زيارات ذبيح آل محمد صلوات الله عليهم وسلّم العاشورائيّة

الشيخ حيدر تربتي الكربلائي

زيارات ذبيح آل محمد صلوات الله عليهم وسلّم العاشورائيّة

المؤلف:

الشيخ حيدر تربتي الكربلائي


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-2992-28-4
الصفحات: ٣٦٦

قال النبي صلّى الله عليه وآله

وبالحسين تسعدون وبه تشبّثون

ألا وإنّ الحسين بابٌ من ابواب الجنّة

من عانده حُرّم عليه ريح الجنّة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ البحار : ٣٥ / ٤٠٥ ح ٢٨ ـ مناقب ابن شاذان ، روي من طريق العامّه بإسنادهم إلي عبدالله بن عمر قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : بِي أُنْذِرْتُمْ ، وَبِعَلِي بْنِ أبِي طَالِبٍ اهْتَدَيتُمْ. وَقَرَأ : (إنَّما أنْتَ مُنْذِرٌ وَلِکُلِّ قَوْمٍ هادٍ) وَبِالْحَسَنِ أُعْطِيتُمُ الْإحْسَانَ ....

٢١
٢٢

ابواب

فضيلت زياره الإمام الإمام الحسين

صلوات الله وسلامه عليه

٢٣
٢٤

١

«باب»

زياره الإمام أبي عبداللّه الحسين (ع) واجبه

محمّد رسول الله صلّى الله عليه وآله

١ ـ عن أبي الحسن الفارسي قال : کُنْتُ کَثِيرَالزِّيارَهِ لِمَوْلَانَا أبِي عَبْدِاللَّهِ (ع) فَقَلَّ مَالِي وَضَعُفَ مِنَ الْکِبَرِ جِسْمِي فَتَرَکْتُ الزِّيارَهَ فَرَأيتُ ذَاتَ لَيلَهٍ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله فِي الْمَنَامِ وَمَعَهُ الْحَسَنُ وَالْحُسَينُ فَمَرَرْتُ بِهِمْ ، فَقَالَ الْحُسَينُ : يا رَسُولَ اللَّهِ! هَذَا الرَّجُلُ کَانَ يکْثِرُ زِيارَتِي فَانْقَطَعَ عَنِّي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله : أعَنْ مِثْلِ الْحُسَينِ تُهَاجِرُ وَتَتْرُکُ زِيارَتَهُ؟! فَقُلْتُ : يا رَسُولَ اللَّهِ! حَاشَا لِي أنْ أهْجُرَ مَوْلَاي ، لَکِنِّي ضَعُفْتُ وَکَبِرْتُ وَلِهَذَا عَزَّتْ زِيارَتُهُ وَلِقِلَّهِ مَالِي تَرَکْتُ زِيارَتَهُ. فَقَالَ (ع) : إصْعَدْ کُلَّ لَيلَهٍ عَلَي سَطْحِ دَارِکَ وَأشِرْ بِإصْبَعِکَ السَّبَّابَهِ إلَيهِ وَقُلْ :

السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي جَدِّکَ وَأبِيکَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي أُمِّکَ وَأخِيکَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي الْأئِمَّهِ مِنْ بَنِيکَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا صَاحِبَ الدَّمْعَهِ السَّاکِبَهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ ياصَاحِبَ الْمُصِيبَهِ الرَّاتِبَهِ ، لَقَدْ أصْبَحَ کِتَابُ اللَّهِ فِيکَ مَهْجُوراً وَرَسُولُ اللَّهِ فِيکَ

٢٥

مَحْزُوناً وَعَلَيکَ السَّلَامُ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ. السَّلَامُ عَلَي أنْصَارِ اللَّهِ وَخُلَفَائِهِ ، السَّلَامُ عَلَي أُمَنَاءِاللَّهِ وَأحِبَّائِهِ ، السَّلَامُ عَلَي مَحَالِّ مَعْرِفَهِ اللَّهِ وَمَعَادِنِ حِکْمَهِ اللَّهِ وَحَفَظَهِ سِرِّ اللَّهِ وَحَمَلَهِ کِتَابِ اللَّهِ وَأوْصِياءِ نَبِي اللَّهِ وَذُرِّيهِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ. ثُمَّ سَلْ مَا شِئْتَ فَإنَّ زِيارَتَکَ تُقْبَلُ مِنْ قَرِيبٍ وَبَعِيدٍ. (١)

الإمام أبوعبدالله الحسين (ع)

