تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٨

بلال ، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، وعارم بن الفضل ، وأبا صالح كاتب اللّيث بن سعد ، ويحيى بن عبد الله بن بكير المصري ، وعبد الله بن الزبير الحميدي ، في أمثالهم من الشيوخ. وكان فهما متقنا بمذهب السنّة. وسكن بغداد وحدّث بها ، فروى عنه أبو بكر بن أبي الدّنيا ، وموسى بن هارون وجعفر الفريابي ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، والقاضي أبو عبد الله المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد الدوري ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، ومحمّد بن عمرو الرّزّاز ، وأبو عمرو بن السّمّاك ، وأحمد بن سلمان النّجّاد ، وأبو سهل بن زياد ، وأبو بكر الشّافعيّ. وروى عنه أيضا أبو عيسى الترمذي ، وأبو عبد الرّحمن النّسائيّ في صحيحيهما.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ قال أنبأنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ قال نبأنا محمّد بن إسماعيل الترمذي ، وعبد الله بن شبيب ـ وهذا لفظ الترمذي ـ قال نبأنا أيّوب بن سليمان بن بلال قال حدّثني أبو بكر عن سليمان بن بلال قال قال يحيى بن سعيد سمعت أنس بن مالك. وقال ابن شبيب قال حدّثني يحيى بن سعيد عن أنس. ثم رجع الحديث إلى رواية الترمذي : أتى رجل أعرابي من أهل البدو إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الجمعة. فقال : يا رسول الله هلكت الماشية ، هلك العيال ، هلك الناس ، فرفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدعو الله ، ورفع الناس أيديهم مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدعون. قال : فما خرجنا من المسجد حتى أمطرنا ، فما زلنا نمطر حتى كان الجمعة الأخرى. زاد الترمذي : فأتى الرجل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، لثق (١) المسافر ومنع الطريق.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازيّ قال أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال نبأنا محمّد بن إسماعيل الترمذي.

وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، وطلحة بن عليّ بن الصقر الكتاني. قالا نبأنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ قال نبأنا أبو إسماعيل الترمذي قال نبأنا مخلد ابن مالك أبو محمّد الحراني قال نبأنا حفص أبو عمر قال نبأنا زيد بن أسلم عن

__________________

ـ الإسلام ، الورقة ، ١٣٠ (أوقاف ٥٨٨٢) ، ونهاية السئول ، الورقة ٣١٦ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٦٢ ـ ٦٣ ، والتقريب : ٢ / ١٤٥ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٠٦٢. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٩٤. وتهذيب الكمال ٥٠٧٠ (٢٤ / ٤٨٩).

(١) لثق : ابتل ،

٤١

الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يقول الله تعالى : «أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه حين يذكرني. والله لله أفرح بتوبة أحدكم [من أحدكم (١)] يجد ضالته بالفلاة ، ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ، ومن تقرب إليّ ذراعا تقربت منه باعا ، ومن جاءني يمشي جئته أهرول (٢)».

دخل أحد لفظ الحديثين في الآخر ، إلا أن طلحة قال في حديثه : حدّثنا أبو حفص عمر بن حفص قال نبأنا زيد بن أسلم. والذي ذكرناه الصواب.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل قال نبأنا محمّد بن عمرو بن البختري الرّزّاز قال : نا محمّد بن إسماعيل السلمي. وأخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصّيرفيّ بنيسابور ـ واللفظ له ـ قال نا أبو عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن أحمد الصفار الأصبهانيّ قال نا محمّد بن إسماعيل الترمذي قال : نا محمّد بن عبد الله الأنصاريّ عن هشام بن حسّان عن محمّد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن (٣)».

قال الصّفّار : قال أبو إسماعيل الترمذي ، ذاكرت به بندارا ولم يكن عنده فكتبه عني.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ قال نبأنا الحسن بن رشيق قال نبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائيّ عن أبيه. ثم حدّثني محمّد بن عليّ الصوري قال أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر قال ناولني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن وكتب لي بخطه قال سمعت أبي يقول : محمّد بن إسماعيل الترمذي خراساني ثقة. حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبليّ قال أنبأنا أبو بكر الخلّال قال : وأبو إسماعيل الترمذي رجل معروف ثقة كثير العلم متفقه.

أخبرنا عليّ بن محمّد الدّقّاق قال أنبأنا الحسين بن هارون عن أبي العبّاس بن سعيد قال سمعت عمر بن إبراهيم يقول أبو إسماعيل الترمذي صدوق مشهور بالطلب.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر الحديث في صحيح البخاري ٩ / ١٤٧. وصحيح مسلم ٢٠٦١ ، ٢٠٦٨. ومسند أحمد ٣ / ٢١٠ ، ٢٧٧. وفتح الباري ١١ / ٢٠٩.

(٣) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الذكر والدعاء ، وسنن الترمذي ٤٥٣. وسنن ابن ماجة ١١٧٠. ومسند أحمد ١ / ١٤٣ ، ٢ / ١٠٩ ، ١٥٥ ، ٢٧٧ ، ٢٩٠ ، ٤٩١. وصحيح ابن خزيمة ١٠٧١.

٤٢

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال : مات أبو إسماعيل الترمذي في شهر رمضان سنة ثمانين ومائتين ، ودفن عند قبر أحمد بن حنبل.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد قال نبأنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادى ـ وأنا أسمع. قال : ومات أبو إسماعيل الترمذي بمدينتنا لأيام بقين من شهر رمضان سنة ثمانين ومائتين.

٤٣٦ ـ محمّد بن إسماعيل بن صالح بن عبد الرّحمن ، والد أبي عليّ الصّفّار :

سمع سعيد بن سليمان ، وعاصم بن عليّ الواسطيّين ، وعليّ بن الجعد الجوهريّ ، وأحمد بن جميل المروزيّ. وما أراه حدّث وإنما روى ابنه عن وجوده في كتابه.

أخبرنا أبو عمرو محمّد بن محمّد بن عليّ بن حبيش التّمّار. وأبو الحسين محمّد ابن الحسين بن الفضل القطّان. قالا : نبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار إملاء. قال : وجدت في كتاب أبي بخطه أن عاصم بن عليّ حدّثهم قال نبأنا أبو معشر قال إسماعيل ، وحدّثنا محمّد بن عليّ الورّاق قال نبأنا عاصم بن عليّ قال نبأنا أبو معشر عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان الأنصاريّ عن أبيه عن جده قال : أقبلنا من بدر ففقدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ونادت الرفاق بعضها بعضا أفيكم رسول الله؟ حتى جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعه عليّ بن أبي طالب. فقالوا : يا رسول الله فقدناك؟ فقال : «إن أبا الحسن وجد مغصا في بطنه فتخلفت عليه (١)».

