تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٨

درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سمعت عليّ بن المديني يقول : قال محمّد ابن خازم : كنت أقرأ حديث الأعمش عن أبي صالح على أمير المؤمنين هارون ، فكلما قلت : قال رسول الله ، قال : صلي الله علي سيدي ومولاي ، حتى ذكرت حديث «التقى آدم وموسى» ، فقال عمه : وسماه عليّ ـ فذهب عليّ فقال : يا محمّد أين التقيا؟ قال : فغضب هارون ، وقال : من طرح إليك هذا وأمر به؟ قال : فحبس ووكل بي من حشمه من أدخلني إليه في محبسه ، فقال : يا محمّد ، والله ما هو إلا شيء خطر ببالي ، وحلف لي بالعتق وصدقة المال ، وغير ذلك من مغلظات الأيمان ما سمعت من أحد ، ولا جري بيني وبين أحد في هذا الكلام ، وما هو إلا شيء خطر ببالي لم يجر بيني وبين أحد فيه كلام ، قال : فلما رجعت إلى أمير المؤمنين كلمته قال : ليدلني علي من طرح إليه هذا الكلام. فقلت : يا أمير المؤمنين ، قد حلف بالعتق ومغلظات الأيمان أنه إنما هو شيء خطر ببالي لم يجر بيني وبين أحد فيه كلام. قال : فأمر به فأطلق من الحبس وقال لي : يا محمّد ، ويحك إنما توهمت أنه طرح إليه بعض الملحدين هذا الكلام الذي خرج منه فيدلني عليهم فأستبيحهم ، وإلا فأنا على يقين أن القرشيّ لا يتزندق. قال هذا ونحوه من الكلام.

أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان بن أحمد الواعظ ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن أحمد الواسطيّ ، حدّثنا أبو الطّيّب النعمان بن أحمد القاضي ، أخبرنا أحمد بن زكريّا ابن سفيان قال : سمعت أصحابنا يقولون : قال أبو معاوية : دخلت علي هارون ـ يعني أمير المؤمنين ـ فقال لي : يا أبا معاوية : هممت أنه من ثبت خلافة عليّ فعلت به وفعلت به؟ فسكت. فقال لي : تكلم. قال : قلت : إن أذنت لي تكلمت. قال : تكلم ، فقلت : يا أمير المؤمنين قالت تيم : منا خليفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وسلم ، وقالت عدي : منا خليفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقالت بنو أمية : منا خليفة الخلفاء ، فأين حظكم يا بني هاشم من الخلافة؟ والله ما حظكم فيها إلا ابن أبي طالب. فقال : والله يا أبا معاوية لا يبلغني أن أحدا لم يثبت خلافة علي إلا فعلت به كذا وكذا.

أخبرنا أبو القاسم الأزهري ، أخبرنا عمر بن بن أحمد الواعظ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد ، حدّثنا محمود بن غيلان قال : قال أبو نعيم : سمعت الأعمش يقول لأبي

٣٠١

معاوية : أما أنت فقد ربطت رأس كيسك. وقال محمود : سمعت شبابة يقول : جاء أبو معاوية حتى جلس في مجلس شعبة ، فرفع رأسه فقال : من هذا انظروا؟ فإذا هو أبو معاوية فقال : يا أبا معاوية ، سمعت حديث كذا وكذا من الأعمش؟ قال نعم. قال شعبة : هذا صاحب الأعمش فاعرفوه.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ ، حدّثنا أبو الفضل محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهرويّ قال : حدّثنا الحسين بن إدريس قال : سمعت ابن عمّار يقول : قال أبو معاوية : كان أهل خراسان يجيئون فيسمعون من شعبة فيحدثهم عن الأعمش ، قال : فكان شعبة لا يحدثهم حتى يقعدني معه فيقول : يا أبا معاوية ، أليس هو كذا وكذا؟ فإذا قلت نعم حدّثهم. فقال ابن عمّار : يراد من هذا أن معاوية كان أثبت فيه من شعبة.

