كتاب المزار

السيد مهدي القزويني

كتاب المزار

المؤلف:

السيد مهدي القزويني


المحقق: الدكتور جودت القزويني
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٢

٤ ـ الأدعية والأحراز. مجموع صغير جمع فيه الأحراز والأدعية التي يرويها مباشرة عن عمّ والده أبي المعزّ السيد محمد القزويني ، وجدّه السيد صالح بالواسطة. قال في مقدمتها : «جمعت في هذه الأوراق صور وأدعية وأحراز ، وبعض الأخبار المروية جميعا عن أهل بيت العصمة ، الواصلة إليّ إجازة روايتها ، وقراءتها ، وكتابتها ، حذرا على شموسها من الأفول ، واشفاقا على أورادها من الذبول».

٥ ـ ديوان عمّه السيد أحمد القزويني (جمع وتقديم).

٦ ـ ديوان شعره. نسخة مكتوبة في حياته تقع في (١١٠) صفحات ، ونسخة ثانية جمعها أخوه العلّامة السيد مهدي القزويني المتوفى سنة ١٣٦٦ ه‍ / ١٩٤٧ م ، سمّاها «اللؤلؤ النظيم ، والدار اليتيم».

٧ ـ ترجمة السيد مهدي القزويني لعمّ والده السيد حسين القزويني (إضافة وتقديم)

قدّم السيد باقر مقدّمة مختصرة لها ، ثم أفرد النصّ الذي كتبه عمّ أبيه. وقد عمد على إيضاح بعض المفردات استطرادا دون أن يشير لها ، كإضافة عدد المجلدات إلى اسم الكتاب ، أو تقديم بعض المؤلفات على بعضها الآخر ، كما فعل في تقديم كتب التفسير على كتب العقائد. وقد أشرت إلى هذه الزيادات بالهوامش ، كما حافظت على النصّ الكامل للمؤلف الأول.

ومن جملة النصوص التي أرجعتها إلى مكانها في الترجمة الأصلية أبيات السيد حيدر الحلّي في رثاء السيد مهدي القزويني. وقد اقتطع السيد باقر هذه المرثية عن مكانها الأول ، وأدرجها ضمن الشعراء الذين أورد أسماءهم ، ومطالع قصائدهم كإضافة على النصّ الأصلي.

وقد رمزت لنسخة السيد باقر بالحرف (ب) ، وطابقتها مع الأصل.

وكنت قد عثرت على نسخة السيد باقر التي كتبها بخطه محفوظة لدى

٢١

السيد حميد القزويني (ت : ١٤٠٠ ه‍ / ١٩٨٠ م) بمدينة طويريج ، وفرغت من نسخها في اليوم الرابع من شهر صفر ١٣٩٣ ه‍ / ١٠ آذار ١٩٧٣ م.

أمّا نسخة الأصل التي هي بخط مؤلفها السيد حسين القزويني فقد كانت بحيازة الشيخ محمد حسن الشيخ طاهر الكعبي ، وهي تقع في أربع عشرة صفحة ، وفّرها لي صديقي البحّاثة الأستاذ كامل سلمان الجبوري. وكتب على صفحتها الأولى بقلم حائزها : «رسالة في ترجمة السيد مهدي القزويني (كاملة) ، بقلم السيد حسين الحسيني القزويني. في حيازتي ، وأنا الفقير إلى عفو ربّه الغني : محمد حسن الشيخ طاهر الكعبي. (١ ذي الحجة ١٣٨٥ ه‍).

أمّا العناوين الفرعية الموجودة في المطبوع فهي من الإضافات التي أوردتها على النصّ لغرض تسهيل المطالب لمن يستهوي مثل هذه الدراسات ، ويتابعها.

كما أوردت على عنوان «كتاب المزار» إضافة عبارة «مدخل لتعيين قبور الأنبياء والشهداء وأولاد الأئمة والعلماء» ، وهي غير موجودة في الأصل ، وإن كانت مستوحاة منه.

آمل أن يجد الباحثون ، وغير الباحثين من القرّاء بعض المتع التاريخية فيه ، ليعود مؤلفه ومن معه من حملة التراث إلى عيون الحاضر ، كما كانوا من قبل حاضرين في عيون الماضي.

٢٠ / ٧ / ٢٠٠٣ م

جودت القزويني

٢٢

٢٣
٢٤

الحمد لله الذي أوضح سبل الهداية بإقامة الحجج والبراهين ، وأشرق أنوار الدراية على قلوب أحبّائه من العلماء الراشدين ، وأوصلهم بصحاح الأدلة وحسان القواعد إلى أعلى مقامات العلم واليقين ، وجعلهم ورثة الأنبياء والأوصياء ، وفضّل مدادهم على دماء الشهداء ، وأزال بأشعة أنوارهم ظلمة الجهل عن الدين القويم ، وسلك المقتفي آثارهم في أعلى محل من النعيم المقيم ، ونظم الملتقط للئالي بحار أفكارهم في سلك عقد العلماء العاملين ، ووسم المتجلبب بشعارهم بسمة أهل الشرع المبين ، والصلاة والسلام على من أرسله بمعالم الشريعة الغراء إلى جميع العالمين ، ومنحه الشفاعة الكبرى لكافة الخلق أجمعين ، وآله الطيبين الطاهرين الغرّ الميامين ، وعلى أصحابه وعلى المحسنين من التابعين.