٤٣٧ ـ محمّد بن إسماعيل بن عامر ، أبو بكر التّمّار الرّقيّ (٢) :

سكن بغداد وحدّث بها عن أحمد بن سنان الواسطيّ ، وأحمد بن خالد الكرماني ، وسرى السّقطيّ ، والرّبيع بن سليمان المرادي ، وغيرهم. روى عنه أبو عمرو بن السّمّاك.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال : أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال نبأنا محمّد بن إسماعيل التّمّار الرقي قال حدّثني أحمد بن عيسى المصري قال نبأنا عمرو ابن أبي سلمة قال : نبأنا زهير بن محمّد عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه

__________________

(١) ٤٣٦ ـ انظر الحديث في : المستدرك ٣ / ٢٣٢. ومجمع الزوائد ٦ / ٦٩. وإتحاف السادة المتقين ٧ / ١١١.

(١) ٤٣٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٣١ / ١٩.

٤٣

عن جده عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «إذا ادعت المرأة طلاق زوجها فجاءت على ذلك بشاهد عدل استحلف زوجها فإن حلف بطلت شهادة الشّاهد ، فإن نكل فنكوله بمنزلة شاهد آخر وجاز طلاقه (١)».

وأخبرنا ابن رزق قال نبأنا عثمان بن أحمد قال سألت محمّد بن إسماعيل أبا بكر ونحن نسمع منه في سنة اثنتين وتسعين ومائتين فقلت : كم أتى لك من السن؟ فقال : أما أمي فإنها كانت تقول ولدت في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. وقال لي بعض أصحابنا : لا ، أنا أعلم بهذا منها ، ولدت في سنة ثلاثين ومائتين.

قال أبو عمرو الدّقّاق وكأنه كان له من السن إلى وقت كنا نسمع منه على قول والدته ، ستين سنة ، وعلى قول صاحبه اثنتين وستين سنة ، وكان أسود اللحية.

٤٣٨ ـ محمّد بن إسماعيل بن أبي بردة ، أبو جعفر الموصليّ :

قدم بغداد وحدّث بها عن عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير ، ومسعود بن جويرية الموصليّين. روى عنه أحمد بن نصر بن طالب الحافظ.

أخبرنا محمّد بن عليّ بن الفتح الحربيّ قال أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ قال نبأنا أحمد بن نصر أبو طالب قال نبأنا محمّد بن إسماعيل بن أبي بردة أبو جعفر الموصليّ ببغداد قال : نا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير الموصليّ.

٤٣٩ ـ محمّد بن إسماعيل بن الغصن ، الموصليّ :

قدم بغداد وحدّث بها عن عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير. روى عنه إسماعيل ابن عليّ الخطبي.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر قال حدّثني إسماعيل بن عليّ الخطبي قال نبأنا محمّد بن إسماعيل بن الغصن الموصليّ قال نبأنا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير الموصليّ قال نبأنا عليّ بن مسهر عن مسلم الأعور عن مجاهد عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الميت ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه (٢)».

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٢٠٣٨ وسنن الدارقطني ٤ / ٦٤ ، ١٦٦. وفي المخطوط : (وكان طلاقا) بدلا من (وجاز طلاقه).

(٢) ٤٣٩ ـ انظر الحديث في : مسند الإمام أحمد ٢ / ٤٤٥. وصحيح ابن حبان ٧٧٧. ومجمع الزوائد ٣ / ٥٤. والدور المنثور ٤ / ٨٢.

٤٤

٤٤٠ ـ محمّد بن إسماعيل بن عليّ بن النّعمان بن راشد ، أبو بكر البندار المعروف بالبصلاني (١) :

سمع عليّ بن الحسين الدرهمي ، ومحمّد بن معاوية الأنماطيّ ، وخالد بن يوسف السمتي ، ومحمّد بن بشّار بندارا. روى عنه عبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا ، وعبد العزيز بن جعفر الخرقيّ ، وأبو القاسم بن النخاس المقرئ ، وعليّ بن محمّد بن لؤلؤ الورّاق ، وغيرهم.

حدّثني عليّ بن محمّد بن نصر الدّينوريّ قال : سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول سألت الدّارقطنيّ عن محمّد بن إسماعيل البصلاني فقال : ثقة.

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد بن جعفر قال : مات البصلاني في شعبان سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.

٤٤١ ـ محمّد بن إسماعيل ، أبو بكر المقرئ البغداديّ :

سكن مكة وحدّث بها عن محمود بن خداش ، وأبى الأشعث أحمد بن المقدام. ذكره عبد الله بن عليّ بن الجارود النّيسابوري وروى عنه.

٤٤٢ ـ محمّد بن إسماعيل الدّقّاق :

حدّث عن أبي هشام الرفاعي. روى عنه الحسن بن لؤلؤ.

أخبرني الحسن بن عليّ التّميميّ قال نبأنا عليّ بن محمّد بن لؤلؤ الورّاق قال نبأنا محمّد بن إسماعيل الدّقّاق ـ جارنا ـ قال : نبأنا محمّد بن يزيد أبو هشام الرفاعي قال نبأنا حفص ـ يعنى ابن غياث ـ عن مجالد عن الشعبي عن جابر قال : خط لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خطا. فقال : «هكذا سبيل الله». ثم خط خطوطا فقال : «هذه سبل الشيطان فما منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه فاعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا (٢)».

٤٤٣ ـ محمّد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر العلويّ :

حدّث عن مسلم بن جنادة أبي السائب. روى عنه القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي.

__________________

(١) ٤٤٠ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٢ / ٢٣٦ والمنتظم ، لابن الجوزي ٣١ / ٢٣٧. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطني ٢٤.

(٢) ٤٤٢ ـ انظر الحديث في : مسند الإمام أحمد ١ / ٤٣٥. وسنن الدارمي ١ / ٦٧. ومجمع الزوائد ٧ / ٢٢. وإتحاف السادة المتقين ٧ / ٢٧٣.

٤٥

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان التّميميّ بدمشق قال : نا يوسف بن القاسم الميانجي قال : نا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر العلوي ببغداد قال نا مسلم بن جنادة السوائي قال : نا وكيع قال : نا شريك عن أبي حصين عن مجاهد عن رافع بن خديج قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أن تستأجر الأرض بالدراهم أو بالثلث أو بالربع (١).

٤٤٤ ـ محمّد بن إسماعيل بن نيزر ، أبو جعفر الجزري (٢) :

حدّث ببغداد عن أبي عمارة الحسين بن حريث المروزيّ ، وأبي هشام الرفاعي ، ومحمّد بن عمرو بن أبي مذعور ، وأبي همّام الوليد بن شجاع ، وحجاج بن الشّاعر ، روى عنه القاضي أبو بكر الميانجي أيضا. أنبأنا أبو سعد الماليني إجازة قال أنا يوسف ابن القاسم الميانجي. قال أنبأنا محمّد بن إسماعيل الجزريّ ببغداد قال ثنا أبو همّام الوليد بن شجاع قال ثنا يحيى بن حمزة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي هريرة فروة عن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن زر بن حبيش عن صفوان بن عسال عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «ما غدا رجل يلتمس علما إلا فرشت له الملائكة أجنحتها رضاء بما يصنع (٣)».

