المقرِّب ومعه مُثُل المقرِّب

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »

المقرِّب ومعه مُثُل المقرِّب

المؤلف:

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »


المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-0067-X
الصفحات: ٦٤٨

باب البدل

البدل إعلام السّامع بمجموع اسمين ، أو فعلين على جهة تبيين الأول ، أو تأكيده ، وعلى أن ينوى بالأول منهما الطّرح معنى لا لفظا ، فمثال مجيئه للتّبيين ، قولك : «قام أخوك زيد».

ومثال مجيئه للتأكيد : «جدعت زيدا أنفه» ، فمعلوم من قولك : «جدعت زيدا» أن المجدوع أنفه ، والدليل على أنّ الأول ينوى به الطّرح ، أنّ البدل على نيّة استئناف عامل ، فإذا قلت : «قام زيد أخوك» ، فالتقدير «قام أخوك».

فتركك الأول ، وأخذك فى استئناف كلام آخر طرح منك له ، واعتماد على الثانى.

والدليل على أنّه فى نيّة تكرار العامل ـ إظهاره فى بعض المواضع ؛ نحو قوله تعالى : (قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ) [الأعراف : ٧٥].

فأعاد اللام ، والدّليل على أنّه لا ينوى به الطّرح من جهة اللفظ ـ إعادة الضمير عليه فى مثل قولك : «ضربت زيدا يده».

والبدل ستة أنواع :

بدل شىء [من شىء](١) ، وهو أن تبدل لفظا من لفظ بشرط أن يكونا واقعين على معنى واحد (٢).

وبدل بعض من كلّ (٣) ، وهو أن تبدل لفظا من لفظ ؛ بشرط أن يكون الثانى واقعا على بعض ما يقع عليه الأوّل.

وبدل اشتمال ، وهو أن تبدل لفظا من لفظ كلّ واحد منهما واقع علي غير ما وقع عليه الآخر ؛ بشرط أن يكون الأول قد يجوز به / الاكتفاء عن الثانى ؛ نحو قولك : «سرقت زيدا ثوبه» ، ألا ترى أنك قد تقول : «سرقت زيدا» ، إذا سرقت ثوبه.

__________________

(١) سقط في ط.

(٢) م : باب البدل قولى : «بدل شىء من شىء ...» إلى آخره مثال ذلك : قام زيد أخوك. أه.

(٣) م : وقولى : «وبدل بعض من كل ...» إلى آخره ، مثال ذلك : قبضت المال بعضه. أه.

٣٢١

وبدل بداء ، وهو أن تبدل لفظا تريده من لفظ أردته أوّلا ، ثم أضربت عنه ؛ ومنه قوله ـ عليه السّلام ـ : «إنّ الرّجل ليصلّى الصّلاة وما كتب له نصفها ثلثها إلى العشر» (١).

كأنّه قال : بل ما كتب له ثلثها.

وبدل الغلط ، وهو أن تبدل لفظا تريده من لفظ سبق إليه لسانك ، وأنت لا تريده.

وبدل نسيان ، وهو أن تبدل لفظا تريده من لفظ توهّمت أنّه المراد وليس كذلك ؛ وذلك نحو قولك : «ضربت زيدا عمرا».

فذكرت زيدا غالطا وناسيا ، ثم أتيت بالمراد ، وهو عمرو ، إلّا أنّ هذين الضربين ، لم يرد بهما سماع ، فأمّا قوله [من البسيط] :

١٩١ ـ لمياء فى شفتيها حوّة لعس

وفى اللّثات وفى أنيابها شنب (٢)

فيتخرّج على أن يكون لعس مصدرا وصف به حوّة على حدّ قولهم : «رجل عدل» أى : حوّة لعساء.

والحوّة ، السّواد الخالص ، واللّعس سواد تشوبه حمرة.

ويشترط فى بدل الاشتمال وبدل البعض من الكلّ ، أن يكون فى البدل ضمير يعود على المبدل منه ، وقد يجىء محذوفا لفهم المعنى ؛ وذلك قليل جدا ؛ نحو قوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) [آل عمران : ٩٧] ، التقدير : منهم.

__________________

(١) حسن أخرجه أحمد ٤ / ٣١٩ ، وأبو داود ١ / ٢١١ : كتاب الصلاة : باب ما جاء في نقصان الصلاة ، رقم ٧٩٦ ، والنسائي في السنن الكبرى ١ / ٢١١ ، كتاب السهو : باب في نقصان الصلاة ، رقم ٦١١ ، ٦١٢ ، وابن حبان في صحيحة ٥ / ٢١٠ ، ٢١١ (الإحسان) ، رقم ١٨٨٩ ، والبيهقي في «السنن الكبرى» ٢ / ٢٨١ ، كتاب الصلاة باب جماع أبواب الخشوع في الصلاة والإقبال عليها ، من حديث عمار بن ياسر ، رضي الله عنه.

وفي البيهقي أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه ، نحوه.

(٢) البيت لذى الرمة.

والشاهد فيه قوله : «حوة لعس» حيث جاء «لعس» بدل غلط من «حوة» ، وتأوّله بعضهم بأنه من باب التقديم والتأخير ، والتقدير : في شفتيها حوة ، وفي اللثات لعس ، وفي أنيابها شنب.

ينظر : ديوانه ص ٣٢ ، والخصائص ٣ / ٢٩١ ، والدرر ٦ / ٥٦ ، ولسان العرب (شنب) ، (لعس) ، (حوا) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٠٣ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٢٦ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٤٣٨.

٣٢٢

والبدل ينقسم بالنّظر إلى التعريف والتنكير أربعة أقسام :

معرفة من معرفة (١).

ونكرة من نكرة (٢).

ومعرفة من نكرة (٣).

ونكرة من معرفة (٤).

ولا يشترط فى بدل النكرة من غيرها أكثر من أن يكون فى ذلك فائدة.

فأمّا كونها من لفظ المبدل منه ، أو موصوفه ، فغير مشروط ؛ بدليل قوله : [من الوافر]

١٩٢ ـ فلا وأبيك خير منك إنّى

ليؤذينى التّحمحم والصّهيل (٥)

__________________

(١) م : وقولى : «معرفة من معرفة» مثال ذلك : قولك : ضربت زيدا أخاك ، قال الله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) [الفاتحة : ٦ ، ٧] أه.

(٢) م : وقولى : «نكرة من نكرة» مثال ذلك : قوله تعالى : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً حَدائِقَ وَأَعْناباً) [النبأ : ٣١ ، ٣٢]. أه.

(٣) م : وقولى : «معرفة من نكرة» مثال ذلك : قوله سبحانه : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللهِ) [الشورى : ٥٢ ، ٥٣]. أه.

(٤) م : وقولى : «ونكرة من معرفة» مثال ذلك : قوله تعالى : (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ* ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ) [العلق : ١٥ ، ١٦]. أه.

(٥) البيت لشمير بن الحارس.

