تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٨

إليه الثالث والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة ، والبخاريّ لا يزيدهم على لا أعرفه. فلما علم البخاريّ أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم ، فقال أما حديثك الأول فهو كذا ، وحديثك الثاني فهو كذا ، والثالث والرابع على الولاء حتى أتى على تمام العشرة ، فرد كل متن إلى إسناده ، وكل إسناد إلى متنه ، وفعل بالآخرين مثل ذلك ، ورد متون الأحاديث كلها إلى أسانيدها ، وأسانيدها إلى متونها. فأقر له الناس بالحفظ وأذعنوا له بالفضل. وكان ابن صاعد إذا ذكر محمّد بن إسماعيل يقول : الكبش النطاح (١).

ذكر البغداديّين فضله :

أخبرني الحسن بن محمّد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن يوسف الأزديّ قال نبأنا أبو عمرو محمّد بن عمر بن الأشعث البيكنديّ (٢) قال سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول : انتهى الحفظ إلى أربعة من أهل خراسان أبو زرعة الرّازيّ ، ومحمّد بن إسماعيل البخاريّ ، وعبد الله بن عبد الرّحمن السّمرقنديّ ، والحسن بن شجاع البلخيّ (٣).

وأخبرني الحسن بن محمّد قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أبو نصر محمّد ابن أحمد بن موسى البزّاز قال سمعت أبا بكر عبد الرّحمن بن محمّد بن علوية الأبهري يقول سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول : ما أخرجت خراسان مثل محمّد بن إسماعيل (٤).

أخبرني أبو الوليد الدربندي قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان قال نبأنا أبو نصر محمّد بن سعيد قال سمعت محمّد بن يوسف بن مطر يقول سمعت أبا جعفر محمّد بن أبي حاتم يقول حدّثني حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد قال سمعت يعقوب بن إبراهيم الدورقي يقول : محمّد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة (٥).

أخبرني أبو الوليد قال أنبأنا محمّد قال أنبأنا أحمد بن أبي حامد الباهلي قال

__________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٥٣ ثم ٤٥٦

(٢) في المطبوعة والأصل : (السكندى)

(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٥٦.

(٤) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٥٦.

(٥) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٥٦ ، ٤٥٧.

٢١

سمعت أبا سعيد حاتم بن محمّد بن حازم يقول سمعت موسى بن هارون الحمّال ببغداد يقول : عندي لو أن أهل الإسلام اجتمعوا على أن ينصبوا مثل محمّد بن إسماعيل آخر ما قدروا عليه (١).

أخبرني محمّد بن عليّ المقري قال أنبأنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن مهران الحافظ قال أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النّسفي قال سألت أبا علي صالح ابن محمّد عن محمّد بن إسماعيل ، وأبي زرعة ، وعبد الله بن عبد الرّحمن ، فقال : عن أى شيء تسأل؟ فهم مختلفون في أشياء. فقلت : من أعلمهم بالحديث؟ فقال : محمّد ابن إسماعيل ، وأبو زرعة أحفظهم وأكثرهم حديثا. فقلت : وعبد الله بن عبد الرّحمن؟ فقال ليس من هؤلاء في شيء (٢).

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال قال محمّد بن العبّاس العصميّ : حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود قال : قال أبو عليّ صالح بن محمّد الأسديّ ـ وذكر البخاريّ ـ فقال : ما رأيت خراسانيّا أفهم منه (٣).

أخبرني أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الواحد المنكدري قال : نبأنا محمّد بن عبد الله بن نعيم الضّبّيّ الحافظ قال سمعت يحيى بن عمرو بن صالح الفقيه يقول سمعت أبا العبّاس محمّد بن عبد الرّحمن الفقيه يقول : كتب أهل بغداد إلى محمّد ابن إسماعيل :

المسلمون بخير ما بقيت لهم

وليس بعدك خير حين تفتقد (٤)

أخبرنا أبو حازم العبدوي قال سمعت محمّد بن محمّد بن العبّاس الضّبّيّ يقول سمعت أحمد بن عبد الله بن محمّد بن يوسف بن مطر يقول سمعت جدي محمّد ابن يوسف يقول سمعت محمّد بن إسماعيل البخاريّ يقول : دخلت بغداد آخر ثمان مرات كل ذلك أجالس أحمد بن حنبل. فقال لي في آخر ما ودعته : يا أبا عبد الله ، تترك العلم والناس وتصير إلى خراسان؟ قال أبو عبد الله : فأنا الآن أذكر قوله.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال أخبرني عبد الله بن محمّد الفرهياني قال حضرت مجلس ابن أشكاب ، فجاءه رجل ذكر اسمه من

__________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٥٧.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٥٧.

(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٥٧.

(٤) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٥٨.

٢٢

الحفّاظ فقال : ما لنا بمحمّد بن إسماعيل [البخاريّ (١)] طاقة. فقام وترك المجلس.أي : أتقول هذا وأنا بالحضرة؟

قول أهل الري فيه :

أخبرني الحسن بن محمّد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال أنبأنا خلف بن محمّد قال سمعت أبا بكر محمّد بن حريث يقول سمعت أبا زرعة الرّازي يقول ـ وسألته عن ابن لهيعة فقال : تركه أبو عبد الله. قال محمّد بن حريث : فذكرت ذلك لمحمّد بن إسماعيل ، فقال : برّه لنا قديم (٢).

وقال خلف : سمعت أبا بكر محمّد بن حريث يقول سمعت الفضل بن العبّاس الرّازيّ ـ وسألته فقلت : أيهما أحفظ أبو زرعة أم محمّد بن إسماعيل؟ فقال : لم أكن التقيت مع محمّد بن إسماعيل ، فاستقبلني ما بين حلوان وبغداد ، قال : فرجعت معه مرحلة. قال وجهدت الجهد على أن أجيء بحديث لا يعرفه فما أمكنني. قال : وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره (٣).

أخبرني أبو الوليد الدّربنديّ قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان قال نبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن عليّ بن يعقوب الجويباري قال نبأنا أحمد بن أحمد بن عمر المنكدري قال نبأنا إسحاق بن أحمد بن زيرك قال سمعت محمّد بن إدريس الرّازيّ يقول : في سنة سبع وأربعين ومائتين يقدم عليكم رجل من أهل خراسان لم يخرج منها أحفظ منه ولا قدم العراق أعلم منه. فقدم علينا بعد ذلك محمّد بن إسماعيل بأشهر. قال وقال أبو حاتم الرّازيّ في هذا المجلس : محمّد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق ، ومحمّد بن يحيى أعلم من بخراسان اليوم من أهل الحديث ، ومحمّد بن أسلم أورعهم ، وعبد الله بن عبد الرّحمن أثبتهم (٤).

