تاريخ مدينة دمشق - ج ٢١

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٢١

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

عبد الله بن شبيب ، نا ابن أبي أويس ، نا سليمان بن بلال ، حدّثني يحيى بن سعيد ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان على حراء فتحرك فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«اسكن حراء فإنما عليك نبيّ أو صدّيق أو شهيد» ، وكان عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزّبير ، وسعيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبد الله بن محمّد بن زياد ، حدّثني عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : سألت أبي عن الشهادة لأبي بكر وعمر أنهما في الجنّة قال : نعم ، واذهب إلى حديث سعيد بن زيد قال : أشهد أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الجنّة ، قال : فكذلك أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم التسعة ، وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«أهل الجنّة عشرون ومائة صف ، ثمانون منها من أمّتي ، فإذا لم يكن أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منهم فمن يكون؟» (١) [٤٧٤١].

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن غانم بن أحمد الحدّاد ، أنا عبد الرّحمن بن مندة ، أنا أبي أبو عبد الله ، أنا أحمد بن محمّد بن زياد ، نا الحسن بن محمّد بن الصبّاح ، ح قال : وأنا أبي قال : وأنا محمّد بن يعقوب المقرئ ، نا محمّد بن إسحاق النيسابوري ، نا محمّد بن جعفر بن الحارث ، قالا : نا خالد بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي ، نا سهل بن يوسف بن سهل بن مالك بن أخي كعب بن مالك ، عن أبيه ، عن جده أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما رجع من حجة الوداع إلى المدينة ، صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

«يا أيها الناس ، إن أبا بكر لم يسؤني قط فاعرفوا ذلك له ، يا أيها الناس ، إني راض عن عمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير ، وسعد ، وعبد الرحمن بن عوف ، والمهاجرين الأوّلين فاعرفوا ذلك لهم ، يا أيها الناس ، إن الله قد غفر لأهل بدر والحديبية ، أيها الناس احفظوني في أصحابي وأصهاري ، وفي أختاني لا يطلبنكم الله بمظلمة أحد منهم فإنها مما لا توهب ، أيها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين ، وإذا

__________________

(١) بعدها في م : آخر الرابع والأربعين بعد المائتين.

٨١

مات أحد من المسلمين فقولوا فيه خيرا» [٤٧٤٢].

قال ابن منده : هذا حديث غريب لا يعرف إلّا من هذا الوجه ، ورواه شعيب بن إبراهيم ، عن سيف بن عمر ، عن ابن همّام سهل بن يوسف بن سهل ، عن أبيه ، عن جده ، وقد أسقط ابن منده بين الحسن (١) الزّعفراني وبين خالد بن عمرو ، وزكريا بن يحيى الطائي ، وسليمان بن داود ، وقد رواه ابن النحاس ، عن ابن الأعرابي على الصواب.

أخبرنا به خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي ، أنا علي بن الحسن بن الحسين الخلعي ، أنا أبو محمّد عبد الرحمن بن عمر ، نا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد بن بشر بن الأعرابي ـ بمكة ، قراءة عليه ، وأنا أسمع عند باب منزله : ـ نا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزّعفراني أبو علي ، نا زكريا بن يحيى ، نا سليمان بن داود ، نا خالد بن عمرو بن محمّد الأموي ، عن سهل بن يوسف بن سهل بن مالك ، عن أبيه ، عن جده قال : لما قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من حجة الوداع صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

«يا أيها الناس ، إن أبا بكر لم يسؤني قط ، فاعرفوا ذلك له ، يا أيّها الناس إني راض عن عمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة بن عبيد الله ، والزّبير بن العوّام ، وسعد بن مالك ، وعبد الرحمن بن عوف ، والمهاجرين الأوّلين فاعرفوا ذلك لهم ، يا أيها الناس ، إن الله قد غفر لأهل بدر والحديبيّة ، يا أيها الناس احفظوني في أختاني وأصهاري وأصحابي لا يطلبنكم الله بمظلمة أحد منهم ، فإنها ليست مما توهب ، يا أيها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين وإذا مات الرجل لا تقولوا فيه إلّا خيرا» ، ثم نزل. وقد أسقط الزعفراني منه ذكر (٢) سعيد [٤٧٤٣]

وقد وقع لي هذا الحديث من وجه آخر أعلى من رواية الزّعفراني وفيه ذكر سعيد.

أخبرنا أبو العز بن كادش ، أنا أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي سنة تسع وأربعين وأربعمائة ، نا أبو علي الحسن بن علي بن محمّد الجبلي المؤدب ، نا محمّد بن

__________________

(١) بالأصل : الحسين ، والصواب ما أثبت عن م ، وسيرد صوابا في الحديث التالي ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٢٦٢.

(٢) بالأصل : وذكر ، والمثبت عن م.

٨٢

أحمد بن عمرو اللؤلؤي ، نا علي بن عبد الحميد القزويني ، نا محمّد بن معاوية النيسابوري ، نا خالد بن عمرو بن محمّد بن سعيد بن العاص ، نا يوسف بن سهل بن يوسف بن مالك الأنصاري (١) ، عن أبيه ، عن جده (٢) أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما رجع من مكة إلى المدينة ، قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

«أيها الناس ، إن أبا بكر الصّدّيق لم يسؤني قط ، فاعرفوا ذلك له ، يا أيها الناس إني راض عن أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزّبير ، وعبد الرحمن ، وسعد ، وسعيد بن زيد ، والمهاجرين الأوّلين فاعرفوا ذلك لهم ، يا أيها الناس إن الله تعالى قد غفر لأهل بدر والحديبيّة ، يا أيها الناس لا تؤذوني في أصحابي ، ولا في أصهاري ، ولا يطالبنكم أحد منهم بمظلمة فإنها مظلمة لا توهب في القيامة لأحد من الناس ، يا أيها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين ، وإذا مات الميت فقولوا فيه خيرا» ، كذا وقع في هذه الرواية ، وإنما هو سهل بن يوسف بن سهل بن مالك [٤٧٤٤].