٢ ـ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عُقْبَهَ : کَانَ جَارٌ لَنَا يعْرَفُ بِعَلِي بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : کُنْتُ أزُورُ الْحُسَينَ (ع) فِي کُلِّ شَهْرٍ ، قَالَ : ثُمَّ عَلَتْ سِنِّي وَضَعُفَ جِسْمِي وَانْقَطَعْتُ عَنْهُ مُدَّهً ، ثُمَّ وَقَعَ لِي أنَّهَا آخَرُ سَنِي عُمْرِي ، فَحَمَلْتُ عَلَي نَفْسِي وَخَرَجْتُ مَاشِياً ، فَوَصَلْتُ فِي أيامٍ فَسَلَّمْتُ وَصَلَّيتُ رَکْعَتَي الزِّيارَهِ وَنِمْتُ. فَرَأيتُ الْحُسَينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْقَبْرِ فَقَالَ لِي : يا عَلِي لِمَ جَفَوْتَنِي وَکُنْتَ لِي بَرّاً؟! فَقُلْتُ : ياسَيدِي ضَعُفَ جِسْمِي وَقَصُرَتْ خُطَاي وَوَقَعَ لِي أنَّهَا آخِرُ سَنِي عُمْرِي فَأتَيتُکَ فِي أيامٍ ، وَقَدْ رُوِي عَنْکَ شَي ءٌ أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ مِنْکَ ، فَقَالَ (ع) : قُلْ ، قَالََ قُلْتُ : رُوِي عَنْکَ : مَنْ زَارَنِي فِي حَياتِهِ زُرْتُهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ! قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ ، فَأرْوِهِ عَنْکَ : مَنْ زَارَنِي فِي حَياتِهِ زُرْتُهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ؟ قَالَ : نَعَمْ إرْوِ عَنِّي : مَنْ زَارَنِي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ البحار : ٩٨ / ٣٧٥ ب ٣٢ ح ١٧ ـ ووجدت بخطّ بعض الأفاضل نقلاً من خطّ الشّهيد بن مکّي قدّس الله روحهما عنه.

٢٦

فِي حَياتِهِ زُرْتُهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ وَإنْ وَجَدْتُهُ فِي النَّارِ أخْرَجْتُهُ. (١)

الإمام أبوجعفر محمّد الباقر (ع)

٣ ـ عَنْ بَعْضِ أصْحَابِنَا عَنْ أبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ : کَمْ بَينَکُمْ وَبَينَ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع)؟ قُلْتُ : سِتَّهُ عَشَرَ فَرْسَخاً ، قَالَ : أوَ مَا تَأْتُونَهُ؟ قُلْتُ : لَا ، قَالَ : مَا أجْفَاکُمْ. (٢)

٤ ـ عَنْ أبِي الْجَارُودِ عَنْ الْبَاقِرِ (ع) قَالَ قَالَ لِي : کَمْ بَينَکَ وَبَينَ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) قَالَ قُلْتُ : يوْمٌ لِلرَّاکِبِ وَيوْمٌ وَبَعْضُ يوْمٍ لِلْمَاشِي ، قَالَ : أفَتَأْتِيهُ کُلَّ جُمُعَهٍ؟ قُلْتُ : لَا مَا آتِيهِ إلّا فِي حِينٍ ، قَالَ : مَا أجْفَاکُمْ ، أمَا لَوْ کَانَ قَرِيبَاً مِنَّا لَاتَّخَذْنَاهُ هِجْرَهً ، أي نُهَاجِرُ إلَيهِ. (٣)

٥ ـ وَقَالَ الْبَاقِرُ (ع) : مَنْ أرَادَ أنْ يعْلَمَ أنَّهُ مِنْ أهْلِ الْجَنَّهِ فَلْيعْرِضْ حُبَّنَا عَلَي قَلْبِهِ ، فَإنْ قَبِلَهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ کَانَ لَنَا مُحِبّاً فَلْيرْغَبْ فِي زِيارَهِ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) ، فَمَنْ کَانَ لِلْحُسَينِ (ع) زَوَّاراً عَرَفْنَاهُ بِالْحُبِّ لَنَا أهْلَ الْبَيتِ وَکَانَ مِنْ أهْلِ الْجَنَّهِ ، وَمَنْ لَمْ يکُنْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ الدّروع الواقيه : ٥١ ، البحار : ٩٨ / ١٦ ب ٢ ح ١٩ عن فلاح السّائل مثله.

٢ ــ کامل الزيارات : ٢٩٠ ب ٩٧ ح ١ و ٧ ، الوسائل : ١٤ / ٤٣٣ ب ٣٨ ح ١٩٥٣٩.

٣ ـ کامل الزيارات : ٢٩٣ ب ٩٧ ح ١٠ ، مزار المفيد : ٢٢٦ ب ٢٩ ح ٨ والتّهذيب : ٦ / ٤٦ ب ١٦ ح ١٤مثله بإختلاف.

٢٧

لِلْحُسَينِ زَوَّاراً کَانَ نَاقِصَ الْإيمَانِ. (١)

٦ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الْبَاقِرُ (ع) : مُرُوا شِيعَتَنَا بِزِيارَهِ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) ، فَإنَّ إتْيانَهُ يزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَيمُدُّ فِي الْعُمُرِ وَيدْفَعُ مَدَافِعَ السُّوءِ ، وَإتْيانَهُ مُفْتَرَضٌ عَلَي کُلِّ مُؤْمِنٍ يقِرُّ لِلْحُسَينِ بِالْإمَامَهِ مِنَ اللَّهِ. (٢)

٧ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الْبَاقِرُ (ع) : مُرُوا شِيعَتَنَا بِزِيارَهِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام ، فَإنَّ زِيارَتَهُ تَدْفَعُ الْهَدْمَ وَالْغَرَقَ وَالْحَرَقَ وَأکْلَ السَّبُعِ ، وَزِيارَتُهُ مُفْتَرَضَهٌ عَلَي مَنْ أقَرَّ لِلْحُسَينِ (ع) بِالْإمَامَهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. (٣)

٨ ـ قَالَ الْبَاقِرُ (ع) : مُرُوا شِيعَتَنَا بِزِيارَهِ قَبْرِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام ، فَإنَّ إتْيانَهُ مُفْتَرَضٌ عَلَي کُلِّ مُؤْمِنٍ يقِرُّ لِلْحُسَينِ بِالْإمَامَهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. (٤)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ کامل الزيارات : ١٩٣ ب ٧٨ ح ٤ ، البحار : ٩٨ / ٤ ب ١ ح ١٦.

