المقرِّب ومعه مُثُل المقرِّب

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »

المقرِّب ومعه مُثُل المقرِّب

المؤلف:

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »


المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-0067-X
الصفحات: ٦٤٨

وإلى : دستواء ، وبهراء ، وصنعاء ، وروحاء : صنعانىّ ، وبهرانىّ ، ودستوانىّ / ، وروحانى ، وإلى حروراء ، وجلولاء : حرورىّ ، وجلولىّ ، وإلى أميّة ، وطهيّة : أموىّ [بفتح الهمزة](١) ، وطهوى ، بفتح الطاء وتسكين الهاء.

وإلى : عبد قيس ، وعبد شمس ، وعبد الدار ، وحضرموت ، ودراء بجرد ، وامرئ القيس الشّاعر خاصّة : عبقسىّ ، وعبشمىّ ، وعبدرىّ ، وحضرمىّ ، ودراوردى ، ومرقسىّ ، وإلى : سوق مازن : سقزنى ، وإلى : سوق الليل : سقلىّ ، وإلى : سوق العطش : سقشىّ ، وإلى : سوق يحيى : سقحى ، وإلى : دار البطيخ : دربخىّ ، وإلى : كنت : كنتىّ ، قال : [من الطويل] :

٢٨٧ ـ ولست بكنتىّ ولست بعاجن

وشرّ الرّجال الكنتنىّ وعاجن (٢)

* * *

__________________

(١) سقط في ط.

(٢) البيت : للأعشي. ويروى صدر البيت هكذا :

وما أنا كنتي وما أنا عاجن

 ............

والشاهد فيه قوله : كنتيّ حيث نسب إلى الجملة كنت ، وذلك على لغة بعض العرب.

ينظر : الدرر ٦ / ٢٨٤ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٩٣ ، وليس في ديوانه ، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٨٢ ، وتذكرة النحاة ص ٥٣٩ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٢٢٤ ، وشرح الأشموني ٣ / ٧٣٥ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٢ / ٧٧ ، وشرح شواهد الشافية ص ١١٨ ، وشرح المفصل ١ / ١٤ ، ٦ / ٧ ، ولسان العرب (عجن) يروى هكذا :

فأصبحت كنتيّا وهيجت عاجنا

وشر خصال المرء كنت وعاجن

وهو فيه منسوب لجرير

وفي أ: عاجز بدل من عاجن في الشطرين.

٤٦١

باب التّاء اللّاحقة الاسم للتّأنيث

وهى تأتى على تسعة أضرب :

الأول : دخولها فارقة بين [نعت](١) المذكّر والمؤنّث ؛ نحو : ضارب ، وضاربة.

الثانى : دخولها فارقة بين المذكّر والمؤنّث فى الأسماء التى ليست بصفات ؛ نحو : امرئ ، وامرأة ، ورجل ، ورجلة ، وغلام ، وغلامة.

الثالث : دخولها فارقة بين الجنس والواحد منه ؛ نحو : تمرة ، وتمر ، وشعرة ، وشعر (٢).

الرابع : دخولها غير فارقة : بل لتأنيث اللفظ ، نحو : بلدة ، ومدينة ، أو لتأكيد معنى التأنيث نحو : نعجة وناقة.

الخامس : دخولها للمبالغة نحو : علّامة ، ونسّابة.

السادس : اللاحقة للجمع الذى على حدّ : فعاعل ، وهى على أربعة أنحاء : إمّا للدلالة على العجمة والنّسب ، نحو سيابجة ، واحدهم : سيبجىّ.

أو على العجمة وحدها ؛ نحو : موارجة.

أو على النّسب وحده ؛ نحو : أشاعثة ، ومهالبة.

أو عوضا من ياء محذوفة ؛ نحو : مرازبة (٣) وجحاجحة.

لا تحذف التاء ، إلا أن تزيد الياء ، فتقول : [مرازيب] جحاجيح.

السابع : دخولها لتأنيث الجمع ؛ نحو : حجارة ، وعمومة.

الثامن : لحاقها الاسم المضاف إلى ياء المتكلّم فى النّداء عوضا من الياء ؛ وذلك فى : أب ، وأم ، فتقول : يا أبة ، ويا أمّة ، تريد : يا أبى ، ويا أمّى.

التاسع : لحاقها الجمع فرقا بينه وبين المفرد ، ولم تجئ إلا قليلا ؛ نحو : كمأة [للجمع] ، وكمء للواحد ، وبغالة للجمع ، وبغال للواحد.

__________________

(١) سقط في ط.

(٢) في أ: وشعيرة وشعير.

(٣) في أ: فرازنة.

٤٦٢

باب نونى التّوكيد : / الشّديدة والخفيفة

ولا يلحقان إلا الأفعال غير الماضية ؛ ولذلك لم يلحقا (١) بـ : هلمّ ، فى لغة أهل الحجاز ؛ لأنّها اسم فعل ولحقتاها فى لغة بنى تميم ؛ لأنها فعل (٢) ضم إليه (٣) «ها» التى للتنبيه وحذفت الألف لكثرة الاستعمال ؛ ولذلك اتصل بها فى لغتهم ضمائر الرفع ؛ كما تتصل بـ «ردّ» وبابه.

ومعناهما التأكيد ، والشديدة أكثر تأكيدا (٤) ، ولا تلحقان الفعل إلا فى مواضع لا تتعدّى بابها ، وهى (٥) : الأمر ، والنّهى ، والاستفهام ، والعرض ، والتحضيض ، والدّعاء ، والجزاء ، إذا وقعت ما بين أداة الشرط وبين الفعل الذى دخلت عليه النون ، والفعل الذى دخلت عليه لام القسم ، إلا أنّهما يلزمان فى القسم ، ولا يلزمان فيما عدا ذلك.

فهذه جملة أماكنها فى فصيح الكلام.

وقد يلحقان ـ أيضا ـ الفعل إذا دخلت عليه ربّما ، وكثر ما ، وقلّما ، أو زيدت قبله ما ، قالوا : «بجهد ما تبلغنّ» ، و «بألم ما تختننه» (٦) وقوله [من الطويل] :

__________________

(١) في ط : تلحقها.

(٢) م : باب نونى التوكيد الشديدة والخفيفة قولى : «ولحقتاها فى لغة بنى تميم ؛ لأنها فعل» مثال ذلك : هلمّن فى الأمر للواحد ، وهلمّن فى الأمر للواحدة وهلمان فى الأمر للاثنين ، وهلمّن فى الأمر لجماعة المذكرين ، وهلمّنانّ فى الأمر لجماعة المؤنث. أه.

(٣) في ط : إليها.

(٤) في أ: توكيدا.