(فلا وأبيك خير منك) الكاف في أبيك ومنك مكسورة ، خطاب للمرأة التي لامته على حب الخيل ، على طريق الالتفات من الغيبة إلى الخطاب ، و «لا» نفي لما زعمته ، والواو للقسم وجملة (إني ليؤذيني) إلخ جواب القسم. واختلفوا في معناه ، فقال أبو الفضل : قوله ويؤذيني أي يغمنى وليس هو لي في ملك. وقال أبو حاتم والفارسي : أي ليؤذيني فقد التحمحم. وفي هذا حذف مضاف ، ورواه ابن الأعرابي : (في نوادره) وتبعه ابن دريد : «ليؤذنني» بنونين ، قال : يؤذنني أي يعجبني ، من أذنت له. قال أبو محمد الأسود الأعرابي فيما كتبه على نوادر ابن الأعرابي وسماه (ضالة الأديب) : وصوابه «ليؤذيني التحمحم» من الإيذاء ، أي فقدان التحمحم ، فحذف.

والتحمحم : صوت الفرس إذا طلب العلف. يقال حمحم الفرس وتحمحم. وصهيل الفرس : صوته مطلقا ، فهو من عطف العام على الخاص.

والشاهد فيه قوله : «خير» بالجر حيث أبدله من المعرفة ، وهو قوله : «أبيك» وبتقدير الموصوف : أي : رجل خير منك ، وهذا البدل بدل كل من كل ، ومع اعتبار الموصوف يكون الإبدال جاريا على القاعدة ، وهي أنه إذا كان البدل نكرة من معرفة يجب وصفها ويروى برفع «خير» ، كأنه قال : هو خير منك.

٣٢٣

فخير منك بدل من أبيك ؛ وهو نكرة وأبوك معرفة.

والبدل ـ أيضا ـ ينقسم بالنّظر إلى الإظهار والإضمار أربعة أقسام :

ظاهر من ظاهر (١).

ومضمر من مضمر (٢).

وظاهر من مضمر (٣).

ومضمر من ظاهر (٤).

إلا أنّ بدل المضمر من المضمر ، أو من الظاهر فى بدل / البعض من الكلّ ، وبدل الاشتمال ، لا يجوز ؛ لما يلزم فيه من خلوّ الجملة الواقعة خبرا من رابط يربطها بالمبتدأ ؛ ألا ترى أنك لو أبدلت المضمر من المضمر ، فقلت : «ثلث الرّغيف أكلته الرّغيف أكلته إياه» ، وأبدلت المضمر من الظاهر ، فقلت : «ثلث الرّغيف أكلت الرّغيف إيّاه» ، لم يكن فى الجملة الواقعة خبرا لثلث الرّغيف رابط يربطها بالمخبر عنه ، إلّا إيّاه ، وهو على نيّة استئناف عامل منفصل من الجملة التى قبله.

وكذلك ـ أيضا ـ لا يجوز إبدال الظاهر من ضمير المتكلم ، أو المخاطب فى بدل الشّىء من الشىء ، لا يجوز «ضربتك زيدا ، ولا ضربنى زيدا عمرو» ؛ لأنّه يؤدى إلى وقوع الظّاهر موقع ضمير المتكلّم ، أو المخاطب ؛ وذلك لا يجوز إلا فى النداء والاختصاص.

فأمّا قوله [من الوافر] :

١٩٣ ـ أنا سيف العشيرة فاعرفونى

حميدا قد تذرّيت السّناما (٥)

__________________

ينظر : خزانة الأدب ٥ / ١٧٩ ، ١٨٠ ، ١٨٤ ، ١٨٦ ، ١٨٧ ، ولسان العرب (أذن) ويروى فيه «يؤذننى» بدلا من «يؤذينى» ؛ ونوادر أبي زيد ص ١٢٤ ، وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص ٥٨١.

(١) م : وقولى : «ظاهر من ظاهر» مثال ذلك قولك : قام أخوك محمد. أه.

(٢) م : وقولى : «ومضمر من مضمر» مثال ذلك : زيد ضربته إياه.

فإياه بدل من الهاء فى ضربته ، ولا يتصور أن يكون تأكيدا إذ لو كان تأكيدا لكان على صيغة ضمير الرفع على كل حال فكنت تقول زيد ضربته هو. أه.

(٣) م : وقولى : «وظاهر من مضمر» مثال ذلك قولك : زيد ضربته أخاك. أه.

(٤) م : وقولى : «ومضمر من ظاهر» مثال ذلك قولك : ضربت زيدا إياه. أه.

(٥) البيت لحميد بن ثور ، ونسب إلى حميد بن بجدل في حاشية الصحاح.

تذريت السنام بمعنى علوته ، من الذروة والذروة بالكسر والضم ، وهو أعلى السنام

٣٢٤

فمنصوب على الاختصاص ؛ كأنّه قال : أعنى : حميدا.

وإذا أبدلت من اسم الاستفهام اسما لا يعطى الاستفهام ، لم يكن بدّ من ذكر أداة الاستفهام معه ، حتّى يوافق البدل المبدل منه فى المعنى ؛ نحو قولك : «كم مالك ، أثلاثون أم عشرون؟».

وإذا أتيت بعد جمع أو عدد بأسماء تريد إبدالها منها ، فإن كان ما بعد العدد يفى به ، وما بعد الجمع يصدق عليه الجمع جاز فيه الوجهان : الإبدال مما تقدم ، والرفع على القطع ؛ نحو قولك : «لقيت من القوم ثلاثة زيدا وعمرا وجعفرا».

بالنصب على البدل ، والرّفع على القطع ؛ كأنّك قلت : أحدهم زيد ، والآخر عمرو ، والآخر جعفر.

ومثل ذلك : «لقيت الرّجال زيدا وعمرا وجعفرا» ، وإن لم يكن ما بعد العدد والجمع كذلك ؛ فالقطع ليس إلا ؛ نحو قولك : «لقيت رجالا زيد وعمرو» أى : منهم زيد وعمرو.

ولا يجوز البدل ؛ لأنّ زيدا وعمرا ليسا برجال.

ولا يتصوّر أن يكون من قبيل بدل البعض من الكلّ ؛ لأنّه لا ضمير فيهما يربطهما بالمبدل منه.

فإن جاء شىء من ذلك ، جعل من باب ما وقع فيه الجمع على المثنّى ، فيحفظ ولا يقاس عليه ؛ نحو قوله / [من الطويل] :

١٩٤ ـ توهّمت آيات لها فعرفتها

لستّة أعوام وذا العام سابع

__________________

وحقيقة تذريت السنام : علوت ذروته.

والشاهد فيه قوله : «فاعرفونى حميدا» حيث إنه أبدل الظّاهر «حميدا» من المضمر «ياء المتكلم» وهذا غير جائز ، ويتخرج البيت على أن «حميدا» منصوب على الاختصاص ؛ أى : «أعنى حميدا»

وفى البيت شاهد آخر هو : ثبوت ألف «أنا» في الوصل ، وهذا ، عند غير بني تميم ضرورة.

