النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

الدكتور زهير الاعرجي

النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

المؤلف:

الدكتور زهير الاعرجي


الموضوع : الطّب
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ١٨١

للتأديب. وقد روي ان امير المؤمنين عليه‌السلام ضمّن ختّاناً قطع حشفة غلام (١). والاولى الاعتماد على الاجماع فقد نقله المصنّف في الشرح وجماعة ، لا على الرواية لضعف سندها بالسكوني »(٢).

وأجمع فقهاء السنة على « ان الطبيب اذا اخطأ لزمته الدية ، مثل ان يقطع الحشفة في الختان وما اشبه ذلك ، لانه في معنى الجاني خطأ. وعن مالك رواية انه ليس عليه شيء ، وذلك عنده اذا كان من اهل الطب ، ولا خلاف انه اذا لم يكن من اهل الطب انه يضمن لأنه متعدّ ، وقد ورد في ذلك مع الاجماع حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده ان رسول الله (ص) قال : ( من تطبب ولم يعلم منه قبل ذلك الطب هو ضامن ) والدية فيما اخطأه الطبيب عند الجمهور على العاقلة » (٣). فالطبيب اذن « يضمن في ماله من يتلف بعلاجه. ولو ابرأه المريض او الولي ، فالوجه : الصحة لإمساس الضرورة الى العلاج » (٤).

ونستلخص من هذا الرأي فوائد :

« الاولى : انه يجوز العلاج للامراض ؛ اما اولاً فلوجوب دفع الضرر عن النفس عقلاً وشرعاً. واما ثانياً فلقوله (ص) : ( تداووا فان الذي انزل الداء انزل الدواء ) (٥) ، وقوله (ص) : [ شفاء اُمتي في ثلاث : آية من كتاب الله [ الطب الايماني ] ، ولعقة من عسل [ الطب الغذائي ] ، ومشراط حجام

__________________

(١) التهذيب : ج ١٠ ص ٢٣٤.

(٢) شرح اللمعة : ج ١٠ ص ١١٠.

(٣) بداية المجتهد لابن رشد : ج ٢ ص ٤٥٤.

(٤) شرائع الاسلام : ج ٤ ص ٢٤٨.

(٥) قرب الاسناد : ص ٥٢.

٨١

( الطب التجريبي / الجراحي ) (١). واما ثالثاً فللا جماع على ذلك.

الثانية : الطبيب القاصر المعرفة ضامن لما يتلف بعلاجه اجماعاً ، وكذا العارف اذا عالج صبياً او مجنوناً او مملوكاً من غير اذن من الولي والمالك ، او عالج عاقلاً حراً من غير اذن منه.

الثالثة : العارف اذا عالج حراً عاقلاً آذنا ، او احد الثلاثة مع اذن الولي فيخطئ هل يضمن ام لا ؟ قال الشيخان والتقي وسلار : نعم ، لحصول التلف مستنداً الى فعله ولا يبطل دم امرئ مسلم (٢). قال المصنف في النكت : الاصحاب مجمعون على ان الطبيب يضمن ما يتلف بعلاجه ، وهو الاصل في الحجة ، والاجماع المنقول بالواحد حجة عند الاكثر.

الرابعة : لو اخذ الطبيب البراءة من المريض الحر العاقل او من ولي غيره هل يكون ذلك مسقطاً للضمان ام لا ؟ قال الشيخان واتباعهما : نعم ، لان الضرورة ماسة الى العلاج لما يتعقبه من الضمان ، وللرواية المذكورة عن الصادق (ع) عن على (ع) انه قال : ( من تطبب او تبيطر فليأخذ البراءة من وليه والاّ فهو ضامن ) (٣) ، وانما ذكر الولي لانه هو المطالب على تقدير التلف. فلما شرع الابرام قبل الاستقرار لمكان الضرورة صرف الى من يتولى المطالبة بتقدير وقوع ما تقع البراءة منه. قال المصنف في النكت : لا استبعد ابراء المريض لانه فعل مأذون فيه والمجنيّ عليه اذا اذن في الجناية

__________________

(١) العوالي : ج ٢ ص ١٤٨.

(٢) التهذيب : ج ١٠ ص ٢٠٥.

(٣) الكافي : ج ٧ ص ٣٦٤.

٨٢

سقط الضمان فكيف بأذنه في المباح المأذون في فعله.

الخامسة : الضمان المذكور في مال الطبيب لانه شبيه عمد لتحقق القصد الى الفعل لا الى القتل » (١).

والخلاصة ، ان الطبيب مسؤول عما يتلفه بعلاجه اذا لم يكن خبيراً بالاجماع ، او كان المريض طفلاً او مجنوناً اذا لم يحصل على الاذن من وليهما ، او كان المريض بالغاً لم يأذن له بالعلاج ، ولكن يسقط ضمان الطبيب اذا اخذت البراءة من المريض.