(٥) م : وقولى : «ولا تلحقان الفعل إلا فى مواضع لا تتعدى بابها ...» إلى آخره ، مثال إلحاقهما فى الأمر : اضربن ، واضربن ، ومثاله فى النهى : لا تضربن ، ولا تضربن ، ومثاله فى الاستفهام : هل تضربن؟ وهل تضربن؟ ومثاله فى العرض : ألا تنزلن وألا تنزلن ، ومثاله فى التحضيض : هلا تضربن زيدا ، وهلا تضربن زيدا ، ومثاله فى الدعاء : ارحمن زيدا ، وارحمن زيدا ، ومثاله فى الجزاء إذا وقعت ما بين أداة الشرط وبين الفعل الذى دخلت عليه النون قوله تعالى : (وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً ...) [الأنفال : ٥٨]. أه.

(٦) في ط : ما بألم تختننّه.

٤٦٣

 ٢٨٨ ـ ................

وفى عضة ما ينبتنّ شكيرها (١)

و «بعين ما أرينّك».

وقد تلحقان ـ أيضا ـ فى الشعر الفعل فى الجزاء ، بغير ما ، والفعل المنفى بلم ، والموجب نحو قوله [من الكامل] :

٢٨٩ ـ من يثقفن منهم فليس بآيب

أبدا وقتل بنى قتيبة شاف (٢)

ونحو قول الآخر [من الرجز] :

٢٩٠ ـ يحسبه الجاهل ما لم يعلما

شيخا على كرسيّه معمّما (٣)

__________________

(١) عجز بيت وصدره :

إذا مات منهم ميّت سرق ابنه

 ...........

ويروى «ومن» بدلا من «وفى»

والشاهد فيه أنّ زيادة «ما» للتوكيد بمنزلة اللام ، ولذا جاز توكيده بالنون.

ينظر أوضح المسالك ٤ / ١٠٣ ؛ وخزانة الأدب ٤ / ٢٢ ، ٦ / ٢٨١ ، ١١ / ٢٢١ ، ٤٠٣ ؛ وشرح الأشمونى ٢ / ٤٩٧ ؛ وشرح التصريح ٢ / ٢٠٥ ؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ١٦٤٣ ؛ وشرح شواهد المغنى ٢ / ٧٦١ ؛ والكتاب ٣ / ٥١٧ ؛ ولسان العرب (شكر) (عضه) ؛ ومغنى اللبيب ص ٢ / ٣٤٠.

(٢) البيت : لبنت مرة بن عاهان ، ونسب لبنت أبي الحصين.

والشاهد فيه قوله : من يثقفن حيث أكّد الفعل المضارع الواقع بعد أداة الشرط من بالنون الخفيفة من غير أن تتقدّم على المضارع ما الزائدة المؤكدة للشرط ، وهذا من الضرورات الشعريّة.

ينظر : البيت لبنت مرة بن عاهان في خزانة الأدب ١١ / ٣٨٧ ، ٣٩٩ ، والدرر ٥ / ١٦٣ ، ولبنت أبي الحصين في شرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٦٢ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ١٠٧ ، وشرح الأشموني ٢ / ٥٠٠ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٠٥ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٤٧ ، والكتاب ٣ / ٥١٦ ، والمقتضب ٣ / ١٤ ، والمقاصد النحويّة ٤ / ٣٣٠ ، وهمع الهوامع ٢ / ٧٩.

(٣) اختلف في نسبة البيت إلى العجاج ، أو لأبي حيان الفقعسي ، أو لمساور العبسي ، أو للدبيري أو لعبد بنى عبس.

والشاهد فيه : قوله : «ما لم يعلما» يريد «ما لم يعلمن» فأكد المضارع بنون التوكيد وهو منفى بلم.

ينظر : البيت للعجاج في ملحق ديوانه ٢ / ٣٣١ ، وله أو لأبي حيان الفقعسي أو لمساور العبسيّ أو للدبيريّ أو لعبد بني عبس في خزانة الأدب ١١ / ٤٠٩ ، ٤١١ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٩٧٣ ، والمقاصد النحويّة ٤ / ٨٠ ، ولمساور العبسيّ أو للعجاج في الدرر ٥ / ١٥٨ ، ولأبي حيان الفقعسي في شرح التصريح ٢ / ٢٠٥ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٢٩ ، وللدبيري

٤٦٤

وقول الآخر [من المديد] :

٢٩١ ـ ربّما أوفيت فى علم

ترفعن ثوبى شمالات (١)

فأمّا قولهم : «أقسمت لما (٢) تفعلنّ» فسوغ إدخال النون أنّ الموضع طلب ؛ فصار بمنزلة قولك : لا تفعلن (٣).

والفعل الذى تلحقه إحدى النّونين : إمّا أن يكون صحيح اللام أو معتلّها.

__________________

في شرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٦٦ ، وبلا نسبة في الإنصاف ١ / ٤٠٩ ، وأوضح المسالك ٤ / ١٠٦ ، وخزانة الأدب ٨ / ٣٨٨ ، ٤٥١ ، ورصف المباني ٢٢٩ ، ٣٣٥ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٦٧٩ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٩٨ ، وشرح ابن عقيل ٥٤٦ ، وشرح المفصّل ٩ / ٤٢ ، والكتاب ٣ / ٥١٦ ، ولسان العرب (شيخ) (خشي) ، (عمي) (الألف اللينة) ، ومجالس ثعلب ص ٦٢٠ ، ونوادر أبي زيد ص ١٣٢ ، وهمع الهوامع ٢ / ٧٨ ، وتهذيب اللغة ١٥ / ٦٦٤ ، وتاج العروس (خشي) ، (عمي).

(١) البيت لحريمة الأبرش.

و (أوفيت) على الشيء : أشرفت عليه ، ففي بمعنى على ، ويجوز أن تكون بمعناها على تقدير أوفيت على مكان عال في جبل. وقال ابن الأعرابي : يقال أوفيت رأس الجبل.

والعلم بفتحتين : الجبل. والشّمال ، بالفتح ويجوز الكسر بقلّة ، وهي الرّيح التي تهبّ من ناحية القطب. وفيها لغات : شمل بسكون الميم وفتحها ، وشمأل بالهمز كجعفر ، وقد يشدّد لامه ، وشأمل مقلوب منه ، وشيمل كصيقل ، وشومل كجوهر ، وشمول كصبور ، وشميل كأمير. وجمع الأوّل شمالات وبه أنشده الجوهريّ. ويجمع على شمائل أيضا بخلاف القياس.

وفي البيت شاهدان : أولهما قوله : ربّما أوفيت حيث كفّت ما ربّ عن عمل الجر ، فدخلت على الجملة الفعليّة ، وثانيهما قوله : ترفعن حيث أكّد الفعل بالنون الخفيفة بعد ما المسبوقة بـ «ربّ» ، وهذا نادر.