وبعده :

فيقول الفقير إلى رحمة ربّه الغني ، محمد باقر نجل السيد سيد هادي الحسيني الشهير بالقزويني : هذا ما رسمه جناب العمّ الفاضل ، العالم العامل ، النحرير الكامل ، حجة الاسلام ، وملاذ الأنام ، السيد سيد حسين القزويني (قدس‌سره) من ترجمة والده (قدس‌سره) ، ما هذا لفظه :

إنّ ممن فتق أكمام أزهار الفضل بنوّار فكره ، وسرّح في رياض خمائل العرفان إنسان نظره ، وحلّق في جوّ العلوم العقلية حيث لا يحلق للعقل طائر ،

٢٥

واقتطف ثمار العلوم النقلية من أغصانها النواضر ، وجرى في حلبات تحقيقها فحاز قصب رهانها ، وسبق الأوائل وإن تقدّمته بأزمانها ، وامتطى غارب الفضائل فكان فحل لقاحها ، وعرج ثاقب فكرته إلى سماء الغيب فكان ضوء مصباحها ؛ معزّ الدين ، أبو جعفر ، محمد بن الحسن المدعو بالسيد مهدي الحسيني الشهير بالقزويني ، مشيّد قواعد الأحكام ، وكاشف غطاء الشبهات عن شرائع الاسلام ، الهادي بمصابيح هدايته من ضلّ ، والمرغم بقاطع برهانه آناف المبتدعين من أهل الملل والنحل :

لجّة علم عذبت موردا

كلّ ذوي الفضل غدت ورّادها

وروضة لو كشف الله الغطا

رأيت أملاك السما روّادها(١)

الولادة والنشأة

ولد في المشهد الغروي ، واستمدّ الفيض من المرقد العلوي سنة إثنتين وعشرين بعد المائتين والألف من هجرة جدّه ، وناسج شرفه ومجده ـ فاغتذى لبن الفضل وليدا ، وترعرع في حجر الكمال حتى ارتداه مطارفا وبرودا.

إبتدأ بتصنيف العلوم وهو ابن عشر سنوات ، واستقلّ بالرأي والعمل باجتهاده والفراغ من معقوله ومنقوله ، وهو إبن ثمانية عشر ، وكان تحصيله من موهبياته وتأييداته أكثر من كسبياته وتوفيقاته «والله يؤتي الحكمة من يشاء».

كما شاهده بعض السادة الطباطبائيين النجباء من أخواله العلماء في عالم الرؤيا. والحال أنّه لم يعلم بخروجه إلى الدنيا فضلا عن رؤيته بشخصه ، ومعرفته باسمه. حيث كان الرائي في بلاد العجم ، والمرئي في بلاد (٢) النجف

__________________

(١) البيتان من قصيدة للشاعر السيد حيدر الحلي يهني بها السيد مهدي في بعض المناسبات ، وهي تقع في (٣٨) بيتا مثبتة في (ديوان السيد حيدر ، ج ١ ، ص ١٥٠).

(٢) هكذا ورد في الأصل.

٢٦

الأشرف ، وكان في ذلك الوقت لم يبلغ من السنّ إلّا مقدار عشر سنوات.

إنّه رأى في منامه أنّه واقف على ساحل بحر من البحور ، وجآء صبي بصورته إلى ذلك البحر ، فشرب ماء البحر كلّه فتعجّب الرائي من ذلك.

وإذا برجل واقف ، فقال له : أتعرف هذا الصبي؟! فقال : لا. فقال : هذا ولد ولد أختك فلان إبن فلان ، فانّه يكون عالما محيطا.

فانتبه من منامه متعجّبا حيث لم يسمع باسمه ، وإن عرف إسم أبيه ، حتى اتفق توفيق ذلك السيد النجيب ، وهو السيد جواد الطباطبائي (١) ـ شقيق بحر العلوم خاله العلّامة ، السيد محمد مهدي الطباطبائي (أعلى الله مقامه) ، لتقبيل تراب أبي تراب ، وزيارة والد الأئمة الأطياب في بلاد النجف الغروي ، فلمّا اتصل بهم ودخل على أخته ، وهي جدّة السيد (نوّر الله مرقده) ، أخذ يحدّثها عمّا شاهده في المنام ، وسألها عن وجود الغلام ، فما استتمّ الحديث معها ، إذ دخل عليه مع جماعة من أقرانه وأخوته وأولاد أعمامه ، فنظر إليهم فعرفه من بين الجميع ، وناداه باسمه.