__________________

(١) التنقيح الرائع للسيوري الحلي : ج ٤ ص ٤٦٩.

٨٣

النظام الصحي في الاسلام

استمر الانسان في حياته الاجتماعية منذ بداية الخليقة يتساءل ماذا اتناول من طعام حتى احافظ على حيوتي الجسمية ؟ وايهما افضل لصحتي : كثرة الطعام ام كفاية الغذاء ؟ ولو ترك الامر للناس في اختيار نوعية الطعام على اساس انه شهي او على اساس انه نافع ، لاختار للناس الطعام الشهي على اساس انه شهي او على الطعام النافعة لان الرغبة الشخصية للفرد هي التي تحدد نوعية الطعام الذي يأكله. فاذا اصبحت شهوة الفرد الحَكَم في اختيار الطعام اضحى الفرد عبداً لشهيته. ولا يختلف الحيوان في ذلك عن الانسان. فيخضع الحيوان لنفس المنهج المذكور لان شهوته هي التي تحدد كمية الطعام التي يستهلكها حتى لو كان ذلك مضراً لجسمه. ولكن العلم الحديث والنظام الرأسمالي اخضعا الحيوان لطعام مصنّع يحتوي على نسبة محدّدة من الكاربوهيدرات والبروتينات والدهنيات ، حتى يستطيع المستثمر ، الذي يمتلك قطيعاً من الاغنام مثلاً جني أقصى الارباح عند بيعه تلك الحيوانات الصحيحة المتعافية ، على عكس النتيجة فيما لو باع الحيوانات المريضة ، او الحيوانات التي تستهلك علفاً لا تنفع اجسامها ، فتقل عندئذ الارباح التي يفترض جنيها من تلك الثروة الحيوانية.

ولكن هنا يبرز سؤال مهم ، وهو كيف يستطيع الانسان اختيار طعامه الصحيح وهو جاهل بمحتويات المواد الغذائية التي يتناولها ؟ وللجواب على هذا السؤال يمكن ان يقال ان للانسان طريقين ، اما ان يختار العلم التجريبي ليدليه على المواد الغذائية التي تنفع الجسم ، وهذا ما لم يحصل

٨٤

في تاريخ البشرية الاّ في القرن الأخير. واما ان يفتش عن نظام غيبي يدليه على اسرار الوقاية والغذاء حتى يتجنب الامراض النازلة بالافراد. والنظام الغيبي الذي نقصده هو الاسلام ، حيث جاء بنظام وقائي ونظام غذائي في غاية الدقة والكمال. ولو ان المائة سنة الأخيرة التي بحث العلم التجريبي فيها عن اسرار الطعام ومحتويات المواد الغذائية وعلاقتها بصحة الانسان ، صرفت على احكام الاطعمة والأشربة في الاسلام لدفعت العلم البشري اشواطاً عديدة الى الامام ، ولاستغنت اوروبا وامريكا وروسيا واليابان عن ملايين الاطنان من الادوية والحقن والامصال ، التي اريد لها ان تشفي الامراض ، ولكنها لم تحقق الشفاء التام لحد اليوم.

ولو استطرد السائل الآنف الذكر مستفسراً عمّا يعمله الغذاء الجيد بجسم الانسان ؟ لأجبناه بان الفرد الذي يتبع النظام الوقائي والغذائي الذي دعا اليه الاسلام سيكون فرداً سليماً من الناحية الصحية ؛ حيث ان المفترض طبياً ان يتمتع الفرد السليم بالصفات التالية:

١ ـ ان ظهوره العام ظهور صحي مصحوب بحيوية فائقة ، وان تعبيرات الوجه ووضوح العينين ، وسرعة حركتها ، وقوة ملاحظتهما تعكس الحالة الصحية الطبيعية لذلك الفرد.

٢ ـ تركيبة العظام تركيبة جيدة. فيلاحظ ان السواعد والسيقان مستقيمة ، وان الرأس والصدور والاسنان ذات بناء قوي في المادة واعتدال في الاتجاه.

٣ ـ ان عضلات الجسم قوية ونامية بشكل صحيح. ويظهر ذلك في القيام والجلوس والمشي ، والحركة الرياضية.

٨٥

٤ ـ ان الانسجة الشحمية تحت الجلد تغطي العظام والعضلات بشكل كاف بحيث يكون مظهر جسم الانسان مظهراً طبيعياً.