ينظر : الأزهية ص ٩٤ ، ٢٦٥ ، والأغاني ١٥ / ٢٥٧ ، وخزانة الأدب ١١ / ٤٠٤ ، والدرر ٤ / ٢٠٤ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٨١ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٢ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢١٩ ، وشرح شواهد المغني ص ٣٩٣ ، والكتاب ٣ / ٥١٨ ، لسان العرب (شيخ) ، (شمل) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٤٤ ، ٤ / ٣٢٨ ، ونوادر أبي زيد ص ٢١٠ ، وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٢٩٣ ، ٣٦٦ ، ٣٦٨ ، وأوضح المسالك ٣ / ٧٠ ، والدرر ٥ / ١٦٢ ، ورصف المباني ص ٣٣٥ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٩٩ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٠٦ ، وشرح المفصل ٩ / ٤٠ ، وكتاب اللامات ص ١١١ ، ومغني اللبيب ص ١٣٥ ، ١٣٧ ، ٣٠٩ ، والمقتضب ٣ / ١٥ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٨ ، ٧٨.

(٢) في ط : لما لم.

(٣) في ط : تفعلن.

٤٦٥

فإن كان صحيحا ، فإن اتّصل بالفعل ضمير جماعة المذكرين العاقلين ، أو ضمير ما أجرى مجراهم ، أو علامتهم ، حذفت الضمير أو العلامة ؛ لالتقاء الساكنين ، وأبقيت ما قبل النون مضموما ؛ لتدلّ على المحذوف فتقول : اضربنّ ، وقومنّ ، والزيدون هل يقومنّ؟ وهل يقومنّ الزيدون؟ بضم الميم فى لغة من قال : «أكلونى البراغيث».

وإن اتصل به ضمير الواحدة المخاطبة ألحقت إحدى النونين / وحذفت الضمير لالتقاء الساكنين ، وأبقيت ما قبل النون مكسورا ؛ ليدلّ على المحذوف ؛ فتقول : اضربنّ ، وهل تضربنّ؟ وهل تقومنّ؟ وقومن.

وإن اتصل به ضمير الاثنين أو نون جماعة المؤنّث ، لم تلحقه إلا الشديدة ، فالذى اتصل به ضمير الاثنين أو علامتهما إذا لحقته الشديدة ، ثبتت الألف ، فتقول : هل تضربانّ (١)؟ ؛ لأنّك لو حذفتها ، لالتبس بفعل الواحد.

والذى اتصل به نون جماعة المؤنّث إذا لحقته الشديدة فرق بينها وبين نون جماعة المؤنّث بالألف ؛ كراهة اجتماع الأمثال ؛ فتقول : هل تضربنانّ.

وإنّما لم تدخل الخفيفة فى هذين الموضعين ؛ لأن الألف لا يجمع بينها وبين ساكن ، إلا أن يكون مدغما نحو : دابّة.

وإن لم يتصل به شىء ممّا ذكر ، ألحقته أى النونين شئت (٢) نحو : اضربنّ ، وهل تضربن؟ ، ولا تقومنّ ، وهل تقومن؟.

وإن كان معتلّها ، فإن اتّصل به شىء مما تقدّم ، كان حكمه فى إلحاق إحدى النونين حكم الصحيح (٣) اللام ، إلا أن تكون الياء التى هى ضمير الواحدة المخاطبة أو الواو التى هى ضمير أو علامة مفتوحا ما قبلهما ، فإنّك إذا ألحقت إحدى النونين ، لم

__________________

(١) زاد في أ: الزيدان.

(٢) في ط زيادة : ما قبلها.

(٣) م : وقولى : «وإن كان معتلا ، فإن اتصل به شىء مما تقدّم ، كان حكمه فى إلحاق إحدى النونين حكم الصحيح» مثال ذلك قولك فى : ارم ، واغز ، وارميا ، واغزوا ، وارموا ، واغزوا ، وارمى ، واغزى ، ارمين ، واغزون : ارمين ، واغزونّ ، وارميانّ ، واغزوانّ ، وارمنّ ، واغزنّ ، وارمنّ ، واغزنّ ، وارمينانّ ، واغزونانّ. أه.

٤٦٦

تحذفهما (١) ، بل تكسر الياء ، وتضم الواو ؛ فتقول : اخشينّ ، واخشونّ.

وإن لم يتصل به شىء ممّا ذكر ، فإن كان آخره ألفا ، قلبتها ياء وفتحتها ، وإن كان آخره ياء أو واوا ، فتحتهما ، فتقول : لتخشينّ ، ولترمينّ ، ولتغزونّ.

وإن كان محذوف الآخر ، رددت إليه المحذوف ؛ فتقول : ارمينّ ، واخشينّ ، واغزونّ.

وبعض بنى فزارة يحذفون الياء مما آخره ياء ، ولا يردونها فيما حذفت منه ، ويلحقون إحدى النونين ، ويبقون ما قبلها مكسورا ؛ فيقولون : ارمنّ ، ولترمنّ ؛ وعلى ذلك قوله [من البسيط] :

٢٩٢ ـ وابكنّ عيشا تولّى بعد جدّته

طابت أصائله فى ذلك البلد (٢)

وقول الآخر [من الطويل] :

٢٩٣ ـ إذا هو آلى قال بالله حلفة

لتغننّ عنّى ذا إناءك أجمعا (٣)

__________________

(١) في ط : تحذفها.

(٢) البيت بلا نسبة فى : خزانة الأدب ١١ / ٤٣٥ ، والدرر ٥ / ١٧٠ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٥٦١ ، ولسان العرب (لوم) ومغني اللبيب ١ / ٢١١ ، وهمع الهوامع ٢ / ٧٩.

الشاهد فيه قوله : وابكن حيث حذف الياء لأنها بعد كسرة وذلك على لغة بني فزارة والأصل ابكين.

(٣) البيت : لحرثية بن عناب.

الشاهد فيه : قوله : «لتغننّ» والأصل «لتغنينّ» فحذف الياء لأنها بعد كسرة على لغة بنى فزارة.

والبيت ـ أيضا ـ شاهد على أن جواب القسم يفتح بلام كي.

ينظر : خزانة الأدب ١١ / ٤٣٤ ، ٤٣٥ ، ٤٣٩ ، ٤٤١ ، ٤٤٣ والدرر ٤ / ٢١٧ ، ومجالس ثعلب ص ٦٠٦ ، والمقاصد النحوية ١ / ٣٥٤ ، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ١٠٧ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٥٥٩ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٥٥٩ ، ٨٣٠ ، وشرح المفصل ٣ / ٨ ، ومغني اللبيب ١ / ٢١٠ ، وهمع الهوامع.

