تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٨

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا إسماعيل الخطبي ، وأبو عليّ الصّوّاف ، وأحمد بن جعفر ابن حمدان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، حدّثنا عبد الرّزّاق ، عن معمر قال : كان أيوب يقول : إنه ليعز عليّ أن أسمع لمحمّد حديثا لم أسمعه منه. قال معمر : وإنه ليعز علىّ أن أسمع لأيوب حديثا لم أسمعه من أيوب (١).

أخبرنا محمّد بن عليّ الصلحي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا محمّد بن معاذ المروي ، حدّثنا أبو داود السنجي قال : قال الهيثم بن عدي : ومحمّد ابن سيرين مولى أنس بن مالك الأنصاريّ توفي سنة عشر ومائة.

أخبرنا الحسين بن الحسين النّعاليّ ، أخبرنا جدي لأمي إسحاق بن محمّد النّعاليّ ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، حدّثنا قعنب بن المحرر بن قعنب. قال : ومات الحسن ومحمّد بن سيرين بالبصرة سنة عشر ومائة (٢).

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا ابن درستويه ، حدّثنا يعقوب ، حدّثني سعيد بن أسد ، حدّثنا ضمرة ، عن ابن شوذب قال : مات ابن سيرين بعد الحسن بمائة ليلة (٣).

أخبرنا أبو سعيد الصّيرفيّ ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، حدّثنا خالد بن خداش قال : قال حمّاد بن زيد : مات الحسن في أول يوم من رجب سنة عشر وصليت عليه ، ومات محمّد لتسع مضين من شوال سنة عشر.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا الحسين بن صفوان البردعي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبيد القرشيّ ، حدّثني محمّد بن الحسين ، حدّثنا بشر بن عمر الزهراني قال : حدّثنا حمّاد بن زيد ، عن هشام بن حسّان ، عن حفصة ابنة راشد. قالت : كان مروان المحلمي لي جارا ، وكان ناصبا مجتهدا. قالت : فمات فوجدت عليه وجدا شديدا ، فرأيته فيما يرى النائم فقلت : يا أبا عبد الله ما صنع بك ربك؟ قال : أدخلني الجنة. قلت : ثم ما ذا؟ قال : ثم رفعت إلى أصحاب اليمين. قلت : ثم ما ذا؟ قال : ثم رفعت إلى المقربين. قلت : فمن رأيت ثم من إخوانك؟ قال : رأيت ثم الحسن ، ومحمّد بن سيرين ، وميمون بن سياه.

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٣٥٣.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٣٥٣.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٣٥٣.

٤٢١

وقال عبد الله : حدّثني محمّد بن إدريس ، حدّثنا سعيد بن سليمان بن الخالد النشيطي ، أخبرنا حمّاد بن سلمة ، عن أبي محمّد قال حمّاد ـ وكان من خيار الناس ، وكان مؤذن سكة الموالي ـ قال : اشتكيت شكاة فأغمى عليّ ، فأريت كأني أدخلت الجنة فسألت عن الحسن بن أبي الحسن ، فقيل لي : هيهات ، ذاك يسجد على شجر الجنة.

قال : وسألت عن ابن سيرين ، فقيل لي فيه قولا حسنا مما قيل لي في الحسن.

* * *

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه سيما

٩٣٧ ـ محمّد بن سيما ، أبو الحسن النّيسابوري (١) :

كان أبوه سيما مولى محمّد بن شعيب القطّان ، سمع : محمّد بن عبد الله بن محمّد بن شيرويه ، وجعفر بن أحمد بن نصر الحصيري ، وأبا العبّاس أحمد بن محمّد الأزهريّ ، ومحمّد بن المسيّب الأرغياني ، وغيرهم. قدم بغداد ولا أعلمه حدّث بها لكن بنيسابور حدّث. روى عنه : الحاكم أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن البيّع الحافظ ، وذكر أنه توفي ببغداد في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.

٩٣٨ ـ محمّد بن سيما بن الفتح ، أبو بكر الحنبلي (٢) :

بغدادي سمع : عبد الله بن إسحاق المدائني ، وعبد الله بن محمّد البغويّ ، ويحيى ابن محمّد بن صاعد ، حدّثنا عنه أبو نعيم الحافظ وكان صدوقا.

حدّثنا أبو نعيم ـ إملاء ـ حدّثنا محمّد بن الفتح الحنبلي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد ابن عبد العزيز ، حدّثنا داود بن رشيد ، حدّثنا محمّد بن ربيعة ، حدّثنا يزيد بن زياد الدمشقي ، عن الزّهريّ ، عن عروة ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم ، فإن وجدتم للمسلمين مخرجا فخلوا سبيلهم ، فإن الإمام إن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة» (٣).

* * *

__________________

(١) ٩٣٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٥٥ في المطبوعة.

(٢) ٩٣٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٥٦ في المطبوعة. :

(٣) انظر الحديث في : سنن الترمذي ١٤٢٤. والمستدرك ٤ / ٣٨٤. والسنن الكبرى للبيهقي ٨ / ٢٣٨. وكشف الخفا ١ / ٧٣. ومشكاة المصابيح ٣٥٧٠. ونصب الراية ٣ / ٣٠٩.

٤٢٢

حرف الشين من آباء المحمّدين

٩٣٩ ـ محمّد بن شجاع بن نبهان البزّاز ، مولى قريش (١) :

كان يسكن المدائن ، وحدّث عن : عبد الملك بن أبي بشير ، وعبد الرّحمن بن محمّد المحاربي. روى عنه : نعيم بن حمّاد ، وغيره.

ذكر ذلك عبد الرّحمن بن أبي حاتم في كتاب «الجرح والتعديل» وقال : سمعت أبي يقول : سكتوا عنه.

وأخبرنا ابن الفضل القطّان ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : محمّد بن شجاع بن نبهان مولى قريش المروي سكتوا عنه.

٩٤٠ ـ محمّد بن شجاع ، أبو عبد الله المروذيّ (٢) :

سكن بغداد ، وحدّث بها عن : سفيان بن عيينة ؛ وأبي عبيدة الحدّاد ، ووكيع بن الجرّاح ، وإسماعيل بن عليّة. روى عنه : يعقوب بن سفيان ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية ، وإسحاق بن بنان الأنماطى ، وغيرهم.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، أخبرنا عبد الله بن العبّاس الشطويّ ، أخبرنا عبد الله بن ناجية ، حدّثنا محمّد بن شجاع المروذيّ ، حدّثنا ابن عليّة ، عن شعبة ، عن عبد الله بن أبي السفر ، عن الشعبي ، عن عدي بن حاتم قال : سألت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن المعراض فقال : «إذا أصاب بحده فكل ، وإذا أصاب بعرضه فلا تأكل فإنه وقيذ» (٣).

