كتاب المزار

السيد مهدي القزويني

كتاب المزار

المؤلف:

السيد مهدي القزويني


المحقق: الدكتور جودت القزويني
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٢

صدر الدين ونبوغه ، فقيل إنّه إجتهد قبل بلوغه سنّ التكليف. وقد تخرّج على يديه مجموعة من الفقهاء أمثال المجدد الشيرازي ، والشيخ مرتضى الأنصاري ، والشيخ شريف العلماء.

وله مؤلفات منها : أسرة العترة في الفقه الاستدلالي ، والقسطاس المستقيم في أصول الدين ، وكتاب المستطرفات في الفروع التي لم يتعرّض لها الفقهاء.

وهو أحد أصهار الشيخ جعفر كاشف الغطاء على إبنته. وله ولد مجتهد هو السيد محمد علي الملقّب «أغا مجتهد». وولده إسماعيل هو جدّ الإمام المعاصر السيد محمد باقر الصدر.

(٣٣) أحمد الجزائري

الشيخ أحمد الجزائري بن الشيخ اسماعيل بن عبد النبي بن سعد الجزائري. جدّ أسرة آل الجزائري النجفية. وأصل العائلة من منطقة خوزستان ، ولقب الجزائري نسبة إلى تلك الجزائر في تلك المنطقة.

عرف الشيخ أحمد بالفقاهة والاجتهاد ، وتسالم العلماء على تقدير علمه وكتاباته خصوصا مؤلّفه «قلائد الدرر في بيان آيات الأحكام بالأثر» الذي طبع ضمن ثلاث مجلدات. أمّا الشافية في الفقه فهو كتاب آخر من مؤلفاته ، كتب منه كتاب الصلاة فقط ، وشرحه ولده الشيخ محمد الجزائري.

توفي الشيخ أحمد سنة ١١٥١ ه‍ / ١٧٣٨ م ، وأقبر في الايوان الكبير المعروف بإيوان العلماء.

(٣٤) محمد باقر المازندراني

الأغا محمد باقر المازندراني الهزار جريبي النجفي من تلامذة السيد مهدي بحر العلوم ، والشيخ جعفر كاشف الغطاء. توفي سنة ١٢٠٥ ه‍ / ١٧٩١ م. من فقهاء القرن الثالث عشر الهجري. تخرّج على يديه مجموعة من العلماء. ذكر ترجمته السيد الأمين في أعيان الشيعة.

٢٤١

(٣٥) مقبرة العلماء

وتقع في الأيوان الكبير الملاصق لرواق مرقد الإمام علي (ع) من الجهة الشمالية ، ويعرف قديما بمقام العلماء. وقد دفن فيه جماعة من العلماء ذكر بعضهم البحّاثة الشيخ جعفر محبوبة معتمدا على إحصاءات العلّامة المجتهد السيد شهاب الدين المرعشي النجفي. إلّا أنّه ساق الأسماء بلا تسلسل زمني (١). وقد رتّب الشيخ محمد حسين حرز الدين هذه الأسماء على التسلسل الزمني معتمدا على ما أورده الشيخ محبوبة دون إضافة تذكر (٢).

والعلماء الذين أقبروا بمقبرة العلماء ، هم :

١ ـ الأمير السيد نعمة الله الفتّال العلوي النجفي ، (من علماء عصر الشاه طهماسب الأول).

٢ ـ الشيخ أحمد بن الشيخ اسماعيل بن عبد النبي بن سعد الجزائري الغروي. كان من مشاهير علماء الشيعة ، وصاحب كتاب «قلائد الدرر» توفي سنة ١١٥١ ه‍.

٣ ـ المولى علي نقي الكمرئي الفراهاني ، توفي سنة ١٠٦٠ ه

٤ ـ السيد ميرزا رحيم العقيلي الاسترابادي توفي بعد المائة والألف.

__________________

(١) ماضي النجف وحاضرها ، ج ١ ، ص ٩١.

(٢) تاريخ مدينة النجف الأشرف ـ مخطوط.

٢٤٢

٥ ـ الشاعر المعروف «بالداعي» ، المؤلف في التفسير ، وله ديوان شعر توفي ١١٦٦ ه‍.