٤٤٥ ـ محمّد بن إسماعيل بن صالح ، المعروف بزنجي الكاتب (٤) :

حدّث عن عسل بن ذكوان الأخباري. روى عنه ابنه إسماعيل بن زنجي.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال نبأنا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل ابن زنجي الكاتب إملاء قال : حدّثني أبي قال نبأنا عسل بن ذكوان قال : قال الأصمعي : أحسن الدّنيا ثلاثة ، نهر الأبلة ، وغوطة دمشق ، و [منتزه (٥)] سمرقند. وقال : حشوش الدّنيا ثلاثة : عمان ، وأردبيل ، وهيت.

٤٤٦ ـ محمّد بن إسماعيل المعروف بخير النّسّاج ، يكنى أبا الحسن (٦) :

وكان من كبار الصّوفيّة ، ذكر لي أبو نعيم الحافظ أنه من أهل سامرا سكن بغداد. وقال : صحب سريا السّقطيّ ، وأبا حمزة.

__________________

(١) ٤٤٣ ـ انظر الخبر في : مسند الامام أحمد ٤ / ١٤١.

(٢) ٤٤٤ الجزري : هذه النسبة إلى الجزيرة وهي إلى عدة بلاد من ديار بكر ، واسم خاص لبلدة واحدة يقال لها جزيرة ابن عمر (الأنساب للسمعاني ٣ / ٢٤٨) وهذه الترجمة سقطت من الأصل.

(٣) انظر الحديث في : تاريخ أصبهان ٢ / ١٧٦ ، ٢٨٤.

(٤) ٤٤٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٣١ / ١٨٠.

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٦) ٤٤٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٣١ / ٣٤٥.

٤٦

وأخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا محمّد بن الحسين السلمي قال : قال فارس البغداديّ : كان اسم خير النساج ، محمّد بن إسماعيل السامري ، وكان أستاذ إبراهيم الخواص.

قال الشيخ أبو بكر : كذا قال : ولعله وكان أستاذه إبراهيم الخواص ، فالله أعلم.

وللصوفية عن خير حكايات عجيبة جدا نحن [نذكر (١)] بعضها مع البراءة من عهدتها.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال أخبرني الحسين بن جعفر بن عليّ قال أخبرني عبيد الله ابن إبراهيم الخرزي قال قال أبو الخير الديلمي كنت جالسا عند خير النساج فأتته امرأة وقالت أعطني المنديل الذي دفعته إليك. قال نعم. فدفعه إليها فقالت كم الأجرة؟ قال درهمان. قالت ما معي الساعة شيء ، وأنا قد ترددت إليك مرارا فلم أرك ، وأنا آتيك به غدا إن شاء الله. فقال لها خير : إن أتيتيني به ولم تريني فارمي به في الدجلة ، فإني إذا رجعت أخذته. فقالت المرأة : كيف تأخذ من الدجلة؟ فقال خير : هذا التفتيش فضول منك ، افعلي ما أمرتك. قالت إن شاء الله. فمرت المرأة.

قال أبو الخير فجئت من الغد وكان خير غائبا ، فإذا بالمرأة جاءت ومعها خرقة فيها درهمان فلم تر خيرا ، فقعدت ساعة ثم قامت ورمت بالخرقة في دجلة ، فإذا بسرطان تعلقت بالخرقة وغاصت ، وبعد ساعة جاء خير وفتح باب حانوته وجلس على الشط يتوضأ فإذا بسرطان خرجت من الماء تسعى نحوه والخرقة علي ظهرها ، فلما قربت من الشيخ أخذها ، فقلت له : رأيت كذا وكذا. فقال : أحب أن لا تبوح به في حياتي ، فأجبته إلى ذلك.

حدّثني عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني قال : سمعت عليّ بن عبد الله الهمداني بمكة يقول نبأنا عليّ بن محمّد الفرمي قال نبأنا أبو لحسين المالكيّ. قال : كنت أصحب خيرا النساج سنين كثيرة ورأيت له من كرامات الله تعالى ما يكثر ذكره ، غير أنه قال لي قبل وفاته بثمانية أيام : إني أموت يوم الخميس المغرب فأدفن يوم الجمعة قبل الصلاة ، وستنسى فلا تنسه. قال أبو لحسين : فأنسيته إلى يوم الجمعة فلقيني من خبرني بموته ، فخرجت لأحضر جنازته فوجدت الناس راجعين ، فسألتهم : لم رجعوا؟ فذكروا أنه يدفن بعد الصلاة. فبادرت ولم ألتفت إلى قولهم فوجدت الجنازة

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٤٧

قد أخرجت قبل الصلاة ، أو كما قال. فسألت من حضره عن حاله عند خروج روحه. فقال إنه لما حضر غشي عليه ثم فتح عينيه وأومأ إلى ناحية باب البيت وقال قف عافاك الله ، فإنما أنت عبد مأمور وأنا عبد مأمور ، وما أمرت به لا يفوتك ، وما أمرت به يفوتني ، فدعني أمضي لما أمرت به ، ثم امض لما أمرت به ، فدعا بماء فتوضأ للصلاة وصلى ، ثم تمدّد وغمض عينيه وتشهد. وأخبرني بعض أصحابنا أنه رآه في النوم فقال له : ما فعل الله بك؟ فقال : لا تسألني أنت عن هذا ، ولكن استرحنا من دنياكم الوضرة.

٤٤٧ ـ محمّد بن إسماعيل بن إسحاق بن بحر ، أبو عبد الله الفارسيّ (١) :

كان يتفقه على مذهب الشّافعيّ. وحدّث عن أبي زرعة الدمشقي ، وعبد الله بن محمّد بن أبي مريم المصري ، وعثمان بن خرزاذ الأنطاكيّ ، وبكر بن سهل الدمياطي ، وإسحاق بن إبراهيم الديري ، وجماعة من هذه الطبقة. روى عنه أبو الحسن الدّارقطنيّ فأكثر ، وأبو الحسين بن حمد الخلال. وحدّثنا عنه أبو عمر بن مهديّ وهو آخر من حدّث عنه. وكان ثقة ثبتا فاضلا.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ قال أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل الفارسيّ في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة قال نبأنا عبد الله بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم قال نبأنا محمّد بن يوسف الفريابي قال نبأنا سفيان عن أبيه عن إبراهيم التّيميّ عن عمرو بن ميمون عن خزيمة بن ثابت الأنصاريّ. قال جعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المسح على الخفين للمسافر ثلاثا ، وللمقيم يوما.

قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثّلّاج بخطه ، قال أبو عبد الله الفارسيّ : ولدت في سنة ثمان ـ أو تسع ـ وأربعين ومائتين.

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد بن جعفر. وأخبرنا السّمسار قال أنبأنا الصّفّار قال : نبأنا ابن قانع أن الفارسيّ مات في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. قال غير الصّفّار عن ابن قانع في شوال.

__________________

(١) ٤٤٧ ـ الفارسي : هذا الاسم لعدة من المدن الكبيرة وهي من الأقاليم المعروفة أصلها وارد مملكتها شيراز (الأنساب ٩ / ٢١٥).

٤٨

٤٤٨ ـ محمّد بن إسماعيل بن موسى بن هارون ، أبو الحسين الرّازيّ (١) المكتب:

سكن بغداد بقصر عيسى بن عليّ ، وحدّث عن أبي عمران موسى بن نصر المقانعي ، صاحب جرير بن عبد الحميد ، وعن أبي حاتم الرّازيّ ، ويحيى بن عبدك القزوينيّ ، وعمر بن تميم بن الطّبريّ ، ومحمّد بن أيّوب الرّازيّ ، وإبراهيم بن إسحاق الحربيّ. حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وعليّ بن أحمد الرّزّاز ، وأبو عليّ بن شاذان. وكان غير ثقة.

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن محمّد الرّزّاز من أصل كتابه قال أنبأنا أبو الحسين محمّد بن إسماعيل بن موسى الرّازيّ قال نبأنا أبو عمر عمرو بن تميم بن سيّار الطّبريّ قال نبأنا هوذة بن خليفة البكراوي عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن سرّكم أن تزكوا صلاتكم فقدّموا خياركم (٢)».

قال الشيخ أبو بكر : هذا حديث منكر بهذا الإسناد ، ورجاله كلهم ثقات ، والحمل فيه على الرّازيّ.

أخبرنا عليّ بن أحمد الرّزّاز قال أنبأنا محمّد بن إسماعيل الرّازيّ قال نبأنا أبو عبد الله محمّد بن أيّوب بن يحيى بن الضريس قال أنبأنا هوذة قال نبأنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عبّاس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من بلغه القرآن فكأنما شافهته (٣)». ثم قرأ : (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) [الأنعام ١٩].

وأخبرنا علي قال أنبأنا محمّد قال نبأنا محمّد بن أيّوب قال نبأنا هوذة بن خليفة قال نبأنا ابن جريج عن أبي صالح عن أبي هريرة قال رأيت معاذ بن جبل يديم النظر إلى عليّ بن أبي طالب ، فقلت : مالك تديم النظر إلى عليّ كأنك لم تره؟ فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «النظر إلى وجه عليّ عبادة (٤)».

__________________

(١) ٤٤٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٤١ / ١٥٩. وميزان الاعتدال ٣ / ٤٨٤. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطني ٥١.

(٢) انظر الحديث في : المستدرك ٣ / ٢٢٢. وسنن الدارقطني ١ / ٣٤٦. والكامل لابن عدى ٣ / ٩١٢. وكشف الخفا ٢ / ١٤٠. والجامع الكبير ٧٦٥١.

(٣) انظر الحديث في : الدر المنثور ٢ / ٧.

(٤) انظر الحديث في : المستدرك ٣ / ١٤١. والمعجم الكبير للطبراني ١٠ / ٩٣ ، ١٨ / ١١٠. وحلية الأولياء ٥ / ٥٨. وتنزيه الشريعة ١ / ٣٨٢. والموضوعات ١ / ٣٥٨ ، ٣٥٩ ، ٣٦٠ ، ٣٦١. واللآلئ المصنوعة ١ / ١٧٧.

٤٩

قال الشيخ أبو بكر : وهذان الحديثان بهذين الإسنادين باطلان. على أنا لا نعلم أن محمّد بن أيّوب روى عن هوذة بن خليفة شيئا قط ، ولا سمع منه ، لأن هوذة مات في سنة ست عشرة ومائتين ، وطلب محمّد بن أيّوب الحديث في سنة عشرين ومائتين.

أخبرنا عليّ بن أبي علي المعدّل وأحمد بن أبي جعفر القطيعي. قالا نبأنا الحسين ابن محمّد بن إسحاق السّوطي قال نبأنا أبو الحسين محمّد بن إسماعيل بن هارون الرّازيّ قال نبأنا أبو حاتم محمّد بن إدريس الرّازيّ قال نبأنا أبو نعيم قال نبأنا الأعمش عن حميد عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنما الأمل رحمة من الله لأمتي ، لو لا الأمل ما أرضعت أم ولدا ، ولا غرس غارس شجرا (١)».

وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال نبأنا الحسين بن محمّد السوطي قال نبأنا محمّد ابن إسماعيل الرّازيّ قال نبأنا أبو حاتم محمّد بن إدريس قال نبأنا أبو نعيم قال نبأنا الأعمش عن حميد عن أنس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من تظاهرت عليه النعم فليكثر الحمد لله ، ومن كثرت همومه فعليه بالاستغفار ، ومن ألح عليه الفقر فليكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله (٢)».

وبإسناده عن أنس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما نزعت الرحمة إلا من شقي».

قال الشيخ أبو بكر : وهذه الأحاديث الثلاثة بهذا الإسناد باطلة ، لا أعلم جاء بها إلا محمّد بن إسماعيل الرّازيّ.

حدّثني عليّ بن محمّد بن نصر قال سمعت حمزة السهمي يقول سمعت أبا محمّد ابن غلام الزّهريّ يقول محمّد : بن إسماعيل بن موسى الرّازيّ المكتب ضعيف.

أخبرنا الحسين بن محمّد بن الحسن المؤدّب قال أنبأنا أبو نصر محمّد بن أبي بكر الإسماعيلي قال سمعت محمّد بن إسماعيل المكتب ببغداد يقول ولدت في شهر رمضان لليلتين خلتا منه سنة سبع وستين ومائتين ، وأحضرني أبي مجلس أبي حاتم الحنظلي ، وأنا إذ ذاك ابن خمس سنين ، وكنت أنعس ، فقال لي والدي : انظر إلى الشيخ فإنك تحكيه غدا. فرأيته وسمعني أبي وكتب لي بخطه ، وسمعت منه بعد ذاك بسنين إلى سنة أربع وسبعين ومائتين. وفيها توفى أبو حاتم.

__________________

(١) انظر الحديث في : العلل المتناهية ٢ / ٣٣٠. وكشف الخفا ١ / ٢٤٨. والجامع الكبير ٧٧٢٨. ولسان الميزان ٥ / ٢٦٧.

