تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٨

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن عليّ بن عياض بن أبي عقيل القاضي بصور قال نا محمّد بن أحمد بن جميع الغسّاني بصيدا قال سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن عبد الله بن محمّد بن العبّاس بن عثمان بن شافع بن السائب الضّرير بمكة يقول قال أبي سمعت عمي يقول سمعت الشّافعيّ يقول أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها ، وحفظت القرآن فما علمت أنه مرّ بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه والمراد ما خلا حرفين. قال أبي : حفظت أحدهما ونسيت الآخر ، أحدهما «دسّاها» (١).

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه قال نا عيّاش بن الحسن بن عيّاش قال نا محمّد بن الحسين الزّعفراني قال أخبرني زكريّا بن يحيى بن عبد الرّحمن قال نبأنا محمّد بن إسماعيل قال حدّثني حسين بن عليّ ـ يعني الكرابيسيّ ـ قال بتّ مع الشّافعيّ غير ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل فما رأيته يزيد علي خمسين آية ، فإذا أكثر فمائة ، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله لنفسه وللمؤمنين أجمعين ، ولا يمر بآية عذاب إلا تعوّذ منها وسأل النجاة لنفسه ولجميع المسلمين. قال فكأنما جمع له الرّجاء والرهبة جميعا (٢).

قال الشيخ أبو بكر قد كان الشّافعيّ بآخرة يديم التلاوة ، ويدرج القراءة.

فأخبرنا عليّ بن المحسن القاضي قال : نا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الصّفّار قال نا عبد الله بن محمّد بن جعفر القزوينيّ بمصر قال سمعت الرّبيع بن سليمان يقول كان الشّافعيّ يختم في كل ليلة ختمة ، فإذا كان شهر رمضان ختم في كل ليلة منه ختمة وفي كل يوم ختمة ، فكان يختم في شهر رمضان ستين ختمة (٣).

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نا أبي قال نا إبراهيم بن محمّد بن محمّد بن الحسن قال نا الرّبيع قال كان الشّافعيّ يختم القرآن ستين مرة. قلت : في صلاة رمضان؟ قال : نعم (٤).

أخبرنا إسماعيل بن عليّ الأستراباذي قال أنبأنا محمّد بن عبد الله الحافظ قال

__________________

(١) ـ انظر تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٦.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٧.

(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٧.

(٤) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٨.

٦١

أخبرني الزبير بن عبد الواحد قال سمعت عبّاس بن الحسين قال سمعت بحر بن نصر يقول : كنّا إذا أردنا أن نبكي قلنا بعضنا لبعض قوموا بنا إلى هذا الفتى المطّلبي نقرأ القرآن ، فإذا أتيناه استفتح القرآن حتى يتساقط الناس بين يديه ويكثر عجيجهم بالبكاء ، فإذا رأى ذلك أمسك عن القراءة من حسن صوته (١).

أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبريّ قال نبأنا عليّ بن إبراهيم البيضاوي قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود الرّقي قال سمعت الرّبيع بن سليمان يقول : كان الشّافعيّ يفتي وله خمس عشرة سنة ، وكان يحيي الليل إلى أن مات (٢).

حدّثني الحسن بن أبي طالب قال نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال نبأنا محمّد بن محمّد الباغندي قال حدّثني الرّبيع بن سليمان قال نبأنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال : سمعت مسلم بن خالد الزنجي ـ ومرّ على الشّافعيّ وهو يفتي وهو ابن خمس عشرة سنة ـ فقال : يا أبا عبد الله أفت فقد آن لك أن تفتى (٣).

قال الشيخ أبو بكر : هكذا ذكر في هذه الحكاية عن الحميدي أنه سمع مسلم بن خالد ـ ومر على الشّافعيّ وهو ابن خمس عشرة سنة يفتي فقال له : أفت. وليس ذلك بمستقيم ، لأن الحميدي كان يصغر عن إدراك الشّافعيّ وله تلك السن. والصواب (٤) : ما أخبرنا عليّ بن المحسن قال نبأنا محمّد بن إسحاق الصّفّار قال نبأنا عبد الله بن محمّد بن جعفر القزوينيّ قال سمعت الرّبيع بن سليمان يقول سمعت عبد الله بن الزبير الحميدي يقول قال مسلم بن خالد الزنجي للشافعي : يا أبا عبد الله أفت الناس ، آن لك والله أن تفتي ، وهو ابن دون عشرين سنة (٥).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال نبأنا دعلج بن أحمد قال سمعت جعفر بن أحمد الشاماتي يقول سمعت جعفرا بن أخي أبي ثور يقول سمعت عمي يقول كتب عبد الرّحمن بن مهديّ إلى الشّافعيّ وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني

__________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٨.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٨.

(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٨.

(٤) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٨ ، ٣٦٩.

(٥) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٩ ، ٣٧٠.

٦٢

القرآن ويجمع فنون الأخبار فيه ، وحجة الإجماع ، وبيان النّاسخ والمنسوخ من القرآن والسنة ، فوضع له كتاب «الرسالة». قال عبد الرّحمن بن مهديّ : ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها (١).

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان قال نبأنا عبدان بن أحمد قال نبأنا عمرو بن العبّاس قال سمعت عبد الرّحمن بن مهديّ

ـ وذكر الشّافعيّ ـ فقال : أنبأنا حسّان بن محمّد قال سمعت ابن سريج يقول عن أبي بكر بن الجنيد قال حجّ بشر المريسي فرجع ، فقال لأصحابه : رأيت شابا من قريش بمكة ما أخاف على مذهبنا إلا منه ـ يعني الشّافعيّ (٢).

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال أنبأنا عيّاش بن الحسن قال نبأنا محمّد ابن حسن الزّعفراني قال أخبرني زكريّا بن يحيى قال حدّثني المحسن بن محمّد الزعفراني قال حجّ بشر المريسي سنة إلى مكة ثم قدم فقال : لقد رأيت بالحجاز رجلا ما رأيت مثله سائلا ولا مجيبا ـ يعني الشّافعيّ ـ قال فقدم الشافعي علينا بعد ذلك بغداد ، واجتمع إليه الناس وخفوا عن بشر ، فجئت إلى بشر يوما فقلت : هذا الشّافعيّ الذي كنت تزعم قد قدم ، فقال : إنه قد تغير عما كان عليه. قال الزعفراني : فما كان مثله إلا كمثل اليهود في أمر عبد الله بن سلام حيث قالوا سيدنا وابن سيدنا ، فقال لهم : فإن أسلم؟ قالوا : شرّنا وابن شرّنا (٣).

