المقرِّب ومعه مُثُل المقرِّب

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »

المقرِّب ومعه مُثُل المقرِّب

المؤلف:

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »


المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-0067-X
الصفحات: ٦٤٨

وإن كان منفيّا أدخلت عليه «لا» ، ويجوز حذفها ؛ قال الله تعالى : (تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ) [يوسف : ٨٥].

وإن كان الفعل حالا فإنك تدخل عليه فى النفى «ما» ، ولا يجوز حذفها.

وإن كان موجبا ، فلا بد من وقوعه خبرا لمبتدأ (١) ، فتكون الجملة ـ إذ ذاك ـ اسميّة ؛ نحو قولك : «والله إنّ زيدا ليقوم الآن».

وحروف القسم متعلّقة بأفعال مضمرة ، وقد يجوز إظهار الفعل مع الباء خاصّة (٢) ، وإذا حذفت حرف القسم ، ولم تعوّض منه / هاء التنبيه ، ولا همزة الاستفهام ، ولا قطع ألف الوصل ـ لم يجز الخفض إلا فى اسم الله تعالى.

حكى من كلامهم : «ألله لأفعل» (٣).

بل لا بدّ إذ ذاك من النصب بإضمار فعل ، أو الرفع على أنه خبر ابتداء مضمر ؛ فتقول : «يمين الله لأفعلنّ (٤)» ، بنصب يمين ، على تقدير : ألزم نفسى يمين الله ؛ وهو المختار ، ورفعه على تقدير : قسمى يمين الله ، وقد شذّت العرب فى اسمين ، فالتزموا فيهما الرفع ، وهما :

«أيمن الله» ، وألفه ألف وصل ، تثبت ابتداء وتسقط درجا.

و «لعمر الله».

وأمّا : «جير» ، و «عوض» ، فمبنيان ؛ فيجوز الحكم عليهما بالرفع والنصب.

ويجوز حذف القسم ، وإبقاء الجواب ، إذا كان فى الكلام ما يدلّ عليه ؛ نحو قولك : «لتقومنّ».

وحذف الجواب وإبقاء القسم ، إذا جاء أثناء كلام يدلّ على الجواب أو عقيبه (٥).

__________________

جملة فعلية فعلها مضارع ، والقياس هنا أن يدخل عليه اللام وإحدى نونى التوكيد.

ينظر : البحر المحيط ٦ / ٤٤٠ شرح قطر الندى ٣١٢ ، الهمع ٢ / ٤٢ الخزانة ١٠ / ٦٥ ، والدرر ٢ / ٤٦.

(١) في أ: للمبتدا.

(٢) م : وقولى : «ويجوز إظهار الفعل مع الباء خاصة» مثال ذلك : أقسم بالله ليقومن زيد. أه.

(٣) في أ: لأفعلن.

(٤) في ط : لأفعل.

(٥) م : وقولى : «إذا جاء أثناء كلام يدل على الجواب أو عقيبه» مثال ما جاء القسم فيه أثناء الكلام قولك : زيد والله قائم ، ومثال ما جاء فيه عقب الكلام قولك : زيد قائم والله. أه.

٢٨١

وإذا اجتمع القسم والشّرط ، بنى الجواب على المتقدم منهما (١) ، وحذف جواب الآخر (٢) ؛ لدلالة المتقدّم عليه.

ولا يكون فعل الشرط إذا تقدّم القسم ، إلا ماضيا ؛ لأن جواب الشرط لا يحذف ، إلا إذا كان فعله ماضيا ؛ نحو قولك : «والله إن قام زيد ليقومنّ عمرو».

فأما قوله [من الطويل] :

١٥٣ ـ حلفت لها إن تدلج اللّيل لا يزل

أمامى بيت من بيوتك سائر (٣)

فبنى الجواب فيه على الشرط ؛ لأن حلفت لم تضمّن معنى القسم ؛ بل هى : خبر محض.

ويجوز أن تضمّن أفعال القلوب كلّها معنى القسم ، فتتلقّى ـ إذ ذاك ـ بما يتلقّى به القسم ؛ فتقول ؛ «علمت ليقومنّ زيد».

كما تقول : «والله ليقومنّ زيد».

* * *

__________________

(١) م : وقولى : «يبنى الجواب على المتقدم منهما» مثال ذلك قولك : والله إن قام زيد ليقومن عمرو فتبنى الجواب على القسم ، وإن قام زيد ، والله يقم عمرو فتبنى الجواب على الشرط. أه.

(٢) في أ: الأخير.

(٣) قال البغدادي : وهذا البيت لم أقف على قائله ، ولا تتمته ، والله أعلم به.

و (تدلج) : مضارع أدلج إدلاجا ، معناه : سار الليل كله يريد أن يقول : إن سافرت في الليل أرسلت جماعة من أهلي يسيرون أمامك يخفرونك ويحرسونك إلى أن تصل مأمنك.

وهذا على رواية البغدادي :

حلفت له إن تدلج الليل لا يزل

أمامك بيت من بيوتي سائر.

والشاهد فيه : أن الجواب بني على الشرط ، لأن «حلفت» لم تضمّن معنى القسم ، بل هي خبر محض ، وقيل : إن الشاهد فيه قوله : «لا يزل» حيث جزم الفعل المضارع لضرورة الشعر بجعله جوابا للشرط ، وكان القياس أن يرفع ويجعل جوابا للقسم ، لكنه جزمه للضرورة ، فيكون جواب القسم محذوفا مدلولا عليه بجواب الشرط وخرجه ابن عصفور على أن «حلفت» ليست للقسم.

ينظر : خزانة الأدب ١١ / ٣٢٨ ، ٣٣١ ، ٣٤١.

٢٨٢

باب الإضافة

وهى تنقسم قسمين (١) :

محضة ، وهى : التى يتعرف بها المضاف إن كان المضاف إليه معرفة (٢) ، ويتخصص إن كان نكرة (٣).

وغير محضة ، وهى : التى لا تفيد تخصيصا ولا تعريفا.

وكل إضافة إلا إضافة اسم الفاعل ، والمفعول بمعنى الحال ، أو الاستقبال (٤) ، والصفة المشبهة باسم الفاعل (٥) ، والأمثلة التى تعمل عمله ، (٦) أو أفعل التى للمفاضلة (٧).

وغيرك ، ومثلك ، وشبهك ، وخدنك ، وتربك ، وهدّك ، وحسبك ، وشرعك ، وكفيك بكسر الكاف وفتحها ، وضمها / وكفاؤك ، وناهيك من رجل ، وعبر الهواجر ، وقيد الأوابد ، وواحد أمّه ، وعبد بطنه.

وقد تجعل إضافة جميع ما ذكر محضة إلا الصّفة المشبّهة ، فإنّها لا تتعرّف بالإضافة أبدا.

والمحضة إمّا بمعنى : من ، وهى إضافة الشىء إلى جنسه ، نحو : «ثوب خزّ».

وإمّا بمعنى اللام ، وهى ما عدا ذلك ؛ نحو قولك : «مال زيد».

ولا يجوز الجمع بين الألف واللام والإضافة ، إلا فى اسم الفاعل ، والمفعول ، بمعنى

__________________

(١) في ط : قسم.

(٢) م : باب الإضافة

قولى : «وهى التى يتعرف بها المضاف إن كان المضاف إليه معرفة» مثال ذلك قولك : غلام زيد. أه.

(٣) م : وقولى : «ويتخصص إن كان نكرة» مثال ذلك قولك : غلام امرأة. أه.

(٤) م : وقولى : «إلا إضافة اسم الفاعل والمفعول بمعنى الحال والاستقبال» مثال ذلك قولك : هذا ضارب زيد غدا أو الآن ، وهذا معطى درهم اليوم أو الآن. أه.

