كتاب المزار

السيد مهدي القزويني

كتاب المزار

المؤلف:

السيد مهدي القزويني


المحقق: الدكتور جودت القزويني
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٢

(١٣) الحمزة بن الكاظم

الحمزة بن الكاظم مرقده بمنطقة الري معروف ، متصل برواق الشاه عبد العظيم الحسني.

ويؤثر له مرقد بمدينة قم ، وآخر بمدينة شيراز وآخر في كرمان. والأول أقواها (١).

قال السيد ضامن بن شدقم الحسيني المدني في (الأنساب) : كان عالما فاضلا كاملا جليلا رفيع المنزلة عالي الرتبة ، عظيم الحظ والجاه ، والعزّ والابتهال ، محبوبا عند الخاص والعام ، سافر مع أخيه الرضا (ع) إلى خراسان ، واقفا في خدمته ساعيا في مآربه ، طالبا رضاه ، ممتثلا لأمره. فلما وصلا إلى (سوسمر) إحدى قرى (سنر) ـ كذا ـ خرج عليهما قوم من رؤساء المأمون ـ كذا ـ فقتلوه ، وقبره أخوه الامام الرضا (ع) في بستان بها.

وقال السيد جعفر بحر العلوم في كتابه «تحفة العالم» : أمّا حمزة بن موسى فهو المدفون في الري في القرية المعروفة ب (شاه زاده عبد العظيم) ، وله قبة وصحن وخدّام ، وكان الشاه زاده عبد العظيم على جلالة شأنه ، وعظم قدره يزوره أيام إقامته في الري ، وكان يخفي ذلك على عامة الناس ، وقد أسرّ إلى بعض خواصه أنّه قبر رجل من أبناء موسى بن جعفر.

__________________

(١) مراقد المعارف ، ج ١ ، ص ٢٦٢.

١٨١

وفي «تحفة الأزهار» : إنّه أعقب ولدين أحدهما علي ، والآخر القاسم أبا محمد ، وإليه تنتمي السادة الصفوية.

قال السيد حسن الصدر في «نزهة الحرمين» : قبره بالري قرب قبر الشاه عبد العظيم قرب طهران.

وفي «ناسخ التواريخ» : إنّ الحمزة مدفون في قم.

ومن نسل الحمزة السادة الصفويون ، والسادة الجبّاريون في كركوك ، وأسرة السيد عبد الحسين اللاري ، وآل الواعظ (أسرة السيد جعفر الأدهمي) ، وهم غير آل الواعظ (أسرة الشيخ نجم الدين) ، فهؤلاء من المعاضيد ، وليسوا من العلويين. كما تتصل بالحمزة جمهرة كبيرة من السادة في بلخ ، وبلاد فارس ، والهند ، حدّثني بذلك النسّابة السيد عبد الستار الحسني.

١٨٢

(١٤) الامام زيد بن علي (ع)

الامام زيد هو ابن الامام علي بن الحسين زين العابدين ، والأخ الأصغر للإمام الباقر (ع).

استقرّ رأي الباحثين جميعا على أنّ ولادته منحصرة في عام ٧٨ ه‍ أو ٨٠ ه‍.

إلّا أنّ المحقّق السيد عبد الرزاق المقرّم استظهر أنّ ولادته كانت سنة ٦٦ ه‍ / ٦٨٥ م ، أو ٦٧ ه‍ / ٦٨٦ م ، إعتمادا على الرواية القائلة أنّ أمّ الامام زيد (وإسمها حوراء) هي أم ولد أهداها المختار بن يوسف الثقفي إلى الامام علي بن الحسين زين العابدين (ع).

وطبقا للرواية نفسها فإنّ أم زيد كانت قد علقت به في السنة التي بعثها المختار إلى الامام.

يقول جودت القزويني : يقرّر الواقع غير ذلك ، فإنّ الامام زيدا لم يكن الولد الأكبر لحوراء ، فقد ولد أخوه أبو حفص عمر الأشرف المتوفى سنة ١٣٢ ه‍ / ٧٤٩ م قبله (١). وعلى ذلك تكون ولادة الامام زيد سنة ٦٨ ه‍ / ٦٨٧ م. (هذا إذا كانت هذه الرواية صحيحة).