أنبأنا أبو المكارم أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن منازل ، أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد ، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي ، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن حمّة ، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي يعقوب ، نا محمّد بن حميد الرازي ، نا جرير بن عبد الحميد ، عن ثعلبة بن سهيل ، عن جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي ، عن سعيد بن جبير ، قال :

كان مقام أبي بكر ، [وعمر](٣) ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير ، وسعد ، وعبد الرّحمن بن عوف ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، كانوا أمام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في القتال وخلفه في الصّلاة في الصّف وليس لأحد من المهاجرين والأنصار يقوم مقام أحد منهم غاب أم شهد.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الأديب ، أنا أبو عمرو بن حمدان الفقيه.

__________________

(١) كذا ورد اسمه هنا ، وقد تقدم في أكثر من رواية سابقة «سهل بن يوسف بن سهل بن مالك» وسينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب.

(٢) لم يرد ذكر سعيد في هذا الإسناد خلافا لما صدّر به المصنف الحديث.

(٣) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح.

٨٣

ح وأخبرنا أبو سهل ، وأبو عبد الله قالا : أنا إبراهيم ، أنا أبو بكر ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا أبو الربيع ، نا حمّاد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه :

أن أروى بنت أويس ادّعت على سعيد بن زيد انه أخذ شيئا من أرضها فخاصمته إلى مروان بن الحكم فقال سعيد : أنا كنت آخذ من أرضها شيئا بعد الذي سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : وما ذا سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«من أخذ شيئا من الأرض طوّقه إلى سبع أرضين» فقال له مروان : لا أسألك بيّنة بعد هذا ، فقال : اللهم إن كانت كاذبة فاعم بصرها ، واقتلها في أرضها ، قال : فما ماتت حتى ذهب بصرها وبينا هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت (١) [٤٧٤٥].

رواه مسلم عن أبي الربيع (٢).

أخبرنا أبو المظفّر ، أنا أبو سعد ، أنا أبو عمرو (٣).

ح وأخبرنا أبو سهل ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا إبراهيم ، أنا أبو بكر ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا أحمد بن عيسى.

ح وأخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله ، أنا طاهر بن عبد الله ، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي ، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصّوفي ، نا أحمد بن عيسى المصري سنة ثمان وعشرين ومائتين ، نا ابن وهب ، أخبرني عمر بن محمّد أن أباه حدثه عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل :

أن أروى خاصمته في أرض فقال ـ زاد الصوفي : إني وقالا : ـ سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«من أخذ شبرا من الأرض بغير حقّه طوّقه إلى ـ وقال أبو يعلى : من ـ سبع أرضين يوم القيامة» ثم قال : اللهم إن كانت كاذبة فاعم بصرها ، واجعل قبرها في بئرها ـ وقال أبو يعلى : في دارها ـ قال : فرأيتها عمياء تلتمس الجدر ، تقول : أصابتني دعوة سعيد بن

__________________

(١) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام ١ / ١٣٧ من طريق هشام بن عروة وانظر تخريجه فيه.

(٢) صحيح مسلم ، ٢٢ كتاب المساقاة ، ٣٠ باب ح (١٦١٠) عن أبي الربيع العتكي. ص ٣ / ١٢٣١.

(٣) يعني أبو المظفر القشيري ، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي ، وأبو عمرو بن حمدان الحيري.

٨٤

زيد ـ زاد الصوفي قال : ـ وقالا : فبينا هي تمشي في الدار خرّت في بئر في الدّار فوقعت فيها ، فكانت قبرها.

رواه مسلم عن حرملة ، عن ابن وهب (١).

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكار ، حدّثني إبراهيم بن حمزة ، عن المغيرة بن عبد الرّحمن ، عن عبد الله بن عمر بن حفص ، عن نافع ، عن ابن عمر :

أن مروان أرسل إلى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، ناسا يكلمونه في شأن أروى بنت أويس ، وخاصمته في شيء ، فقال : تروني ظلمتها وقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«من ظلم شبرا من الأرض طوّقه يوم القيامة من سبع أرضين» ، اللهم إن كانت كاذبة فلا تمتها حتى تعمي بصرها ، وتجعل قبرها في بئرها ، قال : فو الله ما ماتت حتى ذهب بصرها ، وخرجت تمشي في دارها وهي حذرة فوقعت في بئرها ، فماتت ، فكانت قبرها (٢) [٤٧٤٦].

قال (٣) : وحدّثني إبراهيم بن حمزة ، حدّثني عبد العزيز بن أبي حازم ، عن العلاء بن عبد الرّحمن ، (٤) عن أبيه : أنّ أروى بنت أويس استعدت مروان بن الحكم ـ وهو والي المدينة ـ على سعيد بن زيد في أرضه بالشجوة (٥) ، وقالت : إنه قد أخذ حقي وأدخل صفيرتي في أرضه بالشجرة (٦) ، قال سعيد : كيف أظلمها وقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوّقه الله من سبع أرضين يوم القيامة» ، وترك لها سعيد ما ادّعت ، وقال : اللهم إن كانت أروى ظلمتني فاعم بصرها ، واجعل قبرها في

__________________

(١) صحيح مسلم ٢٢ كتاب المساقاة (٣٠) باب ، ح (١٦١٠) عن حرملة بن يحيى. ص ٣ / ١٢٣٠.

(٢) الخبر من هذه الطريق في الاستيعاب ٢ / ٥ و٦ هامش الإصابة.

(٣) القائل هو الزبير بن بكار كما يفهم من السياق ، وانظر الاستيعاب ٢ / ٦ هامش الإصابة.

