهب ، ثنا يحيى بن يعلى ، ثنا أبي ، نا الأشعث ـ يعني ابن سوار ـ ثنا الشعبي ، قال : خرجت في العيد مع مسروق وشريح ، وكان من أكثر أهل الكوفة صلاة ، قال : فما صليا قبلها ولا بعدها.
أنبأنا أبو طالب بن يوسف [و](٤) أبو نصر بن البنّا ، قالا : أنبأ أبو محمّد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، ثنا الحسين بن الفهم ، ثنا محمّد بن سعد (٥) ، قال : أنبأ أحمد بن عبد الله بن يونس ، ثنا أبو شهاب عن (٦) حجّاج
__________________
(١) غير مقروءة بالأصل ورسمها : بن أخي.
(٢) الخبر في سير الأعلام ٤ / ١٠٥.
(٣) بالأصل بالخاء المعجمة والصواب ما أثبت بالحاء المهملة ، وقد مرّ كثيرا.
(٤) زيادة لازمة منا ، انظر المطبوعة عاصم ـ عائذ (الفهارس ص ٦٣٤ و ٦٥٤).
(٥) الخبر في طبقات ابن سعد ٦ / ١٣٨.
(٦) بالأصل «بن» في الموضعين ، والمثبت عن ابن سعد.
عن (١) عمير بن سعيد أن عليا أمر شريحا أن يصلي بالناس في رمضان ، قال أبو شهاب : يعني القيام.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ أبو الفضل بن البقّال ، أنبأ أبو الحسين بن بشران ، أنبأ أبو عمرو بن السماك ، ثنا حنبل بن إسحاق ، ثنا أبو خيثمة ، ثنا جرير ، عن مغيرة ، قال : كان شريح يدخل يوم الجمعة بيتا يخلو فيه لا يدري الناس ما يصنع فيه (٢).
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأ أبو نعيم (٣) ، نا أحمد بن محمّد بن سنان ، نا أبو العباس السراج ، ثنا محمّد بن الصّباح ، أنبأ جرير ، عن الأعمش ، عن سفيان (٤) ، قال : قال شريح في الفتنة ـ يعني فتنة ابن الزبير ـ : ما استخبرت ولا أخبرت ولا ظلمت مسلما ولا معاهدا دينارا ولا درهما ، قال : قلت له : لو كنت على حالك لأحببت أن أكون قدمت ، فأومأ إلى قبلة (٥) فقال : كيف بهذا؟.
قال (٦) : وثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمّد بن إسحاق ، ثنا سعيد بن يحيى بن (٧) سعيد الأموي ، ثنا الأعمش ، عن شقيق ، قال : قال لي شريح : ما أخبرت ولا استخبرت منذ كانت الفتنة ، قال : لو كنت مثلك لسرني أن أكون قدمت ، قال : فكيف بما في صدرك ، تلتقي الفئتان إحداهما أحب إليك (٨) من الأخرى.
أخبرنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنّا ـ في كتابيهما ـ قالا : قرئ على أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، أنبأ الحسين بن الفهم ، ثنا محمّد بن سعد (٩) ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا أبو المليح عن (١٠) ميمون
__________________
(١) بالأصل : «بن» في الموضعين ، والمثبت عن ابن سعد.
(٢) الخبر في سير الأعلام ٤ / ١٠٥ من طريق مغيرة.
(٣) الخبر في حلية الأولياء ٤ / ١٣٣.
(٤) في الحلية : شقيق.
(٥) في الحلية : إلى قلبه.
(٦) القائل أبو نعيم ، والخبر في الحلية ٤ / ١٣٣.
(٧) عن الحلية وبالأصل : ثنا.
(٨) في الحلية : «بما في صدري ... إليّ».
(٩) طبقات ابن سعد ٦ / ١٤١.
(١٠) عن ابن سعد وبالأصل «بن».
قال : لبث (١) شريح في الفتنة تسع سنين لا يخبر ولا يستخبر (٢) ، فقيل له : قد سلمت ، فقال : كيف بالهوى.
قال : ونا ابن سعد (٣) ، أنبأ كثير ، عن هشام ، ثنا جعفر بن برقان قال : سمعت ميمون بن مهران يقول : قال شريح في الفتنة التي كانت على عهد ابن الزبير : ما سألت فيها ولا أخبرت.
قال جعفر : وبلغني أنه كان يقول : وأنا أخاف أن لا أكون نجوت.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السّلام ، قالا : أنبأ أبو محمّد الصّريفيني ، أنبأ أبو القاسم بن حبابة ، ثنا أبو القاسم البغوي ، ثنا علي بن الجعد ، أنبأ شعبة عن الحكم قال : خرج شريح إلى النجف فرأى فساطيط ، ورأى ناسا قد برزوا وفروا من الطاعون فقال : أنا وإياهم على بساط واحد وانهم من ذي حاجة لقريب (٤)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، ثنا أحمد بن منصور الرمادي ، ثنا عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، عن شريح ، قال : سمعته يقول لرجل : يا عبد الله دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فو الله لا يدع ـ أظنه قال : عبد الله من ذلك شيئا فيجد فقده (٥)
قال : وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ، أنبأ أبو عبد الله الصّفار ، ثنا أحمد بن محمّد البرني ، ثنا مسلم ، ثنا الحارث بن عبيد ، ثنا هارون أبو سعيد العبسي ، عن محمّد بن سيرين قال : قال شريح : لا يدع عبد شيئا تحرجا فيجد فقده.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأ محمّد بن هبة الله ، أنبأ محمّد بن الحسين ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب (٦) ، ثنا أبو نعيم ، وقبيصة ، قالا : ثنا
__________________
(١) تقرأ بالأصل : اين أو ابن ، والصواب عن ابن سعد.
(٢) تقرأ بالأصل : يتخبر ، والمثبت عن ابن سعد.
(٣) طبقات ابن سعد ٦ / ١٤٠.
(٤) الخبر في أخبار القضاة ٢ / ٢٦٧.
(٥) أخبار القضاة ٢ / ٣٤٣.