(٥) م : وقولى : «والصفة المشبهة باسم الفاعل» مثال ذلك قولك : مررت برجل حسن الوجه. أه.

(٦) م : وقولى : «والأمثلة التى تعمل عمله» مثال ذلك قولك : مررت برجل ضرّاب زيد ، وضروب زيد ، ومضراب زيد. أه.

(٧) م : وقولى : «وأفعل التى للمفاضلة» مثال ذلك قولك : مررت برجل أفضل القوم. أه.

٢٨٣

الحال أو الاستقبال ، والصفة المشبّهة (١).

فأمّا ما حكاه أبو زيد (٢) من قول بعضهم : «الثّلاثة الأثواب» ، فضعيف جدّا ، أو الألف واللام فيه زائدة.

والأسماء : منها ما يلزم الإضافة ، وهو : مثل وأخواتها ، وفوق ، وتحت ، وأمام ، وقبل ، وبعد ، وقدّام ، وخلف ، ووراء ، وتلقاء ، وتجاه ، وحذاء ، وحذة ، وعند ، ولدن ، ولدى ، وسوى ، بضم السين وكسرها ، وسواء ، ووسط ، ومع ، ودون ، وبيد ، وقيد ، وقدى ، وقاب ، وقيس ، وأىّ ، وبعض ، وكل ، وكلا ، وكلتا ، وذو ومؤنّثه ومثنّاهما ومجموعهما ، وأولى ، وأولات ، وقد ، وقط ، وحسب ؛ جميع ذلك لا يكون إلا مضافا لفظا (٣) ، أو محكوما له ، بحكم المضاف (٤).

__________________

(١) م : وقولى : «ولا يجوز الجمع بين الألف واللام والإضافة إلا فى اسم الفاعل والمفعول بمعنى الحال والاستقبال والصفة المشبهة» مثال ذلك : هو الضارب الرجل ، والمعطى الدرهم ، والحسن الوجه. أه.

(٢) أبو زيد الأنصاري : سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري : أحد أئمة الأدب واللغة من أهل البصرة ، ووفاته بها. كان يرى رأي القدرية ، وهو من ثقات اللغويين. قال ابن الأنباري : كان سيبويه إذا قال : «سمعت الثقة» عنى أبا زيد. من تصانيفه كتاب «النوادر» في اللغة و «الهمز» و «المطر» و «اللبأ واللبن» و «المياه» ، و «خلق الإنسان» و «لغات القرآن» ، و «الشجر» ، و «الغرائز» ، و «الوحوش» ، و «بيوتات العرب» و «الفرق» و «غريب الأسماء» و «الهشاشة والبشاشة».

ينظر : الأعلام ٣ / ٩٢ ، نزهة الألباء ١٧٣ ، وفيات الأعيان ١ / ٢٠٧ ، إنباه الرواة ٢ / ٣٠ ـ ٣٥ ، جمهرة الأنساب / ٣٥٢.

(٣) م : وقولى : «جميع ذلك لا يكون إلا مضافا لفظا» : أعنى أنك تقول : فوق زيد وتحته وأمامه وقدامه وخلفه ووراءه وقبله وبعده وتلقاءه وتجاهه وحذاءه وحدته ودونه وعنده ولدنه ولديه وسواه وسواءه ووسط القوم ومعهم ودونهم وبيد زيد أى : غيره ، وقيد ميل ، وقاب ميل وقيس ميل ، أى : قدره ، وأى القوم وبعضهم وكلهم وكلا الرجلين وكلتا المرأتين وذو جمال وذوات جمال ، ومثناهما : ذوا مال وذواتا مال ، ومجموعهما : ذوو مال ، وذوات مال ، وأولو مال وأولات جمال وقدك وقطك وحسبك. أه.

(٤) م : وقولى : «أو محكوما لها بحكم الإضافة مثال ذلك قوله [من الرجز] :

أقبّ من تحت عريض من عل

[ينظر البيت لأبى النجم العجلى فى الطرائف الأدبية ص ٦٨ ، والأزهية ص ٢ ولسان العرب (علا) ، خزانة الأدب ٢ / ٣٩٧ ، والخصائص ٢ / ٣٦٣ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٤٤٩ ، ـ والكتاب ٣ / ٢٩٠ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٤٨ ، وكتاب العين ٢ / ٢٤٧ ، ومقاييس اللغة ٤ / ١١٦ ، وبلا نسبة فى شرح ابن عقيل ص ٣٩٧ ، وشرح المفصل ٤ / ٨٩ ، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٩٢ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٥٤].

يريد : أقب من تحته فحذف المضاف وهو يريده ؛ ولذلك بنى. أه.

٢٨٤

ومنها ما لا يلزم الإضافة ، وهو : ما عدا ذلك ، فإن كانت بمعنى اللام ، جاز أن تأتى باللام وتنوّن الأول ، فتقول «غلام لزيد».

وإن كانت بمعنى من ، جاز أن تدخل من على المخفوض ، وتنوّن الأول ، فتقول : «ثوب من خزّ».

وإن شئت نوّنت الأول ، ونصبت ما بعده على التمييز ، أو أتبعته إيّاه ، فتقول : «ثوب خزّ ، وخزا».

والأسماء المضافة ، تجوز إضافتها إلى الظاهر والمضمر ، إلا ذو ، وذات ، وتثنيتهما ، وجمعهما ، فإنّه لا يضاف شىء من ذلك إلا إلى الظاهر ، ولا يضاف إلى المضمر إلا فى ضرورة ؛ نحو قوله : [من الوافر]

١٥٤ ـ صبحنا الخزرجيّة مرهفات

أبان ذوى أرومتها ذووها (١)

وكلّها تضاف إلى المفرد ، والمثنى ، والمجموع إلا كلا ، وكلتا ، وأيا المضافة إلى المعرفة ، وأفعل التفضيليّة ، وأحدا وإحدى.

أمّا «كلا» : فلا تضاف إلا إلى مثنى معرفة ؛ نحو قولك : «كلا الرّجلين قام».

وقد تضاف فى الشعر إلى اثنين ، أحدهما : معطوف على الآخر ؛ نحو قوله / [من الطويل] :

١٥٥ ـ كلا السّيف والسّاق الّذى ضربت به

على مهل يا بثن ألقاه صاحبه (٢)

__________________

(١) البيت : لكعب بن زهير.

والشاهد فيه : قوله : «ذووها» حيث «ذوو» جمع «ذو» إلى مضمر ، وهذا جائز ، وكذلك القول في ذو وأولو.

ينظر : ديوانه ص ١٠٤ ، وأمالي ابن الحاجب ص ٣٤٤ ، وشرح المفصل ١ / ٥٣ ، ٣ / ٣٦ ، ٣٨ ، ولسان العرب (ذو) ، وبلا نسبة في الدرر ٥ / ٢٨ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥٠.

(٢) البيت : بلا نسبة في شرح المفصل ٣ / ٣. ـ والشاهد فيه : قوله : «كلا السيف والساق» حيث أضاف «كلا» إلى اثنين أحدهما معطوف على الآخر ، والقياس أن «كلا» لا تضاف إلا إلى مثنى معرفة.

٢٨٥

وقد تضاف إلى ما لفظه مفرد ، إذا كان واقعا على اثنين نحو قوله [من الرمل] :

١٥٦ ـ إنّ للخير وللشّرّ مدى

وكلا ذلك وجه وقبل (١)

ومثلها فى جميع ما ذكر : كلتا.

وأمّا أىّ ، وأفعل التفضيليّة : فإن أضيفتا إلى معرفة ، لم تضافا إلا إلى اثنين فصاعدا ؛ نحو قولك : أىّ الرّجلين قام ، وأفضل الرجال قام.

