أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٩٥
علي قالوا : أنا محمّد بن أحمد بن المسلمة ، أنا أبو طاهر الذهبي (١) ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار قال في تسمية ولد عثمان بن عفان قال : والوليد وسعيد وأم عثمان (٢) أمهم فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وأمّها أم حكيم بنت أبي جهل بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، وأبو العزّ ثابت بن منصور قالا : أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ـ زاد أبو البركات وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا : ـ أنا محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خياط (٣) ، قال : سعيد بن عثمان بن عفان ، أمّه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، يكنى أبا عثمان.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٤) قال في الطبقة الأولى من أهل المدينة : سعيد بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، وأمّه فاطمة بنت الوليد ، وأمّها أسماء بنت أبي جهل بن هشام بن المغيرة ، وأمّها أروى بنت أبي العيص بن أميّة بن عبد شمس ، وأمّها رقيّة بنت أسد بن عبد العزّى بن قصيّ ، وأمّها خالدة بنت هاشم بن عبد مناف بن قصيّ ، وكان قليل الحديث.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا محمّد بن العباس ، أنا أبو الحسن الخشاب ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٥) قال : كان لعثمان من [الولد :](٦) الوليد (٧) بن عثمان ، وسعيد ، وأم سعيد ، وأمهم فاطمة بنت الوليد بن
__________________
(١) هو محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا البغدادي الذهبي ترجمته في تاريخ بغداد ٢ / ٣٢٢ وسير الأعلام ١٦ / ٤٧٨.
(٢) انظر نسب قريش للمصعب ص ١١٠ و١١١ و١١٢.
(٣) طبقات خليفة بن خياط ص ٤١٩ رقم ٢٠٦٠.
(٤) طبقات ابن سعد ٥ / ١٥٣.
(٥) طبقات ابن سعد ٣ / ٥٤ في ترجمة عثمان بن عفّان رضياللهعنه.
(٦) زيادة عن ابن سعد.
(٧) بالأصل : الوليد المغيرة بن عثمان ، حذفنا «المغيرة» لأنها مقحمة.
عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وذكر غيرهم.
أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (١) قال : سعيد بن عثمان بن عفان القرشي الأموي المدني ، غزا وراء النهر بخراسان.
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء ، أنا أبي أبو يعلى.
ح وأخبرنا أبو السعود بن المجلي (٢) ، أنا أبو الحسين بن المهتدي ، قالا : أنا عبيد الله بن أحمد بن علي ، أنا محمّد بن مخلد بن حفص ، قال : قرأت على علي بن عمرو : حدثكم الهيثم بن عدي ، قال : قال ابن عياش : سعيد بن عثمان يكنى أبا عثمان.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سعيد بن عثمان بن عفان ، أبو عثمان.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو بكر الحاكم قال : أبو عثمان سعيد بن عفان القرشي المدني استعمله معاوية على خراسان فغزا سمرقند ، وفتح الله على يديه فتحا عظيما ، وأصيبت عينه بها ، وأخذ الرّهون ، وقدم على معاوية ذكر ذلك الهيثم بن عدي ، وأمّه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد الله أرسل إلى أبي هريرة مرجعه من خراسان فسأله ، ذكر ذلك ابن شهاب. ويقال : أمّه أم عبد الله بنت الوليد بن الوليد بن المغيرة المخزومي.
أخبرنا أبو غالب [محمّد](٣) بن الحسن الماوردي ، أنا أبو الحسن محمّد بن علي السيرافي ، أنا أبو عبد الله النهاوندي ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى التّستري ، نا خليفة العصفري (٤) ، قال : سنة ست وخمسين : فيها عزل معاوية عبيد الله بن زياد عن خراسان
__________________
(١) التاريخ الكبير ٣ / ٥٠٣.
(٢) بالأصل : المحلي ، خطأ ، والصواب ما أثبت وضبط ، عن التبصير ، وقد مضى التعريف به.
(٣) زيادة لازمة منا للإيضاح ، انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص ٢٥.
(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٢٤ حوادث سنة ٥٦.
وولّاها سعيد بن عثمان بن عفان ، فغزا سعيد ومعه المهلّب بن أبي صفرة ، وطلحة بن عبد الله طلحة الطّلحات ، وأوس بن ثعلبة من بني تيم اللّات ، وربيعة بن عسال (١) اليربوعي ، فغزا سمرقند وخرج إليه الصّغد فقاتلوه ، فألجأهم إلى مدينتهم ، فصالحوه وأعطوه رهائن.
وفيها (٢) ـ يعني سنة سبع وخمسين ـ عزل معاوية سعيد بن عثمان عن خراسان وولّاها عبيد الله بن زياد.
أخبرنا أبو محمّد السّلمي ، نا أبو بكر الخطيب.
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمّد بن هبة الله ، قالا : أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب حدّثني يوسف بن موسى ، نا جرير ، عن عبد الملك بن عمير قال : كنت مع سعيد بن عثمان بخراسان وكان إسحاق بن طلحة بها ، وكان لا يصلّي خلفه فقال سعيد : لا تصلي خلف أي هذا فصلّى خلفه ، وكان سعيد على خراسان استعمله عليها معاوية وانصرف سعيد بن عثمان بعد موت معاوية إلى المدينة فقتله أعلاج كان قدم بهم من سمرقند.
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني علي بن صالح ، حدّثني ابن الكابلي قال : كان أهل المدينة عبيدهم ونساؤهم يقولون
والله لا |
|
ينالها يزيد |
حتى ينال |
|
هامه الحديد |
إن الأمير |
|
بعده سعيد (٣) |
يعنون لا ينالها يزيد : الخلافة ، إن الأمير بعده سعيد بن عثمان ، وكانت أمّه أم عبد الله بن الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، فقدم
__________________
(١) عند خليفة : عسل.