(٢) انظر الحديث في : العلل المتناهية ٢ / ١٠٠. وكنز العمال ٤٣٣٦٨.

٥٠

قال الشيخ أبو بكر : وهذا القول غير صحيح ، كانت وفاة أبي حاتم الرّازيّ في سنة سبع وسبعين ومائتين ، وعاش محمّد بن إسماعيل إلى بعد سنة خمسين وثلاثمائة ، وكان يذكر أنه سمع من موسى بن نصر المقانعي صاحب جرير سنة ثلاث وسبعين ومائتين ، فذكرت ذلك لأبي القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطّبريّ الحافظ. فقال : موسى بن نصر شيخ قديم حدّث عنه كبار الرّازيّين ، وأنكر أن يكون محمّد ابن إسماعيل أدركه ، وكذّبه في روايته عنه.

٤٤٩ ـ محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن موسى ، أبو بكر القاضي :

سمع أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، والحسن بن الطّيّب الشّجاعي. حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وأبو نعيم الحافظ.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال نبأنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن محمّد القاضي قال نبأنا الحسن بن الطّيّب بن حمزة قال نبأنا محمّد بن يحيى الحجري القاضي قال نبأنا عبد الله بن الأجلح الكندي عن أبيه عن عكرمة عن ابن عبّاس قال : جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى العبّاس يعوده ، فدخل عليه والعبّاس على سرير له ، فأخذ بيده النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأقعده في مكانه ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «رفعك الله يا عم (١)».

قرأت في كتاب أبي بشر محمّد بن عمر الوكيل توفى أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن محمّد القاضي في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.

٤٥٠ ـ محمّد بن إسماعيل بن العبّاس بن محمّد بن عمر بن مهران بن فيروز ابن سعيد ، أبو بكر المستملي الورّاق (٢) :

سمع أباه ، والحسن بن الطّيّب الشّجاعي ، وعمر بن أبي غيلان الثقفي ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، وحامد بن محمّد بن شعيب البلخيّ ، ومحمّد بن يحيى بن الحسين العمى ، ومحمّد بن محمّد الباغندي ، وعبد الله بن محمّد البغويّ ، ومن بعدهم. روى عنه الدّارقطنيّ. وحدّثنا عنه أبو بكر البرقانيّ وأبو القاسم الأزهري ، والحسن بن محمّد الخلّال ، وأبو محمّد الجوهريّ ، وجماعة يطول ذكرهم.

حدّثني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل قال أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ

__________________

(١) ٤٤٩ ـ انظر الحديث في : الضعفاء للعقيلى ٤ / ١٤٨. والعلل المتناهية ١ / ٢٥٦. وكنز العمال ٣٧٣١٥ ، ٣٧٧٠٨. وتاريخ ابن عساكر ٤ / ٢٠٦ ، ٧ / ٢٣٩.

(٢) ٤٥٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٤١ / ٣٣٤.

٥١

الدّارقطنيّ قال حدّثني محمّد بن إسماعيل الورّاق قال نبأنا أبي قال أنبأنا حسن بن إسماعيل بن رشيد قال نبأنا أبي قال نبأنا مالك بن أنس عن سمّي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «السفر قطعة من العذاب» (١). الحديث.

حدّثني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا محمّد بن إسماعيل الوراق بإسناده مثله.

حدّثنا عليّ بن المحسن بن القاضي قال قال لنا محمّد بن إسماعيل الورّاق ولدت ببغداد سنة ثلاث وتسعين ومائتين.

حدّثني أبو الحسين أحمد بن عمر بن عليّ القاضي قال سمعت أبا بكر بن إسماعيل الورّاق يقول دققت على أبي محمّد بن صاعد بابه فقال : من ذا؟ فقلت : أنا أبو بكر بن أبي علي ، يحيى هاهنا؟ فسمعته يقول للجارية : هاتي النعل حتى أخرج إلى هذا لجاهل الذي يكنى نفسه وأباه ويسميني ، فأصفعه.

قال الشيخ أبو بكر ذكرت هذه الحكاية لبعض شيوخنا فقال : كان في ابن إسماعيل سلامة. والحكاية مشهورة عنه.

وحدّثني الأزهري قال كان ابن إسماعيل كثيرا ما يسأل عن حكاية ابن صاعد هذه فيقول للذي يسأله : اسكت الآن ، فإذا ألحوا عليه في السؤال حكاها لهم.

حدّثني أحمد بن عمر بن عليّ قال سمعت أبا حفص بن الزّيّات يقول حضرت عند أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، وحضر محمّد بن إسماعيل الورّاق مع أبيه ، فسمع نسخة يحيى بن معين ، ثم قام إسماعيل قائما وأخذ بيد ابنه وقال للجماعة : اشهدوا أن ابني قد سمع من هذا الشيخ نسخة يحيى بن معين. أو كما قال.

وحدّثني عليّ بن طلحة المقرئ عن ابن الزّيّات بهذه الحكاية إلا أنه قال : نسخة محمّد بن يوسف الغضيضي. سألت أبا بكر البرقانيّ عن ابن إسماعيل فقال : ثقة ثقة.

قال محمّد بن أبي الفوارس : أبو بكر بن إسماعيل متيقظ حسن المعرفة ، وكانت كتبه ضاعت واستحدث من كتب الناس ، فيه بعض التساهل.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٠ ، ٤ / ٧١ ، ٧ / ١٠٠. وصحيح مسلم ، كتاب الإمارة ١٧٩. وفتح الباري ٩ / ٥٥٥.

٥٢

حدّثني الأزهري قال كان ابن إسماعيل حافظا إلا أنه ليّن في الرواية ، قال : وذلك أن أبا القاسم ابن زوج الحرة كان عنده صحف كثيرة عن يحيى بن صاعد من مسنده وجموعه ، وكان ابن إسماعيل شيخا فقيرا يحضر دار أبي القاسم كثيرا ، فقال له إن هذه الكتب كلها سماعي من ابن صاعد ، فقرأها عليه أبو القاسم من غير أن يكون سماعه فيها ولا له أصول بها.

قال الشيخ أبو بكر وقد اشتريت قطعة من تلك الكتب فوجدت الأمر فيها على ما حكى لي الأزهري ، لأني لم أجد لابن إسماعيل سماعا فيها ، ولا رأيت علامات الإصلاح والمعارضة في شيء منها.

وقال لي الأزهري أيضا : كنت اشتريت وأنا صبي جزءا فيه حديث المائدة التي أنزلت علي بني إسرائيل فرآه معي ابن إسماعيل فقال : قد سمعت هذا الحديث ، ثم حدّثني به ، ولم يكن في الجزء سماعه ولا أحضر أصله.