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال نا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نا عبد الرّحمن ابن أبي حاتم قال نا عليّ بن الحسن الهسنجاني قال سمعت أبا إسماعيل الترمذي قال سمعت إسحاق بن راهويه يقول : ما تكلم أحد بالرأي ـ وذكر الثوري ، والأوزاعي ، ومالكا ، وأبا حنيفة ـ إلا والشافعي أكثر : أتباعا ، وأقل خطأ منه.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال نبأنا محمّد بن إسماعيل الرقي قال حدّثني الرّبيع بن سلمان قال سمعت بعض من يقول سمعت إسحاق بن راهويه يقول أخذ أحمد بن حنبل بيدي وقال : تعال حتى أذهب بك إلى من لم تر عيناك مثله ، فذهب بي إلى الشّافعيّ.

__________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٠.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٠.

(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧١.

٦٣

حدّثني الحسن بن أبي طالب قال حدّثني عليّ بن عمر التّمّار قال نبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال حدّثوني عن إبراهيم الحربيّ أنه قال قال أستاذ الأستاذين. قالوا : من هو؟ قال : الشّافعيّ أليس هو أستاذ أحمد بن حنبل؟

أخبرني عبد الغفار بن محمّد بن جعفر المؤدّب قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا عبد الله بن محمّد بن زياد قال سمعت الميموني بالرقة يقول سمعت أحمد ابن حنبل يقول ستة أدعو لهم سحرا ، أحدهم الشّافعيّ (١).

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم قال نبأنا محمّد بن خلف بن جيّان الخلّال قال : حدّثني عمر بن الحسن ، عن أبي القاسم بن منيع قال حدّثني صالح بن أحمد بن حنبل قال : مشى أبي مع بغلة الشّافعيّ ، فبعث إليه يحيى بن معين فقال له : يا أبا عبد الله ، أما رضيت إلا أن تمشي مع بغلته؟ فقال : يا أبا زكريّا ، لو مشيت من الجانب الآخر كان أنفع لك (٢).

أخبرني أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمداني قال نبأنا محمّد بن هارون الزنجاني بزنجان قال نبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : قلت لأبي يا أبة أى شيء كان الشّافعيّ ، فإني سمعتك تكثر من الدعاء له؟ فقال لي : يا بني كان الشّافعيّ كالشمس للدنيا ، وكالعافية للناس ، فانظر هل لهذين من خلف ، أو منهما عوض؟ (٣).

أخبرني محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ قال : أخبرنا أبو عليّ الحسين بن محمّد الشّافعيّ بالأهواز قال أنبأنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول : ما رأيت أحمد بن حنبل يميل إلى أحد ميله إلى الشّافعيّ (٤).

أخبرنا عليّ بن المحسن القاضي قال أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال أخبرني أبو عثمان الخوارزمي ـ نزيل مكة ـ فيما كتب إلى ، قال نبأنا أبو أيّوب حميد بن أحمد البصريّ قال كنت عند أحمد بن حنبل

__________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٠.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧١.

(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧١.

(٤) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٢. وسؤالات الآجرى لأبى داود ٥ / ورقة ١٤.

٦٤

نتذاكر في مسألة فقال رجل لأحمد : يا أبا عبد الله لا يصح فيه حديث ، فقال إن لم يصح فيه حديث ففيه قول الشّافعيّ ، وحجته أثبت شيء فيه. ثم قال : قلت للشافعي ما تقول في مسألة كذا وكذا؟ قال فأجاب فيها. فقلت : من أين قلت؟ هل فيه حديث أو كتاب؟ قال : بلى. فنزع في ذلك حديثا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو حديث نص (١).

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أحمد بن العبّاس قال سمعت عليّ بن عثمان وجعفر الورّاق يقولان سمعنا أبا عبيد يقول ما رأيت أعقل من الشّافعيّ (٢).

أخبرنا إسماعيل بن عليّ قال أنبأنا أبو عبد الله المؤذن محمّد بن عبد الله النّيسابوري قال أخبرني القاسم بن غانم قال سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول : الشّافعيّ إمام (٣).

أخبرني الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الهمداني قال حدّثني الزبير بن عبد الواحد الأسدآبادي قال نبأنا الحسن بن سفيان قال نبأنا أبو ثور قال من زعم أنه على رأي مثل محمّد بن إدريس في علمه وفصاحته ومعرفته وثباته وتمكنه فقد كذب ، كان محمّد بن إدريس الشّافعيّ منقطع القرين في حياته ، فلما مضى لسبيله لم يعتض منه (٤).

أخبرنا أحمد بن عليّ بن أيّوب إجازة قال أنبأنا عليّ بن أحمد بن أبي غسان قال نبأنا زكريّا بن يحيى الساجي.

وأخبرنا محمّد بن عبد الملك قراءة قال أنبأنا عياش بن الحسن قال نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال أنبأنا زكريّا بن يحيى قال حدّثني ابن بنت الشّافعيّ قال سمعت أبا الوليد بن أبي الجارود يقول : ما رأيت أحدا إلا وكتبه أكثر من مشاهدته إلا الشّافعيّ ، فإن لسانه كان أكثر من كتابه (٥).

وقال زكريّا حدّثني أبو بكر بن سعدان قال سمعت هارون بن سعيد الأيلي يقول : لو أن الشّافعيّ ناظر على هذه العمود التي من حجارة أنها من خشب لغلب ، لاقتداره على المناظرة (٦).

__________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٢.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٢.

(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٣. وتحرف في المطبوعة : (أبو عبد الله المؤذن) إلى (أبو عبد الله المؤدب)

(٤) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٣.

(٥) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٣.

(٦) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٣ ، ٣٧٤.

٦٥

أخبرنا إسماعيل بن عليّ قال أنبأنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الطيني قال نبأنا عبد الملك بن محمّد بن عدي قال نبأنا محمّد بن يزداد قال سمعت أحمد بن عليّ الجرجانيّ يقول : كان الحميدي إذا جرى عنده ذكر الشّافعيّ يقول حدّثنا سيد الفقهاء الشّافعيّ (١).

أخبرنا عبد الله بن عليّ بن عياض القاضي بصور قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن جميع قال قرأت على أبي طالب عمر بن الربيع بن سليمان حدّثكم أحمد بن عبد الله قال سمعت حرملة يقول سمعت الشّافعيّ يقول : سميت ببغداد ناصر الحديث (٢).