ما حفظ عن أهل خراسان وما وراء النهر من القول فيه :

أخبرنا أبو الوليد الدّربندي قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن أحمد بن سليمان قال نبأنا محمّد بن سعيد التاجر قال نبأنا محمّد بن يوسف بن مطر قال نبأنا محمّد بن

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٥٨.

(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٥٨.

(٤) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٥٨ ، ٤٥٩.

٢٣

أبي حاتم قال سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول سمعت عبدان يقول : ما رأيت بعيني شابّا أبصر من هذا. وأشار بيده إلى محمّد بن إسماعيل (١).

قال : وسمعت صالح بن مسمار يقول : سمعت نعيم بن حمّاد يقول : محمّد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة (٢).

وقال محمّد بن أبي حاتم : سمعت محمّد بن إسماعيل يقول قال لي محمّد بن سلّام : انظر في كتبي ، فما وجدت فيها من خطأ فاضرب عليه ، كي لا أرويه ، ففعلت ذلك ، وكان محمّد بن سلام كتب عند الأحاديث التي أحكمها محمّد بن إسماعيل : رضي الفتى ، وفي الأحاديث الضعيفة : لم يرض الفتى. فقال له بعض أصحابه : من هذا الفتى؟ فقال : هو الذي ليس مثله ، محمّد بن إسماعيل (٣).

وقال محمّد بن أبي حاتم سمعت يحيى بن جعفر يقول : لو قدرت أن أزيد في عمر محمّد بن إسماعيل لفعلت ، فإن موتي يكون موت رجل واحد ، وموت محمّد ابن إسماعيل ذهاب العلم (٤).

حدّثني أبو النجيب الأرموي قال حدّثني محمّد بن إبراهيم الأصبهانيّ قال أخبرني أحمد بن عليّ الفارسيّ قال نبأنا أحمد بن عبد الله بن محمّد قال نبأنا جدي محمّد ابن يوسف قال نبأنا محمّد بن أبي حاتم الورّاق قال سمعت سليم بن مجاهد يقول : كنت عند محمّد بن سلّام البيكندي ، فقال لي : لو جئت قبل لرأيت صبيّا يحفظ سبعين ألف حديث. قال : فخرجت في طلبه حتى لقيته. فقلت : أنت الذي تقول أنا أحفظ سبعين ألف حديث؟ قال : نعم ، وأكثر منه ، ولا أجيئك بحديث من الصحابة أو التابعين إلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم ، ولست أروي حديثا من حديث الصحابة أو التابعين إلّا ولي في ذلك أصل ، أحفظ حفظا عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٥).

أخبرني الحسن بن محمّد الأشقر ، قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر البخاري قال نبأنا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن عمر المقرئ قال نبأنا أبو بكر محمّد بن يعقوب

__________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٥٩.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٥٩.

(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٥٩ ، ٤٦٠.

(٤) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٦٠.

(٥) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٦٠.

٢٤

ابن يوسف البيكنديّ قال سمعت عليّ بن الحسين بن عاصم البيكنديّ يقول : قدم علينا محمّد بن إسماعيل ، فاجتمعنا عنده ولم يكن يتخلف عنه من المشايخ أحد ، فتذاكرنا عنده. فقال رجل من أصحابنا ـ أراه حامد بن حفص ـ : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : كأني أنظر إلى سبعين ألف حديث من كتابي. قال فقال محمّد بن إسماعيل : أو تعجب من هذا؟ لعل في هذا الزمان من ينظر إلى مائتي ألف حديث من كتابه. وإنما عنى به نفسه (١).

أخبرنا أبو سعد الماليني قراءة قال أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ قال حدّثني محمّد ابن أحمد القومسىّ قال سمعت محمّد بن حمدويه يقول سمعت محمّد بن إسماعيل يقول : أحفظ مائة ألف حديث صحيح ، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح (٢).

حدّثني أبو النجيب الأرموي قال حدّثني محمّد بن إبراهيم الأصبهانيّ قال أخبرني محمّد بن إدريس الورّاق ، قال نبأنا محمّد بن حم قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمّد بن أبي حاتم قال : سئل محمّد بن إسماعيل عن خبر حديث ، فقال : يا أبا فلان ، تراني أدلس؟ تركت أنا عشرة آلاف حديث لرجل لي فيه نظر ، وتركت مثله أو أكثر منه لغيره لي فيه نظر.

أخبرني أبو الوليد قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان قال نبأنا محمّد بن سعيد قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمّد بن أبي حاتم قال : سمعت أبا عمرو المستنير بن عتيق البكري قال سمعت رجاء بن المرجي يقول : فضل محمّد بن إسماعيل على العلماء كفضل الرّجال على النساء. فقال له رجل : يا أبا محمّد ، كل ذلك بمرة؟ فقال : هو آية من آيات الله يمشي علي ظهر الأرض.

أخبرني الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن هارون الملاحمي قال نبأنا أبو ذر محمّد بن محمّد بن يوسف القاضي قال سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول : لما قدم رجاء بن مرجي المروزيّ الحافظ بخارى يريد الخروج إلى الشاش نزل الرّباط ، وصار إليه مشايخنا ، وصرت فيمن صار إليه ، فسألني عن أبي عبد الله محمّد بن إسماعيل فأخبرته بسلامته ، وقلت له : لعله يجيئك الساعة ، فأملى علينا ، وانقضى المجلس ، ولم يجئ أبو عبد الله. فلما كان اليوم الثاني

__________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٦٠ ، ٤٦١.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٦١.

٢٥

لم يجئه ، فلما كان اليوم الثالث قال رجاء : إن أبا عبد الله لم يرنا أهلا للزيارة ، فمروا بنا إليه نقضي حقه. فأبى علي الخروج وكان كالمترغم عليه ، فجئنا بجماعتنا إليه ودخلنا على أبي عبد الله وسأل به. فقال له رجاء : يا أبا عبد الله كنت بالأشواق إليك وأشتهي أن تذكر شيئا من الحديث ، فأبى عليّ الخروج. قال : ما شئت؟ فألقى عليه رجاء شيئا من حديث أيّوب ، وأبو عبد الله يجيب. إلى أن سكت رجاء عن الإلقاء. فقال لأبي عبد الله : ترى بقي شيء لم نذكره؟ فأخذ أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل يلقي ويقول رجاء : من روى هذا؟ وأبو عبد الله يجيء بإسناده إلى أن ألقى قريبا من بضعة عشر حديثا أو أكثر أعدها ، وتغير رجاء تغيرا شديدا ، وحانت من أبي عبد الله نظرة إلى وجهه فعرف التغير فيه ، فقطع الحديث ، فلما خرج رجاء قال أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل : أردت أن أبلغ به ضعف ما ألقيته إلا أنى خشيت أن يدخله شيء فأمسكت.

