المقرِّب ومعه مُثُل المقرِّب

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »

المقرِّب ومعه مُثُل المقرِّب

المؤلف:

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »


المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-0067-X
الصفحات: ٦٤٨

٢٧٠ ـ شهرى ربيع وجماديينه (١)

فأمّا قولهم : قهقران ، وضغرطان ، وهندبان ، فشاذّ لا يقاس عليه.

وإن كان فى آخره همزة بعد ألف زائدة ، فإن كانت أصلية ، كقراء (٢) ، فإنّك تثبتها وتلحق العلامتين ، ويجوز قلبها واوا ، وهو ضعيف.

وإن كانت زائدة للتأنيث (٣) ؛ نحو : حمراء ، قلبت واوا ، ويجوز قلبها ياء فى لغة لبعض بنى فزارة.

وقد شذّت العرب فى أربعة أسماء ، فحذفت الألف والهمزة ؛ وحينئذ : ألحقت العلامتين (٤) ، وهى : خنفساء ، وباقلاء ، وعاشوراء ، وقرفصاء ، وإن كانت بدلا من أصل ككساء ، أو من زائد (٥) للإلحاق كعلباء ، فإن شئت أثبتها ، وإن شئت قلبتها واوا أو ياء ، والأحسن : إثباتها ، ثم قلبها واوا ثم قلبها ياء ، وقلب المبدلة من زائد للإلحاق أحسن من قلب المبدلة من أصل واوا ، والأحسن فى نون الاثنين : أن تكون مكسورة ، وقد تفتح مع الياء ؛ نحو قوله [من الرجز] :

٢٧١ ـ يا ربّ خال لك من عرينه

حجّ على قليّص جوينه

__________________

(١) الرجز لامرأة من فقعس وقبله :

يا رب خال لك من عرينه

فسوته لا تنقضي شهرينه

والشاهد فيه أنّ الاسم الزائد على ثلاثة أحرف ؛ إن كان آخره ألفا قلبت ياء ؛ وهو أيضا شاهد على أن نون التثنية قد تفتح ، على لغة كما في شهرينه وجماديينه.

ينظر : خزانة الأدب ٧ / ٤٥٦ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٤٨٩ ، وشرح المفصل ٤ / ١٤٢ ، والإنصاف ص ٧٥٥ ، جمهرة اللغة ص ١٣١١ ، الممتع في التصريف ٢ / ٦٠٩.

(٢) م : وقولى : «فإن كانت أصلية كقراء ...» إلى آخره ، أعنى : أنك تقول فى قراء وأمثاله : قراءان وقراوان. أه.

(٣) م : وقولى : «وإن كانت زائدة للتأنيث» أعنى أنك تقول فى حمراء وأمثاله : حمراوان وحمرايان. أه.

(٤) م : وقولى : «وقد شذت العرب فى أربعة أسماء ، فحذفت الهمزة والألف ، وحينئذ : ألحقت العلامتين» أعنى أنهم قالوا : خنفسان ، وباقلان وعاشوران وقرفصان ، وكان القياس أن يقولوا : خنفساوان ، وباقلاوان وعاشوراوان وقرفصاوان. أه.

(٥) م : وقولى : «وإن كان بدلا من أصل ؛ ككساء ، أو زائدة» إلى آخره أعنى : أنك تقول فى كساء وعلباء : كساءان وعلباءان ، وكساوان وعلباوان ، وكسايان وعلبايان ، وكذلك تفعل بأمثالهما. أه.

٤٤١

فعلته لا تنقضى شهرينه (١)

وقال آخر : [من الطويل]

٢٧٢ ـ على أحوذيّين استقلّت عشيّة

فما هى إلا لمحة فتغيب (٢)

هكذا رووا بفتح النون ، ولا تفتح مع الألف.

فأمّا قوله [من الرجز] :

[استعمال التثنية بالألف على كل حال]

٢٧٣ ـ

أعرف منها الأنف والعينانا (٣)

فمصنوع ، ومن العرب من يستعمل التثنية بالألف على كلّ حال ؛ ومن ذلك قوله / [من الرجز] :

٢٧٤ ـ إنّ أباها وأبا أباها

قد بلغا فى المجد غايتاها (٤)

__________________

(١) تقدم برقم (٢٧٠) ويروى «فسوته» بدلا من «فعلته».

(٢) البيت لحميد بن ثور والأحوذيّ : الخفيف في المشي ، والعشية : إما عشية ما أو عشية معينة. والشاهد فيه قوله : أحوذيّين حيث فتحت نون المثنى على لغة بعض العرب. وليس الفتح هنا ضرورة ، لأنّ الكسر يصح معه الوزن.

ينظر : ديوانه ص ٥٥ ، خزانة الأدب (٧ / ٤٥٨) الدرر (١ / ١٣٧) ، شرح المفصل (٤ / ١٤١) ، المقاصد النحوية (١ / ١٧٧) ، وبلا نسبة فى : أوضح المسالك (١ / ٦٣) ، تخليص الشواهد ص ٧٩ ، جواهر الأدب ص ١٥٤ ، سر صناعة الإعراب (٢ / ٤٨٨) ، شرح الأشمونى (١ / ٣٩) ، شرح التصريح (١ / ٧٨) ، شرح ابن عقيل ص ٤٢ ، ولسان العرب (حوذ) ، وهمع الهوامع (١ / ٤٩).

ويروى «عليهما» بدلا من «عشية».

(٣) البيت لرؤبة ، وقيل : لرجل من ضبّة.

والشاهد فيه قوله : والعينانا حيث فتح نون المثنى ، ونصبه بفتحة مقدرة على الألف ، وذلك على لغة.

ينظر : البيت لرؤبة في ملحق ديوانه ص ١٨٧ ، ولرؤبة أو رجل من ضبّة في الدرر (١ / ١٣٩) ، والمقاصد النحوية (١ / ١٨٤) ، ولرجل في نوادر أبي زيد ص ١٥ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك (١ / ٦٤) ، وتخليص الشواهد ص ٨٠ ، وخزانة الأدب (٧ / ٤٥٢ ، ٤٥٣ ، ٤٥٦ ، ٤٥٧) ، ورصف المباني ص ٢٤ ، وسر صناعة الإعراب ٤٨٩ ، ٧٠٥ ، وشرح الأشموني (١ / ٣٩) وشرح التصريح (١ / ٧٨) ، وشرح ابن عقيل ص ٤٢ ، وشرح المفصل (٣ / ١٢٩ ، ٤ / ٦٤ ، ٦٧ ، ١٤٣) ، وهمع الهوامع (١ / ٤٩).

(٤) البيت لرؤبة ، ونسب لأبي النجم وأيضا لرجل من بني الحارث ، (المجد) : الشّرف وقال العينى : المجد : الكرم ، والشاهد فيه : قوله : «قد بلغا فى المجد غايتاها» حيث استعمل المثنى

٤٤٢

وأمّا الجمع فضمّ اسم إلى أكثر منه بشرط اتفاق الألفاظ والمعانى ، أو المعنى الموجب للتّسمية ، فإذا اختلفت (١) الأسماء فى اللفظ ، لم تجمع إلا أن يغلب أحدهم على سائرها ؛ نحو قولهم : الأشاعثة فى الأشعث وقومه ، وهو موقوف على السّماع.