٢ ـ کامل الزيارات : ١٥٠ ب ٦١ح ١ ، التّهذيب : ٦ / ٤٢ ب ١٦ح ١ ، الوسائل : ١٤ / ٤١٣ ب ٣٧ ح ١٩٤٨٣ وص ٤٤٤ ب ٤٤ ح ١٩٥٦٣ .

٣ ـ الفقيه : ٢ / ٥٨٢ ح ٣١٧٧ ، الأمالي للصّدوق : ١٤٣ المجلس٢٩ ح ١٠ ، المناقب : ٤ / ١٢٨ ، البحار : ٩٨ / ١ ب١ ح١ .

٤ ـ کامل الزيارات : ١٢١ ب٤٣ ح ١ ، مزار المفيد : ٢٦ ب ٩ح ١ ، المقنعه : ٤٦٨ ب ١٤ ، الوسائل : ١٤ / ٤٤٣ ب ٤٤ ح ١٩٥٦١ والبحار : ٩٨ / ٣ ب ١ ح ٨.

٢٨

الإمام الباقر أو الصّادق عليهما السلام

٩ ـ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أحَدِهِمَا عليهما السلام أنَّهُ قَالَ : يا زُرَارَهُ! مَا فِي الْأرْضِ مُؤْمِنَهٌ إلَّا وَقَدْ وَجَبَ عَلَيهَا أنْ تُسْعِدَ فَاطِمَهَ عليها السلام فِي زِيارَهِ الْحُسَينِ (ع). ثُمَّ قَالَ : يا زُرَارَهَ! أنَّهُ إذَا کَانَ يوْمُ الْقِيامَهِ جَلَسَ الْحُسَينُ (ع) فِي ظِلِّ الْعَرْشِ وَجَمَعَ اللَّهُ زُوَّارَهُ وَشِيعَتَهُ لِيصِيرُوا مِنَ الْکَرَامَهِ وَالنَّضْرَهِ وَالْبَهْجَهِ وَالسُّرُورِ إلَي أمْرٍ لَا يعْلَمُ صِفَتَهُ إلَّا اللَّهُ ، فَيأْتِيهِمْ رُسُلُ أزْوَاجِهِمْ مِنَ الْحُورِالْعِينِ مِنَ الْجَنَّهِ فَيقُولُونَ إنَّا رُسُلُ أزْوَاجِکُمْ إلَيکُمْ يقُلْنَ إنَّا قَدِ اشْتَقْنَاکُمْ وَأبْطَأْتُمْ عَنَّا فيحْمِلُهُمْ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ السُّرُورِ وَالْکَرَامَهِ إلَي أنْ يقُولُوا لِرُسُلِهِمْ سَوْفَ نَجِيئُکُمْ إنْ شَاءَ اللَّهُ. (١)

الإمام أبوعبدالله الصّادق (ع)

١٠ ـ قَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) : زِيارَهُ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام وَاجِبَهٌ عَلَي کُلِّ مَنْ يقِرُّ لِلْحُسَينِ (ع) بِالْإمَامَهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. (٢)

١١ ـ عَنِ الْحَلَبِي عَنِ الْإمَامِ الصَّادِقِ (ع) قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ مَا تَقُولُ فِيمَنْ تَرَکَ زِيارَتَهُ وَهُوَ يقْدِرُ عَلَي ذَلِکَ؟ قَالَ : أقُولُ إنَّهُ قَدْ عَقَّ رَسُولَ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ نوادر علي بن اسباط : ١٢٣ ، الأصول السّتّه عشر : ٣٤٠ ح٧ ، المستدرک : ١٠ / ٢٥٩ ب ٢٨ ح ١.

٢ ـ الإرشاد : ٢ / ١٣٣ ، کشف الغمّه : ٢ / ٤١ ، الوسائل : ١٤ / ٤٤٥ ب ٤٤ ح ١٩٥٦٥.

٢٩

اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَعَقَّنَا وَاسْتَخَفَّ بِأمْرٍ هُوَ لَهُ ، وَمَنْ زَارَهُ کَانَ اللَّهُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ حَوَائِجِهِ ، وَکَفَي مَا أهَمَّهُ مِنْ أمْرِ دُنْياهُ وَإنَّهُ لَيجْلِبُ الرِّزْقَ عَلَي الْعَبْدِ وَيخَلِّفُ عَلَيهِ مَا أنْفَقَ وَيغْفِرُ لَهُ ذُنُوبَ خَمْسِينَ سَنَهً ، وَيرْجِعُ إلَي أهْلِهِ وَمَا عَلَيهِ وِزْرٌ وَلَا خَطِيئَهٌ إلَّا وَقَدْ مُحِيتْ مِنْ صَحِيفَتِهِ ، فَإنْ هَلَکَ فِي سَفَرِهِ نَزَلَتِ الْمَلَائِکَهُ فَغَسَّلَتْهُ وَفُتِحَتْ لَهُ أبْوَابُ الْجَنَّهِ وَيدْخُلُ (١) عَلَيهِ رُوحُهَا حَتَّي ينْشَرَ ، وَإنْ سَلِمَ فُتِحَ لَهُ الْبَابُ الَّذِي ينْزِلُ مِنْهُ الرِّزْقُ وَيجْعَلُ لَهُ بِکُلِّ دِرْهَمٍ أنْفَقَهُ عَشَرَهُ آلَافِ دِرْهَمٍ وَذُخِرَ ذَلِکَ لَهُ ، فَإذَا حُشِرَ قِيلَ لَهُ لَکَ بِکُلِّ دِرْهَمٍ عَشَرَهُ آلَافِ دِرْهَمٍ ، وَإنَّ اللَّهَ نَظَرَ لَکَ وَذَخَرَهَا لَکَ عِنْدَهُ. (٢)

