المقرِّب ومعه مُثُل المقرِّب

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »

المقرِّب ومعه مُثُل المقرِّب

المؤلف:

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »


المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-0067-X
الصفحات: ٦٤٨

موضعه أيضا.

وأما السين : فأبدلت من الشين فى الشدة / ، ومشدوه ، فقالوا : السّده ، ومسدوه.

وأمّا الصّاد : فأبدلت من السّين ، إذا كان بعدها قاف ، أو خاء ، أو طاء ، أو غين ؛ فتقول فى سقر ، وسراط ، وسخر ، وأسبع : صقر ، وصراط ، وصخر ، وأصبع.

وأمّا الشين : فتبدل من كاف المؤنّث ، ومن ذلك قوله [من الطويل] :

٣٤٤ ـ فعيناش عيناها ، وجيدش جيدها

ولكنّ عظم السّاق منش دقيق (١)

وتبدل من الجيم فى : مدمج ، فيقال : مدمش ، وأبدلت من السين فى :

جعسوس ، فقالوا : جعشوش ، أى : صغير ذليل.

وأمّا الزاى ، فتبدلها كلب من الصّاد ، إذا كان بعدها قاف ، فتقول : مزدوقة ، فى مصدوقة ؛ قال [من الرجز] :

٣٤٥ ـ يزيد ، زاد الله فى خيراته

حامى نزار عند مزدوقاته (٢)

وأمّا العين : فيبدلها بنو تميم من الهمزة ، فى «أن» ؛ قال [من البسيط] :

٣٤٦ ـ أعن ترسّمت من خرقاء منزلة

ماء الصّبابة من عينيك مسجوم؟ (٣)

__________________

(١) البيت : للمجنون ونسب لرجل من أهل اليمامة.

الشاهد فيه إبدال كاف المؤنث شينا في فعيناش وجيدش ومنش.

قال الغالي في شرح اللباب : وإنما سميت هذه اللغة أعني إلحاق الشين بالكاف الكشكشة لاجتماع الكاف والشين فيها ، وإنما كسرت الكافان في لفظ الكشكشة لحكاية الكسر لكون الكاف للمؤنث.

ينظر : البيت للمجنون في ديوانه ص ١٦٣ ، وجمهرة اللغة ص ٤٣ ، وخزانة الأدب ١١ / ٤٦٤ ، ٥٦٧ ، ٤٦٨ ، وسرّ صناعة الإعراب ١ / ٢٠٦ ، ولسان العرب (روع) ، ولرجل من أهل اليمامة في جمهرة اللغة ص ٢٩٢ ، وبلا نسبة في الخصائص ٢ / ٤٢٠ ، وشرح المفصل ٨ / ٧٩ ، ٩ / ٤٨ ، ولسان العرب (سوق) ، والممتع في التصريف ص ٤١١.

(٢) البيت بلا نسبة في : لسان العرب (صدق) وسر صناعة الإعراب ١ / ١٩٦ ، والممتع في التصريف ١ / ٤١٢ ، وتاج العروس (زدق).

والشاهد قوله : «مزدوقاته» يريد «مصدقاته» فأبدل الزاى من الصاد على لغة كلب.

(٣) البيت : لذي الرمة.

(ترسّمت) الدار : تأملت رسمها ، والتاء للخطاب ، وخرقاء : اسم معشوقة ذي الرمة غيلان ، وهو قائل البيت ، الصبابة : رقة الشوق ، مسجوم : من سجمت العين الدمع ، أي أسالته.

والشاهد فيه قوله : «أعن» يريد : أأن ، فأبدل الهمزة المفتوحة عينا على لغة تميم.

٥٤١

ومن همزة أنّ ، فيقولون (١) : يعجبنى عنّ زيدا قائم ؛ ومن همزة مؤتلى ؛ قال [من الطويل] :

٣٤٧ ـ فنحن منعنا يوم حرس نساءكم

غداة دعانا عامر غير معتلى (٢)

وأمّا الفاء : فأبدلت من الثاء فى : ثمّ ، وجدت ، فقالوا : فمّ ، وجدف.

وأمّا الكاف : فأبدلت من تاء «المخاطب» ؛ وأنشد سحيم قصيدة فقال :

«أحسنك والله» ، يريد : أحسنت والله ، وأنشد أبو الحسن [من الرجز] :

٣٤٨ ـ يابن الزّبير طالما عصيكا

وطالما عنّيتنا إليكا (٣)

يريد : عصيت.

* * *

__________________

ينظر : ديوانه ١ / ٣٦٩ ، وجمهرة اللغة ص ٧٢٠ ، والجنى الداني ص ٢٥٠ ، وخزانة الأدب ٢ / ٣٤١ ، الخصائص ٢ / ١١ ، ورصف المباني ص ٢٦ ، ٣٧٠ ، وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٧٢٢ ، وشرح شواهد الشافية ص ٤٢٧ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٣٧ ، وشرح المفصل ٨ / ٧٩ ، ١٤٩ ، والصاحبي في فقه اللغة ص ٥٣ ، ولسان العرب (رسم) ، (غني) ، (عين) ، ومجالس ثعلب ص ١٠١ ، ومغني اللبيب ١ / ١٤٩ ، وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٣٥٦ ، شرح شافية ابن الحاجب ٣ / ٢٠٣ ، ٢٠٨ ، وشرح المفصل ١٠ / ١٦ ، والممتع في التصريف ١ / ٤١٣.

(١) في أ: فيقول.

(٢) البيت : لطفيل الغنوي.

والشاهد فيه قوله : معتلي يريد : مؤتلي ، فأبدل الهمزة عينا على لغة ، ويروى كما في الديوان ، وكما هو الإنشاد الصحيح مؤتلي ، ولا شاهد فيه.

ينظر : ديوانه ص ٦٦ ، وفيه مؤتلي مكان معتلي ، وأمالي القالي ٢ / ٧٩ ، وسرّ صناعة الإعراب ١ / ٢٣٥ ، ومعجم البلدان (حرس) ، وبلا نسبة في الممتع في التصريف ١ / ٤١٣.

(٣) البيت لرجل من حمير.

وعنيتنا إليك بمعنى أتعبتنا بالمسير إليك.

وأراد بابن الزبير عبد الله بن الزبير حواريّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

والشاهد فيه قوله : عصيكا ، يريد : عصيت ، فأبدل التاء كافا للضرورة.

ينظر : خزانة الأدب ٤ / ٤٢٨ ، ٤٣٠ ، وشرح شواهد الشافية ص ٤٢٥ ، وشرح شواهد المغني ٤٤٦ ، ولسان العرب ١٥ / ٤٤٥ (تا) ، والمقاصد النحويّة ٤ / ٥٩١ ، ونوادر أبي زيد ص ١٠٥ ، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٤٦٨ ، وسرّ صناعة الإعراب ١ / ٢٨٠ ، وشرح الأشموني ١ / ١٣٣ ، ٣ / ٨٢٣ ، شرح شافية ابن الحاجب ٣ / ٢٠٢ ، ولسان العرب (قفا) ، ومغني اللبيب ١ / ١٥٣ ، والممتع في التصريف ١ / ٤١٤.

