تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٨

عبد الله بن مسعود : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها). قال : هو بلعم ابن أوبر. مات ابن الرّازيّ في يوم السبت السادس من جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وأربعمائة.

وقرأت بخط أبي طاهر بن الأشناني : سألت ابن الرّازيّ ، عن مولده فقال : ولدت في جمادى من سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.

* * *

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه الصّبّاح

٩٦٤ ـ محمّد بن الصّبّاح ، أبو جعفر البزّاز ، مولى مزينة ، ويعرف بالدّولابيّ (١):

سمع إبراهيم بن سعد ، وإسماعيل بن زكريا الخلقاني ، وإسماعيل بن جعفر ، وشريك بن عبد الله وعبد الرّحمن بن أبي الزّناد ، وهشيم بن بشير ، وأبا قطن عمرو ابن الهيثم. روى عنه : أحمد بن حنبل ، وابنه عبد الله بن أحمد ، وإبراهيم الحربي ، وأحمد بن عليّ الخزّاز ، وعيسى بن عبد الله الطيالسي ، ومحمّد بن بشر بن مطر ، وأحمد بن يحيى الحلوانيّ ، وكان أصله من هراة ، ومسكنه ببغداد إلى حين وفاته.

نقلت من أصل أبي الحسن بن رزقويه قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : كان أبي لا يرى بالكتاب عن هؤلاء الشيوخ بأسا وقد حدّثنا عن بعضهم ، منهم محمّد بن الصّبّاح.

حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد اللّخميّ ـ بالأنبار ـ أخبرنا الحسين بن ميمون ابن محمّد البزّاز ـ بمصر ـ أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن شعبان بن زكير ، حدّثنا

__________________

(١) ٩٦٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٩٢ في المطبوعة. انظر : تهذيب الكمال ٥٢٩٨ (٢٥ / ٣٨٨). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٤٢ ، وعلل أحمد : ١ / ٢٤١ ، ٢٥١ ، و ٢ / ٧٩ ، ٩١ ، وتاريخ البخاري الكبير : ١ / الترجمة ٣٤٧ ، وتاريخه الصغير : ٢ / ٣٥٦ ، والكنى لمسلم ، الورقة ١٨ ، وثقات العجلي ، الورقة ٤٧ ، وتاريخ واسط : ٨٢ ، ٨٤ ، والكنى للدولابي : ١ / ١٣٤ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٥٦٩ ، وثقات ابن حبان ، ٩ / ٧٨ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٥٦ ، ورجال البخاري للباجي : ٢ / ٦٤٩ ، وتسمية شيوخ أبي داود ، الورقة ٩١ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٤٤٠ ، وسير أعلام النبلاء : ١٠ / ٦٧٠ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٤٩٨٤ ، والعبر : ١ / ٣٩٩ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢١٤ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢١٩ (أيا صوفيا ٣٠٠٧) ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧٦٩٥ ، ورجال ابن ماجة ، الورقة ١٦ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٣٢ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٢٢٩ ـ ٢٣١ ، والتقريب : ٢ / ١٧١ ، وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٦٣١٣ ، وشذرات الذهب ٢ / ٦٢. والمنتظم ١١ / ١٢٧.

٤٤١

محمّد بن سعيد التستري ، حدّثنا أبو محمّد القاسم بن نصر المخرميّ قال : سألت أحمد بن حنبل ، عن محمّد بن الصّبّاح الدّولابيّ ، فقال شيخنا : يحدّث عن ابن أبي الزّنّاد وإبراهيم بن سعد ، ثقة.

أنبأنا أحمد بن محمّد الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرميّ ، حدّثنا عليّ بن الحسين بن حبّان قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده قال : قال أبو زكريا ـ يعني يحيى بن معين ـ محمّد بن الصّبّاح ثقة مأمون.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجليّ ، حدّثني أبي قال : محمّد بن الصّبّاح يسكن بغداد ثقة.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي قال : محمّد بن الصّبّاح الدّولابيّ كان ثقة صاحب حديث.

أخبرني أبو القاسم الأزهريّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : كان محمّد بن الصّبّاح الدّولابيّ ثقة عالما بهشيم.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا جعفر الخالدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال : سنة سبع وعشرين ومائتين فيها مات محمّد بن الصّبّاح الدّولابيّ ببغداد.

أخبرنا الأزهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، أخبرنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : محمّد بن الصّبّاح البزّاز ـ وهو الدّولابيّ ـ كان ينزل باب الكرخ ، ومات في آخر المحرم سنة سبع وعشرين ومائتين.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن عمر بن غالب ، أخبرنا موسى ابن هارون قال : مات محمّد بن الصّبّاح الدّولابيّ ببغداد يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة من المحرم سنة سبع وعشرين وقد جاز السبعين.

٤٤٢

٩٦٥ ـ محمّد بن الصّبّاح بن سفيان بن أبي سفيان ، أبو جعفر ، المعروف بالجرجرائي ، مولى عمر بن عبد العزيز (١) :

كان ينزل المخرم. وحدّث عن : عاصم بن سويد ، وعبد العزيز بن محمّد الدراوردي ، وسفيان بن عيينة ، وزكريا بن منظور ، وجرير بن عبد الحميد ، وهشيم ، وسيف بن محمّد. روى عنه : محمّد بن أحمد بن البراء ، وأحمد بن عليّ الأبّار ، وموسى بن هارون ، ومحمّد بن صالح بن ذريح العكبريّ ، وابن ابنه جعفر بن أحمد ابن محمّد بن الصّبّاح ، وغيرهم.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن البراء ، حدّثنا محمّد بن الصّبّاح الجرجرائي ، أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عمرو بن أوس ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن المقسطين عند الله يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرّحمن تعالى ـ وكلتا يديه يمين ـ الذين يعدلون في حكمهم وما ولوا» (٢).

أخبرني الأزهريّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : ذكر ليحيى بن معين ، ابن الصّبّاح ـ يعني الجرجرائي ـ فقال يحيى : حدّث بحديث منكر : عن عليّ بن ثابت ، عن إسرائيل ، عن ابن أبي ليلى ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صنفان ليس في الإسلام لهما نصيب ؛ المرجئة والقدرية» (٣).