١٢ ـ قَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) : لَوْ أنَّ أحَدَکُمْ حَجَّ دَهْرَهُ ، ثُمَّ لَمْ يزُرِ الْحُسَينَ بْنَ عَلِي عليه السلام ، لَکَانَ تَارِکاً حَقّاً مِنْ حُقُوقِ الله وَحُقُوقِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله ، لِأنَّ حَقَّ الْحُسَينِ (ع) فَرِيضَهٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ وَاجِبَهٌ عَلَي کُلِّ مُسْلِمٍ. (٣)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» : وَفُتِحَ لَهُ بَابٌ إلَي الْجَنَّهِ يدْخُلُ.

٢ ـ کامل الزيارات : ١٢٧ ب ٤٦ ح ٢ وص ٣٣٦ ب ١٠٨ ح ١٤ ، التّهذيب : ٦ / ٤٥ ب ١٦ ح ١١ ، الوسائل : ١٤ / ٤٢٩ ب ٣٨ ح ١٩٥٢٥ وص ٤٨١ ب ٥٨ ح ١٩٦٤٩.

٣ ـ کامل الزيارات : ١٢٢ ب ٤٣ ح ٤ ، مزار المفيد : ٢٧ / ٩ ح ٢ ، التّهذيب : ٦ / ٤٢ ب ١٦ ح ٢ ، الوسائل : ١٤ / ٤٢٨ ب ٣٨ ح ١٩٥٢٤ وص ٤٤٤ ب ٤٤ ح ١٩٥٦٣ ، البحار : ٩٨ / ٣ ب ١ ح ١٠.

٣٠

١٣ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) : لَوْ أنَّ أحَدَکُمْ حَجَّ ألْفَ حَجَّهٍ ، ثُمَّ لَمْ يأْتِ قَبْرَ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام لَکَانَ قَدْ تَرَکَ حَقّاً مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ تَعَالَي (وَحُقُوقِ رَسُولِ اللهِ). وَسُئِلَ عَنْ ذَلِکَ فَقَالَ : حَقُّ الْحُسَينِ (ع) مَفْرُوضٌ عَلَي کُلِّ مُسْلِمٍ. (١)

١٤ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) لأُمِّ سَعِيدٍ الْأحْمَسِيه : يا أُمَّ سَعِيدٍ! تَزُورِينَ قَبْرَ الْحُسَينِ؟ قَالَتْ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ لِي : زُورِيهِ ، فَإنَّ زِيارَهَ قَبْرِ الْحُسَينِ وَاجِبَهٌ عَلَي الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ. (٢)

١٥ ـ قَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) لِعَبْدِالْمَلِکِ الْخَثْعَمِي : ياعَبْدَالْمَلِکِ! لَاتَدَعْ زِيارَهَ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي وَمُرْ أصْحَابَکَ بِذَلِکَ يمُدُّ اللَّهُ فِي عُمُرِکَ وَيزِيدُ اللَّهُ فِي رِزْقِکَ وَيحْييکَ اللَّهُ سَعِيداً وَلَاتَمُوتُ إلَّا سَعِيداً (٣) وَيکْتُبُکَ سَعِيداً. (٤)

١٦ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) : مَنْ أتَي عَلَيهِ حَوْلٌ لَمْ يأْتِ قَبْرَ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ کامل الزيارات : ١٩٣ ب ٧٨ ح ٦ وص ١٢٢ ب ٤٣ ح ٤ ، مزار المفيد : ٢٧ ب ٩ ح ٢ ، التّهذيب : ٦ / ٤٢ ب ١٦ ح ٢ ، الوسائل : ١٤ / ٤٣٢ ب ٣٨ ح ١٩٥٣٧ ، البحار : ٩٨ / ٥ ب ١ ح ١٨ وفي «ک» ، «ف» و «ت» : لِأنَّ حَقَّ الْحُسَينِ (ع) فَرِيضَهٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَي وَاجِبَهٌ عَلَي کُلِّ مُسْلِمٍ.

٢ ـ کامل الزيارات : ١٢٢ ب ٤٣ ح ٢ ، الوسائل : ١٤ / ٤٣٧ ب ٣٩ ح ١٩٥٤٧ والبحار : ٩٨ / ٣ ب ١ ح ٩.

٣ ـ في «خ ل» : شَهِيدَاً.

٤ ـ کامل الزيارات : ١٥١ ب ٦١ ح ٥ ، الوسائل : ١٤ / ٤٣١ ب ٣٨ ح ١٩٥٣١ ، البحار : ٩٨ / ٤٧ ب ٦ ح ١٢.