٥ ـ ان وظائف الجسم تعمل بكفاءة ، فيؤدي الجهاز الهضمي وظيفته في الهضم وامتصاص المواد الغذائية واخراج الفضلات ، وكذلك الجهاز التنفسي ، وان الفرد ينام باطمئنان ويستيقظ بنشاط.

وانسان بهذه الصفات يعتبر من الناحية الطبية كائنا طبيعياً وصحياً. فالفرد لا يحتاج الى كمية كبيرة من الطعام حتى يكون قادراً على تأدية دوره الحياتي ، بل انه ـ اذا وضع الشهوة الجامحة بأكل اللذيذ من الطعام جانباً ـ يحتاج الى الاساسيات حتى يستطيع القيام بدوره الفعال في الحياة الاجتماعية ؛ فهو يحتاج الى كمية كافية من البروتينات لاصلاح انسجة الجسم ، وكمية كافية من المعادن والاملاح لتنمية العظام والاسنان ، وكمية كافية من الكاربوهيدرات للطاقة ، وكمية كافية من الفيتامينات لاعطاء حيوية للاعصاب والدماغ وحفظ بقية الانسجة ، وكمية قليلة من الدهنيات للحفاظ على ظاهر الجسم. وعندما يتم اكتمال بناء الجسم في العشرينات من عمر الانسان ، تصبح كثرة الطعام من هذه المواد بمثابة حقْن الجسم بالسموم. ولذلك فان الرسل (ص) والائمة (ع) كانوا يكتفون بالخبز والتمر واللبن احياناً في وجباتهم الغذائية ، لان الخبز ـ وهو يحتوي على الكاربوهيدرات ـ يمنح الجسم الطاقة. والتمر ـ وهو يحتوي على سكر واملاح وفيتامينات ـ يحفظ حيوية الدماغ والاعصاب. واللبن ـ وهو يحتوي على بروتينات وفيتامينات ـ يصلح الانسجة ويحافظ على حيويتها. وهذا المقدار من الطعام يكفي لتنشيط الجسم الانساني ودفعه

٨٦

لاداء اعماله الحياتية الطبيعية. اما بقية الحبوب والفاكهة والخضار فقد ورد استحباب اكلها ؛ لانها تحوي على كل هذه المواد النافعة لجسم الانسان. وورد التأكيد على الاعتدال في اكل اللحوم ، خصوصاً الحمراء. وهذه المواد الغذائية البسيطة ، هي الاساس في تقوية الجسم وتحريكه ، وما عداها زائد ليست له قيمة حقيقية في بناء جسم الفرد صحياً.

ومن اعظم الاخطار الصحية التي جلبها التطور الصناعي في الدول الرأسمالية على الافراد هو تبديل النظام الغذائي الذي واكب التقدم الصناعي والزراعي في القرنين الماضيين. فاصبح الفرد سجين نظام غذائي فد يجلب له الضرر او المرض ؛ حيث يستند هذا النظام الغذائي على عوامل خمسة معارضة تماما للنظام الصحي الاسلامي في الاصل ، وهي :

١ ـ ازدياد كمية الطعام المتناول من قبل الافراد ؛ لان كثرة الخيرات وعدم وجود نظام اخلاقي يهذب طريقة الفرد في التعامل مع الغذاء ، ادت الى زيادة شره الافراد نحو تناول الطعام. فمن نتائج هذه الزيادة ان الفرد اصبح يخزن الشحوم الزائدة عن حاجته ، مما يسبب عطلاً في الوظائف البيولوجية للخلايا الجسمية. وقد ورد عن الامام امير المؤمنين (ع) قوله : ( لو ان الناس قصدوا في الطعام لاعتدلت ابدانهم ) (١).

٢ ـ تناول الطعام بين الواجبات الغذائية. وهو يسبب زيادة في خزن الشحوم ايضاً وارباكاً لنظام الجهاز الهضمي الذي صمم على اساس الوجبات الاساسية. وقد ورد في الرواية عن الامام الصادق (ع) : ( تغدّ وتعش ولا تأكلن بينهما شيئاً فان فيه فساد البدن ، اما سمعت الله تبارك

__________________

(١) المحاسن : ص٤٣٩.

٨٧

وتعالى يقول : ( وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً ) (١) (٢).

٣ ـ كثرة تناول السكّريات والمنتجات المتعلقة بها ، التي تحرم جسم الانسان من توازن الكمية الداخلة في الانسجة والخارجة منها ، فيما لو تناول الفرد الحبوب والفاكهة والخضار. وكثرة السكريات تسبب سرعة تسوّس الاسنان ايضاً. والاصل هنا هو قاعدة الاعتدال ، المتسالم بين العقلاء ، في تناول المواد الغذائية.

