أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٤
عاصم بن بهدلة ، عن أبي وائل قال :
بعث إليّ الحجّاج فأتيته ، فقال : ما اسمك؟ فقلت : ما بعث إليّ الأمير إلّا وقد عرف اسمي ، فقال : متى نزلت هذا البلد؟ قلت : ليالي نزله أهلي ، قال : إني مستعملك ، قلت : على ما ذا ـ أصلح الله الأمير ـ قال : على السّلسلة ، قلت : إن السلسلة لا تصلح إلّا برجال يعملون عليها وأنا فرجل شيخ ضعيف أخرق ، أخاف بطانة السوء ، فإن يعفني الأمير فهو أحب إليّ ، وإن يقحمني أقتحم ، والله إني لأتعارّ (١) من الليل فأذكر الأمير فلا يأتيني النوم حتى أصبح ، ولست للأمير على عمل ، فكيف إذا كنت له على عمل ، والله ما رأيت الناس هابوا أميرا قط هيبتهم لك أيها الأمير ، فأطرق ساعة ثم قال : أما قولك : ما رأيت الناس هابوا أميرا قط فإني والله ما أعلم على وجه الأرض رجلا أجرأ على دم منّي ، وأما قولك : إن يعفني الأمير فهو أحبّ إليّ إن تقحمني أقتحم ، فإنّا إن وجدنا غيرك أعفيناك ، وإن لم نجد غيرك أقحمناك ، ثم قال : انصرف ، قال : فمضيت فعقلت عن الباب يمنة ، فقال سددوا الشيخ.
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية ، أنبأ عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن ، أنبأ جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، ثنا محمّد بن هارون الروياني ، ثنا خالد بن يوسف بن خالد السّمتي ، نا أبو عوانة ، ثنا عاصم بن بهدلة ، عن أبي وائل قال :
أرسل إليّ الحجّاج فقال : ما اسمك؟ قال : قلت : ما أرسل إليّ الأمير إلّا وقد عرف اسمي ، قال : متى هبطت هذا البلد؟ قال : قلت : ليالي هبطه أهله ، قال : كم تقرأ من القرآن؟ قال : قلت : أقرأ منه ما أن تبعته كفاني ، قال : إنا نريد أن نستعين بك على بعض أعمالنا ، قال : قلت : على أيّ عمل الأمير؟ قال : على السّلسلة ، قال : قلت : إن السّلسلة لا يصلحها إلّا رجال يعملون ويقومون عليها ، وأن تستعين بي تستعين بكبير أخرق ضعيف ، يخاف أعوان السوء ، وإن يعفي (٢) الأمير فهو أحبّ إليّ ، وإن تقحمني أقتحم ، وأيم الله إني لأتعارّ من الليل وأذكر الأمير فما يأتيني النوم حتى أصبح ، ولست للأمير على عمل ، فكيف إذا كنت للأمير على عمل ، وأيم الله ما أعلم الناس هابوا أميرا قط هيبتهم إيّاك أيها الأمير ، قال : فأعجبه ما قلت له ، فقال : إيه أعد علي ، قال : فأعدت
__________________
(١) التعارّ : السهر والتقلب على الفراش ليلا مع كلام (القاموس : عر).
(٢) كذا ، ولعله : «يعفني».
عليه ، فقال : أما قولك إن تعفيني (١) أيها الأمير فهو أحبّ إليّ وإن تقحمني الأمير أقتحم ، فإنا إن لا نجد غيرك نقحمك ، وإن نجد غيرك لا نقحمك ، وأمّا قولك إن الناس لم يهابوا أميرا هيبتهم إيّاي ، فإني والله ما أعلم اليوم رجلا هو أجرأ على دم منّي ، ولقد ركبت أشياء هابها الناس ففرج لي بها ، انطلق يرحمك الله.
قال : فعدلت عن الطريق كأني لا أبصر ، فقال : أرشدوا الشيخ ، أرشدوا الشيخ ، قال : فجاءني إنسان وأخذ بيدي.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم ، قالا : أنبأ أبو سعيد محمّد بن علي ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن محمّد ، أنبأ أبو العباس محمّد بن عبد الرّحمن ، ثنا محمّد بن جهم السمري ، ثنا جعفر بن عون ، أنبأ أبو سعد ، اسمه سعيد بن المرزبان عن (٢) أبي وائل ، قال :
أرسل إليّ الحجّاج فجاءني الرسول فقال : أجب ، فقلت : اتركني حتى أطرح عليّ ثوبا ، فقال : فقال : ما أنا بتاركك ، قال : فدعوني بثوبي وطرحته عليّ ، ثم انطلقت معه ، فدخلت عليه وهو متكئ على حاياه (٣) ما أرى إلّا رأسه ، فسلّمت فردّ قال : قلت : صالحة ، قال : ما اسمك؟ قلت : ما أرسلت إليّ إلّا وأنت تعلم اسمي ، قال : متى سكنت هذه البلاد؟ قلت : حين سكنها أهلها ، قال : ما معك من القرآن؟ قلت : معي ما إن عملت به كفاني ، قال : ما تقول في رجل قتل امرأة؟ قلت : يقتل بها ، قال : الرجل بالمرأة؟ قلت : نعم ، النفس بالنفس ، قال : فما تقول في رجل تزوج امرأة فهلك عنها قبل أن يدخل بها؟ قال : قلت : لها الميراث وعليها العدّة ، قال : ما أراني إلّا مستعملك على القضاء ، قال : إن تفعل تستعمل شيخا أخرق ، وإن تأبى إلّا أن أقتحم أقتحم ، قلت : قد أدركت عمر هلم إليك حراما فرقت فرقي إيّاك أحدا ، قال : إن تفعل فإنه لم يبق اليوم أحد أجرأ مني على دم تعاهدنا ، فتركت الباب وعمدت إلى الحائط ، فقال : من هاهنا ، سدّدوا الشيخ.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ أبو الفضل بن البقّال ، أنبأ أبو الحسين بن
__________________
(١) كذا ، والصواب : تعفني.
(٢) بالأصل : «بن» خطأ.
(٣) كذا.