وإذا اتفقت الألفاظ والمعانى ، أو المعنى الموجب للتّسمية ، وكانت نكرات ، جمعت ؛ نحو قولك فى المتفقة الألفاظ والمعانى : زيدون ورجال ، وفى المتفقة الألفاظ والمعنى الموجب للتسمية : الأحامرة فى اللّحم والخمر والزعفران ؛ قال [من الكامل] :

٢٧٥ ـ إنّ الأحامرة الثّلاثة أتلفت

مالى وكنت بهنّ قدما مولعا

الرّاح واللّحم السّمين وأطّلى

بالزّعفران فلا أزال مولّعا (٢)

ولا يجوز العطف وترك الجمع إلا أن يراد التكثير ؛ نحو قول الحكم بن المنذر

__________________

«غايتاها» بالألف على لغة بعض العرب والقياس أن يستعمل بالياء فيقال : «غايتيها» لأنه فى موضع نصب.

وفى البيت شاهد آخر : فى قوله : «غايتاها» ـ أيضا ـ وكان الظاهر أن يقول : قد بلغا في المجد غايتاه ، بضمير المذكر الراجع إلى المجد ، لكنّه أنّث الضمير لتأويل المجد بالأصالة. والمراد بالغايتين الطّرفان من شرف الأبوين ، كما يقال : أصيل الطرفين.

ينظر : البيت لرؤبة في ديوانه ص ١٦٨ ، وله أو لأبي النجم في الدرر ١ / ١٠٦ ، وشرح التصريح ١ / ٦٥ ، وشرح شواهد المغني ١ / ١٢٧ ، والمقاصد النحويّة ١ / ١٣٣ ، ٣ / ٦٣٦ ، وله أو لرجل من بني الحارث في خزانة الأدب ٧ / ٤٥٥ ، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٤٦ ، والإنصاف ص ١٨ ، وأوضح المسالك ١ / ٤٦ ، وتخليص الشواهد ص ٥٨ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٠٥ ، ٧ / ٤٥٣ ، ورصف المباني ص ٢٤ ، ٢٣٦ ، وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٧٠٥ ، وشرح الأشموني ١ / ٢٩ ، وشرح شذور الذهب ص ٦٢ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٥٨٥ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٣ ، وشرح المفصل ١ / ٥٣ ، ومغني اللبيب ١ / ٣٨ ، وهمع الهوامع ١ / ٣٩ ، القرطبي ١١ / ٢١٧.

(١) في أ: اختلف.

(٢) البيتان للأعشى ، وليسا في ديوانه.

ينظر : لسان العرب (حمر) ، ومقاييس اللغة ٢ / ١٠١ ، وأساس البلاغة (حمر) ، وتاج العروس (حمر) ، وبلا نسبة في تهذيب اللغة ٥ / ٩٥ ، والمخصص ١٣ / ٢٢٤.

ويروى البيت الأول هكذا :

إنّ الأحامرة الثلاثة أهلكت

مالي وكنت لها قديما مولعا

ويروى في البيت الثاني : الخمر بدلا من الراح.

٤٤٣

للحرمازى الشاعر [من الرجز] :

٢٧٦ ـ

بل مائة ومائة ومائه

وإذا خالفت بين نعوت المفردات لفظا ؛ نحو قولك : مررت برجال رجل كريم ، ورجل عالم ، ورجل شجاع.

أو نيّة ؛ نحو قول إسماعيل بن أبى الجهم لهشام بن عبد الملك (١) حين قال له : «وما يجبر كسرك ، وينفى فقرك؟» ، فقال : ألف وألف وألف ، ثم ذكر لكلّ ألف وجها يصرفه فيه لما استفسره ، ولا يجوز فيما عدا ذلك إلا فى ضرورة ؛ نحو قوله [من الطويل] :

٢٧٧ ـ أقمنا بها يوما ويوما (٢) وثالثا

ويوم له يوم التّرحّل خامس (٣)

وإن كانت أعلاما باقية على علميتها ، فالعطف ؛ نحو قولك : زيد بن فلان ، وزيد بن فلان ، وزيد بن فلان.

__________________

(١) هشام بن عبد الملك بن مروان : من ملوك الدولة الأموية في الشام. ولد في دمشق ، وبويع فيها بعد وفاة أخيه يزيد (سنة ١٠٥ ه‍) ، خرج عليه زيد بن علي بن الحسين سنة ١٢٠ ه‍ بأربعة عشر ألفا من أهل الكوفة ، فوجه إليه من قتله وفلّ جمعه. نشبت في أيامه حرب هائلة مع خاقان الترك في ما وراء النهر ، كان حسن السياسة ، يقظا في أمره ، يباشر الأعمال بنفسه.

ولد سنة ٧١ ه‍ وتوفي سنة ١٢٥ ه‍.

انظر : ابن الأثير ٥ / ٩٦ ، الطبري ٨ / ٢٨ ، اليعقوبي ٣ / ٥٧. ابن خلدون ٣ / ٨٠ ، الأعلام ٨ / ٨٦.

(٢) م : وقولى : «نحو قوله [من الطويل] :

أقمنا بها يوما ويوما ...

 .......... البيت»

مما جاء من ذلك فى شعر العرب ضرورة ؛ نحو قوله : [من الرجز]

كأنّ حيث يلتقى منها المحل

من جانبيه وعلان ووعل

[ينظر البيت لابن ميادة فى ديوانه ص ٢١٨ ، ولابن ميادة فى اللسان (رفل) ، ونسب فى اللسان أيضا (محل) لجندل الطهوى وتاج العروس (محل) ، وكتاب الجيم ٢ / ٣١٠]. أه.

(٣) البيت : لأبي نواس.

والشاهد فيه : تعاطف ما حقه الجمع ، فكان حقه أن يقول : ثمانية أيام.

ينظر : ديوانه ٢ / ٧ ، خزانة الأدب ٧ / ٤٦٢ ، الدرر ٦ / ٧٧ ، مغني اللبيب ٢ / ٣٥٦.

٤٤٤

وإن اتفقت الألفاظ ولم تتفق المعانى ، ولا المعنى الموجب للتّسمية ، فالعطف لا غير ؛ نحو قولك : هلال وهلال وهلال ، تعنى بأحدها : الحيّة الذّكر ، وبالآخر : الغبار ، وبالآخر : هلال السماء.

والذى يتكلّم فيه ـ هنا ـ جمع السلامة ، وأعنى به ما سلم فيه بناء الواحد ، وهو قسمان ؛ جمع بالواو والنون رفعا ، وبالياء والنون نصبا وجرّا وجمع بالألف والتاء.

فالمجموع (١) جمع سلامة بالواو والنون ، يشترط فيه إن كان غير / صفة ، وكان مكبّرا : الذكوريّة ، والعلميّة ، والعقل ، وعدم التركيب (٢) ، والخلوّ من تاء التأنيث ؛ نحو : زيد.

وإن كان مصغّرا ، اشترط فيه جميع ما ذكر إلا العلميّة ؛ نحو : رجيلين.

وإن كان صفة ، اشترط فيه الذكوريّة ، والعقل ، أو التنزيل منزلة ذى العقل ، والخلوّ من تاء التأنيث ، وألا يمتنع (٣) المؤنّث من الجمع بالألف والتاء (٤).