__________________

(١) ٩٦٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٩٣ في المطبوعة. انظر : تهذيب الكمال ٥٢٩٧ (٢٥ / ٣٨٤). تاريخ الدوري : ٢ / ٥٢٢ ، وابن محرز ، الترجمة ٢٩١ ، وتاريخ البخاري الكبير : ١ / الترجمة ٣٤٨ ، وتاريخه الصغير : ٢ / ٣٧٣ ، والكنى لمسلم ، الورقة ١٨ ، والمعرفة ليعقوب : ٣ / ٣٨٢ ، وتاريخ واسط : ٢٠ ، ٣٦ ، ٥٠ ، ١٢٩ ، ١٥٣ ، ١٨٣ ، والكنى للدولابي : ١ / ١٣٤ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٥٧٠ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ١٠٣ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٨٤٤ ، وسير أعلام النبلاء : ١٠ / ٦٧٢ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٤٩٨٣ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٥٦٣٢ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢١٤ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٦٩ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) ، ورجال ابن ماجة ، الورقة ١٧ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٣٢ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٣٦٠ ، والتقريب : ٢ / ١٧١ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٣١٢. والمنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٢٨١.

(٢) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الإمارة باب ١٨. وسنن النسائي ٨ / ٢٢١. ومسند أحمد ٢ / ١٥٩. والمستدرك ٤ / ٨٨. ومشكاة المصابيح ٦٣٩٠. والترغيب والترهيب ٣ / ٦٠.

(٣) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢١٤٩. وسنن ابن ماجة ٦٢ ، ٧٣. والسنة لابن أبي عاصم ١ / ١٥٣ ، ٢ / ٤٦١ ، ٤٦٢. والعلل المتناهية ١ / ١٥٢ ، ١٥٤.

٤٤٣

وهذا حديث منكر من هذا الوجه جدّا كالموضوع. وإنما يرويه عليّ بن نزار شيخ ضعيف واهي الحديث عن ابن عبّاس ولم يذكر يحيى بن معين ، محمّد بن الصّبّاح هذا بسوء.

قلت : روى هذا الحديث عليّ بن نزار عن عكرمة عن ابن عبّاس. وجابر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. كذلك.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي ، أخبرنا محمّد بن الفرج ، حدّثنا يونس بن محمّد ، حدّثنا عبد الله بن محمّد اللّيثي ، حدّثنا ابن نزار ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، وعن جابر قالا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب ؛ أهل الإرجاء وأهل القدر» (١).

قرأت على أبي بكر البرقانيّ ، عن محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ابن مسعدة ، أخبرنا جعفر بن درستويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال : سألت يحيى بن معين ، عن محمّد بن الصّبّاح الجرجرائي فقال : ليس به بأس من أهل المخرم ولكن انتقل. قلت : عنده عن الوليد بن مسلم كتاب صالح ، وعن ابن عيينة حديث كثير؟ فقال : ليس به بأس.

أخبرنا عليّ بن محمّد الدّقّاق قال : قرأنا على الحسين بن هارون ، عن ابن سعيد قال : محمّد بن الصّبّاح الجرجرائي ، سمعت محمّد بن عبد الله بن سليمان يقول : كان ثقة.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله بن محمّد البغويّ : مات محمّد بن الصّبّاح الجرجرائي بجرجرايا سنة أربعين ـ يعني ومائتين ـ.

٩٦٦ ـ محمّد بن الصّبّاح ، أبو يعقوب الصّوفيّ (٢) :

أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري ، أخبرنا محمّد بن الحسين السّلميّ قال : محمّد ابن الصّبّاح أبو يعقوب بغدادي كان من جلساء سرى السّقطيّ ، وكان قريب السن منه. وهو من الطبقة الأولى جالسهم الجنيد وصحبهم.

* * *

__________________

(١) انظر التخريج السابق.

(٢) ٩٦٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٩٤ في المطبوعة.

٤٤٤

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه صبيح

٩٦٧ ـ محمّد بن صبيح ، أبو العبّاس المذكر مولى بني عجل ، ويعرف بابن السّمّاك (١) :

سمع هشام بن عروة ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وسليمان بن الأعمش ، وعائذ بن نسير ، ويزيد بن أبي زياد ، والسّري بن يحيى ، والعوّام بن حوشب ، وسفيان الثّوري. روى عنه : الحسين بن عليّ الجعفيّ ، وعمر بن حفص بن غياث ، ويحيى بن يحيى النّيسابوري ، وعبد الله بن صالح العجليّ ، والعلاء بن عمرو الحنفي ، ويحيى بن أيوب المقابري ، وأحمد بن حنبل. وهو كوفي ، قدم بغداد زمن هارون الرشيد ، فمكث بها مدة ، ثم رجع إلى الكوفة فمات بها.

أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمر المقرئ ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين الآجري ـ بمكة ، في المسجد الحرام ـ حدّثنا أحمد بن يحيى الحلوانيّ ، حدّثنا يحيى بن أيّوب العابد ، حدّثنا محمّد بن صبيح بن السّمّاك ، عن عائذ بن نسير ، عن عطاء ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من مات في هذا الوجه من حاج أو معتمر ، لم يعرض ولم يحاسب ، وقيل له ادخل الجنة» (٢). وقالت عائشة : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله يباهى بالطائفين» (٣).

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ. قال : محمّد بن السّمّاك القاص كوفي سمع عائذ بن نسير عن محمّد ابن عبد الله ، عن عطاء ، عن عائشة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ويقال : محمّد بن صبيح بن السّمّاك أبو العبّاس قدم بغداد.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، وأخبرنا أبو طالب محمّد بن الحسين بن أحمد بن بكير ، أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعيّ قالا : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، حدّثنا محمّد بن السّمّاك ـ زاد الشّافعيّ ـ أبو العبّاس ـ ثم اتفقا ـ عن يزيد بن أبي زياد ، عن

__________________

(١) ٩٦٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٩٥ في المطبوعة. انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ٨٦.

(٢) انظر الحديث في : سنن الدارقطني ٢ / ٢٩٨. واللآلئ المصنوعة ٢ / ٧١. وكشف الخفا ٢ / ٢٩٨. والفوائد المجموعة ١١٠. وتنزيه الشريعة ٢ / ١٧٢.

(٣) انظر الحديث في : حلية الأولياء ٨ / ٢١٦. والمطالب العالية ١١٤٠. ومجمع الزوائد ٣ / ٢٠٨. والترغيب والترهيب ٢ / ١٧٨. والدر المنثور ١ / ٢١٢.

٤٤٥

المسيّب بن رافع ، عن عبد الله بن مسعود قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تشتروا السمك في الماء فإنه غرر» (١).