بشران ، أنبأ عثمان بن أحمد ، ثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله ، نا إبراهيم بن خالد ، أخبرني رباح بن زيد قال : بلغني أن أبا وائل شقيق بن سلمة كان يأخذ العصا في زمان الحجّاج ـ أحسب أنه قال : فلما مات الحجّاج وضعها.
قال : وبلغني أن ابن عون أخذها في زمان جعفر ، قال أبو عبد الله : (١) لئن لا يستعان به في عمل.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب ، نا عبيد الله بن موسى ، أنبأ زيد بن الخليل قال : دخلت على شقيق بن سلمة يوم جمعة وهو يسخن قمقما ، فقلت : أنت شيخ لا تأتي الجمعة ، فقال : إني سمعت عبد الله بن مسعود يقول في الشيء أنا أعجز وأحمق من الذي لا يغتسل يوم الجمعة.
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، نا وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنبأ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأ ابن الفضل ، أنبأ دعلج ، أنبأ الأبّار ، نا إبراهيم بن سعيد ، عن أبي الأحوص محمّد بن حيان ، عن علي بن ثابت ، عن سعيد بن صالح ، قال : كان أبو وائل يؤم جنائزنا (٣) ، وهو ابن خمسين ومائة سنة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد ، أنبأ محمّد بن الحسن بن محمّد ، ثنا أحمد بن الحسين بن زنبيل ، ثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل ، ثنا محمّد بن إسماعيل ، ثنا محمّد بن حمّاد بن سلمة ، عن عاصم قال : لمات مات أبو وائل قبّل أبو بردة جبهته.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ ثابت بن منصور ، قالا : أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد أبو البركات وأبو الفضل أحمد بن الحسن قالا : ـ أنبأ محمّد بن الحسن بن أحمد بن إسحاق ، أنبأ عمر بن أحمد بن إسحاق ، ثنا خليفة بن خياط (٤)
__________________
(١) لفظة غير مقروءة بالأصل ورسمها : «يتبنج» كذا.
(٢) تاريخ بغداد ٩ / ٢٧١.
(٣) في تاريخ بغداد : «يوم جنايرها» وكتب مصححه بالهامش : كذا بالأصلين ولم نقف عليه بالمراجع التي بأيدينا.
(٤) طبقات خليفة بن خياط ص ٢٦٢ رقم ١١١٤.
قال : شقيق بن سلمة يكنى أبو وائل ، مات بعد الجماجم.
أخبرنا أبو البركات أيضا ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنبأ عبد الملك بن محمّد ، أنبأ أبو علي الصّواف ، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : ومات شقيق بن سلمة الأسدي في زمن الحجّاج بعد الجماجم.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأ محمّد بن علي بن أحمد ، أنبأ أحمد بن إسحاق ، ثنا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، حدّثنا خليفة بن خياط (١) قال : وفيها ـ يعني سنة اثنين (٢) وثمانين ـ مات أبو وائل بعد الجماجم.
قرأت بخط عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرّحمن بن ماهان ، أنبأ الحسن بن رشيق العسكري ، ثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد الأنصاري ، أخبرني محمّد بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن عمر قال : شقيق بن سلمة أبو وائل ، مات في ولاية عمر بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو عبد الله بن الخطاب ـ في كتابه ـ أنا أبو الحسن علي بن عبد الله الهمداني ، أنبأ أبو عبد الله محمّد بن الحسن بن عمر التميمي ، أنا أبو الفضل جعفر بن أحمد بن عبد السّلام الحميري ، ثنا الحسين بن نصر بن المعارك البغدادي ، قال : سمعت أحمد بن صالح السمري يقول : قال أبو نعيم : وبقي شقيق بن سلمة إلى زمان عمر بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنبأ شجاع بن علي ، أنبأ أبو عبد الله بن منده ، أن شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي أدرك النبي صلىاللهعليهوسلم ولم يره ولم يسمع منه ، مات سنة تسع وتسعين وهذا وهم.
قال : أبا وائل لم يبق إلى خلافة عمر بن عبد العزيز ـ رحمهالله (٣) ـ
__________________
(١) تاريخ خليفة بن خياط ص ...
(٢) كذا بالأصل.
(٣) تاريخ خليفة ص ٢٨٨.
ذكر من اسمه شمّاخ
٢٧٦١ ـ شمّاخ بن أبي شداد العدواني
شاعر من أهل دمشق ، كان مع الجرّاح بن عبد الله الحكمي بإرمينية ، فقال يحرض خاقان ملك الخزر على غزو المسلمين وهم بإرمينية في ولاية الجرّاح :
ألا من مبلّغ خاقان عني |
|
فأقبل حين ينصرم الشتاء |
لنجعل في حالك من صغير |
|
وكهل قد أضرّ به الغناء |
فراخ دجاجة يتبعن ديكا |
|
يلذن به إذا حمس (١) اللقاء |
طويل الشخص أحمر قبرسيا |
|
لصوفي ثم منظره السماء (٢) |
فأقبل خاقان في جموعه فقتل جرّاحا ، وغلب (٣) على إرمينية ، وكان البلاء عظيما ، فكتب هشام في قطع لسان العدواني فقطع.
ذكر ذلك أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد ، ثنا أبو حاتم السّجستاني ، أنبأ أبو عبيدة قال : قال رجل من أهل دمشق من عدوان يقال له شمّاخ بن أبي شداد العدواني فذكره.
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد ، عن أبي جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر ، عن أبي عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني ، قال : شمّاخ بن أبي شمّاخ العدواني من أهل دمشق ، كتب إلى خاقان ملك الترك يحرضه على غزو المسلمين في أيام هشام ، وله فيه خبر (٤) فذكر الشعر وفيه : طويل الشعر أحوى.
__________________
(١) كذا ، ولعله : حمي.
(٢) كذا عجزه بالأصل.
(٣) انظر الطبري حوادث سنة ١١٢ ه.
(٤) الذي في معجم الشعراء للمرزباني المطبوع ص ١٣٨ شماخ بن أبي شداد الغيابي ، وبنو غيابة من عدوان. وذكر له ثلاثة أبيات على نفس القافية ، إنما هي غير الأبيات الواردة بالأصل هنا.
