تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٨

صلى‌الله‌عليه‌وسلم لنفر معه من أصحابه : هل ترون ما دعا به الرجل؟» قالوا : الله ورسوله أعلم. قال «لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى (١)».

قال سليمان : لم يروه عن إبراهيم إلا عبد العزيز بن مسلم مولاهم تفرد به محمّد ابن إسحاق.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة : قال : وكان محمّد بن أبي داود بن الجرّاح في عصره أوحد في العلم بالأخبار ، وتوفي سنة ست وتسعين ومائتين.

قلت : وبلغني أن وفاته كانت في شهر ربيع الآخر ، وأنه ولد في سنة ثلاث وأربعين ومائتين في الليلة التي توفي فيها إبراهيم بن العبّاس الصولي.

٨١٩ ـ محمّد بن داود بن حمدان ، أبو بكر الكرخيّ (٢) :

حدّث عن : الحسين بن عرفة ، وعليّ بن حرب ، وأحمد بن عبيد بن ناصح ، ومحمّد بن أبي العوام الرياحي. روى عنه : أحمد بن العبّاس الأقلامي ـ شيخ سمع منه عليّ بن محمّد بن عبد الله المقرئ الحذّاء.

٨٢٠ ـ محمّد بن داود بن سليمان ، أبو بكر المقرئ الخشّاب (٣) :

حدّث عن : جعفر بن محمّد الفريابي ، وأحمد بن الحسين الصّوفيّ ، وعليّ بن إسحاق بن زاطيا ، ومحمّد بن القاسم بن هشام السّمسار ، وأبي جعفر بن بدينا. وكان يذكر أنه ولد في سنة إحدى وسبعين ومائتين ، وسمع الحديث على الكبر. حدّثنا عنه : محمّد بن طلحة بن محمّد النعالي وكان ثقة.

أخبرنا محمّد بن طلحة ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان المقرئ الخشّاب ، حدّثنا أبو عبد لله أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، حدّثنا أبو إبراهيم الترجماني ، حدّثنا الفرج بن فضالة ، عن عبد الرّحمن بن زياد ، عن مولى أم معبد ، عن أم معبد الخزاعيّة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليه وسلم أنه كان يدعو : «اللهم طهر قلبي من النفاق ، وعملي من الرياء ، ولساني من الكذب ، وعيني من الخيانة ؛ فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور (٤)».

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ٢٤٥ ، ٢٦٥. وسنن أبي داود ١٤٩٥. وسنن النسائي ، كتاب السهو باب ٥٨. وصحيح ابن حبان ٢٢٣٨٢. ومجمع الزوائد ١٠ / ١٥٦. والمعجم الصغير ٢ / ٩٦.

(٢) ٨١٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٥٥ في المطبوعة.

(٣) ٨٢٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٥٩ في المطبوعة.

(٤) انظر الحديث في : إتحاف السادة المتقين ٧ / ٥١٤. ومشكاة المصابيح ٣٥٠١. والجامع الكبير ـ

٣٢١

٨٢١ ـ محمّد بن داود بن سليمان ، أبو العبّاس البغداديّ (١) :

حدّث بدمشق عن مصعب بن عبد الله الزبيري. روى عنه : محمّد بن إسماعيل الفارسيّ.

أخبرني محمّد بن عبد الملك القرشيّ ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ قال : قرأت علي أبي عبد الله محمّد بن إسماعيل الفارسيّ ـ من أصل كتابه واعترف به ـ قال : حدثني أبو العبّاس محمّد بن داود بن سليمان البغداديّ ـ بدمشق ـ حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد الدراوردي ، عن عبيد الله بن عمر ، عن يونس بن عبيد ، عن ثابت ، عن أنس : أن رجلا كان يصلي بأصحابه فيقرأ مع كل سورة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) قال : فشكاه قومه ـ أو أصحابه ـ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما يحملك على هذا؟» قال : إني أحبها. قال : «حبها الذي أدخلك الجنة» (٢).

هكذا قال : عن عبيد الله بن عمر عن يونس بن ثابت ، ورواه أبو القاسم البغوي عن مصعب لم يذكر فيه يونس ، وذلك الصواب.

أخبرناه القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري ، أخبرنا أبو عبيد الله بن محمّد بن إسحاق البزاز ، حدثنا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدثنا مصعب بن عبد الله ، حدثنا عبد العزيز بن محمّد الدراوردي ، عن عبيد الله بن عمر ، عن ثابت ، عن أنس أن رجلا كان يلزم قراءة قل هو الله أحد ـ وساق الحديث (١).

٨٢٢ ـ محمّد بن داود بن سليمان بن جعفر ، أبو بكر الزّاهد النّيسابوري :

قدم بغداد قبل سنة ثلاثمائة وأقام بها ، وحدّث عن : محمّد بن عمرو الحرشي ، ومحمّد بن إبراهيم البوسنجي ، ومحمّد بن النّضر الجارودي ، ومحمّد بن أيّوب الرّازيّ ، وجعفر بن محمّد الترك ، وإبراهيم بن عليّ ، ويحيى بن داود الخفاف ، وإبراهيم بن أبي طالب ، ومحمّد بن عبد الرّحمن السّامي ، والحسين بن إدريس الأنصاريّ ، والحسن بن سفيان النسوي ، وعمران بن موسى السختياني ، وأبي خليفة البصري ، وعبدان الأهوازيّ ، وجعفر الفريابي ، ومحمّد بن جعفر القتات ، والمفضل بن محمّد الجندي ، وأبي عبد الرّحمن النّسائيّ ، وأحمد بن زيد القزاز المكي ، وأبي يعلى الموصليّ ، وكان ثقة فهما ، صنّف أبوابا وشيوخا. وسمع منه : يحيى بن محمّد بن

__________________

ـ ٩٧٤٤. والدر المنثور ٥ / ٣٤٩ ، وكنز العمال ٣٦٦٠.

(١) ٨٢١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٥١ في المطبوعة.

(٢) انظر الحديث في : صحيح ابن خزيمة ٥٣٧. وصحيح ابن حبان ١٧٧٤. والدر المنثور ٦ / ٨٢٢ ، ٤١٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٥٧ في المطبوعة. انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٩٣.

٣٢٢

صاعد ، وأبو بكر بن داود السجستاني. روى عنه : محمّد بن مخلد الدوري ، وأبو العبّاس بن عقدة ، وأبو الحسن الدارقطنيّ ، ويوسف القواس ، وعبيد الله بن عثمان بن يحيى ، وأبو عبد الله بن دوست ، ورجع في آخر عمره إلى نيسابور فتوفي بها.