٥٤٢

باب القلب والحذف والنّقل

وإنّما أفردتّ لذلك بابا واحدا ؛ لأنّ جميعه إنّما يتصوّر باطّراد فى حروف العلّة ، فإن جاء شىء من ذلك فى غيرها ، حفظ ولم يقس عليه.

فحروف العلّة ، وهى الياء ، والواو ، والألف.

فأمّا الواو : فإمّا أن تكون ساكنة أو متحرّكة :

فإن كانت ساكنة ، لم يكن ما قبلها إلا متحرّكا ، ولا تخلو الحركة / من أن تكون فتحة أو ضمّة ، أو كسرة :

فإن كانت فتحة : ثبتت إلا فى لغة من يقول فى يوجل ، وبابه : يأجل ، فتبدل منها ألفا.

وإذا كان بعدها ياء : فإنّها تبدل ياء ، فتدغم فيما بعدها ، فتقول فى «فوعل» من البيع : بيّع ، وإذا وقعت بين حرف مضارعة وكسرة ، فإنّها تحذف ؛ نحو : يعد ، والأصل : يوعد ، فأمّا حذفها فى قوله [من الكامل] :

٣٤٩ ـ لو شئت قد نقع الفؤاد بشربة

تدع الصّوادى لا يجدن غليلا (١)

فضرورة ، والأصل : يوجدن ، وقيل : لغة شاذة.

وإن كان ضمّة : ثبتت (٢) ؛ نحو. عود ، إلا أن يكون بعدها ، واو قريبة من الطّرف فى جمع ، فإنّه قد تقلب الواوان ياءين ؛ فيقال ، فى : صوّم : صيّم ، وإن شئت ، كسرت ما قبل الياء ، فتقول : صيّم.

أو تكون بعدها ياء ، فإنّها تبدل ياء ، وتدغم فيما بعدها ، فيقال فى جمع :

__________________

(١) البيت : لجرير ونسب للبيد بن ربيعة.

وتروى «الحوائم» بدلا من الصوادي.

وفي البيت شاهدان : أوّلهما : مجيء جواب لو مصدرا بـ «قد» نادرا. وثانيهما ضمّ الجيم في يجدن على لغة بني عامر.

ينظر : البيت لجرير في الدرر ٥ / ١٠٣ ، وشرح شواهد الشافية ص ٥٣ ، ولسان العرب (نقع) ، ومغني اللبيب ١ / ٢٧٢ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٥٩١ ، وليس في ديوانه ، وهو للبيد بن ربيعة في شرح شافية ابن الحاجب ١ / ٣٢ ، وللبيد أو جرير في لسان العرب (وجد) ، وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب ٢ / ٥٩٦ ، وشرح الأشموني ٣ / ٨٨٥ ، وشرح المفصل ١٠ / ٦٠ ، والممتع في التصريف ١ / ١٧٧ ، ٢ / ٤٢٧ ، والمنصف ١ / ١٨٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ٦٦.

(٢) في أ: تثبت.

٥٤٣

ألوى (١) ، لىّ وإن شئت كسرت ما قبل الياء ، فتقول : لىّ ، بكسر اللام ، إلا أن يكون الحرف الذى قبل الياء عينا ؛ فإنّه يلزم قلب ضمّته كسرة ، نحو : موسى ، مرمى ، هذا ما لم تكن الواو مبدلة من همزة ، فيجوز فيها وجهان : الإدغام اعتدادا بالعارض ، وتركه إذا لم يعتدّ به ؛ فتقول فى تخفيف رؤية : روية ، وإن شئت : ريّة.

أو تكون مدّة مبدلة من غير هاء ، فلا تدغم فيما بعدها أصلا ، نحو : سوير ؛ ألا ترى أنّها مدّة ، وهى بدل من ألف سائر ، وإن كانت كسرة ، قلبت ياء ، نحو : ميزان ، أصله : موزان ؛ لأنّه من الوزن ، إلا أن تكون الواو مدغمة ؛ فإنّها لا تقلب نحو : اعلوّاط ، فأمّا قولهم : ديوان ، فغير مقيس.

أو تكون علامة جمع ، فإنّك تحول الكسرة ضمّة ؛ لتصحّ الواو ؛ فتقول : قاضون ويقضون.

وإن كانت متحرّكة ، فإنها إن كانت أوّلا ، فإنّها لا تقلب ولا تحذف إلا فى : فعلة ، مصدر فعل ، الذى فاؤه واو ، فإنّك تنقل الكسرة منها إلى العين ، وتحذفها ، فتقول : عدة ، ولدة ، فأمّا وجهة ، فاسم وليس بمصدر.

وما عدا ذلك تثبت فيه ، نحو : وعد ، أو تبدل فى الأماكن التى تقدّم ذكرها فى باب البدل (٢).

وإن كانت طرفا : فإمّا أن يكون قبلها ساكن أو متحرك ، فإن كان قبلها ساكن ، فإن كان الساكن واو «فعول» فى الجمع فإنّ الواوين يصيران ياءين ، والضمة كسرة ؛ نحو : عصىّ ، ولا يجوز ترك القلب إلا أن يشذّ من ذلك شىء فيحفظ ، ولا يقاس عليه ؛ نحو قولهم : فتوّ ، وأبوّ ، وحكى بعضهم (٣) : «إنّكم لتنظرون فى نحوّ كثيرة» ، أو يكون الساكن ياء ، فإنّك تقلبها ياء ، وتدغم فيها الياء التى قبلها ؛ نحو :

__________________

(١) في ط : لوى.

(٢) م : باب الحذف والقلب والنقل

قولى : «وما عدا ذلك تثبت فيه فمثال ذلك : وعد ، أو تبدل فى الأماكن التى تقدم ذكرها فى باب البدل» مثال ذلك : وجوه ، وورار ، ووفادة ، تقول فيها إن شئت : أجوه ، وإفادة ، وأورار وأواصل فى جمع وواصل لا غير. أه.

(٣) في أ: وحكي عن بعضهم.

٥٤٤

سرىّ ، من السّراوة ، فأمّا «حيوة» فشاذّ ، وما عدا ذلك تثبت فيه (١) أو تبدل فى الأماكن التى تقدّم / ذكرها فى باب البدل (٢) ، ولا تعلّ إلا أن يشذّ من ذلك شىء فيحفظ ولا يقاس عليه ، ومن ذلك قوله [من الطويل] :

٣٥٠ ـ وقد علمت عرسى مليكة أنّني

أنا الليث معديّا علىّ وعاديا (٣)

والقياس : معدوّ.

وإن كان قبلها متحرك ، فإن كانت الحركة فتحة ، قلبتها ألفا نحو : غزا ، ما لم يمنع من ذلك ضمير الاثنين أو علامتهما ؛ نحو : غزوا وعصوان ، أو تاء التأنيث ، أو ضمير جماعة المذكّرين ؛ فإنّك تحذف الألف إذا التقت معهما ؛ فتقول : غزوا وغزت.