ذكر من اسمه شمر
٢٧٦٢ ـ شمر بن ذي الجوشن واسم ذي الجوشن : شرحبيل (١) ،
ويقال : عثمان بن نوفل ، ويقال : أوس بن الأعور
أبو السّابغة (٢) العامري ثم الضّبابي (٣)
حيّ (٤) من بني كلاب ، كانت لأبيه (٥) صحبة ، وهو تابعي أحد من قاتل الحسين بن علي.
وحدّث عن أبيه.
روى عنه أبو إسحاق السّبيعي ، ووفد على يزيد بن معاوية مع أهل بيت الحسين ، وسيأتي ذكر ذلك في ترجمة ... (٦).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنبأ أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل (٧) ، حدّثني أبي (٨) ، ثنا عصام بن خالد ، ثنا عيسى بن
__________________
(١) في الطبري ٦ / ٢٤١ «شرحبيل بن الأعور» وفي القاموس (جشن) : شرحبيل بن قرط الأعور.
(٢) عن مصادر ترجمته ، وبالأصل بالعين المهملة.
(٣) ترجمته في جمهرة ابن حزم ٢٨٧ ميزان الاعتدال ٢ / ٢٨٠ والبرصان والعرجان ص ٨٢ والوافي بالوفيات ١٦ / ١٨٠.
(٤) الضبابي نسبة إلى بني ضباب وهم حي من بني كلاب بن ربيعة.
(٥) بالأصل : لابنه ، خطأ. والصواب عن الوافي.
(٦) رسمها بالأصل : «يحقر» كذا.
(٧) الحديث في مسند أحمد ط دار الفكر ٥ / ٥٨٨ ح ١٦٦٣٣.
(٨) في المسند : حدثني أبي ، حدثني أبو صالح الحكم بن موسى ، حدثنا عيسى بن يونس قال أبي : أخبرنا عن أبيه.
يونس بن أبي إسحاق الهمداني ، عن أبيه (١) ، عن جده ، عن ذي الجوشن قال :
أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس لي ، قلت : يا محمّد إني قد جئتك يا ابن القرحاء لتتخذه قال : «لا حاجة لي فيه ، ولكن إن شئت أن أقيضك به المختارة من دروع بدر ، فعلت» (٢) ، فقلت : ما كنت لأقايضك اليوم بغيره ، قال : «فلا حاجة لي فيه» ، ثم قال : «يا ذا الجوشن ألا تسلم فتكون من أوّل هذا الأمر؟» قلت : لا ، قال : «لم؟» قلت : إني رأيت قومك قد ولعوا بك ، قال : «فكيف بلغك من مصارعهم؟» قال : قلت : قد بلغني ، قال : [فإنا نهدي لك](٣) قلت : إن يغلب على الكعبة وتقطنها (٤) قال : «لعلك إن عشت أن ترى ذلك» ، ثم قال : : «يا بلال خذ حفنية الرجل فزوّده من العجوة» ، فلما أدبرت قال : «إنه من خير بني عامر» ، قال : فو الله إني لبأهلي بالغور (٥) إذ أقبل راكب فقلت : من أين؟ قال : من مكة ، قلت : ما فعل الناس؟ قال : قد (٦) غلب عليها محمّد ، قال : فقلت : هبلتني أمي ، فو الله لو أسلم يومئذ ثم أسأله الحيرة لأقطعنيها [٥٠٢٩ م].
قال : وثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل (٧) ، ثنا شيبان بن أبي شيبة ، أبو محمّد ، ثنا جرير بن حازم ، عن أبي إسحاق الهمداني ، قال : قدم على النبي صلىاللهعليهوسلم ذو الجوشن وأهدى له فرسا ، وهو يومئذ مشرك ، فأبى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يقبله ، ثم قال : «إن شئت أن تبيعه (٨) أو هل لك المتخيّرة من دروع بدر» ، ثم قال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هل لك أن تكون من أول من يدخل في هذا الأمر؟» فقال : لا ، فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم : «ما يمنعك من ذلك؟» قال : رأيت قومك قد كذبوك وأخرجوك وقاتلوك ، فانظر ما ذا تصنع ، فإن ظهرت عليهم آمنت بك واتبعتك ، وإن ظهروا (٩) عليك لم أمنعك ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا
__________________
(١) راجع هامش رقم (٨) في الصفحة السابقة.
(٢) عن المسند وبالأصل : فغلب.
(٣) زيادة عن المسند.
(٤) عن المسند ورسمها بالأصل : «وبعضها».
(٥) عن المسند وبالأصل : بالعوذ.
(٦) عن المسند وبالأصل : ان.
(٧) مسند أحمد ح ١٦٦٣٤.
(٨) في المسند : إن شئت بعتنيه أو هل لك أن تبعنيه بالمتخيرة.
(٩) عن المسند وبالأصل : ظهرنا.
ذا الجوشن لعلك إن بقيت» فذكر الحديث نحوا منه [٥٠٣٠].
قال : وثنا عبد الله (١) ، ثناه أبو بكر بن أبي شيبة ، والحكم بن موسى ، قالا : ثنا عيسى بن يونس ، عن أبيه ، عن جده ، عن ذي الجوشن ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم نحوه.
قال : ونا عبد الله ، ثنا محمّد بن عباد ، ثنا شيبان ، عن أبي إسحاق بن ذي الجوشن أبي شمر الضّبابي نحو هذا الحديث.
قال شقيق : وكان ابن ذي الجوشن جارا لأبي إسحاق ، ولا أراه إلّا سمعه منه.
قوله : ولا أراه إلّا سمعه منه ـ يعني أبا إسحاق ـ سمعه من شمر بن ذي الجوشن عن أبيه.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، ثنا الحسين بن الفهم ، ثنا محمّد بن سعد (٢) قال في الطبقة الرابعة : ذي الجوشن الضّبابي ، واسمه شرحبيل بن الأعور بن عمرو بن معاوية ، وهو الضّباب بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور.