(٦) الخبر في المعرفة والتاريخ ٢ / ٥٨٨ وانظر ابن سعد ٦ / ١٤٣.
سفيان ، عن أبي حيان (١) ، عن أبيه قال : كان شريح لا يتخذ مثعبا إلّا في داره ، ولا يدفن سنورا إلّا في داره إذا ماتت.
قال : وثنا يعقوب (٢) ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، ثنا أبو حيان التيمي عن أبيه ، قال : كان شريح ليس له مثعب (٣) إلّا شارع في داره ، وكان يموت له السّنور لأهله فيأمر به فيدفن في داره اتقاء أذى المسلمين.
أخبرناه عاليا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، أنبأ أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنبأ أبو عبد الله محمّد بن يعقوب الشيباني الحافظ ، ثنا أبو أحمد محمّد بن عبد الوهاب الفراء ، أنبأ جعفر بن عون ، أنبأ أبو حيان ، عن أبيه قال : كان شريح لا يسرع مثعبا إلى الطريق إلّا إلى داره ، ولا يموت لأهله سنورا إلّا دفنها في داره اتقاء أذى الناس.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، وأبو الحسين بن الفراء ، قالا : ثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأ إبراهيم بن عمر البرمكي.
أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خلف ، ثنا ابن ذريح ـ وهو محمّد بن صالح ـ ثنا هناد بن السّري ، ثنا وكيع ، عن الأعمش قال : سمعتهم يذكرون عن شريح أنه رأى جيرانا له يحولون فقال : ما لكم؟ فقالوا : فرغنا اليوم ، فقال شريح : وبهذا أمر القارع (٤).
أخبرنا بها عالية أبو القاسم زاهر بن طاهر وأبو بكر وجيه ، ابنا طاهر ، قالا : أنبأ أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن الحسين بن موسى ، أنبأ أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب الحربي ، أنبأ عبد الله بن محمّد بن الحسن بن الشرقي (٥) ، ثنا عبد الله بن هاشم بن حيان الطوسي ، ثنا وكيع ، نا الأعمش ، قال : سمعتهم يذكرون عن شريح أنه رأى جيرانا له يحولون ، فقال لهم : ما بالكم تحولون؟ قالوا : فرغنا اليوم ، فقال لهم شريح : وبهذا أمر القارع.
__________________
(١) هو يحيى بن سعيد بن حيان.
(٢) لمعرفة والتاريخ ٢ / ٥٨٩ وانظر الحلية ٤ / ١٣٥ ـ ١٣٦.
(٣) لمثعب : المزراب.
(٤) لخبر في حلية الأولياء ٤ / ١٣٤ وفيها : الفارغ.
(٥) بالأصل بالفاء خطأ ، والصواب بالقاف ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٤٠.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأ أبو الحسن رشأ بن نظيف ، أنبأ الحسن بن إسماعيل ، أنبأ أحمد بن مروان ، ثنا أحمد بن علي المروزي ، ثنا الحمّاني ، عن محمّد بن عبد الله بن واصل ، عن أبيه قال :
جاء رجل من آل شريح يستقرض منه دراهم فقال له شريح : حاجتك عندنا فائت منزلك فإنها ساببك (١) إني أكره أن يلحقك بها.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأ أبو نعيم الأصبهاني (٢) ، ثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ، ثنا أبو روق الهمداني (٣) ، نا الرياشي قال : قال رجل لشريح : إني أعهدك وإنّ شأنك لشوين (٤) فقال شريح : أراك تعرف نعمة الله على غيرك ، وتجهلها في نفسك.
قال (٥) وثنا محمّد بن عمر بن سلم ، ثنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، ثنا الرياشي ، عن الأصمعي ، قال : قال رجل لشريح : لقد بلغ الله بك يا أبا أمية ، قال : إنها لتذكر النعمة في غيرك وتنساها فيك ، قال : وإني والله لأحسدك على ما ترى ، قال : ما نفعك الله بهذا ولا تضرني.
قال : وثنا محمّد بن عبد الله ، ثنا الحسن بن علي ، ثنا محمّد بن عبد الكريم ، نا الهيثم بن عدي ، قال : أنبأ مجالد ، عن الشعبي ، قال : شهدت شريحا وجاءته امرأة تخاصم رجلا فأرسلت عينيها فبكت ، فقلت : يا أبا أمية ما أظنها إلّا مظلومة ، فقال : يا شعبي إن إخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون.
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله ـ إذنا ومناولة ـ وقرأ علي إسناده ـ أنبأ محمّد بن الحسين ، أنبأ المعافى بن زكريا ، ثنا محمّد بن الحسن بن زياد ، أنبأ أحمد بن عبد الرحيم ، أنبأ وكيع ، عن الأعمش ، أنبأ عامر قال :
سئل شريح القاضي عن الجراد فقال : قبّح الله الجراد خلقتها خلقة سبعة جبابرة : رأسها رأس فرس ، وعنقها عنق ثور ، وصدرها صدر أسد ، وجناحها جناح نسر ،
__________________
(١) كذا رسمها بالأصل.
(٢) الخبر في حلية الأولياء ٤ / ١٣٦.
(٣) كذا ، وفي الحلية : الهزاني ، وهو عطية بن الحارث الهمداني الكوفي أبو روق بفتح الراء وسكون الواو بعدها قاف كما في تقريب التهذيب.
(٤) بالأصل : «؟؟» والمثبت عن الحلية ، وبهامشها عن المختصر : لحقير.
(٥) حلية الأولياء ٤ / ١٣٦.
ورجلاها رجلا جمل ، وذنبها ذنب حية ، وبطنها بطن عقرب (١).