ولا تضيفهما إلى المفرد ، إلا أن توقعهما علي بعضه (٢).

فأمّا قوله :

١٥٧ ـ فأيّى ما وأيك كان شرا

فقيد إلى المقامة لا يراها (٣)

وقول الآخر [من الرجز] :

١٥٨ ـ يا ربّ موسى أظلمى (٤) وأظلمه

أرسل عليه ملكا لا يرحمه (٥)

__________________

(١) البيت : لعبد الله بن الزبعري.

الشاهد : فيه قوله : «كلا ذلك» حيث أضاف «كلا» إلى «ذلك» وهو مفرد لفظا مثنى معنى ؛ وذلك لأنه يعود على «الخير والشر».

ينظر : ديوانه ص ٤١ ، والأغاني ١٥ / ١٣٦ ، والدرر ٥ / ٢٥ ، وشرح التصريح ٢ / ٤٣ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٥٤٩ ، وشرح المفصل ٣ / ٢ ، ٣ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤١٨ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ١٣٩ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣١٧ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٨٩ ، ومغني اللبيب ١ / ٢٠٣ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥٠.

(٢) م : وقولى : «إلا أن توقعهما على بعضه» مثال ذلك قولك : أى زيد أحسن من زيد؟ : وجهه وقولك : أحسن زيد وجهه. أه.

(٣) البيت : لعباس بن مرداس.

المقامة : المجلس وجماعة الناس ، ويروى فسيق بدل من فقيد وكلا الفعلين مبني للمجهول.

الشاهد فيه قوله : «فأيي ما وأيك» حيث أفرد «أي» لكل واحد من الاسمين توكيدا ، والمستعمل إضافتها إليهما معا فيقال فأينا.

ينظر : ديوانه ص ١٤٨ ، وخزانة الأدب ٤ / ٣٦٧ ، ٣٦٨ ، وذيل الأمالي ص ٦٠ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٩٣ ، وشرح ديوان زهير ص ١١٣ ، وشرح المفصل ٢ / ١٣١ ، والكتاب ٢ / ٤٠٢ ، ولسان العرب (قوم) ، وبلا نسبة في لسان العرب (أيا).

(٤) في أ: أظلمني.

(٥) البيت بلا نسبة في : خزانة الأدب ٤ / ٣٦٩ ، ٣٧٠ والدرر ٢ / ٣٨٦ وشرح التصريح ١ / ٢٩٩ ،

٢٨٦

فجاء على إقحام أىّ ، وأظلم توكيدا.

وإن أضيفتا إلى نكرة ، أضيفتا إلى الواحد والاثنين والجماعة (١).

ولا يكونان أبدا إلا بعض ما يضافان إليه.

فأمّا قولهم : «النّاقص والأشجّ أعدلا بنى مروان» ، فليست أفعل فيه للتفضيل ؛ بل هى بمنزلة أحمر ؛ كأنّك قلت : عادلا.

وأمّا أحد ، وإحدى ، فلا تضافان إلا إلى اثنين أو جماعة (٢).

ولا يجوز إضافة الشىء إلى نفسه ، فأمّا قولهم : «صلاة الأولى» و «مسجد الجامع» و «جانب الغربىّ» و «دار الآخرة» و «بقلة الحمقاء» فتجعل الصفة فى جميع ذلك نائبة مناب موصوف محذوف ، والتقدير : السّاعة الأولى ، والوقت الجامع ، والمكان الغربى ، وبقلة الحبّة الحمقاء ، وكذلك قولهم : «حى رباح» ، وقول الشاعر [من الكامل] :

١٥٩ ـ يا قرّ إنّ أباك حىّ خويلد

قد كنت خائفه على الإحماق (٣)

__________________

وشرح عمدة الحافظ ص ٦٥٣ وهمع الهوامع ١ / ١١٠.

والشاهد فيه قوله : «أظلمي» ، وهو ضرورة ، والقياس : أظلمنا ، كقولك : أخزى الله الكاذب مني ومنه ، أي : منا. والمعنى : أظلمنا فاصبب عليه. وهذا يدل ، عند بعضهم ، على جواز ارتفاع «زيد» بالابتداء في نحو : «زيد فاضربه» ، إن جعلت الفاء زائدة.

(١) م : وقولى : «وإن أضيفتا إلى نكرة أضيفتا إلى الواحد والاثنين والجماعة» مثال ذلك قولك : أى رجل عندك ، وأى رجلين عندك؟ ، وأى رجال عندك؟ ، وهو أفضل رجل ، وهما أفضل رجلين ، وهم أفضل رجال. أه.

(٢) م : وقولى : «وأما أحد وإحدى ، فلا تضافان إلا إلى اثنين أو جماعة» مثال ذلك قولك : جاءنى أحد الرجلين ، وأحد الرجال ، وجاءتنى إحدي المرأتين ، وإحدى النساء. أه.

(٣) البيت لجبار بن سلمى

و «قر» بضم القاف مرخم قرة.

الإحماق : أحمق الرجل إذا ولد له ولد أحمق.

وكذا أحمقت المرأة ، وأما (حمق) بدون ألف فهو من الحمق وهو فساد في العقل ، وهو من باب تعب.

والشاهد فيه زيادة لفظ «حي» ويتخرج على أن يكون مما أضيف فيه المسمى إلى الاسم ؛ كأنه قال : «حي هذا الاسم» ، أي : صاحبه.

ينظر : خزانة الأدب ٤ / ٣٣٤ ، وذيل سمط اللآلى ص ٥٤ ونوادر أبي زيد ص ١٦١

٢٨٧

فيتخرّج على أن يكون مما أضيف فيه المسمّى إلى الاسم (١) ، كأنه قال (٢) : «حىّ هذا الاسم» ، أى : صاحبه ؛ وكذلك قول لبيد [من الطويل] :

١٦٠ ـ إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما

ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر (٣)

يتخرج على أن يكون أراد بالسلام : الله تعالى ؛ كأنه قال : اسم الله حفيظ عليكما.

وكذلك تفعل بكلّ ما يجىء [من](٤) نحو هذا.

والإضافة تكون في كلامهم بأدنى / ملابسة ؛ نحو قوله [من الطويل] :

١٦١ ـ إذا كوكب الخرقاء لاح بسحرة

سهيل أذاعت غزلها فى القرائب (٥)

__________________

وبلا نسبة في أمالى ابن الحاجب وشرح المفصل ٣ / ١٣.

(١) في ط : آل للاكم.

(٢) في ط : كأنك قلت

(٣) البيت : للبيد بن ربيعة.

اعتذر : أعذر أي صار ذا غدر.

والشاهد فيه قوله : «ثم اسم السّلام» فإن اسم مضاف إلى «السّلام» وهو إضافة الملغى إلى المعتبر ، يعنى لفظ الاسم ههنا ملغى لأن دخوله وخروجه سواء ويتخرج على أن يكون أراد بالسلام : الله ـ تعالى ـ كأنه قال : اسم الله حفيظ عليكما.

ينظر : ديوانه ص ٢١٤ ، والأشباه والنظائر ٧ / ٩٦ ، والأغاني ١٣ / ٤٠ ، وبغية الوعاة ١ / ٤٢٩ ، وخزانة الأدب ٤ / ٣٣٧ ، ٣٤٠ ، ٣٤٢ ، والخصائص ٣ / ٢٩ ، والدرر ٥ / ١٥ ، وشرح المفصل ٣ / ١٤ ، والعقد الفريد ٢ / ٧٨ ، ٣ / ٥٧ ، ولسان العرب (غدر) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٧٥ ، والمنصف ٣ / ١٣٥ ، وبلا نسبة في أمالي الزجاجي ص ٦٣ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٠٧ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٠٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ٤٩ ، ١٥٨.

