كتاب المزار

السيد مهدي القزويني

كتاب المزار

المؤلف:

السيد مهدي القزويني


المحقق: الدكتور جودت القزويني
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٢

وأملى عليّ النسّابة السيد عبد الستار الحسني تحت عنوان «تحقيق حول مرقد عون الواقع قرب مدينة كربلاء» ، ما نصّه : يتوهم البعض أنّ المرقد الواقع بالقرب من مدينة كربلاء على سبعة أميال من شرقي المدينة أنّه عون بن عبد الله بن جعفر الذي أمّه الحوراء زينب بنت علي (ع) ، إنّما عون المذكور مدفون في الحائر الحسيني مع الشهداء في حفرة واحدة عند رجلي الامام الحسين (ع) ، وإنّما المرقد المعروف بهذا الاسم هو عون بن عبد الله بن جعفر بن مرعي بن علي بن الحسن البنفسج.

وكان سيّدا جليلا ، سكن الحائر الحسيني المقدّس ، وكانت له ضيعة على ثلاثة فراسخ عن كربلاء فخرج إليها وأدركه الموت فدفن في ضيعته ، فكان له مزار مشهور وقبّة عالية والناس يقصدونه بالنذر وقضاء الحاجات ، وقبّته ماثلة للعيان.

ذكره النسّابة السيد جعفر بن السيد محمد الأعرجي الكاظمي المتوفى سنة ١٣٣٣ ه‍ / ١٩١٤ م في كتابه (مناهل الضرب في أنساب العرب).

١٢١

(١٤) منتجبو الصحابة بالبقيع

مقبرة البقيع من المقابر الاسلامية التاريخية ، ضمّت أجساد الكثير من الأئمة ، والصحابة والتابعين ، وأعيان البيت النبوي. وكانت هذه المقبرة عامرة بأضرحتها الأثرية. وفي ٨ شوّال ١٣٤٤ ه‍ / ٢١ نيسان ١٩٢٦ م تمّ القضاء على جميع مراقد هذه المقبرة بفتاوى صدرت من الفقهاء الوهابيين الذين يعتقدون بحرمة زيارة القبور ، لأنّها ، حسب عقيدتهم ، إحدى أنواع الشرك.

وممن دفن في البقيع :

١ ـ عثمان بن مظعون. توفي السنة الثانية للهجرة ، وهو أول من دفن في هذه المقبرة.

٢ ـ عبد الله بن مسعود المتوفى سنة ٣٢ ه‍ / ٦٥٣ م.

٣ ـ العباس بن عبد المطلّب ، عمّ النبي محمد (ص) ، المتوفى سنة ٣٣ ه‍ / ٦٥٤ م ، وإليه ينتسب السادة العباسيون.

٤ ـ محمد بن سلمة ، من صحابة الرسول (ص) ، توفي سنة ٤٣ ه‍ / ٦٦٣ م.

٥ ـ زيد بن ثابت ، توفي سنة ٤٥ ه‍ / ٦٦٥ م.

٦ ـ عبد الله بن جعفر الطيّار بن أبي طالب ، زوج العقيلة زينب بنت علي (ع). توفي سنة ٨٠ ه‍ / ٦٩٩ م.

٧ ـ محمد بن علي بن أبي طالب (ع) ، المعروف بابن الحنيفة ، توفي سنة ٨٣ ه‍ / ٧٠٢ م.

٨ ـ مالك بن أنس ، توفي سنة ١٧٤ ه‍ / ٧٩٠ م.

١٢٢

(١٥) سلمان الفارسي

أبو عبد الله سلمان الفارسي أحد زعماء الاسلام ، وقادته. تولّى الامارة على المدائن أيّام الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطّاب. وبقي في السلطة فترة حكم الخلفاء الراشدين حتى وفاته سنة ٣٦ ه‍ / ٦٥٦ م. وقد بولغ بعلمه ، وما ينطوي عليه من أسرار الحكمة والعرفان حتى نقلت هذه المقولة : «لو يعلم أبوذر ما في قلب سلمان لقتله».

وروي حديث منسوب إلى النبي محمد (ص) أنّه قال : أمرني ربي بحبّ أربعة ؛ «علي ، وسلمان ، وأبوذر ، والمقداد».