٣١

الْحُسَينِ (ع) أنْقَصَ اللَّهُ مِنْ عُمُرِهِ حَوْلًا وَلَوْ قُلْتُ إنَّ أحَدَکُمْ لَيمُوتُ قَبْلَ أجَلِهِ بِثَلَاثِينَ سَنَهً لَکُنْتُ صَادِقاً وَذَلِکَ لِأنَّکُمْ تَتْرُکُونَ زِيارَهَ الْحُسَينِ (ع) ، فَلَا تَدَعُوا زِيارَتَهُ يمُدُّ اللَّهُ فِي أعْمَارِکُمْ وَيزِيدُ فِي أرْزَاقِکُمْ ، وَإذَا تَرَکْتُمْ زِيارَتَهُ نَقَصَ اللَّهُ مِنْ أعْمَارِکُمْ وَأرْزَاقِکُمْ. فَتَنَافَسُوا فِي زِيارَتِهِ وَلَا تَدَعُوا ذَلِکَ ، فَإنَّ الْحُسَينَ شَاهِدٌ لَکُمْ فِي ذَلِکَ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ وَعِنْدَ فَاطِمَهَ وَعِنْدَ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. (١)

١٧ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) : زُورُوا الْحُسَينَ (ع) وَلَوْ کُلَّ سَنَهٍ ، فَإنَّ کُلَّ مَنْ أتَاهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ غَيرَ جَاحِدٍ ، لَمْ يکُنْ لَهُ عِوَضٌ غَيرَ الْجَنَّهِ وَرُزِقَ رِزْقاً وَاسِعاً ، وَأتَاهُ اللَّهُ بِفَرَجٍ عَاجِلٍ. إنَّ اللَّهَ وَکَّلَ بِقَبْرِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام أرْبَعَهَ آلَافِ مَلَکٍ کُلُّهُمْ يبْکُونَهُ وَيشَيعُونَ مَنْ زَارَهُ إلَي أهْلِهِ ، فَإنْ مَرِضَ عَادُوهُ وَإنْ مَاتَ شَهِدُوا جَنَازَتَهُ بِالِاسْتِغْفَارِ لَهُ وَالتَّرَحُّمِ عَلَيهِ. (٢)

١٨ ـ سُئِلَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) : عَنْ زِيارَهِ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) قَالَ : نَعَمْ تَعْدِلُ عُمْرَهً وَلَا ينْبَغِي أنْ يتَخَلَّفَ عَنْهُ أکْثَرُ مِنْ أرْبَعِ سِنِينَ. (٣)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ کامل الزيارات : ١٥١ ب ٦١ ح ٢ ، مزارالمفيد : ٣٢ ب ١٢ ح ٢ ، التهذيب : ٦ / ٤٣ ب١٦ح٦ ، البحار : ٩٨ / ٤٧ ب ٦ ح ١١.

٢ ـ کامل الزيارات : ٨٥ ب ٢٧ ح ١٣ وص ١٥١ ب ٦١ ح ٤ ، البحار : ٩٨ / ٢ ب ١ ح ٣ وص ٤٧ ب ٦ ح ١٣.

٣ ـ کامل الزيارات : ١٥٦ ب ٦٣ ح ١٠ وص ٢٩٧ ب ٩٨ ح ١٦ ، الوسائل : ١٤ / ٤٣١ ب ٣٨ ح ١٩٥٣٢.

٣٢

١٩ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) : حَقٌّ عَلَي الْغَنِي أنْ يأْتِي قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) فِي السَّنَهِ مَرَّتَينِ ، وَحَقٌّ عَلَي الْفَقِيرِ أنْ يأْتِيهُ فِي السَّنَهِ مَرَّهً. (١)

٢٠ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) : مَنْ لَمْ يزُرْ قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) فَقَدْ حُرِمَ خَيراً کَثِيراً وَنَقَصَ مِنْ عُمُرِهِ سَنَهً. (٢)

٢١ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) : مَنْ لَمْ يأْتِ قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) حَتَّي يمُوتَ کَانَ مُنْتَقِصَ الْإيمَانِ مُنْتَقِصَ الدِّينِ ، إنْ أُدْخِلَ الْجَنَّهَ کَانَ دُونَ الْمُؤْمِنِينَ فِيهَا (٣). (٤)

٢٢ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) : مَنْ لَمْ يأْتِ قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) وَهُوَ يزْعُمُ أنَّهُ لَنَا شِيعَهٌ حَتَّي يمُوتَ؛ فَلَيسَ هُوَ لَنَا بِشِيعَهٍ ، وَإنْ کَانَ مِنْ أهْلِ الْجَنَّهِ فَهُوَ مِنْ ضِيفَانِ أهْلِ الْجَنَّهِ. (٥)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وص ٥٣٥ ب ٧٤ ح ١٩٧٦٩ و ١٩٧٧٠.

١ ـ کامل الزيارات : ٢٩٣ ب ٩٨ ح ١ ، مزار المفيد : ٢٨ ب ١٠ ح ١ ، التّهذيب : ٦ / ٤٢ ب ١٦ ح ٣ ، الوسائل : ١٤ / ٤٣٧ ب ٤٠ ح ١٩٥٤٨ وص ٥٣٢ ب ٧٤ ح ١٩٧٥٨.

٢ ـ کامل الزيارات : ١٥١ ب ٦١ ح ٣ ، الوسائل : ١٤ / ٤٣١ ب ٣٨ ح ١٩٥٣٠.

٣ ـ في «ک» : فِي الْجَنَّهِ.