__________________

(١) ٩٣٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٦٧ في المطبوعة.

(٢) ٩٤٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٦٨ في المطبوعة. انظر : تهذيب الكمال ٥٢٤٨ (٢٥ / ٣٥٨). تاريخ البخاري الصغير : ٢ / ٣٠٨ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ١٣٥ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٨٤٣ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٤٩٧٤ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢١٢ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٨٩ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٣١ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٢١٨ ، والتقريب : ٢ / ١٦٩ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٢٩٨.

(٣) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ٧٠ ، ١١١. وصحيح مسلم ١٥٣٠. ومسند أحمد ٤ / ٣٧٧ ، ٣٨٠. والسنن الكبرى للبيهقي ٩ / ٢٣٦. ونصب الراية ٤ / ٣١٦.

٤٢٣

أخبرنا عليّ بن محمّد الدّقّاق قال : قرأنا على الحسين بن هارون ، عن أبي العبّاس ابن سعيد قال : محمّد بن شجاع المروذي نزل بغداد. سمعت محمّد بن أحمد بن أبي خيثمة يقول كان من الثقات.

قرأت على أبي بكر البرقانيّ ، عن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي قال : أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق الثقفي قال : مات أبو عبد الله محمّد بن شجاع المروذيّ ببغداد في شعبان أو رمضان سنة أربع وأربعين ومائتين.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن محمّد بن شجاع المروذي مات في سنة سبع وأربعين ومائتين ، والأول أصح ، والله أعلم.

٩٤١ ـ محمّد بن شجاع ، أبو عبد الله ، يعرف بابن الثّلجيّ (١) :

كان فقيه أهل العراق في وقته ، وهو من أصحاب الحسن بن زياد اللؤلؤي ، وحدّث عن يحيى بن آدم ، وإسماعيل بن عليّة ، ووكيع ، وأبي أسامة ، وعبيد الله بن موسى ، ومحمّد بن عمر الواقديّ. روى عنه : يعقوب بن شيبة ، وابن ابنه محمّد بن أحمد بن يعقوب ، وعبد الوهّاب بن أبي حبة ، وعبد الله بن أحمد بن ثابت البزّاز في آخرين.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ ، أخبرنا أبو بكر الأبهري ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن يعقوب بن شيبة ـ ببغداد ـ حدّثنا محمّد بن شجاع الثّلجيّ ـ أبو عبد الله ـ حدّثنا يحيى بن آدم ، حدّثنا شريك ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الشقي من شقي في بطن أمه» (٢).

قال يحيى بن آدم : ما حدّثت بهذا الحديث غيرك.

أخبرني الأزهريّ ، حدّثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى ، حدّثنا أبو الحسن محمّد

__________________

(١) ٩٤١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٦٩ في المطبوعة. انظر : تهذيب الكمال ٥٢٨٦ (٢٥ / ٣٦٢). والكامل لابن عدي : ٣ / الورقة ١٠٦ ، وأنساب السمعاني : ٣ / ١٣٨ ، والكامل في التاريخ : ٧ / ٣٣٧ ، وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٤١ ، وسير أعلام النبلاء : ١٢ / ٣٧٩ ، وديوان الضعفاء ، الترجمة ٣٧٦٤ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٥٦١١ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧٦٦٤ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢١٢ ، والعبر : ٢ / ٣٣ ، والكشف الحثيث ، الترجمة ٦٧٨ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٣١ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٢٢٠ ـ ٢٢١ ، والتقريب : ٢ / ١٦٩ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٢٩٨ ، وشذرات الذهب : ٢ / ١٥١. والمنتظم لابن الجوزي ١٧ / ٣٤٢.

(٢) انظر الحديث في : المعجم الكبير للطبراني ٣ / ١٩٤. والسنة لابن أبي عاصم ١ / ٧٨ ، ٨٣. ومجمع الزوائد ٧ / ١٩٣. والدرر المنتثرة ٩٦. وكشف الخفا ٢ / ١٦.

٤٢٤

ابن إبراهيم بن حبيش البغويّ قال : وكان ينزل في درب يعقوب الحسين بن أبي مالك ، وكان ينزل فيه أيضا محمّد بن شجاع الثّلجيّ. ودرب يعقوب منسوب إلى يعقوب بن سوار أحد قواد المهديّ. قال : والدرجة إليه منسوبة ، وقد رأيت من ولده عدة. قال : ومن ولده المعروف بعبد الله بن يعقوب الثّلجيّ الذي تنصر ببلاد الروم ، وليس بينه وبين محمّد بن شجاع قرابة.

أنبأنا إبراهيم بن مخلد ، حدّثنا أحمد بن كامل القاضي ، حدّثني أبو الحسن عليّ ابن صالح بن أحمد بن الحسن بن صالح البغويّ ، حدّثني محمّد بن عبد الله أبو عبد الله الهرويّ ـ صاحب محمّد بن شجاع الثّلجيّ ـ قال : سمعت أبا عبد الله محمّد ابن شجاع الثّلجيّ يقول : ولدت في ثلاثة وعشرين يوما من شهر رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة ، وتوفي وهو في صلاة العصر ساجدا لأربع ليال خلون من ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين ، ودفن في بيت من داره ملاصقا للمسجد ، وأخرج للبيت شباك إلى الطريق ، ومدفنه في الدرب المعروف بدرب المعوّج الملاصق لدار محمّد بن عبد الله بن طاهر.

قال أبو الحسن : وحكى لي جدي أنه سمع أبا عبد الله محمّد بن شجاع يقول : ادفنوني في هذا البيت ، فإنه لم يبق فيه طابق إلّا ختمت عليه القرآن. وكان محمّد بن شجاع يذهب إلى الوقف في القرآن.

فأخبرنا الحسن بن عليّ التّميميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت القواريري يقول قبل أن يموت بعشرة أيام ـ وذكر ابن الثّلجيّ ـ فقال : هو كافر. فذكرت ذلك لإسماعيل القاضي فسكت. فقلت له : ما أكفره إلّا بشيء سمعه منه؟ قال : نعم (١).

أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان ، عن عمه أبي علي عبد الرّحمن بن يحيى بن خاقان أنه سأل أحمد بن حنبل عن ابن الثّلجيّ فقال : مبتدع صاحب هوى (٢).