(٢) تاريخ خليفة ص ٢٢٥.
(٣) الرجز في الوافي بالوفيات ١٥ / ٢٤١.
سعيد على معاوية فقال : يا ابن أخي ما شيء يقوله أهل المدينة قال : وما يقولون؟ قال : قولهم :
والله لا |
|
ينالها يزيد |
حتى يعض |
|
هامه الحديد |
إن الأمير |
|
بعده سعيد |
قال : ما تنكر من ذلك يا معاوية؟ والله إنّ أبي لخير من أبي يزيد ، ولأمي (١) خير خير من أمّ يزيد ، ولأنا خير منه ، وقد استعملناك فما عزلناك بعد ، ووصلناك فما قطعناك ، ثم صار في يديك ما قد ترى فحلأتنا عنه أجمع فقال له معاوية : يا بني ، أما قولك إن أبي خير من أبي يزيد فقد صدقت ، عثمان خير من معاوية ، وأمّا قولك أمي خير من أم يزيد فقد صدقت ، امرأة من قريش خير من امرأة من كلب ، ولحسب امرأة أن تكون من صالح نساء قومها. وأمّا قولك : إني خير من يزيد فو الله ما يسرّني أن خيلا بيني وبين العراق ثم نظم لي فيه أمثالك به. ثم قال معاوية لسعيد بن عثمان : الحق بعمك زياد بن أبي سفيان ، فإني قد أمرته أن يوليك خراسان ، وكتب إلى زياد : أن ولّه ثغر خراسان ، وابعث على الخراج رجلا جلدا حازما ، فقدم عليه فولّاه وتوجه سعيد إلى خراسان على ثغرها وبعث زياد أسلم بن زرعة الكلابي معه على الخراج (٢).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا ، أنا محمّد بن علي الخياط ، أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر ، أنا أحمد بن علي بن محمّد ، أنا أبي ، أنا محمّد بن مروان بن عمر السّعيدي ، حدّثني الفضل بن الحسن الأنصاري ، نا إبراهيم بن أخي القرشي ، نا ابن عائشة عن أبيه ، قال : دخل سعيد بن عثمان على معاوية بن أبي سفيان وعنده يزيد ابنه فقال سعيد : يا معاوية طلبت لحقنا حتى إذا أدركت حاجتك أثرت علينا يزيد ابنك ، والله لأنا خير منه أمّا وأبا ونفسا (٣) ومولدا فقال معاوية : يا ابن أخي أما سابقة أبيك وفضله فلست أنكره ، وأمّا أمك فما فضل امرأة من قريش على امرأة من صالحي من
__________________
(١) بالأصل وم : ولا خير ، ولعل الصواب ما أثبتناه ، وهو ما اقتضاه السياق.
(٢) في الطبري ٥ / ٣٠٥ حوادث سنة ٥٦ وفيه أنه ولّى إسحاق بن طلحة خراج خراسان ، وهو ابن خالة معاوية ، ولما صار سعيد بالري مات إسحاق بن طلحة ، فولى سعيد خراج خراسان وحربها.
(٣) بالأصل وم : «ألا وانا ونفسا» والمثبت ما أثبتناه عن الطبري ٥ / ٣٠٥.
حي منهم من العرب ، وأمّا نفسك فو الله ما يسرني أن الغوطة ملئت رجالا مثلك ، فقال يزيد : يا أمير المؤمنين إنه ابن من يعرف ، وحقه الحق الواجب الذي لا يدفع ، فانظر له وتعطّف عليه وولّه.
قال ابن عائشة : انظروا ذاك يشتم هذا وهذا يعطف أباه على ذاك فلم يزل به حتى ولّاه خراسان ، فذكر الحديث بطوله وقصّة مالك بن الرّيب حين صحبه ، كذا في الأصل.
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد ، عن نصر بن إبراهيم المقدسي ، عن أبي الحسن بن السمسار ، أنا أبو الحسن محمّد بن يوسف البغدادي ، نا الحسن بن رشيق ، نا يموت بن المزرع ، نا محمّد بن حميد شجن ، حدّثني عيسى بن أسد بن معاذ ، عن أبيه قال : دخل سعيد بن عثمان بن عفان على معاوية فقال له معاوية : لقد أيمنك أبي واصطنعك حتى بلغك باصطناعه إياك المدى الذي لا يجازى ، والغاية التي لا تسامى ، فما حاربت أبي بالآية وقد قدّمت عليّ هذا وجعلت له الأمر دوني ، وأومئ إلى يزيد ، فو الله لأبي خير من أبيه ، وأمي خير من أمّه ، وأنا خير منه ، فقال له معاوية : أمّا ما ذكرت يا ابن أخي من تواتر آلائكم عليّ ، وتظاهر نعمائكم لديّ فقد كان ذلك ووجب عليّ المكافأة والمحاباة ، وقد كان من شكري إياك أن طلبت بدمه حتى كادت أهوال البلاء ، وعسست عساكر المنايا حتى سقيت حرارات الصدور ، وتجلت عني الأمور ، ولست لنفسي باللائم في التشمير (١) ولا الرازي عليها بالتقصير ، وذكرت أن أباك خير من أبي هذا ، وأشار إلى ابنه يزيد ، فصدقت لعمر الله لعثمان خير من معاوية ، أكرم كرما وأفضل قدما وأقرب برسول الله صلىاللهعليهوسلم رحما ، وذكرت أن أمّك خير من أمّه فلعمري إن امرأة من قريش خير من امرأة من كلب ، وذكرت أنك خير من يزيد فو الله يا ابن أخي ما يسرّني أن الغوطة يملؤها رجال كلهم مثل يزيد بيزيد ـ ويزيد إلى جانبه ـ فقال له يزيد : مه يا أمير المؤمنين ، ابن أخيك استعمل الدالة عليك ، واستعتبك واستزادك منك فزده ، وأجمل له في ردّك ، واحمل له على نفسك ، وولّه خراسان بشفاعتي وأعنه بمال يظهر به مروءته فولاه معاوية خراسان وأجازه بمائة ألف درهم. وكان ذلك أعجب ما ظهر من حلم يزيد (٢).