(٤) سقط في ط.

(٥) البيت بلا نسبة فى : الأشباه والنظائر ٣ / ١٩٣ ، وخزانة الأدب ٣ / ١١٢ ، ٩ / ١٢٥ وشرح المفصل ٣ / ٨ ، ولسان العرب (غرب) ، المحتسب ٢ / ٢٢٨ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٥٩.

الخرقاء هي المرأة التي لا تحسن عملا ، والأخرق : الرجل الذي لا يحسن صنعة وعملا ـ يقال : خرق بالشيء من باب قرب : إذا لم يعرف عمله. وذلك إما من تنعم وترفه ، أو من عدم استعداد قابلية. ومنه الخرقاء صاحبة ذي الرمة ، فإنه أول ما رآها أراد أن يستطعم كلامها ، فقدم إليها دلوا فقال : اخرزيها لي ، فقالت : إني خرقاء ؛ أي لا أحسن العمل! وليس الخرقاء هنا المرأة الحمقاء ، كما توهم ـ فأضاف الكوكب إلى الخرقاء ، بملابسة أنها لما فرطت في غزلها في الصيف ولم تستعد للشتاء استغزلت قرائبها عند طلوع سهيل سحرا ـ وهو زمان مجىء البرد ـ فبسبب هذه الملابسة سمى سهيل كوكب الخرقاء.

والشاهد فيه قوله : «كوكب الخرقاء» حيث أضيف «الكوكب» إلى الخرقاء لأدنى ملابسة بسبب اجتهادها في العمل عند طلوعه.

٢٨٨

فأضاف الكوكب إليها لجدّها فى العمل وقت طلوعه.

ويجوز حذف المضاف ، وإقامة المضاف إليه مقامه في الإعراب وغيره ، إذا كان الكلام مشعرا بحذفه.

فإن لم يكن الكلام مشعرا بذلك لم يجز الحذف إلا فى ضرورة ؛ نحو قوله [من الطويل] :

١٦٢ ـ عشيّة فرّ الحارثيّون بعد ما

قضى نحبه فى ملتقى القوم هوبر (١)

يريد : ابن هوبر.

وقد لا يعرب المضاف إليه بعد الحذف بإعراب المضاف ، وذلك إذا تقدّم فى اللفظ ذكر المحذوف ؛ نحو قولهم : «ما كلّ سوداء تمرة ، ولا بيضاء شحمة» ، التقدير :

ولا كلّ بيضاء شحمة.

ويجوز حذف المضاف إليه بقياس ، إذا كان مفردا ، وكان المضاف اسم زمان.

فإن كان المحذوف معرفة ، بنيت اسم الزمان على الضم ؛ قال الله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) [الروم : ٤] ، أى : من قبل الغلب ومن بعده.

وإن كان نكرة ، لم يبنه ؛ نحو قوله [من الطويل] :

 ١٦٣ ـ ...................

كجلمود صخر حطّه السّيل من عل (٢)

__________________

(١) البيت : لذى الرمة.

والشاهد فيه قوله : «هوبر» والأصل ابن هوبر فحذف المضاف لغير دليل ؛ وذلك للضرورة الشعرية.

ينظر : ديوان ذي الرمة ٢ / ٦٤٧ ، وخزانة الأدب ٤ / ٣٧١ ، والدرر ٥ / ٣٧ ، وشرح المفصل ٣ / ٢٣ ، ولسان العرب (هبر) ، وهمع الهوامع ٢ / ٥١.

(٢) عجز بيت لامرئ القيس وصدره :

مكر مفر مقبل مدبر معا

 ............

الشاهد فيه قوله : «من عل» حيث وردت كلمة عل معربة مجرورة بـ «من» وسبب إعرابها أنه لم يقصد بالعلو معينا وإنما قصد علوّا ما.

ينظر : ديوانه ص ١٩ ، إصلاح المنطق ص ٢٥ وجمهرة اللغة ص ١٢٦ وخزانة الأدب ٢ / ٣٩٧ ، والدرر ٣ / ١١٥ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٣٩ وشرح التصريح ٢ / ٥٤ ، والشعر والشعراء ١ / ١١٦ ، والكتاب ٤ / ٢٢٨ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٤٩ ومغني اللبيب ١ / ١٥٤ ، وهمع الهوامع ١ / ٢١٠.

٢٨٩

وإن كان المضاف إليه جملة ، لم يجز حذفه ، إلا فيما سمع من ذلك ؛ نحو قولهم : «يومئذ» ، و «حينئذ» ، وقال تعالى : (وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ) [الواقعة : ٨٤] أى : حين إذ بلغت الحلقوم ، فحذفت الجملة وعوض منها التنوين.

فإن كان المضاف غير ظرف ، لم يجز حذف المضاف إليه ، إلا فيما سمع من ذلك ؛ نحو : كلّ ، وبعض ، وأىّ ، وغير ، ولا بدّ من التنوين ، إلا أن يكون المضاف بعد الحذف على هيئته قبل الحذف ؛ نحو قولهم : «قطع الله يد ورجل من قالها» (١) ، التقدير : قطع الله يد من قالها ورجله ، فحذف الضمير وأقحم المعطوف بين المضاف والمضاف إليه ، وحذف التنوين من يد لإضافته إلى من ، وحذفه (٢) من رجل ؛ لأنّه مضاف إلى «من» فى المعنى ، وبمنزلة المضاف إليه فى اللفظ.

وحقّ الإضافة أن تكون إلى مفرد ، ولا تضاف إلى جملة ، إلا أسماء الزمان غير المثناة (٣) ، وآية ، وحيث (٤) ، وذو إلا أنّها لا تضاف إلا إلى مضارع «سلمت» ؛ نحو قولهم : «اذهب بذى تسلم».

ولا يجوز أن يكون فى الجملة ـ إذ ذاك ـ ضمير عائد على الاسم المضاف إليها ، فإن كان فيها ضمير عائد عليه (٥) ، فصلته عن الإضافة ، وكانت الجملة صلة ، فأمّا قوله [من الوافر] :

١٦٤ ـ مضت مائة لعام ولدتّ فيه

وعشر بعد ذاك وحجّتان / (٦)

__________________

(١) في أ: قاله.

(٢) في ط : وحذف.

(٣) م : وقولى : «غير المثناة» أعنى : أنه لا يقال : عجبت من يومى قام زيد ، ويقال : عجبت من يوم قام زيد ، ومن أيام قام زيد. أه.

(٤) م : وقولى : «وآية وحيث» مثال ذلك فى «آية» قول أمية : [من الوافر]

بآية قام ينطق كلّ شىء

وخان خيانة الدّيك الغراب

[ينظر البيت لأمية بن أبى الصلت فى ديوانه ص ١٩ ، وتذكرة النحاة ص ٦٨٤ ، والحيوان ٢ / ٣٢١ ، وخزانة الأدب ١ / ٢٤٩ ، ويروي «أمانة» بدل «خيانة»]

ومثال ذلك فى «حيث» قوله تعالى : (مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) [الطلاق : ٦]. أه.

(٥) في ط : على الاسم.

(٦) البيت للنابغة الجعدي ويروى «سنة» بدل «مائة» وكذا وقع في «أ» والصواب مائة.

٢٩٠

فيتخرّج على أن يكون فيه متعلقا بعامل مضمر ، التقدير : أعنى فيه ، وتكون «أعنى» مع معمولها جملة اعتراض.