أخبرنا أحمد بن عليّ التوزي ، أخبرنا يوسف بن عمر القوّاس ، حدّثنا محمّد بن داود النّيسابوري ـ وكان يقال أنه من الأولياء ـ وأخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب قال : سألت أبا الحسن الدارقطنيّ عن أبي بكر محمّد بن داود بن سليمان النّيسابوري فقال : فاضل ثقة.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، عن محمّد بن عبد الله بن محمّد الحافظ النّيسابوري قال : توفي أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان الزاهد يوم الجمعة لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة ، وكان من المقبولين بالحجاز ، ومصر ، والشام والعراقين ، وبلاد خراسان.

٨٢٣ ـ محمّد بن داود بن سليمان بن جندل بن هنّد بن عبّاد ـ وقيل : عبادة ـ ابن عمرو بن هند ، أبو عيسى الهمدانيّ (١) :

من ولد مرو بن مرة الحمكي ، وهو كوفي ، قدم بغداد ، وحدّث بها عن : الحسين ابن عليّ بن الأسود العجليّ ، وعباد بن الوليد الغبري ، والحسن بن عرفة. روى عنه : فارس بن محمّد الغوري ، وأبو الحسين بن البواب المقرئ ، وأبو حفص بن شاهين ، ويوسف بن عمر القوّاس.

٨٢٤ ـ محمّد بن داود بن سليمان بن سيّار بن بيان ، الفقيه أبو بكر (٢) :

نزل مصر ، وحدّث بها عن : أبي جعفر الطّبريّ ، وعثمان بن نصر الطائي. روى عنه : أبو الفتح عبد الواحد بن محمّد بن سرور البلخيّ. وكان ثقة.

حدّثنا محمّد بن عليّ الصوري ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا أبو سعيد بن يونس قال : محمّد بن داود بن سليمان يكنى أبا بكر ، بغدادي قدم مصر ، وكان يتولى القضاء بتنيس ، وكان يروي كتب محمّد بن جرير الطّبريّ عنه ، حدّث عن جماعة من البغداديّين ، وكان نظيفا عاقلا ، وولي ديوان الأحباس بمصر. توفي يوم الخميس لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.

__________________

(١) ٨٢٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٥٤ في المطبوعة.

(٢) ٨٢٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٥٦ في المطبوعة.

٣٢٣

٨٢٥ ـ (١) محمّد بن داود بن صدقة ، أبو جعفر الشحّام (٢) المطيريّ :

من أهل مطيرة سرّ من رأى. حدّث عن : أبي الفضل بن دكين ، وأبي سعد الأشج. روى عنه : محمّد بن جعفر المطيري.

أخبرني أحمد بن سليمان بن عليّ المقرئ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يوسف ، حدّثنا محمّد بن جعفر المطيري ، حدثنا محمد بن داود بن صدقة الشحام : أبو جعفر المعروف بالمطيري ، حدثنا أبو نعيم ، حدّثنا موسى بن قيس الحضرمي ، عن قيس بن أبي مسلم ، عن أبي بردة قال : قال معاوية : إن كان قتال عليّ إلا على دم عثمان.

قال أبو جعفر : كان أبو نعيم قد ترك هذا الحديث فلم يكن يحدّث به فسأله عنه أبو بكر بن أبي شيبة وموسى الخندقي فحدثنا به.

قال أبو جعفر : وسمعت أبا سعيد الأشج يقول : قيس بن أبي مسلم هو قيس بن رمّانة رافضي.

٨٢٦ ـ محمّد بن داود بن عليّ بن خلف ، أبو بكر الأصبهانيّ ، صاحب كتاب «الزهرة» (٣) :

كان عالما أديبا ، شاعرا ظريفا ، وله في «الزهرة» أحاديث عن عبّاس بن محمّد الدوري وطبقته ، ولم نكتب له حديثا اتصل فيه الإسناد بيننا وبينه غير حديث واحد ، ذكره عنه أبو عبد الله نفطويه النّحويّ في قصة نحن نوردها في أخباره بعد إن شاء الله.

أخبرنا أبو نعيم الأصبهانيّ ، أخبرني جعفر الخالدي ـ في كتابه إليّ ـ قال : سمعت رويم بن محمّد بن رويم بن يزيد يقول : كنا عند داود بن عليّ الأصبهانيّ إذ دخل عليه ابنه محمّد وهو يبكي ، فضمّه إليه وقال : ما يبكيك؟ قال : الصبيان يلقبوني. قال فعلى أيش حتى أنهاهم؟ قال : يقولون لي شيئا. قال : قل لي ما هو حتى أنهاهم عن الذي يقولون؟ قال : يقولون لي : يا عصفور الشوك. قال فضحك داود ، فقال له ابنه : أنت أشدّ عليّ من الصبيان ، مم تضحك؟ فقال داود : لا إله إلا الله ، ما الألقاب إلا من السماء ، ما أنت يا بني إلا عصفور الشوك (٤).

__________________

(١) ٨٢٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٤٧ في المطبوعة.

(٢) الشحام : هذه النسبة إلى بيع الشحم (الأنساب ٧٢٩٦).

(٣) ٨٢٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٥٠ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٩٨. والنجوم الزاهرة ٣ / ١٧١. ووفيات الأعيان ١ / ٤٧٨. ومروج الذهب ٨ / ٢٥٤. والوافي بالوفيات ٣ / ٥٨ ـ ٦١. واللباب ٢ / ١٠٠. والأعلام ٦ / ١٢٠.

(٤) انظر الخبر في : المنتظم ١٣ / ٩٨ ، ٩٩.

٣٢٤

أخبرنا عليّ بن أبي علي ، حدّثنا القاضي أبو الحسن الخرّزي الداودي ، قال : لما جلس محمّد بن داود بن علي الأصبهانيّ بعد وفاة أبيه في حلقته يفتي ، استصغروه عن ذلك ، فدسوا إليه رجلا وقالوا له : سله عن حد السّكر ما هو ، فأتاه الرجل فسأله عن حد السكر ما هو ، ومتى يكون الإنسان سكران؟ فقال محمّد : إذا عزبت عنه الهموم ، وباح بسره المكتوم. فاستحسن ذلك منه وعلم موضعه من العلم (١).