__________________

(١) المجدي في أنساب الطالبيين ، ص ١٤٨.

١٨٣

إلّا أنّ الخوارزمي ذكر أنّ ولادته كانت سنة ٥٧ ه‍ / ٦٧٧ م كما نقل عنه ذلك السيد كمونة في «مشاهد العترة». وهو الرأي الذي نذهب إليه.

درس زيد على يد أخيه الباقر (ع) ، فنشأ عالما متينا مفسّرا ، متكلّما ، بليغا ، بصيرا بعلم الجدل والمناظرات. وقد عرف بالعلم والفهم ، وعدّ من علماء آل محمد ، ومن سادات بني هاشم ، وعين أخوته بعد الباقر (ع) ، وأفضلهم (١).

وللإمام زيد العديد من المؤلفات الثابتة النسبة إليه ، إلّا أنّ الشكوك تطال نسخها المطبوعة ، فمن الصعب إثبات نسبتها إليه ، ككتاب الصفوة ، ومسند الامام زيد بن علي ، وتفسير غريب القرآن ، وتأويل مشكل القرآن. فهي مؤلفات فيها شيء من تراثه ، إلّا أنّ يد العبث كانت قد طالتها ، فمسختها.

أسهبت في الحديث عن قصة مقتل الامام زيد (ع) ، وتفاصيل ثورته ، ومحاولة تفكيك الرواية التي وردت منسوبة للطبري ، وغيره في المجلّد الأول من كتاب (تاريخ المؤسسة الدينية الشيعيّة) ، وخلص البحث أنّ الامام زيدا كان حاكما على العراق ، ولم تكن هناك ثورة كما صوّرتها المرويات ، كما لم تتمّ عملية قتله بهذه الطريقة الملفّقة التي دسّت في كتب المؤرّخين والمحدّثين.

أمّا حادثة صلبه ، وما اتصل بها من اتخاذ الفاختة جوفه عشّا لها ، أو ببقاء جسده مصلوبا منكسا مقطوع الرأس ، أربع سنوات كاملة ، وغير ذلك فلا واقع لها في سيرة هذا الامام العظيم.

أمّا شهادته فهي قطعا قائمة إلّا أنّ فاعليها مجهولون عندنا ، فلا بدّ أنّ مقتله كان قد تمّ بطريقة ما ، إلّا أنّها بلا شك ليست تلك التي رويت في كتب التاريخ بهذه الطريقة المريبة المفككة.

__________________

(١) الارشاد للشيخ المفيد ، ص ٢٦٨.

١٨٤

أمّا موضع قبره فهو الموضع الذي أثبته الامام القزويني ، وحدّده في كناسة الكوفة ، إلّا أنّ جسد الامام زيد لم يحرق ، كما شاع ذلك.

المرقد المطهر وموقع الكناسة

لم يذكر أحد من المؤرخين قبرا لزيد سوى ما نقله السيد القزويني من تعيين قبره. وقد كتب المحقق السيد عبد الرزاق المقرّم بحثا مفصّلا عن الامام زيد (ع) ، وعيّن قبره بكناسة الكوفة معتمدا على ما نقله السيد مهدي القزويني في تعيين قبره.

قال السيد المقرّم : ليس بالهين معرفة هذين الموضعين على سبيل القطع ، خصوصا موقع الكناسة ، مع ما لها من الشهرة ، وتكرار الذكر في صفحات التاريخ بمناسبة الحوادث الواقعة فيها ، حيث لم تكن خارطة تخطط أرجاءها ، ولا بقيت من آثارها ما يتعرف بها الأحوال إلّا أعلام دارسة ، وصور مجهولة ، كما هو الشأن في آثار الأمم البائدة ، والديار الخاوية ، فليس في وسع المنقّب الحزم بشيء منها إلّا بالتقريب بالوقوف على الرسوم والتلال ، أو الحفريات ، أو الركون إلى كلمات مستطردة خلال السير.