وإن تحركت التاء لالتقاء الساكنين ، لم تردّ الألف ؛ لأنّ التحريك عارض إلّا فى ضرورة أو فى نادر كلام ، ومن ذلك قوله [من المتقارب] :

٣٥١ ـ لها «متنتان» خظاتا كما

أكبّ على ساعديه النّمر (٤)

__________________

(١) م : وقولى : «فأما حيوة فشاذ ، وما عدا ذلك تثبت فيه» مثال ذلك : غزو ودلو. أه.

(٢) م : وقولى : «أو تبدل فى الأمثال التى تقدم ذكرها فى باب البدل» مثال ذلك : كساء ، أصله : كساو ؛ لأنه من كسوت. أه.

(٣) البيت : لعبد يغوث بن وقاص الحارثي.

الشاهد : فيه قلب معدو إلى معدي استثقالا للضمة والواو ، وتشبيها له بما يلزم قلبه من الجمع ، ويجعل بعضهم معديا جاريا على عدي في القلب والتغيير.

ينظر : خزانة الأدب ٢ / ١٠١ ، وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٦٩١ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٤٣٣ ، وشرح اختيارات المفضل ص ٧٧١ ، وشرح التصريح ٢ / ٣٨٢ ، والكتاب ٤ / ٣٨٥ ، ولسان العرب (نظر) ، (عدا) ، والمقاصد النحويّة ٤ / ٥٨٩ ، وبلا نسبة في أدب الكاتب ص ٥٦٩ ، ٦٠٠ ، وأمالي ابن الحاجب ص ٣٣١ ، وأوضح المسالك ٤ / ٣٩٠ ، وشرح الأشموني ٣ / ٨٦٧ ، وشرح شافية ابن الحاجب ص ١٧٢ ، وشرح شواهد الشافية ص ٤٠٠ ، وشرح المفصل ٥ / ٣٦ ، ١٠ / ٢٢ ، ١١٠ ، ولسان العرب (شمس) ، (جفا) ، والمحتسب ٢ / ٢٠٧ ، والممتع في التصريف ٢ / ٥٥٠ ، والمنصف ١ / ١١٨ ، ٢ / ١٢٢.

(٤) البيت : لامرئ القيس.

يقال : لحمه خظا بظا ، إذا كان كثير اللحم صلبه. وقوله خظاتا ، فيه قولان : أحدهما : أنه أراد خظاتان ، كما قال أبو داود ، فحذف نون التثنية ، يقال متن خظاة ومتنة خظاة ، والآخر أنه أراد خظتا ، أي ارتفعتا فاضطر فزاد ألفا ، والقول الأول أجود.

وقوله كما أكب على ساعديه النمر أراد : كأن فوق متنها نمرا باركا لكثرة لحم المتن.

والشاهد فيه قوله : خظاتا ، والقياس خظتا ، إلّا أنّه ردّ الألف التي كانت سقطت

٥٤٥

فى أحد القولين.

وإن كانت كسرة ، قلبت ياء ؛ نحو : غزى ، وإن كانت ضمّة ، ثبتت فى الفعل ؛ نحو : يغزو ، إلا أن تجتمع مع واو الضمير أو يائه ، فإنّك تحذفها ، وتكسر ما قبل الياء ، لتصحّ ، وتلزم الإشمام تشبيها على الأصل ؛ نحو : يغزون ، واغزى يا امرأة ، بإشمام كسرة الزاى الضمّ ، وقلبت فى الاسم ياء ، والضمّة قبلها كسرة ، نحو : أدل جمع «دلو» أصله : أدلو ، إلا أن تكون واو جمع ، أو تكون الكلمة مبنيّة على تاء التأنيث ، أو لازمة الإضافة ؛ فإنّها لا تقلب ؛ نحو قولك / : عرقوة ، وزيد [ون] ، وعمرو [ن] ، وفوك.

وإن كانت حشوا ، فإمّا أن تكون بين ساكنين أو بين متحركين ، أو بين متحرّك وساكن ، فإن كانت بين ساكنين ، ثبتت ؛ نحو : عثولّ إلا أن تكون عينا فى مصدر جاء على فعل معتلّ ، فإنّك تنقل حركتها إلى الساكن قبلها ، ثم تحذفها لالتقاء الساكنين مع ما بعدها ، وتعوّض منها تاء التأنيث ؛ نحو : استقامة ، وإقامة ، والأصل : استقوام ، وإقوام.

وقد لا تعوّض التاء من المحذوف ، إلا أنّ ذلك قليل ؛ ومنه قوله تعالى : (وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ) [النور : ٣٧].

أو يكون الساكن الذى قبلها ياء ، فإنّها تقلب ياء ، ويدغم فيها ما قبلها ، وذلك نحو قولك : قيّوم ، وهو «فيعول» من : يقوم ، إلا أن تكون الياء عارضة ، فتصح الواو ، نحو : ديوان ؛ ألا ترى أن الياء بدل من الواو ، والأصل : دوّان.

وإن كانت بين متحركين ، فإن كانت الحركة التى قبلها فتحة ، قلبتها ألفا ؛ نحو :

__________________

لاجتماع الساكنين في الواحد ، ولمّا تحرّكت تاء التأنيث لأجل ألف التثنية رجعت الألف المحذوفة للساكنين ، وهذا قول الكسائي. وقال الفرّاء : أراد : خظاتان ، فهو مثنّى حذفت نونه للضرورة.

ينظر : ديوانه ص ١٦٤ ، والأشباه والنظائر ٥ / ٤٦ ، وإنباه الرواة ١ / ١٨٠ ، والحيوان ١ / ٢٧٣ ، وخزانة الأدب ٧ / ٥٠٠ ، ٧ / ٥٧٣ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٤٨٤ ، وشرح اختيارات المفضل ٢ / ٩٢٣ ، وشرح شواهد الشافية ص ١٥٦ ، ولسان العرب (متن) ، (خظا) ، وبلا نسبة في رصف المباني ص ٣٤٢ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٨٠ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٢ / ٢٣٠ ، ولسان العرب (سكن) ، (الألف) ، ومغني اللبيب ١ / ١٩٧ ، والممتع في التصريف ٢ / ٥٢٦.

٥٤٦

قال ، وباب ، إلا فى : فعلان ، وفعلى ، نحو : جولان ، وصورى ، أو فيما لامه حرف علّة ؛ نحو : طوى ، أو فيما هو فى معنى ما لا يعتلّ ؛ نحو : عور ، فى معنى : اعورّ ، فإنّها تثبت ، فأمّا : «داران» ، و «هامان» ، فشاذّان.

وإن سكّن ما بعد الألف لضمير متكلّم ، أو مخاطب ، حذفتها فيما زاد على ثلاثة أحرف ؛ نحو : اقتدت ، ولا تحذفها فى الثلاثى من الأفعال إلا بعد نقل حركتها إلى ما قبلها ، إن كانت كسرة نحو : خفت ، أو ضمّة ؛ نحو : طلت ، فإن كانت فتحة ، فلا بدّ من تحويلها ضمّة ؛ وحينئذ تنقل نحو : قلت.

وإن كانت قبلها ضمّة ، فإن كانت مفتوحة ، ثبتت ؛ نحو : نوم ، وإن كانت مضمومة ، وذلك فى فعل سكنت نحو : نور ، وسور جمع : نوار ، وسوار.

ويجوز التنقيل فى الشعر ، وقد تقدّم ذكره فى بابه.