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم قال نبأنا محمّد بن خلف بن جيان الخلّال قال نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن دبيس الحدّاد قال نبأنا محمّد بن الحسن بن الجنيد قال سمعت الحسن بن محمّد يقول كنا نختلف إلى الشّافعيّ عند ما قدم إلى بغداد ستة أنفس ، أحمد بن حنبل ، وأبو ثور ، وحارث النقّال ، وأبو عبد الرّحمن الشّافعيّ ، وأنا ، ورجل آخر سمّاه ، وما عرضنا على الشّافعيّ كتبه إلا وأحمد بن حنبل حاضر لذلك (٣).

قرأت على الحسن بن عثمان الواعظ ، عن أبي بكر محمّد بن الحسن بن زياد النقاش قال نبأنا أبو نعيم الأستراباذي قال : سئل الزعفراني وقيل له أي سنة قدم بغداد الشّافعيّ؟ قال قدم سنة خمس وتسعين ومائة. قال : وسألته : كان مخضوبا؟ قال : نعم.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أحمد بن بندار بن إسحاق قال نبأنا أبو الطّيّب أحمد بن روح البغداديّ قال نبأنا الحسن بن محمّد الزعفراني قال قدم علينا الشّافعيّ بغداد سنة خمس وتسعين ومائة ، فأقام عندنا سنتين ، ثم خرج إلى مكة ، ثم قدم علينا سنة ثمان وتسعين ، فأقام عندنا أشهرا ثم خرج ، وكان يخضب بالحنّاء ، وكان خفيف العارضين (٤).

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد المجهّر قال سمعت عبد العزيز الحنبليّ ـ صاحب الزجاج ـ يقول سمعت أبا الفضل الزجاج يقول لما قدم الشّافعيّ إلى بغداد

__________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٤.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٤.

(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٤.

(٤) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٥.

٦٦

وكان في الجامع إما نيف وأربعون حلقة أو خمسون حلقة ، فلما دخل بغداد ما زال يقعد في حلقة حلقة ويقول لهم : قال الله وقال الرسول. وهم يقولون : قال أصحابنا. حتى ما بقي في المسجد حلقة غيره (١).

أخبرنا أبو العبّاس الفضل بن عبد الرّحمن الأبهري قال : سمعت أبا عبد الله محمّد ابن أحمد بن عبد الأحد الأندلسي بأصبهان قال سمعت أبا بكر بن عبد الرّحمن بن الجارود الرّقّي قال سمعت المزنيّ يقول رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام ، فسألته عن الشّافعيّ فقال لي : «من أراد محبتي وسنتي فعليه بمحمّد بن إدريس الشّافعيّ المطّلبي ، فإنه مني وأنا منه (٢)».

أخبرنا الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الهمداني قال نبأنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآبادي قال نبأنا أبو عمران موسى بن عمران القلزمي بها قال نبأنا أبو عبد الله السكري في مجلس الرّبيع بن سليمان قال نبأنا أحمد بن حسن الترمذي قال : كنت في الروضة فأغفيت ، فإذا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد أقبل ، فقمت إليه فقلت : يا رسول الله ، قد كثر الاختلاف في الدين ، فما تقول في رأي أبي حنيفة؟ فقال : أف ، ونفض يده. قلت فما تقول في رأي مالك؟ فرفع يده وطأطأ وقال : أصاب وأخطأ. قلت : فما تقول في رأي الشّافعيّ؟ قال : بأبي ابن عمي أحيا سنتي.

أنشدني هبة الله بن محمّد بن عليّ الشّيرازيّ قال أنشدنا المظفر بن أحمد بن محمّد الفقيه قال أنشدني عليّ بن محمّد الجرجانيّ لبعضهم :

مثل الشافعيّ في العلماء

مثل البدر في نجوم السّماء

قل لمن قاسه بنعمان جهلا

أيقاس الضّياء بالظلماء

أخبرني أبو منصور محمّد بن أحمد بن شعيب الروياني قال نبأنا عياش بن الحسن ابن عياش قال سمعت أحمد بن عيسى بن الهيثم التّمّار يقول سمعت عبيد بن محمّد ابن خلف البزّاز يقول : سئل أبو ثور فقيل له : أيما أفقه الشّافعيّ أو محمّد بن الحسن؟ فقال أبو ثور : الشّافعيّ أفقه من محمّد ، وأبي يوسف ، وأبي حنيفة ، وحمّاد ، وإبراهيم ، وعلقمة ، والأسود.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن عليّ قال سمعت

__________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٥.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٥.

٦٧

إبراهيم بن عليّ بن عبد الرّحيم بالموصل يحكي عن الرّبيع قال : سمعت الشّافعيّ يقول في قصة ذكرها :

قد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر

ومن دونها أرض المهامة والقفر

فو الله ما أدري أللفوز والغنى

أساق إليها أم أساق إلى قبري (١)؟

قال : فو الله ما كان إلا بعد قليل حتى سيق إليهما جميعا.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال أنبأنا عليّ بن عبد العزيز قال أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال نبأنا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم المصريّ قال : ولد الشّافعيّ في سنة خمسين ومائة ، ومات في آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين. عاش أربعا وخمسين سنة (٢).

أخبرنا أبو سعد المالينيّ قال أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ قال : قرأت على قبر محمّد بن إدريس الشّافعيّ بمصر ، على لوحين حجارة أحدهما عند رأسه ، والآخر عند رجليه ، نسبه إلى إبراهيم الخليل عليه‌السلام.

هذا قبر محمّد بن إدريس الشّافعيّ وهو يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمّدا عبده ورسوله ، وأن الجنّة حقّ ، وأن النّار حقّ ، وأن السّاعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، وأن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله ربّ العالمين ، لا شريك له وبذلك أمر وهو من المسلمين ، عليه حيّ وعليه مات وعليه يبعث حيّا إن شاء الله. توفى أبو عبد الله ليوم بقي من رجب سنة أربع ومائتين (٣).

أخبرنا إسماعيل بن عليّ الأستراباذيّ قال سمعت طاهر بن محمّد البكريّ يقول : نبأنا الحسن بن حبيب الدّمشقي قال حدّثني الرّبيع بن سليمان قال رأيت الشّافعيّ بعد وفاته في المنام فقلت : يا أبا عبد الله ما صنع الله بك؟ قال : أجلسني على كرسي من ذهب ونثر عليّ اللؤلؤ الرّطب (٤).

قرأت على أبي بكر محمّد بن موسى الخوارزميّ ، عن أبي عبد الله محمّد بن المعلى الأزديّ قال : قال أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد الأزديّ يرثي أبا عبد الله الشّافعيّ :

__________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٦. ومعجم الأدباء ١٧ / ٣١٩.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٦.