وحتى الآن لم يتسنّ لنا شيء من تلك القرائن سوى ما وجدناه في «فلك النجاة» للعلّامة الحجّة السيد مهدي القزويني (قدس‌سره) : «إنّ المشهد المعروف لزيد بن علي الذي يزار ويتبرك به ، محل صلبه وحرقه».

وهذه الكلمة من سيدنا البحّاثة يجب الاحتفاظ بها ، لما هو المعهود من غزارة علمه ، وسعة إحاطته. وقد وثق بها وأرسلها إرسال المسلّمات أخذا عن أوثق المصادر المتوفرة لديه. لذلك لم تترك لنا منتدحا عن الاذعان بأنّ هذا المشهد القائم في شرقي قرية ذي الكفل واقع في محل الكناسة.

ويشهد له أنّ الصلب وأشباهه مما يقصد فيه الارهاب وتمثيل قوة البأس ، وشدّة السلطان لا يكون إلّا في المحتشدات العامة ، ومختلف زرافات الناس.

١٨٥

وهذا الموضع قريب من النخيلة ، وهي العباسية في كلام إبن نما ، والعباسيات اليوم. ولا شك أنّ النخيلة كانت باب الكوفة للخارج إلى الشام والمدائن وكربلاء.

فناسب أن يكون الصلب في الموضع العام ، أو بالقرب منه على ألّا يفوت الغرض المقصود من الارهاب ، وإراءة الغلبة وقوة السلطان.

وهذا الاعتبار يؤيد ما أرسله السيد المتتبّع. وبقي تحديد الموضع الذي دفن فيه قبل النبش والاخراج على ذمة التاريخ ، وسعة المنقّب (١).

يقول جودت القزويني : لقد أبطلنا الروايات التي تنبيء بوقوع نبش قبر زيد ، وصلبه في كتابنا «تهشيم التاريخ» ، وأثبتنا وقوع عملية القتل فقط دون الدخول بالتفاصيل.

ويؤثر أنّ للإمام زيد مشهدا بمصر يقال له مشهد رأس زيد الشهيد ، أورد ذكره ابن عثمان في كتابه «مرشد الزوّار» قال : قدم برأس زيد بن علي يوم الأحد لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ١٢٢ ه‍ ، وبنوا عليه هذا المشهد المعروف بمشهد التبن (أو التبر) ، (بحري القاهرة). والدعاء فيه مستجاب ، والأنوار ترى عليه بالليل نازلة (٢).

يلاحظ :

١ ـ إنّ سياق تسلسل الأحداث يكذّب وجود مشهد لرأس الامام زيد بمصر.

٢ ـ ثبت أنّ جسد الامام زيد لم يتعرّض للتشويه ، أو الصلب والإحراق. وإنّما كان ذلك فقط في طي المرويات المحرّفة.

٣ ـ مما يبيّن تهافت الرواية أنّ تاريخ وصول رأس زيد بن علي إلى مصر الذي حدّده المؤلف بيوم الأحد ١٠ جمادى الآخرة ١٢٢ ه‍ ، كان مزوّرا

__________________

(١) المقرّم ، زيد الشهيد ، ص ١٤٦.

(٢) الدر المنظّم في زيارة الجبل المقطّم ، ج ١ ، ص ١٩٩.

١٨٦

أيضا ، شأنه شأن أصل الروايات التي شوّهت الأحداث. فلم يكن يوم العاشر من جمادى الثانية لتلك السنة قد صادف يوم الأحد ، كما يزعم النص ، وإنّما كان ذلك اليوم يوم الأربعاء.

(١٥) الحسين قتيل فخ

فخّ : وادي بمكة ، دفن فيه الحسين الأثرم ابن الامام الحسن بن علي بن أبي طالب (ع).

ولهذا الوادي أيضا تنسب واقعة فخّ التي قيل إنّ الحسين بن علي بن الحسن (المثلث) بن الحسن (المثنى) بن الامام الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) كان قد خرج على الخليفة العباسي موسى الهادي سنة ١٦٩ ه‍ / ٧٨٥ م ، وقتل هو وأصحابه في تلك الواقعة.