وكان ذلك من أعظم الشواهد على ما ادّعاه ، وهذه من أقل عطاياه ، كما قال تعالى : (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)(٢).

ولا شكّ أنّ رياضة النفس ترتقي بصاحبها إلى حظيرة القدس ، وتجريدها عن الشهوات الدنيوية يبلغ به أعلى المنازل الأخروية. وغير عجيب أن ينال المرء على حداثة سنّه غايته ، فالله أعلم حيث يجعل رسالته.

__________________

(١) السيد جواد الطباطبائي من العلماء ذوي النفوذ بمدينة بروجرد ، وهو جدّ المجتهد السيد حسين البروجردي المتوفى سنة ١٣٨٠ ه‍ / ١٩٦١ م. توفي السيد جواد سنة ١٢٤٢ ه‍ / ١٨٢٧ م.

(٢) سورة العنكبوت ، الآية : ٦٩.

٢٧

أساتذته

ولقد قرأ ، وحضر وتلمذ حتى إشتهر على أساتيذ عصره ، وفحول مصره من العرب والعجم.

منهم : العلم العلّامة الفقيه النبيه الشيخ موسى (١) نجل المرحوم الأستاذ الأكبر الشيخ جعفر النجفي (صاحب كشف الغطاء).

وممن أخذ منه ، وروى عنه من مهرة الفنّ ، النحرير المدقّق ، والنيقد المحقق الأستاذ الوحيد ، والعلّامة الفريد الشيخ علي (٢) إبن الشيخ جعفر المتقدّم الذكر ، وهو يومئذ متحلي بحلية الاجتهاد ، ومرتقي أعلى مراتب الاستعداد ، فقلّد جيد (نفائسه) بحلية إجازته ، وطرّز جبهة هذا الكتاب بما نسجته بديهة فصاحته ، بعد أن أجال نظره فيه ، وأحاط بظاهره وخافيه ، فأجازه وأذن له أن يروي عنه كلّ ما يرويه.

وهذا الكتاب هو كتاب «نفائس الأحكام» ، حسن جدّا ، غزير الفروع سلك فيه مسلك التفريع مع الاشارة إلى الدليل ، كما سيجيء في تعداد مصنّفاته.

ومنهم : صاحب (أنوار الفقاهة) العالم الفاضل ، والوحيد الذي ليس له من مساجل ، الشيخ حسن (٣) نجل الشيخ جعفر (المتقدّم الذكر) حضر عليه

__________________

(١) الشيخ موسى كاشف الغطاء ، الملقّب «بالمصلح بين الدولتين» ، حيث توسّط في إطلاق سراح الأسرى العثمانيين المعتقلين لدى الإدارة القاجارية. وقيل إنّه كان أحد الساعين في إبرام الصلح بين الدولتين الإيرانية والعثمانية سنة ١٢٣٧ ه‍ / ١٨٢٢ م. ومن أعماله تجديد بناء سور النجف. توفي سنة ١٢٤١ ه‍ / ١٨٢٦ م ، ودفن بمقبرتهم مع أبيه ، وعمره قارب الستين عاما.

(٢) الشيخ علي كاشف الغطاء. انتهت إليه الرئاسة العلمية بالنجف ، تخرّج على يديه مئات العلماء ، منهم : الشيخ مرتضى الأنصاري ، والسيد مهدي القزويني (صهره على ابنته) ، وغيرهما. وقد اشتهر بكتابه الخيارات. توفي سنة ١٢٥٣ ه‍ / ١٨٣٧ م.

(٣) توفي الشيخ حسن كاشف الغطاء سنة ١٢٦٢ ه‍ / ١٨٤٦ م. وقد كتب عنه ولده الشيخ عباس ترجمة فصّل فيها أحواله ، ومجريات حياته ، وفتاواه سمّاها «نبذة الغري في أحوال الحسن الجعفري».

٢٨

تمام الفقه استدلالا من أول كتاب الطهارة إلى آخر الديّات ، وروى عنه ، وأجيز منه.

ومنهم : خرّيت (١) الفقاهة والأصول ، وفارس ميدان المعقول والمنقول عمّه وأستاذه الشريف الماهر ، السيد باقر القزويني (أعلى الله مقامه) ، قرأ عليه الجم الكثير ، واقتنى من بحر فضائله الدرّ النثير ، وروى عنه ، وأجيز منه (٢).

وممن حضر عليه ، واقتطف من فوائده : الورع الفاضل المدقّق الألمعي عمّه الشريف السيد علي القزويني.

وممن روى عنه ، وأجيز منه بحقّ روايته عن مشايخه بجميع طرقهم ورواياتهم عن مشايخهم : الفاضل الكامل والعالم العامل السيد النجيب الحسيب ، صاحب الكرامات السيد تقي القزويني (٣). وهذه الاجازة شبيهة (بلؤلؤة) (٤) المحدّث البحراني ، صاحب الحدائق ، الشيخ يوسف (قدس‌سره) (٥).