أخبرني الحسن بن محمّد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا خلف بن محمّد قال نبأنا أبو عمرو نصر بن زكريّا المروزيّ قال : سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول : شباب خراسان أربعة ، محمّد بن إسماعيل ، وعبد الله بن عبد الرّحمن ، وزكريا بن يحيى اللؤلؤي ، والحسن بن شجاع البلخيّ.

وقال خلف : حدّثنا إسحاق بن أحمد بن خلف قال سمعت أبا عيسى محمّد بن عيسى الترمذي يقول : كان محمّد بن إسماعيل عند عبد الله بن منير ، فلما قام من عنده. قال يا أبا عبد الله ، جعلك الله زين هذه الأمة ، قال أبو عيسى : فاستجيب له فيه.

أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل قال أنبأنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن شعبة السنجي المروزيّ قال أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن محبوب قال نبأنا أبو عيسى الترمذي قال : ولم أر أحدا بالعراق ولا بخراسان في معنى الملل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمّد بن إسماعيل.

أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهانيّ قال أخبرني محمّد بن عبد الله الضّبّيّ في كتابه. وأخبرني أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الواحد المروروذي قال نبأنا محمّد بن عبد الله بن نعيم الضّبّيّ الحافظ قال سمعت أبا الطّيّب محمّد بن أحمد المذكر يقول سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق يقول : ما رأيت تحت أديم هذه السماء أعلم بالحديث من محمّد بن إسماعيل البخاريّ.

٢٦

أخبرني أبو الوليد الدّربندي قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان قال نبأنا محمّد بن سعيد قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمّد بن أبي حاتم قال سمعت حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد يقول : رأيت عمرو بن زرارة ومحمّد بن رافع عند محمّد بن إسماعيل وهما يسألانه عن علل الحديث ، فلما قاما قالا لمن حضر المجلس : لا تخدعوا عن أبي عبد الله ، فإنه أفقه منّا وأعلم وأبصر.

وقال محمّد بن أبي حاتم : سمعت حاشد بن إسماعيل يقول رأيت إسحاق بن راهويه جالسا على السرير ومحمّد بن إسماعيل معه ، فأنكر عليه محمّد بن إسماعيل شيئا ، فرجع إلى قول محمّد ، وقال إسحاق بن راهويه : يا معشر أصحاب الحديث ، انظروا إلى هذا الشاب واكتبوا عنه ، فإنه لو كان في زمن الحسن بن أبي الحسن لاحتاج إليه الناس لمعرفته بالحديث وفقهه.

أخبرني الحسن بن محمّد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال أنبأنا خلف بن محمّد قال : سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر الخفاف يقول : محمّد بن إسماعيل أعلم في الحديث من إسحاق بن راهويه ، وأحمد بن حنبل ، وغيره بعشرين درجة.

قال أبو عمرو الخفاف : ومن قال في محمّد بن إسماعيل شيئا فمني عليه ألف لعنة.

قال : وسمعت أبا عمرو الخفّاف يقول : لو دخل محمّد بن إسماعيل البخاري من هذا الباب لملئت منه رعبا ـ يعني : إني لا أقدر أن أحدّث بين يديه ـ

وقال خلف : سمعت أبا عمرو الخفاف يقول حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاري التّقي النّقي العالم الذي لم أر مثله.

أخبرني الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أبو أحمد محمّد بن عبد الله ابن يوسف الشّافعيّ وخلف بن محمّد قالا : سمعنا أبا جعفر محمّد بن يوسف بن الصديق الورّاق يقول سمعت عبد الله بن حمّاد الآملي يقول : وددت أني شعرة في صدر محمّد بن إسماعيل.

قرأت على الحسين بن محمّد أخى الخلّال ، عن أبي سعد الإدريسي قال حدّثني محمّد بن حم بن ناقب البخاريّ بسمرقند. قال نبأنا محمّد بن يوسف الفربري قال نبأنا محمّد بن أبي حاتم قال سمعت عليّ بن حجر يقول : أخرجت خراسان ثلاثة ،

٢٧

أبا زرعة الرّازيّ بالري ، ومحمّد بن إسماعيل البخاريّ ببخارى ، وعبد الله بن عبد الرّحمن بسمرقند ، ومحمّد بن إسماعيل عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقههم.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال أخبرنا أبو بكر محمّد بن خالد المطوعي ببخارى قال أنبأنا مسبّح بن سعيد البخاري قال سمعت عبد الله بن عبد الرّحمن السّمرقنديّ يقول : قد رأيت العلماء بالحرمين والحجاز والشام والعراقين ، فما رأيت فيهم أجمع من أبي عبد الله محمّد بن إسماعيل البخاريّ.

أخبرني أبو الوليد الدّربندي قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان قال أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن عليّ بن يعقوب قال نبأنا إسحاق بن أحمد بن خلف قال سمعت العبّاس بن سورة يقول سمعت أبا جعفر عبد الله بن محمّد الجعفي المسندي يقول : محمّد بن إسماعيل إمام فمن لم يجعله إماما فاتهمه.

أخبرنا أبو حازم العبدوي قال سمعت الحسن بن أحمد الزنجوي يقول سمعت أحمد بن حمدون الحافظ يقول : كنا عند محمّد بن إسماعيل البخاريّ فجاء مسلم بن الحجّاج فسأله عن حديث عبيد الله بن عمر ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : بعثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سرية ومعنا أبو عبيدة. قال محمّد بن إسماعيل حدّثنا ابن أبي أويس قال حدّثني أخي أبو بكر ، عن سليمان بن بلال ، عن عبيد الله ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، القصة بطوله. فقرأ عليه إنسان حديث حجاج بن محمّد بن جريج ، عن موسى بن عقبة قال حدّثني سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : كفّارة المجلس إذا قام العبد أن يقول سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. فقال له مسلم : في الدّنيا أحسن من هذا الحديث؟ ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل. يعرف بهذا الإسناد في الدّنيا حديثا؟ قال له محمّد لا. إلا أنه معلول. فقال مسلم : لا إله إلا الله ، وارتعد ، وقال : أخبرني به. قال : استر ما ستر الله ، فإن هذا حديث جليل رواه الخلق عن حجاج بن محمّد عن ابن جريج. فألح عليه وقبل رأسه ، وكاد أن يبكي مسلم فقال له أبو عبد الله : اكتب إن كان

لا بد ـ ، حدّثنا موسى بن إسماعيل قال نبأنا وهيب قال حدّثني موسى بن عقبة ، عن عون بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كفارة المجلس». فقال له مسلم : لا يبغضك إلا حاسد ، وأشهد أن ليس في الدّنيا مثلك.