حدّثني الحسن بن أبي طالب وعبيد الله بن أبي الفتح. قالا : مات أبو بكر بن إسماعيل في شهر ربيع الآخر ، سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. قال الحسن : ودفن بباب حرب.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي قال سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. فيها توفى أبو بكر بن إسماعيل الورّاق يوم الأحد لاثنتي عشرة بقين من شهر ربيع الآخر ، وكان يفهم. حدّث قديما ، وكان أمره مستقيما ، وكانت كتبه ضاعت.

٤٥١ ـ محمّد بن إسماعيل بن أحمد بن سهل ، أبو المرجّى الأزديّ الدّقّاق :

روى عن الحسين بن محمّد بن سعيد البزّاز ، عن يوسف بن موسى المروروذي كتاب الزهد لعبد الله بن حبيق الأنطاكيّ. سمعه منه وكتبه عنه عليّ بن الحسين بن سكينة الأنماطيّ.

٤٥٢ ـ محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل بن طور بن تالون بن حريب ، أبو الحسن البلخيّ الزّاهد من بني كلاب :

قدم علينا حاجا في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة ، وحدّث ببغداد عن محمّد بن أحمد بن أبي صالح البغداديّ نزيل بلخ ، كتبنا عنه وكان لا بأس به.

٥٣

٤٥٣ ـ (١) محمّد بن إسماعيل بن عمر بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن خالد ابن إسحاق بن [خالد (٢)] بن عبد الملك بن جرير بن عبد الله البجلي (٣) ، يكنى أبا الحسن ، ويعرف بابن سبنك :

من أهل باب الأزج. كان أحد الشهود المعدّلين ، وحدّث عن جده عمر بن محمّد ، وعن الحسين بن محمّد بن عبيد العسكريّ ، وأبي سعيد الحربيّ ، وأبي بكر ابن شاذان ، وأبي حفص بن شاهين ، وعليّ بن عمر الحربيّ ، وأبي الحسن الدّارقطنيّ ، وأبي القاسم بن حبابة ، ونحوهم.

كتبت عنه وكان صدوقا. سألته عن مولده فقال في سنة خمس وستين وثلاثمائة.

ومات في ليلة الخميس ودفن يوم الخميس الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وأربعين وأربعمائة.

* * *

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه إدريس

٤٥٤ ـ محمّد بن إدريس بن العبّاس ، أبو عبد الله الشّافعيّ (٤) :

الإمام زين الفقهاء ، وتاج العلماء ، ولد بغزة من بلاد الشام ، وقيل باليمن ، ونشأ بمكة وكتب العلم بها وبمدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقدم بغداد مرتين ، وحدّث بها وخرج إلى مصر فنزلها إلى حين وفاته.

__________________

(١) ٤٥٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٣٣٨.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) تحرف في الأصول والمطبوعة إلى (البلخي ـ انظر الإكمال ٤ / ٤٦١ والتبصير ص ٦٧٤.

(٤) ٤٥٤ ـ انظر : علل أحمد ، انظر الفهرست ، وتاريخ البخاري الكبير : ١ / ٧٣ ، وتاريخه الصغير : ٢ / ٣٠٢ ، والكنى لمسلم الورقة ٦٤ ، وسؤالات الآجرى لأبى داود ٣ / ١٩٠ ، و ٥ / الورقة ١٣ ، ١٤ والمعرفة ليعقوب : ١ / ٢١٣ ، ٣ / ١٣٨ ، وتاريخ واسط : ٩٠ ، ١٠٠ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١١٣٠ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ٣٠ ، وحلية الأولياء : ٩ / ٦٣ ـ ١٦١ ، والسابق واللاحق : ٥٣ ، وأنساب السمعاني : ٧ / ٢٥١ ، والمنتظم لابن الجوزي ، انظر الفهرست ، ومعجم الأدباء : ٦ / ٣٦٧ ، والكامل في التاريخ : ٦ / ٣٥٩ ، وتهذيب النووي : ١ / ٤٥ ، وابن خلكان : ٤ / ١٦٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٥ : وتذكرة الحفاظ ١ / ٣٦١ ، ورجال ابن ماجة ، الورقة ١٥ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٤٧٧٧ ، والعبر ، انظر الفهرست والمغني : ٢ / الترجمة ٥٢٧١ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ١٨١ ، وتاريخ الإسلام الورقة ٥٠ (أيا صوفيا ٣٠٠٧) ، والديباج : ١ / ١٥٦ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣١٤ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٢٥ ـ ٣١ ، والتقريب : ٢ / ١٤٣ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٠٤٠. وشذرات الذهب ٢ / ٩. وتهذيب الكمال ٥٠٤٩ (٢٤ / ٣٥٥). والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٣٤.

٥٤

وكان سمع من مالك بن أنس ، وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة ، وداود بن عبد الرّحمن ، وعبد العزيز بن محمّد الدراوردي ، ومسلم بن خالد الزنجي ، وإبراهيم ابن أبي يحيى ، وعبد الرّحمن بن أبي بكر المليكي وعبد الله بن المؤمل المخزوميّ ، وإبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة ، وعمه محمّد بن عليّ بن شافع ، وعبد الله بن الحارث المخزوميّ ، ومحمّد بن إسماعيل بن أبي فديك وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد ، ومحمّد بن عثمان بن صفوان الجمحي ، وسعيد بن سالم القداح ، ويحيى ابن سليم الطائفي ، وحاتم بن إسماعيل ، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ، وإسماعيل بن جعفر ، ومطرّف بن مازن ، وهشام بن يوسف ، ويحيى بن حسّان التنيسي (١) ، ومحمّد بن الحسن الشّيباني ، وعبد الوهّاب بن عبد المجيد الثقفي ، وإسماعيل بن عليّة ، وغير هؤلاء. حدّث عنه سليمان بن داود الهاشميّ ، وأحمد بن حنبل ، وأبو ثور إبراهيم بن خالد ، والحسين بن عليّ الكرابيسيّ ، والحسن بن محمّد ابن الصباح الزعفراني ، وأبو يحيى محمّد بن سعيد العطّار ، وغيرهم. وكتاب الشّافعيّ الذي يسمي القديم هو الذي عند البغداديّين خاصة عنه.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ قال أنبأنا الحسين بن يحيى بن عياش القطّان قال نبأنا الحسن بن محمّد بن الصباح قال نبأنا محمّد بن إدريس الشّافعيّ قال : أنبأنا مالك ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر ، فلما نزعه جاءوه فقالوا : يا رسول الله ، إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة. فقال : «اقتلوه (٢)».

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور قال : نبأنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم قال أنبأنا الرّبيع بن سليمان بن كامل المرادي المؤذن المصري صاحب الشّافعيّ. قال الشّافعيّ محمّد بن إدريس بن العبّاس بن عثمان بن شافع بن السّائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي ابن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣).

__________________

(١) في المطبوعة : (يحيى بن أبي حسان).