قال القطيعي : قال أبو عبد الرّحمن : قال أبي : وحدّثنا به هشيم عن يزيد فلم يرفعه.

قلت : كذلك رواه زائدة ، عن قدامة ، عن يزيد بن أبي زياد موقوفا علي ابن مسعود وهو الصحيح.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم. وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن الحسن قالا : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي قال : سمعت محمّد بن السّمّاك يقول : كتبت إلى صديق لي : إن الرجاء حبل في قلبك قيد في رجلك ، فأخرج الرجاء من قلبك ، تحل القيد من رجلك.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهانيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق ، حدّثنا محمّد بن بشير الكندي العابد قال : سمعت ابن السّمّاك العابد يقول : الذباب على العذرة ؛ أحسن من القارئ على أبواب الملوك.

أخبرنا عبد العزيز بن عليّ الورّاق ، حدّثنا محمّد بن أحمد المفيد قال : حدّثنا الحسن بن إسماعيل الربعيّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم الفهري ، عن ابن السّمّاك : أنه كان يعاتب نفسه يقول فيما يعاتبها به : تقولين قول الزّاهدين ، وتعملين عمل المنافقين؟ والجنة تطمعين تدخلين؟ هيهات للجنة قوما آخرين.

كذا رواه لنا عبد العزيز والصواب : هيهات إن للجنة قوما آخرين ، ولهم أعمال غير ما تعملين.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد النّيسابوري ، أخبرنا زاهر بن أحمد السّرخسيّ ، حدّثنا محمّد بن معاذ الماليني ، حدّثنا الفرياناني ـ يعني أحمد بن عبد الله ـ حدّثنا أحمد بن حميد قال : قال محمّد بن السّمّاك : كم من شيء إذا لم ينفع لم يضر ، ولكن العلم إذا لم ينفع ضر.

__________________

(١) انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ٥ / ٣٤٠. والمعجم الكبير للطبراني ١٠ / ٢٥٨. وحلية الأولياء ٨ / ٢١٤.

٤٤٦

أخبرنا محمّد بن الحسين بن محمّد المتوثي ، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد المصري ـ فيما أجاز لنا ـ حدّثنا أحمد بن محمّد الكوفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن الخوارزميّ ، حدّثنا أحمد بن حمّاد قال : كان ابن السّمّاك يقول : يا ابن آدم إنما تغدو في كسب الأرباح فاجعل نفسك فيما تكسبها ، فإنك لن تكسب مثلها. ثم يقول :

أراك تحب أن تدعى حكيما

وأنت لكل ما تهوى ركوب

وتضحك دائبا ظهرا لبطن

وتذكر ما عملت فلا تتوب

أخبرنا أبو القاسم الأزهريّ ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد قال : حدّثني هارون بن سفيان المستملي ، حدّثني عبد الله بن صالح العجليّ ، حدّثني محمّد بن صبيح مولى بني عجل. وهو ابن السّمّاك ـ قال : كتب رجل من مياسير أهل بغداد إلىّ يسألني أن أصف له الدّنيا ، فكتبت إليه : أما بعد ، فالله حفها بالشهوات ، ثم ملأها بالآفات ، ومزج حلالها بالمئونات ، ومزج حرامها بالتبعات ، فحلالها حساب ، وحرامها عذاب.

أخبرنا الحسين بن عمر بن برهان الغزّال ، حدّثنا عبد الباقي بن قانع القاضي ـ إملاء ـ حدّثنا بشر بن موسى ، حدّثنا عبد الله بن صالح قال : كتب رجل إلى محمّد ابن السّمّاك : صف لي الدّنيا ، فكتب إليه ، ثم ذكر نحو ما تقدم.

حدّثنا محمّد بن أحمد بن رزق ـ إملاء ـ حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق ، حدّثني محمّد بن خلف التّيميّ قال : سمعت أبي يقول : دخلت مع محمّد بن السّمّاك على مريض مدنف فسأله عن حاله ثم انصرف ، وهو يقول :

ما يعرف المرء إذا لم يصب

بنكبة ما موقع العافيه

والميت لا يألم ما مضه

ومستريح صاحب الواقية

أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا علّان الرّزّاز ، حدّثنا الجاماسبي قال : قال لي رجل : كنت عند ابن السّمّاك إذ جاءه رجل فقال له : أعزك الله ، إني قد أتيتك في حاجة. فقال : والله ما عندنا صفر ولا بيض قال : والله ما جئنا في شيء من هذين الجوهرين. قال : وفيم ذاك؟ قال : سألني هذا الرجل أن أكلمك في أن تكلم بعض إخوانك في صداق أهله. قال : فأخذ ابن السّمّاك

٤٤٧

رقعة وكتب فيها : أطال الله بقاك يا أبا العبّاس إن الدهر قد كلح فجرح وجمح فطمح ، وأفسد ما أصلح ، فإن لم تعن عليه فضح. ودفعها إلى الرجل فقال : أوصلها إلى الفضل بن يحيى ، قال : فأوصلها فدعا الفضل صاحب بيت ماله فقال : ما في بيت ما لنا؟ قال : ألف ومائتا دينار وثلاثون ألف درهم قال : احملها إلى أبي العبّاس وأعلمه أنا في ضيقة. فلما أتى بالمال. قال : ادفعوه إلى الرجل فقال : إنما يكفى هذا الرجل ألف أو ألفان ، قال : ما جاء بسببه فهو له.

أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن يوسف بن دوست البزّاز ، وأبو الحسين عليّ بن محمّد بن عبد الله بن بشران المعدّل ـ قال أحمد : حدّثنا وقال علي : أخبرنا عليّ بن محمّد المصري ، حدّثنا محمّد بن عمرو بن خالد ، حدّثنا أبي قال : بعث هارون أمير المؤمنين إلى محمّد بن السّمّاك في آخر شعبان فأحضره ، فقال له يحيى بن خالد : أتدري لم بعث إليك أمير المؤمنين؟ قال : لا أدري. قال له يحيى بن خالد : بعث لما بلغه عنك من حسن دعائك للخاصة والعامة ، فقال له ابن السّمّاك : أما ما بلغ أمير المؤمنين عني من ذلك فبستر الله الذي ستره علي ، ولو لا ستره لم يبق لنا ثناء ولا التقاء على مودة ، فالستر هو الذي أجلسني بين يديك يا أمير المؤمنين ، إني والله ما رأيت وجها أحسن من وجهك ، فلا تحرق وجهك بالنار. قال : فبكى هارون بكاء شديدا ثم دعا بماء فاستسقى فأتى بقدح فيه ماء فقال : يا أمير المؤمنين : أكلمك بكلمة قبل أن تشرب هذا الماء؟ قال : قل ما أحببت ، قال يا أمير المؤمنين لو منعت هذه الشربة إلّا بالدّنيا وما فيها أكنت تفتديها بالدّنيا وما فيها حتى تصل إليك فقال : نعم! قال : فاشرب ريا بارك الله فيك. فلما فرغ من شربه قال له : يا أمير المؤمنين ، أرأيت لو منعت إخراج هذه الشربة منك إلّا بالدّنيا وما فيها أكنت تفتدى ذلك بالدّنيا وما فيها؟ قال : نعم! قال : يا أمير المؤمنين فما تصنع بشيء شربة ماء خير منه؟ قال : فبكى هارون واشتد بكاؤه ، قال : فقال يحيى بن خالد : يا ابن السّمّاك قد آذيت أمير المؤمنين ، فقال له : وأنت يا يحيى فلا يغرنك رفاهية العيش ولينه.

أخبرني بكران بن الطّيّب السّقطيّ ـ بجرجرايا ـ حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد ، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، حدّثنا أبي ، حدّثني أبي المغيرة بن شعيب قال : حضرت يحيى بن خالد البرمكي يقول لابن السّمّاك : إذا دخلت على هارون أمير المؤمنين فأوجز ولا تكثر عليه ، قال : فلما دخل عليه وقام بين يديه قال :

٤٤٨

يا أمير المؤمنين : إن لك بين يدي الله مقاما ، وإن لك من مقامك منصرفا فانظر إلى أين منصرفك ، إلى الجنة أم إلى النار؟! قال : فبكى هارون حتى كاد أن يموت.

أخبرني أبو القاسم الأزهريّ ، حدّثنا الحسين بن محمّد الدهقان ، حدّثنا محمّد بن الحسن المقرئ ، حدّثنا أحمد بن عبد العزيز قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور. قال : لما حضرت ابن السّمّاك الوفاة. قال : اللهم إنك تعلم أني لم أجلس مجلسا للناس إلا لأحببك إلى خلقك ، وأحبب خلقك إليك.

أخبرنا عليّ بن محمّد الدّقّاق قال : قرأنا على الحسين بن هارون ، عن أبي العبّاس ابن سعيد. قال : حدّثني عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة قال : سمعت ابن نمير يقول : حدّثنا محمّد بن السّمّاك وكان صدوقا ، ما علمته ربما حدّث عن الضعفي.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي ، أخبرنا محمّد ابن عبد الله الحضرمي قال : مات أبو العبّاس محمّد بن صبيح بن السّمّاك سنة ثلاث وثمانين ومائة.

٩٦٨ ـ محمّد بن صبيح (١) :

ذكره البخاريّ في كتاب «التاريخ» فقال : فيما أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم ، حدّثنا ابن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : محمّد بن صبيح البغداديّ سمع خطاب بن القاسم. سمع منه أحمد بن حنبل.

وأخبرنا بحديثه أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الصّلت الأهوازيّ ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد ابن صبيح ، حدّثنا خطاب بن القاسم ، عن الأعمش ، عن نافع ، عن ابن عمر : أنه كان إذا أراد أن يوتر وهو مسافر نزل بالأرض فأوتر.

ومحمّد بن صبيح هذا يكنى أبا عبد الله ويعرف بالأغر ، وهو موصلي لا بغدادي. حدّث عن المعافى بن عمران ، وسابق الحجام ، والعبّاس بن الفضل الأنصاريّ. روى عنه : عليّ بن حرب الموصلي وكانت وفاته في سنة ثمان وعشرين ومائتين ، وقد وهم البخاريّ في قوله أنه بغدادي ، اللهم إلّا أن يكون ورد بغداد فنسبه إليها لأجل ذلك.

__________________

(١) ٩٦٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٩٦ في المطبوعة.

٤٤٩

٩٦٩ ـ محمّد بن صبيح ، أبو عبد الله البغداديّ (١) :

قدم أصبهان ، وحدّث عن مجاشع بن عمرو. وروى عنه محمّد بن النضير الزّبيري. قال ذلك أبو عبد الله محمّد بن إسحاق بن مندة الأصبهانيّ ، في كتاب «الأسماء والكنى».

٩٧٠ ـ محمّد بن صبيح ، صاحب معروف الكرخي (٢) :

روى أبو بكر محمّد بن المبارك عنه عن معروف حكايات.

* * *

ومن مفاريد الأسماء في هذا الحرف

٩٧١ ـ محمّد بن الصّقر بن يحيى بن السّري بن ثروان ، أبو بكر الموصلي (٣) :

عم شيخنا محمّد بن همّام بن الصّقر. سكن بغداد وحدّث بها عن محمّد بن العبّاس بن الفضل صاحب الطعام الموصلي ، وعن أحمد بن جعفر بن أبي توبة الشّيرازيّ. حدّثني عنه أحمد بن محمّد العتيقي وقال لي : كان صدوقا.

* * *

حرف الضاد من آباء المحمّدين

٩٧٢ ـ محمّد بن الضّو بن الصلصال بن الدلهمس بن حمل بن جندلة ابن بجيلة بن منقذ بن تميم بن ربيعة ، أبو جعفر الكوفيّ ، ويعرف بأبي الغضنفر (٤) :

قدم بغداد ، وأقام بها مدة ثم رجع إلى الكوفة. وكان يروى عن أبيه ، وعن عطاف ابن خالد المخزوميّ. حدّث عنه عليّ بن سعيد العسكريّ ، وأبو عمارة محمّد بن أحمد المهديّ ، وموسى بن محمّد الخيّاط السّامري ، وعليّ بن أحمد بن مروان بن نقيس المقرئ ، ومحمّد بن محمّد بن سليمان الباغنديّ وغيرهم.

__________________

(١) ٩٦٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٩٧ في المطبوعة.

(٢) ٩٧٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٩٨ في المطبوعة.

(٣) ٩٧١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٩٩ في المطبوعة.

(٤) ٩٧٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٠٠ في المطبوعة.

٤٥٠

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، حدّثنا عبيد الله بن أبي سمرة البغويّ ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الواسطيّ ، حدّثنا محمّد بن ضو بن الصلصال بن الدلهمس ، حدّثني أبي ضو بن صلصال عن صلصال بن الدلهمس. قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا تزال أمتي في فسحة من دينها ما لم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم ولم يؤخروا صلاة الفجر إلى امحاق النجوم ، ولم يكلوا الجنائز إلى أهلها» (١).