٢٨

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال سمعت أبا عبد الله محمّد بن يعقوب الحافظ يقول سمعت أبي يقول رأيت مسلم بن الحجّاج بين يدي محمّد بن إسماعيل البخاريّ وهو يسأله سؤال الصبي المتعلم.

أخبرني أبو الوليد الدّربندي قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ قال نبأنا أبو الحسن عبد الله بن موسى بن الحسين البغداديّ قال نبأنا عبد المؤمن بن خلف التّميميّ قال سمعت الحسين بن محمّد المعروف بعبيد العجل يقول ما رأيت مثل محمّد بن إسماعيل. ومسلم الحافظ لم يكن يبلغ محمّد بن إسماعيل ، ورأيت أبا زرعة وأبا حاتم يستمعان إلى محمّد بن إسماعيل أى شيء يقول يجلسون بجنبه ، فذكرت له قصة محمّد بن يحيى. فقال : ما له ولمحمّد بن إسماعيل كان محمّد ابن إسماعيل أمة من الأمم ، وكان أعلم من محمّد بن يحيى بكذا وكذا ، وكان محمّد بن إسماعيل ديّنا فاضلا يحسن كل شيء.

حدّثني أبو النجيب الأرموي قال حدّثني محمّد بن إبراهيم الأصبهانيّ قال حدّثني أحمد بن عليّ السليماني قال حدّثني أحمد بن محمّد القاري قال سمعت أبا حسان مهيب بن سليم يقول سمعت محمّد بن إسماعيل يقول : الحامد والذّام عندي واحد ، أو قال : سواء.

ذكر قصة البخاريّ مع محمّد بن يحيى الذهلي بنيسابور :

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال سمعت محمّد بن حامد البزّاز يقول سمعت الحسن بن محمّد بن جابر يقول سمعت محمّد ابن يحيى يقول : لمّا ورد محمّد بن إسماعيل البخاريّ نيسابور قال : اذهبوا إلى هذا الرجل العالم الصّالح فاسمعوا منه. قال : فذهب الناس إليه وأقبلوا على السماع منه حتى ظهر الخلل في مجالس محمّد بن يحيى ، فحسده بعد ذلك وتكلم فيه.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال أنبأنا عبد الله ابن محمّد بن سيّار قال حدّثني محمّد بن خشنام وسمعته يقول : سئل محمّد بن إسماعيل عن اللفظ بنيسابور فقال حدّثني عبيد الله بن سعيد ـ يعني أبا قدامة ـ عن يحيى بن سعيد قال : أعمال العباد كلها مخلوقة ، فمرقوا عليه. قال : فقالوا له بعد ذلك ترجع عن هذا القول حتى يعودوا إليك؟ قال : لا أفعل إلا أن يجيئوا بحجة فيما يقولون أقوى من حجتي. وأعجبني من محمّد بن إسماعيل ثباته.

٢٩

أخبرني محمّد بن عليّ بن أحمد المقرئ قال أنبأنا محمّد بن عبد الله النّيسابوري الحافظ قال نبأنا أبو بكر محمّد بن أبي الهيثم المطوعي ببخارى قال نا محمّد بن يوسف الفربري قال سمعت أبا عبد الله محمّد بن إسماعيل يقول : أما أفعال العباد فمخلوقة ، فقد حدّثنا عليّ بن عبد الله قال ثنا مروان بن معاوية قال ثنا أبو مالك ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله يصنع كل صانع وصنعته» (١).

قال أبو عبد الله : وسمعت عبيد الله بن سعيد يقول : سمعت يحيى بن سعيد يقول : ما زلت أسمع أصحابنا يقولون إن أفعال العباد مخلوقة.

قال أبو عبد الله البخاريّ : حركاتهم وأصواتهم ، واكتسابهم ، وكتابتهم ، مخلوقة ، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب ، فهو كلام الله ليس بخلق قال الله تعالى : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) [العنكبوت ٤٩].

أخبرنا أبو حازم العبدوي قال سمعت الحسن بن أحمد بن شيبان يقول سمعت أبا حامد الأعمش يقول رأيت محمّد بن إسماعيل البخاريّ في جنازة أبي عثمان سعيد ابن مروان ومحمّد بن يحيى يسأله عن الأسامي وواكلني وعلل الحديث ، ويمر فيه محمّد بن إسماعيل مثل السهم ، كأنه يقرأ قل هو الله أحد ، فما أتى على هذا شهر حتى قال محمّد بن يحيى : ألا من يختلف إلى مجلسه لا يختلف إلينا ، فإنهم كتبوا إلينا من بغداد أنه تكلم في اللفظ ونهيناه فلم ينته ، فلا تقربوه ، ومن يقربه فلا يقربنا. فأقام محمّد بن إسماعيل هاهنا مدة وخرج إلى بخارى.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن حسنويه بن إبراهيم الأبيوردي قال أنبأنا أبو سعيد محمّد بن عبد الله بن حمدون قال سمعت أبا حامد الشرقي يقول سمعت محمّد بن يحيى يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق من جميع جهاته وحيث يتصرف ، فمن لزم هذا استغنى عن اللفظ ، وعما سواه من الكلام في القرآن ، ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر ، وخرج عن الإيمان ، وبانت منه امرأته ، يستتاب ، فإن تاب وإلّا ضربت عنقه ، وجعل ماله فيئا بين المسلمين ، ولم يدفن في مقابر المسلمين ، ومن وقف وقال : لا أقول مخلوق أو غير مخلوق ، فقد ضاهى الكفر ، ومن زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا

__________________

(١) ـ انظر الحديث في : الأحاديث الصحيحة ١٦٣٧ وتفسير ابن كثير ٧ / ٢٢.

٣٠

مبتدع لا يجالس ولا يكلم ، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمّد بن إسماعيل البخاريّ فاتهموه ، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه.

أخبرني الحسن بن محمّد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نا أبو صالح خلف بن محمّد بن إسماعيل قال سمعت أبا عمر وأحمد بن نصر بن إبراهيم النّيسابوري المعروف بالخفاف ببخارى يقول كنا يوما عند محمّد بن إسحاق القيسي ومعنا محمّد بن نصر المروزيّ ، فجرى ذكر محمّد بن إسماعيل البخاريّ فقال محمّد ابن نصر : سمعته يقول : من زعم أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذّاب ، فإني لم أقله. فقلت له : يا أبا عبد الله قد خاض الناس في هذا وأكثروا فيه؟ فقال : ليس إلا ما أقول وأحكي لك عنه. قال أبو عمرو الخفاف فأتيت محمّد بن إسماعيل فناظرته في شيء من الأحاديث حتى طابت نفسه ، فقلت : يا أبا عبد الله ، هاهنا أحد يحكي عنك أنك قلت هذه المقالة. فقال : يا أبا عمرو احفظ ما أقول لك ، من زعم من أهل نيسابور ، وقومس ، والري ، وهمذان ، وحلوان ، وبغداد ، والكوفة ، والمدينة ، ومكة ، والبصرة أنى قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذّاب ، فإني لم أقل هذه إلا أني قلت : أفعال العباد مخلوقة.