٦ ـ الشاعر المعروف بالراهب الأصفهاني المؤلف في الفقه والأصول توفي سنة ١١٦٦ ه‍.

٧ ـ الشاعر المعروف بالرامي الهمداني. توفي سنة ١١٧٣ ه‍.

٨ ـ العالم السيد حسن بن نور الدين الموسوي الجزائري توفي سنة ١١٧٣ ه‍.

٩ ـ الشاعر أغا محمد المعروف بالعاشق الأصفهاني ، الأديب الفقيه الأصول ، توفي سنة ١١٨٠ ه‍.

١٠ ـ الميرزا علي رضا الأردكاني الشيرازي الشاعر المعروف بتجلي ، توفي سنة ١١٨٨ ه‍.

١١ ـ الشاعر صهباء القمي. توفي سنة ١١٩١ ه‍.

١٢ ـ الأمير محمد مهدي توفي سنة ١١٩٣ ه‍.

١٣ ـ الأغا محمد باقر الهزار جريبي المازندراني توفي سنة ١٢٠٥ ه‍.

١٤ ـ الميرزا فتح الله الحسيني المعروف بميرزا أبو المظفر ميرزا علاء الدين محمد الأصفهاني ، المتوفى سنة ١٢٠٦ ه‍.

١٥ ـ الأمير السيد عبد الباقي بن الأمير السيد محمد حسين الخاتون آبادي الحسيني ، إمام الجمعة المتوفى سنة ١٢٠٧ ه‍.

١٦ ـ الشيخ محمد القاضي باصفهان المتوفى سنة ١٢٢٠ ه‍.

١٧ ـ الميرزا محمد علي ابن ميرزا محمد إمام جمعة الأصفهاني ، المتوفى سنة ١٢٢٤ ه‍.

٢٤٣

١٨ ـ مير محمد هادي بن محمد صادق الواعظ الأصفهاني ، المتوفى سنة ١٢٢٤ ه‍

١٩ ـ الشيخ أحمد النراقي صاحب (المستند) ، المتوفى سنة ١٢٢٤ ه‍.

٢٠ ـ الشيخ محمد مهدي النهاوندي ، المتوفى سنة ١٢٣٥ ه‍.

٢١ ـ العلامة المجاهد السيد علي الداماد المتوفى سنة ١٢٣٦ ه‍.

٢٢ ـ الآقا محمد علي بن الآقا محمد باقر الهزارجربي المتوفى سنة ١٢٤٥ ه‍.

٢٣ ـ السيد عبد الغفور اليزدي (من تلامذة صاحب الفصول ، وشريف العلماء» ، المتوفى سنة ١٢٤٦ ه‍.

٢٤ ـ السيد رضا خان الهي الكرماني ، من أحفاد شاه نعمة الله ، العارف المشهور (رئيس الطريقة المعروفة باسمه).

٢٥ ـ السيد عبد الرزاق الكاشي الحسيني ، نزيل أصفهان.

٢٤٤

(٣٦) قاسم محيي الدين

هو الشيخ قاسم بن محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن محيي الدين الثاني بن الحسين بن محيي الدين الأول بن عبد اللطيف بن علي نور الدين إبن شهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن جمال الدين أحمد بن أبي جامع العاملي الحارثي الهمداني.

كان عالما أصوليا وفقيها متضلعا أخذ عليه العلم جماعة من الفطاحل الذين إزدان بهم الفقه ، منهم : الشيخ حسن بن الشيخ جعفر (صاحب أنوار الفقاهة) ، والشيخ صاحب الجواهر ، وغيرهما.

له مؤلفات كثيرة ، منها : نهج الانام إلى مدارك الأحكام ، يقع في ثلاث مجلدات ، وكنز الأحكام في شرح شرائع الاسلام ، ورسالة في حجية خبر الواحد ، وغيرها. توفي سنة ١٢٣٧ ه‍ / ١٨٢٢ م.

وآل محيي الدين من الأسر العلمية التي ظهر فيها علماء وأدباء كان لهم حضور على الساحة العلمية والسياسية بالعراق ، وآخر من عاصرنا منهم العلّامة الدكتور عبد الرزاق محيي الدين (رئيس المجمع العلمي العراقي) ، الكاتب والشاعر البليغ.