أخبرني عبد الغفار بن محمّد المؤدّب ، حدّثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن خلف وكيع ، حدّثنا السّري بن

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٣٦٣.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٣٦٣.

٤٢٥

مكرم قال : بعث المتوكل إلى أحمد بن حنبل يسأله عن ابن الثّلجيّ ، ويحيى بن أكتم في ولاية القضاء ، فقال : أما ابن الثّلجيّ فلا ولا على حارس (١).

أخبرني أبو بكر البرقانيّ ، حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك الأدميّ ، حدّثنا محمّد بن عليّ بن أبي داود البصريّ ، حدّثنا زكريا بن يحيى الساجي قال : فأما محمّد بن شجاع الثّلجيّ فكان كذابا ، احتال في إبطال الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورده نصرة لأبي حنيفة ورأيه (٢).

حدّثني أحمد بن محمّد المستملي ، أخبرنا محمّد بن جعفر الورّاق ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزديّ الحافظ قال : محمّد بن شجاع الثّلجيّ البغداديّ كذاب ، لا تحل الرواية عنه لسوء مذهبه ، وزيغه عن الدين (٣).

أخبرني الحسن بن أبي طالب ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن إبراهيم بن حبيش ـ من حفظه إملاء ـ قال : مات محمّد بن شجاع في آخر سنة خمس وستين ـ أو أول سنة ست وستين ـ.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ علي ابن المنادي وأنا أسمع قال : ومحمّد بن شجاع الثّلجيّ كان يتفقه ويقرئ الناس القرآن ، مات فجأة وذلك في ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين.

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال : ولعشر خلون من ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين ، مات أبو عبد الله محمّد بن شجاع الثّلجيّ فقيه العراقين في وقته.

٩٤٢ ـ محمّد بن شوكر بن رافع بن شدّاد ، أبو جعفر (٤) :

طوسي الأصل. سمع إسماعيل بن جعفر ، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد ، وأبا أسامة حمّاد بن أسامة ، والقاسم بن الحكم العرني. روى عنه : يعقوب بن إبراهيم البزّاز المعروف بالجراب ، وغيره وكان ثقة.

أخبرنا عليّ بن محمّد الدّقّاق قال : قرأنا على الحسين بن هارون ، عن ابن سعيد.

قال : محمّد بن شوكر بغدادي.

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٣٦٣.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٣٦٣. وفيه : «نصرة لفلان ومذهبه».

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٣٦٣.

(٤) ٩٤٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٧٠ في المطبوعة.

٤٢٦

٩٤٣ ـ محمّد بن شعبة بن جوان ، أبو عليّ ، ويقال : محمّد بن جوان بن شعبة(١) :

وقد ذكرناه في حرف الجيم ، وهو بصري سكن بغداد وحدّث بها وكان ثقة.

أخبرني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا يوسف بن عمر القوّاس ، حدّثنا محمّد بن بشر بن موسى القراطيسي ، حدّثنا محمّد بن شعبة بن جوان ـ ببغداد ، في خان عاصم ـ أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا محمّد بن شعبة بن جوان ، حدّثنا أبو عاصم ، حدّثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال : قال عبد الله : لعن آكل الربا وموكله. وحدّث عنه : إسماعيل بن العبّاس الورّاق ، وعبد الله بن محمّد بن إسحاق حامض رأسه ، فقالا : حدّثنا محمّد بن شعبة بن جوان.

٩٤٤ ـ محمّد بن شدّاد بن عيسى ، أبو يعلى المسمعيّ يعرف بزرقان (٢) :

كان أحد المتكلّمين على مذاهب المعتزلة ، وحدّث عن يحيى بن سعيد القطّان ، وأبي زكير المدينيّ ، وعباد بن صهيب ، وأبي عاصم النبيل ، وعون بن عمارة ، وأبي عامر العقدي ، وروح بن عبادة ، وجعفر بن عون ، وعبيد الله بن موسى. روى عنه : الحسين بن صفوان البرذعيّ ، ومكرم بن أحمد القاضي ، وأبو بكر الشّافعيّ.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عثمان بن مياح السّكريّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله ابن إبراهيم الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد بن شدّاد المسمعيّ ، حدّثنا أبو زكير ، حدّثنا هشام ابن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلوا البلح بالتمر فإن الشيطان إذا رآه غضب وقال : عاش ابن آدم حتى أكل الجديد بالخلق» (٣).

تفرد برواية هذا الحديث عن هشام أبو زكير يحيى بن محمّد بن قيس. وقد رواه عنه أيضا غير المسمعيّ.

سألت أبا بكر البرقانيّ ، عن محمّد بن شدّاد المسمعيّ فقال : ضعيف جدا. وقال لي مرة أخرى : المسمعيّ لا يحتج به.

__________________

(١) ٩٤٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٧١ في المطبوعة.

(٢) ٩٤٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٧٢ في المطبوعة.

(٣) انظر الحديث في : المستدرك ٤ / ١٢٠ ، ١٢١ والكامل ٧ / ٢٦٩٨. واللآلئ المصنوعة ٢ / ١٣١. والضعفاء للعقيلي ٤ / ٤٢٧. وكنز العمال ٢٨١٩٨.

٤٢٧

وقال لي مرة أخرى : كان أبو الحسن الدّارقطنيّ يقول : محمّد بن شدّاد المسمعيّ ، لا يكتب حديثه.

حدّثني عبيد الله بن عمر الواعظ ، عن أبيه قال : حدّثني أبو بكر الشّافعيّ قال : ومات محمّد بن شدّاد المسمعيّ سنة ثمان وسبعين.

أخبرنا أحمد بن عليّ المحتسب قال : قرأنا على أحمد بن الفرج بن الحجّاج ، عن أبي العبّاس بن سعيد قال : سنة تسع وسبعين ومائتين توفي أبو يعلى المسمعيّ ببغداد.

٩٤٥ ـ (١) محمّد بن شاذان بن يزيد ، أبو بكر الجوهريّ (٢) :

سمع هوذة بن خليفة ، وزكريا بن عدي ، ومعلى بن منصور ، وعمرو بن حكام. روى عنه : الحسين بن إسماعيل المحامليّ ، وأحمد بن سلمان النّجّاد ، وعبد الصّمد بن عليّ الطّستيّ ، وأحمد بن كامل القاضي ، وعبد الباقي بن قانع ، وغيرهم. وذكره الدّارقطنيّ فقال : ثقة صدوق.