أخبرني أبو الوليد الدّربندي قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان قال نبأنا أبو نصر أحمد بن سهل بن حمدويه قال نبأنا أبو العبّاس الفضل بن بسام قال سمعت إبراهيم بن محمّد يقول : أنا توليت دفن محمّد بن إسماعيل لما أن مات بخرتنك ، أردت حمله إلى مدينة سمرقند أن أدفنه بها فلم يتركني صاحب لنا فدفناه بها ، فلما أن فرغنا ورجعت إلى المنزل الذي كنت فيه ، قال لي صاحب القصر : سألته أمس فقلت : يا أبا عبد الله ما تقول في القرآن؟ فقال : القرآن كلام الله غير مخلوق. قال فقلت له إن الناس يزعمون أنك تقول ليس في المصاحف قرآن ، ولا في صدور الناس قرآن. فقال : أستغفر الله أن تشهد عليّ بشيء لم تسمعه مني. أقول كما قال الله تعالى : (وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) أقول في المصاحف قرآن وفي صدور الناس قرآن ، فمن قال غير هذا يستتاب ، فإن تاب وإلا فسبيله سبيل الكفر.

ذكر خبر البخاريّ مع خالد بن أحمد الأمير بعد عودته إلى بخارى :

أخبرني الحسن بن محمّد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر الحافظ قال سمعت أبا عمرو أحمد بن محمّد بن عمر المقرئ يقول سمعت أبا بكر بن منير بن جليد بن

٣١

عسكر يقول بعث الأمير خالد بن أحمد الذهلي والي بخارى إلى محمّد بن إسماعيل ، أن احمل إليّ كتاب «الجامع» و «التاريخ» وغيرهما لأسمع منك. فقال محمّد بن إسماعيل لرسوله : أنا لا أذلّ العلم ولا أحمله إلى أبواب الناس ، فإن كانت لك إلى شيء منه حاجة فاحضر في مسجدي أو في داري ، وإن لم يعجبك هذا فأنت سلطان فامنعني من الجلوس (١) ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة ، لأني لا أكتم العلم لقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار (٢)» قال : فكان سبب الوحشة بينهما هذا (٣).

أخبرني محمّد بن عليّ بن أحمد المقرئ قال أنبأنا محمّد بن عبد الله الحافظ قال سمعت محمّد بن العبّاس الضّبّيّ يقول سمعت أبا بكر بن أبي عمرو الحافظ يقول : كان سبب مفارقة أبي عبد الله محمّد بن إسماعيل البخاريّ البلد ـ يعني بخارى ـ أن خالد بن أحمد الذهلي الأمير خليفة الطّاهرية (٤) ببخارى سأل أن يحضر منزله فيقرأ «الجامع» و «التاريخ» على أولاده فامتنع أبو عبد الله عن الحضور عنده ، فراسله أن يعقد مجلسا لأولاده لا يحضره غيرهم فامتنع عن ذلك أيضا وقال : لا يسعني أن أخص بالسّماع قوما دون قوم ، فاستعان خالد بن أحمد بحريث بن أبي الورقاء وغيره من أهل العلم ببخارى عليه ، حتى تكلموا في مذهبه ، ونفاه عن البلد ، فدعا عليهم أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل قال : اللهم أرهم ما قصدوني به في أنفسهم وأولادهم وأهاليهم. فأما خالد فلم يأت عليه إلا أقل من شهر حتى ورد أمر الطّاهرية بأن ينادي عليه ، فنودي عليه وهو على أتان ، وأشخص على إكاف ، ثم صار عاقبة أمره إلى ما قد اشتهر وشاع. وأما حريث بن أبي الورقاء فإنه ابتلي بأهله ، فرأى فيها ما يجل عن الوصف. وأما فلان أحد القوم ـ وسمّاه ـ فإنه ابتلي بأولاده ، وأراه الله فيهم البلايا (٥).

حدّثني محمّد بن أبي الحسن الساحلي قال أنبأنا أحمد بن الحسن الرّازي قال

__________________

(١) في تهذيب الكمال : (من المجلس)

(٢) ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٢٦٣ ، ٣٠٥ ، ٣٤٤ ، ٤٩٥. وسنن أبى داود ٣٦٥٨. وسنن الترمذي ٢٦٥١. وسنن ابن ماجة ٢٦١ ، ٢٦٦. والمستدرك ١ / ١٠٢. وصحيح ابن حبان ٧٥ ، ٩٦.

(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٦٤ ، ٤٦٥.

(٤) في المطبوعة : (الظاهرية)

(٥) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٦٥ ، ٤٦٦.

٣٢

سمعت أبا أحمد بن عدي الحافظ الجرجانيّ يقول سمعت عبد القدوس بن عبد الجبّار السّمرقندي يقول جاء محمّد بن إسماعيل إلى خرتنك ـ قرية من قري سمرقند ـ على فرسخين منها ، وكان له بها أقرباء فنزل عندهم ، قال : فسمعته ليلة من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يدعو ويقول في دعائه : اللهم إنه قد ضاقت عليّ الأرض بما رحبت فاقبضني إليك. قال : فما تم الشهر حتى قبضه الله تعالى إليه ، وقبره بخرتنك (١).

أخبرنا عليّ بن أبي أحمد الأصبهانيّ في كتابه قال نبأنا محمّد بن محمّد بن مكي الجرجانيّ قال سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسي قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم ومعه جماعة من أصحابه وهو واقف في موضع ـ ذكره ـ فسلّمت عليه فردّ السلام ، فقلت ما وقوفك يا رسول الله؟ فقال : أنتظر محمّد بن إسماعيل البخاريّ. فلما كان بعد أيام بلغني موته ، فنظرنا فإذا هو قد مات في الساعة التي رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيها (٢).

أخبرني أبو الوليد الدّربندي قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ قال نبأنا أبو عمر أحمد بن محمّد بن المقرئ ، وأبو عبيد أحمد بن عروة بن أحمد بن إبراهيم قالا : سمعنا أبا الحسن مهيب بن سليم بن مجاهد يقول توفّي أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم ليلة السبت ليلة الفطر سنة ست وخمسين ومائتين (٣).