والذى يمتنع مؤنّثه من الجمع بالألف والتاء : «أفعل» الذى مؤنّثه «فعلاء» ، و «فعلان» الذى مؤنّثه «فعلى» ، وكلّ صفة تكون للمذكّر والمؤنث بغير تاء ؛ نحو : صبور وشكور.

__________________

(١) في أ: فالجموع.

(٢) م : وقولى : «الذكورية والعلمية والعقل وعدم التركيب» نحو : زيد ، أعنى : أنك تقول : الزيدون ؛ لاستيفاء الشروط ، ولا تقول : بعلبكون ؛ لأنه مركب ، ولا طلحون ؛ لأن فيه تاء التأنيث ، ولا هندون ؛ لأنه مؤنث ، ولا ضمرانون ، فى جمع ضمران اسم كلب ؛ لأنه غير عاقل. أه.

(٣) في ط : يمنع.

(٤) م : وقولى : «وإن كان صفة اشترط فيه الذكورية والعقل ، أو التنزيل منزلة ذى العقل ، والخلو من تاء التأنيث ، وألا يمتنع المؤنث من الجمع بالألف والتاء ...» إلى آخره مثال ذلك قولك : ضاربون ، ألا ترى أنه قد استوفى الشروط ، وكذلك قوله تعالى : (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) [يوسف ٤] جاز الجمع بالواو والنون ، لما وصف بالسجود ، وهو من صفة من يعقل ولا تقل فى جمع ربعة رجال : ربعون ؛ لأنه لم يخل من تاء التأنيث ، ولا فى حائض : حائضون ؛ لأنه وصف المؤنث ، ولا فى أصفر : أصفرون ؛ لأنك لا تقول فى صفراء : صفراوات ، ولا فى سكران : سكرانون ؛ لأنك لا تقول فى سكرى : سكريات. أه.

٤٤٥

فأمّا قول الكميت [من الوافر] :

٢٧٨ ـ فما وجدت نساء بنى نزار

حلائل أسودين وأحمرينا (١)

فضرورة.

والاسم الذى تريد جمعه هذا النّوع من الجمع ، كائنا ما كان تلحقه فى الرفع نونا وواوا مضموما ما قبلها ، وفى النصب والخفض نونا وياء مكسورا ما قبلها ، ويكون حكم آخر الاسم ؛ كحكمه فى التثنية ، إلا فى مكانين (٢) : المنقوص على قياس ، وما فى آخره ألف.

أمّا المنقوص : فلا ترد إليه المحذوف ، وأمّا ما فى آخره ألف : فإنّك تحذفها منه وتلحق العلامتين وتفتح ما قبلها ، فتقول : موسون ، فى الرفع ، وموسين ، فى النّصب والخفض.

والمجموع جمع السّلامة بالألف والتاء : كلّ اسم فيه علامة تأنيث ، لمذكّر كان

__________________

(١) البيت : للكميت بن زيد وقيل : إن البيت لحكيم الأعور بن عياش الكلابي ، هجا بها مضر ، ورمى فيها امرأة الكميت بن زيد بأهل الحبس لما فر منه بثياب امرأته.

والحلائل : جمع حليل بالحاء المهملة ، وهو الزوج. والحليلة : الزوجة.

والشاهد فيه قوله : أسودين وأحمرين حيث جمع أسود وأحمر جمع تصحيح شذوذا ، والقياس : سود ، وحمر.

وأجاز ابن كيسان أحمرون وسكرانون واستدل بقول الكميت السابق وهو عنده غير شاذّ ، وأجاز أيضا حمراوات وسكريات بناء على تصحيح جمع المذكر ، والأصل ممنوع فكذا الفرع (شرح الكافية ٢ / ١٦٩ ، ١٧٠) وجوز الكوفيون جمع صفة لا تقبل التاء كما في البيت السابق ، وذلك عند البصريين من النادر الذي لا يقاس عليه ، قال صاحب الإفصاح : عادة الكوفيين إذا سمعوا لفظا في شعر ونادر كلام جعلوه بابا أو فصلا وليس بالجيد.

ينظر : البيت للكميت بن زيد في : ديوانه ٢ / ١١٦ ، ولحكيم الأعور بن عياش الكلبي في خزانة الأدب ١ / ١٧٨ ، والدرر ١ / ١٣٢ ، وشرح شواهد الشافية ص ١٤٣ ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٨ / ١٨ ، وشرح الأشموني ١ / ٣٥ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٢ / ١٧١ ، وشرح المفصل ٥ / ٦٠ ، وهمع الهوامع ١ / ٤٥.

(٢) م : وقولى : «ويكون حكم آخر الاسم كحكمه فى التثنية إلا فى مكانين ...» إلى آخره ، أعنى أنك تقول فى قاض : قاضون ؛ فلا ترد الياء ؛ كما رددتها فى التثنية حين قلت : قاضيان ، وتقول أيضا فى موسى : موسون وموسين ، فتحذف الألف ولا تقلبها كما قلبتها فى التثنية حين قلت : موسيان وموسيين. أه.

٤٤٦

أو لمؤنّث (١) ، ما عدا : فعلاء أفعل ، وفعلى وفعلان (٢).

وكلّ اسم مصغّر لما لا يعقل ؛ نحو : دريهمات ، وكل اسم علم لمؤنّث ، وإن لم تكن فيه علامة تأنيث (٣) ، وكلّ اسم لا علامة فيه ـ أيضا ـ للتأنيث ؛ لمذكّر كان أو لمؤنث ، غير علم إذا لم تكسره العرب ؛ نحو : حمّامات ، وسجلات ، وسرادقات وعيرات ، فإن كسرته ، لم يجز جمعه بالألف والتاء ، فلا يقال : خنصرات ؛ لأنّهم قد قالوا : خناصر ، ولا : جوالقات ؛ لأنّهم قد قالوا : جواليق ، إلا أن يحفظ شئ من ذلك ، فلا يقاس عليه ؛ نحو قولهم : بوان ، وبوانات ، وقد قالوا : بون ، وعرس وعرسات ، وقد قالوا : أعراس ؛ ولذلك لحّن المتنبى فى قوله [من الطويل] :

٢٧٩ ـ إذا كان بعض النّاس سيفا لدولة

ففى النّاس بوقات له وطبول / (٤)

فجمع بوقا على بوقات ، مع أنّ أبواقا جائز.

وحكم الاسم المجموع بالألف والتاء ، كحكمه فى التثنية ، إلا أن تكون فيه تاء التأنيث ، أو يكون على وزن : فعل ، أو فعلة ، أو فعل ، أو فعلة ، أو فعل ، أو فعلة.

فإن كانت فيه تاء التأنيث ، حذفتها وألحقت العلامتين (٥) ، وإن كان على وزن فعل

__________________

(١) م : وقولى : «كل اسم فيه علامة تأنيث ، لمذكر كان أو لمؤنث» مثال ذلك : طلحة اسم رجل ، تقول فيه : طلحات ، وعائشة اسم امرأة تقول فيه : عائشات. أه.

(٢) م : وقولى : «ما عدا فعلاء أفعل ، وفعلى فعلان» أعنى أنك لا تقول : صفراوات ، ولا سكريات كما لا تقول : أصفرون ، ولا سكرانون ، فإن كان فعلاء ، اسما ؛ نحو : صحراء قيل فيه : صحراوات ؛ لأنه ليس مؤنثا لأفعل ، وإن كان فعلى اسما ؛ نحو : سلمى ، قيل فيه : سلميات ؛ لأنه إذ ذاك ليس مؤنثا لفعلان. أه.