وإن كانت مكسورة ، فإن ذلك لا يجىء إلّا فى الفعل المبنّى للمفعول.

ويجوز فيه ثلاثة أوجه إن كان على ثلاثة أحرف أو أزيد ؛ نحو : قول ، واقتود :

أحدها : نقل الكسرة إلى ما قبلها ، وقلب الواو ياء ، فتقول ؛ قيل ، واقتيد.

والآخر : أن تشمّ بعد ذلك فى الفاء وتاء «افتعل» / الضمّ.

والثالث : أن تحذف الكسرة من الواو ، وتثبت الواو ؛ فتقول : قول ، واقتود.

وإن كان قبلها كسرة ، فإنّها تكون مفتوحة وتثبت نحو : حول ، إلا أن تكون فى جمع على وزن فعل ، وقد اعتلّت الواو فى مفرده ، فإنّك تقلبها ياء ؛ نحو : ديم ، وقيم ، جمع : ديمة ، وقيمة.

ولا تكون مضمومة ؛ لأنّه ليس فى الكلام فعل ، ولا مكسورة ؛ لأنّه ليس فى الكلام فعل ، إلّا إبل ، وإطل.

وإن كانت بين متحرك وساكن ، فإمّا أن يتقدّم الساكن أو يتأخّر ، فإن تقدّم ، صحّت ؛ نحو : جهور ، إلا أن يكون الساكن صحيحا ، وهى لام فعلى (١) ، غير الصّفة ؛ فإنها تقلب ياء ؛ نحو : الدّنيا ، والعليا ، والقصيا ، وقد شذّ : القصوى ،

__________________

(١) في أ: لام في فعلى.

٥٤٧

وحزوى ، أو عين فى فعل أو اسم جار عليه ، أو موافق له فى الحركات والسكنات ، وعدد الحروف والزيادة ، إلا أنّ زيادته ليست موافقة لزيادة الفعل فى اللفظ ؛ فإنّ الحركة تنقل منها إلى السّاكن قبلها ، وتصير من جنس الحركة المنقولة ؛ نحو : استقام ، ومستقيم ، ومقام ، أصلها : استقوم ، ومستقوم ، ومقوم ، فأمّا : مقول ، فلم يعلّ ؛ لأنّه مقصور من : مقوال ؛ وكذلك جميع ما يأتى على مثال مفعل ، أو يكون الساكن الذى قبلها ياء ؛ فإنها تقلب ياء ويدغم فيها ما قبلها ؛ نحو : سيّد ، وأصله : سيود.

وما عدا ذلك : تثبت فيه أو تبدل فى الأماكن التى تقدّم ذكرها فى باب البدل (١).

وإن تأخّر ، صحّت نحو : نزوان ، إلّا أن تكون عينا فى مصدر قد اعتلّ فعله وقبلها كسرة وبعدها ألف ؛ فإنّها تقلب ياء ؛ نحو : قيام ، واقتياد أو يكون عينا فى جمع الواو ساكنة فى مفرده ، وقبلها ـ أيضا ـ كسرة وبعدها ألف ؛ نحو : ثياب.

وأمّا الياء : فلا تخلو من أن تكون ساكنة أو متحركة ، فإن كانت ساكنة ، فإنّها إن كان (٢) قبلها فتحة أو كسرة ، لم تعلّ ، إلا فى «يفعل» مما فاؤه ياء ، تقلبها ألفا ، فيقال : ياءس فى ييأس ، أو إذا انضاف إليها ثلاث ياءات / ، فإنّه يلزم حذفها ، إن كان ما قبلها كسرة ، فتقول فى النّسب إلى عدى : عدوىّ ، فتحذف ياء عدى الزائدة ، ثم تنسب إليه كما تنسب إلى : عم ، وإن لم يكن قبلها كسرة ، جاز الحذف ، ولم يلزم ؛ فتقول فى النّسب إلى أمية : أموى ، فتحذف ياء : أميّة الزائدة ، ثم تنسب إليه ؛ كما تنسب إلى هدى ، وإن كان قبلها ضمّة ، قلبت واوا نحو : موقن ، إلا أن تكون قريبة من الطرف ، فإنّها تثبت وتقلب الضمة التى قبلها كسرة ، لتصحّ ، فتقول فى جمع أبيض : بيض ، والأصل : بيض كحمر ، وقد أجروا «فعلى» إذا كانت عينها ياء ، وكانت صفة مجرى فعل ممّا عينه ياء ، فقلبوا الضمّة كسرة ، وإن لم تكن الياء قريبة من الطرف ؛ نحو : ضيزى ، والأصل : ضيزى ، بضم الضاد.

وإن كانت متحركة ، فإمّا أن تكون أوّلا أو بعد حرف ، فإن كانت أوّلا ، لم تغيّر ؛

__________________

(١) م : وقولى : «نحو سيد ، أصله سيود ، وما عدا ذلك تثبت فيه أو تبدل فى الأماكن التى تقدم ذكرها فى باب البدل» مثال ما تثبت فيه ، ومثال ما تبدل فيه : أدور ، والأصل أدؤر. أه.

(٢) في أ: كانت.

٥٤٨

نحو : يمن ، إلا فى يفعل ، ممّا فاؤه واو ، فإنّها قد تكسّر لتنقلب الواو ياء ؛ فتقول فى : يوجل : ييجل.

وإن كانت بعد حرف ، فإمّا أن تكون طرفا أو غير طرف :

فإن كانت طرفا ، فإمّا أن يكون قبلها ساكن أو متحرّك ، فإن كان قبلها ساكن ، تثبت إن كان غير زائد للمدّ ؛ نحو : محيى ، إلا أن يكون لاما فى اسم على : فعلى ؛ نحو : تقوى ، فإنّها تبدل واوا.

وما عدا ذلك تثبت فيه أو تبدل فى الأماكن التى تقدّم ذكرها فى باب البدل (١).

وإن كان قبلها متحرّك ، فإن كانت فى آخر فعل ، فإنها تقلب واوا ، إن كانت الحركة ضمّة ؛ نحو : «لقضو الرّجل» وألفا إن كانت الحركة فتحة ، نحو : رمى ، ما لم يمنع من ذلك ضمير الاثنين ؛ نحو قضيا ، أو تاء التأنيث ، وضمير جماعة المذكّرين ، فإنّك تحذف الألف معهما ، فتقول : رموا ، ورمت ، وإن حرّكت لالتقاء الساكنين ، لم تردّ الألف ؛ لأنّ التحريك عارض ، إلّا فى ضرورة شعر ؛ كما لم تردّ فى ذوات الواو ؛ نحو قوله [من الرجز] :

٣٥٢ ـ لها متنتان خظاتا كما

أكبّ على ساعديه النّمر (٢)

يريد : «خظتا» ، فى أحد القولين ، أو فى نادر كلام ، نحو قول بعضهم : «رماتا» ؛ حكاه الزّجّاج (٣) /.

__________________

(١) م : وقولى : «نحو تقوى ، فإنها تبدل واوا ، وما عدا ذلك تثبت فيه أو تبدل فى الأماكن التى تقدم ذكرها فى باب البدل» مثال ذلك : ما تثبت فيه جرىء ، ومثال ذلك ما تبدل ذلك ما تبدل فيه سقاء ، فالأصل : سقاى ؛ لأنه من سقيت. أه.