(٤) في الاستيعاب : «عن العلاء بن الحضرمي عن عبد الرحمن عن أبيه» وفيه تحريف وتقديم وتأخير ، والصواب ما أثبتناه ، ونظير سير الأعلام ١ / ١٣٧ ـ ١٣٨. وفي م : الفلاس عبد الرحمن خطأ.

(٥) كذا بالأصل وم وفي الاستيعاب : «بالشحر».

(٦) كذا ، وتقدم «بالشجوة» ولم أحلهما.

٨٥

بئرها ، فعميت أروى وجاء سيل فأبدى عن ضفيرتها وحقها (١) خارجا من حق سعيد فجاء سعيد إلى مروان فقال له : أقسمت عليك لتركبنّ معي ولتنظرنّ إلى ضفيرتها وحقها ، فركب مروان معه وركب الناس معه حتى نظروا إليها قالوا : وإن أروى خرجت في بعض حاجتها بعد ما عميت فوقعت في البئر فماتت.

قال إبراهيم بن حمزة : وسمعت عبد العزيز بن أبي حازم يقول : سألت أروى سعيدا أن يدعو لها وقالت : إني ظلمتك ، فقال : لا أرد على الله شيئا أعطانيه قال : وكان أهل المدينة يدعو بعضهم على بعض فيقول : أعماك الله عمى أروى ـ يريدونها ثم صار أهل الجهل يقولون أعماك الله عمى الأروى ـ يريدون الأروى التي بالجبل ـ يظنونها شديدة العمى (٢).

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي ، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي ، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي ، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي ، نا محمّد بن عبيد الله بن المنادي ، نا يونس بن محمّد ، نا ليث بن سعد ، عن يزيد بن الهاد ، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم قال : جاءت أروى بنت أويس (٣) إلى أبي محمّد بن عمرو بن حزم فقالت : يا أبا عبد الملك إن سعيد بن زيد قد بنى ضفيرة في حقي ، فائته فكلمه أن ينزع من حقي فو الله إن لم يفعل لأصيحن به في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال لها : لا تؤذي صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وما كان ليظلمك ، وما كان ليأخذ لك حقا. فخرجت فجاءت عمارة بن عمرو ، [و](٤) عبد الله بن مسلمة فقالت لهما : ائتيا سعيد بن زيد فإنه ظلمني وبنى في حقي ، فو الله لئن لم ينزع لأصيحن به في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فخرجا حتى أتياه في أرضه بالعقيق ، فقال لهما : ما أتى بكما؟ قالا : جاءتنا أروى بنت أويس فزعمت أنك بنيت في حقها ، وحلفت بالله لئن لم تنزع لأصيحن (٥) به في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأحببنا أن نأتيك ونذكّرك ، فقال : إني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

__________________

(١) في الاستيعاب : فرأوا حقها خارجا.

(٢) راجع الاستيعاب ٢ / ٦.

(٣) في الإصابة ٢ / ٤٦ أروى بنت أنيس.

(٤) زيادة لازمة للإيضاح.

(٥) في الاستيعاب : لتصيحن بك.

٨٦

«من أخذ شبرا من الأرض بغير حق طوّقه يوم القيامة من سبع أرضين» لتأتين فلتأخذن ما كان لها من حق ، اللهمّ فإن كانت كذبت عليّ فلا تمتها حتى تعمي بصرها ، وتجعل منيتها فيها ، ارجعوا فأخبروها ذلك ، قال : فجاءت فهدمت الضفيرة وبنت بنيانا فلم يلبث إلّا قليلا حتى عميت ، [وكانت](١) تقوم من الليل ومعها جارية لها تقودها لتوقظ العمال فقامت ليلة ، وتركت الجارية لم توقظها فخرجت [تمشي](٢) حتى سقطت في البئر فأصبحت فيه ميّتة (٣).

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٤) ، نا أبو عمرو بن حمدان ، نا الحسن بن سفيان ، نا أحمد بن عيسى ، نا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم : أن أروى استعدت على سعيد بن زيد [إلى](٥) مروان بن الحكم فقال سعيد : اللهم إنها قد زعمت أني ظلمتها ، فإن كانت كاذبة فاعم بصرها وألقها في بئرها ، وأظهر من حقي نورا بيّن للمسلمين أنّي لم أظلمها ، قال : فبينا هم على ذلك إذ سال العقيق بسيل لم يسل مثله قط ، فكشف عن الحدّ (٦) الذي كانا يختلفان فيه ، فإذا سعيد قد كان في ذلك صادقا ، ولم نلبث إلّا يسيرا (٧) حتى عميت ، فبينا هي تطوف في أرضها تلك فسقطت في بئرها ، قال : فكنا ونحن غلمان نسمع الإنسان يقول للإنسان : أعماك الله كما أعمى الأروى. فلا يظن إلّا أنه يريد الأروى التي من الوحش ، فإذا هو إنما كان ذلك لما أصاب أروى من دعوة سعيد بن زيد.

ومما يتحدث الناس به ممّا استجاب الله له سؤله قال (٨) : ونا الحسن بن سفيان ، نا محمّد بن رمح بن مهاجر ، نا ابن لهيعة ، عن محمّد بن زيد بن مهاجر أنه سمع أبا غطفان المرّي يخبر :

__________________

(١) بياض بالأصل ، ويوجد علامة تحويل إلى الهامش ، لكنه لم يكتب شيئا به ، واللفظة استدركت عن الاستيعاب ٢ / ٧.

(٢) الزيادة عن الاستيعاب ٢ / ٨.

(٣) الخبر نقله ابن عبد البر من طريق عبد الوارث بن سفيان بسنده إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.

(٤) الخبر في حلية الأولياء ١ / ٩٦ ـ ٩٧.

(٥) زيادة لازمة عن حلية الأولياء.

(٦) تقرأ بالأصل وم : «الحر» والمثبت عن الحلية.