وإذا أضيف الاسم إلى غير ياء المتكلم ، كان على حسبه فى حال الإفراد (١) ، إلا الأخ وأخواته. فأمّا الفم منها ، فلا تثبت فيه الميم إلا فى ضرورة ، نحو قوله [من الرجز] :

١٦٥ ـ

يصبح عطشان وفى البحر فمه (٢)

بل تردّ الواو التى هى الأصل فى حال الرفع ، وتقلبها ألفا فى حال النّصب ، وياء فى حال الخفض ، فتقول : فوك ، وفاك ، وفيك.

وأما سائرها فتردّ إليه اللام المحذوفة ، وهى الواو وتقلبها ألفا في النّصب ، وياء فى الخفض ؛ فتقول : أخوك ، وأخاك وأخيك.

فإن أضفته إلى ياء المتكلّم ، فإن كان صحيح الآخر ، أو جاريا مجراه ؛ نحو : ظبى وغزو ، فقد تقدّم حكمه فى النداء ، وأمّا فى غيره ، فإنك تكسر آخره ، ويجوز فى الياء أن تكون ساكنة ، وأن تكون مفتوحة ؛ فتقول : غلامى ، ونجيبى ، ويجوز أن تقلب ألفا ، والكسرة فتحة فى الضرورة ؛ نحو قوله [من الوافر] :

__________________

والشاهد فيه : عود الضمير في «فيه» على عام المضاف إلى جملة وتلك ضرورة شعرية لا نثرية.

ينظر : ديوانه ص ١٦١ ، والأغاني ٥ / ٦ ، وخزانة الأدب ٣ / ١٦٨ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٦١٤ ، ٩٢٠ والشعر والشعراء ١ / ٣٠٠ ، وللنمر بن تولب في الدرر ٣ / ١٥١ ، وليس في ديوانه ، وبلا نسبة في مغني اللبيب ٢ / ٥٩٢ ، وهمع الهوامع ١ / ٢١٩.

(١) م : وقولى : «كان على حسبه فى حال الإفراد» مثال ذلك قولك : قام غلام زيد ، فتعربه بما كنت تعربه قبل الإضافة ، ويكون حرف الإعراب فيه ما كان حرف الإعراب قبل أن تضيفه. أه.

(٢) البيت لرؤبة.

والشاهد فيه إبقاء ميم «فم» حال الإضافة ، وهذا من الضرورات عند الفارسى ، وجائز في الاختيار عند ابن مالك وأبي حيان.

ينظر ديوانه ص ١٥٩ ، والحيوان ٣ / ٢٦٥ ، وخزانة الأدب ٤ / ٤٥١ ، ٤٥٤ ، ٤٦٠ ، والمقاصد النحوية ١ / ١٣٩ ، والدرر ١ / ١١٤ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٦٧ ، وبلا نسبة في شرح التصريح ١ / ٦٤ ، وهمع الهوامع ١ / ٤٠ ، وشرح الأشموني ١ / ٣١.

٢٩١

١٦٦ ـ أطوّف ما أطوّف ثمّ آوى

إلى أمّا ويروينى النّقيع (١)

إلا الفم ، فإنك تحذف الميم ، وترد الواو التى هى أصل وتقلبها ياء على كلّ حال ، وتدغمها فى ياء المتكلم مفتوحة ؛ فتقول : «فىّ» ، ولا يجوز إثبات الميم (٢).

وإن كان في آخره ألف ، فإن كانت للتثنية لم تتغيّر ، ولم يجز فى الياء إلا الفتح ، نحو قولك : «جاء غلاماى» ، وكذلك إن لم تكن للتثنية ، نحو : رجاى ، وبنو هذيل يقلبونها ياء ، إذا لم تكن للتثنية ويدغمونها فى ياء المتكلّم ، ومن ذلك قوله [من الكامل] :

١٦٧ ـ سبقوا هوىّ وأعنقوا لهواهم

فتخرّموا ولكلّ جنب مصرع (٣)

إلا لدى فإنّه لا يجوز فيها (٤) لك إلا قلب الألف ياء ، نحو : «لديّ» (٥).

__________________

(١) البيت : لنقيع بن جرموز.

الشاهد قوله : «إلى أما» يريد إلى أمي فقلب ياء المتكلم ألفا وهذا قليل.

ينظر : المؤتلف والمختلف ص ١٩٥ ، ونوادر أبي زيد ص ١٩ ، وبلا نسبة في الدرر ٥ / ٥٤ وشرح الأشموني ٢ / ٣٣٢ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥١٢ ، ولسان العرب (نقع) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٤٧ ، ٢ / ٢٠٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥٣ ، ويروى «يكفينى» بدلا من «يرويني».

(٢) م : وقولى : «ولا يجوز إثبات الميم» أعنى : أنه لا يجوز إثبات الميم فى فمى وإن جاء شىء من ذلك ضرورة ، لم يقس عليه. أه.

(٣) البيت لأبي ذؤيب الهذلي.

وفي البيت شاهدان : أولهما قوله : «هوي» ، والأصل : هواي ، فقلب الألف ياء على لغة هذيل ، وأدغمها في ياء المتكلم. وثانيهما قوله : «تخرموا» ، فإنه فعل ماض مبدوء بالتاء الزائدة ، فلما بناه للمجهول وضم أوله أتبع ثانيه لأوله ، فضم التاء والخاء جميعا ، وهذا حكم كل فعل مبدوء بهذه التاء الزائدة عند بنائه للمجهول.

ينظر في : إنباه الرواة ١ / ٥٢ ، والدرر ٥ / ٥١ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٧٠٠ ، وشرح أشعار الهذليين ١ / ٧ ، شرح شواهد المغني ١ / ٢٦٢ ، وشرح قطر الندي ص ١٩١ ، وشرح المفصل ٣ / ٣٣ ، وكتاب اللامات ص ٩٨ ولسان العرب (هوا) ، والمحتسب ١ / ٧٦ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٩٣ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥٣ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ١٩٩ ، وجواهر الأدب ص ١٧٧ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٥٢ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٣١ ، وشرح ابن عقيل ص ٤٠٨.

(٤) في أ: فيه.

(٥) م : وقولى : «إلا لدى ، فإنه لا يجوز فيها إلا قلب الألف ياء ؛ نحو : لدى» أعنى : أنه لا يجوز قبل التسمية بها إلا لدى ، والذى يقول : لداك ولداه ، لا يقول ذلك مع ياء المتكلم ،

٢٩٢

وأمّا الياء المفتوح ما قبلها ، أو المكسور ؛ نحو : غلامى (١) ومصطفى ، وزيدى ، والواو المفتوح ما قبلها ، أو المضموم ، فإنك تدغمها فى ياء المتكلم ، إلا أنك لا تدغم الواو فيها حتى تقلبها ياء ، فتقول : «هؤلاء زيدىّ» ، و «مصطفىّ».

وتكون الياء فى جميع ذلك مفتوحة.

__________________

وإن سميت بها ، قلت : لداى كـ «عصاى» ، وفى كتاب سيبويه لفظ محتمل ؛ وإنما المراد ما ذكرته. أه.

(١) في أ: يا غلامي.

٢٩٣

باب النّعت

النعت :

اصطلاحا (١) ، عبارة عن : اسم (٢) ـ أو ما هو فى تقديره من ظرف ، أو مجرور ، أو جملة (٣) ـ يتبع ما قبله لتخصيص نكرة / (٤) أو إزالة اشتراك عارض فى معرفة (٥) ، أو مدح (٦) ، أو ذم ، (٧) أو ترحّم (٨) ، أو تأكيد (٩) ، بما يدل على حليته (١٠) ؛ كطويل ،

__________________

(١) م : باب النعت

قولى : «النعت اصطلاحا» أعنى فى اصطلاح النحويين لا بالنظر إلى اللغة ؛ فإنه لغة من قبيل المعانى ، وفى اصطلاح النحويين من قبيل الألفاظ. أه.