٤٦٧

ذكر الأحكام التّصريفيّة

التّصريف ينقسم قسمين :

أحدهما / : جعل حروف الكلمة على صيغ مختلفة لضروب من المعانى ؛ نحو :

ضرب ، وضارب ، وتضارب ، واضطرب.

فالكلمة التى هى «ضرب» مؤتلفة من : ضاد وراء وباء ، وقد بنيت منها هذه الأبنية لمعان مختلفة.

وهذا النوع منحصر فى التصغير والتكسير والمصادر وأفعالها التى تجرى عليها ، وسائر ما اشتقّ منها بقياس من اسم فاعل أو مفعول أو اسم الزمان أو المكان أو المصدر أو اسم الآلة الّتى اشتقّ اسمها منه ، والمقصور والممدود المقيسين.

وينبغى أن نبيّن فى هذا النوع حروف الزيادة والأدلّة التى يتوصّل بها إلى معرفة زيادتها من أصالتها ؛ فإن أكثر ما ذكر بنى على معرفة ذلك.

والآخر : تغيّر الكلمة عن أصلها من غير أن يكون ذلك التغيّر دالّا على معنى طارئ على الكلمة ؛ نحو تغييرهم : قول إلى : قال.

ألا ترى أنّهم لم يجعلوا ذلك دليلا على معنى خلاف المعنى الذى كان يعطيه قول الذى هو الأصل.

وهذا النوع منحصر فى : الإدغام والنقص كعدة ، والقلب ، وأعنى بذلك : [صيرورة بعض حروف العلّة إلى بعض](١) ، كقال فى : قول.

والإبدال ، وأعنى بذلك : جعل حرف صحيح مكان حرف علّة ، أو حرف علة مكان حرف صحيح ؛ كتخمة فى : وخمة ، ودينار فى : دنّار ، أو جعل حرف صحيح مكان حرف صحيح من غير موجب لذلك ؛ كجدف فى : جدث أو جعل حرف صحيح مكان حرف صحيح يجانسه فى الصفة ، ويفارقه (٢) فى المخرج ؛ لموجب كـ «شمباء» فى «شنباء».

__________________

(١) بدل ما بين المعكوفين في أ: جعل حرف علة مكان حرف علة.

(٢) فى أ: يقاربه.

٤٦٨

والنّقل ؛ كنقل عين شاك ، إلى محل اللام ؛ وكنقل حركة العين إلى الفاء فى نحو : قلت ، وبعت.

وينبغى أن نبينّ فى هذا النّوع حروف البدل ، والقلب ، والأماكن التى تبدل فيها وتقلب والحروف التى تحذف ، وأين يجوز نقل الحركة والحرف ، وأين لا يجوز ذلك.

فإذا بيّنّا جميع ما ذكر فى هذين النّوعين ، فقد أتينا على جملة التصريف.

* * *

٤٦٩

ذكر النّوع الأوّل من التّصريف /

باب التّصغير

التّصغير يأتى على خمسة معان :

أحدها : تحقير شأن الشىء ؛ نحو : زبيد.

والثانى : تقليل ذاته ؛ نحو قولك : بغيل ؛ ومن هذا النحو قولهم : دويهية ، فى الموت لدقتها وخفائها ، وقول أوس (١) [من الطويل] :

٢٩٤ ـ فويق جبيل شامخ لن تناله

بقنّته حتّى تكلّ وتعملا (٢)

يريد : أنّه صعب المرتقى ؛ لكونه صغيرا شامخا ؛ إذ لو كان عظيما ، لاتّسعت طرقه وسهل على سالكه.

والثالث : تقليل عدده ؛ نحو قولك : دريهمات.

والرابع : تقريب الزمان ؛ نحو قبيل العصر.

والخامس : تقريب المنزلة ؛ نحو قولك : أخى ، وصدّيقى ، إنما تريد تقريب منزلة أخيك وصديقك من نفسك ومن هذا النوع قوله [من الوافر] :

٢٩٥ ـ أحار ترى بريقا هبّ وهنا

 ..............

فصغّر البرق تقريبا له من نفسه ؛ لأنّه عنده محبوب ، إمّا لإتيانه إثر جذب ، أو لأنّه لاح من أفق محبوبته ، ولم يرد تحقيره ؛ لقوله بعد :

٢٩٦ ـ ................

كنار مجوس تستعر استعارا (٣)

__________________

(١) في ط زيادة : أيضا.

(٢) الشاهد فيه : قوله جبيل حيث جاء التصغير مفيدا التعظيم ويرى ابن عصفور أن التصغير هنا يفيد : تقليل الذات ؛ لأن الجبل لو كان عظيما لاتسعت طرقه وسهل على سالكه.

ينظر : ديوانه ص ٨٧ ، وسمط اللآلي ص ٤٩٢ ، وشرح شواهد الشافية ص ٨٥ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٣٩٩ ، ولسان العرب (قلزم) ، والمعاني الكبير ص ٨٥٩ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٣ / ٧٠٦ ، وشرح شافية ابن الحاجب ١ / ١٩٢ ، وشرح المفصل ٥ / ١١٤ ، ومغني اللبيب ١ / ١٣٥.

(٣) البيت : مملط (صدره لامرئ القيس وعجزه للتوءم اليشكري).

وفى البيت ثلاثة شواهد :

٤٧٠

ولا يصغّر اسم من الأسماء إلا بالياء ، فأمّا قولهم : دوابة وشوابة ، فى تصغير دابّة ، وشابّة ، فعلى إبدال الألف من الياء ، والأصل : شويبة ، ودويبة.

وأمّا قول الراعى (١) [من الكامل] :

٢٩٧ ـ هداهد كسر الرّماة جناحه

يدعو بقارعة الطّريق هديلا (٢)

فإنّما عنى بهداهد : حماما كثير الهداهد ؛ كما قالوا : جلاجل للكثير الجلاجل.

يقال : هدهد الحمام هدهدة إذا ردّد الصوت.

وأكثر ما ذهب إليه بعض الناس من أنّه تصغير هدهد ليس بصحيح.

__________________

الأول : ـ وهو المقصود هنا ـ قوله : «بريقا» تصغير «برق» والتصغير فيه يفيد تقريب المنزلة.

الثانى : قوله : «حار» ترخيم «حارث».

الثالث : قوله : مجوس حيث ترك صرفه على معنى القبيلة ، وهو الأكثر ، ويجوز صرفه ، ولكنه قليل.

ينظر : ديوان امرئ القيس ص ١٤٧ ، ولسان العرب (مجس) ، ولامرئ القيس في شرح شواهد الإيضاح ص ٤٣٨ ، والكتاب ٣ / ٢٥٤ ، وبلا نسبة في لسان العرب (مجس) ، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٦٠.