(٧) في الحلية المطبوعة : «إلّا شهرا». وبهامشها عن إحدى النسخ : «إلّا يسيرا».

(٨) القائل هو أبو عمرو بن حمدان كما يفهم من سياق عبارة حلية الأولياء ١ / ٩٧.

٨٧

أن أروى بنت أويس أتت مروان بن الحكم مستغيثة من سعيد بن زيد وقالت : ظلمني أرضي وغلبني على حقي ـ وكان جارها بالعقيق ـ فركب إليه عاصم بن عمر فقال : أنا أظلم أروى حقها؟ فو الله لقد أبقيت (١) لها ستمائة ذراع من أرضي من أجل حديث سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«من أخذ من حق امرئ من المسلمين شيئا بغير حق طوّقه يوم القيامة حتى سبع أرضين» قومي يا أروى فخذي الذي تزعمين أنه حقك ، فقامت فتسحبت (٢) في حقه فقال : اللهم إن كانت ظالمة فاعم بصرها واقتلها في بئرها ، فعميت ووقعت في بئرها فماتت.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو الحسن بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل ـ إجازة ـ ، نا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، أنا مصعب قال : قيل لعمر : لم لا تدخل سعيد بن زيد في الشورى؟ فقال : حسبنا منها.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا وهب بن بقية (٣) ، أنا خالد بن عبد الله ، عن عطاء بن السائب ، عن محارب بن دثار (٤) ، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، قال :

كتب معاوية إلى مروان بالمدينة يبايع لابنه (٥) يزيد فقال رجل من أهل الشام : ما يحبسك؟ قال : حتى يجيء سعيد بن زيد فيبايع ، فإنه سيّد أهل البلد ، إذا بايع بايع الناس ، قال : أفلا أذهب فآتيك به؟ قال : فجاء الشامي وأنا مع أبي في الدار ، قال : انطلق فبايع ، قال : انطلق فسأجيء فأبايع فقال : لتنطلقن أو لأضرب عنقك ، قال : تضرب عنقي ، فو الله إنك لتدعوني إلى قوم أنا قاتلتهم على الإسلام ، قال : فرجع إلى مروان فأخبره ، فقال له مروان : اسكت ، قال : وماتت أم المؤمنين أظنها زينب ، فأوصت أن يصلّي عليها سعيد بن زيد ، فقال الشامي : ما يحبسك أن تصلي على أم المؤمنين؟ قال :

__________________

(١) في الحلية : ألقيت.

(٢) مهملة بالأصل وم بدون نقط ورسمها : بببببحبب» والمثبت عن الحلية.

(٣) ترجمته في سير الأعلام ١١ / ٤٦٢.

(٤) ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٢١٧.

(٥) بالأصل : لأبيه ، خطأ ، ومهملة بدون نقط في م والصواب عن سير الأعلام.

٨٨

انتظر الذي أردت أن تضرب عنقه ، فإنها أوصت أن يصلي عليها ، فقال الشامي : أستغفر الله.

قال : وأنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني جدي ، نا جرير ، عن عطاء بن السّائب ، عن محارب بن دثار ، قال : لما توفيت أمّ سلمة أوصت أن يصلّي عليها سعيد بن زيد ، فقال الشامي : ما يحبسك أن تصلي على أمّ المؤمنين؟ قال : أنتظر الذي أردت أن تضرب عنقه ، فإنها أوصت أن يصلّي عليها ، فقال الشامي : أستغفر الله (١).

قال : وأنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني جدي ، نا جرير ، عن عطاء بن السّائب ، عن محارب بن دثار ، قال : لما توفيت أمّ سلمة أوصت أن يصلّي عليها سعيد بن زيد (٢) ، وكان أمير المدينة يومئذ مروان.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري.

ح وأخبرنا أبو محمّد السّلمي ، نا أبو بكر الخطيب ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا عمار بن الحسن ، نا جرير ، عن عطاء بن السائب ، عن محارب بن دثار قال : كان مروان على المدينة فأمر الناس أن يبايعوا ليزيد ، وأرسل إلى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أهل الشام يدعوه إلى البيعة ، قال : فخرج رجل أشعث أغبر رثّ الهيئة فقال : يأمرني مروان أن أبايع لقوم ضربتهم بسيفي حتى أسلموا ، والله ما أسلموا ، ولكن استسلموا فقال أهل الشام : مجنون (٣).

قال : ومات بعض أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال غيره : أظنها ميمونة ـ وأوصت أن يصلّي عليها سعيد بن زيد ، فلما حضرت الجنازة قال أهل الشام : ألا تصلي عليها أيها الأمير؟ قال : إنها أوصت أن يصلّي عليها ذلك المجنون ، فانتظروا حتى جاء سعيد فصلّى عليها.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان قال : وأنشد لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل :

__________________

(١) كذا ويبدو أنه مكرر ، ولم يذكر في م إلّا مرة واحدة.

(٢) عقب ابن حجر في الإصابة ٤ / ٤٦٠ في ترجمة أم سلمة قال : فإن سعيدا مات سنة خمسين أو سنة إحدى وخمسين أو اثنتين فيلزم منه أن تكون ماتت قبل ذلك وليس كذلك اتفاقا ويمكن تأويله بأنها مرضت فأوصت بذلك ثم عوفيت فمات سعيد قبلها والله أعلم.

(٣) رسمها بالأصل : «خفون» كذا ولا معنى لها ، والمثبت عن م وانظر مختصر ابن منظور ٩ / ٣٠٢.

٨٩

ويك أن من يكن له نشب يح

بب ومن يفتقر يعش عيش ضرّ

ويحسب سرّ النجيّ ولك

نّ أخا المال محضر كلّ شرّ (١)

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٢) ، أنا أنس بن عياض الليثي ، عن يحيى بن سعيد ، أخبرني نافع ، عن عبد الله بن عمر : أنه استصرخ على سعيد (٣) بن زيد بن عمرو بن نفيل يوم الجمعة بعد ما ارتفع الضحى فأتاه ابن عمر بالعقيق وترك الجمعة (٤).