(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٦ ، ٣٧٧.

(٤) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٧.

٦٨

بملتفتيه للمشيب طوالع

ذوائد عن ورد التّصابى روادع

تصرّفنه طوع العنان وربّما

دعاه الصّبا فاقتاده وهو طائع

ومن لم يزعه لبّه وحياؤه

فليس له من شيب فوديه وازع

هل النّافر المدعوّ للحظّ راجع

أم النّصح مقبول أم الوعظ نافع؟

أم الهمك المهموم بالجمع عالم

بأنّ الذي يرعى من المال ضائع؟

وأنّ قصاراه على فرط ضنّه

فراق الذي أضحى له وهو جامع

ويخمل ذكر المرء ذي المال بعده

ولكنّ جمع العلم للمرء رافع

ألم تر آثار ابن إدريس بعده

دلائلها في المشكلات لوامع

معالم يفنى الدهر وهي خوالد

وتنخفض الأعلام وهي فوارع

مناهج فيها للهدى متصرّف

موارد فيها للرشاد شرائع

ظواهرها حكم ومستنبطاتها

لما حكم التّفريق فيه جوامع

لرأي ابن إدريس ابن عمّ محمد

ضياء إذا ما أظلم الخطب ساطع

إذا المعضلات المشكلات تشابهت

سما منه نور في دجاهنّ لامع

أبى الله إلا رفعه وعلوّه

وليس لما يعليه ذو العرش واضع

توخّى الهدى فاستنقذته يد التّقى

من الزّيغ إنّ الزّيغ للمرء صارع

ولاذ بآثار الرسول فحكمه

لحكم رسول الله في النّاس تابع

وعوّل في أحكامه وقضائه

على ما قضى في الوحي والحقّ ناصع

بطيء عن الرأي المخوف التباسه

إليه إذا لم يخش لبسا مسارع

جرت لبحور العلم أمداد فكره

لها مدد في العالمين يتابع

وأنشا له منشيه من خير معدن

خلائق هنّ الباهرات البوارع

تسربل بالتقوى وليدا وناشئا

وخصّ بلبّ الكهل مذ هو يافع

وهذّب حتى لم تشر بفضيلة

إذا التمست إلا إليه الأصابع

فمن يك علم الشافعي إمامه

فمرتعه في باحة العلم واسع

سلام على قبر تضمّن جسمه

وجادت عليه المدجنات الهوامع

لقد غيّبت أثراؤه جسم ماجد

جليل إذا التفت عليه المجامع

لئن فجعتنا الحادثات بشخصه

لهنّ لما حكّمن فيه فواجع

فأحكامه فينا بدور زواهر

وآثاره فينا نجوم طوالع (١)

_________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٧٧ ، ٣٧٨.

٦٩

سمعت القاضي أبا الطّيب طاهر بن عبد الله الطّبريّ يقول : لقد جمع أبو بكر بن دريد قوافيه في صدفها (١) ، ووضع أوصافه في حقّها ، فيما رثى به أفصح الفقهاء لسانا ، وأبرعهم بيانا ، وأجزلهم ألفاظا ، وأغزرهم علما ، وأثبتهم نحيزة ، وأكثرهم نصيرة :

وإذا قرأت كلامه قدّرته

سحبان أو يوفي على سحبان

لو كان شاهده معدّ خاطبا

وذوو الفصاحة من بني قحطان

لأقرّ كلّ طائعين بأنه

أولاهم بفصاحة وبيان

هادي الأنام من الضلالة والعمى

ومجيرها من جاحم النّيران

ربّ العلوم إذا أجال قداحه

لم يختلف في فوزهن اثنان

ذو فطنة في المشكلات وخاطر

أمضى وأنفذ من شباة سنان

وإذا تفكّر عالم في كتبه

يبغى التّقى وشرائط الإيمان

متبيّنا للدين غير مقلّد

يسمو بهمته إلى الرّضوان

أضحت وجوه الحقّ في صفحاتها

ترمى إليه بواضح البرهان

من حجّة ضمن الوفاء بنصرها

نصّ الرسول ومحكم القرآن

ودلالة تجلو مطالع سيرها

غرّ القرائح من ذوي الأذهان

حتى ترى متبصرا في دينه

مغلول غرب الشكّ بالإيقان

الله وفّقه اتّباع رسوله

وكتابه الأصلين في التبيان

وأمدّه من عنده بمعونة

حتى أناف بها على الأعيان

وأراه بطلان المذاهب قبله

ممّن قضى بالرأي والحسبان (٢)

قال الشيخ أبو بكر لو استوفينا مناقب الشّافعيّ وأخباره لاشتملت على عدة من الأجزاء ، لكن اقتصرنا منها على هذا المقدار ، ميلا إلى التخفيف ، وإيثارا للاختصار ، ونحن نورد معالم الشّافعيّ ومناقبه على الاستقصاء في كتب نفرده لها ، إن شاء الله.

٤٥٥ ـ محمّد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران ، أبو حاتم الحنظليّ الرّازيّ (٣) :

كان أحد الأئمة الحفّاظ الأثبات ، مشهورا بالعلم ، مذكورا بالفضل. وسمع محمّد

__________________

(١) في المطبوعة : (صدقها) تصحيف.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٧٨ ، ٣٧٩.

(٣) ٤٥٥ ـ انظر : تاريخ أبى زرعة الدمشقي : ٧٨ ، ٧٩ ، ١١٦ ، ٣٢٧ ، والجرح والتعديل : ١ / ٣٤٩ ـ ٣٧٥ ، ـ

٧٠

ابن عبد الله الأنصاريّ ، وأبا زيد النّحويّ ، وعثمان بن الهيثم المؤذن ، وهوذة بن خليفة ، وعبيد الله بن موسى ، وعتاب بن زياد ، وأبا مسهر الدمشقي ، وأبا الجماهر محمّد بن عثمان التّنوخيّ ، وسعيد بن أبي مريم المصري ، وأبا اليمان الحمصي في أمثالهم. وكان أول كتبه الحديث في سنة تسع ومائتين. روى عنه يونس بن عبد الأعلى ، والرّبيع بن سليمان المصريان ، وهما أكبر منه سنا ، وأقدم سماعا ، وأبو زرعة الرّازيّ ، والدمشقي ، ومحمّد بن عوف الحمصي. وقدم بغداد وحدّث بها وروى عنه من أهلها أحمد بن منصور الرمادي ، وإبراهيم بن إسحاق الحربيّ ، وقاسم بن زكريّا المطرّز ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية ، وأحمد بن إسحاق بن صالح الوزّان ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، والقاضي المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد الدوري ، والحسين بن يحيى ابن عياش القطّان ، وغيرهم.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ قال أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال نبأنا أبو حاتم الرّازيّ محمّد بن إدريس قال نبأنا عبد العزيز بن الخطّاب ، عن أبيه قال : ولد لي غلام فأتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : ولد لي غلام فما أسميه؟ قال : «سمّه بأحبّ الناس إلىّ حمزة (١)».