__________________
(١) في الطبري : ولست بلائم لنفسي في التشمير.
(٢) الخبر في تاريخ الطبري باختلاف ٥ / ٣٠٥ والأغاني ١٨ / ٢٦١ في أخبار ابن مفرغ.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار قال : سعيد بن عثمان ولّاه معاوية خراسان وفتح سمرقند ، وله يقول ابن مفرّغ (١) :
تركي سعيدا ذا الندى |
|
والبيت يرفعه الدعامة |
قال الزبير وأنشدني عبد الله بن عنبسة العثماني ليزيد بن مفرّغ (٢) :
إن تركي ندى سعيد بن عثمان |
|
بن عفان (٣) ناصري وعديدي |
واتّباعي أخا الرضاعة واللؤ |
|
م لنقص وفوت شأو بعيد |
قلت والليل مطبق بعراه : |
|
ليتني متّ قبل ترك سعيد |
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أنا أبي.
ح وأخبرنا أبو السعود بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي قالا : نا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي ، أنا محمّد بن مخلد بن حفص ، قال : قرأت على علي بن عمرو الأنصاري ، حدثكم الهيثم بن عدي قال : قال ابن عباس في تسمية العور من الأشراف : سعيد بن عثمان ذهبت عينه بسمرقند مع الأحنف بن قيس (٤).
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار : قال خالد بن عقبة : كان حسن المذهب شهد الحسين بن علي من بين أهله وأمسكوا فتفلّت منهم حتى شهده ، وهو الذي رثى سعيد بن عثمان بن عفان فقال (٥) :
يا عين جودي بدمع منك تهتانا |
|
وابكي سعيد بن عثمان بن عفانا |
إن ابن زينة (٦) لم تصدق مودّته |
|
وفرّ عنه ابن أرطأة بن سيحانا |
__________________
(١) البيت من قصيدة يهجو فيها عباد بن زياد ، وهو في الأغاني ١٨ / ٢٦٠ وجاء بعده :
فتحت سمرقند له |
|
وبنى بعرصتها خيامه |
(٢) الأبيات في الأغاني ١٨ / ٢٧٣ والشعر والشعراء ص ٢١٠.
(٣) في الشعر والشعراء : «فتى الجود» بدل «بن عفان».
(٤) انظر البرصان والعرجان للجاحظ ص ٥٦.
(٥) البيتان في نسب قريش ص ١١١ والأغاني ١ / ٣٥ ونسبهما لأبي قطيفة ، قال : وقيل لخالد بن عقبة ، وانظر الأغاني ٢ / ٢٥٢.
(٦) تقرأ بالأصل : «ابن زنية» وتقرأ «ابن زينة» والمثبت عن نسب قريش والأغاني ، وكان ابن زينة أحد الذين كانوا حاضرين لما قتله الأعلاج كما يفهم من رواية الأغاني.
أنشدنيها عمي مصعب بن عبد الله هكذا ، قال : ـ يعني عبد الرّحمن بن أرطأة بن سيحان المحاربي حليف بني أمية قال : وكان مع سعيد بن عثمان حين قتله غلمانه من الصّغد فقال عبد الرّحمن بن أرطأة يعتذر (١) :
يقول رجال : قد دعاك فلم تجب |
|
وذلك من تلقاء مثلك رائع |
فإن كان نادى دعوة فسمعتها |
|
فشلّت يدي واستكّ (٢) مني المسامع |
يلومونني أن كنت في الدّار حاسرا |
|
وقد حاد عنها خالد وهو ذارع (٣) |
فقال خالد بن عقبة يرد عليه (٤) :
لعمرك ما نادى ولكن رأيته (٥) |
|
بعينيك إذ مسعاك في الدّار واسع |
قال : ونا الزبير ، حدّثني عمي مصعب بن عبد الله وغيره ، قالوا (٦) : قدم سعيد بن عثمان المدينة فقتله غلمان جاء بهم من الصّغد ، وكان معه عبد الرّحمن بن أرطأة بن سيحان حليف بني حرب بن أمية ، وهو من محارب (٧) فقال خالد بن عقبة بن أبي معيط يرثي سعيد [بن عثمان] بن عفان (٨) :
يا عين جودي بدمع منك تهتانا |
|
وابكي سعيد بن عثمان بن عفانا |
إن ابن زينة لم تصدق مودّته |
|
وفر عنه ابن أرطأة بن سيحانا |
فقال عبد الرّحمن بن أرطأة بن سيحان يعتذر من ذلك (٩) :
يقول رجال : قد دعاك فلم تجب |
|
وذلك من تلقاء مثلك رائع |
__________________
(١) البيتان الأول والثاني في نسب قريش ص ١١١ والأبيات في الأغاني ٢ / ٢٥٢ في أخبار عبد الرحمن بن أرطأة.
(٢) أي صمت وضاقت.
(٣) عجزه في الأغاني :
وقد فرّ عنه خالد وهو دارع
. وخالد بن عقبة بن أبي معيط أخو عثمان لأمّه.
(٤) البيت في الأغاني ٢ / ٢٥٣ من أبيات نسبها لبعض الشعراء يجيب عبد الرحمن بن أرطأة.
(٥) صدره في الأغاني :
فإنك لم يسمع ولكن رأيته.
(٦) الخبر في الأغاني ٢ / ٢٥٢ في أخبار عبد الرحمن بن أرطأة ، وانظر نسب قريش ص ١١١.
(٧) زيد في الأغاني هنا : فهرب عنه لما قتلوه.