(١) عبيد بن حصين بن معاوية بن جندل النميري ، أبو جندل : شاعر من فحول المحدثين كان من جلّة قومه. ولقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل ، عاصر جريرا والفرزدق. وكان يفضل الفرزدق ، فهجاه جرير هجاء مرّا وهو من أصحاب الملحمات.

ينظر : الأعلام (٤ / ١٨٨) ، الأغاني (٢٠ / ١٦٨) ، خزانة البغدادي (١ / ٥٤). والشعر والشعراء (١٥٦).

(٢) الهديل المراد به هنا صوت الهدهد.

الشاهد أن هداهد تصغير هدهد بقلب ياء التصغير ألفا : وقال اللحياني : قال الكسائي : إنما أراد الراعي في شعره بـ «هداهد» تصغير هدهد فأنكر الأصمعي ذلك قال : ولا أعرفه تصغيرا.

قال ابن بري : وهذا تصغير هدهد أبدلت من يائه ألف قال ومثله دوابّة حكاها أبو عمرو ولم يعرف لهما ثالث.

ينظر ديوانه ص ٢٣٨ ، ولسان العرب (هدد) ، (هدل) ، والتنبيه والإيضاح ٢ / ٦٢ ، وجمهرة اللغة ص ١٩٤ ، ١٢١١ ، وتهذيب اللغة ٥ / ٣٥٣ ، ٣٥٤ ، وكتاب العين ٣ / ٣٤٧ ومجمل اللغة ٤ / ٤٤٧ ، وتاج العروس (هدد) ، (هدل) ، والمخصص ٨ / ١٣٤ ، والحيوان ٣ / ٢٤٣ ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٦٨٣. وراجع المزيد من مصادر البيت في ديوانه ص ٢٣٨ ـ ٢٣٩ ، البحر المحيط (٧ / ٥١) ، معجم البلدان (٣ / ٢٨٥) ، المعاني الكبير (١ / ٢٩٧).

٤٧١

والأسماء كلّها تصغّر ، إلا الأسماء المتوغلة فى البناء ، وهى التى لم تعرب قطّ (١) ، ما عدا أسماء الإشارة ، والذى ، والتى من الموصولات وتثنيتهما وجمعهما ، وأيا ، وأمس ، وغدا ، وأوّل من أمس ، والبارحة [وأسماء أيام الأسبوع ، وأسماء شهور السنة](٢) وعند ، ومع ، وغير ، وحسبك ، وسواك ، والأسماء المختصّة بالنفى ؛ نحو : أحد ، وعريب ، وما يراد به التكثير نحو : «باللّيل والنّهار» وكلا (٣) ، والأسماء الواقعة على ما يجب تعظيمه شرعا (٤) ، والأسماء العاملة عمل الفعل ؛ [كاسم الفاعل](٥) ؛ لشبهها به.

والأسماء المصغّرة (٦) ، وأمّا الأفعال / والحروف ، فلا يحقّر منها شىء إلا فعل التعجّب (٧) ، فإنّه حقّر لشبهه بالاسم ، والمراد بالتحقير من جهة المعنى المتعجّب من وصفه.

والاسم الذى تريد تصغيره إن كان مركّبا من اسمين أو من اسم وصوت ، صغّر

__________________

(١) م : باب التصغير

قولى : «والأسماء كلها تصغر إلا الأسماء المتوغلة فى البناء ، وهى التى لم تعرب قط» مثال ذلك : من وما وأين ومتى. أه.

(٢) سقط في أ.

(٣) زاد في أ: وأسماء أيام الأسبوع وأسماء شهور السنة.

(٤) م : وقولى : «والأسماء الواقعة على ما يجب تعظيمه شرعا» أعنى بذلك : أسماء البارئ سبحانه ، وأسماء الأنبياء ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ وما جرى مجرى ذلك ، وإنما لم يجز تصغير ذلك ؛ لأنه نقص لا يصدر إلا عن كافر أو جاهل لما يلزم عنه ، قال المبرد : بلغنى أن ابن قتيبة قال : «مهيمنا» تصغير مؤمن ، والهاء بدل من الهمزة ؛ فوجهت إليه أن اتق الله ؛ فإن هذا يوجب الكفر على من تعمده ، وإنما هو مثل مسيطر.

فإن قيل : إنما يلزم الكفر متعمده على مذهبكم لإنكار تصغير التعظيم ، وأما على مذهب من يجيز ذلك فلا.

فالجواب : أن تصغير التعظيم لم يثبت من كلامهم ، وبتقدير أن ذلك ثابت فى كلامهم فينبغى ألا يقدم على ذلك ، لما فيه من الإيهام. أه.

(٥) سقط في أ.

(٦) م : وقولى : «والأسماء المصغرة» مثل : كميت. أه.

(٧) م : وقولى : «وأما الأفعال والحروف ، فلا يحقر منها شئ إلا فعل التعجب» مثال ذلك قوله [من البسيط] :

ياما أميلح غزلانا شدنّ لنا

من هؤليّائكنّ الضّال والسّمر

[ينظر البيت للمجنون فى ديوانه ص ١٣٠ ، وله أو للعرجى أو لبدوى اسمه كامل

٤٧٢

الصدر منه ، على قياس تصغيره ، لو لم يكن مركبا ، فتقول فى تصغير : «بعلبك» : بعيلبكّ ، وفى تصغير عمرويه : عميرويه ، وإن كان مضافا ، فإن كان علما «كعبد مناف» ، أو جاريا مجراه كأبى بكر ، وسعيد كرز ، صغّرت المضاف على قياس تصغيره ، لو لم يكن مضافا ، ولم يجز تصغير المضاف إليه ، وإن لم يكن علما ولا جاريا مجراه ؛ كغلام خالد فإن أردت تصغيرهما ، أو تصغير أحدهما ، جاز ذلك ، ويكون تصغير كلّ واحد منهما على قياس تصغيره قبل الإضافة.

وإن كان غير مركّب ولا مضاف :

فإمّا أن يكون مفردا ، أو مثنّى ، أو جمع سلامة ، أو جمع تكسير ، أو اسم جنس ، أو اسم جمع.

فإن كان اسم جنس ، أو اسم جمع ، صغّر على قياس نظائره من المفردات ؛ فتقول فى تصغير : قوم ، وتمر : قويم ، وتمير.

وإن كان جمع تكسير : فإنّ القليل منه يصغّر على قياس نظيره من المفردات ؛ فتقول فى تصغير أفلس : أفيلس ، وفى تصغير غلمة : غليمة ، وفى تصغير أرغفة : أريغفة.

إلا ما كان على وزن أفعال ، فإنّه خالف تصغيره قياس تصغير نظائره من المفردات فى بقاء الألف فيه ، وقلبها فى المفرد ؛ فتقول فى : أجمال ، أجيمال ، وفى إجمال ، مصدر أجمل ، أجيميل.