هذا غريب من حديث شعبة تفرد بروايته عبد العزيز بن الخطّاب عن قيس ابن الرّبيع عنه ، ورواه عن عبد العزيز ، محمّد بن يزيد الأسفاطي وغيره من الأكابر.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازيّ قال نا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ إملاء قال نا أبو حاتم الرّازيّ قال نا داود بن عبد الله الجعفري قال نا حاتم ، عن شريك ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن المعرور بن سويد ، عن أبي ذر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الله تعالى

__________________

ـ ٧ / الترجمة ١١٣٣ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ١٣٧ ، والسابق واللاحق : ٣٢٣ ، وشيوخ أبى داود للجياني ، الورقة ٩٠ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٧٥٥ ، والمنتظم لابن الجوزي : ٥ / ١٠٧ ـ ١٠٨ ، والكامل في التاريخ : ٧ / ٤٣٩ ، وسير أعلام النبلاء : ١٣ / ٢٤٧ ، وتذكرة الحفاظ : ٢ / ٥٦٧ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٤٧٧٨ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ١٨٢ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٢٧ (أوقاف ٥٨٨٢) ، ونهاية السئول ، الورقة ٣١٤ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٣١ ـ ٣٤ ، والتقريب : ٢ / ١٤٣ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة : ٦٠٤١ ، وشذرات الذهب : ٢ / ١٧١. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٨٤. وتهذيب الكمال ٥٠٥٠ (٢٤ / ٣٨١).

(١) انظر الحديث في : المستدرك ٣ / ١٩٦. وكنز العمال ٤٥٢٣١.

٧١

يقول : يا ابن آدم إن لقيتني بملء الأرض ذنوبا لا تشرك بي شيئا ، لقيتك بمثلها مغفرة (١)».

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان قال نا أحمد بن سليمان النّجّاد قال : نا إبراهيم ابن إسحاق ـ يعني الحربيّ ـ قال : حدّثني رجل من أهل الري يقال له أبو حاتم قال سليمان بن عبد الرّحمن ابن بنت شرحبيل ، عن عيسى بن يونس ، عن أشعث ، عن محمّد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا جلس بين شعبها الأربع فقد وجب الغسل (٢)».

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان قال : حكى لنا عبد الله بن محمّد بن يعقوب قال سمعت أبا حاتم يقول : نحن من أهل أصبهان من قرية جز ، وكان أهلنا يقدمون علينا في حياة أبي ، ثم انقطعوا عنا.

أخبرني أبو زرعة روح بن محمّد الرّازيّ إجازة شافهني بها قال أنبأنا عليّ بن محمّد بن عمر القصار الفقيه قال نبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال سمعت أبي يقول : أوّل سنة خرجت في طلب الحديث أقمت سنين أحصيت ما مشيت على قدميّ زيادة على ألف فرسخ ، فلم أزل أحصي حتى لما زاد على ألف فرسخ تركته (٣).

وقال سمعت أبي يقول بقيت بالبصرة في سنة أربع عشرة ومائتين ثمانية أشهر ، وكان في نفسي أن أقيم سنة ، فانقطعت نفقتي ، فجعلت أبيع ثيابي شيئا بعد شيء حتى بقيت بلا نفقة ، ومضيت أطوف مع صديق لي إلى المشيخة وأسمع منهم إلى المساء ، فانصرف رفيقي ورجعت إلى بيت خال ، فجعلت أشرب الماء من الجوع ، ثم أصبحت من الغد وغدا عليّ رفيقي ، فجعلت أطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد ، فانصرف عني وانصرفت جائعا ، فلما كان الغد غدا عليّ فقال مرّ بنا على المشايخ. فقلت : أنا ضعيف لا يمكنني. قال : ما ضعفك؟ قلت : لا أكتمك أمري. قد مضى يومان ما طعمت فيهما ، فقال لي رفيقي : معي دينار فأنا أواسيك بنصفه ، ونجعل النصف الآخر في الكراء ، فخرجنا من البصرة وقبضت منه النصف دينار (٤).

__________________

(١) انظر الحديث في : سيأتي تخريجه ، راجع الفهرس.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٨٠ وصحيح مسلم ، وكتاب الحيض ٨٧ ، ٨٨. ومسند أحمد ٢ / ٣٣٤. وصحيح ابن خزيمة ٢٢٧. وفتح الباري ١ / ٣٩٥.

(٣) انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٨٦.

(٤) انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٨٦.

٧٢

قال عبد الرّحمن : سمعت أبي يقول قلت على باب أبي الوليد الطيالسي من أغرب عليّ حديثا غريبا مسندا صحيحا لم أسمع به ، فله علي درهم يتصدق به. وقد حضر على باب الوليد خلق من الخلق ، أبو زرعة فمن دونه ، وإنما كان مرادي أن يلقي عليّ ما لم أسمع به ليقولوا هو عند فلان ، فأذهب فأسمع ، وكان مرادي أن أستخرج منهم ما ليس عندي ، فما تهيأ لأحد منهم أن يغرب عليّ حديثا (١).

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال أخبرني محمّد بن عبد الله الضّبّيّ في كتابه. وأخبرني أحمد بن محمّد بن عبد الواحد المنكدري قال نبأنا محمّد بن عبد الله الضّبّيّ بنيسابور قال أنبأنا أبو الفضل محمّد بن إبراهيم الهاشميّ قال نبأنا أحمد بن سلمة قال : ما رأيت بعد إسحاق ـ يعني ابن راهويه ـ ومحمّد بن يحيى ، أحفظ للحديث ولا أعلم بمعانيه من أبي حاتم محمّد بن إدريس (٢).

أخبرنا أبو سعد الماليني قراءة قال أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ قال سمعت القاسم بن صفوان البرذعيّ يقول سمعت أبا حاتم الرّازيّ يقول : أورع من رأيت أربعة ، آدم بن أبي إياس ، وثابت بن محمّد الزاهد الكوفيّ ، وأحمد بن حنبل ، وأبو زرعة.

