المقرِّب ومعه مُثُل المقرِّب

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »

المقرِّب ومعه مُثُل المقرِّب

المؤلف:

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »


المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-0067-X
الصفحات: ٦٤٨

ومن هؤلاء الحاقدين الذي كتبوا نقودا وردودا وتعليقات على كتاب «المقرب» : ابن الحاج (٦٤٧ ه‍) وله كتاب يسمى «الإيرادات على المقرب» وهو القائل : «إذا مت يفعل ابن عصفور في كتاب سيبويه ما شاء».

وأبو إسحاق الجزري له كتاب يسمى «المنهج المعرب في الرد على المقرب».

ومنهم أيضا : أبو الحسن بن الضائع (٦٨٠ ه‍) له ردود على ابن عصفور في معظم اختياراته.

ومنهم كذلك أبو الحسن حازم القرطاجني (٦٨٤ ه‍) وله كتاب مسمى «مهتد الزيار (١) على جحفلة الحمار».

ومنهم ـ أيضا ـ بهاء الدين بن النحاس (٦٩٨ ه‍) له إملاءات على المقرب تسمى «التعليقات» ، وكذلك المالقي وأبو حيان وابن هشام.

ثانيا : منهج ابن عصفور في كتاب «المقرب» (٢).

اختط ابن عصفور لنفسه منهجا خاصّا في المقرب ، لم يسبق إليه ؛ ولذلك افتتن بعض النحاة بهذا المنهج ، وسار عليه في مؤلفاته ، منهم أبو حيان في بعض كتبه.

وتتضح معالم هذا المنهج في النقاط التالية :

أولا : الدقة في التعريفات والحدود ، فقد كان ابن عصفور يهتم اهتماما كبيرا بالتعريفات والحدود ، فكان الحد عنده جامعا مانعا ، مما دفع النحاة إلى اعتماد تعريفاته لأبواب النحو واصطلاحاته ، فالأشموني ـ مثلا ـ ينقل عنه تعريفه لعلم النحو في أول كتابه (٣). والشيخ خالد الأزهري ينقل عنه وغيرهما.

ثانيا : الجدة في بعض الموضوعات ، حيث وردت في الكتاب بعض المباحث والموضوعات التي لم يتطرق إليها من سبق ابن عصفور ، بل لا نجدها في كتب الكثيرين من علماء العربية ، من ذلك : ذكره المبتدآت والأخبار التي لا تدخل عليها كان وأخواتها ، وذكره أحوال المعطوف على الخبر في باب الحروف العاملة عمل ليس ،

__________________

(١) مهتد الزيار : لجام الدابة.

(٢) ينظر شرح المقرب للدكتور على محمد فاخر ص : ١١.

(٣) حاشية الصبان ١ / ٥٩.

٤١

وبيانه حكم كل حالة ، وهو ما لا يوجد كثيرا في كتب النحاة.

ثالثا : تقديم ملخص لما يذكره في الباب في بدايته ، من ذلك مثلا قوله في أول باب ما لم يسم فاعله «يحتاج في هذا الباب إلى معرفة خمسة أشياء : الأفعال التي يجوز بناؤها للمفعول ، وكيفية بنائها ، والسبب الذي لأجله يحذف الفاعل ، والمفعولات التي تقام مقام الفاعل ، والأولى منها بالإقامة إذا اجتمعت» ومضى يبين ذلك كله.

رابعا : أنه لم يكن يتعرض لذكر المذاهب والآراء ، فقد كان يسرد المسائل سردا ، وجلّها على مذهب البصريين ، وما ارتضاه إمامهم سيبويه ، ولم يكن يذكر مذهبا مخالفا أو رأيا خرج عن الأشهر.

خامسا : حسن التقسيم والتنظيم ، والتقسيم والتنظيم سمة عامة من سمات ابن عصفور في كل مؤلفاته ؛ يفعل ذلك للتسهيل وتقريب المسائل إلى الأذهان ، وبغية الضبط وحصر الموضوعات ؛ ولذلك جاءت كتبه وافية بالمطلوب ، وكتاب «المقرب» في تقسيم أبوابه وتنظيمها ، وفي تقسيم الأبواب في ذاتها خير دليل على حسن التقسيم والتنظيم.