١٨٧

(١٦) إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى

لقّب الغمر لجوده وكرمه. كان من أئمة الحديث ورواته ، عالما من علماء آل محمد ، وزعيما من زعماء الهاشميين.

يقع مرقده بالكوفة بالقرب من مرقد ميثم التمّار ، وهو قبر مشهور ومعروف.

قال الشيخ محمد حرز الدين : ظهر قبر إبراهيم الغمر متأخرا نهاية القرن الثاني عشر الهجري. عثر عليه بعض المنقّبين عن حجارة آثار الكوفة الدفينة لبيعها ، حيث وجد صخرة دفينة تحكي بوضوح أنّه قبر إبراهيم الغمر. وبنى عليه قبّة السيد الجليل ، علّامة عصره ، وفريد دهره السيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي النجفي. والظاهر أنّها القبّة الموجودة في زماننا ، أوائل القرن الرابع عشر ، حيث أنّه الجد الأعلى للسادة الطباطبائية جميعا (١).

وقد استظهر العلّامة السيد عبد الرزاق كمّونة أنّ هذا القبر هو قبر إبراهيم طباطبا إبن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن بن الامام الحسن بن علي بن أبي طالب (ع).

قال السيد كمونة : وما نسبه السيد مهدي القزويني في «فلك النجاة» إنه لابراهيم بن الحسن المثنى إشتباه ، لأنّ قبره بالهاشمية (٢).

__________________

(١) مراقد المعارف ، ج ١ ، ص ٣٥.

(٢) مشاهد العترة الظاهرة ، ص ٢٨٨.

١٨٨

(١٧) قبور الطالبيين بالهاشمية

يقصد السيد المصنّف بهؤلاء الطالبيين : عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الامام الحسن (ع) ، وعلي بن الحسن بن الحسن المثنى بن الامام الحسن (ع) ، والحسن بن الحسن بن الامام الحسن (ع) ، وعبد الله بن الحسن بن الحسن بن الامام الحسن (ع) ، والعباس بن الحسن المثلث بن الحسن بن الامام الحسن (ع).

وقد سبقت الإشارة إليهم.

(١٨) إسماعيل ابن طباطبا

إسماعيل بن إبراهيم (طباطبا) بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب (ع).

قبره بالهاشمية معروف. وصفه الشيخ محمد حسين حرز الدين محقّق كتاب جدّه الشيخ محمد حرز الدين عندما زاره سنة ١٣٨٧ ه‍ / ١٩٦٧ م بقوله : يقع قبره بمقاطعة «السلط» عند الرجيبات ، إحدى عشائر الجبور ، ضمن ناحية القاسم ، وكان عامرا مشيدا ، جديد البناء ، ويتعهّد آل يسار على رعاية المرقد ، والعناية به (١).

ذكرت النصوص أنّ عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الامام الحسن

__________________

(١) مراقد المعارف ، ج ١ ، ص ١٥٨.

١٨٩

بن علي بن أبي طالب (ع) تمّ اعتقاله مع عدد من أخوته ، وبني عمومته من آل الحسن ، وكان إسماعيل بن إبراهيم الطباطبا واحدا منهم. ونقل أنّ هؤلاء دفنوا أحياءا بعدما سجنوا بقصر ابن هبيرة (شرقي الكوفة) في سرداب تحت الأرض ، حيث ردم عليهم ، وماتوا فيه.

وقد ذكرنا التشكيك بهذه الروايات بشكل قاطع ، لأنّ هؤلاء النخبة من آل الحسن (ع) كانوا حكّاما للعراق ، ولم يكونوا أسراء بيد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور ، أو غيره. ولا مجال لبسط الحديث في هذه العجالة.

(١٩) إبراهيم المضر

يقع قبر إبراهيم بن عبد الله المضرّ في الهاشمية على فرع نهر الجربوعية من فروع نهر الفرات. والهاشمية من أعمال مدينة الحلّة التابعة لها.