(٣) م : وقولى : «وكل اسم علم لمؤنث ، وإن لم تكن فيه علامة تأنيث» مثال ذلك قولك فى هند : هندات. أه. وفي أ: التأنيث.

(٤) الشاهد فيه قوله بوقات ؛ حيث جمع المتنبى البوق على بوقات والقياس أبواق فالمؤنث الذي كسّر لا يصحح لذلك لحّن المتنبى في قوله هذا.

ينظر : ديوانه (٣ / ٢٢٩) ، والدرر (١ / ٨٥) ، والمحتسب (١ / ٢٩٥) ، وبلا نسبة في المحتسب (٢ / ٢٥٣) ، وهمع الهوامع (١ / ٢٣).

(٥) م : وقولى : «حذفتها وألحقت العلامتين» مثال ذلك : ضاربات فى جمع ضاربة ؛ وكذلك تفعل بنظائرها. أه.

٤٤٧

أو فعلة ، أو فعل أو فعلة ، فإن كان مضعّفا أو معتلّ العين ، ألحقت العلامتين من غير تغيير ؛ نحو : ردّات وشدّات ، وقيمات ، ولوبات ، وإن كان صحيحا ، جاز فيه ثلاثة أوجه :

إبقاء العين ساكنة على الأصل ، وفتحها وإتباع حركتها حركة ما قبلها ؛ نحو : ركبات ، وهندات.

وإن كان معتلّ اللام ، جاز فيه ما جاز فى الصحيح ؛ نحو : خطوات ، ومربات (١) ، إلا فعلة من ذوات الياء ، وفعلة من ذوات الواو ؛ فإنّه يمتنع فيهما الإتباع (٢).

وإن كان على وزن فعلة ، فإمّا اسما وإمّا صفة : فإن كان صفة ، ألحقت العلامتين وأبقيت العين ساكنة ؛ نحو : ضخمات ، وخدلات ، إلا لفظتين شذّتا فسمع فيهما فتح العين وإبقاؤها ساكنة ، وهما : لجبة ، وربعة.

واللّجبة : الشاة الغزيرة اللّبن.

وإن كان اسما ، فإما مضعّفا ، فتبقى العين ساكنة ؛ نحو : جنّات.

وإمّا معتلّ العين ، فتفتح العين فى لغة هذيل بن مدركة (٣) ، وتبقيها ساكنة فى لغة غيرهم.

وإمّا غير ذلك ، فتفتح العين ، ولا يجوز الإسكان إلا فى ضرورة ؛ نحو قوله : [من الطويل] :

__________________

(١) في ط : وغرفات.

(٢) م : وقولى : «إلا فعلة من ذوات الياء ، وفعلة من ذوات الواو ؛ فإنه يمتنع فيهما الإتباع» أعنى أنه لا يقال فى كلية : كليات ، ولا فى رشوة رشوات. أه.

(٣) هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر ، من عدنان : جد جاهلي بنوه قبيلة كبيرة. كان أكثر سكان وادي نخلة المجاور لمكة منهم ، ولهم منازل بين مكة والمدينة. واشتهر منهم كثيرون في الجاهلية والإسلام. وكان صنمهم مناة وهو صخرة بديارهم بقديد. وبعث النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ علي بن أبي طالب إليه (سنة ٨ ه‍) فحطمه. وشاركوا كنانة في عبادة سواع ، وهدمه عمرو ابن العاص.

ينظر : الأعلام (٨ / ٨٠) ، معجم البلدان (٨ / ١٦٧ ، ١٦٨) ، وجمهرة الأنساب ١٨٥ ـ ١٨٧.

٤٤٨

٢٨٠ ـ وحمّلت زفرات الضّحى فأطقتها

وما لى بزفرات العشىّ يدان (١)

وإن كان على وزن فعل ، فإمّا مضعّفا ، فتبقى العين فيه ساكنة ؛ نحو : مىّ ، وميّات.

وإن كان غير مضعّف : فإمّا معتلّ العين (٢) ؛ نحو : طيف ، فتبقى العين ساكنة ، ولا يجوز فتحها إلا فى هذيل.

وإمّا غير ذلك ، فيجوز (٣) فيه فتح العين (٤) ، نحو : دعدات.

__________________

(١) البيت : لعروة بن حزام.

والشاهد فيه قوله : «زفرات» مرّتين بتسكين الفاء ، والقياس فتحها ، وقد سكنها الشاعر للضرورة الشعريّة.

ينظر : خزانة الأدب ٣ / ٣٨٠ ، والدرر ١ / ٨٦ ، ولأعرابيّ من بني عذرة في شرح التصريح ٢ / ٢٩٨ ، والمقاصد النحويّة ٤ / ٥١٩ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ٣٠٤ ، وشرح الأشموني ٣ / ٦٦٨ ، وشرح ابن عقيل ص ٦٣٤ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٤.

(٢) م : وقولى : «فإمّا معتل العين ...» إلى آخره ، مثال ذلك : جوزة وبيضة ، تقول فى جمعهما : جوزات وبيضات ، وفى لغة هذيل : جوزات وبيضات. أه.

(٣) في ط : فلا يجوز.

(٤) م : وقولى : «وإمّا غير ذلك ، فتفتح العين» أعنى بذلك الصحيح العين غير المضعف ، فتقول فى جمع قصعة : قصعات. أه. وفى ط لا يجوز.

٤٤٩

باب النّسب

النّسب يكون إلى الأب والأم والحىّ والقبيلة ، والمكان (١) والصّناعة ، وإلى ما يلازمه المنسوب ، وإلى ما يملكه ، وإلى ما يكون على مذهب ، وإلى صفته ؛ وذلك قليل ؛ نحو : أحمرىّ ، ودوّارىّ ؛ ومن ذلك قوله : [من الرجز]

٢٨١ ـ أطربا وأنت قنّسرى

والدّهر بالإنسان دوّارىّ / (٢)

أى : دوّار.

وقد تلحق ياء النّسب الاسم فى اللفظ ، ولا يكون منسوبا فى المعنى ؛ نحو :

كرسىّ ، وبختىّ ، وذلك موقوف على السّماع ، فإذا نسبت الإنسان إلى صنعته ، نسبت بإدخال ياءى النّسب على اسم الشىء الذى نسبته (٣) إليه.

وقد يجىء على : فعّال ، نحو : عطّار ، وبزّار ؛ وذلك موقوف على السّماع.

وإذا نسبته إلى ما يملكه ، نسبت بإدخال [ياءى](٤) النسب على اسم ذلك

__________________

(١) م : باب النسب قولى : «النسب يكون إلى الأب والأم ، والحى والقبيلة والمكان ...» إلى آخره ، مثال النسب إلى الأب قولك : علوى ، ومثال النسب إلى الأم : فاطمى ، ومثاله إلى الحى : معدى ، وثقفى ، ومثاله إلى الديانة : مجوسى ويهودى ، ومثاله إلى المكان : مكى وطوسى. أه.

(٢) البيت : للعجاج. الطرب : خفة الشوق. والطرب أيضا : خفة السرور.

والقنسري : الشيخ وهو معروف في اللغة.

الدّوّاريّ : مبالغة دائر ، والياء لتأكيد المبالغة كالياء في أحمري وفي الصحاح : الدواري : الدهر يدور بالإنسان أحوالا.