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد ، ثنا أبو القاسم علي بن محمّد الفقيه ، أنبأ أبو محمّد بن [أبي] نصر ، أنبأ عمي أبو علي محمّد بن القاسم بن معروف بن خبيب ، حدّثني علي بن بكر ، حدّثنا محمود ، نا عبيد الله ، حدّثني محمّد بن حسّان ، نا هشام بن الكلبي ، عن أبيه قال :
أتى شريح لسوق الإبل بناقة يبيعها فسامه بها أعرابي ، فقال : كيف سيرها؟ فقال : خذ الزمام بشمالك والسّوط بيمينك وعليك الطواف ، قال : كيف حملها؟ قال : الحائط احمل عليه ما شئت ، قال : كيف حلبها؟ قال : قرب المحلب وشأنك ، قال : كم الثمن؟ قال : ثلاثمائة درهم (٢) له الثمن ، فلما مضى بها ، فإذا هي بطيئة السّير ، قليلة الحلب ، وقد قال له : إن رأيت ما تحت وإلّا فسل عن حيان كندة عن شريح بن الحارث ، فأقبل يسأل عنه ، فرآه في المسجد والخصوم بين يديه ، فقال : ديّان (٣) أيضا لا حاجة لنا في ناقتك يا غلام ، خذ الناقة واردد عليه دراهمه (٤).
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي بكر الخطيب ، أنبأ الحسن بن أبي طالب ، ثنا أحمد بن محمّد بن عمران ، ثنا عبد الله بن جعفر النحوي ، ثنا القاسم بن أبي المغيرة ، قال : قال المدائني :
عرض شريح ناقة ليبيعها فقال له رجل : ما هذه؟ قال : ناقة تمشي على أربع ، قال : أتبيع؟ قال : لذلك أخرجتها ، قال : وبكم تبيعها؟ قال : بكذا وكذا ، قال : كيف لبنها؟ قال : احلب في [أيّ](٥) إناء شئت ، قال : كيف الوطاء؟ قال : أفرش ونم ، قال : فكيف قوتها؟ قال : احمل على حائط أو دع ، قال : فكيف نجاؤها؟ قال : علّق سوطك وسر ، فاشتراها منه ، فقال له شريح : إن عرضت لك حاجة فسل عن أبي أمية في مسجد
__________________
(١) الخبر في حياة الحيوان للدميري ١ / ٢١٣ والجليس الصالح للجريري ٣ / ٢٧٣.
(٢) بياض بالأصل مقدار كلمتين.
(٣) في أخبار القضاة : دباب.
(٤) انظر الخبر ببعض اختلاف في أخبار القضاة ٢ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥ عن طريق الشعبي وفيه أنه نقده أربعمائة درهم. واسم غلام شريح : ميسرة.
(٥) زيادة منا للإيضاح.
الكوفة ، فسار بها الرجل قال : فإذا أخبث ما سخّر لآدمي ، فأتى (١) مسجد الكوفة وشريح في مجلس القضاء ، فقال : لم أر فيها شيئا مما وصفت ، فأدناه شريح وأفهمه ما قال له ، ثم أقاله.
أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن (٢) ـ رحمهالله ـ قال : قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي بكر الخطيب أحمد بن علي بن ثابت ، قال : قرأت على أبي الحسين أحمد بن محمّد القطان ، عن أبي بكر محمّد بن الحسن بن زياد النقاش ، أنبأ محمّد بن إسحاق السراج ، أنبأ داود بن رشيد (٣) بن عدي ، عن مجالد بن سعيد قال : قلت للشعبي :
يقال في المثل : إن شريحا أدهى من الثعلب ، فما هذا؟ فقال لي : ذا كان شريحا خرج أيام الطاعون إلى النجف ، فكان إذا قام يصلي يجيء ثعلب فيقف تجاهه ، فيحاكيه ويحيل بين يديه ، فيشغله عن صلاته ، فلما (٤) ذلك عليه نزع قميصه ، فجعله على قصبة ، وأخرج كميه وجعل قلنسوته وعمامته عليه ، فأقبل الثعلب ، فوقف على عادته ، فوقف شريح من خلفه ، فأخذه بغتة فلذلك يقال : هو أدهى من الثعلب وأحيل.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، ثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان ، أنبأ أبو الميمون البجلي ، ثنا أبو زرعة النصري (٥) ، حدّثني أحمد بن شبّويه ، ثنا الفضل بن موسى السيناني (٦) ، عن الأعمش ، عن إبراهيم أنه سئل عن شريح فقال : ذاك رجل (٧) شاعر.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأ جدي ، أنبأ أبو محمّد بن زبر (٨) ، نا إبراهيم بن مهدي بن عبد الرّحمن الأيلي ، نا أبو
__________________
(١) بالأصل : فإذا ، ولعل الصواب ما أثبت.
(٢) كذا لعل الخبر من زيادات القاسم بن أبي القاسم بن عساكر.
(٣) بياض بالأصل مقدار كلمتين.
(٤) بياض بالأصل ، والعبارة في مختصر ابن منظور ١٠ / ٣٠١ فلما طال ذلك.
(٥) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٦٦٦ وبالأصل : البصري خطأ والصواب ما أثبت النصري.
(٦) بالأصل : السناني خطأ والصواب ما أثبت ، انظر تهذيب التهذيب ٧ / ٢٨٦.
(٧) في تاريخ أبي زرعة : امرؤ.
(٨) بالأصل : «زيد» والصواب ما أثبت.
حاتم السّجستاني ، ثنا الأصمعي ، عن أبي عوانة ، عن الأعمش ، قال : كان شريح يقرأ : (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ)(١) ، ويقول : إنما يعجب من لا يعلم.
قال الأعمش : فذكرت ذلك لإبراهيم فقال : كان شريحا شاعرا معجبا برأيه ، عبد الله أعلم بذلك.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأ ثابت بن بندار ، أنبأ أبو العلاء الواسطي ، أنبأ أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي ، نا يزيد بن هارون ، [نا] ابن أبي شيبة ، عن فلان ، عن أبيه قال : كان شريح فائقا (٢) ، شاعرا ، قاضيا.