حدّثني القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبريّ قال : حدّثني أبو العبّاس الخضري ـ شيخ كان بطبرستان وكان ممن يحضر مجلس محمّد بن داود الأصبهانيّ ـ قال : كنت جالسا عند أبي بكر محمّد بن داود فجاءته امرأة فقالت له : ما تقول في رجل عنده زوجة لا هو ممسكها ، ولا هو مطلقها؟ ومعني قولها : لا ممسكها أنه لا يقدر علي نفقتها. فقال أبو بكر بن داود : اختلف في ذلك أهل العلم فقال قائلون : تؤمر بالصبر والاحتساب ، ويبعث على التطلب والاكتساب. وقال قائلون : يؤمر بالإنفاق ، وإلا يحمل على الطلاق. قال أبو العبّاس : فلم تفهم قوله وأعادت مسألته وقالت له : رجل له زوجة لا هو ممسكها ولا هو مطلقها؟ فقال : يا هذه قد أجبتك عن مسألتك ، وأرشدتك إلى طلبتك ، ولست بسلطان فأمضي ، ولا قاضي فأقضي ، ولا زوج فأرضي ، انصرفي رحمك الله. قال : فانصرفت المرأة ولم تفهم جوابه ، قال لي القاضي أبو الطّيّب : كان الخضري شافعي المذهب إلا أنه كان يعجب بابن داود يقرظه ويصف فضله.

أخبرنا أبو عليّ محمّد بن الحسين الجازري ، حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري ، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي قال : كنت عند ثعلب جالسا فجاء محمّد بن داود الأصبهانيّ فقال له : أهاهنا شيء من صبوتك لله فأنشده :

سقي الله أياما لنا ولياليا

لهن بأكناف الشباب ملاعب

إذا العيش غض والزمان بعزة

وشاهد آفات المحبين غائب (٢)

حدّثنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني ، أخبرني بعض أصحابنا قال : كتب بعض أهل الأدب إلى أبي بكر بن داود الفقيه الأصبهانيّ :

يا بن داود يا فقيه العراق

أفتنا في قواتل الأحداق

هل عليها القصاص في القتل يوما

أم حلال لها دم العشاق

__________________

(١) انظر الخبر في : المنتظم ١٣ / ٩٩.

(٢) انظر الخبر والأبيات في : المنتظم ١٣ / ٩٩.

٣٢٥

فأجابه ابن داود :

عندي جواب مسائل العشاق

أسمعه من قلق الحشا مشتاق

لما سألت عن الهوى أهل الهوى

أجريت دمعا لم يكن بالراق

أخطأت في نفس السؤال وإن تصب

تك في الهوى شنقا من الأشناق

لو أن معشوقا يعذب عاشقا

كان المعذب أنعم العشاق؟

أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس النعالي قال : أنشدنا أحمد بن نصر الذارع قال : سمعت أبا بكر محمّد بن محمّد بن داود بن عليّ الأصبهانيّ ينشد :

ومن يمنع العذب الزلال ويمتنع

من الشرب من سؤر الكلاب تغضبا

خليق إذا ما لم يجد شرب غيره

وخاف المنايا أن يدل ويشربا

إذا لم يقدر للفتى ما أراده

أراد الذي يقضي له شاء أم أبى

حدّثني الأزهري قال : أنشدنا محمّد بن جعفر الهاشميّ قال : أنشدنا عبيد الله بن أحمد الأنباريّ قال أنشدني محمّد بن داود الأصبهانيّ لنفسه :

وإني لأدري أن في الصبر راحة

ولكن إنفاقي على الصبر من عمري

فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا

سلوا فإن الجمر يسعر بالجمر

أخبرنا أبو عبد الرّحمن إسماعيل بن أحمد النّيسابوري ، حدّثنا أبو نصر بن أبي عبد الله الشيرازي قال : حدّثني أبو الحسين محمّد بن الحسين الظاهري البصريّ ـ من حفظه ـ حدّثنا أبو الحسن محمّد بن الحسن بن الصباح الداودي البغداديّ الكاتب ـ بالرملة ـ حدّثنا القاضي أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الأزدي ببغداد قال : كنت أساير أبا بكر محمّد بن داود بن عليّ ببغداد ، فإذا جارية تغني شيئا من شعره هو :

أشكو عليل فؤاد أنت متلفه

شكوى عليل إلى إلف يعلله

سقمي تزيد مع الأيام كثرته

وأنت في عظم ما ألقى تقلله

الله حرم قتلي في الهوى سفها

وأنت يا قاتلي ظلما تحلله؟

فقال محمّد بن داود : كيف السبيل إلى استرجاع هذا؟ فقال القاضي أبو عمر : هيهات سارت به الركبان (١).

__________________

(٤) انظر الخبر في : المنتظم ١٣ / ١٠٠.

٣٢٦

أخبرنا أبو الحسن بن أبي طالب ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران قال : أنشدنا القاسم بن وهب بن جامع لمحمّد بن داود الأصبهاني :

قدمت قلبك قد والله برح بي

شوق إليك فهل لي فيك من حظ؟

قلبي يغار على عيني إذا نظرت

بقيا عليك فما أروي من اللحظ

قال : وأنشدنا القاسم له أيضا :

جعلت فداك إن صلحت فداء

لنفسك نفس مثلي أو وقاء

وكيف يجوز أن تفديك نفسي

وليس محل نفسينا سواء؟

حدّثني محمّد بن الحسن الساحلي قال : سمعت أبا الحسن سليمان بن عبد الله بن رستم المعدّل يقول : سمعت جدي يحيى بن مكي بن رجاء يقول : سمعت أبا بكر محمّد بن داود الأصبهانيّ ينشد :

العذر يلحقه التحريف والكذب

وليس في غير ما يرضيك لي أرب

وقد أسأت فبالنعمى التي سلفت

إلا مننت بعفو ما له سبب

أخبرنا أبو منصور باي بن جعفر الجيلي ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثنا عبيد الله بن أبي يزيد بن أحمد بن يعقوب الأنباريّ أبو طالب قال : قال لي القحطبي : قال لي محمّد بن داود الأصبهانيّ : ما انفككت من هوي منذ دخلت الكتاب : قال : وقال لي سمعت محمّد بن داود يقول : بدأت بعمل كتاب «الزهرة» وأنا في الكتّاب ، ونظر أبي في أكثره (١).

أنبأنا أبو سعد الماليني ، حدّثنا أبو محمّد الحسن بن إبراهيم بن الحسين اللّيثي بمصر قال : حدّثني محمّد بن الحسين قال : كان محمّد بن داود وأبو العبّاس بن سريج يسيران في طريق ضيّقة ، فقال أبو العبّاس : الطرق الضيقة تورث العقوق ، فقال له محمّد بن داود : وتوجب الحقوق.

وقال أبو العبّاس بن سريج لمحمّد بن داود ـ في كلام ناظره فيه : عليك بكتاب «الزهرة» : فقال : ذاك كتاب عملناه هزلا ، فاعمل أنت مثله جدّا.