ذكر البحّاثة السيد جواد شبّر في «الضرائح والمزارات» ما يلي : سمّيت المدائن بهذا الاسم لكثرة ما بنى بها الملوك والأكاسرة من المدن المتصل بعضها بالآخر. ولا يزال من آثار المدائن «الايوان» المعروف بطاق كسرى ، جوار بلدة سلمان پاك.

وتدلّ الروايات التاريخية على أنّ بناء هذا الايوان يرجع إلى عهد سابور ، ثم رمّمه كسرى أنو شروان ، فسمّي باسمه «إيوان كسرى أنو شروان» ، أو «إيوان كسرى» (١).

__________________

(١) الضرائح والمزارات ، ج ١ ـ مخطوط.

١٢٣

تعرف منطقة المدائن لدى العراقيين بمنطقة سلمان پاك ، (سلمان الطاهر). وپاك كلمة فارسيّة تعني «الطاهر».

مرقده بالمدائن قريب من نهر دجلة ، وطاق كسرى ، ظاهر مشهور يقصده الناس في مواسم الزيارة ، وهو محاط بمنطقة أثرية جميلة.

وعلى مقربة منه قبر الصحابي عبد الله الأنصاري ، والصحابي حذيفة بن اليمان ، وعلى أثر التآكل الذي حصل في الضفة بمياه الفيضان نقلت الحكومة العراقية بقايا رفاتيهما إلى مشهده سنة ١٣٥٠ ه‍ / ١٩٣١ م.

ولعظم مكانته بالاسلام ، فقد ورد في فضله الحديث المأثور : «سلمان منّا أهل البيت».

وتأريخ سلمان أصابه الغموض ، فلم تنقل من أخباره إلّا القصص التي لا هدف وراءها ، شأن الكثير من الشخصيّات التي أصابها الغموض والابهام. أمّا واقع تاريخ مثل هؤلاء القادة الذين كانوا من دعائم الأمبراطورية الاسلامية فلم نظفر بسطر واحد منه سوى الاعتراف بتوليهم المناصب الرسميّة.

(١٦) حذيفة بن اليمان

حذيفة بن اليمان العنسي الأنصاري من كبار الصحابة. قاد الجيوش الاسلامية في فتح مدينة (دينور). وفي عهد الخليفة عمر بن الخطّاب أختير واليا على المدائن بالعراق ، فبقي فيها حتى وفاته عام ٤٠ ه‍ / ٦٦٠ م في الأيام الأولى لحكم أمير المؤمنين الامام علي (ع).

١٢٤

(١٧) أبوذر الغفاري

الربذة قرية من توابع المدينة المنوّرة ، وفيها قبر أبي ذر الغفاري ، جندب بن جنادة. ذكرت المصادر أنّ أباذر إعترض على تصرفات الخليفة عثمان بن عفّان في تقسيم العطاء ، فخرج مغاضبا ، وقيل إنّ الخليفة نفسه كان قد نفاه إلى الربذة ، حيث توفي بها سنة ٣٢ ه‍ / ٦٥٣ م ، كما تنقل الأخبار ، وليس معه أحد إلّا إبنته.

وبالغت المرويات في طريقة نفي أبي ذر ، وكيف خرج على «قتب ناقته بغير وطاء ، ثم أنجوا به الناقة ، وتعتعوه» حتى وصل الربذة ، حيث أخرجوه من المدينة «متعتعا ملهوزا بالعصي».

زار العلّامة الشيخ عبد الهادي الفضلي سنة ١٤٠٩ ه‍ / ١٩٨٩ م ـ الربذة التي تقع شرقي منطقة الحجاز ، وتعرف أطلالها بالبركة ، وقال : «ضللنا الطريق أكثر من مرّة في صحراء جرداء قاسية ، وبعد وصولنا إلى جبل السنام ، إنحدرنا إلى الربذة ، وهي تبعد خمسة عشر كيلومترا عن الجبل».

وقد وصف الفضلي الموضع الذي عليه الربذة ، مما يدلّ على أنّ المنطقة مهجورة بالكامل. قال : «في الربذة بئر ماء صالحة للاستعمال ، وبركة إسطوانية الشكل ، كبيرة جدّا ، إلى جنبها حوض ماء مستطيل. وبالقرب منها مسجد كبير متهدّم ، وفيه محل وضوء يمين القبلة».