كتب إليّ أبو طالب بن يوسف ، قال : أنا أبو إسحاق البرمكي ، قال : حدّثني المعمر الأنصاري ، أنبأ أبو الحسن بن الطّيّوري ، أنبأ أبو الحسن بن محمّد الفرونبي (٣)(٤) ، قالا : أنا أبو محمّد بن العبّاس ، أنبأ عبيد الله بن عبد الرّحمن السكوني (٥) الدينوري العائف الذي يعيف الطير أي يزجرها ، وذلك أن يفسر بأسمائها ومساقطها وأصواتها ومجاريها ، يقال : عفت (٦) الطير أعيفها عيافة ، والأصل في العيافة للطير ومنه قيل : فلان يتطير وهو شديد الطيرة ، ثم قد تجدهم يعيفون بالبروح والسنوح وعصب القرن ولم يرد ابن سيرين أن شريحا يعيف هذه العيافة ، وكيف يريد هذا وقد روى أن العيافة من الحنث والمكيد أراد : أنه مصيب الطير ، صادق الحدس ، فكأنه عائف ، وهذا كما يقال : ما أنت إلّا ساحر إذا كان رقيقا لطيفا ، وما أنت إلّا كاهن إذا بطنه أصاب ، وأما العائف فهو الذي يعرف الآثار ويتبعها ويعرف شبه الرجل في ولده وأخيه.
أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد بن زريق (٧) ، أنبأ أبو بكر الخطيب ، أنبأ أبو بكر محمّد بن عمر بن جعفر الخرقي ، أنا أبو بكر أحمد بن
__________________
(١) سورة الصافات ، الآية : ١٢.
(٢) كذا بالأصل ، وقد مرّ «قائفا».
(٣) كذا بالأصل.
(٤) بياض بالأصل.
(٥) بياض بالأصل مقدار كلمتين.
(٦) بالأصل «عقب» ولعل الصواب ما أثبت.
(٧) بالأصل : رزيق بتقديم الراء ، والصواب ما أثبت بتقديم الزاي ، ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٦٩.
جعفر بن محمّد بن سلم الجبلي (١) ، ثنا أحمد بن علي الأبّار ، ثنا علي بن عبد الله بن معاوية الكوفي ح.
قال : وأنبأ الخطيب ، أخبرني أبو منصور ، نابى (٢) ابن جعفر بن نابى الجبلي ، أنبأ عبد الرّحمن بن عمر الحلال ، ثنا محمّد بن جعفر المطيري ، ثنا العباس بن محمّد ، ثنا علي بن عبد الله الشريحي ـ من ولد شريح القاضي ـ أخبرني أبي ، عن أبيه معاوية ، عن ميسرة (٣) ، عن شريح قال : افتقد شريح ابنا له ، فبعث في طلبه فجاءه الرسول فقال : أين أصيبه؟ قال له : يهارش الكلاب ، فقال له : أصلّيت؟ قال : لا ، فقال : خذ بيده فاذهب به إلى المؤدب فقل له (٤) :
ترك الصلاة لأكلب يلهوا (٥) بها |
|
طلب الهراش مع الغواة النّجس (٦) |
فإذا اتاك فعضّه بملامة |
|
وعظته موعظة (٧) الأديب الأكيس |
وإذا هممت (٨) بضربه فبدرّة |
|
فإذا ضربت بها ثلاثا فاحبس |
هذا لفظ حديث أبي ، وزاد الحرفي بيتا رابعا وهو :
واعلم فإنك ما أتيت فنفسه |
|
مع ما تجرعني أعزّ الأنفس |
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنا حيدرة بن علي ، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأ عمي أبو علي ، ثنا علي بن بكر ، أنبأ ابن الخليل قال : قال ابن عبيدة : ويروى أنه ـ يعني شريحا ـ كتب إلى معلّم ابنه :
ترك الصلاة لأكلب يلهو بها |
|
طلب الهراش مع الخبيث الأخيس |
فإذا أتاك فعنفه بملامة |
|
وعظته موعظة الأديب الأكيس |
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي تاريخ بغداد ١١ / ٢٤٣ وسير الأعلام ١٦ / ٨٢ الختّلي.
(٢) كذا بالأصل : «نا بي بن جعفر بن نا بى الجبلي».
(٣) في أخبار القضاة ٢ / ٢٠٧ علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة.
(٤) الأبيات في أخبار القضاة ٢ / ٢٠٧ والعقد الفريد بتحقيقنا الجزء الثاني / باب في تأديب الصغير.
(٥) في المصدرين السابقين : يسعى بها.
(٦) عجزه في العقد الفريد :
يبغي الهراش مع الغواة الرجس
(٧) في أخبار القضاة : عظه عظة.
(٨) أخبار القضاة : هجمت.
فإذا هممت بضربه فبدرّة |
|
وإذا ضربت بها ثلاثا فاحبس |
فليأتينك عامدا بصحيفة |
|
نكداء مثل صحيفة المتلمس (١) |
|
||
ولم تعلم بأنك مع ما فعلت معه |
|
مع ما تجزعني أعز الأنفس |
فضربه المعلم ستا ، فقال له شريح : لم زدتك على ما أمرتك؟ قال : ثلاثا لأمرك ، وثلاثا لحمله ما لا يدري ما هو.