٤٢٥ ـ محمّد بن أبي العتاهية الشّاعر (٤) :

واسم أبي العتاهية إسماعيل بن القاسم ، وكنية محمّد أبو عبد الله ، ويلقّب عتاهية ، وكان شاعرا أيضا ، حذا طريقة أبيه في القول في الزهد ، وحدّث عن هشام بن محمّد الكلبي. روى عنه أحمد بن أبي خيثمة ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، وأبو العبّاس المبرد ، وإبراهيم بن إسحاق الحربيّ.

قرأت في كتاب أبي عبد الله المرزبانيّ بخطه : وحدّثنيه عليّ بن أبي علي البصريّ عنه ،

__________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٦٦.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٦٦ ، ٤٦٧.

(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٦٧.

(٤) ٤٢٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٣٢٦.

٣٣

قال : محمّد بن أبي العتاهية لقبه عتاهية ، ويكنى أبا عبد الله. وأمه هاشمية بنت عمرو اليمامي مولى لمعن بن زائدة. وكان محمّد ناسكا زاهدا شاعرا وهو القائل :

قد أفلح الصّامت السكوت

كلام راعي الكلام قوت

ما كل نطق له جواب

جواب ما يكره السكوت

يا عجبي لامرئ ظلوم

مستيقن أنه يموت (١)

أخبرني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا عبد الله ابن محمّد بن إسحاق المروزيّ قال نبأنا ابن أبي الدّنيا قال : أنشدني ابن أبي العتاهية :

لربما غوفص ذو شرّة

أصحّ ما كان ولم يسقم

يا واضع الميّت في قبره

خاطبك اللّحد فلم تفهم

أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري قال نبأنا جعفر بن محمّد بن أحمد بن الحكم الواسطيّ قال نبأنا محمّد بن عليّ بن عتاب الإياديّ قال نبأنا عتاهية بن أبي العتاهية قال نبأنا هشام بن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال : وجدت جمجمة في الجاهلية مكتوبا عليها :

أذن الحيّ فاسمعي

اسمعي ثم عي وعي

أنا رهن بمصرعي

فاحذري مثل مصرعي

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي جعفر الأخرم قال أنبأنا أبو عليّ عيسى بن محمّد بن أحمد بن عمر الطوماري قال نبأنا محمّد بن يزيد المبرد قال : أنشدنا عتاهية بن أبي العتاهية :

يا لاهيا مقبلا على أمله

وطرفه للفناء في عمله

كم لذّة لامرئ يسرّ بها

لعلها منه منتهى أجله

__________________

(١) على هامش الأصل المخطوط : وبعده :

ولا يرى أهل كل عصر

عقبان تصطاد أو ليوت

وبعد ذا فالشهيد باق

وحجة الحاكم الثبوت

ثم كتب تحته : كمله مالكه : محمد بن الديري.

٣٤

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال أنبأنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق الخلّال قال أنشدنا إبراهيم الحربيّ لعتاهية بن أبي العتاهية :

علل المريض من المني

ة لا يعالجها الطبيب

إنّ الذي ذهب اهله

وبقي [لها] لهو الغريب

٤٢٦ ـ محمد بن إسماعيل البختريّ ، أبو عبد الله الواسطيّ ، يعرف بالحسانيّ (١):

سكن بغداد وحدّث بها عن وكيع بن الجرّاح ، وأبى معاوية الضّرير ، ويزيد بن هارون ، وعليّ بن عاصم ، وعبد الله بن نمير. روى عنه محمّد بن محمّد الباغندي ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، والحسن بن محمّد بن شعبة ، وعمر بن أحمد الدربي ، والحسين بن إسماعيل المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد الدوري ، وغيرهم. ويقال : إن الحساني عمى في آخر عمره.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ البزّاز قال أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال نا محمّد بن إسماعيل الحساني قال نا وكيع قال نا إسماعيل بن أبي خالد ومسعر والبختري بن المختار عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة عن أبيه. قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لن يلج النار رجل صلى قبل طلوع الشمس ، وقبل غروبها (٢)». فقال له رجل من أهل البصرة : أنت سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نعم.

أخبرني أبو القاسم الأزهري قال : نا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال : نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي. قال : كان محمّد بن إسماعيل الحساني خيّرا مرضيّا صدوقا (٣).

__________________

(١) ٤٢٦ ـ انظر : الجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٠٧٩ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ١٨٨ ، وسنن الدارقطني : ١ / ١٢٤ ، وإكمال ابن ماكولا : ٣ / ٢٧٠ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٧٦٣ ، والمنتظم لابن الجوزي : ٥ / ١٤ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٤٧٨٨ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ١٨٩ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧٢٢٨ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٧٠ ، (أحمد الثالث ٢٩١٧) ونهاية السئول ، الورقة ٣١٥ ، وتهذيب : التهذيب ٩ / ٥٦ ـ ٥٧ ، والتقريب : ٢ / ١٤٤ وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٠٥٤. والمنتظم لابن الجوزي ١١ / ١٤٥. وتهذيب الكمال ٥٠٦١ (٢٤ / ٤٧١).

(٢) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب المساجد ، باب ٣٧. ومسند أحمد ٤ / ١٣٦. وصحيح ابن خزيمة ٣٢٠. ومسند الحميدي ٨٦١ ، ٨٦٢.

(٣) انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٧٣.

٣٥

أخبرني محمّد بن إسماعيل بن عمر البجليّ قال : قال لنا أبو الحسن الدارقطنيّ : محمّد بن إسماعيل بن البختري الحساني ثقة (١).

أخبرني الحسين بن عليّ الطّناجيريّ قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال : ومات الحساني سنة ثمان وخمسين ـ يعني ومائتين ـ.

٤٢٧ ـ محمّد بن إسماعيل بن عليّ ، أبو عبد الله الهاشميّ :

حدّث بنيسابور بعد سنة ستين ومائتين عن شبابة بن سوار ، وعبيد الله بن موسى ، وأبي النّضر هاشم بن القاسم. روى عنه محمّد بن الحسين القطّان ، وسفيان بن محمّد الجوهريّ النّيسابوري.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال حدّثني محمّد بن يوسف بن إبراهيم قال نبأنا أبو بكر محمّد بن الحسين قال نبأنا أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل البغداديّ الهاشميّ بنيسابور قال نبأنا شبابة بن سوار. وأخبرنا

أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال نبأنا يحيى بن حاتم العسكريّ قال نبأنا شبابة بن سوار قال نبأنا شعبة قال : أخبرني نعيم بن أبي هند عن مسروق عن عائشة ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلى خلف أبي بكر جالسا في مرضه الذي مات فيه. لفظ حديث الهاشميّ.