ينظر : ديوانه ص ١٣٣ ، وأساس البلاغة ص ١٤٣ ، وشرح شواهد الشافية ص ٢٢٣ ، ولسان العرب (أنن) ، ولحميد بن بجدل في خزانة الأدب ٥ / ٢٤٢ ، وبلا نسبة في رصف المباني ص ١٤ ، ٤٠٣ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٢ / ٢٩٥ ، وشرح المفصل ٣ / ٩٣ ، ٩ / ٨٤ والمنصف ١ / ١٠.

٣٢٥

رماد ككحل العين لأيا أبينه

ونؤى كجذم الحوض أثلم خاشع (١)

فإنّه يروى برفع رماد ونؤى ونصبهما.

وإذا اجتمعت التوابع الأربع (٢) ، بدأت منها بالنّعت ، ثم بالتوكيد ، ثم بالبدل ، ثم بالعطف.

* * *

__________________

(١) البيتان للنابغة الذبياني.

توهمت : تفرست ، آيات لها : أراد آيات للدار اللأي : بفتح اللام وسكون الهمزة : البطء ونصب على نزع الخافض أي : أستبينه بعد بطء.

النؤى : بضم النون وسكون الهمزة : حفيرة تحفر حول الخباء ويجعل ترابها حاجزا لئلا يدخله المطر.

الجذم : بكسر الجيم وسكون الذال المعجمة : الأصل والباقي.

خاشع : لا طئ بالأرض ، قد اطمأن وذهب شخوصه.

الشاهد فيه قوله : «رماد» و «نؤى» فإنهما يرويان بالرفع ؛ على أنهما خبران لمبتدإ محذوف ، ويرويان بالنصب ؛ على أنهما بدل من آيات ، وعلى هذا تكون «آيات» جمع واقع على المثنى.

وفى البيتين شاهد آخر فى قوله : «وذا العام سابع» حيث رفع «سابع» خبرا لـ «ذا» لأن «العام» صفة ويصح أن يكون بدلا أو عطف بيان ، وقال العيني : إنه استعمل قوله «سابع» مفردا ليفيد الاتصاف بمعناه مجردا وهذا بخلاف ما يستعمله الشخص مع أصله ليفيد أن الموصوف به بعض العدد المعين نحو سابع سبعة ، وثامن ثمانية ونحوهما.

ينظر : ديوانه ص ٣١ وخزانة الأدب ٢ / ٤٥٣ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٤٧ ، والصاحبي في فقه اللغة ص ١١٣ ، والكتاب ٢ / ٨٦ ، ولسان العرب (عشر) والمقاصد النحوية ٣ / ٤٠٦ ، ٤ / ٤٨٢ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ٢٦١ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٧٦ ، وشرح شواهد الشافية ص ١٠٨ ، والمقتضب ٤ / ٣٢٢.

(٢) م : وقولى : «وإذا اجتمعت التوابع الأربع لاسم واحد» إلى آخره مثال ذلك : مررت بزيد العاقل نفسه أخيك وبكر. أه.

٣٢٦

باب عطف البيان

عطف البيان ، جريان اسم جامد معرفة على اسم دونه فى الشّهرة ، أو مثله يبيّنه كما يبيّنه النّعت ، ولا يشترط فيه أن يكون مشتقا ، ولا فى حكمه.

والفرق بينه وبين التأكيد بيّن ؛ إذا التأكيد لا يكون إلا بألفاظ مختصّة ، والفرق بينه وبين البدل ، أنّك لا تنوى بالأول الطّرح فى عطف البيان ؛ كما تفعل فى البدل.

ولذلك إذا كان اسم الفاعل المعرّف بالألف واللام مضافا إلى ما فيه الألف واللام ، وأتبع ما أضيف إليه اسم الفاعل اسما ليس فيه ألف ولام ، جاز على عطف البيان ، ولم يجز على البدل نحو قوله [من الوافر] :

١٩٥ ـ أنا ابن التّارك البكرىّ بشر

عليه الطّير ترقبه وقوعا (١)

لأنّ البدل فى نيّة تكرار العامل ؛ فيلزم أن يكون التقدير : أنا ابن التّارك بشر ؛ وذلك لا يجوز ، وكذلك ـ أيضا ـ تقول : «يا زيد زيد» ، بتنوين زيد الثانى ، إن جعلته عطف بيان ، لأنه ليس فى نيّة تكرار العامل ، وإن جعلته بدلا لم تنوّنه (٢).

__________________

(١) البيت للمرار الأسدي.

وفي البيت شاهدان : أولهما قوله : «التارك البكري» حيث أضاف معرفا بـ «أل» إلى معرف بـ «أل» تشبيها بـ «الحسن الوجه» ، لأنه مثله في الاقتران بـ «أل». وثانيهما قوله : «التارك البكري بشر» ، فإن قوله : «بشر» عطف بيان على قوله : «البكري» ، ولا يجوز أن يكون بدلا ، لأن البدل على نية تكرار العامل ، فكان ينبغي لكي يصح أن يكون بدلا أن يحذف المبدل منه ويوضع البدل مكانه ، فتقول : «التارك بشر» ، ويلزم على هذا إضافة اسم مقترن بـ «آل» إلى اسم خال منها ، وذلك غير جائز.

ينظر : ديوانه ص ٤٦٥ ، وخزانة الأدب ٤ / ٢٨٤ ، ٥ / ١٨٣ ، ٢٢٥ ، والدرر ٦ / ٢٧ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٦ ، وشرح التصريح ٢ / ١٣٣ ، وشرح المفصل ٣ / ٧٢ ، ٧٣ ، والكتاب ١ / ١٨٢ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٢١ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ٤٤١ ، وأوضح المسالك ٣ / ٣٥١ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤١٤ ، وشرح شذور الذهب ص ٣٢٠ ، وشرح ابن عقيل ص ٤٩١ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٥٤ ، ٥٩٧ ، وشرح قطر الندى ص ٢٩٩ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٢٢.

(٢) م : باب عطف البيان

قولى : «وإن جعلته بدلا لم تنونه» أعنى أنك تقول : يا زيد زيد ، وسبب ذلك أنه فى تقدير تكرار العامل ، فكأنك قلت : يا زيد يا زيد ، فكما لا ينون زيدا فى فصيح الكلام إذا دخل عليه حرف النداء فكذلك لا تنونه إذا كان فى نية ذلك. أه.

٣٢٧

وأكثر استعماله فى الأسماء الأعلام ، إذا جرت على الكنى ، وفى الألقاب إذا جرت على الكنى ، أو على الأسماء الأعلام المضافة ؛ نحو قولك : «قام أبو عبد الله قفّة».

فإن اجتمع اللّقب مع اسم مفرد ، أضفت الاسم إلى اللّقب.

ولم يجز غير ذلك ؛ نحو قولك : «قام زيد قفّة» ؛ فهذه جملة عوامل الأسماء.

* * *

٣٢٨

باب التّنازع (١)

وقد يعرض فى بعض هذه العوامل أن يجتمع منها عاملان فصاعدا ، ويتأخّر عنهما معمول فصاعدا ، وكلّ واحد منهما يطلبه من جهة المعنى.

فمثال تقدّم العاملين على معمول واحد : «ضربنى وضربت زيدا» ، فـ «زيد» يطلبه ضربنى ، وضربت / من جهة المعنى.