قال محمّد بن عمر : وتحول إلى الكوفة فنزلها ، وهو أبو شمر بن ذي الجوشن الذي شهد قتل الحسين بن [علي بن](٣) أبي طالب ، وكان شمر يكنى أبا السابغة (٤).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأ أبو عمرو بن منده ، أنبأ الحسن بن محمّد ، أنبأ أحمد بن محمّد بن عمر ، أنبأ أبو بكر بن أبي الدنيا (٥) ، ثنا محمّد بن سعد ، قال في تسمية من نزل الكوفة من الصحابة : ذي الجوشن عثمان بن نوفل الضّبابي ، قال : قدمت على النبي صلىاللهعليهوسلم بعد أن فرغ من بدر فقلت : يا رسول الله هل لك في ابن القرحاء وهو أبو الذي شهد قتل الحسين ، ويكنى أبا السابغة (٦).
أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنبأ أبو محمّد
__________________
(١) مسند أحمد ح ١٦٦٣٥.
(٢) طبقات ابن سعد ٦ / ٤٦ في تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
(٣) زيادة منا للإيضاح.
(٤) بالأصل بالعين المهملة ، والصواب عن ابن سعد.
(٥) الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من طبقات ابن سعد الكبرى المطبوع.
(٦) بالأصل بالعين المهملة ، والصواب عن ابن سعد.
الجوهري ، أنبأ أبو الحسين بن المظفّر ، أنبأ أبو علي أحمد بن علي المديني ، أنبأ أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، قال : ذو الجوشن الكلابي ثم الضّبابي ، واسمه أوس بن الأعور بن عمرو بن معاوية بن كلاب ـ يعني ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة ـ وولد عمرو بن معاوية يقال لهم : الضباب لأن أحد عمرو بن معاوية يقال له ضبّ ، فنسبوا إلى ذلك.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن غانم بن أحمد ، أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ، أنبأ أبي أبو عبد الله قال : ذو الجوشن الضّبابي ، يكنى أبا شمر من الضّباب بن كنانة بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
قال عبد الله بن المبارك ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، قال : ذو الجوشن اسمه شرحبيل ، وإنما سمي ذو الجوشن من أجل أن صدره كان ناتئا (١).
أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنبأ أبو عمرو الأصبهاني ، أنبأ أبو محمّد المديني ، ثنا أبو الحسن الكتاني ، أنبأ أبو بكر القرشي ، حدّثني هارون ، أبو بشر الكوفي ، ثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي إسحاق ، قال : كان شمر بن ذي الجوشن الضّبابي يصلّي معنا الفجر ، ثم يقعد حتى يصبح ، ثم يصلّي ثم يقول : اللهمّ إنك شريف تحب الشرف ، وإنك تعلم أني شريف فاغفر لي ، قال : قلت : ويحك كيف تصنع ، إن أمرائنا هؤلاء أمرونا بأمر فلم نخالفهم ، ولو خالفناهم كنا شرا من هؤلاء الحمر السقاة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأ الحسن بن علي ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، ثنا الحسين بن الفهم ، ثنا محمّد بن سعد ، أنبأ منذر بن إسماعيل ، حدّثني الهيثم بن الخطاب الهدي ، أنه سمع أبا إسحاق السّبيعي يقول : كان شمر بن ذي الجوشن ـ يقول : ـ الضّبابي لا يكاد أو لا يحضر الصّلاة فيجىء بعد الصلاة فيصلي ثم يقول : اللهم اغفر لي فإني كريم لم تلدني اللئام ، قال : فقلت له : إنك لسيئ الرأي (٢) يسارع إلى قتل ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : دعنا منك يا أبا إسحاق ، فلو كنا كما تقول وأصحابك كنا شرا من الحمراء السقات.
قال : وثنا محمّد بن سعد ، ثنا محمّد بن عمر ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق قال :
__________________
(١) القاموس (جشن) ، وفيه أيضا أو لأنه أول عربي لبسه (الجوشن : الدرع) ، أو لأن كسرى أعطاه جوشنا.
(٢) بياض بالأصل.
رأيت قاتل الحسين بن علي ، شمر بن ذي الجوشن ، ما رأيت بالكوفة أحدا عليه طيلسان غيره (١).
أنبأنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن طاوس ، أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنبأ محمّد بن أحمد بن محمّد بن رزقويه ، أنبأ أبو بكر محمّد بن عمر بن محمّد بن الجعابي (٢) ، حدّثني أبو بكر أحمد بن عبد العزيز ، ثنا عمر بن شبة (٣) ، ثنا أبو أحمد ، حدّثني عمي فضيل بن الزبير ، عن عبد الرحيم بن ميمون ، عن محمّد بن عمرو بن (٤) حسن قال : كنا مع الحسين ـ رضياللهعنه ـ بنهري كربلاء فنظر إلى شمر بن ذي الجوشن فقال : صدق الله ورسوله ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كأني أنظر إلى كلب أبقع (٥) يلغ في دماء أهل بيتي» (٦) فكان شمر أبرص [٥٠٣١].
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنبأ محمّد بن علي ، أنبأ أحمد بن إسحاق ، ثنا أحمد بن عمران ، ثنا موسى بن زكريا ، ثنا الخليفة العصفري (٧) ، قال : الذي ولي قتل الحسين : شمر (٨) بن ذي الجوشن ، وأمير الجيش عمر بن سعد بن مالك.
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ عبد الوهاب الميداني ، أنبأ أبو سليمان بن زبر ، أنبأ عبد الله بن أحمد الفرغاني ، أنبأ أبو جعفر الطبري (٩) ، قال : ذكر هشام بن محمّد قال : قال أبو مخنف : حدّثني يونس بن أبي إسحاق عن مسلم بن عبد الله الضّبابي ، قال : لما خرج شمر بن ذي الجوشن وأنا معه حين هزمنا المختار ، وقتل أهل اليمن بجبانة السّبيع (١٠) ووجّه غلامه رزيقا (١١) في
__________________
(١) بياض بالأصل ، واللفظة استدركت عن مختصر ابن منظور ١٠ / ٣٣٢.
(٢) ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٨٨ وبالأصل : الجعاني بالنون.
(٣) بالأصل : شيبة خطأ ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٣٦٩.
(٤) بالأصل : «عن» خطأ.
(٥) الأبقع ما خالط بياضه لون آخر (اللسان).
(٦) نقله في الوافي ١٦ / ١٨٠.
(٧) تاريخ خليفة ص ٢٣٥ حوادث سنة ٦١.
(٨) بالأصل : «ابن شمر» حذفنا «ابن» فهي مقحمة.