سادسا : حسن التعليل ؛ حيث كان يعلل لكل مسألة يذكرها ، من ذلك تعليله لعمل «ما» عمل ليس عند أهل الحجاز وإهمالها عند بني تميم ، ومنه ـ أيضا ـ تعليله جواز الإعمال والإلغاء في (إن) المخففة من الثقيلة.

وهذه سمة عامة في كتبه ، وتكثر التعليلات في كتبه الواسعة المطولة كـ «شرح الجمل».

سابعا : توضيح المعاني اللغوية وإبرازها ، فقد كان ابن عصفور يتتبع الكلمة ويعرف بمعناها ، ويستطرد في بيان استعمالاتها ، ومن ذلك ـ مثلا ـ معاني الأسماء الموصولة ، ومعاني حروف الجر ، ومعاني كان وأخواتها ، وهكذا.

ثامنا : كثرة الآراء المستقلة ، حيث كان ابن عصفور في كثير من آرائه ذا شخصية مستقلة ، فهو لم يتبع سيبويه في إعراب المثنى وجمع المذكر السالم بالحركات المقدرة ، ولا الكوفيين في الإعراب بالحروف ، وإنما ذهب إلى أن الرفع ببقاء اللفظ على ما هو عليه ، وأن النصب والجر بالتغير والانقلاب. ومسائل أخرى كثيرة من هذا القبيل.

٤٢

تاسعا : كثرة الاستشهاد بالشعر ، فقد أكثر من الاستشهاد بالشعر وكلام العرب ، حتى أربت شواهده في المقرب على أربعمائة بيت من الشعر والرجز ، أما شواهده الأخرى من كلام العرب فهي قليلة ، وكذلك في الحديث الشريف ، وتوسط في الاستشهاد بالقرآن الكريم.

ثالثا : تأثير المقرب في النحاة بعده (١).

كان للمقرب تأثير كبير في النحاة بعده ، حيث تسربت آراء ابن عصفور فيه إلى مؤلفاتهم ، تأييدا ومعارضة ؛ فأبو حيان يعني بمؤلفات ابن عصفور ، وخاصة المقرب ، فلا تجد صفحة تخلو في كتاب «ارتشاف الضرب» من ذكر ابن عصفور ، وما فعله أبو حيان فعله غيره من النحاة من أمثال : ابن مالك وابن هشام والسيوطي.

ونسوق نماذج قليلة من نقول النحاة من كتاب «المقرب» وحده ، فضلا عن «شروح الجمل» وكتبه الأخرى.

ـ في شرح الكافية الشافية لابن مالك يقول : «من النحويين من يرى بقاء عمل ما إذا تقدم خبرها ، وكان ظرفا أو جارا ومجرورا ، وهو اختيار أبي الحسن بن عصفور (٢).

وفي شرح التسهيل لابن مالك أيضا يقول : «وأطلق ابن عصفور القول في تثنية ذو وذوات وجمعهما ، وأظن حامله على ذلك قولهم : ذات وذوات ، بمعنى التي واللاتي» (٣).

وفي ارتشاف الضرب لأبي حيان يقول في حديث عن اسم الفاعل عند إضافته : «وإن كان مقرونا بـ «أل» وهو مثنى أو مجموع بـ «واو ونون» ، فقال ابن عصفور يجوز في البدل من المضاف إليه والمعطوف الخفض على اللفظ والنصب على الموضع ، تقول : هذان الضاربا زيد أخيك وعمرو بالوجهين» (٤).

وفي «تمهيد القواعد شرح تسهيل الفوائد» (٥) قال ناظر الجيش : «قال ابن عصفور

__________________

(١) ينظر شرح المقرب ص ١٥.

(٢) الشافية ١ / ٤٣٢.

(٣) شرح التسهيل ١ / ٢٢٣.

(٤) ارتشاف الضرب ٣ / ١٨٨.

(٥) تمهيد القواعد ١١ / ٤٥٢.