وقد نزح أجدادهم من موطنهم الأصلي في جبل عامل إلى العراق ،

٢٤٥

وبقيت سلالتهم متوارثة فيه. وقد عرفوا قديما بآل أبي جامع نسبة إلى أحد أجدادهم الذي إبتنى جامعا في جبل عامل ، حتى ظهر أواسط القرن الحادي عشر الهجري ، الشيخ محيي الدين الشيخ عبد اللطيف فنسبوا إليه ، وكان شيخ الإسلام بمدينة (الحويزة) ، توفي قبل عام ١٠٩٠ ه‍ (١).

__________________

(١) يراجع ما كتبه الشيخ جعفر محبوبة عن أسرة آل محيي الدين في كتابه «ماضي النجف وحاضرها» ، ج ١ ، ص ٣٠٠ ـ ٣٥٠.

٢٤٦

(٣٧) علي القزويني

السيد علي بن السيد أحمد القزويني من كبار المجتهدين الذين إنطمس ذكرهم ، ولم يعرف عنهم شيء. حتى فاتت المترجمين أخباره ، هو وأخوته الأعلام ؛ السيد حسن ، والسيد حسين ، والسيد محمد علي.

والسيد علي من أساتذة السيد مهدي ، ومن مشايخه في رواية الحديث. ولد السيد علي بعد سنة ١١٥٦ ه‍ / ١٧٤٣ م ، ويمكن إستظهار وفاته بين عام ١٢٣٧ ه‍ / ١٨٢٢ م ، وعام ١٢٤٠ ه‍ / ١٨٢٥ م.

ورد في مشجّرة مخطوطة أنّه «كان عالما فاضلا ، مجتهدا ، ورعا ، مثريا ، مسموع القول ، نافذ الحكم عند معاصريه من العلماء».

وللسيد علي ولدان هما : السيد جعفر ، والسيد مير. وكان السيد جعفر عالما مجتهدا له بنت تزوّجها جدّي السيد مرزه صالح بن السيد مهدي القزويني المتوفى سنة ١٣٠٤ ه‍ / ١٨٨٧ م ، وهي أمّ أولاده : السيد هادي ، السيد حسن ، السيد أحمد ، السيد باقر ، والسيد رضا. كما أعقبت ثلاثة بنات.

أمّا السيد مير فقد انقطع عقبه.

وعقب السيد علي منتشر اليوم في الدغّارة ، والديوانية ، ومناطق فراتية أخرى.

أمّا أساتذة السيد علي فهم : والده السيد أحمد ، وخاله السيد مهدي بحر

٢٤٧

العلوم ، والشيخ جعفر كاشف الغطاء ، والسيد حسين بن السيد أبو الحسن موسى بن حيدر الشقرائي العاملي المتوفى سنة ١٢٣٠ ه‍ / ١٨١٥ م ، وغيرهم.

أكرّر القول أني لم أقف على أيّة ترجمة للسيد علي القزويني في كتب الرجال ، فقد اختفت أخباره تماما هو وأخوته. ولو لا خبر تحمّل ابن أخيه الشهير السيد مهدي القزويني الرواية عنه لما بقي إسم له يذكر.

قال العلّامة السيد علي نقي النقوي في كتابه المخطوط «أقرب المجازات إلى مشايخ الإجازات» ، وهي إجازته الكبيرة لصديقه العلّامة السيد محمد صادق بحر العلوم ـ ما نصّه :

«يروي السيد مهدي القزويني (ره) أيضا (كما ذكره إبنه العلّامة السيد حسين في رسالته المتكفّلة لترجمة أبيه) عن العلّامة السيد علي القزويني ، ولم أطّلع على شي من حاله. ولعلّه الذي هو من تلاميذ السيد بحر العلوم ، (وقد يكون صاحب الحاشية على القوانين وهو من تلاميذ الشيخ الانصاري ، توفي كما في التكملة سنة ١٢٩٨ ه‍) ، ولكنّ الثاني بعيد كما لا يخفى ، وحيث لا أدري بمن يروي عنه تركت ذكره في عدد الأسانيد».