قرأت على الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل القاضي قال : كان محمّد بن شاذان الجوهريّ ثقة في الحديث مأمونا.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي قال : ومات أبو بكر بن شاذان الجوهريّ يوم السبت لخمس بقين من جمادى الأولى سنة ست وثمانين.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ علي ابن المنادي وأنا أسمع قال : وأبو بكر الجوهريّ واسمه محمّد بن شاذان ، مات ليلة السبت ودفن يوم السبت لأربع خلون من جمادى الأولى سنة ست وثمانين ـ يعني ومائتين ـ كان عنده كتاب المعلى بن منصور ، وكان له حين توفي ثلاث وتسعون سنة.

٩٤٦ ـ محمّد بن شاذان بن درست ، الخضيب (٣) :

حدّث عن : عمرو بن مرزوق ، وبشر بن أبي الوضاح. روى عنه : محمّد بن مخلد الدّوريّ.

__________________

(١) ٩٤٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٧٣ في المطبوعة.

(٢) الجوهري : هذه النسبة إلى بيع الجوهر (الأنساب ٣ / ٣٧٩).

(٣) ٩٤٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٧٤ في المطبوعة. انظر : الأنساب ، للسمعاني ٥ / ١٤٣.

٤٢٨

٩٤٧ ـ محمّد بن شيرويه بن عيسى (١) :

حدّث عن : أبي بكر بن أبي شيبة. روى عنه : عبد الصّمد بن عليّ الطّستيّ.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا عبد الصّمد بن عليّ بن محمّد ابن مكرم ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن شيرويه بن عيسى ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديّ ، عن زمعة ، عن سلمة بن وهرام ، عن طاوس قال : ما جعل العلم ، أو ما حمل العلم في مثل جراب حلم.

٩٤٨ ـ محمّد بن شعيب بن صالح ، أبو عبد الله البخاريّ (٢) :

قدم بغداد حاجا وحدّث بها عن : أبي شهاب معمر بن محمّد البلخيّ ، وصالح بن محمّد جزرة. روى عنه : عليّ بن عمر بن محمّد السّكّريّ.

أخبرني عبد العزيز بن عليّ الورّاق ، حدّثنا عليّ بن عمر السّكريّ ـ إملاء ـ حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن شعيب بن صالح البخاريّ ـ قدم علينا حاجّا في سنة ثمان وثلاثمائة.

أخبرنا أبو شهاب معمر بن محمّد بن معمر البلخيّ ، حدّثنا مكي بن إبراهيم. وأخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن محمّد بن الحسن الخطيب البلخيّ ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن شاذان الفقيه ـ ببلخ ـ حدّثنا أبو شهاب معمر بن محمّد العوفيّ ، حدّثنا المكّيّ بن إبراهيم ، حدّثنا هشام بن حسّان ، والحسن بن دينار ، عن محمّد بن واسع ، عن عبد الله بن الصّامت ، عن أبي ذر قال : أوصاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسبع ، أوصاني : «أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي ، وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم ، وأوصاني بأن أقول ـ وفي حديث ابن شاذان أن أقول الحق ـ وإن كان مرّا ، وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت ، وأوصاني أن لا أخاف من الله لومة لائم ، وأوصاني ألا أسأل الناس شيئا ، وأوصاني أن أستكثر من قول لا حول ولا قوة إلّا بالله (٣)».

__________________

(١) ٩٤٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٧٥ في المطبوعة.

(٢) ٩٤٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٧٦ في المطبوعة.

(٣) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ٤ / ٢١٧. والترغيب والترهيب ٤ / ١٤٨.

٤٢٩

٩٤٩ ـ (١) محمّد بن شريك بن محمّد ، أبو بكر الإسفرايينيّ (٢) :

سمع : الحسين بن الفضل البجليّ ، وطبقته بنيسابور. وورد بغداد ، فكتب بها عن : الحارث بن أبي أسامة ونحوه ، وخرج إلى البصرة فسمع بها من : إبراهيم بن فهد الساجي وأقرانه. وحج فكتب بمكة عن محمّد بن عليّ بن زيد الصّائغ ، وكان يكثر المقام بنيسابور ، وقدم بغداد بأخرة ، وحدّث بها فروى عنه من أهلها : أبو الحسين بن البواب المقرئ.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ ، حدّثنا محمّد بن شريك الإسفرايينيّ ـ قدم للحج ـ حدّثنا محمّد بن الجنيد النّيسابوري أن أبا مسهر أخبرهم قال : سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول : من استخار واستشار فقد قضى ما عليه.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن حمدويه النّيسابوري قال : سمعت أبا حفص الزّاهد يذكر : أن محمّد بن شريك الإسفرايينيّ توفي ليلة الأحد لخمس وعشرين خلت من المحرم سنة ست وعشرين وثلاثمائة.

قلت : وكانت وفاته بنيسابور ، وحمل إلى أسفرايين فدفن بها.

* * *

حرف الصاد من آباء المحمّدين

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه صالح

٩٥٠ ـ محمّد بن صالح ، أبو إسماعيل الواسطيّ مولى ثقيف ويعرف بالبطّيخي (٣):

سكن بغداد ، وحدّث بها عن : مالك بن أنس ، وعبد الرّحمن بن إسحاق الواسطيّ ، والعبّاس بن الفضل الأنصاريّ ، والحجّاج بن دينار. روى عنه : إبراهيم بن المنذر الحزامي ، ومحمّد بن عبد الله بن المبارك المخرميّ ، والحسن بن عرفة العبدي.

__________________

(١) ٩٤٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٧٧ في المطبوعة.

(٢) الأسفراييني : هذه النسبة إلى أسفرايين ، وهي بليدة بنواحي نيسابور على منتصف الطريق من جرجان ، وقيل : إن نسا وأبيورد وأسفرايين عرائس ينشزن على المبتدعين ، وقيل لها المهرجان (الأنساب ١ / ٢٣٥).

(٣) ٩٥٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٧٨ في المطبوعة. انظر : الأنساب ، للسمعاني ٢ / ٢٤٢.

٤٣٠

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ الدّيباجيّ ، وأبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن رزق الثاني ، وأبو الحسين محمّد بن الحسين بن محمّد بن الفضل القطّان ، وأبو محمّد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبّار السكوني ، وأبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد البزّاز قالوا : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمّد الصفّار ، حدّثنا الحسن بن عرفة قال : حدّثني محمّد بن صالح الواسطيّ ، عن سليمان بن محمّد ، عن عمر بن نافع ، عن أبيه قال : قال عبد الله بن عمر : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قائما على هذا المنبر ـ يعني منبر رسول الله ـ وهو يحكي [عن] ربه تعالى فقال : «إن الله إذا كان يوم القيامة جمع السموات السبع والأرضين السبع في قبضته». ثم قال هكذا وشد قبضته ثم قبضها ، «ثم يقول : أنا الله ، أنا الرّحمن ، أنا الملك ، أنا القدوس ، أنا السلام ، أنا المهيمن ، أنا العزيز ، أنا الجبّار ، أنا المتكبر ، أنا الذي بدأت الدّنيا ولم تك شيئا ، أنا الذي أعيدها ، أين الملوك أين الجبابرة» (١).