٤٣

في «المقرب» : وإذا كان معمول اسم الفاعل ضميرا متصلا لم يثبت فيه نون ولا تنوين ، وقد أثبتنا ذلك في الضرورة نحو قوله :

ولم يرتفق والناس محتضرونه

جميعا وأيدي المعتفين رواهقه

ومن الأشباه والنظائر للسيوطي يقول : «قال ابن عصفور في «المقرب» : الأفعال ثلاثة أقسام قسم لا يجوز بناؤه للمفعول ، وهي الأفعال التي لا تنصرف نحو نعم وبئس ، وقسم فيه خلاف وهو كان وأخواتها ، وقسم لا خلاف في جواز بنائه للمفعول ، وهو ما بقي من الأفعال المتصرفة» (١).

ويقول أبو الحسن الأشموني في كتابه «منهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك» : «النحو في الاصطلاح هو العلم المستخرج بالمقاييس المستنبطة من استقراء كلام العرب الموصلة إلى معرفة أحكام أجزائه التي ائتلف منها ، ذكره صاحب المقرب» (٢).

ويقول ابن هشام في كتابه «مغني اللبيب» : تقع «أن» الزائدة بين لو وفعل القسم كقول الشاعر :

فأقسم أن لو التقينا وأنتم

لكان لكم يوم من الشر مظلم

هذا قول سيبويه وغيره ، وفي مقرب ابن عصفور : أنها في ذلك حرف جيء به لربط الجواب بالقسم» (٣).

وهكذا نجد جلّ النحاة تأثروا بما جاء في «المقرب» ، ونقلوا عنه ، وارتضوا آراء ابن عصفور فيه وأوردوها.

__________________

(١) الأشباه والنظائر ٢ / ٦٤.

(٢) منهج السالك ١ / ١٥.

(٣) مغنى اللبيب ١ / ٣٣.

٤٤

تأثير ابن عصفور في النحاة بعده

لا شك أن ابن عصفور إمام من أجل أئمة النحو فكان يرحل إليه من مشارق الأرض ومغاربها حتى انتفع بنبوغه في علم العربية الخلق الكثير وتأثروا به وظهر ذلك واضحا في كتب المصنفين في علم العربية بعده فكانوا بين ناقل لرأيه ومرجح لما ذهب إليه أو مضعف له فكان من بين هؤلاء الإمام أبو حيان الأندلسي في كتابه «تذكرة النحاة» (١).

قال : «أنشد الأستاذ أبو الحسن بن عصفور في أمثلة المقرب :

يا نعمها ليلة حتى تخونها

داع دعا في فروع الصبح شحاج

أي «شحّاجي» ، فخفّف نحو :

وإن معيديا فعدناني

فوافى به ما كان يرجو ببابه

وصادف منه بعض ما كان يحذر

يريد السبع وأجريه واللبوة ، وأوقع من عليها لمّا وصفها بالرجاء ، وهو من صفات العاقل.

كما نقل عنه أيضا أبو حيان في ارتشاف الضرب وشرح التسهيل وغير ذلك من مصنفاته وإليك بعضا من المواضع التي نقل فيها آراء ابن عصفور

الجزء الأول نقل منه في صفحة ٨ ، ٩ ، ٣٣ ، ٤١ ، ٧٨ ، ٧٩ ، ٩٥ ، ٩٧ ، ٩٨ ، ٩٩ ، ١١١ ، ١١٣ ، ١١٤ ، ١٢٥ ، ١٢٩ ، ١٣٨ ، ١٤٧ ، ١٥٥ ، ٢١٨ ، ٢٢٢ ، ٢٢٣ ، ٢٣٦ ، ٢٤٦ ، ٢٧٧ ، ٢٨٨ ، ٢٩٩ ، ٣٠٠ ، ٣٥٨ ، ٣٥٩ ، ٣٦٣ ، ٣٦٦ ، ٣٦٩ ، ٣٧٧ ، ٣٧٩ ، ٣٨٥ ، ٣٨٧ ، ٣٩٠ ، ٤٢٠ ، ٤٢٣ ، ٤٣٥ ، ٤٣٨ ، ٤٤٤ ، ٤٨٩ ، ٤٩٦ ، ٤٩٩ ، ٥١٣ ، ٥٢٩ ، ٥٣٥ ، ٥٤٥.