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد ، قالا : أنا أبو نعيم ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن [عبد الله](٥) ، نا محمّد بن إسحاق ، نا قتيبة بن سعيد ، نا الليث بن سعد ، عن يحيى بن سعيد ، عن نافع : أن (٦) ابن عمر ذكر له أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ـ وكان بدريّا ـ مرض في يوم جمعة ، فركب إليه بعد أن تعالى النهار ، واقتربت الجمعة ، وترك الجمعة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن محمود الثقفي.

ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الحسن هبة الله بن عبد الرزاق بن محمّد بن عبد الله الأنصاري ، قالا : أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار ، نا سعدان بن نصر ، نا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن إسماعيل بن عبد الرّحمن : أن ابن عمر دعي يوم الجمعة وهو يستجمر للجمعة إلى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وهو يموت ، فأتاه وترك الجمعة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٧)

__________________

(١) نسبا بحواشي مختصر ابن منظور ٩ / ٣٠٢ لزيد بن نفيل والد سعيد ، وقيل هما : لنبيه بن الحجّاج السهمي.

(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٣٨٣ و٣٨٤.

(٣) اللفظتان : «على سعيد» غير واضحتين بالتصوير ، والمثبت عن م وابن سعد.

(٤) اللفظة ممحوة بالأصل ، والمثبت عن ابن سعد وم.

(٥) كلمة ممحوة بالأصل ، واللفظة استدركت عن م.

(٦) كلمة ممحوة بالأصل ، والمثبت «أن» عن م.

(٧) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

٩٠

قال : وأخبرني الهيثم بن عدي قال : مات سعيد بن زيد بالكوفة في زمن معاوية ، وصلّى عليه المغيرة بن شعبة ، وهو يومئذ والي (١). هذا وهم ، والمحفوظ أنه مات بالمدينة (٢).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا داود بن رشيد ، نا سعيد بن مسلمة ، نا إسماعيل بن أمية ، عن نافع قال : مات سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ـ وكان بدريا ـ فقالت أم سعيد لعبد الله بن عمر : أتحنطه بالمسك؟ قال : وأيّ طيب أطيب من المسك؟ هلمي مسكا فناولته إياه ، فقال : ولم نكن (٣) نصنع كما تصنعون كنا نتبع بحناطه مراقه ومغابنه (٤).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون بن راشد ، أنا أبو زرعة (٥) ، نا أبو مسهر ، نا مالك بن أنس : أن سعد بن أبي وقاص ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل هلكا بالعقيق (٦) فحملا إلى المدينة ، ودفنا بالمدينة.

قال : ونا أبو زرعة (٧) قال : وأخبرني يحيى بن صالح الوحاظي ، نا سليمان بن بلال ، نا الجعيد بن عبد الرّحمن (٨) ، عن عائشة بنت سعد (٩) قالت : مات سعيد بن زيد بالعقيق فغسّله سعد وكفّنه وخرج معه.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي ، أنا أبو بكر البيهقي (١٠) ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو الحسين محمّد بن يعقوب ، أنا أبو العباس محمّد بن إسحاق الثقفي ، نا قتيبة بن سعيد الثقفي ، نا الليث ، عن يحيى ، عن نافع : أن ابن عمر ذكر له أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ـ وكان بدريا ـ مرض في يوم الجمعة فراح إليه بعد أن تعالى النهار

__________________

(١) كذا بالأصل بإثبات الياء.

(٢) انظر تهذيب التهذيب ٢ / ٣٠٦ وسير الأعلام ١ / ١٤٠ والإصابة ٢ / ٤٦.

(٣) الأصل : يكن.

(٤) المغابن جمع مغبن كمنزل وهو الإبط (القاموس).

(٥) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٢٢.

(٦) انظر فيه معجم البلدان.

(٧) تاريخ أبي زرعة ١ / ٢٢٣.

(٨) ترجمته في تهذيب التهذيب ط الهند ٢ / ٨٠.

(٩) هي عائشة بنت سعد بن أبي وقّاص توفيت سنة ١١٧ ه‍ ـ انظر تهذيب التهذيب ط الهند ١٢ / ٤٣٦.

(١٠) سنن البيهقي ٣ / ١٨٥.

٩١

واقترب الجمعة ، وترك الجمعة.

رواه البخاري عن قتيبة (١).

أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت البغدادي ، قالت : أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن جعفر الرازي ، نا عبيد الله بن سعد ، نا عمي ، نا عبيد الله بن عمر ، عن نافع : أن سعيد بن زيد لما ثقل خرج إليه ـ يعني ابن عمر ـ وذلك يوم جمعة ، وكان خارجا من المدينة عند بئر عروة فغسّله وحنطه وكفّنه ، وصلّى عليه.

قال مصعب بن عبد الله : سعيد بن زيد يكنى أبا الأعور.

قال : ونا عبيد الله بن سعد ، نا أخي إبراهيم بن سعد ، نا مطرف ، عن مالك أنه سمع غير واحد يقول : إن سعد بن أبي وقاص ، وسعيد بن زيد ماتا بالعقيق ، وحملا إلى المدينة ودفنا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، قالا : نا محمّد بن سعد (٢) ، أنا محمّد بن عمر ، نا عبد الملك بن زيد ـ وقال ابن أبي الدنيا بن يزيد ـ من ولد سعيد بن زيد ـ عن أبيه قال : توفي سعيد بن زيد بالعقيق فحمل على رقاب الرجال فدفن بالمدينة ونزل في حفرته سعد وابن عمر ، وذلك سنة خمسين أو إحدى وخمسين ، وكان يوم مات ابن بضع وسبعين سنة ، وكان رجلا طوالا ، أدم ، أشعر.