ومثال تقدّم أزيد من عامل على معمول واحد (٢) ؛ نحو قوله [من الطويل] :

١٩٦ ـ سئلت فلم تبخل ولم تعط طائلا

فسيّان لا ذمّ عليك ولا حمد (٣)

فقد تقدّم على الطائل ثلاثة عوامل ، وهى : سئلت ، وتبخل ، وتعط.

ومثال [تقدّم أزيد من عامل على](٤) أزيد من معمول واحد ؛ نحو قولك : «متى ظننت أو علمت زيدا منطلقا».

والاختيار فى جميع ذلك إعمال الثانى ، ويجوز إعمال الأوّل :

فإن أعملت الأول ، أضمرت فى الثانى كلّ ما يحتاج إليه من مرفوع (٥) ، أو منصوب (٦) ، أو مخفوض (٧).

وقد يحذف الضمير المنصوب فى الشّعر ؛ نحو قوله [من الكامل] :

١٩٧ ـ بعكاظ يعشى النّاظري

ن إذا هم لمحوا شعاعه (٨)

__________________

(١) في ط : باب الإعمال.

(٢) فى ط : معنى واحد.

(٣) البيت بلا نسبة فى : البحر ٣ / ٥٣٩ ، والدر المصون ٢ / ٥٧٠.

والشاهد فيه : قوله : «سئلت فلم تبخل ولم تعط طائلا» حيث تقدم ثلاثة عوامل : «سئلت» ، و «تبخل» ، و «تعط» على معمول واحد «طائلا».

وفي ط : لا فقر لديك ولا ذم.

ورواية الدر : لا حمد عليك ولا ذم.

(٤) فى ط : تقدم العامل على ...

(٥) م : وقولى : «أضمرت فى الثانى كل ما يحتاج إليه من مرفوع مثال ذلك قولك ضربت وضربنى زيدا ففى ضربنى ضمير مرفوع يعود على زيد. أه.

(٦) م : وقولى : «أو منصوب» مثال ذلك قولك : ضربنى وضربته زيد. أه.

(٧) م : وقولى : «أو مخفوض» مثال ذلك مرّ بى ومررت به زيد. أه.

(٨) البيت لعاتكة بنت عبد المطلب.

٣٢٩

التقدير : إذا هم لمحوه.

وإن أعملت الثانى ، فإن احتاج الأول إلى غير مرفوع ، وكان مما يجوز حذفه اقتصارا ، حذفته ؛ نحو قولك : «ضربت وضربنى زيد».

ولا يجوز إضماره قبل الذكر ، إلا فى ضرورة ؛ نحو قوله [من الرمل] :

١٩٨ ـ

علّمونى كيف أبكيهم إذا خفّ القطين (١)

وإن كان ممّا لا يجوز حذفه اقتصارا ، جاز فيه إضماره وتأخيره ؛ نحو قولك : «ظنّنى وظننت زيدا قائما إيّاه».

والآخر أن تحذفه (٢) إذ الحذف فى هذا الباب اختصار.

وحذف أحد المفعولين فى باب ظننت اختصارا جائز ، إلا أنّ ذلك قليل جدا.

وإن احتاج إلى مرفوع ، أضمرته قبل الذكر فتقول : «ضربونى ، وضربت الزّيدين» ، فأمّا قوله [من الطويل] :

١٩٩ ـ تعفّق بالأرطى لها وأرادها

رجال فبذّت نبلهم وكليب (٣)

فجاء على إعمال الثانى ، وفاعل «تعفّق» مضمر فيه ، إلا أنّه أفرده ، وإن كان عائدا على جمع ضرورة ؛ نحو قوله [من الطويل] :

__________________

والشاهد فيه : قوله : «لمحوا» يريد «لمحوه» فحذف الضمير المنصوب.

ينظر : الدرر ٥ / ٣١٥ ، وشرح التصريح ١ / ٣٢٠ ، شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ٤٧٣ ، المقاصد النحوية ٣ / ١١ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٥ / ٢٨٤ ، وأوضح المسالك ٢ / ١٩٩ ، شرح الأشموني ١ / ٢٠٦ ، شرح شذور الذهب ٥٤٤ ، شرح ابن عقيل ٢٨٠ ، مغني اللبيب ٢ / ٦١١ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٠٩.

(١) ينظر تذكرة النحاه ص ٣٥١.

(٢) م : وقولى : «والآخر أن تحذفه مثال ذلك قولك : ظننى وظننت زيدا قائما. أه.

(٣) البيت : لعلقمة الفحل.

والشاهد فيه قوله : «تعفق ... وأرادها رجال» حيث قدّم عاملين ، وهما «تعفق» و «أرادها» على معمول واحد ، هو قوله : «رجال» ، فأعمل الثاني في المعمول ، وحذف ضمير «الرجال» من «تعفق» ، ولو أظهره لقال : «تعفقوا وأرادها رجال».

ينظر : ديوانه ص ٣٨ ، والرد على النحاة ص ٩٥ ، وشرح التصريح ١ / ٣٢١ ، ولسان العرب (زني) والمقاصد النحوية ٣ / ١٥ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢ / ٢٠١ ، وتذكرة النحاة ٣٥٧ وجمهرة اللغة ص ٩٣٦ ، وشرح الأشموني ص ٢٠٤.

٣٣٠

٢٠٠ ـ لزغب كأفراخ القطاراث خلفها

على عاجزات النّهض حمر حواصله (١)

وكذلك قول الآخر [من الكامل] :

٢٠١ ـ لو كان حيا قبلهنّ ظعائنا

حيّا الحطيم وجوههنّ وزمزم (٢)

جاء على إعمال «حيّا» الثانى ، وفاعل «حيّا» الأول مضمر فيه ، إلا أنّه أفرده ، وإن كان عائدا على اثنين ضرورة ؛ على حدّ قوله : [من الوافر]

٢٠٢ ـ فلو ظفرت يداى بها وظنّت

لكان علىّ للقدر الخيار (٣)

وقد يعرض ـ أيضا ـ فيما كان من عوامل الأسماء فعلا أن يضمر ، وذلك أنّ الأفعال تنقسم / ثلاثة أقسام :

قسم ، لا يجوز إضماره ، وهو : كلّ فعل لو أضمر لم يكن عليه دليل ؛ نحو قولك : «ضربت زيدا» ، لا يجوز أن تضمر «ضربت» ، إذا لم يكن عليه دليل.

وقسم ، التزمت فيه العرب الإضمار ، وهو كلّ فعل حذف وأبدل منه شىء ، وهو محصور يحفظ ولا يقاس عليه.

والذى جاء من ذلك : المنادى ، وهو منصوب بإضمار أنادى ، إلا أنّه لا يجوز

__________________

(١) البيت : للحطيئة.

والشاهد فيه قوله : «حواصله» ؛ حيث أعاد الضمير على الجمع مفردا ، واختلف فيه هل يعود على «عاجزات» أم على «زغب» ، فيرى الكسائى أن الضمير عائد على «عاجزات» ، ويرى الفراء أنه عائد على «زغب» لأنه بنى على صورة الواحد ، وفى رأيه أن الجمع إذا جمع على صورة الواحد جاز أن يعود عليه الضمير مفردا.