أخبرنا أبو العزّ [بن] كادش ـ إذنا ومناولة ـ قال : قرأ علي إسناده ، أنبأ محمّد بن الحسين ، أنبأ أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي (٢) ، ثنا أبو النصر (٣) العقيلي ، ثنا الغلّابي ، ثنا عبد الله بن الضحاك ، ثنا الهيثم بن عدي ، عن الشعبي ، قال :
قال لنا شريح : يا شعبي ، عليكم بنساء بني تميم فإنهن النساء ، قلنا : وكيف ذاك يا أبا أمية؟ فقال : رجعت يوما من جنازة متطهرا (٤) فمررت بخباء ، فإذا بعجوز معها جارية رءود (٥) ، فاستسقيت ، فقالت : اللبن أعجب إليك أم ماء أم نبيذ؟ قال : قلت : اللبن أعجب إليّ ، قالت : يا بنية اسقيه لبنا ، فإني أظنه غريبا ، فسقتني ، فلما شربت قلت : من هذه الجارية؟ قالت : هذه ابنتي زينب بنت حدير (٦) إحدى نساء بني تميم ثم من بني حنظلة ، ثم من بني طهيّة ، قلت : أتزوجنيها؟ قالت : نعم إن كنت كفأ ، فانصرفت إلى منزلي ، فامتنعت من القائلة ، فلما صلّيت الظهر وجهت إلى إخواني الثقات : مسروق بن الأجدع ، والأسود بن يزيد (٧) فصلّيت العصر ثم رحت إلى عمها وهو في مسجده ، فلما رآني تنحى لي عن مجلسه ، فقلت : أنت أحق بمجلسك ، ونحن طالبوا حاجة ، فقال : مرحبا بك يا أبا أمية ، ما حاجتك؟ فقلت : إني ذكرت زينب بنت أخيك ، فقال :
__________________
(١) في العقد الفريد : فليأتينك غدوة ... كتبت له كصحيفة المتلمس وقوله صحيفة المتلمس ضربت مثلا لمن يحمل كتابا فيه حتفه دون أن يعلم ، وأصله أن عمرو بن المنذر حمل المتلمس وطرفة كتابين إلى أحد العمّال يأمره بقتلهما ، أما المتلمس فقد فتح الكتاب وقرأه فهرب ، وأما طرفة فقد ذهب بالكتاب إليه دون أن يفتحه ، فقتل.
(٢) الخبر في الجليس الصالح الكافي ٣ / ٣٠١ والمستطرف ٢ / ٢٥٠ والأغاني ١٧ / ٢٢٠.
(٣) في الجليس الصالح : أبو النضر.
(٤) كذا ، وفي الأغاني والجليس الصالح : «مظهرا» أي سائرا أو داخلا في الظهيرة.
(٥) الرءود : التي قد بلغت.
(٦) بالأصل : جرير ، والصواب عن الأغاني والجليس الصالح.
(٧) لم يذكره في الأغاني ، ذكر ستة من القرّاء الأشراف.
والله ما بها عنك رغبة ولا تك عنها مقصر ، قال : وتكلمت فزوجني ، ثم انصرفت ، فما وصلت إلى منزلي حتى ندمت (١) فقلت : ما ذا صنعت بنفسي ، فهممت أن أرسل إليها بطلاقها ثم قلت : لا أجمع (٢) حمقتين ولكني أضمها إليّ فإن رأيت ما أحب حمدت الله ، وإن تكن الأخرى طلقتها ، فأرسلت إليها بصداقها وكرامتها ، فلما أهديت إليّ وقام النساء عنها قلت : يا هذه إن من السّنّة إذا أهديت المرأة إلى زوجها أن تصلي ركعتين خلفه ، ويسألا الله البركة ، فقمت أصلي فإذا هي خلفي ، فلما فرغت رجعت إلى مكانها ، ومددت يدي ، فقالت : على رسلك ، فقلت : إحداهن (٣) وربّ الكعبة ، فقالت : الحمد لله ، وصلّى الله على سيدنا محمّد وآله ، أما بعد فإني امرأة غريبة ، ولا والله ما ركبت مركبا هو أصعب عليّ من هذا ، وأنت رجل لا أعرف أخلاقك ، فخبرني بما تحب أنت (٤) وبما تكره أزدجر عنه ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك. قال : فقلت : الحمد لله وصلى الله على محمّد وآله ، أما بعد ، فقد قدمت على أهل دار ، زوجك سيد رحالهم ، وأنت إن شاء الله سيدة نسائهم ، أحب هذا وأكره [كذا](٥) ، قالت : فحدّثني عن أختانك أتحب أن يزوروك (٦)؟ قال : قلت : إني رجل قاض ، وأكره أن يملّوني وأكره أن ينقطعوا عني ، قال : فأقمت معها سنة ، أنا كل يوم أشتد (٧) سرورا مني باليوم الذي مضى ، فرجعت يوما من مجلس القضاء ، فإذا عجوز تأمر وتنهي في منزلي ، فقلت : من هذه يا زينب؟ قالت : هذه ختنتك ، هذه أمي ، قلت : كيف حالك يا هذه؟ قالت : كيف حالك يا أبا أمية ، وكيف رأيت أهلك؟ قال : قلت : كل الخير ، قالت : إن المرأة لا تكون أسوأ خلقا منها في حالتين : إذا ولدت غلاما وإذا حظيت (٨) عند زوجها ، فإن رابك من أهلك ريب فالسّوط ، قلت : أشهد أنها ابنتك قد كفتني الرياضة وأحسنت الأدب ، فكانت تجيئني في كل حول مرة ، فتوصي بهذه الوصية ثم تنصرف ، فأقمت معها عشرين سنة ،
__________________
(١) عن الأغاني والجليس الصالح وبالأصل «قدمت».
(٢) بالأصل : لأجمع ، والمثبت عن الجليس الصالح.
(٣) في الأغاني : إحدى الدواهي.
(٤) كذا رسمها بالأصل ، وفي الجليس الصالح : «بما تحب آته» وفي الأغاني : فآتيه.
(٥) زيادة عن المصدرين السابقين.
(٦) عن المصدرين السابقين ، وبالأصل : يزورك.
(٧) الجليس الصالح : أشد.
(٨) عن المصدرين ، وبالأصل : حطلت.
ما غضبت عليها يوما ولا ليلة ، إلّا يوما ، وكنت لها ظالما ، وذلك أني ركعت ركعتي الفجر ، وأبصرت عقربا فعجلت عن قتلها ، فكفأت عليها الإناء ، وبادرت إلى الصلاة ، وقلت : يا زينب إياك والإناء ، فعجلت إليه فحركته فضربتها العقرب ، ولو رأيتني يا شعبي وأنا أمص إصبعها وأقرأ عليها المعوذتين وكان لي جار يقال له قيس بن جرير (١) لا يزال يقرع مريته (٢) فعند ذلك أقول :
رأيت رجالا يضربون نساءهم |
|
فشلّت يميني حين أضرب زينبا |
وأنا الذي أقول :
وإذا زينب زارها أهلها |
|
حشدت وأكرمت زوارها |
وإن هي زارتهم زرتها |
|
وإن لم يكن لي هوى دارها |
يا شعبي ، فعليك بنساء بني تميم فإنهن النساء.