قال المؤرّخ الشيخ محمد حرز الدين : لم يتّضح لنا إبراهيم هذا من هو ، ومن هم آل المضر سوى ما ذكره الداودي صاحب «عمدة الطالب» في آل فخار الموسويين (١)؟

(٢٠) الحمزة والشاه عبد العظيم

سبق الحديث عن قبري الحمزة بن الامام موسى الكاظم (ع) والشاه عبد العظيم الحسني في أرض الري بإيران.

(٢١) فاطمة (معصومة قم)

السيدة الجليلة فاطمة ، الشهيرة بمعصومة قم بنت الامام موسى الكاظم (ع) ، وأخت الامام الرضا (ع) ، توفيت سنة ٢٠١ ه‍ / ٨١٧ م.

كانت مع أخيها الامام الرضا (ع) الذي تولّى السلطة بعد أبيه الامام

__________________

(١) مراقد المعارف ، ج ١ ، ص ٤٧.

١٩٠

الكاظم (ع) ، وسكن أرض خراسان تبعا لمتطلبات تلك المرحلة ، ولتوجيه الامبراطورية الاسلامية وترشيدها.

وقبر السيدة المعصومة أشهر الآثار الموجودة بمدينة قم ، وأشخصها. وقد أصبح من المراكز التدريسية والعلمية والاجتماعية والسياسية ، يتوافد يوميا عليه الزائرون ، وتقام بباحته الصلوات جماعة.

وقد أجريت على قبر السيدة فاطمة عمارات مختلفة ، قبل عهد الصفويين ، وبعده لا يمكن الالمام بها في هذه العجالة.

(٢٢) محمد بن جعفر الطيّار

محمد بن جعفر الطيّار بن أبي طالب. قيل إنّه استشهد بحرب (تستر) لمّا فتحها المسلمون. ويقع مرقده بمدينة «دزفول». وقد أوردت له بعض التفصيلات في الجزء الأول من كتاب «تاريخ المؤسسة الدينية الشيعية» ، في الحديث عن «الزينبات الثلاثة».

١٩١

الفصل السابع

في زيارة قبور العلماء

يستحب زيارة قبور العلماء خصوصا المشاهير منهم كالنوابين الأربعة في بغداد ، وهم : عثمان بن سعيد العمري (١) في الجانب الغربي من بغداد مما يلي سوق الميدان ، ومحمد بن عثمان العمري المعروف بالخلاني (٢) في الجانب الشرقي منها ، والحسين بن روح (٣) في دار في سوق العطارين في الجانب الشرقي ، وعلي بن محمد السمّري (٤) مما يقرب سوق الهرج والسراجين.

وفي أرض نهر الشاه من أعمال الحلة السيفية قبر يقال له السامريّ ، يقال إنّه قبر علي بن محمد السمري (٥).

والكليني (٦) في الجامع مما يلي جسر بغداد ، ومعه قبر آخر يقال إنّه الكراجكي (٧) ، أو الكيدري (٨).

وابن قولويه (٩) ، والشيخ المفيد (١٠) في مشهد الإمام موسى بن جعفر في الرواق مما يلي رجلي الإمام الجواد (ع).

والشيخ الطوسي (١١) ، شيخ الطائفة في النجف الأشرف في مسجده المعروف مما يقرب من الصحن الشريف.

١٩٢

وعلماء الحلة ، منهم : آل الطاووس ؛ السيّد أحمد أبو الفضائل (١٢) ، والسيّد علي رضي الدين أبو المكارم (١٣).

والمحقّق بن سعيد (١٤) ، ويحيى بن سعيد منتجب الدّين (١٥) ، والشيخ ورّام (١٦) ، وابن ادريس العجلي (١٧) ، والشيخ محمد بن نما (١٨) ، وابنه جعفر بن نما (١٩) والشيخ أحمد بن فهد الأسدي (٢٠).

وباقي القبور مجهولة ، ويعرف منها : قبر ابن حمّاد (٢١) ، والخليعي الشاعر المعروف (٢٢) ، والشافيني (٢٣) ، وابن عرندس (٢٤) ، ومحمّد بن مكي (٢٥).