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ٢١ ، ٤ / ٨٢ ، ١٥٦. وصحيح مسلم ، كتاب الحج ٤٥٠. وفتح الباري ٤ / ٥٩ ، ١٢ / ٩٩.

(٣) انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٥٨ ، ٣٥٩.

٥٥

أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن عليّ بن أيّوب العكبري فيما أجاز لنا قال أنبأنا عليّ بن أحمد بن أبي غسّان البصري بها قال نبأنا أبو يحيى زكريّا بن يحيى السّاجي. وأخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشي قراءة قال أنبأنا عيّاش بن الحسن البندار قال نبأنا محمّد بن الحسين الزّعفراني قال أخبرني زكريّا بن يحيى الساجي قال سمعت الجهمي أحمد بن محمّد بن حميد النّسابة يقول : محمّد بن إدريس بن العبّاس بن عثمان بن شافع بن السّائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف. وقد ولده هاشم بن عبد مناف ثلاث مرار ، أمّ السّائب الشّفاء بنت الأرقم ابن هاشم بن عبد مناف. أسر السّائب يوم بدر كافرا وكان يشبّه بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأمّ الشّفاء بنت الأرقم خلدة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وأم عبيد بن عبد يزيد العجلة بنت عجلان بن البيّاع بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، وأم عبد يزيد الشفا بنت هاشم بن عبد مناف بن قصي ، كان يقال لعبد يزيد محض لا قني فيه ، وأم هاشم بن المطلب خديجة بنت سعيد بن سعد بن سهم ، وأم هاشم والمطلب وعبد شمس بني عبد مناف عاتكة بنت مرّة السّلمية ، وأم شافع أم ولد (١).

سمعت القاضي أبا الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبريّ يقول : شافع بن السّائب الذي ينسب الشّافعيّ إليه ، قد لقي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو مترعرع ، وأسلم أبوه السائب يوم بدر ، فإنه كان صاحب راية بني هاشم فأسر وفدا نفسه ثم أسلم ، فقيل له : لم لم تسلم قبل أن تفتدى؟ فقال : ما كنت أحرم المؤمنين طمعا لهم فيّ. قال القاضي وقال بعض أهل العلم بالنسب وقد وصف الشّافعيّ أنه شقيق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في نسبه ، وشريكه في حسبه ، لم تنل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طهارة في مولده ، وفضيلة في آبائه ، إلا وهو قسيمه فيها ، إلى أن افترقا من عبد مناف ، فزوّج المطلب ابنه هاشما الشّفا بنت هاشم ابن عبد مناف ، فولدت له عبد يزيد جد الشّافعيّ ، وكان يقال لعبد يزيد المحض لا قذى فيه. فقد ولي الشّافعيّ الهاشمان هاشم بن المطلب وهاشم بن عبد مناف. والشافعي ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وابن عمته ، لأن المطلب عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والشّفا بنت هاشم بن عبد مناف أخت عبد المطلب عمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وأما أمّ الشّافعيّ فهي أزديّة ، وقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الأزد جرثومة العرب (٢)».

__________________

(١) انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٥٩ ، ٣٦٠.

(٢) انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٠.

٥٦

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ الواسطيّ قال أنبأنا محمّد بن جعفر التّميميّ بالكوفة قال نا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن حامد بن إدريس البلخيّ قال سمعت نصر بن المكي يقول سمعت ابن عبد الحكم يقول لما أن حملت أمّ الشّافعيّ به رأت كأن المشترى خرج من فرجها حتى انقضّ بمصر ، ثم وقع في كل بلد منه شظيّة ، فتأول أصحاب الرؤيا أنه يخرج منها عالم يخصّ علمه أهل مصر ، ثم يتفرق في سائر البلدان (١).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال نبأنا أبو عليّ الحسن بن محمّد بن محمّد بن شيظم القاضي (٢) قدم للحج ـ قال أنبأنا نصر بن مكي ببلخ قال نبأنا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم قال قال لي محمّد بن إدريس الشّافعيّ : ولدت بغزة سنة خمسين ـ يعني ومائة ـ وحملت إلى مكة وأنا ابن سنتين (٣).

قال وأخبرني غيره عن الشّافعيّ قال : لم يكن لي مال ، فكنت أطلب العلم في الحداثة ، أذهب إلى الديوان أستوهب الظهور أكتب فيها (٤).

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعي قال أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازيّ قال نبأنا أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرّحمن ابن وهب الوهبي ابن أخي عبد الله بن وهب قال سمعت محمّد بن إدريس يقول ولدت باليمن ، فخافت أمي عليّ الضّيعة ، وقالت : الحق بأهلك فتكون مثلهم ، فإني أخاف أن تغلب على نسبك ، فجهزتني إلى مكة فقدمتها وأنا يومئذ ابن عشر أو شبيه بذلك ، فصرت إلى نسيب لي ، وجعلت أطلب العلم فيقول لي : لا تشتغل بهذا ، وأقبل على ما ينفعك. فجعلت لذتي في هذا العلم وطلبه حتى رزقني الله منه ما رزق (٥).

أخبرنا عليّ بن أبي علىّ المعدّل قال أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال نبأنا أبي قال سمعت عمرو بن سوّاد يقول : قال لي الشّافعيّ ولدت بعسقلان ، فلما أتى عليّ سنتان حملتني أمي إلى مكة ، وكانت نهمتي في شيئين ، في الرّمي وطلب العلم ، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرة ، وسكت عن العلم. فقلت له : أنت والله في العلم أكثر منك في الرمي (٦).

__________________

(١) انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٠ ، ٣٦١.

(٢) في المطبوعة : (الفامي) محرف.

(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦١.

(٤) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٠.

(٥) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٢.

(٦) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦١ ، ٣٦٢.

٥٧

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن عليّ بن الحسن بن بندار الأستراباذي ببيت المقدس قال أنبأنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الطيني بأستراباذ قال : نبأنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد قال نبأنا الرّبيع قال سمعت الشّافعيّ يقول كنت ألزم الرّمي حتى كان الطبيب يقول لي أخاف أن يصيبك السّل من كثرة وقوفك في الحر. قال : وقال لي الشّافعيّ : كنت أصيب من عشرة تسعة. أو نحوا مما قال.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن شاذي الهمداني قال نبأنا أبو نصر منصور بن عبد الله الهرويّ الصّوفي بهمذان قال : سمعت أبا الحسن المغازلي يقول سمعت المزنيّ يقول سمعت الشّافعي يقول رأيت عليّ بن أبي طالب في النّوم ، فسلم عليّ وصافحني ، وخلع خاتمه وجعله في إصبعي ، وكان لي عم ففسّرها لي فقال لي أما مصافحتك لعليّ فأمن من العذاب ، وأما خلع خاتمه فجعله في إصبعك فسيبلغ اسمك ما بلغ اسم عليّ في الشرق والغرب (١).