قال محمّد بن عمر (٣) : وهو أثبت عندنا لا اختلاف فيه بين أهل البلد ، وأهل العلم قبلنا أن سعيد بن زيد مات بالعقيق ، وحمل فدفن بالمدينة ، وشهد سعد بن أبي وقاص وابن عمر وأصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقومه وأهل بيته ، وولده على ذلك يعرفونه ويروونه ، وروى أهل الكوفة أنه مات عندهم بالكوفة في خلافة معاوية ، وصلّى عليه المغيرة وهو يومئذ والي الكوفة لمعاوية.

أخبرنا أبو البركات ، أنا ثابت بن بندار ، أنا محمّد بن علي ، أنا محمّد بن أحمد ،

__________________

(١) صحيح البخاري ، كتاب المغازي رقم ٣٩٩٠.

(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٣٨٥.

(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٣٨٥.

٩٢

أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل ، نا أبي ، نا الواقدي قال : وتوفي سعيد بن زيد سنة إحدى وخمسين ـ وهو يومئذ ابن بضع وسبعين ـ قبر بالمدينة ونزل في قبره سعد وابن عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو القاسم [عيسى](١) بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني أحمد بن زهير ، عن المدائني ، قالوا : مات أبو الأعور سعيد بن زيد سنة إحدى وخمسين ، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة.

وقال محمّد بن عمر : كان سعيد بن زيد رجلا أدم ، طويل الشعر ، قبر بالمدينة ، والذي يعرف ممّن نزل في قبره : سعد بن أبي وقاص ، وابن عمر.

قال : ونا عبد الله بن محمّد قال : سمعت هارون بن عبد الله يقول : مات سعيد بن زيد بالعقيق.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، نا محمّد بن الحسين بن شهريار ، نا أبو حفص الفلاس ، فقال : ومات سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل سنة إحدى وخمسين ، وهو يومئذ ابن أربع وسبعين سنة ، وكان يكنى أبا الأعور وكان رجلا أدم ، طويلا أشعر ، دفن بالمدينة ، دخل قبره سعد بن أبي وقاص ، وابن عمر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، أنا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط (٢) قال : وفيها ـ يعني سنة إحدى وخمسين ـ مات سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد قالا : أنا أبو نعيم ، نا سليمان بن أحمد ، نا أبو الزّنباع ، نا يحيى بن بكير ، قال : توفي سعيد بن زيد وسنه بضع وسبعون سنة ، سنة إحدى وخمسين ، ونزل في قبره سعد وابن عمر.

قال : ونا محمّد بن علي بن حسن ، نا محمّد بن عبدوس بن كامل ، نا محمّد بن عبد الله بن نمير ، قال : مات سعيد بن زيد سنة إحدى وخمسين بالمدينة.

__________________

(١) الزيادة عن م.

(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢١٨.

٩٣

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم ، أنا نعمة الله بن محمّد ، أنا أحمد بن محمّد بن عبد الله ، نا محمّد بن أحمد بن سليمان ، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان ، حدّثني الحسن بن سفيان ، نا محمّد بن علي ، عن محمّد بن إسحاق ، قال : سمعت أبا عمر الضرير قال : توفي سعيد بن زيد بالمدينة سنة إحدى وخمسين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن عبد العزيز التميمي ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان الرّبعي قال : قال الواقدي : فيها ـ يعني سنة إحدى وخمسين ـ مات سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، ويكنى أبا الأعور بالمدينة وهو ابن بضع وستين (١) سنة ، قال الهيثم ـ يعني في هذه السنة ـ مات سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وقال المدائني : فيها مات سعيد بن زيد ، وذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح ، عن المدائني ، والهيثم ، وأن أباه حدثه عن إبراهيم بن عبد الله ، عن محمّد بن سعد ، عن الواقدي بذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو القاسم بن البسري ، أنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ نا أبو [محمّد](٢) عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي محمّد بن المغيرة ، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلّام ، قال : سنة إحدى وخمسين ـ فيها ـ توفي سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بالمدينة (٣) ، وقال بعضهم : بالكوفة (٤).

أخبرنا أبو محمّد السّلمي ، نا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، قال : ويقال فيها ـ يعني سنة إحدى وخمسين ـ مات أبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.

أخبرتنا أمّ البهاء بنت البغدادي ، قالت : أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو الطيب المنبجي ، نا عبيد الله بن سعد الزهري ، قال : مات

__________________

(١) كذا بالأصل وم وفي سير الأعلام والإصابة نقلا عن الواقدي : ابن بضع وسبعين.

(٢) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح.

(٣) انظر سير الأعلام ١ / ١٤٠.

(٤) وهو قول انفرد به الهيثم بن عدي كما تقدم ، انظر سير الأعلام ١ / ١٤٠ والإصابة ٢ / ٤٦.

٩٤

سعيد بن زيد سنة ثنتين وخمسين (١).

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل الباقلاني ، وأبو الحسين الصيرفي ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب ، ومحمّد ـ زاد الباقلاني : ومحمّد بن الحسن ـ قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٢) قال : وقال المكي : حدّثنا الجعيد ، عن عائشة بنت سعد قالت : أوذن (٣) سعد بسعيد وهلك بالعقيق ، ومات سعيد سنة ثمان وخمسين.

٢٤٧٨ ـ سعيد بن زيد الكلبي مولاهم

كان على حرس يزيد بن معاوية ، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن علي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة (٤) قال : وعلى خاتمه ـ يعني يزيد ـ زمل بن عمرو ، وعلى حرسه سعيد بن زيد مولى لكلب.

٢٤٧٩ ـ سعيد بن سالم

صاحب الأوزاعي.

حكى عن الأوزاعي.