هذا الحديث يحفظ بغير هذا الإسناد ومحمّد بن الضوء ليس بمحل لأن يؤخذ عنه العلم لأنه كان كذابا ، وكان أحد المتهتكين بشرب الخمور ، والمجاهرة بالفجور.

أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدّقّاق ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، حدّثنا ميمون بن هارون الكاتب ، عن أبي محمّد عمر بن محمّد بن عبد الملك الزيّات ، عن محمّد بن ضو بن الصلصال بن الدلهمس قال : كان أبو نواس يزورني إلى الكوفة فيأتي بيت خمار بالحيرة يقال له : جابر ، وكان نظيفا ، نظيف الثوب ، وكان يعتق الشراب فيكون عنده ما يأتي عليه سنون ، قال : فرأى في يدي يوما منه شيئا عجيبا في نهاية الحسن وطيب الرائحة فقال لي : يا أبا جعفر لا يجتمع هذا والهم في صدر. قال : وكان معجبا بضرب الطنبور فكان إذا جاءني جمعت له ضراب الطنابير ومعدنهم الكوفة ، فكان يسكر في الليلة سكرات قال : فجاءني مرة من ذاك ، فقال : قد حدث أمر ، فقلت : ما هو؟ قال : نهاني أمير المؤمنين محمّد عن شرب الخمر ، وأنشدني :

أيها الرائحان باللوم لوما

لا أذوق المدام إلّا شميما

القصيدة. فقلت : ما تريد أن تفعل؟ فقال : لا أشربها ، أخاف أن يبلغه أني شربتها ، فأتيناه بنبيذ وجلسنا في منزل جابر ، فلما دارت الكأس بيننا أنشأت أقول فأذكره قوله لي:

عتبت عليك محاسن الخمر

أم غيرتك نوائب الدهر

فصرفت وجهك عن معتقة

تفتر عن حلق من الشذر

يسعى بها ذو غنة غنج

متنعم الوجنات بالسحر

ونسيت قولك حين تمزجها

فتزول مثل كواكب النسر

لا تحسبن عقار خابية

والهم يجتمعان في صدر

__________________

(١) انظر الحديث في : المستدرك ١ / ٣٧٠. والمعجم الكبير للطبراني ٨ / ٩٤. ومجمع الزوائد ١ / ٣١١ ، ـ

٤٥١

قال : فقال : هاتها في كذا وكذا من أم محمّد ، فأخذها فشرب ، ثم شخص إلى محمّد فقال له : أين كنت؟ قال : عند صديقي الكوفيّ وحدّثه الحديث. قال : فقال لي : ما صنعت حين أنشدك الشعر؟ قال : شربتها والله يا أمير المؤمنين. قال : أحسنت وأجملت ، ثم قال : أشخص حتى تحمل إلىّ صديقك هذا. قال : فشخص فحملني إليه ، فلم أزل مع محمّد حتى قتل.

٩٧٣ ـ محمّد بن الضّحاك بن عمرو بن أبي عاصم النّبيل ، الشّيباني ـ واسمه : الضّحاك ـ بن مخلد بن الضّحاك بن مسلم بن رافع بن رفيع بن الأسود ابن عمرو بن زالان بن هلال بن ثعلبة بن شيبان ، وكنية محمّد : أبو عليّ (١) :

نشأ بأصبهان وكتب بها الحديث. ثم انتقل إلى بغداد فسكنها. وروى بها عن عمه أحمد بن أبي عاصم كتاب «الآحاد والمثاني» ، حدّث به عنه جعفر الخالدي. وحدّث أبو عليّ أيضا عن أسيد بن عاصم وعمران بن عبد الرّحيم الأصبهانيّين ، وعن أحمد بن يحيى بن مالك السّوسي ، وأحمد بن عبد العزيز بن معاوية اليمامي ، وسهل ابن عبد الله بن الفرخان الزّاهد. روى عنه : أبو الصيدا ناجية بن حيّان القاضي ، وعبد الله بن موسى أبو العبّاس الهاشميّ ، ومحمّد بن المظفر الحافظ.

أخبرني أبو القاسم الأزهريّ ، أخبرنا محمّد بن المظفر ، حدّثنا أبو عليّ محمّد بن الضّحاك بن عمرو بن الضّحاك بن مخلد ، أخبرنا عمران بن عبد الرّحيم أبو سعيد الأصبهانيّ ، حدّثنا بكّار بن الحسن ، حدّثنا إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة ، عن أبي حنيفة ، عن مالك بن أنس ، عن عبد الله بن الفضل ، عن نافع ، عن جبير بن مطعم ، عن ابن عبّاس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الأيّم أحق بنفسها من وليها ، والبكر تستأمر ، وصمتها إقرارها»(٢).

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن محمّد بن الضّحاك بن أبي عاصم النبيل مات في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.

* * *

__________________

ـ ٣ / ٣٢. والدر المنثور ١ / ٢٩٩. ومصنف عبد الرزاق ٦٥٣٠. وفي أغلب المصادر بلفظ : «لا تزال أمتى في مسكة من دينها ..» وهو الأقرب إلى الصواب.

(١) ٩٧٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٠١ في المطبوعة.

(٢) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب النكاح ٦٦. وسنن أبي داود ٢٠٩٨. وسنن الترمذي ١١٠٨. وسنن النسائي ٦ / ٨٤. ومسند أحمد ١ / ٢١٩ ، ٢٤٢. وكشف الخفا ١ / ٣٢٧.

٤٥٢

حرف الطاء من آباء المحمّدين

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه طاهر

٩٧٤ ـ محمّد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر ، أبو العبّاس النّيسابوري الأمير(١):

سمع إسحاق بن راهويه ، ومحمّد بن يحيى الزّهريّ. روى عنه : أحمد بن حاتم المروزيّ ، وكان محمّد ورد بغداد في أيام المقتدر بالله فمات بها.

أخبرني أبو القاسم الأزهريّ ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة ، قال : ومات محمّد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر سنة ثمان وتسعين ومائتين ، ودفن إلى جنب عمه محمّد بن عبد الله بن طاهر.