(٢) تقدم برقم ٣٥١.

(٣) إبراهيم بن السريّ بن سهل. أبو إسحاق الزجاج : عالم بالنحو واللغة. ولد ومات في بغداد.

كان في فتوته يخرط الزجاج ومال إلى النحو فعلمه المبرد. وطلب عبيد الله بن سليمان (وزير المعتضد العباسي) مؤدبا لابنه القاسم ، فدله المبرد على الزجاج ، فطلبه الوزير ، فأدب له ابنه إلى أن ولي الوزارة مكان أبيه ، فجعله القاسم من كتابه. فأصاب في أيامه ثروة كبيرة.

وكانت للزجاج مناقشات مع ثعلب وغيره من كتبه معاني القرآن والاشتقاق والأمالي والمثلث ولد ٢٤١ ه‍ وتوفي سنة ٣١١ ه‍.

ينظر : الأعلام ١ / ٤٠ ، معجم الأدباء ١ / ٤٧ ، إنباه الرواة ١ / ١٥٩ ، تاريخ بغداد ٦ / ٨٩.

٥٤٩

وإن كانت الحركة كسرة ثبتت ؛ نحو : خشى ، وإن كانت فى اسم ؛ ثبتت إن كانت الحركة كسرة ؛ نحو : القاضى ، إلا أن ينضاف إليها ياءان فى اسم غير جار على فعل الأولى منهما زائدة فإنّها قد تحذف ؛ نحو : أحىّ ، تصغير أحوى ، أصله : أحيى ، فحذفت المتطرّفة تخفيفا.

وإن كانت الحركة فتحة ، قلبت ألفا نحو : رحى ، ما لم يمنع من ذلك علامة التثنية ؛ نحو [قولك](١) : رحيان ، أو علامة الجمع ؛ فإنّك تحذفها فتقول : يحيون ، فى جمع : يحيى.

وإن كانت ضمّة ثبتت أيضا ، إلا أنّ الضمّة تحول كسرة ؛ نحو : أظب جمع : ظبى ، أصله : أظبى ، كأفلس.

وإن كانت غير طرف ، فإمّا أن تقع بين متحركين ، أو ساكنين ، أو بين متحرّك وساكن :

فإن وقعت بين متحرّكين ، فإن كانت الحركة قبلها فتحة ، قلبت ألفا ؛ نحو : باع ، ولا تثبت إلا فى : فعلان ، وفعلى ؛ نحو : حيصان ، وحيدى ، أو فيما لامه حرف علة ، نحو : حيى ، أو فيما هو فى معنى ما لا يعتلّ نحو : صيد ، فى معنى : اصيدّ ، فأمّا آية ، وثاية وظاية وراية ، فشواذّ.

وإن سكن ما بعد الألف لضمير متكلّم أو مخاطب حذفتها ، فيما زاد على ثلاثة أحرف ؛ نحو : اكتلت ، ولا تحذفها فى الثلاثى إلّا بعد نقل حركتها إلى ما قبلها إن كانت كسرة ؛ نحو : كدت.

وإن كانت فتحة ، فلا بدّ من تحويلها كسرة ؛ وحينئذ : تنقل نحو : بعت.

وإن كانت الحركة قبلها ضمّة ، فإن كانت مفتوحة ، ثبتت نحو : عيبة.

وإن كانت مضمومة ، ثبتت ، ويجوز حذف الحركة منها ، فتقول فى جمع : عيان ، وعين ، وعين ، فتسكن الياء وتقلب الضمّة قبلها كسرة.

فإن كانت مكسورة فى فعل ثلاثى أو أزيد ، جاز فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : نقل الكسرة منها إلى ما قبلها ، فتقول : بيع ، واختير.

__________________

(١) سقط في ط.

٥٥٠

والآخر : أن تشمّ الفاء وتاء افتعل الضمّ بعد النّقل.

والثالث : حذف الكسرة منها ، وقلبها واوا ، نحو : بوع ، واختور.

ولا تكون مكسورة مضموما ما قبلها فيما عدا ما ذكر.

وإن كانت الحركة قبلها كسرة (١) ، ثبتت ؛ نحو : سير ، فإن وقعت بين ساكنين ، ثبتت ؛ نحو : غشيان ، إلا فى قول من قال فى النّسب إلى ظبية : ظبوىّ ، وقد تقدّم ذكره /.

وإن وقعت عينا فى مصدر جار على فعل معتلّ ، فإنّك تنقل حركتها إلى الساكن قبلها ، ثم تحذفها ؛ لالتقائها ساكنة مع ما بعدها ، وتعوّض منها تاء التأنيث ؛ نحو : إبانة ، وإمانة ، وقد لا تعوّض التاء من المحذوف إلّا أنّ ذلك قليل.

وإن وقعت بين متحرّك وساكن ، فإن تأخّر الساكن ، ثبتت ؛ نحو : دياميس. وإن تقدّم ثبتت ـ أيضا ـ نحو : عثير ، إلا أن تكون عينا فى فعل مزيد ، أو اسم جار عليه أو موافق له ، فى الحركات والسّكنات ، وعدد الحروف والزيادة ، إلا أنّ زيادته ليست موافقة لزيادة الفعل فى اللفظ ؛ فإنّ الحركة تنقل منها إلى الساكن قبلها ، ثم تصير من جنس الحركة المنقولة ، نحو : استبان ، ويستبين ، ومستبان ، ومستبين ، ومقيل ، والأصل : استبين ، ويستبين ، ومستبين ، ومستبين ، ومقيل.

فأمّا : «مخيط» ونحوه ، فلم يعل ؛ لأنّه مقصور من مفعال ، وما عدا ذلك تثبت فيه أو تبدل فى الأماكن التى تقدّم ذكرها (٢).

وأمّا الألف ، فإنّها لا تكون أبدا إلا زائدة ساكنة ، ولا تكون أصلية ، إلا منقلبة عن ياء ، أو واو ، وقد تقدّم حكمها (٣).

ولا يخلو من أن تجتمع مع ساكن أو لا تجتمع ، فإن اجتمعت معه ، حذفت ؛ نحو

__________________

(١) في ط : كسر.

(٢) م : وقولى : «وأمّا مخيط ، فهو مقصور من مفعال ، وما عدا ذلك تثبت فيه أو تبدل فى الأماكن التي تقدّم ذكرها».

مثال ما ثبتت فيه جديم ، ومثال ما تبدل فيه : بائع ، والأصل بايع ؛ لأنه من البيع. أه.

(٣) م : وقولى : «ولا تكون أصلية إلا منقلبة عن ياء أو واو وقد تقدم حكمها» مثال ذلك : غزا ؛ لأنه من الغزو ، ورمى من الرمى. أه.

٥٥١

قولك : يا حبلاه ، فتحذفها لالتقائها ساكنة مع علامة النّدبة ، إلا أن يكون الساكن ألف التثنية ، أو الألف التى قبل التاء فى جمع المؤنّث السالم ؛ فإنّها تقلب ياء ، ولا تحذف ؛ نحو قولك : «حبليان» ، وحبليات ، أو يكون الساكن الياء الأولى من ياءى النّسب ، فإنّها إن كانت رابعة ، ولم يتوال التحريك فيما قبلها ، قد تقلب واوا ؛ نحو : حبلوىّ ، وقد تحذف فيقال : «حبلى».