ينظر : ديوانه ص ١٣٦ ، لسان العرب (خلف) وتهذيب اللغة ٨ / ٣٩٥ ، وتاج العروس (خلف) وديوان الأدب ١ / ١٢٠ ، وبلا نسبة في مقاييس اللغة ٢ / ٢١٢ والمخصص ٩ / ١٦١.

(٢) البيت لعروة بن أذينة ينظر الأغانى ١ / ٢٩١.

والشاهد فيه إعمال «حيّا» الثاني ، وفاعل «حيّا» الأول مضمر فيه ، إلا أنه أفرده ، وإن كان عائدا على اثنين ضرورة

(٣) البيت للفرزدق ، ويروي صدره هكذا

ولو رضيت يداى بها وضننت

 ............

الشاهد : فيه قوله : «وظنت» والقياس : وظنتا ، وقد جاز ذلك لكون اليدين كالعضو الواحد.

ينظر : ديوانه ١ / ٢٩٤ ، والخصائص ١ / ٢٥٨ ، والمحتسب ٢ / ١٨١.

٣٣١

إظهاره ؛ لأنّ حرف النّداء صار عوضا منه.

وكذلك المنصوب على الاختصاص ، وهو على طريقة النّداء ، فلا يجىء أبدا إلا بعد ضمير متكلّم ، أو مخاطب ؛ نحو قولهم : «إنّا معشر العرب نفعل كذا» ، و «وبك الله نرجو الفضل» ، و «نحن العرب أقرى النّاس للضّيف».

التقدير : أعنى معشر العرب ، وأعنى العرب ، وأعنى الله ؛ وذلك أنّ الأول قد يتطرّق إليه لبس ما ؛ فيزال بذكر اسم معرفة ؛ ولذلك لا يؤتى فى هذا الباب بذكر اسم بالاسم النكرة ؛ لأنّه لا يزيل لبسا.

وهذا الباب شبيه بباب النّداء ؛ ألا ترى أنّ الظاهر وقع فيه موقع ضمير المتكلّم أو المخاطب ؛ كما وقع فى النداء.

ولا يقع فى غير ذلك من الأبواب لو قلت : «ضرب عمرو زيدا» ، وأنت تخاطب زيدا ، أو تخبر عن نفسك ، واسمك زيد لم يجز ، ولما أشبهه فيما ذكر ، وقعت فيه أىّ المختصّة بالنداء ؛ كقولهم : «اللهمّ اغفر لنا أيّتها العصابة».

وكذلك ما انتصب من الصّفات المقطوعة على المدح والشّتم ، والتّرحّم ؛ لأنّها صارت بدلا من : أمدح ، وأرحم ، وأذمّ.

وكذلك الاسم المشتغل عنه الفعل ؛ نحو قولك : «زيدا ضربته» ؛ لأنّ الفعل الظاهر الذى يفسّر المضمر صار عوضا منه ، ومن ذلك قولهم فى التحذير : «إيّاك والأسد» التقدير : إيّاك اتّق أن تتعرّض للأسد ، واتّق الأسد أن يهلكك ؛ نحو قولهم : «رأسك والحائط» ، و «رأسك والسّيف» ، و «إيّاك والشّرّ» ، و «إيّاى وأن يحذف أحدكم الأرنب» ، ومنه : «شأنك والحجّ» أى : الزم شأنك مع الحجّ ، و «امرأ ونفسه» أى : دع امرأ ونفسه ، و «أهلك واللّيل» أى : بادر أهلك واسبق الليل ، أى : بادرهم قبل الليل ، و «عذيرك» أى : أحضر عذرك ، أو عاذرك ، و «هذا ولا زعماتك» أى : ولا أتوهّم زعماتك ، و «كليهما وتمرا» أى : أعطنى ، و «كلّ شىء ولا / شتيمة حر» أى : ائت كلّ شىء ولا ترتكب شتيمة حر ، و «انتهوا خيرا لكم» أى : ائتوا خيرا لكم ، و «حسبك خيرا لك» ، و «وراءك أوسع لك» أى : اقصد خيرا لك ، واقصد أوسع لك ، و «من أنت زيدا» ، أى : تذكر زيدا ، و «أخذته بدرهم فصاعدا» ، أو «بدرهم

٣٣٢

فزائدا» ، أى : فزاد صاعدا ، وذهب زائدا ، و «مرحبا وأهلا وسهلا» ، أى : أصبت مرحبا ، أى : رحبا ، وأتيت أهلا لا أجانب ، ووطئت سهلا من البلاد.

و «إن تأت فأهل الليل والنّهار» أى : تأتى أهلا لك بالليل والنهار.

ومنه ما ثنى ؛ نحو قولك : «الأسد الأسد» ، و «الجدار الجدار» ، و «الصّبىّ الصّبىّ» إذا حذروه الأسد ، والجدار المتداعى ، ووطء الصبى.

و «أخاك أخاك» ، أى : الزمه ، و «الطّريق الطريق» ، أى : خلّه.

جميع ذلك جعل فيه المنصوب بدلا من الفعل المضمر ومنه فى الدّعاء له : «سقيا ورعيا» ، وفى الدعاء عليه : «أفّة وتفّة» ، و «دفرا وخيبة» ، و «جدعا» ، و «عقرا» ، و «تعسا» ، و «تبّا» ، و «جوعا» ، و «بهرا» ، و «بؤسا» ، و «بعدا» ، و «سحقا».

ومنه إلا أنّه متبع : «جوعا» ، و «نوعا» ، و «جودا» ، و «جوسا».

ومنه إلا أنه لا يستعمل إلا مضافا : «ويحك» ، و «ويلك» ، و «ويك» ، و «ويبك».

ومنه إلا أنّه فى غير الدعاء : «حمدا» ، و «شكرا ، لا كفرا» ، و «عجبا» ، و «كرامة» ، و «مسرّة» ، و «نعمة عين» ، و «حبا ونعمى» ، و «نعام عين».

ومنه : «ولا كيدا ، ولا هما» ؛ ومنه : «ورغما وهوانا» ، ومنه إذا أردت دوام الفعل واتّصاله : «إنّما أنت سيرا سيرا» ، و «ما أنت إلا قتلا وإلا سيرا لبريد ، وإلا ضرب الناس».

ومنه : (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً) [محمد : ٤] وأشباه ذلك.

ومنه المصدر المشبّه به ، إذا تقدّم عليه ما يدلّ على الفعل الناصب له ؛ نحو قولهم : «له صوت صوت حمار» ، «له صراخ صراخ الثّكلى» ، «وله دقّ دقّك بالمنجار حبّ الفلفل» ، وأشباه ذلك.

ومنه ما يكون من المصادر توكيدا لما ينطوى عليه الكلام ؛ نحو قولك : «هو عبد الله حقا» ، «وهذا زيد الحقّ لا الباطل» ، و «هذا زيد غير ما تقول» ، و «هذا القول لا قولك».