(٨) البيتان في الأغاني ١ / ٣٥ و٢ / ٢٥٢ ، وابن عثمان استدركت عن هامش الأصل.
(٩) الأغاني ٢ / ٢٥٢.
فإن كان نادى دعوة فسمعتها |
|
فشلّت يدي واستكّ مني المسامع |
يلومونني أن كنت في الدار حاسرا |
|
وقد فرّ عنه خالد وهو دارع |
فقال رجل يجيبه (١) :
فإنك لم تسمع ولكن رأيته |
|
بعينيك إذ مجراك في الدار واسع |
وأسلمته للصغد (٢) تدما كلومه |
|
وفارقته والصوت في الدار شاسع |
وما كان [فيها](٣) خالد بمعذّر |
|
سواء عليه صمّ أو هو سامع |
فلا زلتما في غلّ شرّ بعبرة |
|
ودارت عليكم بالشمات القوارع |
ولسعيد بن عثمان يقول الشاعر يبكيه (٤) :
يا عين جودي كل جود (٥) |
|
وابكي هبلت على سعيد |
وابكي لقرم ماجد |
|
بين الخليفة والوليد |
ولقد أصبت بغدرة (٦) |
|
وحملت حتفك من بعيد |
وقال خالد بن عقبة بن أبي معيط يرثي سعيد بن عثمان (٧) :
ألا إن خير الناس نفسا ووالدا |
|
سعيد بن عثمان قتيل الأعاجم |
فإن تكن الأيام أردت صروفها |
|
سعيدا ، فهل حيّ من الناس سالم |
٢٥٢١ ـ سعيد بن عثمان بن عيّاش
أبو عثمان البغدادي (٨)
ويعرف بالفندقي الدمشقي الحياك (٩) الصوفي.
__________________
(١) الأغاني ٢ / ٢٥٣ لبعض الشعراء.
(٢) الصغد ، ويقال السفد بالسين المهملة ، ناحية كثيرة المياه ، قصبتها سمرقند (انظر ياقوت).
(٣) زيادة عن الأغاني لاستقامة الوزن.
(٤) الأول والثالث في نسب قريش ص ١١١ ، في الأغاني نسبهما لابن سيحان.
(٥) صدره في الأغاني :
إن كنت باكية فتى.
(٦) صدره في الأغاني :
فارقت أهلك بغتة.
(٧) البيتان في الأغاني ٢ / ٢٥٤.
(٨) ترجمته في تاريخ بغداد ٩ / ٩٩.
(٩) كذا بالأصل ، وفي تاريخ بغداد : «الحناط» وسيرد قريبا : الخياط.
سمع بدمشق : أحمد بن أبي الحواري ، وببيت المقدس : طاهرا المقدسي ، وبمصر : ذا النون بن إبراهيم الإخميمي ، وبالعراق : أبا عثمان بكر بن محمّد الماري (١) ، ومحمّد بن المثنى السمسار ، صاحب بشر بن الحارث ، ومحمّد بن رزق الله الكلوذاني ، وسريّ بن المغلّس السّقطي.
روى عنه أحمد بن محمّد بن مصقلة ، وأبو الحسن أحمد بن محمّد بن أبان الأصبهانيان ، والعباس بن يوسف الشّكلي ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن سهل النّيسابوري ، ومحمّد بن مخلد ، وعبد الصمد بن مكرم الطّستي ، وعبد الرّحمن بن سيما المجبّر ، وأبو عمر محمّد بن عبد الواحد غلام ثعلب ، والحسن بن محمّد بن إسحاق ، وأبو الطّيّب محمّد بن حميد بن سليمان بن الحواري الكلابي ، ونسبه إلى دمشق.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد ، نا وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا الحسن بن أبي بكر ، أنا عبد الرّحمن بن سيما المجبر ، نا أبو عثمان سعيد بن عثمان الخياط (٣) ، نا محمّد بن رزق الله الكلوذاني ، نا أسود بن عامر ، نا أبو بكر بن عياش ، عن هشام ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«ما حبست الشمس على بشر قط إلّا على يوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس» [٤٧٧٣].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق قال : سمعت أبا عثمان الخياط (٤) يقول : سمعت ذا النون يقول : ثلاثة من أعلام الخير في التاجر : ترك الذمّ إذا اشترى ، والمدح إذا باع خوفا من الكذب ، وبذل النصيحة للمسلمين حذرا من الخيانة ، والوفاء في الوزن إشفاقا من التطفيف ، وثلاثة من أعلام الخير في المكاسب : حفظ اللسان ، وصدق الوعد ، وإحكام العمل.
__________________
(١) كذا رسمها بالأصل.
(٢) الخبر في تاريخ بغداد ٩ / ٩٩.
(٣) كذا ، وفي تاريخ بغداد : الحناط.
(٤) كذا ، وفي تاريخ بغداد : الحناط.
قال لنا أبو الحسن بن سعيد ، وأبو النجم بدر بن عبد الله قال لنا أبو بكر الخطيب (١) : سعيد بن عثمان بن عياش أبو عثمان الخياط (٢) ، حدث عن أبي عثمان المازني ، ومحمّد بن المثنى السمسار ، ومحمّد بن رزق الله الكلوذاني ، وسريّ السّقطي ، وذي (٣) النون المصري.
روى عنه العباس بن يوسف الشكلي ، ومحمّد بن مخلد ، وعبد الصمد الطّستي ، وعبد الرّحمن بن سيما المجبّر ، وأبو عمر الزاهد ، وغيرهم.
بلغني أن سعيد بن عثمان بن عياش مات في سنة أربع وتسعين ومائتين.