الجزء الثاني نقل منه في صفحة ٤ ، ٥ ، ٩ ، ١٠ ، ١٢ ، ١٣ ، ١٤ ، ٣٢ ، ٣٤ ، ٣٧ ، ٣٨ ، ٤٠ ، ٥٠ ، ٥١ ، ٥٣ ، ٧٠ ، ٧٣ ، ٨٤ ، ٨٥ ، ٨٦ ، ٨٧ ، ٨٩ ، ٩٨ ، ١٠٣ ، ١٠٤ ، ١٠٥ ، ١٢٢ ، ١٢٩ ، ١٣١ ، ١٣٤ ، ١٤٣ ، ١٤٧ ، ١٤٨ ،

__________________

(١) تذكرة النحاة ص ٦٨٢.

٤٥

١٤٩ ، ١٨٥ ، ١٨٧ ، ١٨٨ ، ١٨٩ ، ١٩٣ ، ١٩٤ ، ٢٠٨ ، ٢١١ ، ٢١٢ ، ٢١٧ ، ٢٢٢ ، ٢٤٢ ، ٢٤٦ ، ٢٤٩ ، ٢٧٢ ، ٢٧٣ ، ٢٧٤ ، ٢٧٦ ، ٢٧٧ ، ٢٨٦ ، ٢٨٨ ، ٢٩٥ ، ٣٠٢ ، ٣٠٥ ، ٣١٩ ، ٣٢١ ، ٣٢٦ ، ٣٣٠ ، ٣٦٧ ، ٣٧٠ ، ٣٧٧ ، ٣٧٨ ، ٣٨١ ، ٣٩١ ، ٣٩٧ ، ٤٠٤ ، ٤٠٨ ، ٤١٩ ، ٤٢١ ، ٤٢٣ ، ٤٣٥ ، ٤٥٧ ، ٤٦٢ ، ٤٧٧ ، ٤٧٩ ، ٤٨٣ ، ٤٨٥ ، ٥٠٧ ، ٥١٩ ، ٥٣١ ، ٥٣٨ ، ٥٤٤ ، ٥٤٥ ، ٥٤٨ ، ٥٦١ ، ٥٦٥ ، ٥٧٢ ، ٥٧٧ ، ٥٩٨ ، ٦٠٥ ، ٦٠٦ ، ٦٠٩ ، ٦١١ ، ٦٢٩ ، ٦٣٠ ، ٦٣١ ، ٦٣٢ ، ٦٤٤ ، ٦٤٨ ، ٦٥٥ ، ٦٥٦ ، ٦٦١ ، ٦٦٣ ، ٦٦٤.

الجزء الثالث نقل منه صفحة ٣ ، ٨ ، ٢٢ ، ٢٥ ، ٤٢ ، ٤٤ ، ٤٦ ، ٤٨ ، ٤٩ ، ٦٥ ، ٦٨ ، ٧٠ ، ٧١ ، ٧٤ ، ٨٠ ، ٨٥ ، ٨٧ ، ١٠٨ ، ١٠٩ ، ١١٧ ، ١٢٨ ، ١٣٨ ، ١٤١ ، ١٤٩ ، ١٥٠ ، ١٥٣ ، ١٥٥ ، ١٥٨ ، ١٦٢ ، ١٧٣ ، ١٧٧ ، ١٨١ ، ١٨٤ ، ١٨٨ ، ١٨٩ ، ١٩٦ ، ٢٠٩ ، ٢٤٢ ، ٢٥١ ، ٢٦٨ ، ٢٧٣ ، ٢٨٢ ، ٢٨٤ ، ٢٨٥ ، ٣١٧.

وممن نقل عنه أيضا العلامة البغدادي في خزانة الأدب (١) فقال «قال ابن هشام في شرح الشواهد وزعم ابن عصفور أن ذو خاصة بالمذكر وأن المؤنث يختص بذات» ونقل عنه أيضا في مواضع من الخزانة منها الجزء الثاني صفحة : ٤٠.

الجزء الرابع صفحة : ٢٦ ، ١٩٧ ، ٢٤٢.

الجزء الخامس صفحة : ٢١٥.

الجزء السادس صفحة : ١٤٤ ، ٢٣٠ ، ٢٣٢.

الجزء السابع صفحة : ١٧١.