٤ ـ تناول الاطمعة المحفوظة ؛ حيث يحفظ الطعام في علب معدنية ، ثم تضاف اليه بعض المواد الكيميائية لحفظ خلال فترة النقل ، والخزن ، والبيع. ولما كان الماء وبعض الاملاح والفيتامينات الموجودة طبيعياً في داخل هذه الاطعمة ، تعجّل في تلف هذه المواد فانها تسحب خلال عملية التعليب ويعوض عنها بمواد كيميائية غير غذائية هدفها حفظ المادة المعلّبة من التفسخ. وهذا يؤدي الى انخفاض النسبة الغذائية في هذه المواد. وقد ورد في الروايات ما يشير الى اهمية الاطمعة الطازجة ، منها قوله (ع) : ( عليكم بالفواكه في اقبالها ، فانها مصحة للابدان ).

٥ ـ اهمال تناول الفطور في الصباح ؛ لان الفرد في المجتمع الصناعي يفضل ـ تحت ضغط الاقتصادية ـ الاسراع للعمل ، فيهمل تناول الفطور. وتناول الافطار الصباحي مهم لان الجسم يستهلك طاقته الحيوية خلال الليل ، ومع مجيء يوم جديد فان حاجات الجسم ينبغي ان تلبى قبل ان يتحرك من جديد لتأدية عمله اليومي الشاقّ. ولم يقتصر الاسلام على

__________________

(١) مريم : ٦٢.

(٢) الكافي : ج ٦ ص ٢٨٨.

٨٨

التأكيد على تناول الفطور ، بل اكد على ضرورة تناول العشاء ايضا على نفس مبدأ تناول الفطور لقوله تعالى : ( وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً ) (١) ، وقوله (ص) : ( لا تدعوا العشاء ولو على حشفة. اني اخشى على اُمتي من ترك العشاء الهرم. فان العشاء قوة الشيخ والشاب ) (٢).

والاخطار الصحية الناتجة عن اتباع وممارسة النظام الغذائي الرأسمالي تستهلك من واردات النظام الاجتماعي الكثير على المستوى الصحي والانتاجي للافراد. ولكن نظاماً كالنظام الاسلامي عالج هذه المشكلة الانسانية من الصميم ، فأحدث نظاميه الوقائي والغذائي للحفاظ على حيوية الافراد.

__________________

(١) مريم : ٦٢.

(٢) المحاسن : ص ٤٢١.

٨٩

اولاً : النظام الوقائي

ويعالج النظام الوقائي الحالة المرضية قبل وقوعها. فاذا كانت كثرة الطعام تسبب آلاماً في الجهاز الهضمي مثلاً ، فمن الوقاية ان يجتنب الفرد كثرة الاكل. وهذه القاعدة الصحية البسيطة لها تأثير فعّال على صحة الافراد ، لان كمية الطعام ونوعيته مرتبطة بعدد كبير من الامراض التي تصيب الانسان. واذا نظرنا من وجهة نظر طبية ونفسية للتحريم الذي اوجبه الشارع على المأكولات تبين لنا ان للتحريم ، اضافة الى المعنى التعبدي ، نتائج وقائية على مستوىً عظيم من الاهمية.

فقد حرّمت الشريعة اصنافاً عديدة من المأكولات ومنها ، اولاً : الحيوانات المحرم اكلها بالذات كالدم ، والميتة ، ولحم الخنزير ، وما اهلّ لغير الله. ثانياً : التحريم بالواسطة كالمغصوب والمتنجس. ثالثاً : التحريم بالذات ولكنه احلّ بالواسطة كأكل الميتة للمضطر. يقول تعالى : ( قُل لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (١). وفي المشروبات حرمت الشريعة الخمور ، والدماء ، والاعيان النجسة والمتنجسة ، وألبان الحيوانات المحرم اكلها.

وأحلّت اكل البهائم الاهلية كالغنم والبقر ، والبهائم البرية كالغزلان ، والطيور غير المخالبية ذات الدفيف التي لها حواصل وقوانص وصيص ،

__________________

(١) الانعام : ١٤٥.

٩٠

والاسماك ذات القشور ، والطيبات من الثمار والحبوب والخضار. وقد حثَّ القرآن الكريم على الاكل من الطيبات ، كما ورد في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلَالاً طَيِّباً ) (١).

وللطهارة المائية من وضوء واغسال وتطهير للفم جوانب وقائية عظيمة ايضاً. وكذلك الصيام واحكامه ، والنوم وآدابه.