٢٥٢٢ ـ سعيد بن عثمان
ويقال : ابن عمر ، ويقال : ابن محمّد بن نصر
أبو عمرو الهمداني
سمع بدمشق : أحمد بن أنس بن مالك ، وأحمد بن عمير بن جوصا ، وأحمد بن علي بن سعيد القاضي ، والخطّاب بن سعد الخير ، وإسماعيل بن قيراط ، وأبا بكر بن الرّوّاس ، وحميد بن نضر البعلبكّي ، وبمصر : عمر بن النضر بن سهل ، وأبا الوليد عبد الملك بن يحيى بن بكير ، وأحمد بن محمّد بن الحجاج بن رشدين ، وأبا يزيد القراطيسي ، وموسى بن عمرو القلزمي بالقلزم ، وعبيد الله بن عمر العمري القاضي ، وعبد العزيز بن سليمان بن محمّد البغدادي بالرّافقة ، والوليد بن حمّاد الرّملي ، وأبا هاشم أصبح بن القاسم بعكا ، وغيرهم.
روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين بن نصر بن سليم الآملي الطبري ، وأبو علي أحمد بن علي بن محمّد بن عبد الرحيم الحافظ.
كتب إليّ أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف ، وأخبرنا أبو بكر محمّد بن بركة الصلحي عنه ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن حسنون النّرسي ، أنا أبو حاتم محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن يحيى الخزاعي ، أنا أبو علي أحمد بن علي بن
__________________
(١) المصدر السابق نفسه.
(٢) كذا في تاريخ بغداد : الحناط.
(٣) بالأصل وم : «وذا» خطأ والصواب ما أثبت.
محمّد بن عبد الرحيم الحافظ ، نا أبو عمرو سعيد بن محمّد بن نصر ، نا أحمد بن عمير أبو الحسن ، نا موسى بن عامر ، نا عراك بن خالد ، نا إبراهيم بن أبي عبلة ، عن ابن حجّاج (١) ، عن أبيه ، عن زيد بن خالد الجهني قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«رحم الله امرأ سمع منّا حديثا فوعاها ، ثم بلّغها من هو أوعى منه» [٤٧٧٤].
٢٥٢٣ ـ سعيد بن عثمان التّميمي المرورّوذي
من قواد بني العباس الذين حاصروا دمشق ، تقدم ذكر ذلك في ترجمة جبريل بن يحيى.
٢٥٢٤ ـ سعيد بن عثمان الأطرابلسي
حكى عن أبي علي الجمحي ، عن أبي مطيع الأطرابلسي حكاية تقدمت في ترجمة خالد بن معدان.
٢٥٢٥ ـ سعيد بن عثمان
أبو عمرو الرّازي
سمع بدمشق : هشام بن عمّار ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن أخي حسين الجعفي ، وبحمص : محمّد بن مصفّى ، وأبا التّقي (٢) هشام بن عبد الملك اليزني (٣) ، وبحلب : أبا نعيم عبيد بن هشام ، وعبد الرّحمن بن عبيد الله بن أخي الإمام ، والمسيّب بن واضح ، ومحمّد بن أحمد الصّيدلاني الدّقي ، والمؤمّل بن إهاب ، وأبا أمية الطّرسوسي ، وبالعراق : أبا الأشعث أحمد بن المقدام العجلي ، وزياد بن يحيى أبا الخطاب الحسّاني ، ومحمّد بن إسماعيل الأحمسي ، والحسن بن رشيد البصري ، وبالري : محمّد بن حميد ، وأبا زرعة ، وأبا جعفر حمدان بن عبد الرحيم الرازيين ، وسهل بن عثمان العسكري ، وبمكة : محمّد بن زنبور ، وسلمة بن شبيب النّيسابوري ، وبمصر : أبا عبد الله بن أخي بن وهب.
روى عنه : نبهان بن عماد المراغي.
__________________
(١) في م : ابن عجلان.
(٢) ضبطت عن التبصير ، وانظر سير الأعلام.
(٣) مهملة بالأصل بدون نقط ، والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٣٠٣.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السّلماسي ، أنا الأديب أبو الوفاء خليل بن شعبان بن إبراهيم ، أنا جدي عبد الله بن سادي ، أنا أبو سعيد محمود بن عمر الخطيب المراغي ، نا القاضي أبو سالم سعيد بن نبهان بن سعيد بن عبد الرحيم بن نبهان ، نا أبي (١) القاضي عبد الرحيم بن نبهان ، نا أبي نبهان بن عماد ، نا سعيد بن عثمان ، نا هشام بن عمّار ، نا سلام بن سوّار ، نا كثير بن سليم ، عن الضّحّاك بن مزاحم قال : سمعت أنس بن مالك يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«من أحبّ أن يلقى الله طاهرا فليتزوج الحرائر» [٤٧٧٥].
كذا قال ؛ وأظنه سقط من إسناده ، نا أبي ، نا أبي.
٢٥٢٦ ـ سعيد بن عجلان الأطرابلسي
حدّث عن محمّد بن شعيب بن شابور.
روى عنه : أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين.
كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا عمي أبو القاسم ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : سعيد بن عجلان الأطرابلسي ، قدم مصر ، يروي عن محمّد بن شعيب بن شابور. روى عنه أحمد بن محمّد بن الحجاج بن رشدين.
٢٥٢٧ ـ سعيد بن عريض بن عادياء
ابن أخي السّموءل بن عادياء (٢)
من يهود الحجاز.
وفد على معاوية ، وكان شاعرا.
ذكر أبو محمّد عبد الله بن محمّد الخطّابي الشاعر ، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن إسحاق الزّجّاجي ، أنا الصّولي ، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي القاضي ، نا
__________________
(١) كذا بالأصل وثمة فراغ بسيط بعد كلمة «أبي» ووضعت علامة فيه إشارة إلى اضطراب السند ، وصوابه : نا أبي ، نا أبي ، وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى هذا السقط.
(٢) أخباره في الأغاني ٣ / ١٢٩ وذكره باسم سعية بن غريض ، وفيها ٢٢ / ١٢٢ باسم سعية بن عريض.