مؤلفاته

وله (أعلى الله مقامه) تصانيف في الفقه والأصول والرياضي والطبيعي ، وغير ذلك ما بين كتب ورسائل.

__________________

(١) الخرّيت : الحاذق ، أو الدليل.

(٢) توفي السيد باقر القزويني سنة ١٢٤٦ ه‍ / ١٨٣١ م.

(٣) السيد محمد تقي القزويني من كبار علماء إيران ، له مؤلفات فقهية ومكانة مرموقة بين علماء عصره. توفي سنة ١٢٧٠ ه‍ / ١٨٥٦ م.

(٤) ذكر الطهراني هذه الإجازة بقوله : «إجازة السيد محمد تقي بن مير مؤمن بن مير محمد تقي بن مير رضا بن أبو القاسم الحسيني القزويني المتوفى سنة ١٢٧٠ ه‍ للعلّامة السيد مهدي القزويني النجفي الحلّي المتوفى سنة ١٣٠٠ ه‍ ، وهي مبسوطة تأريخها سنة ١٢٤١ ه‍ ، (ذكرها سيدنا في التكملة). وقال شيخنا شيخ الشريعة إنّها تقرب من (لؤلؤة البحرين). (الذريعة ، ج ١ ، ص ١٦٣).

(٥) لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتي العين ، طبعت بتحقيق العلّامة السيد محمد صادق بحر العلوم.

٢٩

فمنها في (الفقه) :

كتاب «بصائر المجتهدين في شرح تبصرة المتعلمين» لآية الله في العالمين ، العلّامة الحلّي (رفع الله مقامه) ، وهو كتاب شافي وافي مبسوط (١) في الاستدلال ، كثير الفروع غزير الإحاطة ، لا سيّما في المعاملات. استوفى به تمام الفقه (في ضمن خمسة عشر مجلدا) ، (٢) من أول الطهارة إلى آخر الديات عدا الحج.

وله أيضا مختصر هذا الكتاب إختصره في ضمن ثلاث مجلّدات. وعلى اختصاره كثير النفع والفائدة ، لا يكاد يشذّ عنه فرع مع الاشارة إلى الدليل.

وله كتاب «مواهب الأفهام في شرح شرائع الاسلام» برز (٣) منه أكثر كتاب الطهارة (في سبع مجلدات) (٤) ، وهو كتاب في الاستدلال مبسوط جدا ، لا يكاد يوجد في كتب المتأخرين أبسط منه. وعلى هذا البسط جمع فيه بين طريقتي الاستدلال والتفريع ، وما يقتضي له التعرض من أحوال رجال الحديث.

وله كتاب «نفائس الأحكام» برز منه أكثر العبادات وبعض المعاملات ، وهو كتاب حسن التأليف والتصنيف ، كثير الفروع ، جيّد الترتيب ، واسع الدائرة لا ينفك عن الاشارة إلى أدلة الأحكام مع ما اشتملت عليه مقدّمته من المسائل الأصولية ، عظيم الفائدة جدا.

وإلى هذا الكتاب يشير بعض (الشعراء) (٥) المادحين له (رفع الله مقامه) بقوله شعرا :

__________________

(١) في نسخة (ب) : مبسّط.

(٢) من إضافات السيد باقر القزويني على النصّ. والصواب أن يقال : خمس عشرة مجلدا ، لأنّ مفردها (مجلدة) ، وليس مجلّدا ، كما هو الشائع عند الكتّاب المحدثين.

(٣) في نسخة (ب) : خرج.

(٤) زيادة من السيد باقر على النصّ.

(٥) زيادة غير موجودة بالأصل.

٣٠

له (نفائس) علم كلّها درر

والبحر يبرز عنه أنفس الدرر

لو أصبحت علماء الأرض واردة

منه لما رغبت عنه إلى الصدر

(١) وله كتاب «القواعد الكلية الفقهية» حسن الترتيب ، جاعلا للقواعد كلا في بابها للسهولة على طلّابها.

وله عدة رسائل وكتب ، منها :

كتاب «فلك النجاة في أحكام الهداة» (٢) ، وافية بتمام العبادات.

ومنها : «وسيلة المقلدين إلى أحكام الدين» ، برز منها كتاب الطهارة والصلاة والصوم والاعتكاف ، حسنة الاختصار.

ومنها : رسالة في المواريث ، وافية بتمام أحكامه عميمة النفع ، جيّدة التفريع ، نافعة أيضا في غير المواريث من الأحكام الفقهية.

ومنها : رسالة في الرضاع ، وتسمّى «اللمعات البغدادية في الأحكام الرضاعية» لطيفة في بابها.