وفيه شاهدان : أوّلهما مجيء الاستفهام التوبيخيّ للمخاطب وثانيهما قوله : دوّاريّ : بتشديد الياء من قبيل نسبه الشىء إلى صفته.

ينظر : ديوانه ١ / ٤٨٠ ، وجمهرة اللغة ص ١١٥١ ، وخزانة الأدب ١١ / ٢٧٤ ، ٢٧٥ ، والدرر ٣ / ٧٤ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٥٢ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ١٨١٨ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٤٧ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤١ ، ٢ / ٧٢٢ ، والكتاب ١ / ٣٣٨ ، ولسان العرب (قسر) (قنسر) ، والمحتسب ١ / ٣١٠ ، ومغني اللبيب ١ / ١٨ ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٦ / ٥٤٠ ، والخصائص ٣ / ١٠٤ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٠٥ ، وشرح المفصل ١ / ١٢٣ ، ٣ / ١٠٤ ، ومغني اللبيب ٢ / ٦٨١ ، والمقتضب ٣ / ٢٢٨ ، ٢٦٤ ، ٢٨٩ ، ٢ / ٥٤ ، والمنصف ٢ / ١٧٩ ، وهمع الهوامع ١ / ١٩٢ ، ٢ / ١٩٨.

(٣) في أ: تنسبه.

(٤) سقط في أ.

٤٥٠

الشىء المملوك.

و [قد](١) يجىء على : فاعل ؛ نحو : نابل ، ورامح ، ودارع ، ولابن ، وتامر ، وهو موقوف على السماع.

وربّما جاء على : فعّال ؛ قالوا لصاحب البغل : بغّال ، ولذى السيف والنّبل : نبّال وسيّاف.

وإذا نسبته إلى ما يلازمه ، نسبت بياءى النّسب ، وقد تجىء على فعل ؛ نحو :

نهر ، فى ملازم السّير بالنّهار ، ومن ذلك قوله [من الرجز] :

٢٨٢ ـ لست بليلىّ ولكنّى نهر

لا أدلج اللّيل ولكن أبتكر (٢)

وما بقى فإنّما تنسب إليه بالياءين.

والنّسب مقيس وغير مقيس :

فلنبدأ بالمقيس ، ثم لنذكر بعد الفراغ منه ما ليس بمقيس.

فالمنسوب على قياس : إن كان اسم جمع أو اسم جنس ، نسبت إليه على لفظه ؛ فتقول : رهطىّ ، وشجرىّ ، فى النسب إلى : رهط ، وشجر.

وإن كان جمع تكسير : فإن لم يكن له واحد من لفظه نسبت إليه ؛ نحو : عباديدىّ ، وشماطيطىّ ، فى النسب إلى : عباديد ، وشماطيط.

وإن كان له واحد من لفظه : فإن لم يكن باقيا على جمعيّته ، نسبت إليه على لفظه ؛ نحو : أنمارىّ.

وإن كان باقيا على جمعيته [نسبت] إلى واحده (٣) ، فتقول فى النّسب إلى

__________________

(١) سقط في أ.

(٢) البيت : بلا نسبة فى : أوضح المسالك ٤ / ٣٤١ ، وشرح الأشموني ٣ / ٧٤٥ ، وشرح التصريح ٢ / ٣٣٧ ، وشرح ابن عقيل ص ٦٦٥ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٩٠٠ ، والكتاب ٣ / ٣٨٤ ، ولسان العرب (نهر) (ليل) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٥٤١ ، ونوادر أبي زيد ص ٢٤٩.

والشاهد فيه قوله : نهر حيث بناه على فعل ، وهو يريد النسب لا المبالغة.

(٣) م : وقولى : «وإن كان باقيا على جمعيته ، نسبته إلى واحده» هذا الذى ذكرته هو حكم النسب إلى الجمع فى فصيح الكلام ، وأما قوله : [من الرجز]

إن الجليد زلق وزملق

جاءت به عنس من الشأم تلق

٤٥١

الفرائض : فرضىّ ، وفى النّسب إلى أبناء فارس : بنوىّ ، إلا أعرابا ، فإنك تنسب إليه على لفظه ؛ فتقول : أعرابىّ ؛ لأنك لو نسبت إلى مفرده ، فقلت : عربىّ ، لتغيّر المعنى ؛ لأنّ الأعرابىّ لا يقع إلا على البدوىّ ، والعربى ليس كذلك.

فإن كان مثنى أو جمع سلامة بالواو والنون ، حذفت العلامتين من آخره ، وحينئذ تلحقه ياءى النّسب ، فتقول في النسب إلى زيدين ، وزيدين : زيدىّ وزيدىّ.

وإن سمّيت به ، فإن حكيت طريق التثنية والجمع ، نسبت إليه كما كنت نسبت / إليه قبل التسمية به ، وإن لم تحكه ، وجعلت الإعراب فى النون ، ألحقته ياءى النّسب ، ولم تحذف منه شيئا ، فتقول فى النّسب إلى : الزيدان : زيدانىّ ، وإلى الزّيدين : زيدينى.

وإن كان جمع سلامة بالألف والتاء ، نسبت إلى واحده ، فتقول فى النّسب إلى تمرات : تمرىّ ، بتسكين العين.

فإن سمّيت به ، فإنّك إن حكيت بعد التسمية حاله قبلها ، نسبت إلى واحده ؛ كما كنت تفعل قبل التسمية.

وإن لم تحكه بل تعربه إعراب ما لا ينصرف ، حذفت التاء ، ثم نسبت إليه على قياس الأسماء المفردة التى فى آخرها ألف [فتقول] فى النّسب إلى تمرات : تمرى ، بفتح الميم ، تحذف التاء ، ثم تنسب إليه كما تنسب إلى جمزى.

وإن كان مفردا : فإن كان محكيّا ، نسبت إلى صدره ، فتقول فى : «تأبّط شرا» : تأبطىّ ، وفى «كنت» : كونىّ ، فترد المحذوف لما تحركت النون.

وإن كان مضافا : فإن كان الأول يتعرّف بالثانى ، نسبت إلى الثانى ، وحذفت الأول ، فتقول فى النّسب إلى ابن كراع : كراعىّ ، وإن كان المضاف والمضاف إليه قد جعلا بمنزلة زيد ، ولم يقصد تعريف الأول بالثانى ، نسبت إلى الأول ، إلا أن يخاف التباس ، فينسب حينئذ إلى الثانى ؛ فتقول فى : امرئ القيس : امرئىّ ، وفى

__________________

مشوه الخلق كلابى الخلق

[للقلاخ بن حزن المنقرى ينظر الديوان ١٠٤ المحتسب ٢ / ١٠٤ ـ ١٥٤ ، الخصائص ١ / ٩ ، اللسان (زلق) ، (زملق) ، الأساس (ولع)].

فضرورة لا يلتفت إليها. أه.

٤٥٢

عبد مناف : منافىّ.

لأنّك لو قلت : عبدىّ ، لم يدر هل نسبت إليه أو إلى عبد الدار.

وإن كان مركّبا ، فالأصح أن تنسب إلى الأول ، وتحذف الثانى ، فتقول : بعلىّ.