محمّد بن سلّام قال : دخل آذن معاوية إليه يوما فاستأذنه فقال : يا أمير المؤمنين ، بالباب رجل يقال له سعيد بن عريض من أهل الحجاز فقال : أي والله ، ائذن له فدخل عليه ومعاوية جالس على طنفسة ، ونعلاه في رجليه ، وهو متوشح بملحفة ، فأكثر الترحيب به ، وأدنى مجلسه وأخذ بيده ، وقال : يا ابن عريض ما فعل مالك بالحجاز؟ قال : على أحسن حال يا أمير المؤمنين ، نعود به على الجار والقريب والصديق ونطعم الجائع ونكسو العاري ، ونعين ابن السبيل ، فقال معاوية : أفلا تبيعنيه؟ قال : بلى ، قال : وكم الثمن؟ قال : خمسمائة ألف درهم ، قال : لقد أكثرت يا ابن عريض أما إذا منعتني مالك ، فأنشدني مرثية أبيك نفسه ، قال : نعم فأنشده (١) :
إنّ امرأ أمن الحوادث ضلّة (٢) |
|
ورجا الخلود كضارب بقداح |
يا ليت شعري حين أندب هالكا |
|
ما ذا تبكّيني به أنواحي؟ |
أيقلن : لا تبعد؟ فربّ عظيمة (٣) |
|
فرّجتها بشجاعة وسماحي |
ولقد أخذت الحقّ غير مخاصم |
|
ولقد نطقت (٤) الحقّ غير ملاحي |
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، وأبو بكر اللفتواني قالا : أنا أبو منصور بن شكرويه.
ح وأخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا محمّد بن أحمد بن علي السّمسار.
ح وأخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن أبي القاسم هاجر ، أنا محمود بن جعفر بن محمّد الكوسج ، قالوا : أنا أبو إسحاق بن خرشيذ قوله ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد المخرمي ، نا الزّبير بن بكّار (٥) ، نا عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، أخبرني خالي يوسف بن الماجشون ، قال : كان عبد الملك بن مروان إذا قعد للقضاء (٦) قيم على رأسه بالسيوف فأنشد (٧) :
__________________
(١) الأبيات في ديوان السموأل ط بيروت ص ٨٦.
(٢) الديوان : جاهل.
(٣) الديوان : كريهة.
(٤) الديوان : بذلت.
(٥) الخبر والشعر في الأغاني ٢٢ / ١٢٤ ولم ينسب الأبيات إنما وردت ضمن أخبار سعية بن عريض.
(٦) العبارة في الأغاني : للقضاء بين الناس أقام وصيفا على رأسه ينشده.
(٧) الأبيات في ديوان السموأل ط بيروت ص ٨٦.
إنّا إذا مالت دواعي الهوى |
|
وأنصت الساكت (١) للقائل |
واصطرع الناس (٢) بألبابهم |
|
نقضى بحكم عادل فاصل |
لا نجعل الباطل حقا ولا |
|
نلطّ دون الحقّ بالباطل |
فخاف أن تسفه أحلامنا |
|
فنحمل الدّهر مع الخامل (٣) |
وهذه الأبيات لسعيد بن عريض بن عادياء ومنها :
لباب يا أخت بني مالك |
|
لا تشتري العاجل بالآجل |
لباب داوي ولا تقتلي |
|
قد فضل الساقي على القائل |
لباب هل عندك من نائل |
|
لعاشق ذي حاجة سائل |
علّلته منك بما لم ينل |
|
يا ربما عللت بالباطل |
إن تسألي بي فاسألي خابرا |
|
بالعلم قد يكفي لداء السّائل (٤) |
ينبئك من كان بنا عالما |
|
عنا وما العالم كالجاهل |
إنّا إذا مالت دواعي الهوى |
|
وأنصت الساكت للقائل |
وذكر الأبيات الثلاثة التي قبلها.
٢٥٢٨ ـ سعيد بن عطية
ويقال سعد بن عطية بن قيس الكلابي
روى عن أبيه.
روى عنه أبو مسهر ، والهيثم بن عمران العبسي.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وعلي بن زيد السّلميان ، قالا : أنا نصر بن إبراهيم بن نصر ، ـ زاد الفقيه : وعبد الله بن عبد الرزاق بن الفضل قالا : ـ أنا أبو الحسن بن عوف ، أنا أبو علي بن منير ، أنا أبو بكر بن خريم ، نا هشام بن عمّار ، نا الهيثم بن عمران قال : سمعت ابن عطية بن قيس يحدث عن أبيه قال :
__________________
(١) الأغاني : السامغ.
(٢) الأغاني : القوم.
(٣) الأبيات وردت أيضا في طبقات الشعراء للجمحي ص ١٠٧ ونسبها للربيع بن أبي الحقيق.
(٤) البيت في طبقات الشعراء للجمحي :
سائل بنا خابر أكمائنا |
|
والعلم قد يلقي لدى السائل |
خرج معاوية لصلاة الصبح في غداة باردة من الثلج والمطر ، وكان لا يكبّر حتى ينظر عن يمينه وشماله إلى الصف ، فإن اعتدل وإلّا أومئ بيده أن اعتدلوا ، فلما صلّى استقبلهم بوجهه وقال : لم يشهد الصّلاة غير من أرى ويح العرب كيف يكشف عراقيبها ـ مرتين أو ثلاثا ـ ثم دخل الخضراء (١) فقال : علي بالمسلمين ، فدخلت فيمن دخل من الناس ، فقال لنا خيرا ثم دعا بالطباخ فقال : ائتهم بغدائك ، فقال : ما أوقدنا نارا بعد ، قال : فائتهم بتمر وسمن فإنه مدماة (٢) حتى تدرك غداؤك ، قال : فتحدّثنا وأكلنا من ذلك التمر والسّمن حتى أدرك الغداء فتغدينا ثم انصرفنا.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، نا جعفر بن محمّد ، نا أبو زرعة قال في تسمية من اسمه سعيد ممن روي عنه بالشام : سعيد بن عطية بن قيس.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أبو الحسن بن جوصا ـ إجازة ـ ، وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد ، أنا علي بن الحسن ، أنا عبد الوهاب بن الحسن قال : سمعت أبا الحسن بن جوصا قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة : سعيد بن عطية بن قيس دمشقي.