قال أبو محمّد اللّيثي : وحدّثنا عبيد الله بن عبد الكريم ، قال : كان محمّد بن داود خصما لأبي العبّاس بن سريج القاضي وكانا يتناظران ويترادان في الكتب ، فلما بلغ

__________________

(١) انظر الخبر والأبيات في : المنتظم ١٣ / ١٠٠.

٣٢٧

ابن سريج موت محمّد بن داود نحي مخاده ومشاورة وجلس للتعزية. وقال : ما آسي إلا علي تراب أكل لسان محمّد بن داود (١).

حدّثني الحسن بن أبي طالب قال : أنشدنا يحيى بن عليّ بن يحيى العمريّ قال : أنشدنا أبو محمّد جعفر بن محمّد الصّوفيّ قال : أنشدنا بعض إخواننا لأبي بكر محمّد بن داود الفقيه :

حملت جبال الحب فيك وإنني

لأعجز عن حمل القميص وأضعف

وما الحب من حسن ولا من سماجة

ولكنه شيء به الروح تكلف

حدّثني مكي بن إبراهيم الفارسيّ قال : أنشدنا ابن كامل الدمشقي لأبي بكر محمّد بن داود بن عليّ في حبيبه محمّد بن زخرف :

يا يوسف الحسن تمثيلا وتشبيها

يا طلعة ليس إلا البدر يحكيها

من شك في الحور فلينظر إليك فما

صيغت معانيك إلا من معانيها

ما للبدور وللتحذيف يا أملي

نور البدور عن التحذيف يغنيها

إن الدنانير لا تجلى وإن عتقت

ولا يزاد على النقش الذي فيها

أنبأنا أبو سعد الماليني ، حدّثنا الحسن بن إبراهيم اللّيثي ، حدّثني الحسين بن القاسم قال : كان محمّد بن داود يميل إلى محمّد بن جامع الصيدلاني ، وبسببه عمل الكتاب «الزهرة» ، وقال في أوله : وما ننكر من تغيّر الزمان وأنت أحد مغيريه ، ومن جفاء الإخوان وأنت المقدم فيه ، ومن عجيب ما يأتي به الزمان ظالم يتظلم ، وغابن يتندم ، ومطاع يستنصر. قال الحسن : وبلغنا أن محمّد بن جامع دخل الحمام وأصلح من وجهه ، وأخذ المرآة فنظر إلى وجهه فغطّاه ، وركب إلى محمّد بن داود ، فلما رآه مغطي الوجه خاف أن يكون لحقته آفة. فقال : ما الخبر؟ فقال : رأيت وجهي الساعة في المرآة فغطيته وأحببت ألا يراه أحد قبلك : فغشي على محمّد بن داود.

قال اللّيثي : وحدّثني محمّد بن إبراهيم بن سكرة القاضي قال : كان محمّد بن جامع ينفق علي محمّد بن داود ، وما عرف فيما مضي من الزمان معشوق ينفق علي عاشق إلا هو.

أخبرنا عليّ بن المحسن التّنوخيّ ، أخبرنا أبي حدّثني أبو العبّاس أبو الحسن بن

__________________

(١) انظر في ذلك : المنتظم ١٣ / ١٠١.

٣٢٨

عبد الله بن أحمد بن المغلس الدّاودي قال : كان أبو بكر محمّد بن داود وأبو العبّاس ابن سريج إذا حضرا مجلس القاضي أبي عمر ـ يعني محمّد بن يوسف ـ لم يجر بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن ما يجري بينهما ، وكان ابن سريج كثيرا ما يتقدم أبا بكر في الحضور إلى المجلس ، فتقدمه في الحضور أبو بكر يوما فسأله حدث من الشافعيين عن العود الموجب للكفارة في الظهار ما هو؟ فقال : إنه إعادة القول ثانيا وهو مذهبه ومذهب داود ، فطالبه بالدليل فشرع فيه ودخل ابن سريج فاستشرحهم ما جري فشرحوه ، فقال ابن سريج لابن داود : أولا يا أبا بكر أعزك الله هذا قول من من المسلمين تقدمكم فيه؟ فاستشاط أبو بكر من ذلك. وقال : أتقدر أن من اعتقدت قولهم إجماع في هذه المسألة إجماع عندي ، أحسن أحوالهم أن أعدهم خلافا وهيهات أن يكونوا كذلك! فغضب ابن سريج وقال له : أنت يا أبا بكر بكتاب «الزهرة» أمهر منك في هذه الطريقة ، فقال أبو بكر : وبكتاب «الزهرة» تعيرني ، والله ما تحسن تستتم قراءته قراءة من يفهم ، وإنه لمن أحد المناقب إذ كنت أقول فيه :

أكرر في روض المحاسن مقلتي

وأمنع نفسي أن تنال محرما

وينطق سري عن مترجم خاطري

فلو لا اختلاسي رده لتكلما

رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم

فما أن أرى حبا صحيحا مسلما

فقال له ابن سريج : أو علي تفخر بهذا القول وأنا الذي أقول :

ومساهر بالغنج من لحظاته

قد بت أمنعه لذيذ سباته

ضنا بحسن حديثه وعتابه

وأكرر اللحظات في وجناته

حتى إذا ما الصبح لاح عموده

ولى بخاتم ربه وبراته

فقال ابن داود لأبي عمر : أيد الله القاضي ، قد أقر علي نفسه بالمبيت علي الحال التي ذكرها وادعي البراءة مما توجبه ، فعليه إقامة البينة. فقال ابن سريج : من مذهبي أن المقر إذا أقر إقرارا وناطه بصفة كان إقراره موكولا إلى صفته. فقال ابن داود : للشافعي في هذه المسألة قولان. فقال ابن سريج : فهذا القول الذي قلته اختياري الساعة.

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أيّوب بن الحسين بن أيّوب القمي ـ إملاء من حفظه ـ حدّثنا أبو عبيد الله المرزباني ، وأبو عمر بن حيويه ، وأبو بكر بن شاذان قالوا : حدّثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمّد بن عرفة النّحويّ ـ نفطويه ـ قال : دخلت علي محمّد

٣٢٩

ابن داود الأصبهانيّ في مرضه الذي مات فيه فقلت : له كيف تجدك؟ فقال : حب من تعلم أورثني ما تري ، فقلت : ما منعك من الاستمتاع به مع القدرة عليه؟ فقال : الاستمتاع علي وجهين ؛ أحدهما النظر المباح ، والثاني اللذة المحظورة. فأما النظر المباح فأورثني ما تري ، وأما اللذة المحظورة ، فإنه منعني منها ما.