حكى عنه عمرو بن أبي سلمة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ، قالا : أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف ـ إجازة ـ أنا أبو الحسن علي بن موسى بن السمسار ، أنا أبو سليمان محمّد بن عبد الله بن زبر ، نا محمّد بن يوسف الهروي ، نا محمّد بن مهدي بن جعفر الرّملي ، نا عمرو بن أبي سلمة ، نا سعيد بن سالم ـ صاحب الأوزاعي ـ قال : قدم أبو مرحوم من مكة على الأوزاعي فأهدى له طوائف (٥) من طوائف مكة ، فقال له

__________________

(١) سير الأعلام ١ / ١٤٠ وتهذيب التهذيب ٢ / ٣٠٦.

(٢) التاريخ الكبير ٣ / ٤٥٣.

(٣) في البخاري : «أذن».

(٤) لم أجد له ذكرا لا في تاريخ خليفة ولا في طبقاته.

(٥) كذا بالأصل ، وفي م : طرائق من طرائق مكة.

٩٥

الأوزاعي : إن شئت قبلت هديتك ولم تسمع مني حرفا ، وإن شئت فاقبض هديتك واسمع.

٢٤٨٠ ـ سعيد بن أبي سعيد

أخو يزيد بن أبي سعيد النحوي

مولى لقريش من أهل مرو ، ويقال : إنه أزدي بطن يقال لهم بنو نحو (١).

وفد على عمر بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا أبو العباس القاسم بن عبد الله بن مهدي اليساري ، قال : قال جدي أحمد بن يسار : سعيد بن أبي سعيد هو أخو يزيد النحوي ، وكان أكبر منه ، وكان خيّرا فاضلا ، له ذكر وصلاح ، ذكر لنا أنه وفد على عمر بن عبد العزيز ، وكلّمه في أمر الموالي حتى أقام لهم الانزال.

قال أحمد بن يسار : وسألني محمّد بن علي بن الحسن فقال : يزيد النحوي يزيد بن من؟ قلت : يزيد بن أبي سعيد ، قال : عندك غير هذا؟ قلت : لا ، قال : أما إنه قد كان له أخ يقال له سعيد ، وسألني أحمد بن حنبل فقال : يزيد النحوي ابن من؟ فلم يكن عندي شيء ، ولم يبلغنا اسم أبيه.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، نا عبيد الله بن محمّد الحوشبي (٢) ، نا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث (٣) ، قال : يزيد النحوي هو يزيد بن أبي سعيد ، وهو من بطن من الأزد يقال لهم بنو نحو (٤) ليسوا من نحو العربية ، ولم يرو منهم الحديث ، إلّا رجلان أحدهما هذا ؛ وسائر من يقال له النحوي ، فمن (٥) نحو العربية : شيبان بن عبد الرّحمن النحوي ، وهارون بن موسى النحوي ، وأبو زيد النحوي.

__________________

(١) وهو نحو بن شمس بن مالك بن فهم بن الأزد ، ويقال : بنو نحوة انظر الأنساب (النحوي).

(٢) بالأصل : الحرشبي ، والصواب عن م وترجمته في تاريخ بغداد ١٠ / ٣٦١.

(٣) الخبر في الأنساب (النحوي) عن أبي بكر بن أبي داود ، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ٩ / ٤٦٢.

(٤) في الأنساب : بنو نحوة.

(٥) بالأصل : ممن ، والمثبت عن الأنساب.

٩٦

٢٤٨١ ـ سعيد بن سعدون

ممن قدم صحبة أحمد بن طولون دمشق حين قدمها لخلع أبي أحمد الموفق سنة تسع وستين ومائتين ، كما ذكر أبو عمر محمّد بن يوسف الكندي المصري (١).

٢٤٨٢ ـ سعيد بن أبي سفيان بن حرب بن خالد

ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

كان يسكن الصفوانية (٢) خارج باب توما ، وكانت لجده خالد بن يزيد بن معاوية.

له ذكر.

وذكره أحمد بن حميد (٣) بن أبي العجائز أيضا في تسمية من كان بدمشق من بني أمية ، وذكر امرأته عائشة ابنة سعيد بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان ، وذكر ابنيه حرب بن سعيد ابن عشر سنين ، ويحيى بن سعيد ابن ثلاث سنين ، وابنته كبيشة بنت سعيد عاتق.

٢٤٨٣ ـ سعيد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي

له عقب وذكر.

٢٤٨٤ ـ سعيد بن سليمان بن عتاب

حكى عنه أبو بكر أحمد بن المعلّى الأسدي حكاية في أخبار أبي العميطر.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان ، نا أحمد بن المعلّى ، نا سعيد بن سليمان بن عتاب قال : كان الركيبي يأخذ البيعة لأبي العميطر على الناس في الأسواق ، وكان يدور على منازل أهل دمشق فمن خرج إليه أخذ عليه البيعة ومن لم يخرج يقول : يا غلام سمّر بابه ، واشمت به جاره.

__________________

(١) انظر ولاة مصر للكندي ص ٢٥٢ وذكره مع عدة رجال خرجوا من مصر إلى دمشق اجتمعوا فيها وحضروا مراسم كتاب أحمد بن طولون بخلع أبي أحمد الموفق من ولاية العهد لمخالفته المعتمد وحصره إياه ، وكان اجتماعهم في يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة تسع وستين ومائتين.

(٢) الصفوانية خارج باب توما من إقليم حرلان ، وحرف اسمها فيقال لها اليوم الصوفانية (غوطة دمشق : محمد كردعلي ص ١٧٤).

(٣) عن م وبالأصل : جعفر.

٩٧

٢٤٨٥ ـ سعيد بن سليمان بن هشام بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر.

٢٤٨٦ ـ سعيد بن سليمان

أبو عبد الملك (١)

حدّث عن يحيى بن الحارث.