الجزء التاسع صفحة : ٢٧٠.

الجزء العاشر صفحة : ٤٤ ، ٧٤ ، ٧٨ ، ١٤٥ ، ١٤٧ ، ١٤٩ ، ٤٢٩.

الجزء الحادي عشر صفحة : ١٩١ ، ٢٠٥ ، ٢٠٧ ، ٣٣٢ ، ٣٣٥ ، ٣٣٩ ، ٣٤١.

__________________

(١) الخزانة ٦ / ٣٤.

٤٦

ونقل عنه أيضا المرادي في الجنى الداني (١) قال «قال ابن عصفور : والإضراب ذكره سيبويه في النفي ، والنهي ، إذا أعدت العامل. كقولك لست بشرا أو لست عمرا ، ولا تضرب زيدا أو لا تضرب عمرا. قال : وزعم بعض النحويين أنها تكون للإضراب ، على الإطلاق واستدلوا بقوله تعالى : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) [الصافات : ١٤٧] ، وبقوله (فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) [البقرة : ٧٤]. قال وما ذهبوا إليه فاسد.

ومن المواضع التي نقل عنه فيها ٣٤ ، ٧٦ ، ٨٦ ، ١٠٣ ، ١٠٤ ، ١٣٥ ، ٢٢٢ ، ٢٣٢ ، ٢٣٧ ، ٢٤٤ ، ٢٧٠ ، ٢٧٨ ، ٢٨٥ ، ٣١٢ ، ٣٢٤ ، ٣٥١ ، ٣٦٢ ، ٣٨٦ ، ٣٨٨ ، ٣٩٤ ، ٤٢٨ ، ٤٢٩ ، ٤٣٨ ، ٤٤٩ ، ٤٥٠ ، ٤٥١ ، ٤٥٦ ، ٤٦٤ ، ٤٧٤ ، ٤٨٩ ، ٤٩٨ ، ٥١٦ ، ٥٢٩ ، ٥٥١ ، ٥٥٧ ، ٥٦٩ ، ٥٧٤ ، ٥٨٧ ، ٥٩٥ ، ٥٩٨.

كما نقل عنه أيضا الكثير من العلماء منهم ابن هشام والسيوطي في همع الهوامع والأشباه والنظائر والرضي في شرحه على الكافية وغيرهم.

كما نقل عنه الأصوليون كالزركشي في كتابه البحر المحيط.

* * *

__________________

(١) ينظر الجنى الدانى ص ٢٢٩.

٤٧

عناية العلماء بكتاب «المقرب»

يعد كتاب «المقرب» لابن عصفور صغير الحجم غزير العلم جامعا لأبواب النحو والتصريف فى أسلوب موجز وعبارة واضحة ؛ لذا أقبل عليه العلماء بين شارح له ومختصر ومنها :

١ ـ شرح المقرب لمصنف المقرب نفسه ، ذكر أنه شرح المسائل المشكلة فى المقرب ، وذكر هذا الشرح فى كشف الظنون ونسبه له (١).

٢ ـ مثل المقرب للمصنف نفسه وهو كتاب كما هو ظاهر من عنوانه أمثلة لما ذكره ابن عصفور فى كتاب المقرب من قواعد.

٣ ـ شرح المقرب لأحمد بن عثمان (٢) بن إبراهيم بن مصطفى بن سليمان الماردينى الأصل المعروف بابن التركمانى الحنفى القاضى تاج الدين قال فى الدرر : ولد بالقاهرة ليلة السبت ، الخامس والعشرين من ذى الحجة سنة إحدى وثمانين وستمائة ، واشتغل بأنواع العلوم ودرس وأفتى ، وناب فى الحكم ، وصنف فى الفقه والأصلين والحديث والعربية والعروض والمنطق والهيئة ، وغالبها لم يكمل ، وسمع من الدمياطى وابن الصواف والحجّار ، وحدّث ، ومن تصانيفه شرح المقرب ، ومات فى أوائل جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وسبعمائة.