١٢٥

وتوجد مقبرة قرب المسجد يتوسّطها قبر أبي ذر ، مع مدافن أخرى لبعض الصحابة ، عليها كومة من الحجارة ، وقد وضعت علامة على قبر أبي ذر تدلّ عليه.

حدّثني الشاعر السيد حسن خليفة : أنّ المكان المعروف بالربذة كان قبل سنة ١٩٨٩ م خاضعا لتنقيبات مديرية الآثار (جامعة الرياض) ، وقد وضعت علامات على مواضع متعدّدة هناك. كما ذكر أنّ البئر الموجودة فيها ، يرجع تاريخ بنائها إلى القرن الثامن الهجري.

١٢٦

(١٨) كميل بن زياد

مسجد الحنّانة من مساجد النجف القديمة التي قيل إنّ بعض أئمة أهل البيت (ع) كانوا يقيمون الصلاة فيه. وفي خبر أنّ رأس الامام الحسين (ع) دفن فيه ، وهو رأيّ باطل ، ومجانب للصواب. وبالقرب منه موضع يقال له «الثويّة» ، وفيه مدافن بعض أتباع الامام علي (ع) من القادة المسلمين الكبار.

قيل أول من دفن بها الخبّاب بن الأرث المتوفى سنة ٣٧ ه‍ / ٦٥٧ م ، ثم سهل بن حنيف سنة ٣٨ ه‍ / ٦٥٨ م ، والأحنف بن قيس سنة ٦٧ ه‍ / ٦٨٦ م ، وكميل بن زياد النخعي المتوفى سنة ٨٢ ه‍ / ٧٠١ م ، وغيرهم.

إشتهر مرقد كميل بن زياد النخعي من بين المراقد في هذه المنطقة ، وقد تسالمت عليه الأيدي بالحفظ.

قال حرز الدين : على مرقده قبّة بيضاء صغيرة على تل عال من الأرض في الصحراء ، مسافة ميل واحد عن سور مدينة النجف الأشرف شرقا على يسار الذاهب من النجف إلى مسجد الكوفة (١).

ويعدّ كميل بن زياد من كبار الصحابة العلماء ، تولّى السلطة ضمن تشكيلة الأمبراطورية الاسلامية ، وأدار العديد من الولايات الاسلامية بالعراق.

__________________

(١) مراقد المعارف ، ج ١ ، ص ٢١٩.

١٢٧

وقد خلّده الدعاء الذي علّمه إيّاه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) المعروف باسم «دعاء كميل» ، الذي ما زالت كلماته المشبّعة بالمضامين الروحيّة والفلسفية تتردّد في دور العبادة بكل بقاع الأرض.

كما اشتهرت وصيّة الامام علي (ع) له ، التي يقول فيها : «يا كميل ، احفظ عني ما أقول لك ؛ الناس ثلاثة : عالم رباني ، ومتعلّم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع».

١٢٨

(١٩) ميثم التمّار

ميثم التمّار الأسدي الكوفي : من زعماء الكوفة وساداتها ، عرف بالتمّار لتجارته ببيع التمور.

له مرقد عامر مشيّد بالكوفة ، قريب من مسجدها الأعظم جدّد عام ١٣٨٤ ه‍ / ١٩٦٤ م ، وأرّخه السيد محمد الحلّي بقوله «وميثم التمار قد جدّدا».

ذكرت الأخبار أنّ ميثم التمّار كان عنده علم المنايا والبلايا ، وهو مطّلع على الأسرار ، ويمتلك موهبة التنبؤ بالمجريات قبل وقوعها. ويعزى ذلك إلى علم الامام علي بن أبي طالب (ع) الذي لقّنه به ، وعلّمه إيّاه.

نقل أنّ الامام علي (ع) قال له : «ستؤخذ بعدي فتصلب ، وتطعن بحربة ، فامض معي حتى أريك النخلة التي تصلب على جذعها»!

١٢٩

(٢٠) رشيد الهجري

رشيد الهجري من خاصّة الامام علي (ع) ، وتلامذته الذين تخرّجوا عليه. نسب إليه كما نسب لميثم التمار تضلعه بعلم المنايا والبلايا ، فكان يعرف مستقبل الأمور من حساباتها ، وله طريقة في ذلك.