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : محمّد بن صالح البطيخي أبو إسماعيل ؛ كان ببغداد أصله واسطي.

وأخبرنا أبو حازم العبدوي قال : سمعت محمّد بن عبد الله الجوزقي يقول : أخبرنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو إسماعيل محمّد بن صالح البطيخي أصله واسطي سكن بغداد.

٩٥١ ـ محمّد بن صالح الفزاريّ ، الخيّاط (٢) :

سمع شريك بن عبد الله ، وسفيان بن عيينة وأبا عبيدة الحدّاد. روى عنه : جعفر بن محمّد بن كزال ، وصالح بن محمّد جزرة ، وأبو العبّاس بن واصل المقرئ ، وإسحاق ابن إبراهيم بن سنين الختّليّ ، وأحمد بن الحسن الصّوفيّ ، وغيرهم.

أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس النّعاليّ ، أخبرنا عبيد الله بن العبّاس الشّطويّ ، حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار ، حدّثنا محمّد بن صالح الخيّاط الفزاريّ ـ سنة تسع وعشرين ـ حدّثنا أبو عبيدة الحدّاد ، حدّثنا عبد الرّحمن بن

__________________

(١) انظر الحديث في : الجامع الكبير ٤٦٤٥. والموضوعات ١ / ٣٠٥.

(٢) ٩٥١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٧٩ في المطبوعة. انظر : الأنساب ، للسمعاني ٥ / ٢٢٥.

٤٣١

بديل العقيليّ ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن لله لأهلين من الناس» قيل : من هم يا رسول الله؟ قال : «هم أهل القرآن أهل الله وخاصته» (١).

قرأت على أبي بكر البرقانيّ ، عن محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ابن مسعدة الفزاريّ ، حدّثنا جعفر بن درستويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال : وسألت يحيى بن معين عن محمّد بن صالح الخيّاط ـ شيخ كان يكون على الدجيل في مربعة الخوارزميّة يحدّث عن أبي عبيدة الحدّاد وغيره ـ قال : ليس به بأس.

قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات ـ بخطه ـ أخبرنا محمّد بن العبّاس الهرويّ ، حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه ، أخبرنا صالح بن محمّد الأسدي قال : محمّد بن صالح الخيّاط ثقة.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي ، حدّثنا محمّد ابن عبد الله الحضرمي قال : سنة ثلاثين ومائتين فيها مات محمّد بن صالح البغداديّ.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله بن محمّد البغويّ : مات محمّد بن صالح الخيّاط ببغداد سنة ثلاثين.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن محمّد بن صالح الخيّاط مات في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاثين ومائتين.

٩٥٢ ـ محمّد بن صالح بن مهران ، المعروف بابن النّطّاح ، مولى بني هاشم ، يكنى أبا عبد الله ، وقيل : أبا جعفر (٢) :

بصري قدم بغداد ، وحدّث بها عن : يوسف بن عطيّة الصفّار ، وعون بن كهمس ، والمنذر بن زناد الطّائي ، وأرطاة أبي حاتم ، ومعتمر بن سليمان روى عنه : أحمد بن عليّ الخزّاز ، وبشر بن موسى الأسدي ، وأحمد بن القاسم بن مساور الجوهريّ ،

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٢١٥. ومسند أحمد ٣ / ١٢٧ ، ١٢٨ ، ٢٤٢. والمستدرك ١ / ٥٥٦. وسنن الدارمي ٢ / ٤٣٣.

(٢) ٩٥٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٨٠ في المطبوعة. انظر : تهذيب الكمال ٥٢٩٥ (٢٥ / ٣٨١) ثقات ابن حبان : ٩ / ١٢٥ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٥٦٢٧ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢١٣ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧٦٨٥ ، وتهذيب التذهيب : ٩ / ٢٢٧ ، والتقريب : ٢ / ١٧٠ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٣١٠.

٤٣٢

والهيثم بن خلف الدّوريّ ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية. وكان أخباريّا ناسبا ، راوية للسير ، وله كتاب «الدولة» ، وهو أول من صنف في أخبارها كتابا.

حدّثنا أبو نعيم الحافظ ـ إملاء ـ حدّثنا محمّد بن عليّ بن حبيش ، أخبرنا أحمد بن القاسم بن مساور ، حدّثنا محمّد بن صالح بن النّطّاح ، حدّثنا أرطأة ـ أبو حاتم ـ قال : حدّثنا عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لو لا أن تكون سنّة لأمرت بالسواك عند كل صلاة» (١).

قال لنا أبو نعيم : يقال : إن هذا مما تفرد به أرطأة عن عبيد الله.

أخبرني أحمد بن عليّ بن الحسين التّوزيّ ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن أحمد البزّاز ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبدان الصفّار ، حدّثنا أحمد بن عليّ الخزّاز ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن صالح ـ قدم علينا بغداد ـ أخبرني أبو بشر محمّد بن عمر الوكيل ، حدّثنا عمر بن أحمد بن عثمان قال : سنة اثنتين وخمسين ومائتين فيها مات محمّد بن صالح النّطّاح.

٩٥٣ ـ محمّد بن صالح بن عبد الرّحمن ، أبو بكر الأنماطيّ ، يعرف بكيلجة (٢):

سمع مسلم بن إبراهيم ، وعفّان بن مسلم ، وأبا سلمة التبوذكي ، وأبا معمر المقعد ، وعبد الله بن عبد الوهّاب الحجبي ، وسعيد بن أبي مريم المصري ، ومحبوب بن موسى الفراء. روى عنه : يحيى بن محمّد بن صاعد ، وعبيد الله بن عبد الرّحمن السّكّريّ ، والقاضي أبو عبد الله المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد الدّوريّ ، وإسماعيل بن محمّد الصفّار ، وغيرهم. وكان حافظا متقنا ثقة.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهديّ ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل المحامليّ ، حدّثنا محمّد بن صالح بن أبي مريم ، أخبرنا يحيى بن أيوب ، أخبرني يحيى ابن سعيد ، أخبرني أبو صالح : أن رجلا من بني أسد حدّثه قال : مررت على أبي

__________________

(١) انظر الحديث في : المطالب العالية ١٩٧٠. والكنى للدولابي ١ / ١٤٣. ومجمع الزوائد ٢ / ٩٨ ، ٥ / ٣٢٣.