وفي الترجمة التي كتبها السيد حسين القزويني عن والده السيد مهدي ذكر عمّه السيد علي كواحد من أساتذته بقوله : «وممن حضر عليه واقتطف من فوائده الفروع الفاضل المدقّق الألمعي عمّه الشريف السيد علي القزويني».

٢٤٨

(٣٨) الشيخ البهائي

الشيخ محمد بن الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي الجبعي الحارثي ، الشهير ببهاء الدين العاملي. ولد ببلاد الشام سنة ٩٥٣ ه‍ / ١٥٤٧ م ، وعاش ببلاد فارس عندما هاجر والده الشيخ حسين بن عبد الصمد إليها سنة ٩٦١ ه‍ / ١٥٥٤ م ، وقد تولّى منصب شيخ الاسلام باصفهان أيام الدولة الصفوية بعد وفاة أبيه سنة ٩٨٤ ه‍ / ١٥٧٦ م ، وبقي فيه طوال سني حياته حتى وفاته سنة ١٠٣١ ه‍ / ١٦٢٢ م.

عرف البهائي بتعدّد مواهبه ، ليس في الفقه والعلوم الدينيّة فحسب بل بالهندسة والدراسات العلمية أيضا والفلك. وتنسب إليه العديد من المباني الهندسية البالغة التعقيد في العمارة ، كما تنسب له بعض المخترعات أيضا. انتهت إليه رئاسة الامامية في عصره. وقد أفاض بما كتب باللغتين العربية والفارسية كتابات في مختلف شؤون المعرفة ، فهو من الشخصيّات التي تعدّت حدود أوطانها. وكان مقدّرا من الشاه عباس الصفوي ، ومصاحبا له في كثير من المناسبات.

توفي الشيخ البهائي بأصفهان ، ونقل جثمانه إلى المشهد الرضوي ، ودفن في بيت له قرب الحضرة المطهرة. ويقع مرقده في الزاوية الجنوبية للصحن الرضوي وسط حرم مزخرف كسيت جدرانه ، وسقوفه بالمرايا الهندسيّة الدالة على متانة الصنع وإبداعه.

٢٤٩

(٣٩) المجلسيان

محمد تقي ، ومحمد باقر

المجلسيان : هما الشيخ محمد تقي المجلسي ، وولده الشيخ محمد باقر المجلسي ، صاحب كتاب «بحار الأنوار». يلقّب الأب بالمجلسي الأول ، وهو من تلامذة الشيخ البهائي العاملي ، والمولى عبد الله التستري. وقد توفي سنة ١٠٧٠ ه‍ / ١٦٥٩ م ، ودفن جنب الجامع الكبير باصفهان ، وله مؤلفات عديدة.

ويعدّ ولده الشيخ محمد باقر المجلسي آخر علماء العهد الصفوي بإيران ، وهو صاحب أضخم موسوعة في علم الحديث عند الشيعة ، وهي كتاب «بحار الأنوار» الذي ينيف على المائة مجلد ، مطبوع متداول. وفيه من ملتقطات الأحاديث المزوّرة ما يجلّ عنها الدين والمذهب.

تولّى المجلسي منصب شيخ الاسلام ، وكان معتمدا لدى السلطنة الصفوية ، (خصوصا لدى الشاه سليمان الصفوي) ، التي يعدّ هو نفسه واحدا من أركانها.

ومن مؤلفاته كتاب «مرآة العقول في شرح أقوال الرسول» ، وهو شرح على كتاب الكافي ، إهتم بالتعليق عليه العلّامة السيد مرتضى العسكري ، وقدّم له دراسة مفصّلة ، ونشر في عدّة مجلّدات.

٢٥٠

(٤٠) أحمد المزيدي

أحمد بن محمود بن شهاب ابن علي بن محمد بن عبد الله بهاء الدين إبن أبي القاسم بن أبي البركات إبن القاسم بن علي بن شكر (المدفون بالمحاويل) ابن الحسن الأسمر (المدفون في المحاويل أيضا) ابن أحمد شمس الدين (نقيب النقباء) بن علي بن أبي طالب محمد بن عمر (صاحب الحجر الأسود) بن يحيى بن الحسين النسّابة بن أحمد المحدّث ابن عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد إبن الامام زين العابدين علي بن الحسين (عليهم‌السلام).