٤ ـ شرح المقرب لمحمد بن إبراهيم (٣) بن محمد بن أبي نصر الإمام أبو عبد الله بهاء الدين بن النحاس الحلبى النحوى شيخ الديار المصرية فى علم اللسان ولد فى سلخ جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين وستمائة ، وأخذ العربية عن الجمال بن عمرون ، والقراءات عن الكمال الضرير ، وسمع الحديث من ابن اللتبى وابن يعيش وأبي القاسم ابن رواحة وابن خليل وطائفة ، ودخل مصر ، وأخذ عن بقايا شيوخها ، ثم جلس

__________________

(١) ينظر كشف الظنون ٢ / ١٨٠٥.

(٢) ينظر ترجمته فى بغية الوعاة ١ / ٣٣٤ ، الدرر الكامنة ١ / ١٩٨ ، الأعلام ١ / ١٦٧ ، كشف الظنون ٢ / ١٨٠٥.

(٣) تنظر ترجمة فى بغية الوعاة ١ / ١٤ ، فوات الوفيات ٢ / ١٧٢ ، الأعلام ٥ / ٢٩٧ ، كشف الظنون ٢ / ١٨٠٥.

٤٨

للإفادة ، وتخرج به جماعة من الأئمة وفضلاء الأدب. وكان من الأذكياء وهو مشهور بالدّين والصدق والعدالة ، حسن الأخلاق ، فيه ظرف النحاة وانبساطهم ، وكان معروفا بحل المشكلات والمعضلات ، وله أوراد من العبادة والتلاوة والذكر والصلاة ، ثقة حجة ، يسعى فى مصالح الناس ، واقتنى كتبا نفيسة ، ولم يتزوج ، له شرح للمقرب مات يوم الثلاثاء سابع جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين وستمائة.

٥ ـ التدريب في تمثيل التقريب لمحمد بن يوسف (١) بن على بن يوسف بن حيان الغرناطى الأندلسى الجيانى النفزى أثير الدين أبو حيان : من كبار العلماء بالعربية والتفسير والحديث والتراجم واللغات ولد فى إحدى جهات غرناطة سنة أربع وخمسين وستمائة واشتهرت تصانيفه فى حياته ، واختصر كتاب المقرب فى كتاب سماه «التقريب» وشرح هذا الاختصار فى كتاب سماه «التدريب» توفى سنة خمس وأربعين وسبعمائة.

كما تعرض كتاب المقرب لابن عصفور لانتقادات بعض العلماء قال المقرى فى نفح الطيب (٢) «ولما ألف ابن عصفور كتابه «المقرب» فى النحو انتقده جماعة من أهل قطره الأندلسيين وغيرهم ، منهم ابن الضائع وابن هشام والجزرى وله عليه «المنهج المعرب فى الرد على المقرب» وفيه تخليط كثير وتعسف :

وفى تعب من يحسد الشمس نورها

ويأمل أن يأتى لها بضريب

ومنهم ابن الحاج «الإيرادات على المقرب» ، وأبو الحسن القرطاجنى الخزرجى وسماه «شد الزنار على جحفلة الحمار» وابن مؤنس القابسى ، وبهاء الدين بن النحاس.

* * *

__________________

(١) تنظر ترجمته فى الأعلام ٧ / ١٥٢.

(٢) نفح الطيب ٤ / ١٤٨ بغية الوعاة ١ / ٣٥٩ ، ٢ / ٢٠٤.

٤٩

ابن عصفور ومذهبه البصري

عاش ابن عصفور في أوائل القرن السابع الهجري ، أي بعد أن توطدت دعائم المذاهب النحوية الشهيرة : البصري ، والكوفي ، والبغدادي ، فما كان عليه إلا أن يختار إحداها ويسير على نهجه ، أو يستن لنفسه منهجا جديدا.

والذي حدث أن ابن عصفور ومعه علماء الأندلس اتخذوا مذهبا يحمل اسمهم هو المذهب الأندلسي ، له قواعده وأصوله ، لكنها في غالبها أصول المذهب البصري وقواعده.

وقد اختار ابن عصفور المذهب البصري في أكثر آرائه إن لم تكن كلها ، لصحته وشهرته وتفوقه ؛ ولذلك يقول ابن ناظر الجيش واصفا ابن عصفور : «هذا هو مذهب البصريين ، والمعروف عن ابن عصفور أنه جار في تصانيفه لا سيما «المقرب» على مذهب البصريين لا يحيد عن شيء منها».