٤٢٨ ـ محمّد بن إسماعيل الكلوذانيّ (٢) :

حدّث عن خالد بن عمرو الأموي. روى عنه القاسم بن المؤمل المقرئ. أخبرنا محمّد بن عليّ بن الفتح الحربيّ قال أنبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا أحمد بن سعيد قال نبأنا القاسم بن المؤمل المقرئ قال نبأنا محمّد بن إسماعيل الكلوذاني بالعسكر قال نبأنا خالد بن عمرو بن مسعر عن عون بن عبد الله عن أبي هريرة قال : كان التكبير ـ أو كان يكبر ـ في كل رفع ووضع. الشك من مسعر

٤٢٩ ـ محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، أبو عليّ العلويّ :

سكن بغداد وحدّث بها عن عمّى أبيه عبد الله والحسن ابني موسى بن جعفر ، وعن أحمد بن نوح الخزّاز ، وغيرهم. روى عنه محمّد بن خلف وكيع.

__________________

(١) انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٧٣.

(٢) ٤٢٨ ـ الكلواذاني : هذه النسبة إلى كلواذان وهي قرية من قرى بغداد على خمسة فراسخ منها (الأنساب للسمعاني ١٠ / ٤٦٠)

٣٦

أخبرنا عليّ بن محمّد بن الحسين الدّقّاق قال قرأنا على الحسين بن هارون الضّبي عن أبي العبّاس بن سعيد قال محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، أبو عليّ. سكن بغداد وسمع عبد الله والحسن ابني موسى بن جعفر ، وأحمد بن هلال ، وهذا الضرب.

٤٣٠ ـ محمّد بن إسماعيل بن زياد ، أبو عبد الله ، وقيل : أبو بكر الدّولابيّ (١) :

سمع منصور بن سلمة الخزاعيّ ، وأبا النصر هاشم بن القاسم ، وأبا مسهر الدمشقي ، وأبا اليمان الحمصي. روى عنه محمّد بن مخلد وأبو الحسين بن المنادى ، وكناه أبا عبد الله. وحدّث عنه أبو عمرو بن السّمّاك ، وكناه أبا بكر. وكان ثقة.

أخبرني عليّ بن أحمد الرزاز قال نبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال نبأنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن زياد الدولابي البزّاز قال نبأنا أبو مسهر قال نبأنا سعيد بن عبد العزيز عن عطيّة بن قيس عن قرعة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا قال : سمع الله لمن حمده قال : «ربنا ولك الحمد ملء السموات والأرض ، وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، كلنا لك عبد ، لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد (٢)».

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد قال أنبأنا محمّد بن العبّاس قال قرئ على أبي الحسين بن المنادى وأنا أسمع قال سنة أربع وسبعين ومائتين ، أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل الدولابي بالجانب الغربي في هذه السنة ـ يعنى توفى.

٤٣١ ـ محمّد بن إسماعيل بن سالم ، أبو جعفر الصّائغ (٣) :

سكن مكة وحدّث بها عن حجاج بن محمّد الأعور ، وشبابة بن سوار ، وروح

__________________

(١) ٤٣٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٦٣. والأنساب للسمعاني ٥ / ٣٧٢.

(٢) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الصلاة باب ٤٠. وسنن النسائي ٢ / ١٩٥ ، ٢٣٣. والسنن الكبرى للبيهقي ٢ / ٩٤. وفتح الباري ٢ / ٢٧٢ ، ٥٤٩.

(٣) ٤٣١ ـ انظر : الجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٠٨٤ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ١٣٣ ، والسابق واللاحق : ١٨٠ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٧٦٤ ، والمنتظم لابن الجوزي : ٥ / ١٠٤ ، وسير أعلام النبلاء : ١٣ / ١٦١ ، وتذهيب التهذيب ٣ / الورقة ١٨٩ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣١٦ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٥٨ ، والتقريب : ٢ / ١٤٥ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٠٥٦ ، وشذرات الذهب : ٢ / ١٧٠ وتهذيب الكمال ٢٤ / ٤٧٥ (٥٠٦٣). والمنتظم لابن الجوزي ١٢ / ٢٧٩.

٣٧

ابن عبادة ، وأبي أسامة حمّاد بن أسامة ، وأبى داود الحفري ، وقبيصة بن عقبة. روى عنه موسى بن هارون الحافظ ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأبو العبّاس عبد الله بن عبد الرّحمن العسكريّ ، في آخرين. وقال عبد الرّحمن بن أبي حاتم : سمعت منه بمكة وهو صدوق.

أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمّد بن محمّد الطرازي بنيسابور قال : أنبأنا أبو حامد أحمد بن إسماعيل بن سالم ـ قال : نبأنا شبابة بن سوار قال نبأنا شعبة عن سماك عن عياض الأشعريّ. قال لما نزلت هذه الآية : (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) [المائدة ٥٤]. أومأ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أبى موسى الأشعريّ ، فقال «هم قوم هذا» (١).

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال : رأيت في كتاب أحمد بن محمّد بن هارون الخلّال الحنبليّ حدّثنا عبد الرّحمن بن قريش الهرويّ قال حدّثني محمّد بن إسماعيل الصائغ قال : كنت أصوغ مع أبي ببغداد فمر بنا أحمد بن حنبل ، وساق خبرا ذكرناه في موضع آخر.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي من كتابه قال سمعت يوسف بن أحمد الصيدناني بمكة يقول : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الطوسي صهر الصائغ يقول : سمعت محمد بن إسماعيل الصائغ يقول : سألني همّام شراء هاون فأتيته بهاون فجعل يقرأ عليّ فأقول له زدني فيقول : أذلني الهاون أذلني الهاون.

قال الشيخ أبو بكر : كذا قال لنا العتيقي همّام وأحسبه أبا همّام ، فالله أعلم.

أخبرنا عليّ بن محمّد الدّقّاق قال : قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العبّاس ابن سعيد قال : سمعت عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش يقول محمّد بن إسماعيل الصائغ من أهل الفهم والأمانة.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد قال نبأنا محمّد بن العبّاس قال قرئ على ابن المنادى وأنا أسمع قال وجاءنا الخبر بموت محمّد بن إسماعيل الصائغ المكي بأنه مات في جمادى الأولى سنة ست وسبعين ومائتين ، وكنت سمعت منه إملاء عند باب الصفا في سنة ثلاث وسبعين.

٤٣٢ ـ (٢) محمّد بن إسماعيل ، عم العبّاس بن يوسف ، الشّكليّ (٣) :

حدّث عن عليّ بن أبي مريم. روى عنه ابن أخيه أبو الفضل الشّكلي.

أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان بن أحمد الواعظ قال : أنبأنا أحمد بن جعفر بن

__________________

(١) انظر الحديث في : المصنف لابن أبى شيبة ١٢ / ١٢٣. والمعجم الكبير للطبراني ١٧ / ٣٧١. والمطالب العالية ٣٥٩٨. ومجمع الزوائد ٧ / ١٦.