(٢) م : وقولى : «عبارة عن اسم» مثال ذلك قولك : مررت بزيد العاقل. أه.

(٣) م : وقولى : «أو ما هو فى تقديره من ظرف أو مجرور أو جملة» مثال ذلك قولك : مررت برجل عندك ذاهب ، ومررت برجل من أصحابك عالم ، ومررت برجل أبوه قائم. أه.

(٤) م : وقولى : «لتخصيص نكرة» مثال ذلك قولك : مررت برجل مهندس ، فقولك رجل مهندس أخصّ من قولك رجل. أه.

(٥) م : وقولى : «أو إزالة اشتراك عارض فى معرفة» مثال ذلك قولك : مررت بزيد الفارس ، إذا كان العهد بينك وبين مخاطبك فى شخصين يسمى كل واحد منهما بـ «زيد» ، وأحدهما فارس ، والآخر ليس كذلك. أه.

(٦) م : وقولى : «أو مدح» مثال ذلك قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة : ١] فوصفه سبحانه بالرحمن الرحيم على جهة المدح ؛ إذ لا يتصور اشتراك ، فيصير الوصف بالرحمن الرحيم إزالة له. أه.

(٧) م : وقولى : «أو ذم» مثال ذلك قوله سبحانه : (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) [النحل : ٩٨] ؛ فالمقصود بوصف الشيطان بـ «الرجيم» الذم لا إزالة اشتراك ؛ فإن كل شيطان رجيم. أه.

(٨) م : وقولى : «أو ترحّم» مثال ذلك : مررت بزيد المسكين ، إذا قدرت أن مخاطبك يعلم من قصدت بـ «زيد» إلّا أنك وصفته بالمسكين على جهة التوجع له والترحم. أه.

(٩) م : وقولى : «أو تأكيد» مثال ذلك قوله تعالى : (نَفْخَةٌ واحِدَةٌ) [الحاقة : ١٣]. أه.

(١٠) م : وقولى : «بما يدل على حليته» أعنى بذلك : كل صفة للموصوف ثابتة فيه غير منجرّة له من غيره ، وسواء كانت ظاهرة للحس ، كالطول والقصر ، أو غير ظاهرة له ؛ كالعلم والفهم ، ولا يضر اصطلاح من جعل الحلية الصفة الظاهرة للحس خاصة ؛ كالطول والقصر ؛ فإن اللغة قابلة لما ذكرته ، تقول : تحلّى زيد بالعلم ، ومن ذلك قوله [من الخفيف] :

من تحلّى بغير ما هو فيه

فضحته شواهد الإمتحان

أه.

٢٩٤

أو نسبه (١) ؛ كقرشىّ ، أو فعله (٢) ؛ كقائم ، أو خاصّة من خواصه ؛ وذلك أن تصفه بصفة سببيه ؛ نحو قولك : «مررت برجل قائم أبوه».

ويشترط فى الظرف والمجرور أن يكونا تامّين (٣) ، وأعنى بذلك : أن يكون فى الوصف بهما فائدة ، ويشترط فى الجملة أن تكون محتملة للصدق والكذب (٤) ، وأن يكون فيها ضمير عائد على الموصوف.

ويكون حكم ذلك الضمير فى الإثبات والحذف ، كحكمه لو وقعت الجملة صلة (٥) ، وقد تقدّم ذكر ذلك ، إلا أن يكون الضمير مرفوعا بالابتداء ، فإنّه يجوز حذفه ، كان فى الجملة الواقعة صفة طول أو لم يكن ؛ نحو قوله [من الكامل] :

١٦٨ ـ إن يقتلوك فإنّ قتلك لم يكن

عارا عليك ، وربّ قتل عار (٦)

__________________

(١) م : وقولى : «أو نسبه» لم أرد بذلك النسب بـ «ياء» النسب خاصة ؛ نحو : قرشى ، بل أردت بذلك ما يسميه النحويون نسبا ؛ نحو : تميمى ودارع ونبال ورجل ، وجعلت الوصف بذى وذات من قبيل النسب لما كان معنى الوصف بهما كمعنى الوصف بدارع ونبال وما أشبه ذلك مما يراد به النسب ؛ ألا ترى أن معنى قولك : دارع : ذو درع ، ونابل ذو نبل. أه.

(٢) م : وقولى : «أو فعله» أعنى بذلك مثل قولك : مررت برجل قائم ، ومثل قولك : مررت برجل مضروب ؛ لأن الفعل قد يضاف إلى المفعول والفاعل ؛ كما تضاف سائر المصادر ، ومن إضافة المصدر إلى المفعول قوله : [من الطويل]

وأنتم لهذا النّاس كالقبلة الّتى

بها إن يضلّ النّاس يهدى ضلالها

[ينظر البيت للفرزدق فى ديوانه ٢ / ٧٦ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٨١ ، والكتاب ٣ / ٨٥] والقبلة لا ضلال لها ، وإنما المعنى : ضلالهم إياها. أه.

(٣) م : وقولى : «ويشترط فى الظرف والمجرور أن يكونا تامين» وأعنى بذلك أن يكون للوصف بهما فائدة ؛ مثال ذلك : هذا رجل دون عمرو ، وهذا ثوب لك ، ولو قلت : هذا رجل اليوم ، وهذا رجل بك ـ لم يجز. أه.

(٤) م : وقولى : «ويشترط فى الجملة أن تكون محتملة للصدق والكذب» مثال ذلك قولك : مررت برجل أبوه قائم ، ولو قلت : مررت برجل هل قام أبوه ـ لم يجز. أه.

(٥) م : وقولى : «ويكون حكم ذلك الضمير فى الإثبات والحذف كحكمه لو وقعت الجملة صلة» إلى آخره أعنى أنه يجوز أن يقال : مررت برجل يضرب أبوه ، ويضربه أبوه ؛ كما تقول : جاءنى الذى يضرب أبوه ، ويضربه أبوه وتقول : هذا رجل مرّ به زيد ؛ كما تقول : هذا الذى مرّ به زيد ، ولا يجوز أن تقول : هذا الذى مر زيد ، ويجوز أن تقول : مررت برجل مرّ به زيد ، ومررت برجل مر زيد ، تريد : مرّ به زيد ؛ كما تقول : مررت بالذى مرّ به زيد ، ومررت بالذى مرّ زيد ، تريد : مر به زيد. أه.

(٦) البيت : لثابت بن قطنة يرثى بها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة.

٢٩٥

أى : هو عار.

فأمّا قوله [من الرجز] :

 ١٦٩ ـ ..................

جاءوا بمذق هل رأيت الذّئب قط؟ (١)

فصفة مذق ، إنّما هو القول المضمر ، أى : تقول فيه هل رأيت الذئب قطّ ، فهذا لونه.

والنّعت لا يكون إلا بالمشتقّ ، وهو المأخوذ من المصدر (٢) ، أو ما هو فى حكمه ، وهو ما لم يؤخذ من مصدر ، إلا أنّه فى معنى ما أخذ منه ؛ نحو قولك : «مررت برجل أسد» ، فـ «أسد» في معنى شجاع.

ولا يجوز الوصف بما هو فى حكم المشتقّ قياسا ، إلا أن يكون الاسم منسوبا (٣) ، أو اسم عدد (٤) ، أو اسم كيل ، (٥) كـ «ذراع» ، أو اسم إشارة ؛ نحو قولك : «مررت بزيد هذا» ، أو اسما مشارا إليه ؛ نحو قولك : «مررت بهذا الرّجل».