١ ـ ما يؤكل من الأطعمة :

أ ـ الحيوانات المحرم أكلها بالذات :

وقد افرد الفقهاء تحت باب الاطعمة والاشربة اسماء العديد من الحيوانات التي حرم الشرع اكلها. فقد وردت حرمة اكل الحيوانات البحرية ، والاسماك التي لا تمتلك قشوراً ، والخنازير ، والدماء ، والميتة ، وما اهل لغير الله ، والكلاب ، والسباع ، والمسوخ ، والحشرات السامة ، والطيور التي لها مخالب والتي يكوي صفيفها اكثر من دفيفها وتنعدم فيها القانصة والحوصلة والصيصة ( وهي شوكة خلف رجل الطير خارجة عن الكف ) ، وبيض الطيور الحرام ، وبعض محتويات الذبيحة كالطحال والقضيب والبيضتين والفرث وغيرها.

وقد اتفق الفقهاء على حرمة اكل كل حيوان بحري ( ما عدا السمك ) حتى لو اكتسى جلده قشوراً ، اوكان على صورة الحيوان البري الذي يحل

__________________

(١) البقرة : ٢٨.

٩١

أكله (١). وذهب اكثرهم الى تحريم السمك الذي لا فلس له بدليل رواية محمد بن مسلم الذي سأل الامام الصادق (ع) : عن السمك الذي لا قشر له ؟ فقال : ( كُل ما له قشر من السمك ، وما كان ليس له قشر فلا تأكله ) (٢). ورواية عبد الله بن سنان عن الامام الصادق (ع) : ( كان علي (ع) : بالكوفة يركب بغلة رسول الله (ص) : ثم يمر بسوق الحيتان فيقول : لا تأكلوا ولا تبيعوا ما لم يكن له قشر من السمك ) (٣). والبيض الذي يستقر في جوف السمكة يتبعها في التحليل والترحيم ، فان حرم اكلها فالذي في جوفها حرام.

وورد تحريم اكل لحم الخنزير في القرآن (٤) ، وحرم اكل الكلب ايضاً لنجاستهما. وحرم من البهائم البرية السبع ، وهو الحيوان الذي له ظفر ، او ناب يفترس به ، قوياً كان كالاسد والفهد والذئب والنمر ، او ضعيفاً كأبن آوى. و « الاجماع على ذلك مضافاً الى السيرة المستمرة ، وقول الامام (ع) : لا تأكل من السباع ومخلب من الطير ، حرام ) (٦) ، فيحرم للنص عليه بخصوصه ، ولانه سبع في نصوص اخرى.

وحرمت لحوم المسوخ ، وهي ثلاثة عشر صنفاً : الفيل ، والدب ،

__________________

(١) المسالك ـ كتاب الاطعمة والاشربة.

(٢) التهذيب : ج ٩ ص ٢.

(٣) الكافي : ج ٦ ص ٢٢٠.

(٤) الانعام : ١٤٥.

(٥) الجواهر : ج ٣٦ ص ١٩٩.

(٦) الكافي : ج ٦ ص ٢٤٥.

٩٢

والخنزير ، والقرد ، والجريت ( نوع من السمك ) ، والضب ، والوطواط ، والدعموص ، والعقرب ، والعنكبوت ، والارنب ، وسهيل والزهرة .... قال الصدوق : سهيل والزهرة دابتان من دواب البحر (١).

ولم يرد نص على تحريم اكل الحشرات ، الا ان السام منها حرام اكله لمكان الضرر.

وحرمت الطيور التي علامات لها ثلاث وهي : المخلبية ، واكثرية الصفيف ، وانتفاء القانصة والحوصلة والصيصة. فالطير المفترس ذو المخالب يحرم اكله لانه يقتات على غيره من الطيور. وهو على انواع منها البازي ، والصقر ، والعقاب ، والشاهين ، والباشق ، والنسر. ويحرم اكل كل طير صفيفه اكثر من دفيفه. والصفيف بسط الجناحين من غير تحريك عند الطيران ، ويقابله الدفيف وهو تحريك الجناحين. ولو تساوى الصفيف والدفيف ، او كان الدفيف اكثر من الصفيف حل أكله. و « الاجماع على ذلك مضافاً الى النصوص. قال زرارة : ( سألت ابا جعفر (ع) عما يؤكل من الطير ؟ فقال : كُلْ ما دف ، ولا تأكل ما صف ). وفي موثق سماعة : ( كُلّ ما صف وهو ذو مخلب فهو حرام ، والصفيف كما يطير البازي والحدأة والصقر وما اشبه ذلك ، وكل ما دف فهو حلال ). وفي حديث آخر : ان كان الطير يصف ويدف ، فكان دفيفه اكثر من صفيفه اُكل ، وان كان صفيفه اكثر من دفيفه فلا يؤكل » (٢). ويحرم اكل الطير البري او البحري الذي ليس له قانصة ، او ليس له حوصلة ، او ليس له صيصة كالطاووس. اما الوطواط فهو من اللبائن

__________________

(١) الخصال للشيخ الصدوق : ج ٢ ص ٨٨.