ومنهم من ينسب إلى الأول والثانى معا ؛ وعلى ذلك قوله [من الطويل] :

٢٨٣ ـ تزوّجتها راميّة هرمزيّة

بفضل الّذى أعطى الأمير من الرّزق (١)

وإن كان المفرد ليس بمضاف ولا مركّب ولا محكى ، فإن كان على حرفين : فإن كان المحذوف منه اللام ، لزم ردّها إن كانت العين حرف علّة ؛ فتقول فى النّسب إلى : ذى من قولهم ، ذو مال : ذووى ، وفى النسب إلى شاة : شاهى ، فتردّ المحذوف ، وهو الهاء ، بدليل قولهم : شويهة.

وإن لم تكن حرف علّة ، لزم ردّها أيضا ، إن كان الاسم قد ردّ إليه المحذوف فى التثنية ، وتنسب إليه على قياس نظيره ؛ فتقول فى النّسب / إلى : أخ وأب وعم : أخوىّ ، وأبوىّ ، وعموىّ ؛ لأنّهم قد قالوا فى تثنيتهما : أخوان ، وأبوان ، وعموان.

وإن كان لم يرد إليه المحذوف فى التثنية ، فإن شئت رددت المحذوف (٢) إليه فى النّسب ، وإن شئت لم تردّ ؛ فتقول فى النّسب إلى : يد ، يدىّ ، وإن شئت : يدوىّ.

هذا ما لم يكن فى الاسم تاء إلحاق أو همزة وصل ؛ نحو : أخت ، وبنت ، وابن ؛ فإنّك إذ ذاك تحذف التاء وتردّ المحذوف ؛ فتقول فى النّسب إلى : أخت ، وبنت : أخوىّ ، وبنوىّ.

وأمّا همزة الوصل ، فإن لم تحذفها ، لم تردّ المحذوف ، وإن حذفتها ، لزم ردّه ؛ فتقول : ابنى ، وبنوى ، إن شئت ، وإن كان [المحذوف](٣) منه العين ، لم تردّ

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى : شرح الأشموني ٣ / ٧٣٦ ، وشرح التصريح ٢ / ٣٣٢ وشرح شافية ابن الحاجب (٢ / ٧٢) ، وشرح شواهد الشافية ١١٥.

الشاهد فيه قوله : رامية هرمزية في النسب إلى رام هرمز فنسب إلى جزأى الاسم المركب تركيبا مزجيّا.

(٢) في أ: إليه المحذوف.

(٣) سقط في ط.

٤٥٣

وتنسب إليه على لفظه ؛ فيقال فى النّسب إلى سه : سهىّ.

وإن كان المحذوف منه ألفا ، فإن كانت اللام حرفا صحيحا ، لم يرد إليه شىء ، فيقال فى النّسب إلى لدة : لدىّ.

وإن كانت (١) حرف علّة رددتها ونسبت إليه ؛ كما تنسب إلى فعل بكسر الفاء والعين ، فتقول : وشوىّ.

وإن كان على ثلاثة أحرف ، فإمّا أن يكون معتلّ اللام أو صحيحها (٢) : فإن كان صحيحا ، نسبت إليه على وزن فعل ؛ كنمر وصعق ، أو فعل ؛ كإبل ، أو فعل ؛ كدئل ، بعد فتح العين فتقول : نمرىّ ، وصعقىّ ، وإبلىّ ، ودؤلىّ.

ويجوز فى فعل إذا كانت عينه حرف حلق أن تتبع حركة الفاء حركة (٣) العين ، فإذا نسبت إله حينئذ ، فعلت به ما تفعل بإبل فقول : صعقىّ بكسر الصاد.

وبعضهم يبقيه على لفظه ، فيقول : صعقىّ بكسر الصاد والعين.

وإن كان [على](٤) غير ذلك من الأوزان ، أبقيته على لفظه ، وألحقته ياءى النّسب (٥).

وإن كان معتلّا (٦) فإن كانت اللام ألفا ، قلبتها واوا وألحقت الياءين ، فتقول فى :

رحى وعصى : رحوىّ وعصوىّ.

وإن كانت واوا ، نسبت إليه على لفظه ؛ فتقول فى غزوة : غزوىّ ، وفى : عدو عدوىّ.

وإن كانت ياء ، فإن كان مدغما فيها ما قبلها حرّكت العين بالفتح ، فتقلب الياء ألفا ، ثم تنسب إليه ؛ كما تنسب إلى ما فى آخره ألف ؛ فتقول فى النّسب إلى حيّة : حيوىّ /.

__________________

(١) في ط : كان.

(٢) في أ: صحيحا.

(٣) في ط : بحركة.

(٤) سقط في أ.

(٥) م : وقولى : «وإن كان على غير ذلك من الأوزان ، أبقيته على لفظه ، والحقته ياءى النسب» مثال ذلك قولك فى النسب إلى جرم وعجل وبست وحكم وعمر وضلع وأحد وعضد : جرمى وعجلى وبستى وحكمى وعمرى وضلعى وأحدى وعضدى. أه.

(٦) في أ: معتلها.

٤٥٤

وإن شئت ، نسبت إليه على لفظه ، فقلت : حيىّ.

وإن لم يكن مدغما ما قبلها فيها فإن كان ما قبلها ألف ، جاز فى النّسب ثلاثة أوجه : إثبات الياء وقلبها همزة ، وقلب الهمزة واوا ؛ فتقول فى النّسب إلى آية : آيىّ ، وآئى ، وآوىّ.

وإن لم يكن قبلها ألف ، نسبت [إلى الاسم](١) على لفظه ، إن لم تكن فيه تاء التأنيث ؛ فتقول فى النّسب إلى ظبى : ظبيىّ ، وإن كانت فيه تاء التأنيث ، فالأحسن : أن تحذف تاء التأنيث وتلحق ياء النّسب ؛ فتقول فى النّسب إلى : ظبية ، ودمية : ظبيىّ ، ودميىّ ، وإن شئت حركت العين بالفتح ، فتقلب الياء ألفا ، ثم تنسب إليه كما تنسب إلى ما فى آخره ألف ؛ تقول فى النّسب إليهما : ظبوىّ ودموىّ.

وقالوا فى النّسب إلى : زنية ، زنوىّ ، وإلى بطية ، بطوىّ.

وإن كان على أربعة أحرف ، فإما أن يكون على وزن فعيل ، أو فعيلة ، أو فعيل ، أو فعيلة ، أو فعول ، أو فعولة ، أو على غير ذلك من الأوزان :

فإن كان على وزن من تلك الأوزان ، وكان صحيح اللام ، فإن كان على [وزن](٢) فعيلة ، ولم يكن معتلّ العين ولا مضافا ، حذفت منه الياء ، وتاء التأنيث ، فيبقى على وزن فعل كنمر ، فتنسب إليه كما تنسب إلى : نمر ، فتقول فى النّسب إلى حنيفة : حنفىّ.

وإن كان معتلّ العين أو مضاعفا ، حذفت منه التاء ، ونسبت إليه على لفظه ، فتقول فى النّسب إلى طويلة ، وشديدة : طويلىّ ، وشديدىّ.

وإن كان على وزن فعيلة ، حذفت منه ـ أيضا ـ الياء والتاء ، وألحقته ياءى النّسب ، فتقول فى النّسب إلى : جهينة ، وقتيبة : جهنىّ وقتبىّ.

وإن كان على وزن فعولة ، حذفت منه الواو والهاء ، وفتحت العين ، ثم ألحقته ياء النسب ، فتقول فى النسب إلى حمولة : حملى ، وقالوا فى النسب إلى شنوءة :

__________________

(١) في ط : إليه الاسم.