والنّعت : إن لم يرفع ضميرا عائدا على المنعوت (٦) ، فإنّه يتبعه لفظا ، أو موضعا فى

__________________

الشاهد : فيه قوله : «ورب قتل عار» حيث جاز حذف العائد لأنه مبتدأ ، والتقدير هو عار ، وقيل : «رب» اسم مبتدأ و «عار» خبرها.

ينظر : ديوانه ص ٤٩ ، والحماسة الشجرية ١ / ٣٣٠ ، وخزانة الأدب ٩ / ٥٦٥ ، ٥٧٦ ، ٥٧٧ ، والدرر ٢ / ١٢ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٨٩ ، ٣٩٣ ، والشعر والشعراء ٢ / ٦٣٥ ، وبلا نسبة في الأزهية ص ٢٦٠ ، وتخليص الشواهد ص ١٦٠ ، والجنى الداني ص ٤٣٩ ، وجواهر الأدب ص ٢٠٥ ، ٣٦٥ ، وخزانة الأدب ٩ / ٧٩ ، وشرح التصريح ٢ / ١١٢ ، ولسان العرب والمقتضب ٣ / ٦٦ ، وهمع الهوامع ١ / ٩٧ ، ٢ / ٢٥.

(١) البيت لم ينسبه أحد من الرواة إلى قائله وقيل قائله العجاج.

المذق : اللبن الممزوج بالماء وأصله مصدر مذقت اللبن إذا مزجته بالماء.

الشاهد فيه قوله : «هل رأيت الذئب قط؟» فظاهرها أنها نعت لمذق وهي جملة استفهامية لا ينعت بها فيؤول على إضمار قول تكون هذه الجملة مقولا له ، وهذا القول نعت لمذق.

ينظر : الإنصاف ١ / ١١٥ ، أمالي ابن الشجري ٢ / ١٤٩ وابن يعيش ٣ / ٥٣ ، واللسان (مذق) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٦١.

(٢) م : وقولى : «والنعت لا يكون إلا بالمشتق ، وهو المأخوذ من المصدر» مثال ذلك : قائم ؛ فإنه مأخوذ من القيام ، وضاحك ؛ فإنه مأخوذ من الضحك. أه.

(٣) م : وقولى : «إلا أن يكون الاسم منسوبا» مثال ذلك : مررت برجل قرشى. أه.

(٤) م : وقولى : «أو اسم عدد» مثال ذلك : مررت بثوب عشرين شبرا. أه.

(٥) م : وقولى : «أو اسم كيل» مثال ذلك : مررت بثوب ذراع. أه.

(٦) م : وقولى : «إن لم يرفع ضميرا عائدا على المنعوت» إلى آخره ، أعنى : أنه إذا كان

٢٩٦

واحد من ألقاب الإعراب ، وفى واحد من التّعريف والتنكير.

وإن رفع ضميرا عائدا عليه (١) ، فإنّه إن كان مشتقّا بقياس ، نحو : أفعل فى الألوان ، وفاعل من فعل ؛ كقائم ، فإنّه يتبع المنعوت فى الشيئين المتقدّمين ، وفى واحد من الإفراد والتثنية والجمع ، وفى واحد من التذكير والتأنيث ، إلا أفعل (٢) من ، فإنّها لا تتبع فى تأنيث ولا تثنية ولا جمع ؛ بل تكون مفردة مذكرة على كلّ حال.

وإن لم يكن مشتقّا ، أو كان مشتقا بغير قياس ، فإنّه يتبع المنعوت ـ ولا بدّ ـ فى الشيئين المتقدّمين.

وأمّا الاثنان الباقيان ، فبعض الصفات يتبع فيهما ؛ كحسن (٣) ، وبعضها يتبع فى أحدهما ؛ كـ «صبور» (٤) ، وكالوصف بالجامد الذى فى معنى المشتق ؛ نحو قولك : «مررت بامرأة حجر الرّأس». وبعضها لا يتبع فى واحد منهما ؛ كالمصدر (٥)

__________________

كذلك ، فلا يلزم إتباعه إلا فى واحد من ألقاب الإعراب ، وفى واحد من التعريف والتنكير ؛ ألا ترى أنك إذا قلت : مررت بامرأتين قائم أبوهما ، لم يتبع قائم امرأتين إلا فى التنكير والخفض.

ألا ترى أن الأول مثنى مؤنث ، والثانى مفرد مذكر ، وقد يتبع فى أكثر من ذلك ؛ نحو قولك : مررت برجل قائم أبوه ؛ ألا ترى أن قائما موافق لرجل فى الخفض والتنكير والإفراد والتذكير؟. أه.

(١) م : وقولى : «وإن رفع ضميرا عائدا عليه» إلى آخره مثال ذلك : مررت برجل أحمر ، ومررت برجل ضاحك. أه.

(٢) م : وقولى : «إلا أفعل من» إلى آخره ؛ مثال ذلك : مررت بامرأة أكرم من هند ، وبامرأتين أكرم من الهندين ، وبنساء أكرم من الهندات ، وبرجل أكرم من الزيدين ، وبرجال أكرم من الزيدين. أه.

(٣) م : وقولى : «وأما الاثنان الباقيان ، فبعض الصفات يتبع فيهما ، كحسن» أعنى بالاثنين الباقيين واحدا من التذكير والتأنيث ، وواحدا من الإفراد والتثنية والجمع ؛ ألا ترى أنك تقول : مررت بامرأة حسنة ، وبرجلين حسنين ، وبرجال حسنين. أه.

(٤) م : وقولى : «وبعضها يتبع فى أحدهما كصبور» أعنى أن صبورا يتبع ما قبله فى واحد من الإفراد والتثنية والجمع ؛ نحو قولك : مررت برجل صبور ، وبرجلين صبورين ، وبرجال صبر ، ويكون للمذكر والمؤنث بلفظ واحد ؛ نحو قولك : مررت برجل صبور ، وبامرأة صبور ، وكذلك الوصف بالجامد الذى فى معنى المشتق ؛ نحو قولك : مررت برجلين حجرى الرأس ، وبرجال حجار الرأس ، ويكون للمذكر والمؤنث بلفظ واحد. أه.

(٥) م : وقولى : «وبعضها لا يتبع فى واحد منها كالمصدر» مثال ذلك : مررت برجل عدل ، وبامرأة عدل ، وبرجلين عدل ، وبامرأتين عدل ، وبرجال عدل ، ونساء عدل ، فتفرد وتذكّر على كل حال. أه.

٢٩٧

الموصوف به فى الأصحّ.

ولا يكون النّعت إلا مساويا للمنعوت فى التعريف ، أو أقل منه تعريفا ؛ فلا بدّ من ذكر المعارف ومراتبها فى التعريف :

فالمعارف خمسة أصناف :

المضمر :

وهو ما علق / فى أول أحواله على شىء بعينه فى حال غيبة خاصّة ؛ كـ «هو» ، أو خطاب خاصّة ؛ كـ «أنت» ، أو تكلّم خاصّة ؛ كـ «أنا».

والمشار :

وهو ما علق فى أول أحواله على مسمى بعينه فى حال الإشارة إليه ؛ نحو : هذا.

والعلم :

وهو : ما علّق فى أول أحواله على مسمى بعينه فى جميع الأحوال من غيبة ، وتكلّم ، وخطاب ، وإشارة ؛ نحو : «زيد».

والمعرف بالألف واللام :

وهو : كلّ ما يكون بهما معرفة ، فإذا زالتا منه ، كان نكرة ، نحو : الرّجل ، والغلام ، فإن كان معرفة بعد إسقاطهما ، نحو : الحسن ، كان من قبيل الأعلام.

والمعرف بالإضافة :

وهو : كلّ ما أضيف إلى معرفة من هذه المعارف ، إضافة محضة ، وقد تقدم تبيين ذلك.