وأمّا العلّامة الحلّي (٢٦) فهو في النجف الأشرف في حجرة مما يلي منارة أمير المؤمنين (ع) الغربيّة من طرف الشرق.

وعليّ بن حمزة الطوسي (٢٧) في كربلاء ، خارج البلد.

والخواجه نصير الملّة والدّين (٢٨) في مشهد الإمام موسى بن جعفر غير معروف. والشهيد الأول في الشام (٢٩) ، والثاني (٣٠) في قرية على بحر القسطنطنية.

والشيخ أحمد الأردبيلي (٣١) في النجف الأشرف في حجرة قرب المنارة الشرقية في غربيّها. والسيّد صدر الدين الكاظمي (٣٢) في النجف الأشرف في باب الرحمة.

والشيخ أحمد الجزائري (٣٣) صاحب الشافية في آيات الأحكام ، والشيخ محمد باقر المعروف بالأغا المازندراني (٣٤) ، وجملة من العلماء في الايوان الكبير الملاصق لرواق الإمام المعروف بمقبرة العلماء (٣٥).

١٩٣

والشيخ قاسم محيي الدين ، وآل أبي جامع في الحجرة الغربية في الزاوية من الصحن (٣٦)

وعمي السيّد علي القزويني (٣٧) في الحجرة في باب مسجد الخضرة ، والبهائي (٣٨) في مشهد الرضا (ع) ، والمجلسيان (٣٩) في اصفهان.

وفي المزيدية قبر يعرف أنه قبر السيد أحمد بن الكاظم ، يحتمل أنّه قبر الشيخ أحمد المزيدي من علماء الإجازة (٤٠).

والشيخ أحمد بن فهد الأحسائي (٤١) في كربلاء ، والمرتضى (٤٢) والرضي (٤٣) ، نقلا إليها.

وفي رواق سيّد الشهّداء من العلماء جملة : كالعلّامة البهبهاني (٤٤) ، وجدّي السيد المرتضى الطباطبائي (٤٥) ، والسيّد علي الطباطبائي (٤٦) ، والمحدّث البحراني (٤٧) (صاحب الحدائق).

وخالي العلّامة الطباطبائي (٤٨) ، والشيخ جعفر النجفي (٤٩) ، وأولاده : الشيخ موسى (٥٠) (شارح بغية الطالب) ، والشيخ علي (٥١) (شارح اللمعتين) ، والشيخ حسن (٥٢) (صاحب أنوار الفقاهة) ، وتلامذته : الشيخ أسد الله الشوشتري (٥٣) صاحب المقابيس ، وعمّي السيّد باقر القزويني (٥٤) ، (صاحب الوسيط والوجيز وجامع الرسائل) ، والشيخ محمّد حسن (٥٥) (صاحب جواهر الكلام) قرب قبره وتربته الزكيّة ، وغيرهم من علماء النجف في النجف الأشرف.

منها : قبر السيّد جواد العاملي (٥٦) صاحب مفتاح الكرامة بشرح

١٩٤

قواعد العلّامة ، والشيخ حسين نجف (٥٧) (صاحب رسالة الحسن والقبح) ، والشيخ مرتضى (٥٨) (صاحب الرسائل في حجية النظر ، وأصالة البراءة والاستصحاب).

ومنها : قبور منفردة عن الصحن الشريف.

ومنها : في الصحن الشريف.

وهكذا بقية العلماء في كربلاء.

وثواب زيارتهم يعرف ممّا سبق عموما وخصوصا. وعن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن الرضا (ع) : «من زار قبر أخيه المؤمن ، وقرأ الفاتحة والقدر سبع مرّات غفر له ، ولصاحب القبر». وفي آخر عنه : «من أتى قبر أخيه المؤمن من أيّ ناحية فوضع يده عليه ، وقرأ «إنّا أنزلناه» سبع مرات ، أمن من الفزع الأكبر».

ويستحب زيارة المؤمنين ، والصلحاء والأتقياء ، وأهل الدين والمذهب أحياءا وأمواتا. قال الكاظم (ع) : «من لم يقدر على زيارتنا فليزر صالح أخوانه يكتب له ثواب زيارتنا ، ومن لم يقدر أن يصلنا فليصل صالحي اخوانه يكتب له ثواب صلتنا».