حدّثني به أبي ، حدّثنا سويد بن سعيد ، حدّثنا عليّ بن مسهر عن أبي يحيى القتات ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «من عشق وكتم وعف وصبر غفر الله له وأدخله الجنة (١)». ثم أنشد لنفسه :

انظر إلى السحر يجري في لواحظه

وانظر إلى دعج في طرفه الساجي

وانظر إلى شعرات فوق عارضه

كأنهن نمال دب في عاج

وأنشدنا لنفسه :

ما لهم أنكروا سوادا بخدي

ه ولا ينكرون ورد الغصون

إن يكن عيب خده بدد الش

عر فعيب العيون شعر الجفون

فقلت له : نفيت القياس في الفقه وأثبته في الشعر. فقال : غلبة الهوي ، وملكة النفوس دعوا إليه ، قال : ومات في ليلته أو في اليوم الثاني.

قرأت علي الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل القاضي أن يوسف بن يعقوب القاضي مات يوم الاثنين لتسع خلون من شهر رمضان سنة سبع وتسعين ومائتين. قال : وفي اليوم الذي مات يوسف فيه مات محمّد بن داود بن عليّ الأصبهانيّ. ثم حدّثنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الدّاودي قال : قال لنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد الشّاهد : قال لنا أحمد بن كامل : توفي محمّد بن داود الفقيه في سنة سبع ومائتين بعد وفاة يوسف القاضي ، قال لنا الدّاودي : كانت وفاة محمّد بن داود لسبع خلون من شوال. وقال غيره : مات لأيام بقين من شهر رمضان.

٨٢٧ ـ (٢) محمّد بن داود بن مالك ، أبو بكر الشعيري (٣) :

كان فهما عالما بالحديث ، وحدّث عن عبد الملك بن عبد ربّه الطائي ، وهارون بن

__________________

(١) ـ انظر الحديث في : كشف الخفا ٢ / ٣٦٣ ، ٣٦٤ وإتحاف السادة المتقين ٧ / ٤٣٩ ، ٤٤٠. والدرر المنثورة ١٥٢. والعلل المتناهية ٢ / ٢٨٥. والفوائد المجموعة ٢٥٥. والأسرار المرفوعة ٣٥٣.

(٢) ٨٢٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٥٣ في المطبوعة.

(٣) الشعيري : هذه النسبة إلى بيع الشعير (الأنساب ٧ / ٣٥٢).

٣٣٠

سفيان المستملي. روى عنه : الطبراني ، وأبو بكر الإسماعيلي الجرجانيّ ، وقد قيل : إنه محمّد بن مالك بن داود فأنا أعيد ذكره بعد ، إن شاء الله.

أخبرنا ابن شهريار ، أخبرنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن داود بن مالك الشعيري البغداديّ ، حدّثنا عبد الملك بن عبد ربه الطائي ، حدّثنا سعيد بن سماك بن حرب ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج أفأحج عنه؟ قال : «نعم حج عن أبيك (١)».

قال سليمان : لم يروه عن سعيد بن سماك إلا عبد الملك بن عبد ربه.

أخبرنا أحمد بن عليّ المحتسب قال : قرأنا علي أحمد بن الفرج الحجّاج ، عن أبي العبّاس بن سعيد قال : توفي أبو بكر محمّد بن داود بن مالك الشعيري البغداديّ بطريق مكة في ذي القعدة سنة سبع وتسعين ومائتين ورأيته لا يخضب.

٨٢٨ ـ (٢) محمّد بن داود بن ميمون ، البوصرائي (٣) :

قدم بغداد ، وحدّث بها عن : محمّد بن الصباح الجرجرائي. روى عنه : مخلد بن جعفر الدّقّاق.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن عليّ بن محمّد بن يوسف الواعظ ، حدّثنا مخلد بن جعفر ، حدّثنا محمّد بن داود بن ميمون البوصرائي ، حدّثنا محمّد بن الصباح بن سفيان ، حدّثنا هشيم ، عن أبي بشر ، عن أبي عمير بن أنس قال : حدّثتني عمومتي من الأنصار أنهم أغمي عليهم هلال شوال علي عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجاءوا الأعراب فشهدوا عند رسول الله أنهم رأوا الهلال بالأمس ، فأمرهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يفطروا من يومهم وأن يخرجوا لعيدهم من الغد.

قال محمّد بن الصباح : فأصاب الناس مثل هذا علي عهد هارون فحدّثهم هشيم بهذا الحديث فأجازه بعشرة آلاف.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ٢٣ ، ٩ / ١٢٥. وسنن الترمذي ٦٦٧ ، ٩٢٩ ، ومسند أحمد ١ / ٣٢٩. والمعجم الكبير ١٨ / ٢٨٦. وفتح الباري ١٣ / ٢٩٦.

(٢) ٨٢٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٤٨ في المطبوعة.

(٣) البوصرائي : هذه النسبة إلى بوصرا ، وهي قرية من قرى بغداد (الأنساب ٢ / ٣٣٣). انظر : الأنساب للسمعاني ٢ / ٣٣٤.

٣٣١

٨٢٩ ـ محمّد بن داود القطّان ، البغداديّ ، يعرف بالعفّاني (١) :

حدّث عن : روح بن عبادة ، وشبابة بن سوار ، وحجاج بن محمّد ، وأبي النّضر.

قال ابن أبي حاتم الرّازيّ : كتب أبي عنه بالري وسئل عنه فقال : بغدادي شيخ.

٨٣٠ ـ (٢) محمّد بن داود بن أبي نصر ، القومسيّ (٣) :

سكن بغداد ، وحدّث بها عن : مسلم بن إبراهيم ، وأبي سلمة التبوذكي ، وأبي حذيفة النهدي ، وعمرو بن خالد الحراني ، ويحيى بن بكير المصري ، وسهل بن عثمان العسكريّ. روى عنه : إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، وأبو جعفر الرّزّاز ، وغيرهما.

أخبرني أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن حسنون النرسي ، أخبرنا محمّد بن عمرو بن البختري ـ إملاء ـ حدّثنا محمّد بن داود بن أبي نصر القومسي ، حدّثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدّثني اللّيث ، عن هشام بن سعد ، عن ابن شهاب ، عن عبّاد بن تميم ، عن أبيه وعمه : أنهما رأيا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مضطجعا على ظهره ، واضعا إحدى رجليه على الأخرى (٤).

أخبرني عليّ بن أبي علي قال : قرأنا على الحسين بن هارون الضّبّيّ ، عن أبي العبّاس بن سعيد قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن سليمان يثني على محمّد بن داود.

وأخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر المؤدّب قال : قرأنا على الحسين بن هارون ، عن ابن سعيد قال : محمّد بن داود القومسي سألت عنه محمّد بن عبد الله ابن سليمان فقال : كان هو وأخوه عندنا هاهنا من أصحاب الحديث ثقتين.