(٩) الخبر في تاريخ الطبري ٦ / ٥٢ حوادث سنة ٦٦.
(١٠) جبانة السبيع : بالكوفة ، كان بها يوم للمختار بن أبي عبيد (ياقوت).
(١١) في الطبري : زريبا.
طلب شمر ـ يعني مضى (١) شمر حتى ينزل ساتيدما (٢) ثم مضا حتى ينزل إلى جانب قرية ، يقال لها : الكلتانية (٣) على شاطئ نهر إلى جانب تلّ ، ثم أرسل إلى تلك القرية فأخذ منها علجا ثم قال : النجاء بكتابي هذا إلى المصعب بن الزبير ، وكتب عنوانه للأمير مصعب بن الزبير من شمر بن ذي الجوشن ، قال : فمضى العلج حتى يدخل قرية فيها بيوت وفيها أبو عمرة ، وقد كان المختار بعثه في تلك الأيّام إلى تلك القرية ليكون مسلحة فيما بينه وبين أهل البصرة ، فلقي ذلك العلج علجا (٤) من أهل تلك القرية فأقبل يشكو إليه ما لقي من شمر ، وأنه لقائم معه يكلمه (٥) إذ مر به رجل من أصحاب أبي عمرة فرأى الكتاب مع العلج [وعنو](٦) انه لمصعب من شمر ، فسألوا (٧) : العلج عن مكانه الذي هو به (٨) ، فإذا ليس بينهم وبينه إلّا ثلاثة فراسخ ، فأقبلوا يسيرون إليه.
قال (٩) : أبو مخنف ، فحدّثني مسلم بن عبد الله قال : وأنا والله مع شمر تلك الليلة ، فقلنا له : لو أنك ارتحلت بنا من هذا المكان فإننا نتخوف به ، فقال : أو كل هذا فرقا من هذا الكذّاب ، والله لا أتحول منه ثلاثة أيام ، ملأ الله قلوبكم رعبا ، قال : وكان ذلك المكان الذي كنّا به فيه دبى كثير ، فو الله إني لبين اليقظان والنائم إذا سمعت وقع حوافر الخيل ، فقلت [في نفسي :](١٠) والله صوت الدّبا ، ثم اني سمعت أشد من ذلك ، فانتبهت ومسحت عيني ، فقلت : لا والله ما هذا بالدبا ، قال : وذهبت لأقوم ، فإذا أنا بهم قد أشرفوا علينا من التل ، فكبّروا ثم أحاطوا بأبياتنا ، وخرجنا نشتد (١١) على أرجلنا وتركنا خيلنا ، قال : فأمّر على شمر وانه لمرتدي (١٢) ببرد محفق (١٣) وكان أبرص ، فكأني
__________________
(١) عن الطبري وبالأصل قضى.
(٢) جبل بين ميافارقين وسعرت (ياقوت).
(٣) قرية بين السوس والصيمرة ، قتل بها شمر بن ذي الجوشن (ياقوت).
(٤) عن الطبري وبالأصل : «سحا».
(٥) عن الطبري وبالأصل : «كامة؟؟».
(٦) بياض بالأصل ، واللفظة أثبتناها عن الطبري.
(٧) عن الطبري وبالأصل : قالوا.
(٨) بالأصل : صوبه ، والمثبت عن الطبري.
(٩) عن الطبري وبالأصل : قالوا.
(١٠) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل ، والمثبت عن الطبري.
(١١) بالأصل : يشتد.
(١٢) كذا ، وفي الطبري : لمتّزر.
(١٣) محقق أي محكم النسج.
أنظر إلى بياض كشحيه ، من فوق البرد ، وإنه ليطاعنهم بالرمح ، قد أعجلوه أن يلبس سلاحه وثيابه ، قال : فمضينا وتركناه ، قال : فما هو إلّا أن مضت ساعة إذ سمعت : الله أكبر ، قتل الله الخبيث.
قال أبو مخنف : حدّثني المشرقي (١) ، عن عبد الرّحمن بن عبيد أبي الكنود قال : أنا والله صاحب الكتاب الذي رأيته مع العلج وأتيت به أبا عمرة ، وأنا قتلت شمرا ، قال : قلت : هل سمعته يقول شيئا ليلتئذ؟ قال : نعم ، خرج علينا فطاعننا برمحه ساعة ثم ألقى رمحه ثم دخل بيته فأخذ سيفه ثم كرّ علينا وهو يقول (٢) :
نبهتهم ليث عرين باسلا |
|
جهما محيّاه يدقّ الكاهلا |
لم ير يوما عن عدو ناكلا |
|
إلّا كذا مقاتلا أو قاتلا |
يبرحهم ضربا ويروي العاملا |
٢٧٦٣ ـ شمر بن عبد الله الخثعمي ، ثم القحافي
من أصحاب معاوية ، وشهد معه صفّين (٣) ، وشفع عنده لكريم بن عفيف الخثعمي من أصحاب حجر فوهبه له ، له ذكر.
__________________
(١) بالأصل : «الشرمي» والمثبت عن الطبري.
(٢) الرجز في الطبري ٦ / ٥٤.
(٣) انظر وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص ٢٥٧.
[ذكر](١) من اسمه شمعون
٢٧٦٤ ـ شمعون (٢) أبو ريحانة الأزدي ،
ويقال : الأنصاري ، ويقال : القرشي (٣)
والأصح أنه أزدي ، ويقال : شمغون بالغين المعجمة
له صحبة من رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
روى عن النبي صلىاللهعليهوسلم أحاديث.
روى عنه : أبو علي عمرو بن مالك الجنبي الهمداني ، وأبو رشد بن كريب (٤) بن إبراهيم (٥) ، وأنس بن عامر المعافري الحجري ، وقيل (٦) : عامر ، وأبو الحصين الحجري ، وعبادة بن نسيّ ، وأبو صالح الأشعري ، وشهر بن حوشب ، ومجاهد بن جبر (٧).
وهو ممن شهد فتح دمشق واتخذ بها (٨) دارا وسكن بعد ذلك بيت المقدس.
__________________
(١) ما بين المعقوفتين زيادة من المحقق.