ويستحب لزائر القبر أن يضع يده على القبر ويقرأ الفاتحة وكلّا من التوحيد والقدر سبعا ، وأن يقول ، كما قال أبو جعفر على قبر رجل من الشيعة : «اللهم إرحم غربته ، وصل وحدته ، وآنس وحشته ، وآمن روعته ، وأسكن إليه من رحمتك رحمة يستغني بها عن رحمة سواك ، وألحقه بمن كان يتولاه».

١٩٥

تعليقات الفصل السابع

في تراجم العلماء

النوّاب الأربعة

(١) عثمان بن سعيد

عثمان بن سعيد الأسدي العسكري السمّان. أول سفراء الامام المهدي (ع). كان وكيلا للإمام الهادي (ع) المتوفى سنة ٢٥٤ ه‍ / ٨٦٨ م ، ثم أصبح وكيلا للإمام العسكري (ع) المتوفى سنة ٢٦٠ ه‍ / ٨٧٤ م. وقيل إنّه تولّى تغسيله ودفنه (١). كان عثمان بن سعيد يتّجر بالسمن فلحقه لقب السمّان ، كما لقّب بالعسكري نسبة إلى أرض العسكر (سامراء).

توفي ودفن بالجانب الغربي من بغداد (شارع الميدان) ، ولم يتعدّ خلافة المعتمد.

أدركنا مسجده ، وكان يقيم الصلاة فيه جماعة أحد السادة الأجلاء من آل الحيدري ، وهو السيد محمد طاهر.

__________________

(١) يراجع كتاب الغيبة للشيخ الطوسي.

١٩٦

(٢) محمد بن عثمان

محمد بن عثمان العمري الشهير بالخلّاني ، السفير الثاني للامام (ع) اضطلع بمهام السفارة خمسين عاما ، أو أربعين. توفي في جمادى الأولى سنة ٣٠٥ ه‍ / ٩١٧ م.

له كتب في الفقه ، مما سمعه من الامام الحسن العسكري ، ومن الامام المهدي (عليهما‌السلام). وعن أبيه أيضا.

قيل : إنّ كتبه وصلت إلى السفير الثالث ، الحسين بن روح عند الوصية إليه ، كما وصلت إلى أبي الحسن السمّري ، السفير الرابع.

وقبر الخلّاني عامر مشيّد يقع وسط مدينة بغداد (صوب الرصافة) ، وله مسجد فخم يأمّ الصلاة فيه السيد محمد الحيدري الذي غلب اسم الخلّاني عليه نسبة إلى المقام ، فعرف بالسيد محمد الخلاني تمييزا له عن بعض أعلام اسرته ممن تزدهي بهم دار السلام في هذا العصر.

ذكر لي النسّابة الخبير السيد عبد الستار الحسني أنّ الموضع الذي ينسب إلى السفير الثاني محمد بن عثمان بن سعيد العمري كان يعرف بمقبرة دار الفيل. وفي سنة ٣٦٣ ه‍ توفي عبد العزيز بن جعفر الفقيه الحنبلي المعروف بغلام الخلّال فدفن في هذا الموضع. وكان قبره يعرف بقبر الخلّال ، ثم صحّف إلى الخلّالي. وقد ورد ذكره في أخبار دخول المغول إلى بغداد سنة ٦٥٦ ه‍ حيث ذكر ابن الجوزي وغيره أنّ الغازين أخذوا الخليفة المستعصم

١٩٧

وأخرجوه إلى موضع عند قبر الخلّال ، وقتلوه هناك.

وقد ذكر ابن رجب الحنبلي في (ذيل طبقات الحنابلة) جملة كرامات وقعت لقبر الخلّال.