(٢) الجواهر : ج ٣٦ ص ٣٠٤.

٩٣

ويحرم اكله لانه من المسوخ ، و « قد توافق النص والفتوى على عدم الفرق بين طير البر والماء في العلامات المذكورة ، فيؤكل من طير الماء ما وجدت علامة من علامات الحل ، حتى ولو كان يأكل السمك ، لاطلاق الادلة ، وخصوص خبر نجية بن الحارث ( سألت ابا الحسن (ع) عن طير الماء ما يأكل السمك منه يحل ؟ قال : لا بأس به ، كله » (١). وبيض الطير يتبعه في التحريم ، فبيض الطير الحرام حرام اكله ، « بلا خلاف ، لما ورد في خبر ابي الخطاب ( سألت ابا عبد الله (ع) عن رجل يدخل الاجمة ( الشجر الكثير ) فيجد فيها بيضاً مختلفاً ، لا يدري بيض ما هو ؟ أبيض ما يكره من الطير ، او يستحب ؟ فقال (ع) : ان فيه علماً لا يخفى ، انظر الى كل بيضة تعرض رأسها من أسفلها فكل ، وما سوى ذلك فدعه ). وفي رواية ثانية : ( ما كان مثل بيض الدجاج ، وعلى خلقته ، احدى رأسيه مفرطح ، والاّ فلا تأكل ) ، والمفرطح : العريض » (٢).

وحرمت الميتة نصاً واجماعاً ، ومنه قوله تعالى : ( حرمت عليكم الميتة ) (٣) ، ولكن الفقهاء اختلفوا في لبن الشاة الميتة هل هو طاهر ام لا ؟ ف‍ « ذهب الشيخ واكثر المتقدمين وجماعة من المتأخرين على انه طاهر ، للنص على طهارته في الروايات الصحيحة ، ومنها صحيحة زرارة ، قلت للامام الصادق (ع) : اللبن يكون في ضرع الشاة ، وقد ماتت ؟ قال : لابأس به » (٤).

__________________

(١) الجواهر : ج ٣٦ ص ٣٠٩.

(٢) الجواهر : ج ٣٦ ص ٣٣٥.

(٣) المائدة : ٣.

(٤) المسالك ـ باب الاطعمة والاشربة.

٩٤

واجمع الفقهاء على تحريم اكل بعض محتويات الذبيحة مثل الدم والطحال والقضيب والانثيين ( البيضتين ) والفرث. وقال الشهيد الاول بحرمة اكل المثانة والمرارة والمشيمة والفرج والعلباء ( وهما عرقان عريضان ممدودان من الرقبة الى الذنب ) والنخاع والغدد وذات الاشاجع ( وهي اصول الاصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكف ) وخرزة الدماغ وحدقة العين (١). ولكن الشهيد الثاني علق على ذلك بقوله : « ومستند الجميع غير واضحة ، لانه روايات يتلفق من جميعها ذلك. بعض رجالها ضعيف وبعضها مجهول والمتيقن منها تحريم ما دل عليه دليل خارج كالدم. وفي معناه الطحال وتحريمهما ظاهر من الآية ، وكذا ما استخبث منها كالفرث ، والفرج ، والقضيب ، والانثيين ، والمثانة ، والمرارة ، والمشيمة. وتحريم الباقي يحتاج الى دليل ، والاصل يقتضي عدمه ، والروايات يمكن الاستدلال بهل على الكراهة لسهولة خطبها » (٢).

ب ـ الاشربة والحبوب والثمار المحرمة بالذات :

وحرمت الشريعة أكل ما يضر ببدن الانسان أو عقله ، وكفى قوله (ص) : ( لا ضرر ولا ضرار في الاسلام ) دليلاً حاكماً على ادلة التكاليف الشرعية. ويؤيد ذلك ايضاً ما ورد عن الامام الصادق (ع) : ( كل شيء يكون فيه المضرة على الانسان في بدنه وقوته فحرام أكله الا في

__________________

(١) اللمعة الدمشقية للشهيد الاول : ج ٧ ص ٣١٠.

(٢) شرح اللمعة الدمشقية للشهيد الثاني : ج ٧ ص ٣١٠.

٩٥

الضرورة ) (١). ومنها فطائر الصحراء والاثمار السامة ونحوها.

اما الاشربة التي حرمتها الشريعة الاسلامية فهي على خمسة انواع :

الاول : الدم ، والمراد به مطلق الدم ، ان كان من الحيوانات التي احل الشرع أكلها او من التي حرم أكلها.