(٢) سقط في ط.

٤٥٥

شنئىّ ، وإن كان على وزن فعيل ، أو فعيل ، أو فعول ، ألحقته (١) ياءى النّسب ، ولم تحذف منه شيئا ، فتقول فى النّسب إلى : تميم ، وكليب ، وسدوس : تميمىّ ، وكليبىّ ، وسدوسىّ.

وإن كان شىء من ذلك معتل اللام ، فإن كانت اللام واوا ؛ نحو عدو ، وعدوة ، كان حكمه حكم الصحيح اللام ؛ فتقول فى النّسب إلى عدو : عدوىّ ، وفى النّسب إلى عدوة ؛ عدوىّ كشنئىّ.

وإن كانت اللام ياء ؛ نحو قصى ، وأميّة ، وعدىّ ، ورميّة ، حذفت منه الياء (٢) التى قبل الآخر ، كانت / فيه التاء أو لم تكن ، وحينئذ تنسب إليه فتقول : قصوىّ ، وأموىّ ، وعدوىّ ، ورموىّ.

وقد يجوز فى فعيل ، وفعيلة ألا تحذف منهما الياء ، بل تنسب إليهما على لفظيهما ، فتقول : قصيى ، وأميىّ ، ولا يحسن ذلك فى فعيل ولا فى فعيلة (٣).

وإن كان على غير ذلك من الأوزان ، فإن كان فى اللفظ كرمية وعدى ، فعلت به ما فعلت بهما ؛ فتقول فى النّسب إلى : تحيّة : تحويّ ، وإلى عصى : عصوى ، فتردّ العين إلى الأصل وهو الضمّ لما زال موجب كسرها.

وإن لم يكن مثلهما (٤) فى اللفظ ، فإمّا أن يكون فى آخره ألف أو همزة أو ياء بعد ألف زائدة أو لا يكون : فإن كان فى آخره ألف ، فإن توالت فيه الحركات ، حذفتها وألحقت الياءين ؛ فتقول فى النّسب إلى جمزى : جمزىّ.

وإن لم تتوال فيه الحركات ، فإن كانت بدلا من أصل أو من زائد ملحق بالأصل ، جاز فى النّسب إليه وجهان :

أحدهما : قلب الألف واوا ؛ فتقول : ملهوىّ ، ومعزوىّ فى النسب إلى ملهى ، ومعزى.

__________________

(١) في ط : ألحقت.

(٢) في ط : الهاء.

(٣) م : وقولى : «ولا يحسن ذلك فى فعيل ولا فى فعيلة» أعنى : أنه لا يحسن أن يقال فى النسب إلى عدى ورمية : عدى ورمى. أه.

(٤) في ط : مثلها.

٤٥٦

والآخر : حذف الألف ؛ فتقول : ملهىّ ومعزىّ ؛ وهو قليل.

وإن كانت زائدة للتأنيث ، جاز فى النسب إليه ثلاثة أوجه :

أحسنها : حذف الألف ، فتقول : حبلىّ ، ودفلىّ ، فى النسب إلى : حبلى ، ودفلى.

والآخر : أن تقلبها واوا ، فتقول : حبلوىّ ، ودفلوى.

والآخر : أن تزيد بعد القلب ألفا قبل الواو ، فتقول : حبلاوىّ ، ودفلاوىّ.

وإن كان فى آخره همزة بعد ألف زائدة ، جاز فى النّسب إليه وجهان :

أفصحهما : أن تنسب إليه على لفظه ولا تغيّر ، فتقول فى النسب إلى قراء ، وكساء : قرائىّ ، وكسائىّ.

والآخر : قلب الهمزة واوا ؛ فتقول : قرّاوى ، وكساوى ، إلا أنّ القلب فى : «قرّاء» وبابه ، أقلّ منه فى كساء وبابه.

وإن كان فى آخره ياء بعد ألف زائدة ، فإنّك فى النّسب تقلبها همزة ، ثم تنسب إلى الاسم ؛ كما تنسب إلى رداء وبابه ؛ فتقول فى النسب إلى : سقاية : سقائى ، وسقاوى ، إن شئت.

وإن لم يكن فى آخر الاسم شىء ممّا ذكر ، فإن كان قبل آخره كسرة ، وكان صحيح اللام ، جاز لك فيه وجهان :

أحدهما : النسب على اللفظ ؛ فتقول فى النسب إلى تغلب : تغلبى ، بكسر اللام.

والآخر : قلب الكسرة فتحة ؛ وحينئذ : تلحقه ياءى النّسب ؛ فتقول / : تغلبى ، بفتح اللام.

وإن كان معتل اللام ، جاز لك أيضا فيه وجهان :

أحدهما : أن تحذف الياء وتلحقه ياءى النّسب ؛ فتقول فى : قاضى : قاضى ، وفى حانى : حانىّ ؛ وعلى ذلك قوله [من البسيط] :

٢٨٤ ـ كأس عزيز من الأعناب عتّقها

لبعض أربابها حانيّة حوم (١)

__________________

(١) البيت : لعلقمة بن عبده.

والشاهد فيه قوله : حانية في النسبة إلى «حانى» فحذف الياء ، وأضاف «ياءى» النسب ، ويجوز فيه أن تقلب كسرة النون فتحة ، فتصير «الياء» «ألفا» ثمّ ينسب إليه ، كما ينسب إلى نظيره مما فى آخره ألف ، فتقول : «حانوى» ، وعلى هذا يتخرج البيت القادم.

٤٥٧

والآخر : أن تقلب الكسرة فتحة ؛ فتصير الياء ألفا ، ثم تنسب إليه ؛ كما تنسب إلى نظيره ممّا فى آخره ألف ؛ فتقول : قاضوى ؛ وعلى ذلك قوله [من الطويل] :

٢٨٥ ـ فكيف لنا بالشّرب إن لم يكن لنا

دراهم عند الحانوىّ ولا نقد (١)

وما بقى من الأسماء التى على أربعة أحرف ، نسب إليه على لفظه لا غير (٢).

وإن كان على خمسة أحرف فصاعدا ، فإمّا أن يكون ما قبل آخره ياء مشدّدة مكسورة ، أو يكون آخره ألفا ، أو ياء بعد كسرة أو همزة [بعد ألف زائدة ، أو لا يكون فيه شىء مما ذكر.

فإن كان فى آخره ألف](٣) أو ياء بعد كسرة حذفتهما وألحقت ياءى النسب ؛ فتقول فى : مرامى ، وجمادى : جمادىّ ، ومرامىّ.

وإن كان فى آخره همزة بعد ألف زائدة ، فإن كانت أصليّة أو بدلا من أصل ، أو من زائد ملحق (٤) به ، جاز فى النسب إليه وجهان :

أحدهما : أن تنسب إليه على لفظه ؛ فتقول فى : قرّاء وسقّاء ، وعلباء : قرّائى ، وسقّائى ، وعلبائى.

__________________

وقد تكون «حانية» نسبة إلى الحانة على القياس.

ينظر : ديوانه (٦٨) ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٦٧٠ ، والكتاب ٣ / ٣٤١ ، ولسان العرب (كأس) و (حوم) و (حنا) و (دوا) ، والمحتسب ١ / ١٣٤ ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ٥٧٤ ، شرح المفصل ٥ / ١٥٢.