٤ ـ کامل الزيارات : ١٩٣ ح ١ و٢ ، مزار المفيد : ٥٦ ب ٢٦ ح ١ بنقصان وح ٢ بکامله ، التّهذيب : ٦ / ٤٤ ب ١٦ ح ١٠ ، الوسائل : ١٤ / ٤٣٠ ب ٣٨ ح ١٩٥٢٨ و ١٩٥٣٣.

٥ ـ کامل الزيارات : ١٩٣ ب ٧٨ ح ٣ ، الوسائل : ١٤ / ٤٣٢ ب ٣٨ ح ١٩٥٣٤.

٣٣

٢٣ ـ قَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) لِعَلِي بْنِ مَيمُونٍ الصَّائِغِ : يا عَلِي! زُرِ الْحُسَينَ وَلَا تَدَعْهُ ، قَالَ قُلْتُ : مَا لِمَنْ أتَاهُ مِنَ الثَّوَابِ : قَالَ : مَنْ أتَاهُ مَاشِياً کَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِکُلِّ خُطْوَهٍ حَسَنَهً وَمَحَا عَنْهُ سَيئَهً وَرَفَعَ لَهُ دَرَجَهً ، فَإذَا أتَاهُ وَکَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَکَينِ يکْتُبَانِ مَا خَرَجَ مِنْ فِيهِ مِنْ خَيرٍ وَلَا يکْتُبَانِ مَا يخْرُجُ مِنْ فِيهِ مِنْ شَرٍّ وَلَا غَيرِ ذَلِکَ ، فَإذَا انْصَرَفَ وَدَّعُوهُ وَقَالُوا : يا وَلِيخ اللَّهِ مَغْفُورٌ لَکَ ، أنْتَ مِنْ حِزْبِ اللَّهِ وَحِزْبِ رَسُولِهِ وَحِزْبِ أهْلِ بَيتِ رَسُولِهِ ، وَاللَّهِ لَا تَرَي النَّارَ بِعَينِکَ أبَداً وَلَا تَرَاکَ وَلَا تَطْعَمُکَ أبَداً. (١)

٢٤ ـ قَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) لِمُعَاوِيهِ بْنِ وَهَبٍ : يامُعَاوِيهُ! لَا تَدَعْ زِيارَهَ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) لِخَوْفٍ ، فَإنَّ مَنْ تَرَکَهُ رَأي مِنَ الْحَسْرَهِ مَا يتَمَنَّي أنَّ قَبْرَهُ کَانَ عِنْدَهُ. أمَاتُحِبُّ أنْ يرَي اللَّهُ شَخْصَکَ وَسَوَادَکَ فِيمَنْ يدْعُو لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَعَلِي وَفَاطِمَهُ وَالْأئِمَّهُ عليهم السلام؟ أمَا تُحِبُّ أنْ تَکُونَ مِمَّنْ ينْقَلِبُ بِالْمَغْفِرَهِ لِمَا مَضَي وَيغْفِرُ لَهُ ذُنُوبَ سَبْعِينَ سَنَهً؟ أمَا تُحِبُّ أنْ تَکُونَ مِمَّنْ يخْرُجُ مِنَ الدُّنْيا وَلَيسَ عَلَيهِ ذَنْبٌ يتْبَعُ بِهِ؟ أمَا تُحِبُّ أنْ تَکُونَ غَداً مِمَّنْ يصَافِحُهُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ کامل الزيارات : ١٣٣ ب ٤٩ ح ٦ ، البحار : ٩٨ / ٢٤ ب ٤ ح ٢٤.

٣٤

رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله؟! (١)

٢٥ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) لِبَعْضِ أصْحَابِهِ : لَا تَدَعْ زِيارَهَ الْحُسَينِ (ع) ، أمَا تُحِبُّ أنْ تَکُونَ فِيمَنْ تَدْعُو لَهُ الْمَلَائِکَهُ. (٢)

٢٦ ـ قَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) : زُورُوهُ (الْحُسَينَ) وَلَاتَجْفُوهُ فَإنَّهُ سَيدُالشُّهَدَاءِ وَسَيدُ شَبَابِ أهْلِ الْجَنَّهِ (مِنَ الْخَلْقِ) (٣). (٤)

٢٧ ـ وَسُئِلَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) : عَمَّنْ تَرَکَ الزِّيارَهَ زِيارَهَ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) مِنْ غَيرِ عِلَّهٍ ، فَقَالَ : هَذَا رَجُلٌ مِنْ أهْلِ النَّارِ. (٥)

٢٨ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) : عَجَباً لِأقْوَامٍ يزْعُمُونَ أنَّهُمْ شِيعَهٌ لَنَا؛ يقَالُ إنَّ أحَدَهُمْ يمُرُّ بِهِ دَهْرَهُ لَا يأْتِي قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) جَفَاءً مِنْهُ وَتَهَاوُناً وَعَجْزاً وَکَسَلًا. أمَا وَاللَّهِ لَوْ يعْلَمُ مَا فِيهِ مِنَ الْفَضْلِ مَا تَهَاوَنَ وَلَا کَسِلَ. قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ وَمَا فِيهِ مِنَ الْفَضْلِ؟ قَالَ : فَضْلٌ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ کامل الزيارات : ١١٦ ب ٤٠ ح ١ و ٣ وص ١٢٦ ب ٥ ح ٣ ، ثواب الأعمال : ٩٤ ، التّهذيب : ٦ / ٤٧ ب ١٦ ح ١٨ ، البحار : ٩٨ / ٥٢ ب ٩ ح ٣.