وقد تزاد ألف قبل الواو ، فيقال : حبلاوى.

وإن توالى التحريك فيما قبلها ، أو كانت خامسة فصاعدا ، لم يجز إلا الحذف ، نحو «بشكى» وجمادى ، وقد تقدّم ذكر ذلك.

أو يكون الساكن ألف الجمع المتناهى ، فإنّها تقلب همزة نحو : رسائل وتصحّ ألف الجمع ، وإن لم تجتمع معه ، كانت على حسب الحركة التى قبلها ، فإن كانت ضمّة ، قلبت واوا ؛ نحو : ضورب ، وإن كانت كسرة ، قلبت ياء ؛ نحو / : شماليل ، جمع شملال.

وإن كانت فتحة ثبتت ، نحو : ضارب ، وقد تقلب ياء ، إذا كان بعدها تاء المتكلّم ، وتدغم فيها ، فيقال : حبلى ، فأمّا حذفهم لها واكتفاؤهم بالفتحة عنها فى : علبط وهديد ، وأمثالهما ، فموقوف على السّماع.

وما عدا ذلك تثبت فيه ، أو تبدل على حسب ما أحكم فى باب البدل.

* * *

٥٥٢

باب ما قلب على غير قياس

المقلوب على غير قياس ، مقسّم قسمين :

قسم فعل للضرورة ؛ نحو قوله [من الكامل] :

٣٥٣ ـ وكأنّ أولاها كعاب مقامر

ضربت على شزن فهنّ شواعى (١)

يريد : شوائع.

وقسم : قلب من غير ضرورة ؛ نحو قولهم : لاث ، وشاك ، والأصل : لائث ؛ لأنّه من : لاث يلوث ، وشائك ؛ لأنّه من شوكة السّلاح ، ونحو قولهم : رعملى ، فى : لعمرى ، وأشباه ذلك كثيرة.

إلا أنّ الذى يعلم به القلب أربعة أشياء (٢) :

أحدها : أن يكون أحد النظمين أكثر استعمالا من الآخر ، فيكون الأصل ، ويكون الآخر مقلوبا عنه ؛ نحو : رعملى ؛ فإنّه أقل استعمالا من : لعمرى.

والثانى : أن يكون أحد النظمين يكثر تصريف الكلمة عنه ، فيكون الأصل ، ويكون الآخر مقلوبا منه ؛ نحو : شوائع ؛ لأنّه يقال : شاع يشيع ، فهو شائع ، ولا يقال : شعى يشعى ، فهو شاع.

والثالث : أن يكون أحد النظمين مجرّدا من الزوائد ؛ فيكون الأصل ، ويكون الآخر مقلوبا عنه ؛ نحو : اطمأنّ ، فإنّه مقلوب من : طامن.

والرابع : أن يكون أحد النظمين حكم ، هو الآخر فى الأصل ؛ فيدل وجوده فيه على أنه مقلوب ممّا ذلك الحكم له فى الأصل ؛ نحو : أيس ، فإنّه مقلوب من : «يئس» ؛ ولذلك صحّ كما صحّ يئس.

* * *

__________________

(١) البيت : للأجدع بن مالك.

الشاهد فيه قوله شواعي يريد : شوائع ، فقلب وأبدل الهمزة ياء.

ينظر : لسان العرب (شيع) ، (شزن) ، (شعا) ، والمؤتلف والمختلف ص ٤٩ ، والمعاني الكبير ص ٥٤ ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٨١١ ، وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٧٤٣ ، والمقتضب ١ / ١٤٠ ، والممتع في التصريف ٢ / ٦١٥ ، والمنصف ٢ / ٥٧.

(٢) في ط : به أربعة أشياء.

٥٥٣

باب الحذف على غير قياس

وذلك فى أحد عشر حرفا : الهمزة ، والألف ، والواو ، والياء ، والهاء ، والنّون ، والباء ، والحاء ، والخاء ، والفاء ، والطّاء ؛ فجاء الحذف فى الهمزة على غير قياس فى : «الله» ، وأصله «إله» ، وفى ناس ، وأصله : أناس ، وفى : خذ ، وكل ، ومر ، والأصل : أوخذ ، وأوكل ، وأومر ، و «أب» قالوا / : «يابا فلان» ؛ قال أبو الأسود [من الكامل] :

٣٥٤ ـ يابا المغيرة ربّ أمر معضل

فرّجته بالمكر منّى والدّها (١)

وحكى أبو زيد : «لابا لك» ، وفى : يرى ، وترى ، وأرى ، ونرى ، فى لغة من لا ينقل الهمزة فى مثله ، والأصل : يرأى ، وترأى وأرأى ، ونرأى.

وفى : سواية حكى أبو زيد «سؤته سواية» ، والأصل : سوائية ، وفى : براء ، والأصل : برآء.

وجاء فى الألف فى أما ، فقالوا : أم والله ، والأصل : أما والله ، وفى الوقف (٢) فى الضرورة ؛ نحو قوله : [من الرمل]

٣٥٥ ـ

رهط مرجوم ورهط ابن المعلّ (٣)

يريد : ابن المعلّى ، وقد تقدّم ذكره.

وفى : «لهفى» (٤) ؛ نحو قوله [من الوافر] :

٣٥٦ ـ ولست براجع ما فات منّى

بلهف ، ولا بليت ، ولا لو انّى (٥)

يريد : «بلهف» من قولك : يا لهفى ، وجاء فى الواو فى غد ، وأخ ، وأب ، وحم

__________________

(١) الشاهد فيه قوله : يابا المغيرة يريد يا أبا المغيرة فحذف الهمزة من أبا ضرورة.

ينظر : ديوانه ص ٣٧٨ ، والممتع في التصريف ٢ / ٦٢٠ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٣٤١ ورصف المباني ص ٤٤.

(٢) في ط : الوقت.

(٣) تقدم برقم (٢٥٤).

(٤) في أ: لهفها.

(٥) تقدم برقم (١١٨).

٥٥٤

، وهن ، واسم ، لأنّه من : السّموّ ، وكرة ، وقلة ، لقولهم : كروت بالكرة ، وقلوت بالقلة ، وفى : ثبة ، وظبة ؛ حملا لهما على الأكثر.

وجاء فى الياء فى : يد ، ومائة ، إلا أنّ أبا الحسن حكى : «أخذت مأيا» ، وفى : دم ، وجاء فى الهاء فى : شفة ؛ لقولهم : شفاه ، وفى عضة لقولهم : عضيهة ، وفى : فم : لقولهم أفواه ، وفى : شاة ؛ لقولهم : شياه ، وجاء فى النون فى «مذ» لقولهم : منذ ، فى معناها ، وفى دد ، والأصل : ددن ، وفى : فل ؛ لأنّه من «فلان».