٩٧٥ ـ محمّد بن طاهر بن خالد بن البختريّ ، أبو العبّاس المعروف بابن أبي الدّميك (٢) :

سمع عبد الله بن محمّد بن عائشة ، وإبراهيم بن زياد سبلان ، وعليّ بن المدينيّ ، وسليمان بن الفضل الزّيدي. روى عنه : جعفر بن محمّد الخالدي ، وعبد العزيز بن جعفر الخرقيّ ، وعمر بن نوح البجليّ ، ومخلد بن جعفر ، ومحمّد بن المظفر ، وكان ثقة.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن طاهر بن أبي الدميك ، حدّثنا سليمان بن الفضل الزيدي ، حدّثنا عبد الله بن المبارك ، عن همّام ، عن قتادة ، عن أنس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من حسن عبادة المرء حسن ظنه» (٣).

بلغني أن ابن أبي الدميك مات في يوم الثلاثاء لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثمائة.

٩٧٦ ـ محمّد بن طاهر ، أبو العبّاس الطّاهري (٤) :

كان أخباريّا. حدّث عن : أبي العبّاس ثعلب. روى عنه : أبو عبيد الله المرزبانيّ.

__________________

(١) ٩٧٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٠٢ في المطبوعة. انظر :

(٢) ٩٧٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٠٣ في المطبوعة. انظر : الأنساب ، للسمعاني ٥ / ٣٤١ ، ٣٤٢.

(٣) انظر الحديث في : كنز العمال ٣ / ٥٨٥١.

(٤) ٩٧٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٠٤ في المطبوعة. انظر : الأنساب ، للسمعاني ٨ / ١٨١.

٤٥٣

أخبرني عليّ بن أيوب القمي ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزبانيّ ، حدّثني محمّد ابن طاهر الطّاهري ، حدّثنا أحمد بن يحيى النّحويّ ، حدّثني عبد الله بن شبيب ، حدّثني عمر بن عثمان قال : مرت سكينة بعروة بن أذينة فقالت له : يا أبا عامر أنت الذي تقول :

يا نظرة لي ضرت يوم ذي سلم

حتى متى لي هذا الضر في نظري

قالت ـ وأبسستها سرى فبحت به ـ

قد كنت عندي تحب الستر ، فاستتر

ألست تبصر من حولي؟ فقلت لها

غطي هواك وما ألقى على بصري

وأنت القائل :

إذا وجدت أذى للحب في كبدي

أقبلت نحو سقاء القوم أبترد

هذا بردت ببرد الماء ظاهره

فمن لحر على الأحشاء يتقد؟

قالت : هن حرائر ـ وأشارت إلى جواريها ـ إن كان خرج هذا من قلب سليم.

وقد أخبرنا بهذا الخبر الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو عليّ الطوماري ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى قال : حدّثني عبد الله بن شبيب ، حدّثني أبو معاوية عبد الجبّار ابن سعيد المساحقي قال : وقفت سكينة علي ابن أذينة ـ فذكر نحوه في المعنى إلّا أنه اختصره ولم يذكر من الشعر غير بيتين فقط.

* * *

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه الطّيّب

٩٧٧ ـ محمّد بن الطّيّب بن محمّد ، أبو الفرج الحافظ ، يعرف بالبلّوطيّ (١) :

سمع أبا بكر ابن أبي داود السّجستانيّ ، ومحمّد بن سليمان النّعمانيّ ، وأحمد بن محمّد بن الجرّاح الضراب ، وجبير بن محمّد الواسطيّ ، ومحمّد بن أحمد بن البستنبان ، وأبا ذر بن الباغنديّ. حدّثنا عنه : أبو نعيم الحافظ ، ومحمّد بن أبي الفوارس ، وأبو الفتح محمّد بن الحسين العطّار ، ومحمّد بن أبي علي الأصبهانيّ. وكان ثقة. انتقل إلى الأهواز فسكنها إلى حين وفاته. وبها سمع منه شيوخنا.

أخبرنا محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازيّ ، أخبرنا أبو الفرج محمّد بن الطّيّب

__________________

(١) ٩٧٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٠٥ في المطبوعة. انظر : الأنساب ، للسمعاني ٢ / ٢٩٨.

٤٥٤

ابن محمّد البلوطي الحافظ البغداديّ ـ بالأهواز ـ قال : أخبرنا جبير الواسطيّ ، ومحمّد ابن أحمد بن أسد الهرويّ ، وأبو الذر أحمد بن محمّد بن محمّد ـ واللفظ له ـ قالوا : حدّثنا عبيد الله بن جرير بن جبلة ، حدّثنا أبو زيد الهرويّ ، حدّثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة قال : قال معاذ : يا معشر العرب اعلموا أني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من كذب علىّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» (١).

٩٧٨ ـ محمّد بن الطّيّب بن محمّد ، أبو بكر القاضي ، المعروف بابن الباقلانيّ(٢):

المتكلّم على مذهب الأشعريّ من أهل البصرة. سكن بغداد ، وسمع بها الحديث من أبي بكر بن مالك القطيعي ، وأبي محمّد بن ماسي ، وأبي أحمد الحسين بن عليّ النّيسابوري ، خرّج له محمّد بن أبي الفوارس وحدّثنا عنه : القاضي أبو جعفر محمّد ابن أحمد السّمنانيّ ، وكان ثقة.

فأما الكلام فكان أعرف الناس به ، وأحسنهم خاطرا ، وأجودهم لسانا ، وأوضحهم بيانا ، وأصحهم عبارة ، وله التصانيف الكثيرة المنتشرة في الرد على المخالفين من الرافضة ، والمعتزلة ، والجهمية ، والخوارج وغيرهم. وحدث أن ابن المعلم ـ شيخ الرافضة ومتكلمها ـ حضر بعض مجالس النظر مع أصحاب له إذ أقبل القاضي أبو بكر الأشعريّ فالتفت ابن المعلم إلى أصحابه وقال لهم : قد جاءكم الشيطان! فسمع القاضي كلامهم ـ وكان بعيدا من القوم ـ فلما جلس أقبل علي ابن المعلم وأصحابه وقال لهم : قال الله تعالى : (أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) أي إن كنت شيطانا فأنتم كفار ، وقد أرسلت عليكم.