٨٣١ ـ محمّد بن داود بن يزيد ، أبو جعفر التّميميّ القنطريّ (٥) :

أخو عليّ بن داود وهو الأكبر. سمع آدم بن أبي أناس العسقلاني ، وسعيد بن أبي

__________________

(١) ٨٢٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٤٥ في المطبوعة.

(٢) ٨٣٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٤٦ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ١٠ / ٢٦٢.

(٣) القومسي : هذه ناحية يقال لها بالفارسية : كومش ، وهي من بسطام إلى سمنان وهما من قومس ، وهي على طريق خراسان إذا توجه العراقي إليها (الأنساب ١٠ / ٢٦١).

(٤) انظر الخبر في : الأنساب ١٠ / ٢٦٢.

(٥) ٨٣١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٤٤ في المطبوعة. انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٤٦.

٣٣٢

مريم المصري ، وجبرون بن واقد المغربي. روى عنه : قاسم بن زكريّا المطرّز ، وهارون ابن عليّ المرزوق ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وعبد الله بن إسحاق المدائني ، ومحمّد بن مخلد العطّار. وكان ثقة. وذكر ابن مخلد : أنه لم يره يضحك ولا يبتسم تورعا وديانة.

أخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ ، أخبرنا عثمان بن محمّد بن القاسم الأدمي ، حدّثنا عبد الله بن إسحاق المدائني ، حدّثنا محمّد بن داود الأكبر ، حدّثنا جبرون بن واقد ، حدّثنا مخلد بن حسين ، عن هشام عن محمّد ، عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أبو بكر وعمر خير أهل السموات ، وخير أهل الأرض ، وخير الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين.» (١) لم أكتبه إلا من حديث محمّد بن داود. رواه عنه أخوه علي.

أخبرني الطّناجيريّ ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : قال محمّد بن مخلد فيما قرأت عليه : مات محمّد بن داود أخو عليّ بن داود ـ يعني القنطري الأكبر ـ في رجب سنة ثمان وخمسين ـ يعني ومائتين ـ ذكر غيره عن ابن مخلد : أنه توفي يوم الأحد لثمان بقين من رجب.

* * *

ذكر مفاريد الأسماء في هذا الحرف

٨٣٢ ـ محمّد بن درهم العبسي :

من أهل المدائن. حدّث عن : كعب بن عبد الرّحمن الأنصاريّ. روى عنه شبابة ابن سوار ، ومحمّد بن جعفر المدائني ، وأبو داود الطيالسي ، وعاصم بن عليّ ، وغيرهم.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، حدّثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبيدي ، حدّثنا عاصم بن عليّ ، حدّثنا محمّد بن درهم المدائني ، عن كعب بن عبد الرّحمن ، عن أبيه ، عن أبي قتادة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتى علي رهط من الأنصار قد أسسوا مسجدا لهم ليبنوه فقال : «أوسعوه تملئوه (٢)».

__________________

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ٨٣٢ ، ٣٢٦٨٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٦٠ في المطبوعة. انظر لسان الميزان ٥ / ١٦٢. وتاريخ ابن معين ٢ / ٥١٤.

(٢) ٨٣٢ ـ انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ٤٣٩ ، وصحيح ابن خزيمة ١٣٢٠. والمطالب العالية ٤٩٦. ومنحة المعبود ٢٣٣٥. وميزان الاعتدال ٧٥٠٣.

٣٣٣

أخبرنا البرقاني قال : سئل أبو الحسن الدارقطني عن حديث عبد الرحمن بن كعب ابن مالك ، عن أبي قتادة قال : انتهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الأنصار وهم يؤسسون مسجدا فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ووسعوه تملئوه».

فقال : يرويه محمّد بن درهم المدائني ، واختلف عنه فرواه محمّد بن جعفر المدائني ، وحجاج بن منهال ، وسعيد بن زكريّا فقالوا : عن كعب بن عبد الرّحمن الأنصاريّ ، عن أبيه ، عن أبي قتادة. ورواه أبو داود ومحمّد بن الفضل بن عطيّة ، عن محمّد بن درهم ، عن كعب الأنصاريّ ، عن أبي قتادة ولم يقولا عن أبيه. ورواه قيس بن الرّبيع عن محمّد بن درهم فقال : عن كعب بن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأسنده عن كعب بن مالك ، والقول قول من أسنده عن أبي قتادة لاتفاقهم علي خلاف قيس. ومحمّد بن درهم ضعيف. والحديث غير ثابت.

أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ قال : محمّد بن درهم العبسي قال لي عبد الله الجعفي عن شبابة كان ثقة.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرايا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : محمّد بن درهم الذي يروي عنه شبابة ليس بشيء.

أخبرني عبد الله بن يحيى السكري ، أخبرنا أبو بكر الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد ابن الأزهر ، وأخبرنا بن الغلابي قال : قال يحيى بن معين : محمّد بن درهم ليس بثقة.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ في كتابه ـ أخبرنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري. قال : سألت أبا داود عن محمّد بن درهم فقال : سمعت يحيى بن معين يقول : ليس بشيء. قلت : من أين هو؟ قال : مدائني. في كتابي حديث ـ يعني ـ قد خرجت عليه.

٨٣٣ ـ محمّد بن دبيس بن بكّار ، المقرئ البندار (١) :

سمع أبا همّام الوليد بن شجاع ومحمّد بن رزق الله الكلوذاني ، وأبا هشام الرفاعي. روى عنه : أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن النحاس ، وعمر بن بشران السكري ، وكان ثقة.

__________________

(١) ٨٣٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٦٤ في المطبوعة. انظر الأنساب ، للسمعاني ٢ / ٣١١ ، ٣١٢.

٣٣٤

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا عليّ بن عمر الحربيّ قال : وجدت في كتاب أخي : مات ابن دبيس البندار في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن ابن دبيس البندار بالكرخ مات في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.

٨٣٤ ـ محمّد بن دليل بن بشر بن سابق ، أبو بكر الإسكندرانيّ (١) :

سمع عبد الله بن خبيق الأنطاكيّ وطبقته ، وقدم بغداد ، فحدّث بها وبالكوفة روى عنه : عبد الرّحمن بن العبّاس والد أبي طاهر المخلص ، وأبو الحسن أحمد بن الفرج بن الخلّال ، ومحمّد بن أحمد بن حمّاد بن سفيان الكوفيّ ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا عبد الرحمن بن العباس ، حدثنا أبو بكر محمد بن دليل المصري ـ قدم علينا ببغداد ـ حدّثنا محمّد بن سنجر ، حدّثنا هانئ بن سعيد ، حدّثنا سعيد بن المرزبان ، عن أبي سلمة ، عن ثوبان ـ مولي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من توضأ فأسبغ الوضوء ثم قال عند فراغه : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمّدا رسول الله ، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فتح الله له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء (٢)».