الثاني : كل سائل يتنجس بمماسته للنجاسة يحرم شربه فاذا وقعت قطرة من خمر في قدح ماء حرم شرب الماء.

الثالث : الاعيان النجسة كالابوال ونحوها.

الرابع : لبن الحيوان الذي يحرم اكله يحرم شربه ايضاً ، فلبن الذئبة واللبوة والدبة حرام ، « بلا خلاف اجد فيه » (٢).

الخامس : الخمر ، وندرسه من الناحيتين الشرعية والتجريبية.

اولا ـ الخمر : الناحية الشرعية :

والمراد به مطلق المسكرات ، وتناوله من الكبائر لانه يعدُّ انحرافا كانحرافات السرقة ، والزنا ، ونحوها. فقد جاء في حديث رسول الله (ص) : ( كل مسكر حرام وما اسكر كثيره فقليله حرام ) (٣) ، وعن ابي عبد الله (ع) : ( ... وما يجوز من الاشربة من جميع صنوفها فمالم يغير العقل كثيره فلا بأس بشربه وكل شيء منها يغير العقل كثيره فالقليل منه حرام ) (٤). وفي حديث آخر سئل الامام الرضا (ع) لم حرم الله الخمر ؟ قال :

__________________

(١) تحف العقول : ص ٣٣٧.

(٢) الجواهر : ج ٣٦ ـ باب الاطعمة والاشربة.

(٣) التهذيب : ج ٩ ص ١١١.

(٤) تحف العقول : ص ٣٣٧.

٩٦

( حرم الله الخمر لفعلها وفسادها. ومدمن الخمر كعابد وثن يورثه الارتعاش ويذهب بنوره ، ويهدم مروءته ، ويحمله على أن يجسر على المحارم من سفك الدماء ، وركوب الزنا ... ) (١). وقد ورد النهي عن تناول الخمر في قوله تعالى : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ ) (٢) ، وقوله : ( إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ ) (٣) ، وقوله : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ ) (٤). والاثم ، في عرف المفسرين ، هو الخمر. و « تحريم الخمر من ضروريات الدين حتى ورد انه اكبر الكبائر ، وانه لو صب في اصل شجرة ما أكل من ثمرها ، ولو وقع في بئر قد بنيت علنه منارة ما اُذِّنَ عليها ، ونحو ذلك من الاخبار الدالة على المبالغة في تحريمها لكثرة مفاسدها » (٥).

ثانيا ـ الخمر : الناحية التجريبية :

ويعتبر الادمان على تناول اثيل الكحول او الايثانول من المواد العشر التي تساهم في رفع نسبة الموت في المجتمع الصناعي النصراني. ولا ينحصر ضرر الكحول النهائي بالموت فقط ، بل له تأثيرات اجتماعية واسعة منها ارتباط الادمان على الكحول بالعنف الشخصي ، والصراع مع افراد العائلة الواحدة ، والاعمال الاجرامية ، والامراض العقلية ، والمصاعب

__________________

(١) علل الشرائع : ج ٢ ص ١٦٩.

(٢) البقرة : ٢١٠.

(٣) المائدة : ٩١.

(٤) الاعراف : ٣٢.

(٥) قلائد الدرر في بيان ايات الاحكام بالاثر للشيخ احمد الجزائري ص ٣٠٠.

٩٧

المالية التي يختبرها المدمن مع عائلته. فالايثانول تعتبر المادة الكيميائية الاساسية في الخمرة والبيرة والعرق ونحوها. ولكي نفهم تأثير الكحول على جسم وعقل الفرد لابد من معرفة اقسامه وطريقة تصنيعه :

اولاً : البيرة او الفقاع ، وهو عصير ناتج من اخضاع حبوب مختلفة للحرارة على طريقة التهدير والتخمير ، تماماً كتهدير الشاي. وتحتوي على نسبة ٣ ـ ٦% من الايثانول.

ثانياً : الخمرة ، وهي تصنّع بتخمير عصير العنب او فاكهة اخرى ، وتحتوي على ٩ ـ ١٢% من الايثانول.

ثالثاً : المشروبات الروحية ، وهي تصنّع عن طريق تقطير المواد الكحولية المخمرة ، مما يرفع نسبته الايثانول فيها الى ٣٥ ـ ٥٠%. ولذلك ، فان هذا النوع من الكحول اشد خطراً واعظم تأثيراً على صحة الفرد من الانواع الاُخرى.

ولا يحتوي الكحول على اي مادة غذائية ( كالفيتامينات ، والاملاح ، والبروتينات ، والدهون ) ، بل انه يحتوي على سعرات حرارية فقط تحترق بسرعة في الجسم.