ومنها : رسالة تشتمل على بيان أحوال الانسان في عوالمه ، وما يكون فيه سببا في تكليف غيره من الأحكام الشرعية الفقهية ، وهي على اختصارها جيّدة النفع في بابها (٣). وهي آخر تأليفاته وتصنيفاته ، وعليها جفّ قلمه الشريف ، كتبها في مكة المشرّفة (٤).

__________________

(١) البيتان من قصيدة طويلة للسيد حيدر الحلّي يرثي بها العلّامة السيد محمد تقي الطباطبائي ، ويعزّي السيد مهدي القزويني ، مطلعها :

ماذا تريدين بالدنيا يد القدر

لقد ذهبت بسمع الدهر والبصر

وهي مثبة في (ديوان السيد حيدر الحلّي ، ج ٢ ، ص ١٠٩).

(٢) وهي رسالته العملية طبعت سنة ١٢٩٨ ه‍ / ١٨٨٠ م.

(٣) نشرت بتحقيقنا سنة ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م.

(٤) في نسخة (ب) : المكرّمة.

٣١

وله منسك في أحكام الحج كبير. ومنسك آخر في أحكام الحج صغير.

وله منظومة في الفقه ، برز منها تمام العبادات.

وكتاب «شرح اللمعة الدمشقية» برز منه أكثر ، العبادات على اختصار ، ولم يتمه.

وأمّا كتبه «الأصولية» ، فله :

كتاب «الفرائد» البارز من أول الأصول إلى آخر النواهي (في جملة خمس مجلدات ضخام) (١) ، وهو مبسوط جدّا حسن التصنيف ، على طريقة المتأخرين مشبع ممتع ، كثير التحقيق.

وكتاب «الودائع» وافي بتمام المسائل الأصولية ، سلك فيه مسلك القدماء (في التأليف) (٢) ، لا بالمختصر المخلّ ، ولا بالمطنب الممل.

وكتاب «المهذب» جمع فيه كلمات الوحيد الأغا البهبهاني مرتّبا لها من أول علم الأصول إلى آخر التعادل والتراجيح ، مع تهذيب منه وتنقيح واختيارات وزيادات تمس إليها الحاجة في إكمال الكتاب.

وكتاب «الموارد» ، وهو متن حسن الاختصار تام.

ورسالة في «علم الاستعداد إلى تحصيل ملكة الاجتهاد» ، لم يعمل مثلها في بابها ، ولم يسبقه إلى التأليف بهذا الفن على هذه الكيفيّة والترتيب والوضع سابق ، بل هو من مخترعاته. اشتملت هذه الرسالة على فوائد جليلة.

ورسالة في حجّية الخبر الواحد ، بل وغيره من الطرق الظنية.

وله منظومة وافية بتمام علم الأصول ، حسنة السبك ، جيدة النظم ، وقد سمّاها «بالسبائك المذهّبة».

__________________

(١) غير موجودة في الأصل.

(٢) زيادة عن الأصل.

٣٢

ورسالة في «آيات الأصول» مبتكرة في بابها. جمع فيها كلّ آية يمكن أن يستدلّ بها على مطلب أصولي ، مرتبا لها على أبوابه ، من أول المبادىء اللغوية إلى آخر التعادل والتراجيح. والكثير منها لم يذكره الأصوليون في كتبهم (١).

ورسالة في شرح الحديث المشهور المعروف بحديث إبن طاب ، المروي عن الامام الصادق (ع) (٢). وقد أشار إلى هذا الحديث السيد بحر العلوم في منظومته حيث يقول

ومشي خير الخلق بابن طاب

يفتح منه أكثر الأبواب

وحيث أنّ الكثرة في لسان الشرع فسّرت بالثمانين (٣) استنبط منه (قدس سرّه) (٤) ثمانين بابا ، منها : أربعون في الأصل. وأربعون في الفقه. وله كتب ورسائل (في علوم) (٥) متفرقة ، منها :

كتاب «مضامير الامتحان في علمي الكلام والميزان» ، برز منه علم الميزان ، وتمام الأمور العامة ، وأكثر الجواهر والأعراض.

وكتاب «آيات المتوسمين في أصول الدين» (٦) ، (في ضمن مجلدين) (٧).

ورسالة تسمّى ب «قلائد الخرائد في أصول العقائد» (٨).

ورسالة تسمى ب «القلائد الحلّية في العقائد الدينية».

ورسالة في إبطال الكلام النفسي.

__________________

(١) سمّاها «البحر الزاخر في أصول الأوائل والأواخر».

(٢) سمّاها «نزهة الألباب في شرح حديث إبن طاب».

(٣) في نسخة (ب) : تحمل على الثمانين.

(٤) زيادة عن الأصل.

(٥) من إضافات السيد باقر القزويني.

(٦) توجد نسخة منه في مكتبة المتحف العراقي برقم (٣٣٦٦) من تعداد الكتب الخطّية. وهو كتاب موسع في بيان العقائد ، يقع في (٦٥٠) صفحة.