وجاء فى الباء فى : رب ، والأصل : ربّ ، وجاء فى الحاء فى : حر ، والأصل حرح لقولهم : أحراح ؛ قال [من الرجز] :

٣٥٧ ـ إنّى أقود جملا ممراحا

ذا قبّة مملوءة أحراحا (١)

وجاء فى الخاء فى «بخ» ، والأصل : بخّ بالتشديد ، وجاء فى الفاء فى : «أف» ؛ لأنّ الأصل : أفّ بالتشديد.

وحكى أحمد بن يحيى : سو أفعل ، فى معنى : سوف أفعل ، وجاء فى الطّاء فى : قط ؛ لأنّه من قططت ، أى : قطعت ، تقول : ما فعلته قط ، أى : فيما انقطع من عمرى.

__________________

(١) البيت للفرزدق.

والحر : فرج المرأة.

والشاهد فيه قوله : «أحراح» مما يدلّ على أنّ مفرده «حرح» ، وأنّ اللام المحذوفة في «حر» هو الحاء.

الحيوان ٢ / ٢٨٠ ، وليس في ديوانه ، وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب ١ / ١٨٢ ، ولسان العرب (حرح) ، والممتع في التصريف ٢ / ٦٢٧.

٥٥٥

باب الضّرائر

اعلم : أنّه يجوز فى الشعر وما أشبهه من الكلام المسجوع ما لا يجوز فى الكلام غير المسجوع ، من ردّ فرع إلى أصل ، أو تشبيه غير جائز بجائز اضطرّ إلى / ذلك ، أو لم يضطرّ إليه ؛ لأنه موضع قد ألفت فيه الضرائر (١).

وأنواعها منحصرة فى الزّيادة ، والنقص ، والتّقديم ، والتأخير ، والبدل :

فالزّيادة تنحصر فى زيادة حرف ؛ نحو تنوين الاسم غير المنصرف ، إذا لم يكن آخره ألفا ، ردّ إلى أصله من الانصراف ؛ نحو قوله تعالى : (قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً) [الإنسان : ١٥ ، ١٦] فى قراءة من صرف الأول منهما ، ونحو قول أميّة بن أبى الصّلت (٢) [من الخفيف] :

__________________

(١) م : باب الضرائر

قولى : «اضطر فى ذلك ولم يضطر ؛ لأنه موضع قد ألفت فيه الضرائر» مثال تجويزهم فيه مالا يجوز فى الكلام من غير اضطرار قوله [من الرمل] :

كم بجود مقرف نال العلا

وكريم بخله قد وضعه

تقدم في المقرب برقم (٢٤٥).

ففصل بين «كم» وما أضيف إليه بالمجرور من غير اضطرار إلى ذلك إذ له أن ينصب أو يرفع ويجعل «كم» واقعة على المرار ؛ كأنه قال : كم مرة مقرف نال العلا بجوده ، وقد يروى البيت بثلاثة أوجه ، وأما تجويزهم ذلك فيه عند الاضطرار فعليه أكثر الضرائر. أه.

[قال المصنف في أخر كتاب «مثل المقرب»] تم الكتاب بحمد الله وعونه وحسن توفيقه وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وأزواجه وذريته وسلم تسليما كثيرا. أه.

(٢) أمية بن عبد الله أبي الصلت بن أبي ربيعة بن عوف الثقفي : شاعر جاهلي حكيم. من أهل الطائف. قدم دمشق قبل الإسلام. وكان مطلعا على الكتب القديمة يلبس المسوح تعبدا. وهو ممن حرموا على أنفسهم الخمر ونبذوا عبادة الأوثان في الجاهلية. ورحل إلى البحرين فأقام ثماني سنين ظهر في أثنائها الإسلام ، وعاد إلى الطائف ، فسأل عن خبر محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وسلّم فقيل له : يزعم أنه نبي. فخرج حتى قدم عليه بمكة وسمع منه آيات من القرآن ، وانصرف عنه ، فتبعته قريش تسأله عن رأيه فيه. فقال : أشهد أنه على الحق ، قالوا : فهل تتبعه؟ فقال : حتى أنظر في أمره. وخرج إلى الشام. وهاجر رسول الله إلى المدينة ، وحدثت وقعة بدر ، وعاد أمية من الشام ، يريد الإسلام ، فعلم بمقتل أهل بدر وفيهم ابنا خال له ، فامتنع. وأقام في الطائف إلى أن مات (سنة ٥ ه‍).

٥٥٦

٣٥٨ ـ فأتاها أحيمر كأخى السّه

م بعضب فقال : كونى عقيرا (١)

فإن كان آخره ألفا ؛ نحو : حبلى ، لم يصرف.

وزيادة حركة ، نحو تحريك العين الساكنة إتباعا لما قبلها ، وتشبيها بتحريكها إذا نقلت إليها الحركة ممّا بعدها ، فى الوقف ؛ نحو قولك : قام عمرو ، ومن ذلك قوله (٢) [من البسيط] :

٣٥٩ ـ إذا تحرّك نوح قامتا معه

ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا (٣)

يريد : الجلد.

وزيادة كلمة ؛ نحو : زيادة «أن» بعد كاف التشبيه ؛ تشبيها لها بزيادتها بعد «لمّا» ؛ نحو قوله [من الطويل] :

٣٦٠ ـ ويوما توافينا بوجه مقسّم

كأن ظبية تعطو إلى وارق السّلم (٤)

أى : كظبية.

والنّقص منحصر فى نقص حرف ؛ نحو حذف صلة هاء الضمير فى الوصل ؛ إجراء له مجرى الوقف ؛ ومن ذلك قوله [من البسيط] :

٣٦١ ـ أو معبر الظّهر ينبى عن وليّته

ما حجّ ربّه فى الدّنيا ولا اعتمرا (٥)

__________________

ينظر : الأعلام ٢ / ٢٣ ، خزانة البغدادي ١ / ١١٩ ، سمط اللآلي ٣٦٢ ، جمهرة الأنساب ٢٥٧ ، تهذيب ابن عساكر ٣ / ١١٥.

(١) الشاهد فيه صرف : أحيمر للضرورة الشعرية ، وهو ممنوع من الصرف لأنه مصغر أحمر الممنوع من الصرف الذي له شبه بالفعل المضارع ، ولو لا هذا الشبه لتصرف مصغره.

ينظر : ديوانه ص ٣٥ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٧٧ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٥٤١.

(٢) في أ: قول الهذلي.

(٣) البيت : لعبد مناف بن ربع الهذلي ويروى هكذا :

إذا تأوّب نوح قامتا معه

ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا

والشاهد فيه الجلد حيث حرك اللام الساكنة ، وهذا من أقبح الضرورات.

ينظر جمهرة اللغة ص ٤٨٣ ، والدرر ٦ / ٢٣٢ ، وشرح أشعار الهذليين ٢ / ٦٧٢ ، ولسان العرب (لمع) ، (جلد) ، (عجل) ، ونوادر أبي زيد ص ٣٠ ، وبلا نسبة في الخصائص ٢ / ٣٣٣ ، والمنصف ٢ / ٣٠٨.

(٤) تقدم برقم ٥٨.

(٥) البيت : لرجل من باهلة.