٢ ـ کامل الزيارات : ١١٩ ب ٤١ ح ٣ ، البحار : ٩٨ / ٥٤ ب ٩ ح ١١.

٣ ـ في «ک».

٤ ـ کامل الزيارات : ١٠٩ ب ٣٧ ح ١ ، ثواب الأعمال : ٩٧ ، الوسائل : ١٤ / ٤٣٤ ب ٣٨ ح ١٩٥٢٩ و ١٩٥٤٠ ، قرب الإسناد : ٤٨ الجزء١ فيه : زُورُوهُ وَلَا تَجْفُوهُ وَإنَّهُ سَيدُ شَبَابِ الشُّهَدَاءِ وَسَيدُ شَبَابِ أهْلِ الْجَنَّهِ وَشَبِيهُ يحْيي بْنِ زَکَرِيا وَعَلَيهِمَا بَکَتِ السَّمَاءُ وَالْأرْضُ.

٥ ـ کامل الزيارات : ١٩٣ ب ٧٨ ح ٥ ، البحار : ٩٨ / ٥ ب ١ ح ١٧.

٣٥

وَخَيرٌ کَثِيرٌ ، أمَا أوَّلُ مَا يصِيبُهُ أنْ يغْفَرَ لَهُ مَا مَضَي مِنْ ذُنُوبِهِ وَيقَالَ لَهُ : اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ. (١)

٢٩ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) لِأبَانِ بْنِ تَغْلِبَ : يا أبَانُ! مَتَي عَهْدُکَ بِقَبْرِ الْحُسَينِ (ع)؟ قال قُلْتُ : لَا وَاللَّهِ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا لِي بِهِ عَهْدٌ مُنْذُ حِينٍ. فَقَالَ (ع) : سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ! وَأنْتَ مِنْ رُؤَسَاءِ الشِّيعَهِ! تَتْرُکُ زِيارَهَ الْحُسَينَ؟! لَا تَزُورُهُ؟! مَنْ زَارَ الْحُسَينَ (ع) کَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِکُلِّ خُطْوَهٍ حَسَنَهً وَمَحَا عَنْهُ بِکُلِّ خُطْوَهٍ سَيئَهً وَغَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأخَّرَ. يا أبَانَ! لَقَدْ قُتِلَ الْحُسَينُ عَلَيهِ السَّلَامُ ، فَهَبَطَ عَلَي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَکٍ شُعْثٌ غُبْرٌ يبْکُونَ عَلَيهِ وَينُوحُونَ عَلَيهِ إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ. (٢)

٣٠ ـ قَالَ صَفْوَانُ الْجَمَّالُ : سَألْتُ الْإمَامَ الصَّادِقَ (ع) وَنَحْنُ فِي طَرِيقِ الْمَدِينَهِ وَيرِيدُ مَکَّهَ فَقُلْتُ لَهُ : يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ! مَا لِي أرَاکَ کَئِيباً حَزِيناً مُنْکَسِراً؟ فَقَالَ لِي : لَوْ تَسْمَعُ مَا أسْمَعُ لَشَغَلَکَ عَنْ مُسَاءَلَتِي قُلْتُ : وَمَا الَّذِي تَسْمَعُ؟ قَالَ : إبْتِهَالَ الْمَلَائِکَهِ إلَي اللَّهِ تَعَالَي عَلَي قَتَلَهِ أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ وَعَلَي قَتَلَهِ الْحُسَينِ (ع) وَنَوْحَ الْجِنِّ عَلَيهِمَا وَبُکَاءَ الْمَلَائِکَهِ الَّذِينَ حَوْلَهُمْ وَشِدَّهَ حُزْنِهِمْ ، فَمَنْ يتَهَنَّأُ مَعَ هَذَا بِطَعَامٍ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ کامل الزيارات : ٢٩٢ ب ٩٧ ح ٨ ، البحار : ٩٨ / ٧ ب ١ ح ٢٨ .

٢ ـ کامل الزيارات : ٣٣١ ب ١٠٨ ح ٨ ، البحار : ٩٨ / ٧ ب ١ ح ٢٩.

٣٦

أوْ شَرَابٍ أوْ نَوْمٍ؟!