وأمّا الموصولات : فمن قبيل ما عرّف بالألف واللام ، وقد تقدّم ذكرها.

وأعرف هذه الأصناف : المضمرات ، ثمّ الأعلام ، ثم المشارات ، ثم ما عرّف بالألف واللام ، والمضاف إلى معرفة من هذه المعارف : إضافة محضة ، بمنزلة ما أضيف إليه فى التعريف ، إلا المضاف إلى المضمر ؛ فإنّه فى رتبة العلم (١).

__________________

(١) م : وقولى : «بمنزلة ما أضيف إليه فى التعريف إلا المضاف إلى المضمر ؛ فإنه فى رتبة العلم» أعنى أن قولك : غلام هذا ، وغلام زيد ، وغلام الرجل ، وغلام الذى عندك ، بمنزلة قولك : هذا ، وزيد ، والرجل ، والذى عندك ، فى التعريف ، وليس غلامك بمنزلة أنت فى التعريف ؛ بل هو فى رتبة زيد وعمرو. أه.

٢٩٨

والأسماء تنقسم بالنّظر إلى نعتها ، والنّعت بها أربعة أقسام :

قسم ينعت به ، ولا ينعت ، وهو : الاسم الذى لم يستعمل إلا تابعا ؛ نحو : بسن ، من قولهم : حسن بسن.

وقسم ، لا ينعت ولا ينعت به ، وهو المضمر ، واسم الشرط ، واسم الاستفهام ، وكم الخبريّة ، وكلّ اسم غير متمكن ، وأعنى بذلك : ما لزم موضعا واحدا من الإعراب ، كـ «ما» التّعجبية ، أو موضعين ، كـ «قبل» و «بعد».

وقسم ، ينعت وينعت به ، وهو أسماء الإشارة ، وكلّ اسم مشتقّ ، أو فى حكمه (١).

وقسم ، ينعت ولا ينعت به ، وهو العلم وسائر الأسماء التى ليست مشتقّة ولا فى حكمها.

والاسم المنعوت إن كان نكرة ، لم ينعت إلا بنكرة (٢) ، وإن كان معرفة ، فإنّه إن كان مضمرا ، لم ينعت ولم ينعت به ؛ كما تقدّم.

وأمّا المضاف إلى المضمر ، والعلم ، والمضاف إليه (٣) ، فتنعت بما فيه ، الألف واللام ،

__________________

(١) م : وقولى : «وقسم ينعت وينعت به ، وهو أسماء الإشارة ، وكل اسم مشتق أو فى حكمه» مثال الوصف باسم الإشارة ووصفه قولك : مررت بهذا الرجل ، وبزيد هذا ، ومثال وصف المشتق والوصف به قولك : مررت بالكريم العاقل ، ومررت بزيد الكريم ، ومثال وصف ما فى حكمه والوصف به قولك : مررت برجل أسد ، ومررت بأسد مفترس أقرانه. أه.

(٢) م : وقولى : «والاسم المنعوت إن كان نكرة ، لم ينعت إلا بنكرة» مثال ذلك قولك : مررت برجل كريم ، ولا يجوز أن تقول : مررت برجل الكريم. أه.

(٣) م : وقولى : «وأما المضاف إلى المضمر والعلم والمضاف إليه» إلى آخره ، مثال وصف المضاف إلى المضمر بما فيه الألف واللام قولك : مررت بغلامك العاقل ، ومثال وصفه بالمشار إليه قولك : مررت بغلامك هذا ، ومثال وصفه بما أضيف إلى معرفة ، قولك : مررت بغلامك ملازم هذا أخى بكر ، وصاحبى صديق ذلك الرجل ، والعلم مثل : زيد ، والمضاف إلى العلم مثل صاحب زيد ، تصفها بكل ما وصفت به المضاف إلى المضمر ؛ نحو : غلامك ، وقد تقدم تبيين ذلك ، ومثال وصف المشار بما فيه الألف واللام قولك : مررت بهذا الرجل ، ومثال وصف المضاف إلى المشار بالمشار نحو قولك : مررت بصاحب هذا ذاك ، ومثال وصفه بما فيه الألف واللام قولك : مررت بجارية هذا الجميلة ، ومثال وصفه بما أضيف إليهما قولك مررت بغلام هذا صاحب ذاك ، ومررت بجارية هذا محبوبة عمرو ، ومثال وصف المعرف بالألف واللام بما فيه الألف واللام قولك : مررت بالرجل العاقل ، ومثال وصفه بما أضيف

٢٩٩

وبالمشار ، وبما أضيف إلى معرفة وأمّا المشار ، فلا ينعت إلا بما فيه الألف واللام خاصة.

وأمّا المضاف إلى المشار ، فينعت بالمشار وبما فيه الألف واللام ، وبما أضيف إليهما.

وأمّا المعرّف بالألف واللام ، أو بإضافته إلى ما عرف بهما ، فينعت بما فيه الألف واللام وبما أضيف إليه.

والنّعوت إن لم تتكرر ، كانت تابعة للمنعوت لا غير ، إلا أن / يكون المنعوت معلوما ، أو منزّلا منزلته (١).

والصفة ، يراد بها المدح أو الذّم ، أو التّرحّم ، فإنّه يجوز فيها الإتباع ؛ فتكون على حسب المنعوت.

والقطع : إمّا إلى الرفع على خبر ابتداء مضمر ، وإمّا إلى النّصب بإضمار : أمدح ، فى صفات المدح ، وأذمّ فى صفات الذم ، وأرحم ، فى صفات التّرحّم.

ومن كلامهم : «الحمد لله الحميد» ، بنصب «الحميد» وخفضه.

وإن تكررت (٢) فإن كانت صفات مدح أو ذم ، أو ترحم ، وكان المنعوت معلوما عند المخاطب ، أو منزلا منزلته جاز فيها ثلاثة أوجه : إتباعها الموصوف ، وقطعها عنه ، وإتباع بعضها ، وقطع بعض ؛ إلا أنّك تبدأ بالإتباع قبل القطع ، ولا يجوز عكسه.

وكذلك إن كان المنعوت مجهولا ، والصّفات فى معنى واحد ، لم يجز فى الصّفة الأولى إلا الإتباع ، وما عدا ذلك من الصّفات يجوز فيه ثلاثة الأوجه المتقدمة ؛ ومن

__________________

إليه قولك : مررت بالرجل صاحب الدابّة ، ومثال وصف المضاف إلى ذى الألف واللام بما فيه بالألف واللام قولك : مررت بجارية الغلام الجميلة ، ومثال وصفه بما أضيف إليه قولك : مررت بجارية الغلام ذات الجمال. أه.

(١) م : وقولى : «إن لم تتكرر ، كانت تابعة للمنعوت لا غير ، إلا أن يكون المنعوت معلوما أو منزلا منزلته» مثال ذلك قولك : مررت بزيد العاقل ، ومررت برجل كريم. أه.

(٢) م : وقولى : «وإن تكررت» إلى آخره مثال إتباعها قولك : مررت بهذا الكريم الشجاع الفاضل ، ومثال قطعها قولك : مررت بزيد العاقل الكريم الشجاع ، برفعها أو نصبها أو رفع بعض ونصب بعض ، ومثال إتباع بعض وقطع بعض قولك : مررت بزيد العاقل الكريم الشجاع برفع الكريم والشجاع أو نصبهما أو رفع أحدهما ونصب الآخر ، ولا يجوز أن تقول : مررت بزيد العاقل الكريم ، فتخفض الكريم إتباعا بعد ما قطعت «العاقل» فرفعته أو نصبته. أه.

٣٠٠