حدّثنا أبو القاسم عليّ بن الحسن بن أبي عثمان الدّقّاق وغيره أن الملك الملقّب بعضد الدولة كان قد بعث القاضي أبا بكر بن الباقلاني في رسالة إلى ملك الروم ، فلما ورد مدينته عرف الملك خبره ، وبين له محله من العلم وموضعه ، فأفكر الملك في أمره وعلم أنه لا يكفر له إذ دخل عليه ، كما جرى رسم الرعية أن تقبل الأرض بين يدي الملوك ثم نتجت له الفكرة أن يضع سريره الذي يجلس عليه وراء باب لطيف

__________________

(١) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٢) ٩٧٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٠٦ في المطبوعة. انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٩٦. والأنساب ، للسمعاني ٢ / ٥١.

٤٥٥

لا يمكن أحدا أن يدخل منه إلّا راكعا ليدخل القاضي منه على تلك الحال فيكون عوضا من تكفيره بين يديه. فلما وضع سريره في ذلك الموضع أمر بإدخال القاضي من الباب ، فسار حتى وصل إلى المكان ، فلما رآه تفكر فيه ثم فطن بالقصة فأدار ظهره ، وحنا رأسه راكعا ودخل من الباب وهو يمشي إلى خلفه قد استقبل الملك بدبره حتى صار بين يديه ، ثم رفع رأسه ونصب ظهره ، وأدار وجهه حينئذ إلى الملك! فعجب من فطنته ، ووقعت له الهيبة في نفسه.

سمعت أبا الفرج محمّد بن عمران الخلّال يقول : كان ورد القاضي أبي بكر محمّد بن الطّيّب في كل ليلة عشرين ترويحه ، ما يتركها في حضر ولا سفر. قال : وكان كل ليلة إذا صلى العشاء وقضى ورده وضع الدواة بين يديه وكتب خمسا وثلاثين ورقة تصنيفا من حفظه ، وكان يذكر أن كتبه بالمداد أسهل عليه من الكتب بالحبر ، فإذا صلى الفجر دفع إلى بعض أصحابه ما صنفه في ليلته وأمره بقراءته عليه. وأملى عليه الزيادات فيه.

قال أبو الفرج : وسمعت أبا بكر الخوارزميّ يقول : كل مصنف ببغداد إنما ينقل من كتب الناس إلى تصانيفه سوى القاضي أبي بكر ، فإن صدره يحوي علمه وعلم الناس.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن الحسن الحربي المالكيّ قال : كان القاضي أبو بكر الأشعريّ يهم بأن يختصر ما يصنفه فلا يقدر على ذلك لسعة علمه ، وكثرة حفظه. قال : وما صنف أحد خلافا إلّا احتاج أن يطالع كتب المخالفين غير القاضي أبي بكر ، فإن جميع ما كان يذكر خلاف الناس فيه صنفه من حفظه.

حدّثنا القاضي أبو حامد أحمد بن محمّد بن أبي عمرو الاستوائي قال : كان أبو محمّد اليافعي يقول : لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أفصح الناس لوجب أن يدفع لأبي بكر الأشعريّ ، حدّثني عبد الصّمد بن سلامة المقرئ ، عن القاضي أبي عبد الله محمّد بن عبد الله البيضاويّ قال : رأيت في المنام كأني دخلت مسجدي الذي أدرس فيه فرأيت رجلا جالسا في المحراب وآخر يقرأ عليه ويتلو تلاوة لا شيء أحسن منها. فقلت : من هذا القارئ ومن الذي يقرأ عليه؟ فقيل لي : أما الجالس في المحراب فهو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأما القارئ عليه فهو أبو بكر الأشعريّ يدرس عليه الشريعة.

٤٥٦

أنشدني أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن دالان قال : أنشدني أبو الحسن عليّ بن عيسى السّكريّ لنفسه ـ يمدح القاضي أبا بكر محمّد بن الطّيّب ـ من قصيدة أولها :

يا عتب هل لتعتبي من معتب

أم هل لديك لراغب من مرغب؟

إلى أن قال :

أنا من علمت فلا تظني غيره

صعب على خطب الزمان الأصعب

لكنني طوع لكل خريدة

رود الشباب وكل خود خرعب

من كل ساجية الجفون كأنما

ترنو إذا نظرت بعيني ربرب

بيضاء أخلصها النعيم ، كأنما

يجلو مجردها حشاشة مقضب

ملكت محبات القلوب ببهجة

مخلوقة من عفة وتحبب

فكأنها من حيث ما قابلتها

شيم الإمام محمّد بن الطّيّب

اليعربي فصاحة وبلاغة

والأشعريّ إذا اعتزى للمذهب

قاض إذا التبس القضاء على الحجى

كشفت له الآراء كل مغيب

لا يستريح إذا الشكوك تخالجت

إلّا إلى لب كريم المنصب

وصلته همته بأبعد غاية

أعيا المريد لها سبيل المطلب

أهدى له ثمر القلوب محبه

وحباه حسن الذكر من لم يحبب

ما زال ينصر دين أحمد صادعا

بالحق ، يهدي للطريق الأصوب

والناس بين مضلل ومضلل

ومكذب فيما أتى ومكذب

حتى انجلت تلك الضلالة واهتدى الس

اري وأشرق جنح ذاك الغيهب

بمحاسن لم تكتسب بتكلف

لكنهن سجية لمهذب

وبديهة تجنى الصواب ، وإنما

تجنى الفوائد من لبيب مسهب

شرفا أبا بكر وقدرا صاعدا

يختب في شرق العلى والمغرب

متنقلا من سؤدد في سؤدد

ومرددا من منقب في منقب

أعذر حسودك في الذي أوليته

إذ فاز منه بجد قدح أخيب

فلقد حللت من العلاء بذروة

صماء تسفر عن حمى المستصعب

حييت بك الآمال بعد مماتها

والغيث خصب للمكان المجدب

فإذا رعين ، رعين أخصب مرتع

وإذا وردن ، وردن أعذب مشرب

وإذا صدرن ، صدرن أحمد مصدر

من خير منتجب لأكرم منجب

٤٥٧

أنصبت نفسك للثناء فحزته

إن الثناء عدو من لم ينصب

وإذا الكلام تطاردت فرسانه

وتحامت الأقران كل مجرب

ألفيته من لبه وجنانه

ولسانه وبيانه في مقنب

ذو مجلس فلك تضيء بروجه

عن كل أزهر كالصباح الأشهب

متوقد إلّا لديك ضياؤه

والشمس تمنع من ضياء الكوكب

يا سيدا زرع القلوب مهابة

تسقى بماء محبة لم تنضب

آنستني ، فأنست منك بشيمة

بيضاء تأنف بالثناء الأطيب

فعجزت في وصفيك ، غير مقصر

ونطقت في مدحيك ، غير مكذب

فاسلم ـ سلمت من الزمان وصرفه

فلأنت أمرع من ربيع المخصب

فإذا سلمت لنا فأية نعمة

لم نعطها؟ وبلية لم تسلب؟

حدّثني عليّ بن أبي علي المعدّل قال : مات القاضي أبو بكر محمّد بن الطّيّب في يوم السبت لسبع بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة.