٥٥٧

والأحسن إذا حذفت الصّلة ، أن تسكّن الهاء ، حتى تكون قد أجريت الوصل مجرى الوقف ، إجراء كاملا ؛ نحو قوله [من البسيط] :

٣٦٢ ـ وأشرب الماء مابى نحوه عطش

إلا لأنّ عيونه سيل واديها (١)

ونقص حركة ؛ نحو حذف حركة الباء من : أشرب ، فى قوله [من السريع] :

٣٦٣ ـ فاليوم أشرب غير مستحقب

إثما من الله ولا واغل (٢)

تشبيها للمنفصل بالمتّصل ؛ ألا ترى أنّ «ربغ» بمنزلة عضد ، فكما تسكّن الضّاد من : عضد ؛ فكذلك سكّنت الباء.

ونقص كلمة ؛ نحو حذف المضاف وإقامة المضاف / إليه مقامه ، وليس فى الكلام

__________________

الشاهد فيه قوله : ربه فإنه اختلس الضمة التي على الضمير اختلاسا فلم يشبعها حتى تنشأ عنها الواو للضرورة الشعرية.

ينظر : شرح أبيات سيبويه ١ / ٤٢٢ ، والكتاب ١ / ٣٠ ، وبلا نسبة في الإنصاف ٢ / ٥١٦ ، وخزانة الأدب ٥ / ٢٦٩ ، ولسان العرب (عبر) ، والمقتضب ١ / ٣٨.

(١) البيت : بلا نسبة في : خزانة الأدب ٥ / ٢٧٠ ، ٦ / ٤٥٠ ، والخصائص ١ / ١٢٨ ، ٣١٧ ، ١٨٢ ، والدرر ١ / ١٨٢ ، ورصف المباني ص ١٦ ، وسرّ صناعة الإعراب ٣ / ٧٣٧ ، ولسان العرب (ها) ، والمحتسب ١ / ٢٤٤ ، وهمع الهوامع ١ / ٥٩.

الشاهد فيه قوله (عيونه) حيث حذف ضمة الهاء ضرورة.

(٢) البيت : لامرئ القيس.

المستحقب المكتسب ، وأصله من استحقب أي : وضع في الحقيبة.

الواغل : الداخل على القوم في شرابهم وطعامهم من غير أن يدعوه إليه.

والشاهد فيه قوله : «أشرب» حيث سكّن الباء ضرورة. ويروى : فاليوم أسقى ، وعلى هذا الرواية لا شاهد فيه.

ينظر : ديوانه ص ١٢٢ ، وإصلاح المنطق ص ٢٤٥ ، ٣٢٢ ، والأصمعيات ص ١٣٠ ، وجمهرة اللغة ص ٩٦٢ ، وحماسة البحتري ص ٣٦ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٠٦ ، ٨ / ٣٥٠ ، ٣٥٤ ، ٣٥٥ ، والدرر ١ / ١٧٥ ، ورصف المباني ص ٣٢٧ ، وشرح التصريح ١ / ٨٨ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٦١٢ ، ١١٧٦ ، وشرح شذور الذهب ص ٢٧٦ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٥٦ ، وشرح المفصل ١ / ٤٨ ، والشعر والشعراء ١ / ١٢٢ ، والكتاب ٤ / ٢٠٤ ، ولسان العرب (حقب) ، (دلك) ، (وغل) ، والمحتسب ١ / ١٥ ، ١١٠ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١ / ٦٦ ، والاشتقاق ص ٣٣٧ ، وخزانة الأدب ١ / ١٥٢ ، ٣ / ٤٦٣ ، ٤ / ٤٨٤ ، ٨ / ٣٣٩ ، والخصائص ١ / ٧٤ ، ٢ / ٣١٧ ، ٣٤٠ ، ٣ / ٩٦ ، وهمع الهوامع ١ / ٥٤.

٥٥٨

ما يدلّ عليه ؛ نحو قوله [من الطويل] :

٣٦٤ ـ عشيّة فرّ الحارثيّون ، بعد ما

قضى نحبه فى ملتقى القوم هوبر (١)

يريد : ابن هوبر.

والتقديم والتأخير منحصر فى تقديم حرف على حرف؛ نحو : شواعى، فى شوائع، وقد تقدّم ذكره.

وفى تقديم بعض الكلام على بعض ، وإن كان لا يجوز ذلك فى الكلام ؛ تشبيها بما يجوز ذلك فيه ؛ نحو قوله [من الطويل] :

٣٦٥ ـ لها مقلتا أدماء طلّ خميلة

من الوحش ما تنفكّ ترعى عرارها (٢)

التقدير : لها مقلتا أدماء من الوحش ما تنفكّ ترعى خميلة طلّ عرارها.

والبدل : منحصر فى إبدال حرف من حرف ؛ نحو إبدال الياء من الباء فى : أرانب ، جمع أرنب ؛ تشبيها لها بالحروف التى يجوز ذلك فيها ، وقد تقدّم ذكره.

وفى إبدال حركة من حركة ؛ نحو إبدال الكسرة التى قبل ياء المتكلّم فى غير النّداء ؛ تشبيها بالنداء ؛ نحو قوله [من الوافر] :

٣٦٦ ـ أطوّف ما أطوّف ثمّ آوى

إلى أمّا ويروينى النّقيع (٣)

يريد : إلى أمّى.

وإبدال كلمة من كلمة ؛ نحو قوله [المنسرح] :

٣٦٧ ـ وذات هدم عار نواشرها

تصمت بالماء تولبا جدعا (٤)

فأوقع التّولب ، وهو ولد الحمار على الطّفل ؛ تشبيها له به.

__________________

(١) تقدم برقم (١٦٢).

(٢) البيت بلا نسبة ، في كتاب العين ١ / ٨٦.

(٣) تقدم برقم (١٦٦).

(٤) البيت لأوس بن حجر ، ونسب لبشر بن أبي خازم.

ينظر : البيت لأوس بن حجر في ديوانه ص ٥٥ ، ولسان العرب (تلب) ، (جدع) ، (هدم) ، وتهذيب اللغة ١ / ٣٤٦ ، والمخصّص ١٤ / ٦٤ ، وتاج العروس (تلب) ، (هدم) ، والمزهر ٢ / ٣٧٨ ، والخصائص ٣ / ٣٠٦ ، ولبشر بن أبي خازم في ديوانه ص ١٢٧ ، ولأوس بن حجر أو لبشر بن أبي خازم في تاج العروس (جدع) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ١٣١٣ ، ومقاييس اللغة ١ / ٤٣٢ ، وديوان الأدب ٢ / ٣٥ ، والعقد الفريد ٢ / ٤٨٣.

٥٥٩

فهذه جملة أصناف الضّرائر ، وقد تقدّم ذكر أكثرها مفصّلا فى تضاعيف الأبواب ، فأغنى ذلك عن إعادته هنا.

ويجوز القياس على ما كثر استعماله من ذلك ، وما لم يكثر ، فلا سبيل للقياس عليه.

وجاء فى آخر المخطوط : آخره ، ولله الحمد والمنة على فراغه على يد عبده وفقيره إلى عفوه : محمد بن يوسف بن عبد الكريم العراقى فى العشر الآخر من ذى الحجة سنة إحدى وعشرين وسبعمائة.

* * *

٥٦٠