وأمّا الكثير : فإن كان له جمع قلّة ، ردّ إليه فى التصغير ؛ فتقول فى تصغير : فتيان ، وعنوق ، وفلوس : فتيّة وأعينق ، وأفيلس ، وإن شئت حقّرت الواحد وجمعته

__________________

الثقفى أو لذى الرمة أو للحسين بن عبد الله فى خزانة الأدب ١ / ٩٣ ، ٩٦ ، ٩٧ ، والدرر ١ / ٢٣٤ ولكامل الثقفى أو للعرجى فى شرح شواهد المغنى ٢ / ٩٦٢ ، وللعرجى فى المقاصد النحوية ١ / ٤١٦ ، ٣ / ٦٤٣ ، وصدره لعلى بن أحمد العريتى فى لسان العرب (شدن) ، ولعلى بن محمد العرينى فى خزانة الأدب ١ / ٩٨ ، ولعلى بن محمد المغربى فى خزانة الأدب ٩ / ٣٦٣ ، ٥ / ٢٣٣ ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ١١٥ ، والإنصاف ١ / ١٢٧ ، وخزانة الأدب ١ / ٢٣٧ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٦٦ ، وشرح شافية ابن الحاجب ١ / ١٩٠ ، وشرح المفصل ٥ / ١٣٥ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٦٨٢ ، وهمع الهوامع ١ / ٧٦ ، ٢ / ١٩١]. أه.

٤٧٣

بالواو والنون ، إن كان مذكرا عاقلا ، وبالألف والتاء ، إن كان مؤنّثا أو غير عاقل ، فتقول فى تصغير : فتيان ، وعنوق ، وفلوس : فتيون ، وعنيقات ، وفليسات.

وإن لم يكن جمع قلّة صغّرت الواحد ، ثم جمعته على ما ذكر (١) ؛ فتقول فى تصغير رجال ، وحمر جمع أحمر : رجيلون ، وأحيمرون ، وفى تصغير دراهم ، وحمر جمع حمراء : دريهمات ، وحميراوات.

وإن كان له جمع قلّة ولا واحد له ، حقّرت واحده الذى / يقتضيه القياس ، ثم جمعته على ما ذكر ؛ تقول فى تصغير عباديد : عبيديدون ؛ لأنّه إنما يكون جمع عبداد ، أو عبدود ، وكيف كان ، فهذا تحقيره.

فأمّا قولهم : أصيلان ، فى أصلان جمع أصيل ، فشاذّ ؛ لأنّه جمع كثرة ، وبعضهم يقول : أصلال ؛ فيبدل من النون لاما.

وكأنّ الذى سهّل ذلك : أنّه ليس بجمع حقيقى ؛ لأنّهم يقولونه فى معنى أصيل ، لكن جمعوه لمّا جعلوا كلّ جزء من الأصيل أصيلا مجازا.

وإن كان مثنى أو [مجموعا](٢) جمع سلامة ، لم تعتدّ بعلامتى التثنية والجمع ، وصغرته كما كنت تصغّر قبل لحاقهما ؛ فتقول فى تصغير : «بكرين ، وبكرين ، وهندات» : «بكيرين ، وبكيرين ، وهنيدات».

وإن كان مفردا ، فإمّا أن يكون معربا أو مبنيّا : فالمعرب إن كان على حرفين ، ضممت أوله ، وفتحت ثانيه ، وألحقت ياء التصغير ثالثه ، ولا بدّ من ردّ المحذوف.

فإن كان مؤنثا ، ألحقته التاء ، وإن كان مذكّرا ، لم تلحقها إياه ؛ فتقول فى تصغير يد : يديّة ، وفى تصغير دم : دمىّ ، ترد إليهما المحذوف ، وهو الياء وتدغم ياء التصغير فيهما ، وفى تصغير أخ : أخىّ ، ترد إليه المحذوف ، وهو الواو ، ثم تقلبها ياء لإدغام ياء التصغير فيها ، وفى تصغير فم : فويه ، فتحذف الميم وتردّ إليه ما أبدلت منه ، وهو الواو ، وما حذف منه ، وهو الهاء ؛ بدليل قولهم : أفواه.

__________________

(١) م : وقولى : «وإن لم يكن له جمع قلة ، صغرت الواحد ، ثم جمعته على ما ذكر» مثال ذلك قولك فى تصغير دراهم : دريهمات ، وفى تصغير جعافر : جعيفرون. أه.

(٢) سقط فى ط.

٤٧٤

وفى تصغير : سه : ستيهة ، فتردّ إليه (١) المحذوف ، وهو التاء ؛ بدليل قولهم فى الجمع : أستاه.

وفى تصغير عدة : وعيدة ، وإن شئت : أعيدة ؛ فتقلب الواو همزة لانضمامها.

وإذا سمّيت بما هو فى الأصل على حرفين ، الثانى منهما حرف صحيح ، حكمت له بحكم ما حذفت لامه من الأسماء الثلاثيّة.

لأن اللام أكثر ما تحذف منها ، وحكمت على تلك اللام المحذوفة بأنّها ياء أو واو ؛ لأنهما أكثر ما يحذف من اللامات ؛ وذلك نحو أن تسمّى رجلا بـ (إن) التى للجزاء ، فإنك إذا صغّرته قلت : أنىّ.

وإن كان على ثلاثة أحرف ، فإن كان أحد حروفه تاء الإلحاق أو همزة الوصل المعوضتين من المحذوف ، حذفتهما ورددت المحذوف كما فعلت فيما هو على حرفين ؛ فتقول فى تصغير : اسم ، وابن ، وأخت ، وبنت : سمىّ ، وبنىّ ، وبنيّة ، وأخيّة

وإن لم يكن أحد حروفه التاء / ولا الهمزة ، فإن كان صحيحا ضممت أوله وفتحت ثانيه ، وألحقت ياء التصغير إليه (٢) ، فإن كانت فيه تاء التأنيث ، لم تحذفها ؛ فتقول فى تصغير طلحة : طليحة ، وإن لم تكن فيه تاء ، فإن كان مذكّرا ، لم تلحقه التاء ؛ نحو : رجيل ، وحجير.

وإن كان مؤنّثا ، ألحقته إيّاها ؛ نحو : قديمة ، فى تصغير قدم ، إلا البضع (٣) والعشر ، ومادون العشر من أسماء عدد المؤنث التى هى على ثلاثة أحرف ، وإلا ألفاظا من المؤنث شذّت العرب فيها ، فلم تلحقها تاء التأنيث ، وهى : عرس ، ودرع ، وحرب ، فى لغة من أنّثهنّ ، وعرب (٤) ، و «نخل» وفرس.

وقد قالوا فى عرس : عريسة ، على القياس [والمضعف مثله](٥) كذلك ، إلا أنّ

__________________

(١) في أ: نزد إليه.