قال القاضي : قد روينا خبر شريح في نكاحه زينب من غير طريق ، عثرنا على هذا منها فأثبتناه ، وهو كاف من غيره ، وفي بعض ما رويناه بيت يلي قوله وهو :
رأيت رجالا يضربون نساءهم |
|
فشلّت يميني يوم أضرب زينبا |
وزينب شمس والنساء كواكب |
|
إذا طلعت لم يبق (٣) منهنّ كوكبا |
قال القاضي : وقد أغار شريح في هذا البيت على قول النابغة في مدح النعمان بن المنذر وهو :
ألم تر أن الله أعطاك سورة |
|
ترى كلّ ملك دونها يتذبذب |
فإنك شمس ، والملوك كواكب ، |
|
إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب (٤) |
قال القاضي : قوله في الخبر : جارية رؤد : قد وصفها بأنها في اقتبال شبابها كما قال الشاعر (٥) :
خمصانة قلق موشّحها |
|
رؤد الشباب غلا بها عظم |
__________________
(١) في الأغاني : ميسرة بن عرير.
(٢) في الجليس الصالح : «مريئته» وفي الأغاني : يضرب امرأته.
(٣) الجليس الصالح : لم تبق.
(٤) البيتان في ديوانه ط بيروت ١٨.
(٥) البيت للحارث بن خالد المخزومي ، انظر اللسان (غلا).
وقوله : أهديت إلى زوجها ، فيه لغتان : هديت العروس إلى زوجها هداء وأهديتها إهداء ، وصرح الألف أكبر وكأنه من الهداية ، لا من الهدية ، وهو أشبه وأليق بالمعنى ومن الهداء قول زهير :
فإن تكن النساء مخبآت |
|
فحقّ لكلّ محصنة هداء (١) |
وأما قول زينب لشريح : هذه ختنتك فقد تكلم في هذا قوم من الفقهاء واللغويين ، وحاجة الفقهاء إلى معرفة ذلك بيّنة ، إذ قد يوصي المرء لأصهار فلان وأختانه ، وقد يحلف لا يكلم أصهار فلان أو أختانه ، فقال قوم : الأختان من قبل الرجل ، والأصهار من قبل المرأة ، وذهب قوم في هذا إلى التداخل والاشتراك ، وهذا أصحّ المذهبين عندي ، وقد قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ـ كرّم الله وجهه ـ :
محمّد النبي أخي وصهري |
|
أحبّ الناس كلهم إليّا |
والنبي صلىاللهعليهوسلم أبو زوجته ، وبذلك على هذا قولهم : قد أصهر فلان إلى فلان ، وبين القوم مصاهرة ، وصهر ، فجرى يجري (٢) النسب والمصاهرة في إجرائهما على الطرفين والعبارتين بهما على الجهتين ، وقد قال الله عزوجل : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً)(٣) وقد جاء عن أهل التأويل في قول الله عزوجل : (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً)(٤) أقوال : قال بعضهم هم الأصهار. وقال بعضهم : هم الأختان ، وظاهر هذا العمل على اختلاف المعنيين بحسب ما ذهب إليه من قدمنا الحكاية عنه ، وجائز أن يكون (٥) عبر باللفظين عن معنى واحد. وقد قال بعضهم : الحفدة : الخدم كما قال الشاعر :
حفد الولائد حولهنّ وأسلمت |
|
بأكفهن أزمة الأحمال (٦) |
وقال رؤبة يخاطب أباه :
__________________
(١) ديوان زهير ص ٧٤.
(٢) كذا ، وفي الجليس الصالح : فجرى هذا مجرى النسب.
(٣) سورة الفرقان ، الآية : ٥٤.
(٤) سورة النحل ، الآية : ٧٢.
(٥) بالأصل : نكون.
(٦) اللسان (حفد).
إن بينك لكرام نجدة |
|
ولو دعوت لأتوك حفدة (١) |
أي سراعا إلى معاونتك واتباع أمرك ، ومن هذا قولهم : وإليك نسعى ونحفد أي نجدّ في عبادتك ، ونسعى في طاعتك.
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف ، وأبو نصر محمّد بن الحسن.
ح وحدّثنا عمي ـ رحمهالله ، لفظا ـ أنبأ أبو طالب بن يوسف ـ قراءة ـ قالا : أنبأ أبو محمّد الجوهري ـ قراءة ـ عن أبي عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، ثنا الحسين بن الفهم ، ثنا محمّد بن سعد (٢) ، أنبأ الفضل بن دكين ، ثنا شريك ، عن يحيى بن قيس الكندي ، قال : أوصى شريح أن يصلّى عليه بالجبّانة (٣) وأن لا يؤذن به أحد ، ولا يتبعه صائحة ، وأن لا يجعل على قبره تابوت (٤) وأن يسرع به السير ، وأن يلحد له.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد ، أنبأ محمّد بن الحسن بن محمّد بن يونس ، ثنا أحمد بن الحسين ، أنبأ عبد الله بن محمّد بن عبد الرّحمن ، ثنا محمّد بن إسماعيل ، أنبأ عمران بن ميسرة ، عن المحاربي ، يزعم عن أشعث بن سوار : أن شريحا مات وهو ابن مائة وعشرين سنة ، وأن أبا رجاء مات وهو ابن مائة وسبعة (٥) وعشرين سنة.
أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنبأ أبو بكر بن المقرئ ، ثنا عبد الرّحمن بن الحسن الضرّاب ، ثنا محمّد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي ، ثنا المحاربي ، قال : زعم أشعب بن سوار أن شريحا مات وهو ابن مائة وعشر سنين ، وأن أبا رجاء العطاردي مات وهو ابن مائة وستة (٦) وعشرين سنة.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأ أبو علي بن المسلمة ، وأبو القاسم عبد الواحد بن علي بن أحمد ، قالا : أنبأ أبو الحسن بن الحمّامي ، أنبأ الحسن بن
__________________
(١) ليس في شعره.
(٢) طبقات ابن سعد ٦ / ١٤٤.