قلت : وصلى عليه ابنه الحسن ودفنه في داره بدرب المجوس من نهر طابق ثم انتقل بعد ذلك فدفن في مقبرة باب حرب.

أنشدني أبو نصر عبد السيد بن محمّد بن عبد الواحد الفقيه لبعضهم يرثي القاضي أبا بكر محمّد بن الطّيّب :

انظر إلى جبل تمشي الرجال به

وانظر إلى القبر ما يحوي من الصلف

انظر إلى صارم الإسلام منغمدا

وانظر إلى درة الإسلام في الصدف

حدّثني أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن عليّ المقري قال : مضيت أنا وأبو عليّ بن شاذان وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصّيرفيّ إلى قبر القاضي أبي بكر الأشعريّ لنترحم عليه ، وذلك بعد موته بشهر ، فرفعت مصحفا كان موضوعا على قبره وقلت : اللهم بين لي في هذا المصحف حال القاضي أبي بكر وما الذي آل إليه أمره ، ثم فتحت المصحف فوجدت مكتوبا فيه : (يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ) [هود ٢٨].

٤٥٨

٩٧٩ ـ محمّد بن الطّيّب بن سعيد بن موسى ، أبو بكر الصّبّاغ (١) :

كان يسكن الخضيرية من الجانب الشرقي ، وحدّث عن : أحمد بن سلمان النجّاد ، وأبي بكر الشّافعيّ ، وأحمد بن يوسف بن خلاد ، ومحمّد بن يوسف بن حمدان الهمذاني. كتبنا عنه وكان صدوقا.

أخبرنا محمّد بن الطّيّب الصّبّاغ ، أخبرنا أحمد بن سلمان بن الحسن النجّاد ، حدّثنا يحيى بن جعفر بن أبي طالب ، حدّثنا عليّ بن عاصم ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يزيد ، حدّثنا عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الراكب شيطان ، والاثنان شيطانان والثلاثة ركب» (٢).

سمعت رئيس الرؤساء أبا القاسم عليّ بن الحسن يقول : تزوج محمّد بن الطّيّب الصّبّاغ زيادة على تسعمائة امرأة!.

سمعت محمّد بن الطّيّب يقول : ولدت في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. ومات في يوم الجمعة التاسع من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.

* * *

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه طلحة

٩٨٠ ـ محمّد بن طلحة بن محمّد بن عثمان ، أبو الحسن النّعاليّ (٣) :

شيخ كان يكتب معنا الحديث إلى أن مات ، ويتتبع الغرائب والمناكير ، وحدّث عن أبي بكر الشّافعيّ وأبي بحر بن كوثر البربهاري ، وأبي عمرو بن سنقة ، ومحمّد بن عمر بن الجعابيّ ، وحبيب بن الحسن القزّاز ، وعبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا ، وابن مالك القطيعي ، وغيرهم. كتبت عنه وكان رافضيّا.

حدّثني أبو القاسم الأزهريّ ، قال : ذكر ابن طلحة بحضرتي يوما معاوية بن أبي سفيان فلعنه.

توفي ابن طلحة النّعاليّ في يوم الأحد لسبع خلون من شهر ربيع الأول ، سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.

__________________

(١) ٩٧٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٠٧ في المطبوعة. انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢٣٢.

(٢) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٢٦٠٧. وسنن الترمذي ١٦٧٤. ومسند أحمد ٢ / ١٨٦ ، ٢١٤. والمستدرك ٢ / ١٠٢. والسنن الكبرى للبيهقي ٥ / ٢٥٧.

(٣) ٩٨٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٠٨ في المطبوعة.

٤٥٩

٩٨١ ـ محمّد بن طلحة بن الحسن ، أبو بكر الدّقّاق ، يعرف بغلام الأواني (١) :

حدّث عن : محمّد بن أحمد بن يحيى العطشي.

ذكر لي الحسين بن محمّد المتوثي أنه سمع منه وأنه مات في المحرم من سنة عشرين وأربعمائة ، ودفن عند قبر معروف الكرخي وكان صدوقا.

٩٨٢ ـ محمّد بن طلحة بن عليّ بن الصّقر بن عبد المجيب ، أبو عبد الله الكتّانيّ(٢) :

سمع : أبا عمر بن حيويه ، ومحمّد بن زيد بن عليّ بن مروان الأنصاريّ ، وأبا القاسم بن حبابة ، وأبا طاهر المخلّص ، والقاضي أبا بكر بن أبي موسى الهاشميّ. كتبت عنه وكان صدوقا دينا من أهل القرآن ، وسألته عن مولده. فقال : ولدت في صفر من سنة أربع وستين وثلاثمائة. ومات في ليلة السبت الثامن عشر من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ، ودفن يوم السبت في مقبرة الشونيزي.

* * *

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه طريف

٩٨٣ ـ محمّد بن أبي عتّاب ، أبو بكر الأعين ، واسم أبي عتّاب طريف ، وقيل : الحسن بن طريف (٣) :

وقد ذكرناه فيما تقدم من ترجمة : محمّد بن الحسن.

٩٨٤ ـ محمّد بن طريف الحنفي المؤدّب (٤) :

قرأت في أصل كتاب أبي بكر البرقانيّ بخطه : أملى علينا القاضي أبو محمّد بن الأكفاني قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن طريف الحنفي المؤدّب ـ على شط نهر عيسى ـ حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أبو زهير ، عن أبي حنيفة ، عن محمّد بن المنتشر ، عن أبيه ، عن حبيب بن سالم ، عن النّعمان بن بشير : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ : (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ) [محمد ٣٥] قال ابن المنتشر : منتصبة السين.

__________________

(١) ٩٨١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٠٩ في المطبوعة.

(٢) ٩٨٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩١٠ في المطبوعة. انظر : الأنساب ، للسمعاني ١٠ / ٣٥٣ ، ٣٥٤.

(٣) ٩٨٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩١١ في المطبوعة. انظر المنتظم ١١ / ٢٨٠ وقد سبق

(٤) ٩٨٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩١٢ في المطبوعة.

٤٦٠