٨٣٥ ـ محمّد بن دهقان البغداديّ (٣) :

روى عن محمّد بن بشر العبدي ، قال ابن أبي حاتم كتب عنه أبي.

٨٣٦ ـ (٤) محمّد بن ديسم ، أبو عليّ الدّقّاق (٥) :

أصله من ترمذ ، ونزل سرّ من رأي ، وحدّث بها : عن موسى بن إسماعيل التبوذكي ، وعفان بن مسلم ، وأبي نعيم ، وخالد بن خداش ، وإبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي ، وخلف بن يحيى الخراساني. روى عنه : محمّد بن الفتح القلانسي ، وأبو مزاحم الخاقاني ، ومحمّد بن جعفر الخرائطي ، ومحمّد بن أحمد الأثرم.

وقال عبد الرّحمن بن أبي حاتم : كتبت عنه مع أبي وهو صدوق.

__________________

(١) ٨٣٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٦٣ في المطبوعة. انظر : الأنساب للسمعاني ١ / ٢٤٧ ، ٢٤٨.

(٢) انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ١ / ٧٨. وإتحاف السادة المتقين ٢ / ٣٦٨ ، وعمل اليوم والليلة ولابن السني ٢٨ ، ٣٠.

(٣) ٨٣٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٦١ في المطبوعة.

(٤) ٨٣٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٦٢ في المطبوعة.

(٥) الدقاق : هذه النسبة إلى الدقيق وعمله وبيعه (الأنساب ٥ / ٣٢٥).

٣٣٥

أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أبو مزاحم الخاقاني قال : كان محمّد بن ديسم ـ أبو عليّ ـ أحد الثقات.

٨٣٧ ـ محمّد بن دينار بن موسى بن دينار بن بيان بن أزدويه بن زاذنوش بن بهرام ، مولى عمر بن الخطّاب ، الدّقّاق (١) :

حدّث عن : عليّ بن حرب الطائي. روى عنه ابن ابنه الحسين بن أحمد بن محمّد ابن دينار المعدّل.

* * *

حرف الذال من آباء المحمّدين

٨٣٨ ـ محمّد بن ذؤيب ، أبو العبّاس النهشلي التّميميّ ، المعروف بالعمانيّ الرّاجز (٢) :

قدم بغداد ، ومدح هارون الرشيد ، والفضل بن الرّبيع ، وكان من أهل الجزيرة ، فطرأ إلى عمان مرّة ثم رجع إلى بلده فقيل له العماني ، وغلب عليه. وعمّر عمرا طويلا. يذكر الأصمعي أنه مات وهو بن ثلاثين ومائة سنة. ويقال : إن أشعر الرّجاز الرشيديين أربعة ، العماني أولهم.

قرأت علي الحسين بن عليّ الجوهريّ ، عن أبي عبيد الله المرزبانيّ قال : أخبرني محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن يزيد النّحويّ. قال : دخل محمّد بن ذؤيب العماني علي الرشيد فأنشده أرجوزة ـ يصف فيها فرسا شبّه أذنيه بقلم محرّف ـ فقال :

كأنّ أذنيه إذا تشوّفا

قادمة أو قلما محرّفا

فقال له الرشيد : دع كأنّ ، وقل : نخال. حتى يستوي الإعراب.

* * *

__________________

(١) ٨٣٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٦٥ في المطبوعة.

(٢) ٨٣٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٦٦ في المطبوعة. انظر : الوافي بالوفيات ٢ / ٦٦. ومختار الأغاني ١٠ / ٣٣٥.

وطبقات ابن المعتز ١٠٩ ـ ١١٤ والأعلام ٦ / ١٢٣.

٣٣٦

حرف الراء من آباء المحمّدين

٨٣٩ ـ محمّد بن راشد ، أبو يحيى الخزاعيّ الشّاميّ (١) :

من أهل دمشق ، ويعرف بالمكحولي ، سمع مكحولا أبا عبد الله الهذلي ، وسليمان ابن موسى الدمشقي ، وعبدة بن أبي لبابة. روى عنه : سفيان الثوري ، وشعبة ، ويحيى ابن سعيد القطّان ، وعبد الرّحمن بن مهديّ ، وأبو نعيم ، وعبد الرزاق بن همّام ، والهيثم بن جميل ، وأبو النّضر هاشم بن القاسم ، وعليّ بن الجعد. وكان قد انتقل إلى البصرة فنزلها ، وقدم بغداد وحدّث بها.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : وسألته ـ يعني أباه ـ عن محمّد بن راشد الذي يحدّث عن مكحول فقال : ثقة.

وقال عبد الرزاق : ما رأيت أحدا أورع في الحديث منه (٢) يعني محمّد بن راشد.

وقال أبو النّضر كنت أرضّي شعبة بالرصافة ، فمر محمّد بن راشد فقال شعبة : ما كتبت عن هذا أما إنه صدوق ، ولكنه شيعي ، أو قدري؟ شك أبي (٣). قال أبي : ابن المبارك حدّث عنه ، ووكيع ، وابن مهديّ.

أخبرنا محمّد بن الحسين الأزرق ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عليّ

__________________

(١) ٨٣٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٦٧ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٢٠٨ (٢٥ / ١٨٦). وتاريخ الدوري : ٢ / ٥١٥ ، وسؤالات ابن الجنيد ، الورقات ١٠ ، ١٩ ، ٥٣ ، وابن طهمان ، الترجمة ٣٤ ، وعلل أحمد : ٢ / ٤٢ ، ١٨٥ ، ٣١٠ ، وتاريخ البخاري الكبير. ١ / الترجمة ٢١٢ ، وتاريخه الصغير : ٢ / ١٧٣ ، وأحوال الرجال للجوزجاني ، الترجمة ٢٨٧ ، والمعرفة ليعقوب : ٢ / ١٢٥ ، ٣٩٥ ، وضعفاء النسائي الترجمة ٥٤٨ وضعفاء العقيلي ، الورقة ١٩٠ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٣٨ ، والمجروحين لابن حبان : ٢ / ٢٥٣ ، والكامل لابن عدي : ٣ / الورقة ٦٩ ، وسنن الدارقطني : ٣ / ١٧٦ ، وسؤالات البرقاني له ، الترجمة ٤٣١ ، وثقات ابن شاهين ، الترجمة ١٢١٨ ، وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٣٩ ، وسير أعلام النبلاء : ٧ / ٣٤٣ والكاشف : ٣ / الترجمة ٤٩١٣ ، وديوان الضعفاء ، الترجمة ٣٧٠ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٥٤٩٠ ، ومن تكلم فيه وهو موثق ، الورقة ٢٧ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٣٠٢ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٨٠٥٧ ، وشرح علل الترمذي لابن رجب : ٠٩٣ ، ونهاية السئول ، الورقة ٦٢٣ ، وتهذيب التهذيب. ٩ / ٨٥١ ـ ٠٦١ ـ والتقريب : ٢ / ٠٦١ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ١١٦٢.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٥٢ / ٩٨١.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٥٢ / ٨٨١.