ومنه ما يكون من المصادر توكيدا للكلام المتقدّم الذى فى معناه ؛ نحو قولهم : «له

٣٣٣

علىّ ألف درهم عرفا وأعرافا» ، و «الله أكبر دعوة الحقّ».

ومن ذلك قول الأحوص (١) [من الكامل] :

٢٠٣ ـ إنّى لأمنحك الصّدود وإنّنى

قسما إليك مع الصّدود لأميل (٢) /

ومنه : «صنع الله» ، و «وعد الله» ، و «كتاب الله» ، و «صبغة الله».

ومنه : «سبحان الله» ، و «ربحانه» ، و «معاذ الله» ، و «عمرك الله» ، و «قعدك الله».

ومنه : ما جاء من المصادر مثنى ولا يراد به ما يشفع الواحد ، وهو : «حنانيك» ، «ولبّيك» ، «وسعديك» ، «وهذاذيك» ، «ودواليك».

ومنه : ما كرّر من المصادر فى معنى الأمر ؛ فى نحو قولهم : «النّجاء النّجاء» ، و «ضربا ضربا».

جميع المصادر المذكورة فى هذا الباب ، لا يظهر الفعل الناصب لها ؛ لأنّها صارت عوضا منه ، وتقدر الفعل الناصب لها من لفظها ، فإن كانت العرب قد استعملت منه فعلا ، فحسن ، وإلا بنيت منه فعلا على القياس ؛ لأنّ جميع هذه المصادر مؤكدة لأفعالها المضمرة ، والمصدر المؤكد لا ينصبه إلا فعل من لفظه ؛ إذ التأكيد : إمّا لفظىّ ، وإمّا معنوىّ

فالمعنوىّ : بألفاظ محفوظة ، لا تتعدّى.

__________________

(١) الأحوص : عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم الأنصاري : من بني ضبيعة شاعر هجاء ، من طبقة جميل بن معمر ونصيب ، من سكان المدينة وفد على الوليد بن عبد الملك فأكرمه ولما بلغه عنه ما يسوء من سيرته نفاه إلى «دهلك» وهي جزيرة بين اليمن والحبشة وبقي بها حتى أطلقه يزيد بن عبد الملك ، فقدم دمشق وبقي بها حتى وفاته ، كان حماد الرواية يقدمه في النسيب على شعراء زمانه ولقب بالأحوص لضيق في مؤخر عينيه. له ديوان شعر وأخباره كثيرة ولابن بسام كتاب «أخبار الأحوص».

ينظر : الأعلام ٤ / ١١٦ ، الأغانى ٤ / ٤٠ ، ٥٨ ، الشعر والشعراء ٢٠٤ ، خزانة الأدب ١ / ٢٣٢ ، الموشح / ٢٣١.

(٢) الشاهد فيه : نصب «قسما» على المصدر المؤكد لما قبله من الكلام الدال على القسم.

ينظر : ديوانه ص ١٦٦ ، والأغاني ٢١ / ١١٠ ، وخزانة الأدب ٢ / ٤٨ ، ٨ / ٢٤٣ ، ٢٤٤ والزهرة ص ١٨١ ، وسمط اللآلي ص ٢٥٩ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٧٧ ، وشرح المفصل ١ / ١١٦ ، والكتاب ١ / ٣٨٠ ، وبلا نسبة في أمالي المرتضى ١ / ١٣٥ ، وخزانة الأدب ٨ / ١٧٧ ، ٩ / ١٦٢ ، والمقتضب ٣ / ٢٣٣ ، ٢٦٧.

٣٣٤

واللفظىّ : تكرار اللفظ ؛ نحو قولك : «قام زيد» أو إعادة ما يقرب منه ؛ نحو قوله تعالى : (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى) [الأعلى : ١٧].

ومثل ذلك : «قام زيد قياما» ، وممّا أجرى مجرى «سبحان» فى المعنى ، إلا أنّه غير مصدر : «سبّوحا ، قدّوسا ، ربّ الملائكة والرّوح» ، أى : ذكرت سبّوحا قدّوسا ، أو : اذكروا.

وممّا أجرى من الجامدة مجرى المصادر فى الدعاء : «تربا وجندلا» ، أى : أطعمه الله تربا وجندلا ، و «فاها لفيك» ، أى : ألقى الله الداهية لفيك.

وممّا أجرى من الصّفات مجراها : «هنيئا مريئا» ، وفى غير الدعاء : «عائذا بك» ، و «أقائما وقد قعد النّاس» ، و «أقاعدا وقد سار الرّكب» ، وإن شئت حذفت الهمزة. جميع ذلك جرى فى غير الدعاء مجرى قولك : «ما أنت إلا سيرا» ؛ لأنك تريد إثبات العياذ ، والقيام ، والقعود فى الحال واتصالها ، وانتصابها بأفعال من لفظها على أنّها أحوال مؤكّدة ، التقدير : أعوذ عائذا بك ، وأتقوم قائما ، وأتقعد قاعدا ، ومثل ذلك قوله / [من الوافر] :

٢٠٤ ـ أراك جمعت مسألة وحرصا

وعند الحقّ زحّارا أنانا (١)

فكأنّه قال : زحيرا وأنينا.

ومن ذلك ما أجرى من الأحوال التى هى أسماء لم تؤخذ من الفعل مجرى ما أخذ منه ؛ نحو قولهم : «أتميميّا مرّة وقيسيّا أخرى».

ومنه قوله [من الطويل] :

٢٠٥ ـ أفى السّلم أعيارا جفاء وغلظة

وفى الحرب أشباه النّساء العوارك (٢)

__________________

(١) البيت : للمغيرة بن حنباء. وتروى كلمة «أخانا» بدل «أنانا».

ينظر : شرح أبيات سيبويه ١ / ٢٠٤ ، ولسان العرب (زحر) ، (أنن) ، وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص ١٠٩ ، والكتاب ١ / ٣٤٢.

(٢) البيت : لهند بنت عتبة.

الشاهد فيه : نصب «أعيارا» بإضمار فعل وضعت هي موضعه بدلا من اللفظ به.

ينظر : خزانة الأدب ٣ / ٢٦٣ ، والمقاصد النحوية ٣ / ١٤٢ ، وبلا نسبة في شرح أبيات سيبويه ١ / ٣٨٢ ، والكتاب ١ / ٣٤٤ ، ولسان العرب (عور) ، (عير) ، والمقتضب ٣ / ٢٦٥.

٣٣٥

وقوله [من الطويل] :

٢٠٦ ـ أفى الولائم أولادا لواحدة

وفى العيادة أولادا لعلات (١)

أى : تتلوّنون ؛ مرّة كذا ومرّة كذا.

ومنه قولهم : «أعور وذا ناب» أى : أتستقبلون أعور وذا ناب ، فالاستقبال ثابت فى الحال ؛ وكذلك التّحوّل والتلوّن يجرى مجرى «أقائما وقد قعد النّاس».