حدّثني أبو القاسم الأزهريّ قال أنبأني الحسن بن الحسين أبو عليّ الفقيه الهمداني قال حدّثني أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود الرقي قال سمعت الرّبيع بن سليمان يقول : والله فشا ذكر الشّافعيّ في الناس بالعلم كما فشا ذكر عليّ بن أبي طالب (٢).

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال نبأنا يونس بن حبيب قال نبأنا أبو داود قال نبأنا جعفر بن سليمان بن النّضر بن سعيد (٣) الكندي ـ أو العبدي ـ عن الجارود ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تسبّوا قريشا فإن عالمها يملأ الأرض علما ، اللهم إنّك أذقت أوّلها عذابا ، أو وبالا ، فأذق آخرها نوالا (٤)».

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن عليّ الأستراباذي قال نبأنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ بنيسابور قال نبأنا محمّد بن إبراهيم المؤذّن قال نبأنا عبد الملك بن محمّد ـ هو أبو نعيم ، قال نبأنا محمّد بن عوف قال نبأنا الحكم بن نافع قال نبأنا ابن عيّاش عن عبد العزيز بن عبيد الله ، عن وهب بن كيسان ، عن أبي هريرة ، عن رسول

__________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٢.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٢ ، ٣٦٣.

(٣) في تهذيب الكمال وحلية الأولياء : النضر بن معبد

(٤) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٣. وحلية الأولياء ٩ / ٦٥. وميزان الاعتدال ٤ / ت. ٩٠٦٠.

٥٨

الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «اللهم اهد قريشا فإن عالمها يملأ طباق الأرض علما ، اللهم كما أذقتهم عذابا فأذقهم نوالا» دعا بها ثلاث مرات (١).

قال عبد الملك بن محمّد في قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فإن عالمها يملأ الأرض علما ، ويملأ طباق الأرض» علامة بينة للمميّز أن المراد بذلك ، رجل من علماء هذا الأمة من قريش قد ظهر علمه وانتشر في البلاد ، وكتبوا تآليفه كما تكتب المصاحف ، واستظهروا وأقواله ، وهذه صفة لا نعلمها قد أحاطت إلا بالشافعي ، إذ كان كل واحد من قريش من علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم وإن كان علمه قد ظهر وانتشر ، فإنه لم يبلغ مبلغا يقع تأويل هذه الرواية عليه ، إذ كان لكل واحد منهم نتف وقطع من العلم ومسيئلات (٢) ، وليس في كل بلد من بلاد المسلمين مدرس ومفت ومصنف يصنّف على مذهب قرشي إلا على مذهبه ، فعلم أنه يعنيه (٣) لا غيره. وهو الذي شرح الأصول والفروع ، وازدادت علي مرّ الأيام حسنا وبيانا (٤).

أخبرنا القاضي أبو الطّيّب الطّبريّ قال نبأنا عليّ بن إبراهيم بن أحمد البيضاوي قال أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود الرقي قال سمعت الرّبيع بن سليمان يقول ناظر الشّافعيّ محمّد بن الحسن بالرقة ، فقطعه الشّافعيّ ، فبلغ ذلك هارون الرشيد ، فقال هارون أما علم محمّد بن الحسن إذا ناظر رجلا من قريش أنه يقطعه سائلا أو مجيبا؟ والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «قدّموا قريشا ولا تقدموها ، وتعلّموا منها ولا تعلّموها ، فإن علم العالم منهم يسع طباق الأرض (٥)».

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال نا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي قال نا عثمان بن صالح قال نا ابن وهب قال أخبرني سعيد بن أبي أيّوب ، عن شراحيل بن يزيد ، عن أبي علقمة ، عن أبي هريرة قال : لا أعلمه إلا في النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : «إن الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدّد لها دينها (٦)».

__________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٣ ، ٣٦٤.

(٢) في المطبوعة : (ومسألات)

(٣) في المطبوعة : (بعينه)

(٤) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٤.

(٥) ـ انظر الحديث في : السنة لابن أبى عاصم ٢ / ٦٣٧. ومجمع الزوائد ١٠ / ٢٥. وإرواء الغليل ٢ / ٢٩٥. والدرر المنتثرة ١٢٢. وكشف الخفا ٢ / ١٤٠.

(٦) ـ انظر الحديث في : سنن أبى داود ٤٢٩١.

٥٩

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي قال : نا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر الدمشقي قال نا أبو محمّد بن الورد قال نا أبو سعيد الفريابي قال : قال أحمد بن حنبل : إن الله تعالى يقيّض للناس في كل رأس مائة سنة من يعلّمهم السّنن ، وينفي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الكذب. فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز ، وفي رأس المائتين الشّافعيّ رضي‌الله‌عنهما (١).

أخبرنا أحمد بن على بن أيّوب القاضي إجازة قال نا عليّ بن أحمد بن أبي غسّان البصريّ قال : نا زكريّا بن يحيى الساجي.

وأخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ قراءة قال نا عيّاش بن الحسن قال : نا محمّد ابن الحسين الزعفراني قال أخبرني زكريّا الساجي قال حدّثني الفضل بن زياد ، عن أحمد بن حنبل قال : هذا الذي ترون كله أو عامته من الشّافعيّ ، وما بتّ منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو الله للشافعي وأستغفر له (٢).

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصّيرفيّ بنيسابور قال نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم قال نا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم المصرىّ قال نا الشّافعيّ محمّد بن إدريس قال نا إسماعيل بن قسطنطين قال قرأت على شبل وأخبر شبل أنه قرأ على عبد الله بن كثير ، وأخبر عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد ، وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عبّاس ، وأخبر ابن عبّاس أنه قرأ على أبيّ ، وقال ابن عبّاس وقرأ أبيّ على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال الشّافعيّ وقرأت على إسماعيل بن قسطنطين وكان يقول : القرآن اسم وليس بمهموز ، ولم يؤخذ من «قرأت» ، ولو أخذ من «قرأت» لكان كل ما قرئ قرآنا ، ولكنه اسم للقرآن ، مثل : التوراة والإنجيل ، يهمز قرأت ، ولا يهمز القرآن ، إذا قرأت «القرآن» بهمز «قرأت» ولا يهمز «القرآن (٣)».

أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن عبد الله الطّبريّ قال نا أحمد بن عبد الله بن الخضر المعدّل قال نا عليّ بن محمّد بن سعيد قال نا أحمد بن إبراهيم الطّائي الأقطع قال نا إسماعيل بن يحيى قال سمعت الشّافعيّ يقول : حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين ، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين (٤).

__________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٥.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٥.

(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٦ ، ٣٦٧.

(٤) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٥ ، ٣٦٦.

٦٠