أمّا هذه الطريقة فهي صحيحة ومتّبعه ، وقد نقل أمثالها في عصرنا هذا بوجود بعض المؤلفات التي تدلّ على كشف نتائج الحوادث بأزمانها.

وقد سمعت بحادثتين متداولتين في وقتهما :

الأولى : حدّثني بها صديقي النابغة الدكتور سيل أنور الملائكة حيث ذكر أنّ مجموعة من أسرة آل الملائكة كانت تقيم جلسة أسبوعية في أحد بيوت الملائكة ، وفي ذلك الأسبوع كانت الجلسة قد إنعقدت بدار الأستاذ جميل الملائكة. وممن حضر الجلسة قريب لهم هو عباس الچلبي ، وكان ضعيف البصر ، ناف عمره على الخمسين.

وكان لدى بعض أفراد أسرة الملائكة كتاب حول «تاريخ الحياة والممات» ، هو بقية صندوق ، فيه كتب جدّ الأسرة الشيخ عيسى الكبير. فجرى الحديث حوله فأخذ عباس الچلبي الكتاب على سبيل التحدي ، وبدأ يحسب في جداوله ، وطرائقه ، فحصل على نتيجة مفادها أنّه يموت «بعد أسبوع واحد ، الساعة الحادية عشرة ليلا ، يوم الخميس». ولم يحمل الموضوع محمل الجدّ من قبل جميع الحاضرين ، ومنهم الچلبي نفسه.

١٣٠

وبعد أسبوع واحد ، وفي تمام الساعة الحادية عشرة مات عباس الچلبي ، فصعق جميع من علم بالواقعة.

الثانية : ما نقل عن وفاة الشاب العلّامة الشيخ محمد رضا شمس الدين بالنجف سنة ١٣٧٧ ه‍ / ١٩٥٨ م (عن عمر قارب التاسعة والعشرين عاما ، كتب خلاله سبعين مؤلفا بين صغير وكبير ، وأغلبها من المبتكرات) ـ ، فقد أخبره أحد أقرانه وهو الشيخ محمد عزّ الدين المتوفى في ١٦ آذار ١٩٩٧ ، طبقا لحسابات كتاب كان يحتفظ به ، أنّ (سرداب) داره بالنجف سوف يسقط عليه ، ويقتله (وحدّد له الزمان).

لم يحمل الشيخ شمس الدين الأمر على محمل الجد. وبعد فترة أجريت بعض الترميمات في داره ، وبالسرداب بالذات ، وكان شمس الدين قد نزل مع العمّال لالقاء نظرة على العمل فانهدم السرداب عليه ، وقتله وحده ، بعدما نجا جميع العمال من الحادث.

ولمّا سمع المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم بخبر الشيخ عزّ الدين ، منعه عن استعمال هذا العلم.

وللحديث تفصيل أوردته في ترجمة الشيخ محمد رضا شمس الدين في كتابي (أعلام الأدب المنسي بالعراق في القرن العشرين).

يقع مرقد رشيد الهجري بباب النخيلة ضمن حدود الكوفة قديما ، شرقي مرقد ذي الكفل على بعد خمسة كيلو مترات على يمين الذاهب من مسجد الكوفة.

قال الشيخ حرز الدين : وقفنا على مرقده سنة ١٣٠٨ ه‍ / ١٨٩١ م ، وكان في حجرة صغيرة عليها قبّة بيضاء عتيقة مبنيّة بالجص والحجارة القديمة بارتفاع سبعة أذرع.

وفي ١٣٨٧ ه‍ / ١٩٦٧ م زار الشيخ محمد حسين حرز الدين حفيد الشيخ

١٣١

حرز الدين ، ومحقق كتابه (مراقد المعارف) ـ مرقد رشيد الهجري ، وكانت عليه قبّة غير القبّة التي وصفها جدّه قبل ثمانين عاما من رؤيته إيّاها (١).

وفي عصرنا جدّد الحاج مقداد حاجم السعد البناء ، وانتهى منه سنة ١٤١٤ ه‍ / ١٩٩٣ م مستخدما لوحات المرمر التي رصفها على الضريح ، والقبّة مع الايوان المزيّن بالكاشاني ، مع باحة تقارب ثلاثة آلاف متر مربع لاستراحة الزائرين ولوقوف الحافلات أيام الزيارة.