وكثيرا ما يختار ابن عصفور مذهب سيبويه إمام البصريين وينقل عنه في كتبه ، وخاصة المطولة منها ،

فاختار رأيه في أن «ما» التعجبية اسم تام بمعنى شيء ، واختار رأيه في منع تعدد الخبر ، وفي عدم جواز اقترانه بالفاء إذا كان المبتدأ لا يشبه الشرط ، إلى غير ذلك من المسائل التي تبع فيها ابن عصفور سيبويه.

واختار كذلك مذهب البصريين على المذهب الكوفي ، كما أوّل ما ورد ظاهره موافقا لمذهب الكوفيين حتى يوافق مذهب البصريين وأصولهم ومن ذلك :

ما ذكره من أن أسماء الإشارة لا تستعمل موصولة ، ورد ما استدل به الكوفيون في ذلك ومنه أيضا ما رجحه من فعلية نعم وبئس على اسميتهما ، ورد ما استدل به الكوفيون ، ومنه أيضا أنه لا يجوز التعجب من الأفعال الدالة على الألوان والعاهات ، ومنه كذلك أنه لا يجوز العطف بالرفع على اسم «إن» ، و «لكن» قبل أن يستكمل خبرها.

ولا يعني ذلك أن ابن عصفور كان متبعا لسيبويه والبصريين أبدا ، وأنه لم يعارضهم قط ، لا ، إن ابن عصفور ردّ ـ أحيانا ـ مذهب سيبويه وخالف البصريين أحيانا أخرى.

٥٠

ومن المسائل التي خالف فيها سيبويه مسألة «رافع المبتدأ» ، حيث يرى أن الرافع في المبتدأ هو التعري ، أي : تعريه عن العوامل اللفظية ، على حين يرى سيبويه أن رافع المبتدأ هو الابتداء ، والخبر مرفوع بالمبتدأ.

بل إنه اختار ـ أحيانا ـ مذهب الكوفيين ، كما في مسألة «الفصل بين المضاف والمضاف إليه» ، حيث أجاز الكوفيون الفصل ، أما البصريون فلم يجيزوا ذلك إلا للضرورة.

يتضح لنا أن ابن عصفور بصري النزعة ، لكنه ليس تابعا للبصريين في كل الأحيان ، بل إنه أحيانا يخالفهم ، وأحيانا أخرى يلجأ إلى مذهب الكوفيين يجريه على المسألة محل النقاش ، وأحيانا ثالثة يجتهد رأيه في المسألة.

* * *

٥١

وصف نسخ «المقرب»

لابن عصفور

لقد تعددت النسخ الخطية لكتاب «المقرب» وهى على النحو التالى :

الأولى : المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (١٩٩٠) نحو ، عدد أوراقها (١٢٠) ورقة ، مسطراتها (٢١) سطرا ، وهى مكتوبة بخط واضح ، وكانت هذه النسخة هى الأصل الذى اعتمدنا عليه ، ورمزنا لها بالرمز (أ)

الثانية : المحفوظة بمعهد المخطوطات العربية تحت رقم (١٦٨) نحو عدد أوراقها (٢٤٠) ورقة ، هذه النسخة مصورة عن نسخة فيض الله بتركيا.

الثالثة : المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (٤٥٩) نحو ، عدد أوراقها (٢٣٣) ورقة.

الرابعة : المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (٢٧٩) نحو.

وقد طبع هذا الكتاب طبعتين :

إحداهما : طبعة الكويت بتحقيق الأستاذ يوسف الغنيم

الثانية : طبعة العراق بتحقيق الأستاذين الأستاذ : أحمد عبد الستار الجوارى والأستاذ : عبد الله الجبورى ، وكانت هذه النسخة التى استعنا بها فى تحقيق الكتاب ورمزنا لها بالرمز «ط».

منهجنا فى تحقيق كتاب «المقرب»

اتبعنا فى تحقيق الكتاب الآتى :

أولا : عزو الآيات القرآنية إلى مواضعها.

ثانيا : تخريج الأحاديث النبوية.

ثالثا : توثيق الأشعار الواردة فى الكتاب ، وعزوها إلى قائليها إن وجد.