(٢) ٩٥٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٨١ في المطبوعة. انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٤٧. تهذيب الكمال ٥٢٩٤ (٢٥ / ٣٧٩). وسير أعلام النبلاء : ١٢ / ٥٢٤ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢١٣ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٣٢ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧ ، والتقريب : ٢ / ١٧٠ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٣٠٩ / وشذرات الذهب : ٢ / ١٦١.

٤٣٣

ذر بالربذة فحدّثني أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من أشد أمتي حبا لي أناس يكونون بعدي يود أحدهم لو يعطى أهله وماله بأن يراني» (١).

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصفّار ، حدّثنا محمّد بن صالح الأنماطيّ ، حدّثنا أبو صالح الفراء ، حدّثنا أبو إسحاق الفزاريّ ، عن سفيان الثوري ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلي على راحلته حيث توجهت به. تفرد به أبو إسحاق عن الثوري.

أخبرني محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ ، أخبرنا أبو عليّ الحسين بن محمّد الشّافعيّ ـ بالأهواز ـ قال : أخبرنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : وسألته ـ يعني أبا داود السّجستانيّ ـ عن كيلجة فقال : صدوق.

أخبرنا عليّ بن محمّد الدّقّاق قال : قرأنا على الحسين بن هارون ، عن أبي العبّاس ابن سعيد قال : حدّثنا الفضل بن أشرس قال : كنا مع بكر بن خلف ثم ـ وأشار إلى الميزاب بحذاء البيت ـ فطلع محمّد بن صالح فقال بكر بن خلف : قد جاءكم من ينقّر هذا العلم تنقيرا.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا عليّ بن عمر الدّارقطنيّ ، حدّثنا الحسن بن رشيق ، حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائيّ ، عن أبيه : ثم حدّثني محمّد بن عليّ الصّوريّ ، حدّثنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال : ناولني عبد الكريم ـ وكتب لي بخطه. قال : سمعت أبي يقول : أحمد بن صالح بغدادي ثقة.

حدّثني أبو القاسم الأزهريّ ، عن الدّارقطنيّ مثل ذلك وزاد قال : سمعت أبي يقول : ويقال : اسمه محمّد ـ يعني كيلجة.

قلت : وهو محمّد بلا شك. وقد كان محمّد بن مخلد الدّوريّ يسميه أيضا أحمد في بعض رواياته عنه.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله بن محمّد البغويّ : مات محمّد بن صالح كيلجة بمكة سنة إحدى وسبعين.

أخبرني عليّ بن محمّد الدّقّاق قال : قرأنا على الحسين بن هارون ، عن أبي سعيد

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٤١٧. والاستذكار ١ / ٢٧٣. والأحاديث صحيحة ٣ / ٤٠٦. وكنز العمال ١٢ / ٣٤٤٩٠.

٤٣٤

قال : توفي محمّد بن صالح بن عبد الرّحمن الحافظ أبو بكر الأنماطيّ البغداديّ بمكة سنة إحدى وسبعين ومائتين ، ورأيته لا يخضب.

قرأت بخط محمّد بن مخلد : سنة اثنتين وسبعين ومائتين فيها ـ يعني أن محمّد بن صالح كيلجة مات بمكة.

قلت : والصحيح أنه مات سنة إحدى وسبعين.

٩٥٤ ـ محمّد بن صالح بن شعبة ، أبو عبد الله الواسطيّ ، يعرف بكعب الذّارع:

قدم بغداد ، وحدّث بها عن : عاصم بن عليّ ، وعمر بن حفص بن غياث ، وأبي سلمة التبوذكي ، وعباد بن موسى القرشيّ ، وموسى بن إسماعيل الختّليّ ، وداود بن شبيب البصريّ. روى عنه : يحيى بن محمّد بن صاعد ، ومحمّد بن عمرو الرّزّاز ، ومحمّد بن عبد الله بن أحمد بن عتّاب ، وأبو بكر بن مالك الإسكافي ، وكان ثقة.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختريّ الرّزّاز ، حدّثنا محمّد بن صالح بن شعبة ـ أبو عبد الله الواسطيّ إملاء ببغداد في قنطرة العتيقة سنة ست وسبعين ومائتين في مسجد النخلة ـ حدّثنا عاصم بن عليّ قال : حدّثنا إسماعيل بن جعفر ، أخبرني أبو سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر ، عن أبيه ، عن طلحة بن عبد الله : أن أعرابيّا جاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، أخبرني ما ذا افترض الله علي من الصلاة؟ قال : «صلوات خمس» قال : أخبرني عما افترض الله علي من الصيام؟ قال : «صيام شهر رمضان». قال : فأخبرني عما افترض الله عليّ من الزكاة؟ قال : فأخبره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشرائع الإسلام.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ علي ابن المنادي وأنا أسمع. وأخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن كعبا الذّارع مات في سنة ست وسبعين ومائتين. زاد ابن المنادي : في ذي القعدة.

٩٥٥ ـ محمّد بن صالح ، أبو عبد الله البغداديّ :

سمع أحمد بن حنبل ، وأبا زرعة الرّازيّ. روى عنه : عمر بن محمّد بن إسحاق العطّار. وسنورد حديثه في أخبار أبي زرعة الرّازيّ إن شاء الله.

__________________

(١) ٩٥٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٨٢ في المطبوعة. انظر : الأنساب ، للسمعاني ٦ / ٧ ، ٨.

(١) ٩٥٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٨٣ في المطبوعة.

٤٣٥

٩٥٦ ـ (١) محمّد بن أبي شعيب السّوسي ، واسمه : صالح بن زياد بن عبد الله ابن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود بن مقترح الدّشتكيّ (٢) ، يكنى : أبا المعصوم :

وهو من أهل الرقة ، قدم بغداد حاجّا في سنة ست وثلاثمائة ، وحدّث عن : أبيه عن اليزيدي قراءة أبي عمرو بن العلاء. روى عنه : عثمان بن أحمد بن سمعان الرّزّاز.