ومن هذا الباب إضمار «كان» وإنابة «ما» منابها ؛ نحو قولك : أمّا أنت منطلقا انطلقت معك ، الأصل : إن كنت منطلقا انطلقت معك ، فأضمرت «كان» وعوّض منها «ما» ، وانفصل الضمير ؛ ومن مثل ذلك قوله [من البسيط] :

٢٠٧ ـ أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر

فإنّ قومى لم تأكلهم الضّبع (٢)

وقسم أنت فيه بالخيار ، وهو ما عدا ما ذكر ممّا على إضمار الفعل فيه دليل ؛ نحو قولك لمن شهر سيفا : «زيدا» ، تريد : «اضرب زيدا» ، وإن شئت أظهرته.

__________________

(١) البيت : بلا نسبة فى : شرح أبيات سيبويه ١ / ٣٨٢ ، والكتاب ١ / ٣٤٤ ، ولسان العرب (علل) والمقتضب ٣ / ٢٦٥.

الشاهد فيه : نصب «أولادا» بإضمار فعل وضعت هي موضعه بدل التلفظ به.

(٢) البيت : لعباس بن مرداس ونسب لجرير.

والشاهد فيه قوله : «أما أنت ذا نفر» ، والأصل : «لإن كنت ذا نفر» ، فحذف «كان» ، وعوض عنها «ما» الزائدة ، وأبقى اسمها ، وهو قوله : «أنت» ، وخبرها ، وهو قوله : «ذا نفر».

ينظر : البيت لعباس بن مرداس في ديوانه ص ١٢٨ ، والأشباه والنظائر ٢ / ١١٣ ، والاشتقاق ص ٣١٣ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٣ ، ١٤ ، ١٧ ، ٢٠ ، ٥ / ٤٤٥ ، ٦ / ٥٣٢ ، ١١ / ٦٢ ، والدرر ٢ / ٩١ ، وشرح شذور الذهب ص ٢٤٢ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٤٧٩ وشرح شواهد المغني ١ / ١١٦ ، ١٧٩ ، وشرح قطر الندى ص ١٤٠ ، ولجرير في ديوانه ١ / ٣٤٩ ، والخصائص ٢ / ٣٨١ ، وشرح المفصل ٢ / ٩٩ ، ٨ / ١٣٢ ، والشعر والشعراء ١ / ٣٤١ ، والكتاب ١ / ٢٩٣ ، ولسان العرب (خرش) ، (ضبع) ، والمقاصد النحوية ٢ / ٥٥ ، وبلا نسبة في الأزهية ص ١٤٧ ، وأمالي ابن الحاجب ١ / ٤١١ ، ٤٤٢ ، والإنصاف ١ / ٧١ ، وأوضح المسالك ١ / ٢٦٥ ، وتخليص الشواهد ص ٢٦٠ ، والجنى الداني ص ٥٢٨ ، وجواهر الأدب ١٩٨ ، ٤١٦ ، ٤٢١ ، ورصف المباني ص ٩٩ ، ١٠١ ، وشرح الأشموني ١ / ١١٩ ، وشرح ابن عقيل ص ١٤٩ ، ولسان العرب (أما) ، ومغني اللبيب ١ / ٣٥ ، والمنصف ٣ / ١١٦ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٣.

٣٣٦

باب ذكر الرّافع للفعل المضارع

اعلم : أنّ الرافع للفعل المضارع وقوعه موقع الاسم ، وأعنى بذلك : أنّ الفعل المضارع ، إذا وقع فى موضع يجوز لك إزالته منه ، وجعل اسم بدله كان مرفوعا ؛ نحو قولك : «يقوم زيد» ؛ ألا ترى أنك لو قلت : «أخوك زيد» ، لجاز ؛ ولذلك لم يرتفع بعد النّواصب والجوازم ، فأمّا قولهم : «سيقوم زيد» ، و «قد يقوم زيد» ، فرفع الفعل ؛ لأنّه صار مع قد والسّين ؛ كالشّىء الواحد ؛ فوقع الفعل مع الحرف موقع الاسم.

والدليل على أنّهما كالجزء من الفعل قولك : «لقد يقوم زيد» ، «ولسوف يقوم زيد» ، ولام التأكيد لا يفصل بينها وبين الفعل المؤكّد بشىء ؛ وكذلك قولهم : «هلا يقوم زيد» ، وأمثال ذلك من أدوات التحضيض ، إنّما رفع الفعل بعدها ؛ لأنّ الاسم يليها فى اللّفظ فى فصيح الكلام ، فيقال : هلا زيد قام» ، فروعى فيها ذلك القدر.

* * *

٣٣٧

[باب ذكر نواصب الفعل المضارع](١)

اعلم : أن نواصب الأفعال منها ما ينصب الفعل بنفسه ، وهو أن وهى أبدا مع ما بعدها / ، فى تقدير المصدر ، وإذا دخلت على الفعل المضارع خلّصته للاستقبال ، ولا تعمل فيها أفعال التحقيق لو قلت : علمت أن يقوم زيد ، لم يجز ، ولا يتقدّم شىء ممّا بعدها عليها ؛ لأنّها من قبيل الموصولات (٢) ، وقد تقدّم ذلك.

ولن : وهى لنفى سيفعل.

وكي : فى لغة من يدخل عليها حرف الجرّ ؛ فيقول : «لكى».

وإذن : ومعناها الجواب والجزاء ؛ يقول القائل : «أزورك» ، فتقول مجيبا له ومجازيا على زيارته : «إذن أكرمك».

والفعل الذى بعدها إن كان ماضيا أو حالا ، لم تعمل فيه (٣) ، وإن كان مستقبلا : فإن وقعت صدرا نصبته (٤) ، وبعض العرب يلغيها ، وإن لم تقع صدرا ، فإن تقدّمها حرف العطف ، جاز إلغاؤها وإعمالها ؛ قال تعالى : (وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ) [الاسراء : ٧٦] وقد قرئ : «لا يلبثوا».

وإن وقعت بين شيئين متلازمين ، كانت ملغاة لا غير ؛ نحو قولك : «أنا إذن أكرمك».

فأمّا قوله [من الرجز] :

٢٠٨ ـ لا تتركنّى فيهم شطيرا

إنّى إذن أهلك أو أطيرا (٥)

__________________

(١) سقط فى ط. وفى أ: نواصب الأفعال.

(٢) م : باب ذكر نواصب الأفعال

قولى : «ولا يتقدم شىء مما بعدها عليها ؛ لأنها من قبيل الموصولات» أعنى : أنه لا يجوز لك أن تقول : يعجبنى زيدا أن أضرب تريد : أن أضرب زيدا. أه.

(٣) م : وقولى : «الفعل الذى بعدها إن كان ماضيا أو حالا لم تعمل» مثال ذلك قولك لمن قال زرتك إذن أكرمك ، ولمن قال أزورك : إذن أكرمك الآن. أه.

(٤) م : وقولى : «وإن كان مستقبلا فإن وقعت صدرا نصبته» إلى آخره ، مثال ذلك : قولك لمن قال : أزورك : إذن أكرمك غدا ، وبعض العرب برفع اكرم. أه.