(٧) من إضافات السيد باقر القزويني.

(٨) طبعت بتحقيقنا سنة ١٣٩٢ ه‍ / ١٩٧٢ م.

٣٣

وله في الرد على العامّة (١) كتاب «الصوارم الماضية في رقاب الفرقة الهاوية وتحقيق الفرقة الناجية» ، وهو كتاب جليل القدر ، عظيم الشأن ، إشتمل على تحقيقات في علم الامامة فائقة ، وتدقيقات رائقة ، ونهج فيه منهاجا لم يسبقه إليه سابق ، إشتمل على مباحثات جليلة مع فرق الاسلام أجمع ، وإبطال حججهم ، وردّ شبهاتهم ، وتحقيق الفرقة الناجية من بين الفرق ، وهي فرقة الامامية. وإلى هذا الكتاب يشير الشاعر المفلق السيد حيدر الحلّي في قصيدة يمدحه بها (أعلى الله مقامه) ، حيث يقول :

حامى عن الدين فسدّ ثغرة

ما ضمّنوا عنه له انسدادها

فاستلّها صوارما فواعلا

فعل السيوف ثكلت أغمادها

وله رسالة في شرح كلمات أمير المؤمنين (ع) من خطبة من «نهج البلاغة» ، وهذه الكلمات هي قوله (ع) : «لم تحط به الأوهام ، بل تجلى لها بها ، وبها إمتنع منها ، وإليها حاكمها» (٢).

وله كتاب «مشارق الأنوار في حلّ مشكلات الأخبار» لم يتمه ، برز منه شرح جملة من الأحاديث المشكلة كحديث «من عرف نفسه فقد عرف ربه» ، وليته لو أتمّه.

وله رسالة في شرح الحديث المشهور : «حبّ علي حسنة لا تضر معها سيئة».

وله في التفسير : رسالة في تفسير الفاتحة ، ورسالة في تفسير سورة القدر ، ورسالة في تفسير سورة الاخلاص.

وله رسالة في أسماء قبائل العرب مرتبة على الحروف (الهجائية ، وهي

__________________

(١) في نسخة (ب) : الرد على فرق الإسلام الهاوية.

(٢) طبعت بتحقيقنا سنة ١٣٩٣ ه‍ / ١٩٧٣ م.

٣٤

في غاية الحسن ، لم يكتب إلى الآن مثلها ، وإن كان (قدس‌سره) لم يبسط فيها القلم تمام البسط) (١).

وكتاب شرح قوانين الميرزا أبو القاسم القمي. برز منه جملة من الأدلة العقلية ، وبعض التعريف ، (ولم يشتغل باتمامه).

وكتاب شرح «اللمعة الدمشقية» ، برز منه أكثر العبادات على اختصار ، ولم يتمّه.

هذا ما وقفت عليه من تصانيفه الموجودة المحفوظة. وأمّا ما لم أقف عليه مما عرض له التلف لكونه بأيدي المشتغلين ، وحلول الفناء عليهم بسبب الطاعون المبين ، وغير ذلك من أسباب التلف ، ولكن وجدته مذكورا في ترجمته ، فمن ذلك كتاب (٢) :

الفوائد الغروية في المسائل الأصولية.

وكتاب «معارج النفس إلى محل القدس» ، (في علم الأخلاق والطريقة) ، ومنظومة تسمى «مسارب الأرواح» في علم الحكمة ، وكتاب «معارج الصعود» في علم الطريقة والسلوك.

ومنها : كتاب مختصر الأمور العامة والجواهر والأعراض (في علم الكلام).

ومنها : شرح منظومة تجريد العقائد.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين من إضافات السيد باقر القزويني على الأصل. وقد طبعت هذه الرسالة تحت عنوان «أنساب القبائل العراقية وغيرها» ، مرّات عديدة ، كانت الطبعة الأولى بتحقيق العلامة السيد محمد صادق بحر العلوم ، والثانية بتحقيق البحّاثة الشيخ عبد المولى الطريحي.

(٢) غيّر السيد باقر القزويني النصّ على هذه الشاكلة : «هذا ما وقفنا عليه من تصانيفه الموجودة المحفوظة ، وأمّا ما لم نقف عليه مما عرض له التلف والاضمحلال لكونه تداولته أيدي المشتغلين للمطالعة والمراجعة ، وقد حلّ الفناء عليهم بسبب الطاعون المبين فتلفت في أيديهم أيدي سبأ ، فمن ذلك :».

٣٥

ومنها : كتاب «قوانين الحساب» ، في علم الحساب.

ومنها : «شرح ألفية إبن مالك» في النحو.

ومنها : مفتاح الأقفال ، في النحو.

ومنها : حاشية على شرح التفتازاني في الصرف.

ومنها : حاشية على المطوّل في المعاني والبيان.