وأمّا الشيخ الطوسي المتوفى سنة ٤٦٠ ه‍ فقد ذكر في كتاب الغيبة أنّه زار قبور السفراء الأربعة ، وذكر مواضع تلك القبور بما يفيد كونها في الجانب الغربي ، لا الجانب الشرقي. وأنّ هذه القبور المنسوبة إليهم ليست لهم. وقد ذهب إلى هذا الرأي من المتأخرين البحّاثة السيد عبد الحسين آل طعمة في (بغية النبلاء في تاريخ كربلاء). (أيّد أنّها في الجانب الغربي).

يقول جودت القزويني : إنّ ما نسب إلى الشيخ الطوسي وغيره هو دخيل عليه ، وعلى مؤلفاته ، فلا وجه لاعتبار هذه النصوص ، ووثاقتها.

وذكر الشيخ يونس السامرائي أنّ عشيرة المواشط المسمّاة بهذا الاسم نسبة إلى أحد أجدادهم ، وهو السيد علي المخل المشهور بابن الماشطة ، يظنّ بعض أفرادها أنّ الشيخ الخلّاني (دفين بغداد بجانب الرصافة) هو أحد أجدادهم ؛ حيث أنّ أبا العشيرة إسمه على المخل. وفي الحقيقة أنّ هذا الظنّ عار عن الصحّة ، فقد ذكر الخطيب البغدادي في تاريخه الشيخ الخلّاني ، فقال : هو الشيخ عبد العزيز بن جعفر غلام الخلّال المتوفى سنة ٣٦٣ ه‍. وهذا ينفي الظنّ الذي ذهب إليه بعض أفراد هذه الأسرة لأنّ جدّهم الذي عرفوا به هو على المخل المشهور بابن الماشطة بن محمد. ومن هنا يظهر الفرق بين هذا وذاك (١)

__________________

(١) السامرائي ، تاريخ الدور قديما وحديثا ، ص ١١٣.

١٩٨

(٣) الحسين بن روح

الحسين بن روح النوبختي ، أصله من مدينة قم ، من أسرة اشتهرت بالعلم والسياسة. هاجر إلى بغداد خلال زمن السفارة الأولى ، وأصبح وكيلا للسفير الثاني لعدّة سنوات ، وكان مدعوما من بني فرات الأسرة الشيعيّة الحاكمة.

كان الحسين بن روح حلقة وصل بين السفير الثاني ، وبين زعماء الشيعة قبل توليه منصب (السفارة). وذكر شيخ الطائفة الطوسي أنّه كان واسطة بين السفير الثاني ، ووكلائه بالكوفة.

وقد مكّن عمله بالوكالة الاتصال بالمراتب الشيعيّة الرسميّة المستخدمة في الإدارة العباسية ، خصوصا أرحامه من آل بني نوبخت ، وبني فرات.

وكان الحسين واحدا من عشر وكلاء للخلّاني ، بعدها تولّى الوكالة المطلقة سنة ٣٠٥ ه‍ / ٩١٧ م ، واستمرت مدّة سفارته إحدى وعشرين سنة حتى وفاته سنة ٣٢٦ ه‍ / ٩٣٨ م.

قال حرز الدين : مرقده ببغداد جانب الرصافة ، وإلى جنبه مسجد صغير تقام فيه الصلوات جماعة ، ويعرف موضع قبره في عصرنا في سوق الشورجة التجاري ببغداد في زقاق غير نافذ. ويعدّ من المراكز الشيعة ببغداد (١).

__________________

(١) مراقد المعارف ، ج ١ ، ص ٢٤٩.

١٩٩

أقول : وفي عصرنا كان السيد جعفر شبّر يقيم الصلاة جماعة وقت الظهر في هذا المرقد الشريف. كما تقام فيه الدروس التوجيهية والثقافية. وقد ذكرت بعض النوادر الأدبية التي حصلت في هذا المرقد بين شمس الدين الخطيب والشيخ محمد آل حيدر في كتاب «الروض الخميل».

تختلف الأخبار الواردة عن حسين بن روح عن بقية السفراء ، ففيها شيء من الغزارة ، بخلاف المعلومات المبهمة والمقتضبة التي وردت في أخبار بقية السفراء ، وان كان الاضطراب قد طالها بشكل فعّال.

٢٠٠