روى عنه معلّى بن منصور الرازي ، ومروان بن محمّد الطّاطري ، وهو كناه.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب ، أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ ، ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٢) ، قال : سعيد بن سليمان الدمشقي.

روى عن يحيى بن الحارث ، روى عنه معلّى بن منصور ، ومروان بن محمّد الطّاطري ، سألت عنه أبي فقال : شيخ مجهول.

روى عنه مروان الطّاطري فكنى عن اسمه فقال : حدّثنا أبو عبد الملك ، عن يحيى بن الحارث ، عن واثلة بهذا الحديث ، فعندي أنه هو (٣).

ولم يذكر الحديث ولنا شيخ آخر روى عن يحيى بن الحارث ، ويروي عنه مروان فلبس اسم الذّماري سعيد بن سليمان (٤) ، وإنما اسمه مروان ، ويلقب مرته كذلك ، ذكر أبو الحسن بن جوصا ـ وهو من أحفظ أهل دمشق ـ.

٢٤٨٧ ـ سعيد بن أبي السميدع

من أهل الراهب (٥) ، له ذكر في كتاب أبي الحسن بن أبي العجائز.

__________________

(١) الجرح والتعديل ٤ / ٢٦.

(٢) الجرح والتعديل ٤ / ٢٦.

(٣) في الجرح : فنرى أنه هو.

(٤) له ترجمة في ميزان الاعتدال ٢ / ١٤٢.

(٥) الراهب محلة كانت قبلي المصلى لسعيد بن عبد الملك. (غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص ١٧٠).

٩٨

٢٤٨٨ ـ سعيد بن سويد الكلبي الحمصي

حدّث عن العرباض بن سارية ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وعمير بن سعد بن عبيد القاري ، وعبد الأعلى بن هلال ، وعبيدة الأملوكي ، وعمر بن عبد العزيز ، ووفد عليه.

روى عنه أبو بكر بن أبي مريم ، ومعاوية بن صالح الحمصيان.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ، ثم حدّثني أبو مسعود عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ، نا أبو المغيرة ، نا أبو بكر بن أبي مريم ، حدّثني سعيد بن سويد ، عن العرباض بن سارية السّلمي ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«إني عبد الله ، والله ، في أم الكتاب خاتم النبيين ، وإن آدم لمنجدل في طينته ، وسوف أنبئكم بتأويل ذلك : دعوة إبراهيم ، وبشارة عيسى قومه ، ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام ، وكذلك أمهات النبيّين يرين» [٤٧٤٧].

رواه معاوية بن صالح ، عن سعيد ، فزاد في إسناده عبد الأعلى بن هلال.

أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد ، وأمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالا : أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو العباس بن قتيبة ، نا حرملة بن يحيى ، أنا عبد الله بن وهب ، حدّثني معاوية بن صالح ، عن سعيد بن سويد ، عن عبد الأعلى بن هلال السّلمي ، عن عرباض بن سارية ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«إني عبد الله مكتوب لخاتم النبيّين ، وإن آدم لمنجدل في طينته ، وسأخبركم بتأويل ذلك : دعوة إبراهيم ، وبشارة عيسى بن مريم ، ورؤيا أمّي التي رأت ، وكذلك أمهات النبيّين (١) يرين أنها رأت حين وضعتني أنّه خرج منها نور أضاءت لها منه (٢) قصور الشام». وكذلك رواه أبو صالح عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي ، أنا أبو سعد الجنزرودي (٣) ، أنا أبو سعيد محمّد بن

__________________

(١) كذا وردت العبارة بالأصل وم.

(٢) سقطت من الأصل واستدركت على هامش الأصل وبجانبها كلمة صح.

(٣) بالأصل : «الجنزوري» خطأ والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

٩٩

بشر بن العبّاس البصري ، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي (١) السّرخسي ، نا سويد ، نا علي بن مسهر ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرّة ، عن سعيد بن سويد قال : صلّى بنا معاوية بن أبي سفيان يوم الجمعة وذكر الحديث.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق الجلّاب ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (٢) ، أنا أحمد بن أبي إسحاق ، نا زيد [بن](٣) الحباب ، أخبرني معاوية بن صالح ، أخبرني سعيد بن سويد أن عمر بن عبد العزيز صلّى بهم الجمعة وعليه قميص مرقوع الجيب من بين يديه ومن خلفه ، فلما فرغ جلس وجلسنا معه قال : فقال له رجل من القوم : يا أمير المؤمنين إن الله قد أعطاك فلو لبست وصنعت ، فنكّس مليا حتى عرفنا أن ذلك قد ساءه ، ثم رفع رأسه فقال : إن أفضل القصد عند الحدّة ، وأفضل العفو عند القدرة.

أنبأنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش المقرئ ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ، أنا أحمد بن محمّد بن يوسف ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن عبّاد بن موسى ، نا زيد بن حباب ، نا معاوية بن صالح ، حدّثني سعيد بن سويد من حرس عمر بن عبد العزيز ، فذكر هذه الحكاية ، سمعناها ، وقد أوردت هذه الحكاية في ترجمة عمر بن عبد العزيز أعلى من هذا.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الحسين ، وأبو الفضل ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٤) قال : سعيد بن سويد الكلبي ، قال عبد الله ، عن معاوية ، عن سعيد ، عن عبيدة الأملوكي أنه كان يعظ الناس ، وعن عمر بن عبد العزيز ، وعبد الأعلى ابن هلال ؛ يعدّ في الشاميين. روى عنه أبو بكر بن أبي مريم.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن محمّد ، أنا

__________________

(١) بالأصل وم : الشامي ، بالشين المعجمة خطأ والصواب ما أثبت «السامي» بالسين المهملة انظر ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٤٦٤.

(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ٤٠٢ في ترجمة عمر بن عبد العزيز.

(٣) عن م.

(٤) التاريخ الكبير ٣ / ٤٧٦.

١٠٠