وجميعها لم نقف منها على رسم ، ولا سمعنا منها سوى الاسم ، تلف جلّها ، بل كلّها بسبب تفرّق أوراقها عند المشتغلين ، واضمحلالهم في الطاعون المبين.

صفاته

وهو (رحمه‌الله) مع ذلك في جميع حالاته محافظا (١) على أوراده وعباداته في لياليه وخلواته ، مدئبا (٢) نفسه في طلب مرضاة ربّه ، وما يقرّبه إلى الفوز بجواره وقربه ، لا يفترّ عن إجابة المؤمنين في دعواتهم ، وقضاء حقوقهم وحاجاتهم ، وفصل خصوماتهم في منازعاتهم حتى أنّه في حال إشتغاله بالتأليف ليوفي الجليس حقّه ، والسائل مسألته ، والطالب دعوته ، ويسمع من المتخاصمين ، ويقضي بينهم بعد الوقوف على كلام الفريقين ، فما أولاه بما قيل فيه :

يحدّث أصحابا ويقضي خصومة

ويرسم منثور العلوم الغرائب (٣)

__________________

(١) هكذا وردت في الأصل.

(٢) هكذا وردت في الأصل.

(٣) هذا البيت للشاعر الشيخ صالح الكواز من قصيدة يرثي بها الشيخ مرتضى الأنصاري المتوفى عام ١٢٨١ ه‍ / ١٨٦٤ م ، ويعزّي بها السيد مهدي القزويني. ومن أبيات القصيدة :

فلا تشمت الحساد في فقد ذاهب

فلله فينا حجّة غير ذاهب

أبو صالح (المهدي) واحد عصرنا

فأكرم به من واحد العصر (صاحب)

يهتّك أستار الغيوب بفكرة

إذا هي زجت أحضرت كلّ غائب

ينبؤنا بالمشكلات صريحة

فيشكل فينا أمره بالعجائب

والقصيدة طويلة طبعت في (ديوان الكواز ، ص ٨٥).

٣٦

ومن أبصر أحواله بعيانها ، عرف أنّها أكبر من سماعها. وما هو إلّا من التأييدات الربانية ، والألطاف الإلهية.

بين النجف والحلّة

مكث زمانا طويلا بالغري ، ومجاورة جدّه علي ، مكبّا على التحصيل والتدريس والتصنيف ، ثم اتفقت له الهجرة إلى فيحاء بابل ، ومجتمع فضل الأواخر والأوائل ، فمكث فيها برهة من الزمان ، صادعا بما أمر به من هداية الناس إلى الإيمان ، فاستنقذ جمّا غفيرا من قبائل العرب من الضلالة والغواية ، وأرشدهم إلى الهداية والولاية ، وكشف عنهم غياهب العماية ، ورفع لهم منار الصدق ، فأصبحوا وكلّهم يشهدون «علي مع الحق».

وكتب فيها وألّف ودرس وصنّف إلى أن نادته الأسرار من مطالع الأنوار ، فشمّر (أذيال الزعامة ، ملبيا دعاء الامامة) (١) لا يعرج على مجاذب ، ولا يثنيه عذل قريب أو مجانب ، حتى إستاف كافورة أعتاب المرقد المعلّى ، ومطاف زمر الملأ الأعلى ، فتقيّل حماه وطنا ، ولم يكن فارقه ، ولا شام لسوى بوارقه بارقة ، فأنشد متمثّلا ، بعد أن راقه مقاما ومنزلا ، شعرا :

تركت هوى ليلى وسعدى بمعزل

وعدت إلى مصحوب أوّل منزل

فنادت بي الأشواق مهلا فهذه

منازل من تهوى رويدك فانزل

فألقى عصى الإقامة ، واستمد الفيض من مطلع شمس الامامة ، فأنفق باقي أيامه الغرّ ، مقبلا على ما ليس فيه تضييع للعمر. لا يرى سوى التأليف

__________________

(١) هذه العبارة من إضافات السيد باقر على النصّ. وفي الأصل «فشمّر تشمير الأبي ، وأقدم إقدام الكمي»

٣٧

أنيس ، ولا يبتغي بغير الكتاب جليس ، ولا يرغب بلذة سوى التدريس. قد ألقى زمام نفسه ليد التقوى ، فلا يعوقه عن طاعة ضعف قوى.