(٢) ٤٣٢ ـ انظر : الأنساب للسمعاني ٧ / ٣٧٥ ، ٣٧٦.

(٣) الشكلى : هذه النسبة إلى شكل (الأنساب للسمعاني)

٣٨

حمدان قال نبأنا العبّاس بن يوسف الشكلي قال حدّثني عمي محمّد بن إسماعيل قال نبأنا ابن أبي مريم قال نبأنا عمّار بن عثمان قال حدّثني مسمع بن عاصم قال قالت رابعة العدوية : اعتللت علة قطعتني عن التهجد وقيام الليل ، فمكثت أياما أقرأ جزئي إذا ارتفع النهار ، لما يذكر أنه يعد بقيام الليل ، ثم رزقني الله العافية فكنت قد سكنت إلى قراءة جزئي بالنهار وانقطع عنى قيام الليل ، فبينا أنا ذات ليلة راقدة إذ رأيت في منامي كأني قد دفعت إلى روضة خضراء ذات قصور وبيت حسن ، فبينا أنا أجول فيها أتعجب من حسنها ، إذا أنا بطائر أخضر وجارية تطارده كأنها تريد أخذه ، فشغلني حسنها عن حسنه. فقلت لها : دعيه ما تريدي منه؟ فو الله ما رأيت طائرا قط هو أحسن منه. فقالت : فهلا أريك شيئا هو أحسن منه؟ قلت بلى. فأخذت بيدي فأدارتني في تلك الرياض حتى انتهيت إلى باب قصر فاستفتحت ففتح لها باب مخرق إلى بستان ، قال فدخلت ثم قالت افتحوا لي باب المقة ، ففتح لنا باب شاع منه شعاع استنار من ضوء نوره ما بين يديّ وما خلفي ، فدخلت ثم قالت ادخلي فدخلت. فتلقاها فيه وصفاء بأيديهم المجامر. فقالت لهم : أين تريدون؟ قالوا نريد فلانا قتل في البحر شهيدا نجمّره. فقالت لهم : أفلا تجمرون هذه المرأة؟ فقالوا : قد كان لها في ذاك حظ فتركته. فأرسلت يدها من يدي ثم أقبلت عليّ بوجهها وقالت :

صلاتك نور والعباد رقود

ونومك ضد للصلاة عميد

وعمرك غنم إن عقلت ومهلة

يسير ويفنى دائم ويبيد

ثم غابت عني واستيقظت بنداء الفجر. فقالت رابعة : فو الله ما ذكرتها فتوهمتها إلا طاش عقلي ، وطار نومي.

٤٣٣ ـ محمّد بن إسماعيل ، أبو عبد الله الصّيرفيّ (١) ، يعرف بابن بنت ربح :

حدّث إسماعيل بن عليّ الدعبلي عنه عن يزيد بن هارون.

أخبرنا هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال نبأنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ بن رزين الخزاعيّ بواسط قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن الصّيرفيّ ابن بنت ربح ببغداد الكرخ درب عون سنة أربع وسبعين ومائتين قال نبأنا يزيد بن هارون قال أنبأنا مسعر عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن أبي عبد الرّحمن السلمي عن عليّ ابن أبي طالب. قال : إذا حدّثتم عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فظنوا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، الذي هو أتقى ، والذي هو أهيا ، والذي هو أهدى.

__________________

(١) ٤٣٣ ـ الصيرفي : هذه النسبة معروفة لمن يبيع الذهب (الأنساب ٨ / ١٢٤)

٣٩

قال الشيخ أبو بكر المعروف عندنا محمّد بن ربح البزّاز. حدّث عن يزيد بن هارون ، وأما ابن بنت ربح هذا فلا نعرفه ، وليس إسماعيل بن عليّ الخزاعيّ ممن يعتمد عليه. فإن كان أراد محمّد بن ربح فإنه يكنى أبا بكر. وذكره يرد في موضعه من كتابنا بعد إن شاء الله.

٤٣٤ ـ محمّد بن إسماعيل بن جعفر ، أبو جعفر القرشيّ :

حدّث عن شبابة بن سوار ، ويزيد بن هارون ، وأبي النّضر هاشم بن القاسم ، وعفان بن مسلم. وروى عن الأصمعي حروف أبي عمرو بن العلاء في القراءات.

حدّث بذلك أبو القاسم بن النخاس المقرئ عن محمّد بن الحسين التّميميّ عنه.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ والقاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ الواسطيّ ، وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه. قالوا أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن سليمان المقرئ قال حدّثني محمّد بن الحسين بن عليّ التّميميّ قراءة عليّ في سنة تسع وثلاثمائة قال حدّثني أبو جعفر محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن سعيد بن عليّ بن محمّد بن عليّ ابن جعفر بن موسى بن سعد بن إسماعيل بن جعفر بن سعيد بن ثعلبة بن عطاية بن سعد بن إدريس بن عبد الله بن مازن بن سعدان بن ذهل بن ثعلبة بن عطاية بن سعد ابن عبد المطلب في يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من شهر رمضان من سنة أربع وسبعين ومائتين بعد منصرفي من مجلس إبراهيم الحربيّ قراءة عليّ قال حدّثني عبد الملك بن قريب الأصمعي ـ وسألته عن حروف وقعت إليّ عنه عن أبي عمرو ـ فذكر الحروف كلها.

قال محمّد بن الحسين أخبرني أبو جعفر القرشيّ أنه ابن أربع وتسعين سنة ، وأخرج لنا مولده أنه ولد في يوم الجمعة لليلتين خلتا من رمضان سنة مائة وثمانين.

٤٣٥ ـ محمّد بن إسماعيل بن يوسف ، أبو إسماعيل السّلميّ التّرمذيّ (١) :

سمع محمّد بن عبد الله الأنصاريّ ، وأبا نعيم الفضل بن دكين ، والحسن بن سوار البغويّ ، وإسحاق بن محمّد الفروي ، وقبيصة بن عقبة ، وأيّوب بن سليمان بن

__________________

(١) ٤٣٥ ـ انظر : المعرفة ليعقوب : ١ / ٣٥١ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٠٨٥ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ١٢٢ ، وتاريخ الخطيب : ٢ / ٤٢ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٧٦٩ والكامل في التاريخ : ٧ / ٤٦٥ ، وسير أعلام النبلاء : ١٣ / ٢٤٢ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٦٠٤ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٤٧٩٥ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ١٩٠ ، العبر : ٢ / ٦٤ ، ٣٠٩ ، ٣١٤ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧٢٤٠ ، وتاريخ ـ

٤٠