(٢) في تهذيب الكمال ط دار الفكر ٨ / ٣٩٥ شمعون بن زيد بن خنافة وفي الاستيعاب : يزيد.
(٣) ترجمته في الاستيعاب ٢ / ١٦٢ هامش الإصابة ، أسد الغابة ٢ / ٣٧٧ الإصابة ٢ / ١٥٦ تهذيب التهذيب ٢ / ٥١٤ الوافي بالوفيات ١٦ / ١٨٣ وفيه : شمغون. قال ابن يونس وهو عندي أصح.
(٤) بالأصل : «كرر» والمثبت عن أسد الغابة وتهذيب الكمال.
(٥) أسد الغابة : أبرهة.
(٦) كذا ولعله «أبو عامر» انظر تهذيب الكمال ٨ / ٣٩٥.
(٧) بالأصل : «خير» والمثبت عن تهذيب الكمال.
(٨) بالأصل : «واتخذتها» والمثبت عن الوافي.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عدي بن مالك ، وأبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد ، قالا : أنبأ أبو الطيب عبد الرزّاق (١) ، أنبأ أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ ، أنبأ أبو يعلى الموصلي ، ثنا غسان بن الربيع ، عن ليث.
أخبرنا أبو أحمد عبد الكريم بن حمزة ، وطاهر بن سهل بن بشر ، قالا : أنبأ أبو الحسين محمّد بن مكي بن علي ، ثنا أبو الميمون ، عن حمزة ، أنبأ أحمد بن عبد الوارث بن جرير ، ثنا عيسى بن حمّاد ، أنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الحصين الحجري (٢) ، عن أبي ريحانة قال : بلغنا أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم نهى عن الوشر (٣) ، والوشم (٤) ، والبندة ، والمشاعرة ، والمكاعمة (٥) ، والوصال ، والملامسة ، ولم يذكر عيسى المكاعمة.
أخبرنا أبو القاسم غانم بن خلف بن عبد الواحد ، أنبأ عبد الرزاق ، عن عمر بن موسى ، عن سمة ، أنبأ أبو بكر بن المقرئ ، ثنا محمّد بن زيان ، وإسماعيل بن داود بن وردان ، قالا : ثنا زكريا بن يحيى كاتب العمري ، حدّثني مفضّل بن فضالة ، وقال ابن داود : ثنا عن عياش (٦) بن عباس ، عن أبي الحصين الهيثم بن شفي أنه سمعه يقول : خرجت أنا وصاحب لي يسمى أبا عامر ـ رجل من المعافر ـ لنصلي (٧) بإيلياء وكان قاصهم رجل من الأزد يقال له : أبو ريحانة من الصّحابة.
قال أبو الحصين : فسبقني صاحبي إلى المسجد ، فأدركته ، فجلست إلى جنبه فسألني هل أدركت قصص أبي ريحانة؟ فقلت : لا ، فقال : سمعته يقول : نهى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن عشرة : عن الوشم ، والوشر ، والنتف ، وعن مكامعة (٨) الرجل [الرجل](٩) بغير شعار ، وعن مكامعة المرأة المرأة بغير شعار ، وأن يجعل الرجل في
__________________
(١) بياض بالأصل.
(٢) بالأصل : «الحميري» خطأ ، والصواب عن تهذيب الكمال ، واسمه الهيثم بن شفي.
(٣) الوشر : أن تحدد المرأة أسنانها وترقق أطرافها (اللسان).
(٤) الوشم : هو ما تجعله المرأة على ذراعها بالإبرة ثم تحشوه بالنئور (اللسان).
(٥) المكاعمة أن يلثم الرجل صاحبه ويضع فمه على فمه كالتقبيل.
(٦) بالأصل : «عباس» والمثبت عن تهذيب الكمال ٨ / ٣٩٧.
(٧) بالأصل : ليصلي.
(٨) المكامعة : أن يضاجع الرجل صاحبه في ثوب واحد ، لا حاجز بينهما.
(٩) زيادة عن تهذيب الكمال وأسد الغابة.
أسفل ثيابه حريرا مثل الأعاجم ، وأن يجعل على منكبه حريرا مثل الأعاجم ، وعن التهبي (١) ، وركوب النمر ، ولبوس الخاتم إلّا لذي سلطان.
رواه أحمد بن حنبل ، عن يحيى بن غيلان ، عن المفضّل بن فضالة بإسناده نحوه ، وقال : ركوب النمور ، ورواه زيد بن الحباب ، عن يحيى بن أيوب ، عن عياش بن عباس (٢) الحميري ، عن أبي الحصين الحجري ، عن عامر الحجري بمعناه ، وروى الليث بن سعد عن (٣) يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الحصين الحجري ، عن أبي ريحانة نفسه (٤) وكل ذلك عندنا بإسناد ، لكنا اقتصرنا على حديث المفضّل لاستقامة إسناده وعلوه.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد ، أنبأ أبو علي بن الحصين ، أنبأ أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد (٥) ، حدّثني أبي ، نا زيد بن الحباب ، حدّثني عبد الرّحمن بن شريح ، قال : سمعت محمّد بن سهل (٦) الرعيني يقول : سمعت أبا عامر اليحصبي (٧) قال أبي : وقال [غيره : الجنبي ، يعني غير زيد ، أبو علي الجنبي](٨) ـ يعني يقول ـ سمعت أبا ريحانة قال : كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في غزوة [فأتينا ذات ليلة](٩) إلى شرف فبتنا عليه ، فأصابنا برد شديد حتى رأيت من يحفر في الأرض حفرة يدخل فيها ويلقي عليه الحجفة ـ يعني الترس ـ فلما رأى ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الناس نادى : «من يحرسنا في هذه الليلة وأدعوا له بدعاء كثير [يكون فيه](١٠) فضلا» فقال رجل من الأنصار : أنا يا رسول الله ، قال : «ادنه» ، فدنا ، فقال : «من أنت؟» فتسمّى له الأنصاري ، ففتح رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالدعاء ، فأكثر منه ، قال أبو ريحانة : فلما سمعت ما
__________________
(١) وفي تهذيب الكمال : «النهبي» وفي أسد الغابة : النهبة.
(٢) بالأصل : عباس ، وقد مرّ قريبا.