رابعا : تراجم الأعلام الواردة فى الكتاب.

خامسا : التعليق على بعض المسائل النحوية.

٥٢

سادسا : التعليق على الألفاظ الغريبة.

سابعا : وضع كتاب «مثل المقرب» فى هامشه وسيأتى الحديث عنه مفصلا.

ثامنا : وضع مقدمة لتحقيق الكتاب.

تاسعا : وضع فهارس عامة للكتاب.

* * *

٥٣

كتاب «مثل المقرب»

لابن عصفور

كتاب «مثل المقرب» ألفه مؤلفه لتوضيح ما استعجم من قواعد المقرب بالأمثلة ، فكان يذكر قول المقرب مبتدءا بقوله «وقولى ...» ثم بعد ذلك يذكر مثلا أو أكثر ، إيضاحا لما يتكلم فيه ، أو يوضح مشكلا أو يفصل مجملا ، وقد أبان المصنف نفسه عن منهجه فى مقدمة كتابه فقال «وبعد فإننى لما سلكت فى كتابى «المقرب» مسلك الاختصار فتركت كثيرا من تمثيل مسائله خوف الإكثار ، فلحق بعض ألفاظه بسبب ذلك إيهام ، واستعجم المعنى المراد به بعض استعجام ، فأشار من منافعه أعلى من أن يسمو إليها المدح والصفة ، ومفاخره أعظم من أن يحيط بها الإدراك والمعرفة ، الأمير الحميد الشّيم أبو يحيى بن مولانا الهمام المعلى لواء الإسلام ، المرتدى برد الإعظام ، الأمير الأجل الأوحد المظفر المؤيد الأسعد ، أبو زكريا بن الشيخ المقدس المجاهد أبى محمد بن الشيخ المجاهد المقدس أبى حفص ، عضد الله بهم الدين ، وأمتع بطول بقائهم المسلمين ـ إلى وضع تأليف تستوفى فيه مثله ليتبين بذلك مشكله ، فوضعت فى ذلك جزءا خفيفا ، شرحت فيه تلك المسائل المشكلة واستوعبت مثلها المهملة فاتضح بذلك استعجامها ، وانفرج انغلاقها واستبهامها ، ورفعتها إلى حضرتهم».

* * *

٥٤

وصف النسخ الخطية لكتاب

«مثل المقرب»

اعتمدنا فى تحقيق الكتاب على النسخ الآتية :

الأولى : المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (١٩٩١) نحو ، وبها نسخة بمعهد المخطوطات العربية تحت رقم (١٤٠) نحو ، عدد أوراقها (٥٠) ورقة.

الثانية : المحفوظة بمعهد المخطوطات العربية تحت رقم (١٠٦) نحو ، باسم «شرح المقرب فى النحو» ، وبمقابلة هذه النسخة بالنسخة السابقة تبين أنها «مثل المقرب» لا «شرح المقرب».

وهى نسخة مصورة عن جامعة استانبول تحت رقم (٦٣٣٥) عدد أوراقها (٦١) ورقة.

منهجنا فى تحقيق كتاب «مثل المقرب»

اتبعنا فى تحقيق كتاب «مثل المقرب» الآتى :

أولا : قمنا بنسخ الكتاب ومقابلته بالنسخ الخطية ، وإثبات ما كان صوابا فى النص.

ثانيا : وضعنا الكتاب فى هامش «المقرب» بين «م : ...» و «أه».

ثالثا : قمنا بضبط النص ووضع علامات الترقيم الحديثة له.

رابعا : قمنا بعزو الآيات القرآنية إلى مواضعها.

خامسا : تخريج الأحاديث النبوية الشريفة ، ووضعنا التخريج بين معكوفتين هكذا : [...]

سادسا : توثيق الأشعار الواردة فى النص ، ووضعنا أيضا هذا التوثيق بين معكوفتين هكذا : [...]

سابعا : توثيق الأمثال العربية الواردة فى النص ، ووضعنا توثيقها بين معكوفتين هكذا : [...]

ثامنا : وضع فهارس عامة لكتاب «مثل المقرب».

٥٥

٥٦

٥٧

٥٨

٥٩

٦٠