٩٥٧ ـ محمّد بن صالح بن ذريح بن حكيم بن هرمز ، أبو جعفر العكبريّ (٣) :

سمع : جبارة بن مغلس ، وعثمان بن أبي شيبة ، وهنّاد بن السري ، وعبد الأعلى بن حمّاد النّرسيّ ، وبشر بن معاذ العقدي ، وأبا مصعب الزّهريّ ، وسفيان بن وكيع بن الجرّاح ، وأبا ثور الفقيه ، ومحمّد بن طريف البجليّ. روى عنه : أبو الحسين بن المنادي ، وأبو عليّ بن الصّوّاف ، وإسحاق بن محمّد النّعاليّ ، وأبو حفص بن الزيّات ، ومحمّد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدّقّاق ، ومحمّد بن المظفر ، وكان ثقة. حدّث ببغداد.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عليّ بن عثمان بن الجنيد الخطبي ، حدّثنا عمرو بن محمّد بن عليّ الصّيرفيّ ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن صالح بن ذريح العكبريّ ـ سنة اثنتين وثلاثمائة في سوق يحيى ـ حدّثنا محمّد بن طريف ، حدّثنا ابن إدريس ، عن أبيه ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عطاء ، عن جابر : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم باع مدبرا في دين.

حدّثنا عبيد الله بن عمر الواعظ عن أبيه قال : سنة ست وثلاثمائة فيها مات ابن ذريح العكبريّ.

أخبرني أبو القاسم الأزهريّ ، عن طلحة بن محمّد بن جعفر. وأخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن ابن ذريح مات في سنة ست وثلاثمائة ـ زاد ابن قانع في ذي الحجة ـ قالا : وقيل في سنة سبع.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ علي ابن المنادي وأنا أسمع قال : وتوفي محمّد بن صالح بن ذريح العكبريّ بمدينتنا وحمل إلى عكبرا لأيام بقيت من ذي الحجة سنة سبع وثلاثمائة.

__________________

(١) ٩٥٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٨٤ في المطبوعة.

(٢) الدشتكي : هذه النسبة إلى دشتك ، وهي قرية بالري ، وقرية بأصبهان ، ومحلة بأستراباذ (الأنساب ٥ / ٣١٣).

(٣) ٩٥٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٨٥ في المطبوعة. انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٨٧.

٤٣٦

قرأت بخط محمّد بن مخلد الدّوريّ : سنة ثمان وثلاثمائة فيها مات ابن ذريح العكبريّ أول المحرم.

٩٥٨ ـ (١) محمّد بن صالح بن أبي العوّام ، أبو جعفر الصّائغ (٢) :

حدّث عن : إبراهيم بن سعيد الجوهريّ ، وأحمد بن منيع البغويّ ، وخلّاد بن أسلم ، وأبي هشام الرفاعي ، وسوّار بن عبد الله العنبريّ. روى عنه : عمر بن محمّد ابن حميد بن بهتة.

أخبرني محمّد بن عمر بن بكير المقرئ ، أخبرنا عمر بن محمّد بن حميد بن بهتة المناشر ، حدّثنا محمّد بن صالح بن أبي العوّام ـ أبو جعفر الصّائغ ـ ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد ، حدّثنا أبو داود الحفري ، عن سفيان الثوري ، عن التّيميّ ، عن عاصم ، عن كعب بن عجرة قال : خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم ـ ونحن تسعة نفر ـ وبيننا وسادة أدم فقال : «إنه سيكون أمراء يكذبون ويظلمون ، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم ؛ فليس مني ولا أنا منه ، ولا يرد عليّ الحوض يوم القيامة ، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم ؛ فهو مني وأنا منه ويرد عليّ الحوض يوم القيامة» (٣).

المحفوظ : عن سفيان ، عن أبي حصين ، عن الشعبي ، عن عاصم وهو العدوي.

٩٥٩ ـ محمّد بن صالح بن خلف بن داود بن سعيد بن عبد الله ، أبو بكر الجواربيّ (٤) :

حدّث عن : عمرو بن عليّ الفلاس ، وحميد بن زنجويه ، والحصين بن عليّ بن الأسود ، وأبي الأشعث أحمد بن المقدام. روى عنه : محمّد بن المظفر ، وأبو الحسن الدّارقطنيّ وغيرهما ، وكان صدوقا.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصفّار ، حدّثنا ابن قانع قال : ومات الجواربي ـ في خان منيرة ـ سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.

__________________

(١) ٩٥٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٨٦ في المطبوعة.

(٢) الصائغ : هذه النسبة إلى عمل «الصياغة» وهو صوغ الذهب (الأنساب ٨ / ٢٣).

(٣) انظر الحديث في : المستدرك ١ / ٧٨. ومصنف ابن أبي شيبة ١١ / ٤٥٣. والسنة لابن أبي عاصم ٢ / ٣٥١. والدر المنثور ٦ / ٣٨٨. وكنز العمال ١٤٤٠٣.

(٤) ٩٥٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٨٧ في المطبوعة. انظر : الأنساب ، للسمعاني ٣ / ٣٣١.

٤٣٧

٩٦٠ ـ محمّد بن صالح بن عليّ بن يحيى بن عبد الله بن محمّد بن عبيد الله ابن عيسى بن موسى بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، أبو الحارث الهاشميّ ، يعرف بابن أم شيبان (١) :

وهو أخو القاضي أبي الحسن محمّد بن صالح ، وكان الأصغر سمع عبد الله بن زيدان البجليّ ، ومحمّد بن الحسين الخثعمي ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وإبراهيم ابن محمّد بن عرفة النّحويّ ، والقاضي أبا عبد الله المحامليّ وأبا العبّاس بن عقدة. ودرس فقه مالك. وخرج عن بغداد إلى خراسان ، فحدّث بها. روى عنه : الحاكم أبو عبد الله محمّد بن عبد الله النّيسابوري.

حدثت عن أبي عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ قال : ورد محمّد بن صالح بن عليّ بن يحيى أبو الحارث ابن أم شيبان القاضي الهاشميّ نيسابور وأقام بها مدة يتكلم على مذهب مالك ثم دخل بخارى فقلد قضاء نسا سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. وتوفي ببغداد سنة ستين وثلاثمائة.

ذكرت هذا لأبي العلاء محمّد بن عليّ القاضي الواسطيّ فقال : مات محمّد بن صالح بن أم شيبان أخو أبو الحسن بخراسان.

ثم أخبرني أبو الوليد الدربندي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ ببخارى قال : توفي أبو الحارث محمّد بن صالح بن عليّ الهاشميّ ببخارى ، ليلة الجمعة في ربيع الأول سنة ستين وثلاثمائة.