(٣) عن ابن سعد وبالأصل : بالجناية.
(٤) في ابن سعد : «ثوب» وفي مختصر ابن منظور ١٠ / ٣٠٢ «نور».
(٥) كذا بالأصل. والصواب : وسبع.
(٦) كذا بالأصل ، والصواب : ومست.
محمّد بن الحسن ، ثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان ، ثنا ابن نمير قال : مات شريح سنة ثمانين ، وأخبرت عن أبي نعيم أنه قال : سنة ست وسبعين ، وقال غيره أيضا : سنة ثمان وسبعين.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنبأ أبو الفضل بن خيرون ، أنبأ عبد الله بن محمّد ، أنبأ أبو علي بن الصّواف ، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا هاشم بن محمّد ، نا الهيثم بن عدي قال : ومات شريح بن الحارث الكندي في سنة ثمان وسبعين.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ أبو الفضل بن البقال ، أنبأ أبو الحسين بن بشران ، أنبأ عثمان بن أحمد ، ثنا حنبل بن إسحاق قال : سمعت أبا نعيم الفضل يقول : مات شريح في زمن مصعب بن الزبير ، وهو ابن مائة وثمان سنين ، ومات سنة ثمان وسبعين بعد ما عزل عن القضاء بسنتين.
أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن ، أنبأ سهل بن بشر ، وأحمد بن محمّد ، قالا : أنبأ أبو الفضل السعدعي (١) ، أنبأ منير بن أحمد ، أنبأ جعفر بن أحمد ، أنبأ أحمد بن الهيثم.
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنبأ منصور النهاوندي ، أنبأ أبو العباس ، أنا أبو القاسم بن الأسقر ، ثنا محمّد بن إسماعيل ، قالا : قال أبو نعيم.
ح وأخبرناه عاليا أبو سعد إسماعيل بن أحمد ، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب ، قالا : أنبأ أحمد بن علي بن خلف ، أنبأ أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو عبد الله الصّفار ، أنبأ إسماعيل الترمذي ، قال : سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول : ومات شريح بن الحارث القاضي سنة ثمان وسبعين.
وأخبرنا أبو البركات ، أنبأ أبو الفضل ، أنبأ أبو العلاء ، أنبأ أبو بكر ، أنبأ أبو أمية ، أنبأ أبي ، ثنا أبو نعيم ، قال : وشريح سنة ثمان وسبعين ـ يعني مات ـ.
أخبرنا أبو الفضل بن نصر ، أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنبأ محمّد بن علي بن يعقوب ، أنبأ علي بن الحسين بن العباس ، أنبأ جدي لأبي إسحاق بن محمّد
__________________
(١) كذا رسمها بالأصل.
النعالي ، قالا : أنبأ أبو محمّد عبد الله بن إسحاق المدائني ، ثنا قعنب بن المحرز بن قعنب الباهلي ، قال : ومات شريح القاضي بالكوفة سنة ثمان وسبعين.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ علي بن أحمد بن محمّد ، أنبأ أبو علي بن البشري (١) ، أنبأ أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ ثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن.
أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلّام ، قال : سنة ثمان وسبعين فيها توفي شريح بن الحارث القاضي بالكوفة ، ويقال : إن شريحا القاضي مات فيها ـ يعني سنة ثمانين ـ.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنبأ مكي بن محمّد ، أنبأ أبو سليمان بن زبر ، قال : قال أبو نعيم : فيها ـ يعني سنة ثمان وسبعين ـ مات شريح القاضي ، وكان له يوم مات مائة سنة وثمان سنين ، وقال المدائني : وفي سنة ثمان وسبعين مات شريح القاضي.
وقال ابن نمير : مات شريح القاضي سنة ثمانين ، وذكر أنه (٢) ابن زبر أن محمّد بن يوسف الهروي ، أخبره عن محمّد بن عبد الله بن سليم ، عن ابن نمير بذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأ أبو عمرو بن منده ، أنبأ الحسن بن محمّد بن يوسف ، أنبأ أحمد بن محمّد بن عمر ، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (٣) ، ثنا محمّد بن سعد ، قال : شريح بن الحارث الكندي القاضي ، ويكنى أبا أمية.
أخبرني محمّد بن عمر ، عن ابن أبي سبرة ، عن عيسى ، عن الشعبي ، قال : توفي شريح سنة ثمانين ، أو تسع وسبعين ، وقال الهيثم بن عدي : توفي سنة ثمان وسبعين.
وقال أبو نعيم : توفي سنة ست وسبعين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد ، قالا : أنبأ محمّد بن الحسن بن أحمد ، أنبأ محمّد بن أحمد بن إسماعيل ، ثنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خياط (٤).
__________________
(١) كذا.
(٢) كذا بالأصل.
(٣) الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(٤) طبقات خليفة بن خياط رقم ١٠٣٧ صفحة ٢٤٥.
قال : شريح بن الحارث القاضي يكنى أبا أمية ، مات سنة ثمانين.
وقال أبو نعيم : سنة ست وسبعين ، ويقال : هو من الأبناء الذين باليمن ، وعداده في كندة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأ ثابت بن بندار ، أنبأ العلاء ، أنبأ أبو بكر ، أنبأ أبو أمية ، ثنا أبي قال : سنة ثمانين شريح ـ يعني مات ـ.
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن أبي الحسين الآبنوسي ، أنبأ أبو الحسن بن خزفة.
ح وعن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد ، أنبأ أبو الحسن بن خزفة (١) ، قالا : أنبأ أبو عبد الله الزعفراني ، ثنا ابن أبي خيثمة ، قال : قال المدائني : مات شريح سنة ثنتين وثمانين.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأ محمّد بن علي بن أحمد ، أنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أحمد بن عمران ، ثنا موسى التستري ، ثنا خليفة العصفري (٢) ، قال : وفي سنة سبع وثمانين مات شريح القاضي ، وقال أبو نعيم : مات شريح سنة ست وسبعين.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر ، أنبأ محمّد بن أحمد بن عبد الله.