قال القاسم فذكرته لعثمان بن خرّزاذ فقال عثمان : أنا أقول أحفظ من رأيت أربعة ، محمّد بن المنهال ، وإبراهيم بن عرعرة ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم (٣).

أجاز لي أبو زرعة الرّازيّ أن عليّ بن محمّد بن عمر القصار أخبرهم قال نبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال سمعت يونس بني عبد الأعلى يقول : أبو زرعة وأبو حاتم إماما خراسان ، ودعا لهما ، وقال : بقاؤهما صلاح للمسلمين.

وقال عبد الرّحمن سمعت أبي يقول جرى بيني وبين أبي زرعة يوما تمييز الحديث ومعرفته ، فجعل يذكر أحاديث ويذكر عللها ، وكذلك كنت أذكر أحاديث خطأ وعللها وخطأ الشيوخ فقال لي : يا أبا حاتم ، قلّ من يفهم هذا ، ما أعزّ هذا ، إذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا ، وربما أشك في شيء أو يتخالجني شيء في حديث فإلى أن ألتقي معك لا أجد من يشفيني منه. قال أبي : وكذلك كان أمري (٤).

__________________

(١) انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٨٧.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٨٨.

(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٨٨.

(٤) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٨٧.

٧٣

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزّاز بهمذان قال نبأنا صالح ابن أحمد بن محمّد الحافظ قال نبأنا القاسم بن أبي صالح قال سمعت أبا حاتم يقول قال لي أبو زرعة : ترفع يديك في القنوت؟ قلت : لا فقلت له : فترفع أنت؟ قال نعم. فقلت : ما حجّتك؟ قال حديث ابن مسعود. قلت رواه ليث بن أبي سليم. قال حديث أبي هريرة. قلت رواه ابن لهيعة. قال حديث ابن عبّاس. قلت رواه عوف. قال : فما حجتك في تركه؟ قلت : حديث أنس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء. فسكت (١).

أخبرنا أبو زرعة الرّازيّ إجازة قال أنبأنا عليّ بن محمّد بن عمر قال نبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال سمعت موسى بن إسحاق يقول : ما رأيت أحفظ من أبيك. قال عبد الرّحمن وقد رأى أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وأبا بكر بن أبي شيبة ، وابن نمير ، وغيرهم. فقلت له : فرأيت أبا زرعة؟ فقال لا. وقال عبد الرّحمن : سمعت أبي يقول قال لي هشام بن عمّار أي شيء تحفظ عن الأذواء؟ قلت له ذو الأصابع ، وذو الجوشن ، وذو الزوائد ، وذو اليدين ، وذو اللحية الكلابي ، وعددت له ستة ، فضحك وقال : حفظنا نحن ثلاثة ، وزدت أنت ثلاثة.

أخبرني أحمد بن محمّد العتيقي قال نبأنا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر الدمشقي بها قال نبأنا أبو عبد الله أحمد بن القاسم القاضي قال نبأنا ابن أبي حاتم الرّازيّ قال سمعت أبي يقول : اكتب أحسن ما تسمع ، وأحفظ أحسن ما تكتب ، وذاكر بأحسن ما تحفظ (٢).

أخبرنا عليّ بن أبي علي المعدل قال حدّثنا الحسين بن محمّد بن إسحاق السّوطي قال أنشدنا محمّد بن هارون الرّازيّ قال أنشدنا أبو حاتم الرّازيّ :

تفكرت في الدنيا فأبصرت رشدها

وذللت بالتقوى من الله خدّها

أسأت بها ظنا فأخلفت وعدها

وأصبحت مولاها وقد كنت عبدها

حدثت عن أبي الحسن عليّ بن عمر الحافظ قال نبأنا أبو عيسى العروضي ـ : قال نبأنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النّسائيّ قال محمّد بن إدريس أبو حاتم رازي ، ثقة (٣).

__________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٨٩.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٨٧.

(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٨٤.

٧٤

أخبرنا عليّ بن محمّد الدّقّاق قال قرأنا على الحسين بن هارون الضّبّيّ عن أبي العبّاس بن سعيد قال سمعت عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش يقول : كان أبو حاتم من أهل الأمانة والمعرفة.

سمعت أبا نعيم الحافظ يقول أبو حاتم الرّازيّ إمام في الحفظ.

وقال لنا هبة الله بن الحسن الطّبري : كان أبو حاتم الرّازيّ إماما عالما بالحديث ، حافظا له ، متقنا متثبتا (١).

قال أبو أحمد الحافظ روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاريّ.

وقال هبة الله أخرجه الكلاباذي في كتابه ـ يعني الذي جمع فيه أسامي شيوخ البخاريّ ـ وقال إنه أخرج عنه ، قال هبة الله : فلعله من الأسماء المطلقة التي لم ينسبها البخاريّ : والله أعلم.

أخبرنا أبو نعيم قال سمعت أبا محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان يقول : سمعت أحمد بن محمود بن صبيح يقول سنة سبع وسبعين فيها مات أبو حاتم الرّازيّ بالري(٢).

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد قال نبأنا محمّد بن العبّاس قال قرئ على ابن المنادى وأنا أسمع قال : وجاءنا الخبر مع الرحالين بموت أبي حاتم الرّازيّ أنه مات في شعبان سنة سبع وسبعين ومائتين (٣).

٤٥٦ ـ محمّد بن إدريس ، أبو بكر الشّعرانيّ :

حدّث عن أبي نصر التّمّار ، وموسى بن إبراهيم الأنصارىّ. روى عنه أبو عليّ الصفر ، وحمزة بن محمّد الدهقان.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل قال نبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار قال نبأنا محمّد بن إدريس أبو بكر الشعراني ـ شيخ كتبت عنه في دكان أبي العبّاس بن إسحاق ـ قال نبأنا أبو نصر التّمّار عبد الملك بن عبد العزيز قال نبأنا حمّاد بن سلمة ، عن حميد ويونس ، عن الحسن ، عن أنس قال : «المسلم من سلم الناس من

__________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٨٥.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٩٠.

(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٩٠.

٧٥

لسانه ويده ، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم ، والمهاجر من هجر السوء (١)».

قال أبو عليّ الصّفّار : قال لنا هذا الشيخ هكذا قال لنا أبو نصر التّمّار.

٤٥٧ ـ محمّد بن إدريس بن وهب الأعور (٢) :

حدّثني محمّد بن على الصوري قال أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزدي قال أنبأنا أبو الفتح عبد الواحد بن محمّد بن مسرور قال نبأنا أبو سعيد بن يونس. قال : محمّد بن إدريس بن وهب الأعور البغدادي قدم مصر وكتبت عنه.