٩٦١ ـ محمّد بن صالح بن عليّ بن يحيى بن عبد الله ، أبو الحسن الهاشميّ المعروف بابن أم شيبان (٢) :

أخو أبي الحارث الذي ذكرناه آنفا ، وهو الأكبر ، وأصلهما من الكوفة ، ولى أبو الحسن القضاء ببغداد وحدّث بها عن محمّد بن محمّد بن عقبة الشّيباني ، وعبد الله ابن زيدان البجليّ. حدّثنا عنه : محمّد بن طلحة النّعاليّ ، وأبو بكر البرقانيّ.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن طلحة النّعاليّ ، حدّثنا القاضي أبو الحسن محمّد بن صالح بن عليّ بن يحيى الهاشميّ ابن أم شيبان ـ حدّثنا عبد الله بن زيدان ، حدّثنا

__________________

(١) ٩٦٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٨٨ في المطبوعة. انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٢٠٩.

(٢) ٩٦١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٨٩ في المطبوعة. انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٢٧٣. والبداية والنهاية ١١ / ٢٩٦.

٤٣٨

هشام بن يونس النّهشلي ، حدّثنا المحاربي ، عن موسى الفراء ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ ، عن عثمان قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «أفضلكم من تعلّم القرآن وعلمه» (١).

أخبرنا عليّ بن المحسن التّنوخيّ ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : لما نقل المستكفى بالله أبا السائب عن القضاء بمدينة المنصور ـ وذلك في يوم الاثنين مستهل شهر ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ـ قلد في هذا اليوم أبا الحسن محمّد بن صالح بن عليّ بن يحيى بن عبد الله بن محمّد بن عبيد الله بن عيسى بن موسى بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، ويعرف هو وأهله ببني أم شيبان ، وهي والدة يحيى بن عبد الله جد أبيه ، وهي المكناة بأم شيبان واسمها كنيتها ، وهي بنت يحيى بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن يحيى بن زكريا بن طلحة بن عبيد الله ، صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأم زكرياء بن طلحة أم كلثوم بنت أبي بكر الصّدّيق ، وأم أبيه صالح بن عليّ ؛ فاطمة بنت جعفر بن محمّد بن عمّار البرجمي قاضي القضاة بسر من رأى. قال طلحة : فقد ولده ثلاثة من الصحابة من قريش وله ولادة في البراجم من العرب ، والقاضي أبو الحسن محمّد بن صالح من أهل الكوفة وبها ولد ونشأ ، وكتب الحديث ، وقدم بغداد سنة إحدى وثلاثمائة مع أبيه ، ثم تكرر دخوله إياها ، ثم دخل سنة سبع وثلاثمائة فقرأ على أبي بكر بن مجاهد ولقى الشيوخ ، ثم انتقل إلى الحضرة فاستوطنها في سنة ست عشرة وثلاثمائة ، وصاهر قاضي القضاة أبا عمر محمّد بن يوسف على بنت بنته. قال طلحة : وأبو الحسن رجل عظيم القدر ، وافر العقل ، واسع العلم ، كثير الطلب للحديث ، حسن التصنيف ، مدمن الدرس والمذاكرة ، ينظر في فنون العلم والآداب ، متوسط في الفقه على مذهب مالك ، ولا أعلم قاضيا تقلد القضاء بمدينة السلام من بني هاشم غيره ، ثم قلده المطيع قضاء الشرقية مضافا إلى مدينة المنصور. وذلك في رجب سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة ، فصار على قضاء الجانب الغربي بأسره إلى شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة ، فإن بغداد جمعت لأبي السائب عتبة بن عبيد الله ، وقلد القاضي أبو الحسن مصر وأعمالها ، والرملة وقطعة من أعمال الشام.

حدّثني عليّ بن أبي علي البصريّ قال : سمعت أبي يقول : قال عضد الدولة يوما

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٩٠٨. وسنن ابن ماجة ٢١١ ، ٢١٢. ومسند أحمد ١ / ٥٧ ، ٦٩. ومصنف عبد الرزاق ٥٩٩٥.

٤٣٩

وأنا حاضر ـ وقد جرى ذكر أهل بغداد وكان يذمهم كثيرا ويثلبهم ـ : ما وقعت عيني في هذا البلد على أحد يستحق التفضيل ، أو أن يسمى برجل غير نفسين ؛ ولما ميزتهما علمت أنهما ليسا من أهل بغداد. قال أبي : فتشوفت لمعرفتهما ولم أسأله عنهما ، وبان له ذلك في وجهي فقال : أما أحدهما وأولاهما بالتفضيل ، فأبو الحسن ابن أم شيبان ، والآخر محمّد بن عمر ـ يعني العلويّ ـ وهما كوفيان.

قال محمّد بن أبي الفوارس : مات القاضي أبو الحسن ابن أم شيبان فجأة في جمادى الأولى سنة تسع وستين وثلاثمائة ، قال : ومولده سنة ست وتسعين وكان نبيلا سريّا فاضلا. وما رأينا مثله في معناه في الصدق.

ذكر لي عليّ بن المحسن : أن مولده كان في يوم عاشوراء من سنة أربع وتسعين ومائتين.

٩٦٢ ـ محمّد بن صالح ، أبو بكر السّقطيّ المقرئ (١) :

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن صالح السّقطيّ المقرئ ـ إملاء في جامع المنصور ـ حدّثنا أبو بكر بن أبي زيد الفقيه ـ بمكة ـ حدّثنا محمّد بن يونس ، حدّثنا قريش وهو ابن أنس ، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اثبت حراء فما عليك إلّا نبي وصديق وشهيدان» (٢).

٩٦٣ ـ محمّد بن صالح بن جعفر بن محمّد بن جعفر بن زياد بن ميسرة ، أبو الحسن يعرف بابن الرّازيّ القاضي (٣) :

سمع إسماعيل بن عليّ الخطبي ، كتبت عنه وكان صدوقا يسكن قريبا من دار إسحاق ، ويحكى عنه أنه كان يذهب إلى الاعتزال.

أخبرنا القاضي أبو الحسن محمّد بن صالح بن جعفر بن الرّازيّ ، أخبرنا إسماعيل ابن عليّ الخطبي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس المؤدّب ، حدّثنا إبراهيم بن أبي اللّيث ، حدّثنا الأشجعي ، عن سفيان ، عن منصور ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن

__________________

(١) ٩٦٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٩٠ في المطبوعة.

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٧٥٧. وسنن ابن ماجة ١٣٤. ومسند أحمد ١ / ١٨٩ ، ٥ / ٣٤٦. والمستدرك ٣ / ٤٥١. وصحيح ابن حبان ٢٩١٨.

(٣) ٩٦٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٩١ في المطبوعة.

٤٤٠