أنبأنا أبو الغنائم ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسن ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٣) قال : سعد بن عطية بن قيس الكلابي الشامي.
سمع أباه ، روى عنه عبد الأعلى بن مسهر.
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب ، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
__________________
(١) الخضراء قصر معاوية بن أبي سفيان ، وقد حرق سنة ٤٦١ ه ـ إبان الفتنة بين الفاطميين والعباسيين.
(٢) كذا رسمها ، وفي م : مدفاة.
(٣) التاريخ الكبير ٤ / ٦٢ ذكره في باب سعد.
ح قال وأنا أبو طاهر ، أنا علي بن محمّد قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (١) ، قال : سعد (٢) بن عطية بن قيس الكلابي ، روى عن أبيه.
روى عنه أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني ، سمعت أبي يقول ذلك.
كذا قال البخاري وابن أبي حاتم ، وقد روى عنه الهيثم بن عمران فقال سعد أيضا وروى عنه أبو مسهر ، فقال سعيد : ووجدته بخط ابن فطيس في رواية أبي مسهر سعيدا ، فالله أعلم.
٢٥٢٩ ـ سعيد بن عقبة الطّبراني
مولى بني الحارث بن كعب كاتب (٣) يزيد بن عبد الملك.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، أنا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط (٤) ، قال في تسمية عمّال يزيد (٥) : الخراج والجند : أسامة بن زيد ثم عزله ، وولّاها عبيد (٦) الله بن الحبحاب مولى بني سلول ، ثم ولّاه مصر وجعل مكانه سعيد بن عقبة مولى بني الحارث بن كعب.
وذكر أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق ، وذكر أنه مكث واليا ديوان العرب حتى مات هشام بن عبد الملك وهو عليه ، واعمل (٧) سعيد فانصرف إلى طبرية واستخلف محمّدا ابنه فأقرّه الوليد بن يزيد حتى مات.
٢٥٣٠ ـ سعيد بن عكرمة الخولاني الدّاراني
من حرس عمر بن عبد العزيز ، حكى عنه وعن سليمان بن حبيب المحاربي القاضي ، وأبي قلابة الجرمي (٨).
__________________
(١) الجرح والتعديل ٤ / ٩١.
(٢) بالأصل «سهل» ، والمثبت «سعد» عن الجرح والتعديل.
(٣) بالأصل : الكاتب ، ولعل الصواب ما أثبت. وفي م : الكاتب كاتب.
(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٦٢.
(٥) في تاريخ خليفة : تسمية عمّال هشام بن عبد الملك.
(٦) تاريخ خليفة : عبيدة.
(٧) كذا رسمها بالأصل وم.
(٨) واسمه عبد الله بن زيد بن عمرو (عامر) ترجمته في سير الأعلام ٤ / ٤٦٨.
روى عنه عبد العلاء بن العلاء بن زبر ، ويحيى بن حمزة.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل ، وأبو المحاسن أسعد بن علي ، وأبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن ، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، قالوا : أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر ، أنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن حموية ، أنا عيسى بن عمر بن العباس ، أنا عبد الله بن عبد الرّحمن بن بهرام ، أنا محمّد بن المبارك ، نا يحيى بن حمزة ، عن ابن عكرمة شيخ من أهل دمشق ، قال :
كنت عند عمر بن عبد العزيز وعنده سليمان بن حبيب ، وأبو قلابة إذ دخل غلام فقال : أرضنا بمكان كذا وكذا باعكم الوصي ونحن أطفال فالتفت إلى سليمان بن حبيب فقال : ما تقول؟ قال : فأضجع في القول فالتفت إلى أبي قلابة فقال : ما تقول؟ قال : رد على الغلام أرضه ، قال : إذا يهلك مالنا قال : أنت أهلكته.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا علي بن محمّد بن طوق الطّبراني ، أنا عبد الجبار بن محمّد الخولاني (١) ، أنا أبو العباس بن ملاس ، نا أبو عامر ، نا الوليد ، نا عبد الله بن العلاء بن زبر ، عن سعيد بن عكرمة الخولاني ، قال :
قال عمر بن عبد العزيز : يا حرسي ما لي أراك تصلي نصف النهار من يوم الجمعة؟ فقال : يا أمير المؤمنين بلغني أن جهنم لا تسعّر يوم الجمعة ؛ قال : فسكت.
قال الخولاني : وسعيد بن عكرمة هذا من أصحاب عمر بن عبد العزيز.
ذكره عبد الرّحمن بن إبراهيم في كتاب الطبقات ، وولده بداريا إلى اليوم ، وكان سعيد بن عكرمة على حرس عمر بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو محمّد أيضا ، نا عبد العزيز ، أنا تمام بن محمّد ، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر الكندي ، نا أبو زرعة الدمشقي ، قال في تسمية من اسمه سعيد ممن روي عنه بالشام : سعيد بن عكرمة يحدث عنه ابن زبر.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو
__________________
(١) الخبر في تاريخ داريا ط دار الفكر ص ١٠٣.
الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : سعيد بن عكرمة من أصحاب عمر بن عبد العزيز.
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ، أنا أبو علي حمد بن عبد الله ـ إجازة ـ ح قال : وأنا أبو طاهر الحسين بن سلمة ، أنا علي بن محمّد قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (١) قال : سعيد بن عكرمة روى عن عمر بن عبد العزيز.