سفره إلى بيت الله الحرام

حتى إذا قارب انقضاء مدّة الأجل المبهم ، وما خطّه القلم (١) في لوح القضاء المحتم ، ولم يبق منهج للطاعة إلّا اتخذه سبيلا ، ولا غاية للانقياد إلّا وكان إليها وصولا ، تاقت نفسه إلى حجّ بيت الله الحرام ، واشتاقت إلى زيارة قبر النبي والأئمة عليهم‌السلام ، فأيقظ طرف عزمه فذلل له كلّ صعب ، واستشعر لباس النسك فأورده المنهل العذب. فامتطى غوارب النجائب ، ونكب عن ذكر العواقب جانب. فسرت تقدّ بأخفافها نصب السير وجيفا وإرقالا (٢) ، ملبّيا قوله عزّ من قائل : «وأذن للناس في الحج يأتوك رجالا» (٣) ، فمرّت به مرور النسائم ، تترامى بها النجود والتهائم ، جاعلا لهب الهجير لحرّ وجهه مقيلا ، صارفا إلى الآخرة وإنّها لأعظم درجات وأكبر تفصيلا ، حتى تسنّم ذروة الأباطح عند أول بيت وضع للناس ، وتنسم نسائم القبول من مهابط الوحي بين منازل آبائه الذين أذهب الله عنهم الأرجاس. فأدّى بين هاتيك المشاعر فرضه ونفله ، وأقام صدور العيس (٤) يتجاذبن رداء البيد نزولا ورحلة ، معرّجا على مثوى الرسالة ، ومرقد الصفوة من خير سلالة ، فطابت نفسه بطيبة ، واستنشق من أرج النبوة نشره وطيبه.

وفاته ومدفنه

حتى إذا قضى منها وطر العميد ، وكرّت به قوافلا بنات العيد ، ظهرت مخائل السقام ، واعتاقه دون الوصول إلى الغري شرك الحمام ، فدعي

__________________

(١) في نسخة (ب) : الله.

(٢) الوجيف والارقال : نوعان من سير الأبل ، على غرار المشي السريع.

(٣) سورة الحج ، الآية : ٢٧.

(٤) العيس : الابل.

٣٨

فأجاب ، وكانت وفاته بعد الحجّ في الاياب على مرحلة من (السماوة) ، من أرض العراق.

ونقل إلى النجف الأشرف ، والغري ذي الشريف ، حيث قبره الآن مشهور ، وبالزائرين معمور. وكان ذلك سنة الثلاثمائة بعد الألف من الهجرة ، فتكون مدّة عمره من يوم ولادته إلى حين وفاته ثمانية (١) وسبعين سنة.

وقد رثاه شعراء العصر بمراثي فائقة جيدة عديدة ، فمن ذلك ما رثاه به الشاعر المفلق ، ومن هو في الفصاحة والبلاغة معرق ، السيد حيدر الحسيني الحلّي بقصيدة مطلعها :

أرى الأرض قد مارت لأمر يهولها

فهل طرق الدنيا فناء يزيلها؟!

وأسمع رعدا قد تقصّف في السما

لمن زمر الأملاك قام عويلها

وهي قصيدة طنّانة ، أجاد فيها كلّ الإجادة ، منها قوله (عليه الرحمة) :

تجلّلتها يا دهر سوداء فانبرت

عليك ليوم الحشر تضفو ذيولها

خطمت بها قسرا عرانين (هاشم)

فقدها تساوى صعبها وذلولها

وقل لعوادي الدهر دونك والورى

مضى الفضل ، والباقون منها فضولها

فما جولة عند الردى فوق هذه

فنخشاه يوما في كريم يجولها

تمّت بيد الأقل نجل العلّامة السيد أعلى الله مقامه ، حسين الحسيني القزويني.

إنتهى ما رسمه العم المولى عطّر الله مرقده الشريف مع بعض زيارات ونقائص مني أضفتها إليه.

__________________

(١) هكذا وردت في الأصل.

٣٩

مراثيه

ثمّ أنّ شعراء عصر السيد (قدس‌سره) رثوه بمراث لم يتفق مثلها لإمام قبله.

منهم : العالم العامل والفاضل الكامل الأديب اللبيب والحسيب النسيب السيد محمد سعيد حبوبّي (سلّمه الله تعالى) (١) بقصيدة مطلعها :

سرى وحداء الركب حمد أياديه

وآب ولا حاد له غير ناعيه

وعهدي بهم يستمطرون بنانه

فلم وبماذا استبدلوا دمع باكيه؟!

وهي طويلة.

ومنهم : الكامل الأديب الشيخ حسن آل شيخ عبد الله ، حيث رثاه في قصيدة مطلعها :

طرق الزمان بنكبة صمّاء

عمّت جميع الخلق بالأرزاء

من هولها بكت السماء وأوشكت

أفلاكها تهوى على الغبراء

وهي طويلة.

ومنهم الشيخ طاهر الدجيلي من قصيدة مطلعها :

لمن تستبقي مذخور البكاء

جرى المحتوم من صرف القضاء

وتحبس في العيون لمن دموعا

أذلها مثل منهلّ الحياء

وهي طويلة.

والسيد جعفر الحلي من قصيدة مطلعها :

أأعزي الكون أنّ البدر غابا

أم أهنيه بأنّ السعد آبا؟!

__________________

(١) السيد محمد سعيد الحبّوبي : شاعر الفقهاء ، وفقيه الشعراء ، توفي سنة ١٣٣٣ ه‍ / ١٩١٥ م.

٤٠