كان أحمد المزيدي يسكن المزيدية وهي قرية منسوبة لآل مزيد ، أمراء الحلّة ، تقع بالقرب من جسر الهاشمية على الضفة اليسرى من شطّ الحلّة ، ودفن فيها بعد موته ، وقبره ما زال مزارا فيها.

ومن ذريته السادة ألبوسليمان بالحلّة الذين منهم الشاعر الكبير السيد حيدر الحلّي الشهير. ذكر ذلك السيد مهدي الوردي النسّابة في كتابه المخطوط «الجوهر الفريد في أعقاب زيد الشهيد».

(٤١) ابن فهد الاحسائي

ابن فهد الاحسائي مرّ الحديث عنه في ترجمة الشيخ إبن فهد الحلّي. ومن رأي المؤلّف السيد مهدي القزويني أنّ القبر الموجود بالحلّة هو للفقيه الشيخ ابن فهد الحلّي ، أمّا المرقد المعروف بمدينة كربلاء فهو لشهاب الدين أحمد بن فهد المقرىء الاحسائي. وقد جرت النصوص التاريخية خلاف

٢٥١

ذلك ، فقيل إنّ المرقد الموجود بكربلاء هو للحلّي ، والذي في الحلّة للاحسائي.

ومن خلال دراستنا لحياة ابن فهد الحلّي ، ومكوثه في الحلّة طوال سني زعامته الدينيّة ، فإنّ الأقرب أن يكون قبره بها ، لا في غيرها من المدن. ولو كان قبره قريبا من مراقد الأئمة ملاصقا للحضرة المطهّرة لكان ذلك دلالة على وصيّة منه بدفنه. أمّا أن يدفن خارج حرم الأئمة ، فذلك ينبيء على أنّ هذا القبر ليس إلّا لشخص آخر. فيكون القبر الذي هو في كربلاء ألصق بالاحسائي منه إلى الحلّي. وهذا ما جزم به المؤلف الامام (قدس سرّه) ، وما دلّنا البحث عليه.

(٤٢) الشريف المرتضى

الشريف المرتضى (٣٥٥ ـ ٤٣٦ ه‍ / ٩٦٦ ـ ١٠٤٥ م) : علم الهدى ، ذو المجدين ، أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الامام موسى الكاظم (ع). من أعلام العلم في القرن الرابع الهجري. انتهت إليه الزعامة بعد استاذه الشيخ المفيد. وكان قد تولّى نقابة الطالبيين ، وأمارة الحج بعد وفاة أخيه الأصغر الشريف الرضي ، مضافا إلى النظر في المظالم والقضاء.

ألّف مؤلفات غزيرة أعتمدت كأصول للمذهب الشيعي في التفسير والكلام والعقائد والفقه والأصول ، وغير ذلك.

ومن مؤلفاته : الشافي في الامامة ، في الردّ على المعتزلة حقّقه العلّامة السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب ، ونشر في أربع مجلدات ، ورسائل الشريف المرتضى ، والشيب والشباب ، وأمالي المرتضى.

توفي بالكاظمية ، ودفن بداره ، وقيل : نقل بعدها إلى كربلاء مع جسد أخيه الرضي. وهو قول على شهرته لا ينهض بقيام الدليل على نقله.

٢٥٢

(٤٣) الشريف الرضي

الشريف الرضي (٣٥٩ ـ ٤٠٦ ه‍ / ٩٧٠ ـ ١٠١٥ م) : أبو الحسن محمد بن الحسين الطاهر الموسوي.

تولّى نقابة الطالبيين أيام الحكم البويهي ، وله مؤلفات متينة ، وتفسير للقرآن ، يقع في عشرين مجلدا ، فقدت أجزاؤه. وهو جامع كتاب «نهج البلاغة» من خطب الامام علي بن أبي طالب (ع) ، وشاعر لا يشقّ له غبار ، قيل : إنّه أشعر الطالبيين ، وأقول : بل من أشعر شعراء العربيّة.