توفى في جمادى الأولى سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وقال لي ابنه أبو عبد الله أن أباه حدّث عن سعدان بن نصر وطبقة نحوه.

* * *

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه أبان

٤٥٨ ـ محمّد بن أبان بن وزير ، أبو بكر البلخيّ (٣) :

مستملي وكيع. قدم بغداد ، وحدّث بها عن أبي بكر بن عياش ، وسفيان بن عيينة ، وعقبة بن خالد ، وعبد الله بن إدريس ، ومروان بن معاوية ، وأبي خالد الأحمر ، ووكيع ابن الجرّاح ، وأبي أمامة ، وعبد الله بن وهب ، ويحيى بن سعيد القطّان ، ومحمّد بن جعفر غندر. روى عنه إسماعيل بن إسحاق القاضي ، وإبراهيم بن إسحاق الحربيّ ، والحسن بن عليّ المعمري ، وموسى بن هارون ، ومحمّد بن هشام بن أبي الدميك ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن محمّد البغويّ ، ومحمّد بن هارون بن المجدر.

__________________

(١) ٤٥٦ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٩ ، ٨ / ١٢٧. وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان ٦٥. وفتح الباري ١ / ٥٣ ، ١١ / ٣١٦.

(٢) ٤٥٧ ـ الأعور : هذه اللفظة إنما تقال للممتع بإحدى عينيه (الأنساب ١ / ٣١٧).

(٣) ٤٥٨ ـ انظر ترجمته في : علل أحمد : ١ / ٤١٢ ، ٢٣٤ ، وتاريخ البخاري الصغير : ٢ / ٣٨٣ ، والكنى لمسلم ، الورقة ١٢ ، والجرح والتعديل ٧ / الترجمة ١١٢٤ ، وثقات ابن حبان ٩ / ١٠٢ ، وتاريخ الخطيب : ٢ / ٧٨ ، ورجال البخاري للباجى : ٢ / ٦١٩ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٤٥٧ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٧٤٩ ، وسير أعلام النبلاء : ١١٥١١ / ، وتذكرة الحفاظ : ٢ / ٤٩٨ ، والعبر : ١ / ٤٤٣ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ١٧٧ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧١٣٢ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٨١ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) ، ورجال ابن ماجة ، الورقة ١٦ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣١٢ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٣ ـ ٤ ، والتقريب : ٢ / ١٤٠ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٠١٠ ، وشذرات الذهب : ٢ / ١٠٥. وتهذيب الكمال ٥٠٢١ (٢٤ / ٢٩٦). والمنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٣٢٧.

٧٦

وحدّث عنه أيضا محمّد بن إسماعيل البخاريّ في كتابه «الصحيح».

أخبرنا عليّ بن عبد العزيز الطّاهري قال نبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ قال نبأنا محمّد بن هارون بن حميد بن المجدر قال نبأنا محمّد بن أبان البلخيّ قال نبأنا عبد الرّزّاق ، عن سفيان الثوري ، عن محمّد بن المنكدر ، عن محرر بن أبي هريرة ، عن أبيه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما أهلّ مهلّ قط إلا آبت الشمس بذنوبه».

تفرد بروايته محمّد بن أبان ، عن عبد الرّزّاق ، عن الثوري ، وخالفه الحسن بن أبي الرّبيع الجرجانيّ. فرواه عن عبد الرّزّاق ، عن ياسين الزّيّات ، عن ابن المنكدر.

أخبرناه ابن رباح البصريّ قال أنبأنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس بمصر قال نبأنا عبد الله بن محمّد بن جعفر القزوينيّ قال حدّثني الحسن بن أبي الرّبيع قال أنبأنا عبد الرّزّاق قال نا ياسين ، عن محمّد بن المنكدر ، عن محرر بن أبي هريرة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما أهل مهلّ إلا آبت الشمس بذنوبه (١)».

أخبرنا أبو المظفر محمّد بن الحسن بن أحمد القرينيني قال : نا محمّد بن عبد الرّحمن الذّهبيّ قال نا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز قال : قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل أن محمّد بن أبان يستملي لنا عند وكيع (٢).

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال أنبأنا الحسين بن عليّ التّميميّ النّيسابوري قال نبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني قال نبأنا أبو بكر المروزيّ قال قلت لأبي عبد الله فأبو بكر مستملي وكيع تعرفه؟ قال : نعم ، قد كان معنا يكتب الحديث ، كتب لي كتابا بخطّه أظنه قال الطّلاق. قلت إنه حدّث بحديث أنكروه ما أقل من هو عنده عن عبد الرّزّاق هو عندك؟ وكان عند خلف. قال : قد كان معنا تلك السنة (٣).

قرأت في أصل كتاب محمّد بن أبي الفوارس الذي سمعه من محمّد بن عبد الرّحمن الطلقي بجرجان قال نبأنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي قال نبأنا عبد الله بن أحمد قال قدم علينا رجل من بلخ يقال له محمّد بن أبان ، فسألت أبي عنه فعرفه ، وذكر أنه كان معهم عند عبد الرّزّاق ، وكتبنا عنه ، وكان قد حدّثنا

__________________

(١) انظر التخريج السابق.

(٢) انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٩٨.

(٣) انظر تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٩٩.

٧٧

عن عبد الوهّاب الثقفي ، عن أيّوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي المهلّب ، عن عمران بن حصين قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أظنه قال راكبا ـ وتحته ـ أو قال عليه ـ قطيفة من أرض الجزيرة. فأنكره أبي فقلت له : تراه وهم؟ فقال : ينبغي أن يكون كذلك. فلما كان بعد ، قال علمت أني تفكرت في ذلك الحديث وقد كان الثقفي حدّثناه عن أيّوب. يقول الثقفي وكان البتى يفعل كذا ، ويقول كذا رأى البتى ، وكنت أنا أكتبه ، فكان ينظر إليّ إذا كتبته فكان يعجبه ذلك ، فأظن أن هذا كتب هذا الإسناد. وقال الثقفي في أثر هذا الإسناد : رأيت البتى عليه قطيفة من أرض الجزيرة. فإذا كان في الحديث رأيت النبي أراد أن يقول رأيت البتى فأخطأ فقال النبي قال : فأخبرت محمّد بن أبان بهذا فرجع عن الحديث وقال اضربوا عليه.