روى عنه عبد الله بن العلاء بن زبر.
٢٥٣١ ـ سعيد بن علي بن بدار
أبو محمّد الغسّاني
حدّث عن أبي العباس سلام بن سليمان.
روى عنه أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك الدّمشقي.
٢٥٣٢ ـ سعيد بن علي
أبو القاسم الميمذي (٢)
اجتاز بدمشق ، وسكن صور مدة ، وكان يحضر مجلس الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي ، وكان من أهل الأدب ، فسأله الفقيه نظم قصيدة تشتمل على الاعتقاد والمواعظ ، فعمل هذه القصيدة.
أنشدناها أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، قال : أنشدنا أبو القاسم سعيد بن علي الميمذي لنفسه :
عدّ عن ذكر خولة ونوار |
|
وتشكى (٣) الجوى وندب الديار |
واشتغال بوصف أغيد مهضو |
|
م الحشا أو خريدة معطار |
ودع الخوض في الفصول |
|
تتعب العيش والستر واعتساف العقار |
__________________
(١) الجرح والتعديل ٤ / ٥٤.
(٢) هذه النسبة إلى ميمذ ، وهي مدينة بأذربيجان أو أران (معجم البلدان).
(٣) في م : وسكنى.
ودعاء على الغراب وتأميل |
|
اقتراب الحب البعيد المزار |
وانتحل من بنات فكرك عذرا |
|
ء معان تسير في الأقطار |
تلقم الجاحد المخالف |
|
جلمودا وتنعي شجا لكل مماري |
واقصر بها على المواعظ وال |
|
ذكر وتفضيل أحمد المختار |
وامتداح الصحابة الغرر الساد |
|
ة سبل الهدى النجوم الدراري |
تلقها في المعاد من أنفع ال |
|
زاد وخير العباد والاخيار (١) |
وافتتحها بحمد مستوجب الحم |
|
د على الأنعم الكناف العرار |
أحمد الله عالم الأسرار في |
|
خفيات غامض الإضمار |
سامك (٢) السبع مالك الضر |
|
والنفع مجلي الدجا بضوء النهار |
واضع الأرض شافع البسط |
|
بالغيض (٣) محلي الرياض بالأزهار |
فالق الحب مخرج الأب مروي |
|
ظمأ الترب بانسجام القطار |
حمد مسترهن عطاياه بالحمد |
|
عليها المفض إلى الادرار |
شاهد أنه الإله بحق |
|
عن ضمير صاف من الأكدار |
لا إله سواه منفرد |
|
فيما ابتداه بالنقض والإمرار |
صمد واحد عليم حكيم |
|
عالم حاكم بعزّ اقتدار |
جلّ عن عاضد وضدّ وندّ |
|
وظهير في الملك أو مستشار |
وتعالى عن الصواحب |
|
والأولاد والمشبّهين والأنظار |
قدّر الأمر قبل أن يخلق |
|
الخلق وأجرى نوافذ الأقدار |
واصطفى أحمد لإيضاح نهج |
|
الحق من خير محتد ونجار |
صاحب الحوض والشفاعة |
|
والكوثر يوم المعاد والانشار |
الرءوف الرحيم بالخلق |
|
ذا الوجه الوسيم المبارك الآثار |
وارتضاه مبشرا ونذيرا |
|
إذ جمار الشيطان ذات أوار |
وحشود الطغيان ذات ازدحام |
|
وبنود البهتان ذات انتشار |
__________________
(١) رسمها : «العبا والاخار» والمثبت عن م.
(٢) كذا ، وفي م : «سابك».
(٣) في م : بالقبض.
والورى خائضون في الحج مغ |
|
رقة (١) من ضلالهم وغمار |
وأتاهم على افتقار بأهدى |
|
شرعة (٢) تقتفى وأسنى شعار |
وكتاب مفصل بازغ (٣) |
|
الأحكام والآي ساطع الأنوار |
وتناهى في النصح للخلق |
|
والحرص عليهم وقام بالأعذار |
ودعاهم طوعا وكرها إلى |
|
الإقرار بعد الجحود والإنكار |
فاستقام المعوج واستبصر |
|
الجاهل منهم وقرّ أهل النفار |
مستمدا في قمع عادية |
|
الكفر وردع الطغام والأشرار |
بسراة المهاجرين المخبتي |
|
ن لداعي الرشاد والأنصار |
مستخصّا في السرّ والجهر منهم |
|
وأوان الإيراد والإصدار |
بالإمام الصّديق من جاء في |
|
القرآن تفضيله وفي الآثار |
جائز السبق والتقدم في الإس |
|
لام دون الورى بغير تماري |
فهو تالي النبي في رتب الفض |
|
ل وثانيه إذ هما في الغار |
وأبو الطهر زوج خير البرايا |
|
خير حمو لأكرم الأصهار |
أنفق المال في إقامة |
|
دين الله حتى غدا رفيع المنار |
وارتدى بالعباء واستعذب |
|
الضرّ وباع اليسار بالإقتار |
وأبي حفص المحدث ذي البسطة |
|
في الجسم والزناد السواري (٤) |
عمر محرز الفضيلة في |
|
إظهار نور الإسلام يوم الداري |
إذ رآه خوف الأذى مستسرا |
|
فنزا نزوة الهزبر الضاري |
وانتقض (٥) سيفه وأقسم أن لا |
|
عبد الله بعدها في استتار |
ورأى في النسوان ما وافق |
|
الله به أن يعذن بالأستار |
واحتوت خيله على ملك كسرى |
|
وأذلّت شوامس الأمصار |
وبعثمان صاحب الجيش والبئ |
|
ر وتالي القرآن بالأسحار |
__________________
(١) في م : معرفة.
(٢) في م : سرعة.
(٣) في م : بارع.
(٤) في م : والوتاد الواري.
(٥) في م : وافتضى.