توفي في داره بالكاظمية ، ودفن بها. وقيل كما قيل عن أخيه المرتضى أنّ جسده نقل إلى المشهد الحسيني بكربلاء ، ودفن عند قبر أبيه الحسين الطاهر ، وقبرهما ظاهر معروف.

ولم تحدّد النصوص متى تمّ نقل جسدي المرتضى والرضي إلى كربلاء.

قال السيد بحر العلوم في الفوائد الرجالية : إنّ موضع قبر الشريف الرضي عند قبر جدّه إبراهيم المجاب آخر الرواق ، فوق الرأس في الزاوية الغربية في الحرم الحسيني.

وقال السيد حسن الصدر في «نزهة الحرمين» : إنّ قبر الشريف الرضي عند قبر والده خلف الضريح الحسيني بستّة أذرع. ولعلّ هذا القبر هو الذي لاحظه العلّامة السيد أغا مير بنفسه بعد التعميرات التي أجريت داخل الروضة المطهرة سنة ١٣٦٧ ه‍. وقال : هناك خلف الضريح بستة أذرع ثلاثة قبور

٢٥٣

شاهدت ذلك بنفسي عند حفر الأسس لدعائم القبة التي جرى بناؤها مؤخرا بالكونكريت المسلّح ، فرجوت المعمار عدم مسّ تلك القبور الثلاثة. ومن المرجح أنّ هذه القبور الثلاثة قبور السادة أبي أحمد الطاهر الحسين ، الشريف الرضي ، والشريف المرتضى علم الهدى.

قال صاحب «روضات الجنّات» : نقل جثمانه أولا من داره التي كانت واقعة في جانب الكرخ ببغداد ، ووضع في مسجد الأنباريين في الكرخ قبل نقله إلى كربلاء ، ونقل من هناك ، وأودع في الكاظمية ، فشاعت التسمية لهذا المحل بقبر الرضي ، ومنه نقل إلى كربلاء ودفن فيها. وبقيت العمارة التي في الكاظمية باسمه.

قال المؤرخ المحقّق الشيخ محمد حرز الدين : القول في حديث نقل جثمان الشريف الرضي إلى الحائر الحسيني يعدّه أهل (الكرخ) من الخرافات قديما وحديثا ، وأنّه أقبر بداره في سوق الصفارين ، ولم ينقل بعد.

يقول جودت القزويني : وهذا الرأي هو ما نذهب إليه في تعيين مرقدي الشريفين ، وإنهما من المستبعد أن يكونا نقلا إلى الحائر الحسيني. والمقامان الحاليان الموجودان بالكاظمية هما محلا قبريهما.

ويلاحظ أنّ جميع النصوص التي أوردت خبر نقل جسدي الشريفين إلى كربلاء لم تكن معاصرة لذلك العصر ، ولا قريبة منه ، بل هي نتاج القرنين المتأخرين. أمّا ما نسب للعمدة وغيره ، فهو مشكوك في نسبته إلى مؤلفيه.

٢٥٤

(٤٤) الوحيد البهبهاني

العلّامة البهبهاني (١١١٧ ـ ١٢٠٥ ه‍ / ١٧٠٥ ـ ١٧٩١ م) هو الشيخ محمد باقر بن محمد أكمل الشهير بالأغا البهبهاني ، أو الوحيد البهبهاني. إنتهت إليه رئاسة المرجعيّة الدينية العليا. عاش بمدينة كربلاء ، وأسس مركزا علميا بها ، تخرّج عليه جميع مجتهدي عصره ، ولقّب بمجدّد المذهب على رأس المائة الثانية عشرة.

قال عنه تلميذه السيد مهدي بحر العلوم : «مجدّد ما اندرس من طريقة الفقهاء ، ومعيد ما انمحى من آثار القدماء».

وللإمام المؤلف السيد مهدي القزويني كتاب سمّاه «المهذّب» ، جمع فيه كلمات الوحيد البهبهاني في علم الأصول ، ورتّبها من أول مباحثه إلى آخر مبحث «التعادل والتراجيح» مع تهذيب ، وتنقيح ، واختيارات وزيادات تمسّ الحاجة إليها في إكمال الكتاب. (كما ذكر ولده السيد حسين القزويني في ترجمته لأبيه).