__________________

(١) مراقد المعارف ، ج ١ ، ص ٣٠٢.

١٣٢

(٢١) حجر بن عدي الكندي

حجر بن عدي الكندي من زعماء الكوفة وساداتها. مرقده في قرية عذراء القريبة من دمشق.

نقل أنّ معاوية بن أبي سفيان نفّذ فيه القتل مع ستّة أنفار من أصحابه.

والذي يظهر من خلال تسلسل نصوص التاريخ أنّ حجرا وأصحابه زحفوا لاسقاط الحكم الأموي بالشام. وطبقا للنصوص ذاتها فانّهم لاقوا مصيرهم بالقتل على ما نقل من حكايا من الصعوبة إثبات بعضها فضلا عن جلّها.

وسيرة حجر وتاريخه أصابهما الطمس شأنهما شأن سيرة أقرانه من القادة المسلمين.

نقل الشيخ حرز الدين : أنّ على قبر حجر دكّة يضلّلها سقف حجرة صغيرة إلى جنب مسجد عامر بالمصلين المسلمين (١).

وقد زرت مرقده أوائل شهر صفر سنة ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م بصحبة العلّامتين السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب ، والشيخ حسن فرج الله في مرج عذراء ، وهي منطقة تبعد عن العاصمة دمشق ثلاثين كيلو مترا. وكانت على القبر قبّة قديمة ، وحولها بناء حديث وفي هذا العام بدأ إعمار المقام يتجدّد تجديدا حديثا.

__________________

(١) مراقد المعارف ، ج ١ ، ص ٢٣٤.

١٣٣

وقد رأيت صخرة على القبر كتب عليها «جدّد بناء مقام هذا الصحابي الجليل حجر بن عدي ، المحسنان الكريمان ثقة الاسلام الحاج أغا رفيع ، وشيخ العراقين بمساعي الحاج مهدي البهبهاني عام ١٣٧٥ ه‍ / ١٩٥٥ م».

وتحت هذه الكتابة توجد صخرة أثرية قديمة مكتوب عليها أسماء من دفن مع حجر. وقد نقلت ما كتب على هذه الصخرة ، في «الروض الخميل».

وفي عام ١٤٢٢ ه‍ / ٢٠٠١ م قمنا بزيارة للمرقد المطهّر برفقة أخي الأجل السيد حيدر القزويني (الذي إلتقيته لأول مرّة منذ عام ١٣٩٨ ه‍ / ١٩٧٨ م بعد غياب دام أكثر من عشرين عاما) ، وبرفقة صديقنا الأعز ، زينة المحافل الأستاذ الحاج عبد الرزاق الحاج غنّاوي السعدي (المقيم بمدينة بعلبك) ، فرأينا العمران قد امتدّ إلى المقام بما لم يشهد له سابق ، كما أنّ قوافل الزائرين كانت تغصّ بالمقام ذهابا وإيابا.

من اليسار : العلامة السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب ، الحاج عبد الغفّار شهيّب ، فؤاد الدوركي ، جودت القزويني ، الشيخ مجيد الصيمري ، الدكتور ناصر كاظم السرّاجي.

١٣٤

١٣٥

(٢٢) عبد الله بن عفيف الأزدي

عبد الله بن عفيف الأزدي من العلماء الزهّاد ، ومن زعماء قبيلة الأزد بالكوفة ، ومن تلامذة الامام علي بن أبي طالب (ع) ومعتمديه.

قيل : إنّه أصيب بالعمى أواخر سنيّة ، وبعد مقتل الامام الحسين (ع) تحدّى وآلي الكوفة عبيد الله بن زياد ، فقتله. ولنا على قصّة مقتله تعليق ليس هذا موضعه.

(٢٣) عمرو بن الحمق الخزاعي

عمرو بن الحمق الخزاعي الكوفي من الصحابة الأجلاء ، ومن أعمدة الحكم في الدولة الاسلامية ، توفي سنة ٥١ ه‍ / ٦٧١ م.

ومرقده بظاهر مدينة الموصل عند أعلى نهر دجلة ، وتعرف مقبرته بمقبرة النقيب.