قُلْتُ لَهُ : فَمَنْ يأْتِيهِ زَائِراً ثُمَّ ينْصَرِفُ ، مَتَي يعُودُ إلَيهِ وَفِي کَمْ يوْمٍ يؤْتَي وَفِي کَمْ يسَعُ النَّاسَ تَرْکَهُ؟ قَالَ : أمَّا الْقَرِيبُ فَلَا أقَلَّ مِنْ شَهْرٍ وَأمَّا بَعِيدُ الدَّارِ فَفِي کُلِّ ثَلَاثِ سِنِينَ ، فَمَا جَازَ الثَّلَاثَ سِنِينَ فَقَدْ عَقَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَقَطَعَ رَحِمَهُ إلَّا مِنْ عِلَّهٍ ، وَلَوْ يعْلَمُ زَائِرُ الْحُسَينِ (ع) مَا يدْخُلُ عَلَي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَمَا يصِلُ إلَيهِ مِنَ الْفَرَحِ وَإلَي أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ وَإلَي فَاطِمَهَ وَإلَي الْأئِمَّهِ وَالشُّهَدَاءِ مِنَّا أهْلَ الْبَيتِ وَمَا ينْقَلِبُ بِهِ مِنْ دُعَائِهِمْ لَهُ وَمَا لَهُ فِي ذَلِکَ مِنَ الثَّوَابِ فِي الْعَاجِلِ وَالْآجِلِ وَالْمَذْخُورِ لَهُ عِنْدَاللَّهِ؛ لَأحَبَّ أنْ يکُونَ مَا ثَمَّ دَارُهُ مَا بَقِي ، وَإنَّ زَائِرَهُ لَيخْرُجُ مِنْ رَحْلِهِ فَمَا يقَعُ فَيئُهُ عَلَي شَي ءٍ إلَّا دَعَا لَهُ ، فَإذَا وَقَعَتِ الشَّمْسُ عَلَيهِ أکَلَتْ ذُنُوبَهُ کَمَا تَأْکُلُ النَّارُ الْحَطَبَ وَمَا تُبْقِي الشَّمْسُ عَلَيهِ مِنْ ذُنُوبِهِ شَيئاً ، فَينْصَرِفُ وَمَا عَلَيهِ مِنْ ذَنْبٍ وَقَدْ رُفِعَ لَهُ مِنَ الدَّرَجَاتِ مَا لَا ينَالُهُ الْمُتَشَحِّطُ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَيوَکَّلُ بِهِ مَلَکٌ يقُومُ مَقَامَهُ وَيسْتَغْفِرُ لَهُ حَتَّي يرْجِعَ إلَي الزِّيارَهِ أوْ يمْضِي ثَلَاثُ سِنِينَ أوْ يمُوتَ. (١)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ کامل الزيارات : ٢٩٧ ب ٩٨ ح ١٧ ، البحار : ٩٨ / ١٤ ب ٢ ح ١٤.

٣٧

٣١ ـ قَالَ عَلِي بْنُ مَيمُونٍ الصَّائِغِ قَالَ لِي أبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) : يا عَلِي! بَلَغَنِي أنَّ أُنَاساً مِنْ شِيعَتِنَا تَمُرُّ بِهِمُ السَّنَهُ وَالسَّنَتَانِ وَأکْثَرُ مِنْ ذَلِکَ لَا يزُورُونَ الْحُسَينَ بْنَ عَلِي (بْنِ أبِي طَالِبٍ) (١) عليه السلام! قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ! إنِّي لَأعْرِفُ أُنَاساً کَثِيراً بِهَذِهِ الصِّفَهِ ، فَقَالَ : أمَا وَاللَّهِ لِحَظِّهِمْ أخْطَئُوا وَعَنْ ثَوَابِ اللَّهِ زَاغُوا وَعَنْ جِوَارِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله فِي الْجَنَّهِ تَبَاعَدُوا. قُلْتُ : فَإنْ أخْرَجَ عَنْهُ رَجُلًا أيجْزِي عَنْهُ ذَلِکَ؟ قَالَ : نَعَمْ وَخُرُوجُهُ بِنَفْسِهِ أعْظَمُ أجْراً وَخَيراً لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ. (٢)

الإمام أبوالحسن الرضا (ع)

٣٢ ـ قال الْإمَامُ الرِّضَا (ع) : إنَّ لِکُلِّ إمَامٍ عَهْداً فِي عُنُقِ أوْلِيائِهِ وَشِيعَتِهِ وَإنَّ مِنْ تَمَامِ الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَحُسْنِ الْأدَاءِ زِيارَهَ قُبُورِهِمْ ، فَمَنْ زَارَهُمْ رَغْبَهً فِي زِيارَتِهِمْ وَتَصْدِيقاً بِمَا رَغِبُوا فِيهِ کَانَ أئِمَّتُهُمْ شُفَعَاءَهُمْ يوْمَ الْقِيامَهِ. (٣)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ت».

٢ ـ مزار المفيد : ٢٢٥ ب ٢٩ ح ٧ ، التّهذيب : ٦ / ٤٥ ب ١٦ ح ١٢ ، الوسائل : ١٤ / ٤٢٩ ب ٣٨ ح ١٩٥٢٦ ، البحار : ٩٨ / ٥١ ب ٨ ح ٤.

٣ ـ الکافي : ٤ / ٥٦٧ ح ٢ ، کامل الزيارات : ١٢١ ب ٤٣ ح ٢ ، مزار المفيد : ١٨٤ ب ١١ ح ٢ وص ٢٠١ ب ١٨ ح ١ ، المقنعه : ٤٧٤ ب ٢٠ وص ٤٨٦ ب ٣٧ ، علل الشّرائع : ٢ / ٤٥٩ ب ٢٢١ح ٣ ، عيون أخبار الرّضا (ع) : ٢ / ٢٦٠ ب ٦٦ ح ٢٤ ، التّهذيب : ٦ / ٧٨ ب ٢٦ ح ٣ وص ٩٣ ب ٤٣ ح ٢ ، جامع الأخبار : ٢٧.

٣٨

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم

ان للحسين في بواطن المؤمنين معرفةً مكتومةً (١)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفصل (١٢) ، روضه الواعظين : ١ / ٢٠٢ ، المناقب : ٤ / ٢٠٨ ، البحار : ٧ / ١١٦ ب ٢ ح ١.

١ ـ الخرائج والجرائح : ٢ / ٨٤١ : ... عن المقداد بن الأسود الکندي. عنه البحار : ٤٣ / ٢٧١ ح ٣٩.

٣٩
٤٠