ح وأخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنبأ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار ، وأبو طاهر أحمد بن علي بن سوار ، قالا : أنبأ الحسين بن علي ، أنبأ الطناجيري ، أنبأ أبو عبد الله الأبزاري ، أنبأ أبو جعفر محمّد بن محمّد ، ثنا أبو بشر هارون بن حاتم ، ثنا غير واحد من أصحابنا أن شريح القاضي مات سنة ثمانين.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأ شجاع بن علي ، أنبأ أبو عبد الله بن منده ، أنبأ جعفر بن أحمد الخصّاف ، ثنا أحمد بن الهيثم ، ثنا أبو نعيم ، قال : مات شريح سنة ثلاث وتسعين.
وقال أشعث بن سوار : مات وله مائة وعشرون سنة ، قال عبد الله بن أحمد : قلت
__________________
(١) بالأصل هنا : «خرقه» والصواب «خزفة» وقد مرّ.
(٢) تاريخ خليفة بن خياط ص ٣٠١.
لأبي : من ولاة القضاء؟ قال : يزعم أهل الكوفة أن ولاة.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، ثنا أبو محمّد الكتاني ، أنبأ أبو بكر محمّد بن عبيد بن أبي عمرو ، أنبأ أبو عبد الله بن مروان ، أنبأ أبو عبد الملك البسري ، ثنا سليمان بن عبد الرّحمن ، ثنا علي بن عبد الله التميمي قال : شريح يكنى أبا أمية ، مات سنة سبع وتسعين ، ويقال : سنة تسع وتسعين ـ رحمة الله علينا وعليه ـ.
٢٧٣٤ ـ شريح بن عبيد بن شريح بن عبد بن غريب
أبو الصّلت ، وأبو الصّواب المقرائي الحضرمي الحمصي (١)
حدّث عن معاوية ، وفضالة بن عبيد ، وأبي ذرّ الغفاري ، وأبي زهير ، ويقال : ابن نفير (٢) النميري ، وعقبة بن عامر ، وعبيد بن عبد السّلمي ، وبشير بن عقربة ، وأبي أمامة ، والحارث بن الحارث ، والمقدام بن معدي كرب ، وأبي الدرداء ، والعرباض بن سارية ، وأبي مالك الأشعري ، وثوبان مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، والمقداد بن الأسود الكندي ، وعبد الرّحمن بن جبير بن نفير ، وكثير بن مرة ، وأبي راشد الحبراني ، وأبي رهم (٣) السّماعي ، وشراحيل بن معشر العنسي ، ويزيد بن حمير ، وأبي طيبة الكلاعي ، وأبي بحرية (٤) عبد الله بن قيس السكوني ، وعبد الرّحمن بن عائذ الأزدي ، وعمرو بن الأسود ، وجبير بن نفير ، ومالك بن يخامر ، وأبي إدريس الخولاني ، وقزعة بن يحيى ، والزبير بن الوليد.
روى عنه ضمضم بن زرعة ، وصفوان بن عمرو ، وأبو دوس عثمان بن عبيد ، وثور بن يزيد الحمصي ، ومعاوية بن صالح.
وقدم دمشق وكان بها حتى قتل عبد الملك عمرو بن سعيد بن العاص.
__________________
(١) ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ٤٩٢ والكاشف للذهبي ، وتقريب التهذيب ومعجم البلدان (مقري) ، والأنساب (المقرائي).
وفي المصادر «عريب» بدل غريب.
والمقرائي بفتح الميم وسكون القاف ومحدثو دمشق على ضم الميم نسبة إلى مقري ، قرية بالشام من نواحي دمشق. (الأنساب ومعجم البلدان).
(٢) في معجم البلدان : «ويقال أبي النمير».
(٣) في معجم البلدان : أبي رهيم.
(٤) في معجم البلدان : أبي نجرية.
أخبرنا أبو محمّد السيدي ، أنبأ أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنبأ أبو أحمد الحاكم ، أنبأ أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان ، ثنا هشام بن عمّار ، حدّثنا إسماعيل بن عياش (١) ، عن ضمضم بن زرعة ، عن شريح بن عبيد عن (٢) عقبة بن عامر أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«إن أول عظم تتكلم من الإنسان حين يختم على الأفواه ـ يعني فخذه ـ» وذكر كلاما [لم](٣) أفهمه [٥٠٠١].
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، ثم حدّثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه ، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان أحمد ، ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ، ثنا أبو المغيرة ، نا صفوان ، عن شريح بن عبيد ، عن أبي الدرداء ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«قال الله عزوجل : ابن آدم صلّ لي أربع ركعات من أوّل النهار أكفك آخره» [٥٠٠٢]
قال : ونا سليمان بن أحمد ، ثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي ، ثنا محمّد بن إسماعيل بن عباس ، حدّثني أبي ، عن ضمضم بن زرعة ، عن شريح بن عبيد قال : حضرت عبد الملك بن مروان ، قال لبشير بن عقربة الجهني يوم قتل عمرو بن سعيد : يا أبا اليمان احتجت إلى (٤) كلامك اليوم ، فقم فتكلم ، فقال : إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من قام بخطبة لا يلتمس بها إلّا رياء سمعة وقفه الله تعالى يوم القيامة موقف رياء وسمعة» [٥٠٠٣].
أخبرنا أبو محمّد المزكي ، ثنا عبد العزيز الصّوفي ، أنبأ عبد الرّحمن بن عثمان ، أنبأ أبو الميمون ، ثنا أبو زرعة (٥) ، حدّثني الحكم بن نافع بهذه الأسماء ، عن صفوان بن عمرو فذكرها وقال : وأبو الصلت شريح بن عبيدة (٦).
__________________
(١) مهملة بالأصل بدون نقط والصواب ما أثبت.
(٢) بالأصل «بن» خطأ والصواب ما أثبت.
(٣) زيادة منا اقتضاها السياق.
(٤) تقرأ بالأصل : «احتجب إليّ» والصواب ما أثبت.
(٥) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٨٩.
(٦) بالأصل هنا : عبيدة. والمثبت عن أبي زرعة.