نقل أنّ معاوية بن أبي سفيان طلبه بعد فشل ثورة حجر بن عدي الكندي ، فهرب إلى الموصل ، ومات فيها.

وقد التصقت في مسيرة حياته مرويات مفكّكة حلّت محلّ تاريخه الواقعي الذي لم يصل إلينا شيء منه.

١٣٦

الفصل السادس

في زيارة قبور المشاهير من أولاد الأئمة (ع)

يستحب زيارة قبور المشاهير المعروفين من أولاد الائمة غير المعصومين ، أفضلهم وسيدهم العباس بن علي (ع) ، وأخوته في كربلاء (١) وعونا ومعينا (٢) ممّا يلي الكرخ من بغداد ، مما يقرب من مشهد الامام موسى بن جعفر ، وقد أصيبوا في النهروان.

والقاسم ابن الحسن السبط (٣) ، وهو القاسم الأكبر غير شهيد الطّف ، المدفون في العتيكيّات المسمّى الآن بالمسيّب ، قريب من الفرات ، وقد أصيب جريحا في النهروان.

وعمران بن علي (٤) في بابل ، وقد أصيب جريحا في النهروان.

والقاسم بن الكاظم (٥) في سورا ، المعروفة الآن بأرض نهر الجربوعية من أعمال الحلّة السيفية.

والقاسم بن العباس بن الكاظم (٦) ، المدفون في شوشى ، من قرى الكوفة مما يقرب من ذي الكفل.

والحمزة بن الحسن بن الحمزة ابن علي بن القاسم بن عبد الله بن

١٣٧

العباس بن أمير المؤمنين (٧) ، مما يقرب من قرية المزيديّة من أعمال الحلّة السيفية.

والسيّد محمد بن الهادي (ع) المعروف بالبعّاج (٨) في أرض الدجيل من أعمال سرّ من رأى في الجانب الغربي من الدجلة (١).

والسيّد محمد العابد (٩) ، والسيد أحمد (١٠) أولاد موسى بن جعفر في شيراز.

وفي المزيديّة قبر مشهور أنّه قبر السيّد أحمد بن موسى بن جعفر الملقب بالحارث (١١) ، والسيد عبد العظيم الحسني (١٢) ، والحمزة بن موسى بن جعفر (١٣) في مكان واحد من أرض الريّ ، وهو المعروف بشاه عبد العظيم.

وزيد بن عليّ بن الحسين (ع) (١٤) في موضع صلبه وحرقه من كناسة الكوفة ، وهو قبر مشهور.

والحسين الأثرم في فخ (١٥) ، وإبراهيم الغمر بن الحسن المثنى (١٦) في حيرة الكوفة مما يلي يمين طريق النجف الأشرف.

وجملة قبور الطالبين في الهاشمية (١٧) ، منهم : إسماعيل بن إبراهيم الطباطبا (١٨) ، فيهم يقال قبر إبراهيم بن عبد الله المضر (١٩).

وفي العراق والعجم قبور كثيرة منسوبة إلى أولاد الأئمة لم تثبت صحّتها. إمّا في العراق فما عرفت ، وأمّا في أرض العجم فقبر الحمزة ،

__________________

(١) هكذا وردت معرّفة بالأصل.

١٣٨

وعبد العظيم (٢٠) ، وفاطمة (٢١) ، معصومة قم ، أخت الرضا (ع) فقط. ويقال في قم قبر محمد بن جعفر (٢٢).

ومن أولاد الأئمة قبران مشهوران في مشهد الامام موسى ابن جعفر أنهم من أولاد الكاظم غير معروفين ، ويقال فيهم قبر العباس بن الكاظم ، وفيه قدح.

١٣٩

تعليقات الفصل السادس

في تراجم المشاهير من أولاد الأئمة (ع)

(١) أخوة الامام الحسين (ع)

استشهد من أخوة الحسين (ع) بكربلاء ستة ، أولهم : أبو الفضل العباس قتل وهو ابن الرابعة والثلاثين.

أبو عمر عثمان بن علي ، (٢١) عاما.

أبو محمد عبد الله الأكبر بن علي ، (٢٥) عاما.

أبو عبد الله جعفر بن علي ، (١٩) عاما.

أبو بكر عبد الله الأصغر بن علي.

العباس الأصغر بن علي.

١٤٠