(٣) بالأصل «بن» خطأ ، انظر ترجمة الليث بن سعد في سير الأعلام ٨ / ١٣٦.
(٤) بياض بالأصل.
(٥) الحديث في مسند أحمد ط دار الفكر ح ١٧٢١٣ (٦ / ٩٩).
(٦) في المسند : «سمير» وفي تهذيب الكمال : بشير.
(٧) المسند : التجيبي.
(٨) المسند : التجيبي.
(٩) بياض بالأصل ، والعبارة بين معكوفتين استدركت عن المسند.
(١٠) بياض بالأصل ، وما بين معكوفتين استدرك عن المسند.
ولفظة : «كثير» سقطت من المسند ، وفي المسند : «فضل» بدل «فضلا».
دعا به رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلت : أنا رجل آخر ، قال : «ادنه» ، فدنوت ، فقال : «من أنت؟» قال : فقلت : أنا أبو ريحانة ، فدعا بدعاء هو دون ما دعا للأنصار [ي] ، ثم قال : «حرّمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله ، وحرّمت النار على عين سهرت في سبيل الله» ، أو (١) قال : حرّمت النار على عين أخرى ثالثة ، لم يسمعها محمّد بن سمير [٥٠٣٢].
قال عبد الله : قال أبي : وقال غيره : ـ يعني غير زيد أبو علي الجنبي ـ.
رواه أبو كريب ، عن زيد بن الحباب ، وقال فيه : سمعت أبا علي الجنبي كما حكاه أحمد عن غير زيد ، ورواه علي بن حرب عن زيد هذا ، فقال : سمعت أبا علي التجيبي.
أخبرناه أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب ، أنبأ أبو صاعد يعلى بن هبة الله الفضيلي ، أنبأ أبو محمّد بن أبي شريح ، أنبأ محمّد بن عقيل بن الأزهر ، ثنا علي بن حرب ، ثنا زيد بن الحباب ، حدّثني عبد الرّحمن بن شريح ، ثنا محمّد بن سمير الرعيني ، قال : سمعت أبا علي التجيبي قال : سمعت أبا ريحانة يقول : غزوت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأصابنا برد شديد ، فلقد رأيت الرجل يحفر الحفيرة ثم يدخل فيها ويضع ترسه عليه ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «من يحرسنا الليلة؟» فقال رجل من الأنصار : أنا ، قال : «من أنت؟» فانتسب له ، فدعا له رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم قال : «من يحرسنا الليلة؟» قلت : أنا ، قال : «من أنت؟» قلت : أبو ريحانة ، فدعا لي دون ما دعا لصاحبي ، ثم قال : «حرّمت النار على ثلاثة أعين : عين حرست في سبيل الله ، وعين بكت أو دمعت من خشية الله» [٥٠٣٣].
قال أبو الحسين : ولم يذكر ابن سمير الثالثة.
ورواه أبو صالح عبد الله بن صالح بن عبد الرّحمن بن شريح كذلك.
أنبأناه أبو علي الحداد ، أنبأ أبو نعيم ، ثنا سليمان بن أحمد (٢) ، ثنا مطلب بن شعيب ، ثنا عبد الله بن صالح ، ثنا عبد الرّحمن بن شريح ، أبو شريح الإسكندراني ،
__________________
(١) عن المسند وبالأصل : وقال.
(٢) الخبر في حلية الأولياء ٢ / ٢٨ ونقله في تهذيب الكمال ط دار الفكر ٨ / ٣٩٨ من طريق سليمان بن أحمد.
عن أبي الصباح محمّد بن سمير (١) الرعينيّ عن أبي علي الهمداني ، عن أبي ريحانة أنه كان مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في غزوة [قال : فأوينا](٢) ذات ليلة إلى شرف ، فأصابنا فيه برد شديد حتى رأيت الرجال يحفر أحدهم حفرة فيدخل فيها ويلقي عليها حجفته (٣) ، فلما رأى ذلك منهم قال : «من يحرسنا في هذه الليلة فادعوا له بدعاء يصيب به فضلة» فقام رجل فقال : أنا يا رسول الله ، فقال : «من أنت؟» فقال : أنا فلان بن فلان الأنصاري ، قال : «ادنه» ، فدنا منه ، فأخذ ينفض (٤) ثيابه ثم استفتح بالدعاء ، قال أبو ريحانة : فلما سمعت ما يدعو به رسول الله صلىاللهعليهوسلم للأنصاري قمت فقلت : أنا رجل فسألني كما سأله وقال : «ادنه» كما قال له ، ودعا لي بدعاء دون ما دعا به للأنصاري ، ثم قال : «حرّمت النار على عين سهرت في سبيل الله (٥) ، وحرّمت النار على عين غضّت عن محارم الله» [٥٠٣٤].
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنبأ أبو سعد (٦) الأديب ، أنبأ أبو عمرو بن حمدان ، أنبأ أبو يعلى الموصلي ، ثنا مجاهد بن موسى ، ثنا أبو بكر.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأ عيسى بن علي ، أنبأ عبد الله بن محمّد ، نا جدي ، ومنصور بن أبي مزاحم ، قالا : أنبأ أبو بكر بن عياش ، ثنا حميد الكندي ، عن عبادة بن نسيّ ، عن أبي ريحانة : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من انتسب إلى تسعة آباء كفّار يريد بهم عزا وكرما كان عاشرهم في النار» [٥٠٣٥].
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأ أبو بكر محمّد بن عبد الله بن عمر العمري ، أنبأ أبو محمّد بن أبي شريح ، أنبأ أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبار الرذاني (٧) ، ثنا حميد بن زنجويه ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا عصمة بن سالم الهنائي ، ثنا الأشعث ، عن
__________________
(١) تهذيب الكمال : «بشير».
(٢) بياض بالأصل ، وما بين معكوفتين استدرك عن تهذيب الكمال.
(٣) بالأصل والحلية : جحفته ، خطأ.
(٤) الحلية وتهذيب الكمال : ببعض.
(٥) بعدها في المصدرين السابقين : «وحرمت النار على عين دمعت من خشية الله» وقال الثالثة فنسيتها. قال أبو شريح بعد ذلك : وحرمت ...».
(٦) بالأصل تقرأ : سعيد ، خطأ.