(٢) في ط : به.

(٣) في أ: الضبع.

(٤) م : وقولى : «وهى عرس ودرع وحرب وعرب» مثال ذلك قولك : عريس ، ودريع ، وحريب ، وعريب. أه.

(٥) في أ: وإن كان مضعفا.

٤٧٥

الإدغام يزول لتوسّط ياء التصغير بين المثلين ؛ تقول فى دنّ : دنين.

وإن كان معتلّ الفاء ، فكذلك إلا أنك إن شئت قلبت الواو همزة ، فتقول فى تصغير : يسر ، ووعد : يسير ، ووعيد ، وإن شئت قلت : أسير ، وأعيد.

وإن كان معتلّ العين ، فإن كانت عينه ياء أو واوا ، فعلت به أيضا كذلك ، إلا أنه [لك أن تكسر](١) الفاء إتباعا للعين إن كانت ياء ، فتقول فى تصغير : بيت : بويت ، وبييت إن شئت وفى تصغير قول : قويل ، فأما قولهم فى تصغير : الشول ، والذّود ، والقوس : شويل ، وذويد ، وقويس ، بغير تاء فشاذّ.

وقد قالوا : قويسة ، على القياس.

وإن كانت الفاء رددتّها إلى أصلها الذى انقلبت عنه ، وهو الياء ، أو الواو.

ويكون حكم الاسم فى التصغير كحكم ما العين منه ياء أو واو ، فتقول فى تصغير : باب ، وناب ، الذى يراد به السنّ ، ودار : بويب ، ونييب ، ودوير.

وأما قولهم فى تصغير الناب للمسنّة من الإبل : نييب ، فشاذّ.

وقد قالوا : نويب ، فشذّوا فى تصغيرها شذوذين :

أحدهما : رد الألف إلى الواو ، وإن كان أصلها الياء.

والآخر : [ترك إلحاقها](٢) تاء التأنيث ، وهى مؤنثة.

وإن جهل أصلها (٣) نحو ألف : آءة ، أو كانت نحو ألف هاء المحذوف من هاء قلبت واوا.

وإن كان معتل اللام ، فعلت به ـ أيضا ـ كذلك ، إلا أنك تدغم ياء التصغير فى حرف العلّة بعدها ؛ فيصير جميع ذلك إلى الياء ؛ فتقول فى تصغير : جرو ، وظبى ، وعصا : جرىّ ، وظبىّ ، وعصيّة.

وإن كان على أربعة أحرف : فإن كان صحيحا ، ضممت أوله وفتحت ثانيه ،

__________________

(١) في أ: إنك إن شئت كسرت.

(٢) في أ: إن لم يلحقوا.

(٣) م : وقولى : «وإن جهل أصلها ... قلبت واوا» مثال ذلك قولك فى تحقير آء اسم شجر :

أويّ. أه.

٤٧٦

وألحقت / ياء التصغير ثالثه ، وكسرت ما بعدها ؛ نحو : جعيفر.

وإن كانت فيه تاء تأنيث ثبتت ؛ نحو : دحيرجة.

وإن لم تكن فيه [لم](١) تلحقها إيّاه.

وإن كان الاسم واقعا على مؤنّث ؛ نحو : خنيصر ؛ فإن كان مضعف الوسط ، فكذلك إلا أن الإدغام يزول لتوسّط علم التصغير بين المثلين ؛ فتقول فى تصغير : بقّم ، بقيقم.

وإن كان مضعّف الآخر ، فكذلك ، إلا أنك لا تكسر ما بعد ياء التصغير ؛ بل تبقى المدغم على ما كان عليه ؛ فتقول فى تصغير : مدقّ ، مديق. وإن لم يكن أحدهما مدغما فى الآخر ، كان حكمه حكم الصّحيح ، وإن شئت زدت ياء قبل الآخر ؛ تفرقة بين المثلين ؛ فتقول فى تصغير : قردد ، قريدد ، وقريديد ، إن شئت.

وإن كان آخر حروفه حرف علّة ، فإن كان رابعا فإمّا ياء وإمّا ألفا ، فإن كان ياء ، فحكمه حكم الصحيح ؛ تقول فى تصغير : معط ، معيط.

وإن كان ألفا لغير تأنيث ، فكذلك إلا أنك تقلب الألف ياء لانكسار ما قبلها ؛ فتقول فى تصغير : أرطى : أريط.

وإن كانت للتأنيث فكذلك ، إلا أنّك لا تكسر ما بعد ياء التصغير ؛ فتقول فى تصغير : حبلى ، حبيلى.

وإن كان ثالثا ، فإمّا ياء وإمّا واوا وإمّا ألفا ، فإن كان ألفا فكذلك ، إلا أنك تدغم ياء التصغير فيها بعد تصييرها ياء ؛ فتقول فى تصغير : منار ، وكتاب : منيّر ، وكتيّب.

وقالوا فى وراء : وريئة ؛ لأنّها لا تنصرف ، فلو لم تلحقها (٢) التاء فى التصغير ؛ لتوهم أن الاسم مذكّر.

وإن كان ياء أدغمت ياء التصغير فيها ، فتقول فى تصغير : عثير : عثيّر.

وإن كان واوا ، فإنّها إن كانت زائدة لغير الإلحاق ، قلبتها ياء وأدغمت ياء التصغير

__________________

(١) سقط في ط.

(٢) في أ: يلحقوا.

٤٧٧

فيها فتقول فى عجوز : عجيّز.

وإن كانت أصلية أو زائدة للإلحاق ، جاز لك فيها القلب والترك ؛ فتقول فى تصغير أسود ، وجهور : أسيود ، وجهيور ، وإن شئت : أسيّد ، وجهيّر.

وإن كان ثانيا ، فعلت به ما تفعل بالصحيح ، إلا أنك تقلب الألف واوا ، فتقول فى تصغير ضارب ، وصيقل ، وكوثر : ضويرب ، وصييقل ، وكويثر.

وإن كان أولا ، فكذلك أيضا ، إلا أنك تقلب الواو همزة ، ولا يلزم ذلك إلا أن تكون بعدها واو أخرى ؛ فتقول فى تصغير : واصل ، ويمين ، ووقود : أو يصل ويمينّ ، ووقيد ، وأقيّد إن شئت.

وإن كان على أزيد من أربعة أحرف ، ولم يكن فى آخره ألف التأنيث ، ولا الألف والنون الزائدتان فى / الآخر ، ولا العلامتان اللتان هما الأصل للتثنية والجمع السالم ؛ فإنّه إن لم تكن فيه زيادة حذفت آخره ، ثم صغّرته كتصغير الرباعى ؛ فتقول فى تصغير : سفرجل ، سفيرج.

وإن شئت ، عوضت من المحذوف ياء قبل الآخر.