(٥) البيت بلا نسبة فى : الإنصاف ١ / ١٧٧ ، وأوضح المسالك ٤ / ١٦٦ ، والجنى الداني ص ٣٦٢ ، وخزانة الأدب ٨ / ٤٥٦ ، ٤٦٠ ، والدرر ٤ / ٧٢ ، ورصف المباني ص ٦٦

٣٣٨

فيتخرّج على أن يكون خبر «أنّ» محذوفا ، أى : أموت ، فتجىء إذن على هذا التقدير أول الكلام.

ويجوز الفصل بينها وبين معمولها بالقسم ، والظرف ، والجار والمجرور ؛ نحو قولك : «إذن والله أكرمك» ، «إذن فى الدّار آتيك» ، ولا يجوز ذلك فى غيرها من النّواصب ، إلا فى ضرورة ؛ نحو قولك : [من الكامل]

٢٠٩ ـ لمّا رأيت أبا يزيد مقاتلا

أدع القتال وأشهد الهيجاء (١)

ومنها ما ينتصب الفعل بإضمار أن بعده ، وإن شئت أظهرتها ، وهو لام كى ، إذا لم تكن بعدها لا (٢) ؛ نحو قولك «جئت ليقوم زيد».

وحرف العطف المعطوف به الفعل على الاسم الملفوظ ؛ نحو قولك : «يعجبنى قيام زيد ويخرج عمرو» ، وإن شئت : «وأن يخرج عمرو».

والباقى منها ما ينتصب الفعل بإضمار أن بعده ، ولا يجوز إظهارها ، وهى : كى فى لغة من يقول : كيمه (٣) ، فيحذف معها ألف «ما» الاستفهاميّة ، ولام الجحد وهى التى يتقدّمها نفى ، وكون ماض ؛ نحو قولك : «ما كان زيد ليقوم».

وأو ، بمعنى إلّا أن ، أو بمعنى كى ؛ نحو قولك : «لألزمنّك أو تقضينى حقّى»

__________________

وشرح الأشموني ٣ / ٥٥٤ وشرح التصريح ٢ / ٢٣٤ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٧٠ ، وشرح المفصل ٧ / ١٧ ، ولسان العرب (شطر) ، ومغني اللبيب ١ / ٢٢ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٨٣ ، وهمع الهوامع ٢ / ٧.

الشاهد فيه قوله : «إني إذن أهلك» حيث نصب الفعل المضارع «أهلك» بعد «إذن» ، مع أن «إذن» ليست مصدرة. بل هي مسبوقة بقوله : «إني». وقيل : إنه ضرورة ، وقيل : خبر «إن» محذوف ، و «إذن» واقعة في صدر جملة مستأنفة.

(١) البيت بلا نسبة فى : الأشباه والنظائر ٢ / ٢٣٣ ، والخصائص ٢ / ٤١١ ، وشرح الأشموني ٣ / ٥٥٢ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٨٣ ، ومغنى اللبيب ١ / ٢٨٣ ، ٢ / ٥٢٩ ، ٦٩٤.

والشاهد فيه قوله : «أدع» حيث نصب الفعل المضارع بحرف النصب «لن» المدغمة نونه في «لما» مركبة من «لن» و «ما» ، أدغمت النون في الميم للتقارب ، ووصلا خطا للإلغاز وقد فصل بين أداة النصب «لن» والفعل «أدع» بالجملة الفعلية «رايت أبا يزيد مقاتلا».

(٢) م : وقولى : «إذا لم يكن بعدها لا» لأنه إن كان بعدها لا لزم إظهارها ؛ نحو قولك : جئت لئلا يقوم زيد ، الأصل لأن لا يقوم زيد فادغمت النون فى اللام. أه.

(٣) م : وقولى : «فى لغة من يقول كيمه» مثال ذلك : قولك : جئت كى يقوم زيد ، لمن قال : كيم جئت؟ أه.

٣٣٩

أى : كى تقضينى حقّى ؛ نحو قوله / [من الوافر] :

٢١٠ ـ وكنت إذا غمزت قناة قوم

كسرت كعوبها أو تستقيما (١)

أى : إلا أن تستقيم.

فإن لم تكن بمعنى ما ذكر ، لم ينتصب الفعل بعدها إلّا فى ضرورة ؛ نحو قوله [من الطويل] :

٢١١ ـ فسر فى بلاد الله والتمس الغنى

تعش ذا يسار أو تموت فتعذرا (٢)

المعنى : يكن أحد الأمرين.

والفاء ، والواو فى جواب أمر (٣) ، أو نهى ، أو نفى ، أو استفهام ، أو تمنّ ، أو تحضيض ، أو عرض ، أو دعاء ، ولا ينتصب الفعل بعدهما فيما عدا ذلك ، إلّا فى ضرورة ؛ نحو قوله [من الوافر] :

__________________

(١) البيت : لزياد الأعجم.

الشاهد فيه قوله : «أو تستقيما» حيث نصب الفعل المضارع بـ «أن» مضمرة وجوبا بعد «أو» التي بمعنى «إلّا أن».

ينظر : ديوانه ص ١٠١ ، والأزهية ص ١٢٢ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٦٩ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٣٧ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٥٤ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٢٠٥ ، والكتاب ٣ / ٤٨ ، ولسان العرب (غمز) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٨٥ ، والمقتضب ٢ / ٩٢ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ١٧٢ ، وشرح الأشموني ٣ / ٥٥٨ ، وشرح شذور الذهب ص ٣٨٦ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٦٩ ، وشرح قطر الندى ص ٧٠ ، وشرح المفصل ٥ / ١٥ ، ومغني اللبيب ١ / ٦٦.

(٢) البيت : لعروة بن الورد وقد نسب لأكثر من شاعر ففي الأغاني لأبي عطاء السندي ١٧ / ٢٤٤ ولربيعة بن الورد في العقد الفريد ٣ / ٣١ ، وبلا نسبة في رصف المباني ص ١٣٣.

الشاهد : فيه قوله : «أو تموت» حيث ذهب المصنف إلى أن النصب هنا ضرورة ، وذهب البعض إلى أن النصب هنا بإضمار «أن» و «أو» بمعنى «إلّا أن».

(٣) م : وقولى : «والواو والفاء فى جواب أمر» إلى آخره ، مثال ذلك في الأمر : قولك : ائتنى فأكرمك ، وجئنى وأحسن اليك ، ومثاله فى النهى : لا تضربنى وتكرم زيدا ولا تؤذينى فتكرم عبد الله ، ومثاله فى النفى : قولك ما تأتينا فتحدثنا ، وما تأتينا وتحسن إلينا ، ومثاله فى الاستفهام قولك : هل تأتينا وتحدثنا ، وهل تأتينا فتكرمنا ، ومثاله فى التمنى : قولك : ليت لى مالا وأنفق منه ، وليت لى مالا فأنفق منه ، ومثاله فى التحضيض : قولك : هلا تأتينا وتحدثنا ، وهلا تأتينا فتكرمنا ، ومثاله فى العرض : ألا تنزل عندنا فتحدثنا ، وألا تقعد معنا وتحدثنا ، ومثاله فى الدعاء : قولك : غفر الله لزيد فيدخله الجنة ، وغفر الله له ويدخله الجنة. أه.

٣٤٠