وللبهبهاني مؤلفات متخصّصة ، طبع بعضها. وله ولدان مجتهدان ، هما : الأغا محمد علي المتوفى سنة ١٢١٦ ه‍ / ١٨٠١ م ، والأغا عبد الحسين.

٢٥٥

(٤٥) مرتضى الطباطبائي

السيد مرتضى الطباطبائي من مجتهدي عصره ، وهو أكبر أخوته الثلاثة ؛ علي ، رضي ، رضا. تزوّج أخته العلّامة الوحيد البهبهاني.

ووالدة السيد المرتضى هي إبنة العلّامة الأمير أبو طالب بن أبو المعالي الكبير ، وأمّ الأمير أبو طالب إبنة المولى محمد صالح المازندراني (أحد شرّاح كتاب الكافي في علم الحديث).

وأمّها آمنة بكم إبنة المولى محمد تقي المجلسي الأول ، وأخت المحدّث الشيخ محمد باقر المجلسي ، صاحب «بحار الأنوار».

من هنا كان السيد مهدي بحر العلوم يعبّر عن المجلسي الأول بالجدّ ، وعن المجلسي الثاني بالخال.

خلّف السيد مرتضى الطباطبائي ولدين ، وبنتا واحدة ؛

الأول : السيد مهدي بحر العلوم المتوفى سنة ١٢١٢ ه‍ / ١٧٩٧ م ، (جدّ اسرة آل بحر العلوم النجفية).

الثاني : السيد جواد المتوفى سنة ١٢٤٨ ه‍ / ١٨٣٢ م ، وهو الجدّ الأعلى للسادة البروجرديين في إيران.

أمّا إبنته فقد تزوّجها جدّنا الأعلى السيد أحمد القزويني المتوفى سنة ١١٩٩ ه‍ / ١٧٨٥ م ، (وهو جدّ أسرة آل القزويني في الحلّة). ورد في مشجّرة

٢٥٦

مخطوطة أنّ إبنة السيد مرتضى الطباطبائي إسمها (زينب) ، وتلقّب بالحبّابة تقديرا لمنزلتها الدينيّة والإجتماعية. وقد ذكرها العلّامة النوري في (المستدرك) (١). توفيت سنة ١٢٠٤ ه‍ / ١٧٩٠ م.

وللسيد أحمد من السيدة زينب خمسة أولاد ، كلّهم من المجتهدين المعروفين في عصرهم ، وهم : السيد حسن (١١٥٢ ـ ١٢٢٣ ه‍ / ١٧٣٩ ـ ١٨٠٨ م) ـ والد الامام السيد مهدي القزويني ـ ، والسيد حسين (١١٥٦ ـ قبل ١٢٢٣ ه‍ / ١٧٤٣ ـ قبل ١٨٠٨ م) ، والسيد علي ، والسيد محمد علي ، والسيد باقر القزويني ، المعروف بصاحب الكرامات ، المتوفى آخر الطاعون سنة ١٢٤٦ ه‍ / ١٨٣١ م.

وقد درج نسل السيد حسين والسيد باقر ، وبقي عقب الأسرة القزوينيّة الحليّة منحصرا بالأخوة الثلاثة ؛ السيد حسن ، السيد علي ، السيد محمد علي.

وفاته ومدفنه

توفي السيد مرتضى بكربلاء سنة ١٢٠٤ ه‍ / ١٧٩٠ م ، ودفن في الرواق مما يلي قبور الشهداء جوار قبر الامام الحسين (ع) ، ووضع على قبره صندوق خشبي ، على يمين الداخل إلى الحرم من باب الشهداء.

وبعد عام توفي الوحيد البهبهاني ، فدفن في المكان نفسه. وفي سنة ١٢٣١ ه‍ / ١٨١٦ توفي السيد علي الطباطبائي (صاحب الرياض) ، فدفن معهما ، ووضع صندوق خشبي محكم الصنع ، مزخرف ، وعليه أسماؤهم الثلاثة.

__________________

(١) مستدرك وسائل الشيعة ، ج ٣ ، ص ٤٠١.