وعندما يدخل الخمر فم الانسان المنحرف فانه ينتقل الى المعدة والامعاء الدقيقة ، حيث يمتص هناك بسرعة الى مجرى الدم. وعندما يجري الدم المثقل بالخمر في انحاء الجسم ، فان ذلك الكحول ينتشر بين جميع خلاياه وانسجته الحيوية. وكلما ازدادت الكمية المتناولة من الكحول ازداد تشبع الخلايا الجسمية بالمادة الكحولية. ولما كان الكبد الجهاز المسؤول عن تصفية المواد السامة التي يجب طردها من الجسم عن طريق الجهاز البولي ،

٩٨

فان المادة الكحولية ينبغي ان تذهب الى الكبد للتصفية ثم الخروج من الجسم. ولكن هنا تبرز مشكلة جديدة وهي انه لما كان الكحول محتوياً على ذرات الاوكسجين والهيدروجين والكاربون ، فان هذه الذرات تتفاعل مع المواد الكيميائية الموجودة في الكبد ، وتتحول بعدها الى ماء ، وسكريات ، ومادة ( ثاني اوكسيد الكاربون ) التي تبقى مستقرة في الكبد ، الى اجل غير محدود. وبعد هذه العمليات يصل الكحول الى الدماغ من خلال الدورة الدموية ، ويبقى هناك حتى ينتهي الكبد من تحليلة للمواد الثلاث المذكورة سابقاً.

ويبدأ الفرد ـ بعد ان يصل مستوى الكحول الى دمه الى حد قُدِّرَ بثلاثة اجزاء من الكحول لكل عشرة آلاف جزء من الدم ـ بالتصرف الغريب. وسبب هذا السلوك هو الشعور بخفة العقل ، وتغير المزاج ، والبطء في الاستجابة للاشياء الخارجية. واذا استمر الفرد في تناوله ذلك الشراب ، فانه سيؤدي به الى فقدان الوعي وتهييج المعدة مسبباً التقيؤ ، وربما الموت في بعض الحالات.

واهم ضرر للكحول هو تأثيره على الجهاز العصبي المركزي للجسم ، خصوصاً الدماغ ، لان كثرة تناوله تسبب فقداناً للتناسق الموجود بين الحواس الخمس في الحالة الطبيعية ، وخصوصاً البصر. ويسبب الكحول ضرراً آخر على جهاز الدورة الدموية ، فيزيد من سرعة دقات القلب ويساهم في توسيع الاوعية الدموية قرب الجلد ، مما يسبب فقداناً لحرارة الجسم ، فيشعر عندها الفرد بحرارة تنبعث من جسده. ويسبب الكحول ايضاً ضرراً بالحامل وجنينها ، فالكحول يؤدي الى التخلف العقلي للجنين

٩٩

بعد الولادة بالاضافة الى تشوهات جسدية قبلها. وللكحول ايضاً تأثيرات نفسية على الفرد ، حيث يفقد ذلك الفرد السرعة الطبيعية في التحرك ، ومن تأثيراته فقدان اللمس ، وغشاوة البصر ، وقلة السمع ، وانعدام النباهة. ولما كان الكحول مادة كيميائية تؤدي الى ايقاع الكآبة النفسية في الفرد ، فان تناولها يؤدي الى نشوة سرعان ما تنتهي بضيق نفسي ؛ بمعنى ان تناولها لا يؤدي في النهاية الى شعور الفرد بالسعادة ، بل يؤدي الى شعوره بالانقباض ، والعجز عن تأدية المهام الملقاة على عاتقه. واخطر نتيجة للمواد الكيميائية التي تسبب الكآبة النفسية ان تناولها يؤدي بالفرد الى ممارسة سلوك عدواني عنفي خطير. فنصف السجناء في امريكا الذين ارتكبوا جرائم عنف متنوعة يعترفون بانهم ارتكبوها تحت تأثير تناول الكحول. ونصف حوادث السيارات المؤدية الى الموت ناتجة من تأثير الكحول ايضاً (١).

ويرتبط تناول الكحول بصورة مستمرة بامراض وتأثيرات خطيرة تدمر اعضاء الجسم المهمة. ومنها :

اولاً : ان الكحول يساعد على تحفيز افراز الحوامض المعدية المخصصة لهضم الطعام ، فتمزق هذه الحوامض بطانة المعدة والامعاء ، مما يؤدي الى قرحة شديدة في المعدة او الامعاء. وقد تؤدي الى منع البنكرياس من انتاج الانزيمات الخاصة بهضم المواد الغذائية ، فتكون النتيجة التهاب البنكرياس ايضاً.

__________________

(١) المعهد القومي للشرطة والعدالة القضائية : الكحول والجريمة. واشنطن دي سي : وزارة العدل الامريكية ، ١٩٧٦ م.

١٠٠