٣٣٧

الأبّار ، حدّثنا عليّ بن سعيد العلّاف قال : سمعت أبا النّضر يقول : كنت عند باب الرصافة ، فسلّم علي شعبة ، فمر محمّد بن راشد الخزاعيّ فقال لي : كتبت عن هذا شيئا؟ ثم قال : لا تكتب عنه فإنه قدري.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال : قال ابن عمار : سألت زيد بن أبي الزرقاء ، عن محمد بن راشد ، فقال : سألت عنه عبد الله بن المبارك فقال : صدوق اللسان ، ورآه اتهم بالقدر (١).

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سألت عبد الرّحمن بن إبراهيم قلت له : محمّد بن راشد؟ قال : كان يذكر بالقدر إلا أنه مستقيم الحديث (٢).

أخبرنا بشري بن عبد الله الرومي ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا أبو جعفر محمد بن جعفر الراشدي ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ ذكر محمّد بن راشد فقال : لا بأس به ـ يعني في الحديث ـ قلت له : كان يقول بالقدر. فقال : كذا يقولون.

أخبرنا محمّد بن عليّ الصالحي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن موسى البابسيري ـ بواسط ـ أخبرنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي قال : قال أبي : يقولون في محمّد بن راشد إنه معتل الحديث.

قال يحيى بن معين : هو شامي ، دمشقي ، خزاعي ، وهو ممن هرب من مروان ، ونزل العراق ، فأقام بها حتى هلك أيام المهديّ ، وكان ممن طلبه مروان بدم الوليد بن يزيد ، وذلك أن أهل دمشق قتلوا الوليد.

أخبرني عبد الله بن يحيى السكري ، أخبرنا أبو بكر الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال يحيى بن معين : ومحمّد بن راشد صاحب مكحول شامي نزل البصرة.

قال أبو زكريّا : محمّد بن راشد ثقة.

أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا محمّد ابن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٥٢ / ٨٨١.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٥٢ / ٠٩١ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٥٩٣.

٣٣٨

معين وسأله أبو طالب عن محمّد بن راشد الشامي فقال : صالح كان بالبصرة وقد دخل بغداد وكان ثقة صدوقا.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا موسى بن إبراهيم بن النّضر بن مروان العطّار ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة. قال : وسألت عليا ـ يعني بن المديني ـ عن محمّد بن راشد فقال : كان ثقة.

أخبرنا أبو الفرج عبد السّلام بن عبد الوهّاب القرشيّ ـ بأصبهان ـ قال : أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا أبو زرعة الدمشقي قال : قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم ـ دحيم : ما تقول في محمّد بن راشد؟ فقال : ثقة. وكان يميل إلى هوى.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ ، حدّثنا عمرو بن عليّ قال : كان محمّد بن راشد صاحب مكحول يذهب إلى القدر.

حدّثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار ، حدّثنا إبراهيم ابن يعقوب الجوزجاني قال : محمّد بن راشد كان مشتملا علي غير بدعة ، وكان فيما سمعت متحريا للصدق في حديثه.

أخبرني أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي قال : محمّد بن راشد الخزاعيّ الشامي صدوق (١).

أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي.

وأخبرني الحسين بن عليّ الصيمري ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ قالا : حدّثنا محمّد بن محمّد بن داود الكرخي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : محمّد بن راشد المكحولي من أهل الشام متروك الحديث. هذا لفظ الطرسوسي.

وقال الرّازيّ : محمّد بن راشد ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : محمّد بن راشد يروي عن مكحول ليس بالقوي (٢).

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٥٢ / ٠٩١.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٥٢ / ٠٩١.

٣٣٩

وأخبرنا البرقانيّ قال : سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول : ومحمّد بن راشد المكحولي كان بالبصرة يعتبر به (١).

كتب إليّ عبد الرّحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجليّ أخبرهم قال : حدّثنا أبو زرعة عبد الرّحمن ابن بنت عمرو النصري قال : بلغني عن أبي مسهر أنه قيل له : كيف لم تكتب عن محمّد بن راشد؟ قال : كان يرى الخروج على الأئمة (٢).

وقال أبو زرعة : حدّثني محمّد بن العلاء قال : مات محمّد بن راشد بعد سنة ستين ومائة (٣).

٨٤٠ ـ محمّد بن راشد ، البغداديّ (٤) :

حدّث عن : بقية بن الوليد. روى عنه : إسحاق بن زياد الأبلي.

أخبرنا القاضي أبو القاسم طلحة بن محمّد بن جعفر بن أحمد بن تمام الهاشميّ البصريّ ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن العبّاس الأسفاطي ، حدّثنا أبو الفضل عبيد الله بن محمّد بن شبيب ـ عبيد المؤذن ، حدّثنا إسحاق بن زياد ، حدّثنا محمّد بن راشد البغداديّ ، حدّثنا بقية ، عن عبد الملك العرزمي ، عن عطاء عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أول تحفة المؤمن أن يغفر لمن خرج في جنازته (٥)».

محمّد بن راشد هذا عندنا مجهول.

٨٤١ ـ محمّد بن ربح بن سليمان ، أبو بكر البزّاز (٦) :

سمع يزيد بن هارون ، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي ، وأبا نعيم الفضل بن دكين. روى عنه : محمّد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني ، وأبو سهل بن زياد القطّان ، وأبو بكر الشّافعيّ ، ودعلج بن أحمد ، وكان ثقة.

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٥٢ / ٠٩١.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٥٢ / ١٩١.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٥٢ / ١٩١.

(٤) ٨٤٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٦٨ في المطبوعة.

(٥) انظر الحديث في : الموضوعات ٣ / ٢٢٦. والعلل المتناهية ١ / ٣٨٢. وكنز العمال ٤٢٣٥٢. والجامع الكبير ٦٦٣٦٨. وفي المطبوعة والأصل : «أول تحية».

(٦) ٨٤١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٧٦ في المطبوعة.

٣٤٠