وكذلك تفعل بكلّ محذوف منه ، فتقول : سفيريج ، إلّا أن يكون الحرف الذى قبل الآخر من حروف الزيادة ، أو مشبها بحرف منها.

والآخر ليس كذلك ؛ فإنّك تحذف إذ ذاك الآخر ، وإن شئت ، حذفت ما قبله ؛ فتقول فى تصغير خورنق ، وفرزدق : خويرق ، وخويريق ، وفريزق وفريزيق ، وإن شئت قلت : خويرن وخويرين ، وفريزد وفريزيد.

فإن كان الآخر من حروف الزيادة ، لم تحذف غيره ؛ فتقول فى تصغير : شمردل : شميرد.

وإن كان (١) فيه زيادة ، فإنه إن كان على خمسة أحرف ، ورابعه حرف علّة زائد ، ملحقا كان أو غير ملحق ، لم تحذف منه شيئا ، إلا أنّك تقلب حرف العلّة ياء إن كان ألفا أو واوا ؛ فتقول فى تصغير : قنديل ، وبهلول ، وسربال ، ومسرول : قنيديل ، وبهيليل ، وسريبيل ، ومسيريل.

__________________

(١) في أ: كانت.

٤٧٨

إلا أن يكون الحرف الملحق قد أدغم فيه ما قبله ، فإنه لا بدّ إذ ذاك من الحذف ؛ فتقول فى تصغير : عطوّد : عطيّد ، فتحذف إحدى الواوين ، وإن شئت عوّضت فقلت : عطيّيد.

وقالوا : قديديمة ، فى تصغير قدّام ، للعلة التى تقدمت فى : وراء.

وإن لم يكن كذلك ، فلا بدّ من الحذف حتى تصير على أربعة أحرف ، أو على خمسة ، رابعه حرف علّة زائد ، وحينئذ تصغره.

فإن لم يكن فيه إلا زيادة واحدة ، حذفتها حيثما كانت ؛ فتقول فى تصغير : مدحرج ، ومجحفل : دحيرج ، وجحيفل ، وإن شئت قلت : دحيريج ، وجحيفيل.

وإن كان فيها أكثر من زيادة واحدة ، واحتجت إلى حذف بعض وإبقاء بعض ، فإنّك تحذف ما يؤدى إلى قلّة الحذف أو عدم تواليه ، وترك ما ليس كذلك ؛ فتقول فى تصغير : عيطموس ، عطيميس ، فتحذف الياء ؛ لأنّك لو حذفت الواو ، لاحتجت إلى حذف الياء ، فلمّا حذفت الياء / ، لم تحتج إلى حذف ؛ لبقاء الاسم على خمسة أحرف ورابعه حرف علّة زائدة ، وكذلك أيضا تقول فى تصغير : إبراهيم ، وإسماعيل : بريهيم ، وسميعيل ؛ لأنّ الهمزة والميم واللام حكمت لها العرب بحكم الحروف المزيدة. بدليل أنّهم لمّا صغروها تصغير الترخيم ، قالوا : بريه ، وسميع ، فحذفوها.

فإذا لم ترخّم ، وجب أن تحذف الهمزة وتترك الميم واللام ؛ لأنّ حذفهما يؤدى إلى حذف الياء فيتوالى الحذف.

وبمقتضى هذا القياس ورد السّماع ؛ حكى ذلك أبو زيد وغيره.

فإن تساوت فى ذلك ، فإمّا أن تكون ملحقة أو غير ملحقة ، أو بعضها ملحق ، وبعضها غير ملحق.

فإن كانت غير ملحقة ، وكانت لغير معنى ، فإنّك تبقى الذى هو لفظ الأصل ، وتحذف ما ليس كذلك ؛ فتقول فى تصغير : حمارة : حميرة ، تترك الراء ؛ لأنّها من لفظ الأصل ، وتحذف الألف.

فإن كانت من لفظ الأصل ، حذفت التى لا يؤدى حذفها إلى ثقل ، ولا إلى بناء

٤٧٩

غير موجود ، وتركت ما ليس كذلك ؛ فتقول فى تصغير : ذرحرح : «ذريرح» على وزن : «فعيعل» ، وذريريح إن عوّضت ، ولم تقل : «ذيحر» ؛ لأنّ وزنه «فعيلع» ، وهو بناء غير موجود ، ولا «ذحيرح» (١) ؛ لأنه على وزن «فليعل» ، وهو (٢) ـ أيضا ـ بناء غير موجود ، ولا «ذريحح» لثقل اجتماع المثلين.

وإن كانت من غير لفظ الأصل ، حذفت ـ أيضا ـ ما لا يؤدى حذفه إلى بناء غير موجود ، وتركت ما ليس كذلك ؛ فتقول فى تصغير : «استضراب» ، اسم رجل : تضيريب ؛ كتجيفيف فتذهب همزة الوصل (٣) لانضمام الأول ، وتحذف السين ؛ لأنك لو حذفت التاء لقلت : «سضيريب» ، و «سفيعيل» ليس من أبنية كلامهم.

وإن لم يؤد حذف شىء منها إلى ما ليس من أبنية كلامهم ، حذفت المفضولة ، وتركت الفاضلة.

والفاضلة هى المتحركة المتقدمة ، والمفضولة هى الساكنة المتأخرة ، فتقول فى تصغير : إستبرق : أبيرق ، فتذهب السين والتاء لتأخرهما ، وتترك الهمزة لتقدمها ، فإن تفاضلتا حذفت أيّهما شئت ؛ فتقول فى تصغير : قلنسوة ، إن حذفت الواو ؛ لأن النون فضلتها / بالتقدم : قلينسة ، وقلينيسة ، إن عوّضت.

وإن حذفت النون ؛ لأن الواو فضلتها بالتحرك ، قلت : قليسية ، وقليسيّة ، بالتشديد إن عوّضت.

وإن كانت لمعنى ؛ فإنك تثبت المتقدّمة ، وتحذف المتأخرة ؛ فتقول فى تصغير : مقتدر : مقيدر ، ومقيدير ، إن عوضت ، فتثبت الميم ؛ لتقدمها وتحذف التاء لتأخرها.

وإن كان بعضها لمعنى ، وبعضها ليس كذلك ، حذفت التى لغير معنى ، فتقول فى تصغير : مضارب : مضيرب ، ومضيريب إن عوضت.

إلا أن تكون التى لها معنى فى الطرف ، فإنّك مخير فى حذف أيهما شئت ، فتقول فى تصغير : حبارى : حبيرى ، بحذف الألف الأولى ، وهو الاختيار ؛ لأنها لغير

__________________

(١) في ط : ذحيريح.

(٢) في أ: وهو.

(٣) في ط : الأصل.

٤٨٠