(١) البيت : لتميم بن مقبل ، ونسب لذي الرمة ، وأيضا لعمارة ، وتروى كلمة دوانق بدل دراهم.

والشاهد فيه قوله : الحانويّ ، [ينظر البيت السابق].

والبيت لتميم بن مقبل في : ملحق ديوانه ص ٣٦٢ ، وأساس البلاغة ص ٣١٩ (عين) ، ولذي الرمّة في ملحق ديوانه ص ١٨٦٢ ، ولسان العرب (عون) ، ولعمارة في شرح المفصل ٥ / ١٥١ ، والمحتسب ١ / ١٣٤ ، ٢ / ٢٣٦ ، وللفرزدق في المقاصد النحوية ٤ / ٥٣٨ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٣ / ٧٢٨ ، وشرح التصريح ٢ / ٣٢٩ ، والكتاب ٣ / ٣٤١ ، ولسان العرب (حنا).

(٢) م : وقولى : «وما بقى من الأسماء التى على أربعة أحرف ، ينسب إليه على لفظه لا غير» تقول فى نحو جعفر وقمطر : جعفرى وقمطرى ، وكذلك تفعل بكل اسم ليس على وزن فعيل أو فعيلة أو فعول أو فعولة ، ولا فى آخره ألف ولا همزة أو ياء بعد ألف زائدة. أه.

(٣) سقط في ط.

(٤) في ط : يلحق.

٤٥٨

والثانى : قلب الهمزة واوا ؛ فتقول : قرّاوىّ ، وسقّاوى ، وعلباوىّ.

إلا أنّ القلب فى : قرّاء وبابه ، أقلّ منه فى : سقّاء ، وعلباء ، وبابهما.

وإن كانت للتأنيث ، لم يجز فيها إلا القلب ؛ فتقول فى : حمراء ، وبروكاء :

حمراوىّ ، وبروكاوىّ.

وإن كان فى آخره ياء بعد ألف زائدة ، قلبتها همزة ، ثم تنسب إليه ؛ كما تنسب إلى علباء وبابه ؛ لأنّه إذ ذاك نظيره ؛ فتقول فى درحاى : درحائىّ.

وإن شئت درحاوى.

والأول أفصح.

وإن كان قبل آخره ياء مشددة مكسورة ، حذفت المتحركة منهما ؛ وحينئذ : تلحق ياء النّسب ، فتقول فى : أسيّد : أسيدى ، إلا أن يكون بعد الياء المشددة حرف مدّ ولين ؛ فإنّك تنسب إليه على لفظه ولا تحذف منه شيئا ، فتقول فى النّسب إلى : مهيم مهيّمى /.

وما بقى من الأسماء التى هى على خمسة أحرف فصاعدا ، ألحقته ياءى النسب من غير تغيير (١).

والمنسوب على غير قياس ثلاثة أنواع :

نوع كان بابه أن يغيّر (٢) ؛ فلم يغيّر.

ونوع كان بابه ألا يغيّر فغيّر.

ونوع كان بابه أن يغير ضربا من التغيير ، فغيّر تغييرا آخر ، فممّا غيّر وبابه ألا يتغيّر ، قولهم فى النّسب إلى هذيل ، وسليم : هذلىّ ، وسلمىّ ، قال [من الرجز] :

٢٨٦ ـ

إذا غطيف السّلمىّ فرّا (٣)

__________________

(١) م : وقولى : «وما بقى من الأسماء التى على خمسة أحرف فصاعدا ، ألحقته ياءى النسب من غير تغيير» مثال ذلك قولك فى سفرجل وقرشب : سفرجلى وقرشبّىّ ؛ وكذلك تفعل بكل خماسى ليس فى آخره ياء مشددة ، ولا فى آخره ألف ولا ياء بعد كسرة ولا همزة أو ياء بعد ألف زائدة. أه.

(٢) في أ: يتغير.

(٣) الشاهد فيه قوله : «السّلمىّ» فى النسب إلى «سليم» فغيّر لفظ «سليم» عند النسب إليه ، وكان من حقه ألّا يتغير.

٤٥٩

وإلى فقيم ، وقريش ، ومليح خزاعة : فقمىّ ، وقرشىّ ، وملحىّ.

وإلى : أمس ، والبصرة : إمسىّ ، وبصرىّ ، بكسر الهمزة والباء ، وإلى : السّهل ، والدّهر : سهلىّ ، ودهرىّ ، بضم السين والدال.

وإلى : البحر ، بحرانىّ ، فى أحد القولين (١) ، وإلى : الجمّة : جمانىّ ، وإلى : الرّقبة ، رقبانىّ ، وإلى اللحية : لحيانىّ ، وإلى أفق : أفقىّ ، بفتح الهمزة والفاء.

وإلى : خراسان ، خراسىّ ، وخرسىّ ، وإلى : الحمض ، حمضىّ بفتح الميم ، وإلى : الطّلح ، طلاحى ، وإلى الخريف خرفىّ ، بفتح الخاء وتسكين الراء.

وإلى : الربيع : ربعىّ ، بكسر الراء وتسكين الباء ، وإلى الحرم : حرمى ، بكسر الحاء وتسكين الراء ، وإلى قفا : قفىّ ، وإلى : الشام : شآم ، وإلى اليمن : يمان ، وإلى تهامة : تهام ، وإلى ثقيف : ثقفى ، وإلى الأنف : أنافىّ للعظيم الأنف.

وإلى وبار : أبارى ، وإلى الرّوح : روحانى ، وإلى مرو : مروزى.

ولا يقال فى غير الإنسان إلا مروى ، وإلى : الرّىّ : رازىّ.

وممّا ترك تغييره وبابه أن يتغيّر ، قولهم فى النّسب إلى : سليقة ، وعميرة كلب ، وسليمة : سليقىّ ، وعميرى ، وسليمى ، وإلى حمراء : «حمرائى» ، بالهمز ، وإلى بعلبك : بعلبكى ؛ حكاهما الكوفيون.

وإلى : كنت : كنتىّ ، وإلى : البحرين : بحرانىّ ، فى أصح القولين.

وممّا غيّر خلاف تغييره الذى يجب فيه قولهم فى النّسب إلى : زبينة ، زبانىّ ، وإلى الحيرة ، وطيىء : حارىّ ، وطائىّ ، وإلى العالية : علوىّ ، وإلى البادية : بدوىّ ، وإلى الشتاء : شتوىّ ، وإلى بنى عبيدة : عبدىّ ، وإلى جذيمة : جذمىّ ، بضم الجيم والعين ، وفتح الذال والباء ، وإلى : بنى الحبلى من الأنصار : حبلىّ ، بضم الباء ،

__________________

وفى البيت شاهد آخر هو : قوله : غطيف يريد غطيف بالتنوين إلا أنه حذفه لالتقاء الساكنين كما حذفت نون التوكيد لالتقاء الساكنين.

ينظر : الإنصاف ٢ / ٦٦٥ ، جمهرة اللغة ٦٦٤ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٥٣٤ ، وشرح المفصل ٢ / ٩ ، ولسان العرب (دعس) ونوادر أبي زيد ٩١.

(١) م : وقولى : «وإلى بحر : بحرانى فى أحد القولين» لأنه قد قيل : إن البحرانى منسوب إلى البحرين. أه.

٤٦٠