قال أبو نعيم ولهذا مخرج يوقف عليه ، وذلك أن الثقفي قد رواه عن أيّوب ، عن أبي قلابة أن عمران بن حصين قال أسر أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلا من بني عقيل فأوثقوه وتركوه في الحرة ، فمرّ به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن معه ، أو قال أتى عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو على حمار وتحته قطيفة في بعض أرض الحرة أو الجزيرة؟ فناداه يا محمّد ، فذكر الحديث بطوله ، فلم يغلط محمّد بن أبان من الجهة التي ذكر أبو عبد الله أحمد ابن حنبل أنه لعله غلط فيما بين النبي والبتى ، وذلك أن الحديث ذكر فيه قطيفة في بعض أرض الحرة أو الجزيرة.

حدّثنا بهذا الحديث عمر بن شبة البصريّ قال : نبأنا عبد الوهّاب الثقفي ، عن أيّوب بإسناده بطوله ليس فيه أبو المهلّب.

أخبرني محمد بن يعقوب قال أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال سمعت عبد الرّحمن بن محمّد الأستراباذي (١) يقول سمعت أحمد بن قتيبة يقول سمعت عمرو ابن حمّاد بن فرافصة وكان يختلف إلى محمّد بن أبان المستملي ـ يقول قدمت الكوفة فأتيت أبا بكر بن أبي شيبة فسألني عن محمّد بن أبان فقلت : خلّفته على أن يقدم فإنه كان أزمع على الخروج ، قال : ليته قدم حتى ينتفع به (٢).

حدّثنا محمّد بن عليّ الصوري قال أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر قال أنبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائيّ قال : أخبرني أبي قال محمّد بن أبان أبو بكر البلخيّ مستملي وكيع ثقة (٣).

__________________

(١) في الأصل : (السناباذى)

(٢) انظر : تهذيب الكمال ٣٤ / ٢٩٩.

(٣) انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٩٩.

٧٨

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال أنبأنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله ابن محمّد بن البغويّ : مات محمّد بن أبان البلخيّ ببلخ سنة أربع وأربعين ـ يعني ومائتين ـ وكذلك قال موسى بن هارون ، وزاد في المحرم (١).

٤٥٩ ـ محمّد بن أبان ، المخرميّ :

حدّث عن داود بن مهران الدّبّاغ. روى عنه أحمد بن حفص السّعدي.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال نبأنا أحمد ابن حفص السّعدي إملاء قال نبأنا محمّد بن أبان المخرّميّ قال : نبأنا داود بن مهران قال نبأنا سيف بن محمّد ، عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن الأغر ، عن سلمان ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أولكم واردة علي الحوض ، أولكم إسلاما عليّ بن أبي طالب (٢)».

٤٦٠ ـ محمّد بن أبان العلّاف (٣) :

حدّث عن عامر بن سيّار الحلبيّ. روى عنه محمّد بن مخلد الدوري.

أخبرني أحمد بن عليّ بن محمّد المحتسب قال نبأنا عمر بن القاسم بن محمّد المقرئ قال نبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال نبأنا محمّد بن أبان العلّاف قال نبأنا عامر ابن سيّار قال نبأنا سليمان بن أرقم عن الحسن ، أن عمر بن الخطّاب وعثمان بن عفان كانا يرزقان المؤذنين والأئمة والمعلمين والقضاة.

* * *

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه أسد

٤٦١ ـ (٤) محمّد بن أسد ، أبو عبد الله الخراسانيّ ، يعرف بالخشّيّ (٥) :

نسب بذلك إلى قرية من قري أسفرايين. سمع عبد الله بن المبارك ، وعمر بن هارون البلخيّ ، وفضيل بن عياض ، وسفيان بن عيينة ، والوليد بن مسلم ، ومحمّد بن إسماعيل بن أبي فديك ، وبقية بن الوليد ، وإسماعيل بن علية ، ووكيع بن الجرّاح.

__________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٠٠.

(٢) ٤٥٩ ـ انظر : الحديث في : المستدرك ٣ / ١٣٦. والموضوعات ١ / ٣٤٧. واللآلئ المصنوعة ١ / ١٦٩. والفوائد المجموعة ٣٤٦. وتنزيه الشريعة ١ / ٣٧٧.

(٣) ٤٦٠ ـ العلاف : هذه النسبة لمن يبيع علف الدواب أو يجمعه من الصحارى ويبيعه (الأنساب ٩ / ٩٥).

(٤) ٤٦١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٣٢٧.

(٥) في الأصل : (هنيل).

٧٩

وقدم بغداد وحدّث بها فروى عنه محمّد بن إسحاق الصغاني ، وجعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ ، وإبراهيم الحربيّ ، إلا أنه سماه أحمد ، وغيرهم. وكان ثقة.

أخبرنا القاضي أبو بكر بن إسحاق الصغاني قال نبأنا محمّد بن أسد قال نبأنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي قال سألت الزّهريّ : أي أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم استعاذت منه؟ فقال : حدّثني عروة عن عائشة أن بنت الجون الكلابية لما أدخلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قالت : أعوذ بالله منك. قال : «لقد عذت بعظيم ، الحقي بأهلك (١)».

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول سمعت أبا عوانة الأسفرائيني يقول حدّث محمّد بن أسد ببغداد وهو ابن خمس وعشرين سنة.

أخبرنا عليّ بن محمّد الدّقّاق قال قرأنا على الحسين بن هارون ، عن أبي العبّاس ابن سعيد قال : محمّد بن أسد الخشّي سمعت عبد الله بن أسامة الكلبي يقول كان ثقة جيد الفهم.

٤٦٢ ـ محمّد بن أسد بن أبي الحارث :

سمع محمّد بن سلمة الحراني ، ومحمّد بن كثير الكوفيّ. روى عنه عبد الله بن محمّد بن ناجية ، وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصّوفيّ ، والقاضي أبو عبد الله المحامليّ.

أخبرني محمّد بن الفرج بن عليّ البزّار قال أنبأنا عمر بن محمّد بن عليّ الزّيّات قال نبأنا ابن ناجية قال نبأنا محمّد بن أسد بن أبي الحارث قال نبأنا محمّد بن سلمة ، عن محمّد بن إسحاق ، عن يعقوب بن عتبة ، عن عمر بن عبد العزيز عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا جلس يتحدّث يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن القاسم النّرسي قال أنبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ. قال نبأنا أحمد بن الحسين أبو الحسين الصّوفيّ قال نبأنا محمّد بن أسد بن أبي الحارث وكان ثقة.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٧ / ٥٣. وفتح الباري ٩ / ٣٥٦.

٨٠