٢٥٧

(٤٦) السيد علي الطباطبائي

السيد علي الطباطبائي (١١٦١ ـ ١٢٣١ ه‍ / ١٧٤٨ ـ ١٨١٦ م) بن السيد محمد علي بن السيد أبو المعالي الصغير بن السيد أبو المعالي الكبير الطباطبائي.

هو ابن أخت العلّامة الوحيد البهبهاني ، وصهره على إبنته. وكان العلّامة الوحيد أستاذه الأول ، ومربيه. اشتهر السيد علي بالفقاهة ، وعرف بكتابه «رياض المسائل في بيان أحكام الشرع بالدلائل». وجدّه السيد أبو المعالي الكبير هو صهر المولى صالح المازندراني.

كان السيد علي في زحمة الصراع الأخباري ـ الأصولي يتردد على الشيخ يوسف البحراني الذي كان أخباريا معتدلا ، وكان يحضر دروسه ليلا حذرا من اطلاع خاله البهبهاني (الذي كان متصدّيا للأخباريين تصدّيا كاملا دون تمييز بين معتدل ، وغير معتدل) ، لعلم السيد علي بمكانة البحراني العلمية واعتداله (١).

أما ولده السيد محمد الشهير بالمجاهد فهو الذي أفتى بالجهاد ضد الغزو الروسي لإيران ، وزحف على رأس قوّة من العشائر ، والتعبئة الشعبيّة لمقاومة القوات الروسية. إلّا أنّ الجيش الإيراني تقهقر في المعركة ، وخذل السيد المجاهد في مواجهته من قبل القاجاريين ، ولم يحسب حسابا لمثل هذه

__________________

(١) روضات الجنات ، ج ٤ ، ص ٣٨٧.

٢٥٨

التقديرات السياسية. فتوفي عند انسحابه بقزوين سنة ١٢٤٢ ه‍ / ١٨٢٧ م. وكان ذلك في عهد الشاه فتح علي القاجاري المتوفى سنة ١٢٥٠ ه‍ / ١٨٣٤ م.

ولكلا الفقيهين الأب والابن مواقف عملية ضد التيّار الأخباري الذي قويت شوكته في هذه المرحلة ، وهي المرحلة الثانية في تاريخ النشاط الأخباري الذي كان يتزعمه المرزا محمد عبد النبي الأخباري (الجدّ الأعلى لأسرة آل جمال الدين بالعراق) ، المقتول بالكاظمية سنة ١٢٣٢ ه‍ / ١٨١٦ م.

٢٥٩

(٤٧) الشيخ يوسف البحراني

الشيخ يوسف البحراني (صاحب الحدائق) ، فاضل محدّث. ولد سنة ١١٠٧ ه‍ / ١٦٩٦ م في قرية الماحوز بالبحرين ، وبعد الاضطرابات التي عصفت بالبحرين في هذه الفترة ، هاجر إلى إيران ، وبقي فيها مدّة من الزمن. ثم سافر للعراق واستقرّ بمدينة كربلاء ، وكتب مؤلفات رائقة ، منها : موسوعته الفقهية «الحدائق الناظرة في أحكام العترة الطاهرة» المطبوعة في عشرين مجلدا.

وله أيضا : سلاسل الحديد في تقييد إبن أبي الحديد. وهو من إسمه ردّ على إبن أبي الحديد فيما أورده بشرح نهج البلاغة مما يخالف مبدأ الامامة. وله مؤلفات أخرى.

أهم ميزة للبحراني نقده الشديد لتيّار الحركة الأخبارية الجارف الذي بلغ أوج نشاطه في هذه المرحلة ، والذي تصدّى له المجتهدون جميعا ، وعلى رأسهم الوحيد البهبهاني. وكان البحراني محسوبا على هذا التيّار نفسه ، إلّا أنّه أدرك النتائج التي تنتهي بأهل هذا التيار ، والمقاصد التي تختفي فيه. فحاول إطفاء لهب الصراع بايقاف حركة الصراع التي تقودها عناصر لا ترتقي بالعلم إلى مستوى شخصيّات مدرسة الاجتهاد.

٢٦٠