(٧) بالأصل : الرواني ، والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى رذان قرية من قرى نسا.
جابر الحداني ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي ريحانة الأنصاري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الحمى كير من جهم ، وهي نصيب المؤمن من النار» [٥٠٣٦].
ذكر أبو الحسين الرازي عن شيوخه الدمشقيين قال : دار بني الأكسف هم موالي الأزد ، كان أحدهم أبو ريحانة الأزدي صاحب الأزد في الفتوح ، وأبو ريحانة صحابي ، وكانت له هذه الدار ، أنزلها في أول ما فتح دمشق وصار بعده من ولده محمّد بن حكيم بن أبي ريحانة ، كأننا من كتاب الدمشقيين ، وهو أول من طوى الطومار وكتب فيه مدرجا مقلوبا.
أخبرنا أبو البركات ، وأبو العزّ ، قالا : أنبأ أبو طاهر ـ زاد أبو البركات ، أنبأ محمّد بن الحسين وأبو الفضل قالا : ـ أنبأ الأصبهاني ، أنبأ محمّد بن أحمد الأهوازي ، أنبأ عمر بن أحمد الأهوازي ، ثنا خليفة بن خياط (١) في تسمية من نزل الشام من الصحابة : أبو ريحانة الأنصاري.
وقال في موضع آخر (٢) : وأبو ريحانة من ساكني مصر.
روى : «الحمي من كير جهنم» ـ وفي نسخة : من فيح جهنم ـ.
أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن علي الآبنوسي ، وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو الحسين بن المظفّر ، أنبأ أحمد بن علي بن الحسين ، أنبأ أحمد بن عبد الله بن البرقي ، قال : أبو ريحانة الأزدي كان يسكن بيت المقدس ، له خمسة ـ يعني أحاديث ـ.
أنبأ أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنبأ أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا عبد الوهاب بن محمّد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنبأ أحمد بن عبدان ، أنبأ محمّد بن سهل ، أنبأ محمّد بن إسماعيل (٣) ، قال شمعون أبو ريحانة الأنصاري ، ويقال : قرشي ، له صحبة ، سماه ابن أبي أويس (٤) عن أبيه ، نزل الشام.
__________________
(١) طبقات خليفة ص ٥٥٥ رقم ٢٨٥٢.
(٢) طبقات خليفة ص ٢١١ رقم ٨١٢.
(٣) التاريخ الكبير ٤ / ٢٦٤.
(٤) عن البخاري والإصابة ، وبالأصل : أوس.
ـ في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ـ أنبأ أبو القاسم بن منده ، أنبأ أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنبأ أبو طاهر ، أنبأ علي بن محمّد ، قالا : أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس (١) ، قال شمعون أبو ريحانة الأنصاري ، ويقال : قرشي ، له صحبة ، نزل الشام ، روى عنه أبو علي الهمداني ثمامة بن شفي ، وشهر بن حوشب ، وكريب بن أبرهة ، ويحيى بن حسان الفلسطيني ، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنبأ أحمد بن منصور بن خلف ، أنبأ أبو سعيد بن حمدون ، أنبأ مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو ريحانة شمعون الأزدي ، ويقال : الأنصاري ، صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنبأ أبو نصر الوائلي ، أنبأ الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي (٢) عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، قال : أبو ريحانة شمعون نزل الشام.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأ أبو الحسن بن الآبنوسي ، أنبأ عبد الله بن عتّاب ، أنبأ أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.
ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنبأ الحسن بن أحمد ، أنبأ علي بن الحسن ، أنا عبد الوهاب بن الحسن ، أنبأ أحمد بن عبيد ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الأولى في تسمية الصحابة الذين نزلوا الشام : أبو ريحانة الأسدي.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنبأ هبة الله بن إبراهيم بن عمر (٣) أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، ثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد (٤) قال : سمعت أبا إسحاق الجوزجاني يقول : أبو ريحانة يقال له شمعون.
__________________
(١) الجرح والتعديل ٤ / ٣٨٨.
(٢) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(٣) بياض بالأصل.
(٤) الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٣٠.
قال الدّولابي : وسمعت موسى بن سهل يقول : أبو ريحانة الكناني اسمه شمعون ، قال الدّولابي : أبو ريحانة شمعون.
كتب إليّ أبو محمّد بن حمزة بن العباس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأ أبو بكر الباطرقاني ، أنبأ أبو عبد الله بن منده ، أنبأ أبو سعيد بن يونس ، قال : شمعون الأزدي يكنى أبا ريحانة ، وقد ذكر فيمن قدم مصر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وما عرفنا وقت قدومه.
روى عنه من أهل مصر : كريب بن أبرهة الأصبحي ، وعمرو بن مالك الجنبي ، وأبو عامر الحجري ، سمع منه بالشام ، ويقال في اسمه : شمعون بالعين ، وهو أصح عندي.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأ عيسى بن علي ، أنبأ أبو القاسم البغوي.
قال : أبو ريحانة بلغني اسمه شمعون.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر ، أنبأ أحمد بن علي بن عبيد الله بن سوار ، والمبارك بن عبد الجبّار ، قالا : أنبأ أبو الفرج الطناجيري ، ثنا أبو بكر الدارمي ، ثنا عبد الملك بن بدر بن الهيثم ، ثنا أحمد بن هارون الحافظ ، قال في الطبقة الأولى من الأسماء المنفردة ـ وهم أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ : شمعون ، وهو أبو ريحانة بالشام.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنبأ أبو بكر الصّفار ، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأ أبو أحمد الحاكم. قال : أبو ريحانة شمعون الأنصاري ، ويقال : الأزدي ، ويقال : القرشي ، له صحبة من النبي صلىاللهعليهوسلم ، نزل الشام.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنبأ أبو الحسن الدارقطني ، قال : وأما شمعون فهو أبو ريحانة شمعون الأزدي ، ويقال : الأنصاري ، له صحبة.
روى عنه أبو الحصين الهيثم بن سفي ، ويقال : ابن شفي ، وغيره.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأ شجاع بن علي ، أنبأ أبو عبد الله بن منده ، قال : شمعون أبو ريحانة الأنصاري ، كان بمصرف الشام ، روى عنه كريب بن