كتب إليّ أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن سعيد الحوفي ـ من مصر ـ وحدّثني عليّ ابن الحسن بن عمر القرشيّ ـ بصور عنه ـ قال : أخبرنا الحسن بن رشيق العسكريّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن زريق قال : سئل أحمد بن الحسن السكري الحافظ ـ وأنا جالس ـ من أحب إليك في أصحاب الأعمش؟ قال : أبو معاوية أعرف به ، وبعده الثوري ، وبعده شعبة ، والباقون بعد.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي ، حدّثني أحمد بن داود الحداني قال : سمعت أبا معاوية الضّرير يقول : البصراء كانوا علىّ عيالا عند الأعمش.

قرأت علي محمّد بن الحسين الأزرق ، عن دعلج بن أحمد قال : أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار ، حدّثنا داود بن حمّاد قال : سمعت أبا معاوية ـ وقيل له إن حفص بن غياث يخالفك في بعض الحديث ـ فقال : لو أخبر حفص بأنا نخالفه لرجع إلى قولنا ، لقد رأيتهم كلهم يجيئون إلى بابي هذا فأملي عليهم ما سمعوا من الأعمش.

كتب إلينا عبد الرّحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا ميمون البجليّ أخبرهم حدّثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو قال : سمعت أبا نعيم يقول : لزم أبو معاوية الأعمش عشرين سنة (١).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ١٣١. وتاريخ أبي زرعة ٣٠٣.

٣٠٢

عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : كان معاوية إذا سئل عن أحاديث الأعمش يقول : قد صار حديث الأعمش في فمي علقما أو هو أمر من العلقم ، لكثرة ما يردد عليه حديث الأعمش (١).

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز قال : قرئ على الحسين بن محمّد بن عفير الأنصاريّ قال : حدّثنا أبو جعفر أحمد بن سنان قال : سمعت أبا معاوية يقول : كم تسألوني عن الأعمش ، سلوني عن حديث عبيد الله ، أرأيتم لو قيل لأحدكم اقرأ الحمد ، فجاء آخر فقال : اقرأ الحمد. فقرأ ، ثم جاء آخر فقال : اقرأ الحمد ، أليس كان يتبرم؟ الأعمش الأعمش الأعمش؟.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاب قال : سمعت إبراهيم الحربيّ يقول : قال لي الوكيعي : ما أدركنا أحدا كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبي معاوية.

أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزّهريّ الخطيب ـ بالدينور ـ حدّثنا عليّ بن أحمد بن عليّ بن راشد ، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال : قال عليّ بن المديني : كتبنا عن أبي معاوية الأعمش ، ألفا وخمسمائة حديث ، وكان عند جرير ألف ومائتا حديث عن الأعمش ، وكان عند الأعمش ما لم يكن عند أبي معاوية أربعمائة ونيف وخمسون حديثا (٢).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي ذكر أبا معاوية الضّرير فقال : كان والله حافظا للقرآن.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الحسين بن صدقة ، حدّثنا ابن أبي خيثمة ، حدّثنا يحيى بن معين قال قال لنا وكيع : من تلزمون؟ قال قلنا : نلزم معاوية ، قال : أما إنه كان يعد علينا في حياة الأعمش ألفا وسبعمائة. فقلت لأبي معاوية : إن وكيعا قال كذا وكذا. فقال : صدق ، ولكني مرضت مرضة فأنسيت أربعمائة (٣).

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ١٢٨.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ١٣٠.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ١٣٠.

٣٠٣

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أحمد بن سعيد السوسي ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول قال : أبو معاوية الضّرير : حفظت من الأعمش ألفا وستمائة فمرضت مرضة فذهب عني منها أربعمائة ، فكان عند أبي معاوية ألف ومائتان. قال يحيى : وكان عند وكيع عن الأعمش ثمانمائة. قلت ليحيى : كان أبو معاوية أحسنهم حديثا عن الأعمش؟ قال : كانت الأحاديث الكبار العالية عنده (١).

أخبرنا أحمد بن الحسين بن محمّد بن عبد الله بن خلف العكبري. أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن شجاع البخاريّ ، أخبرنا خلف بن محمّد الخيام ، حدّثنا سهل بن شاذويه قال : سمعت عليّ بن خشرم يقول : وماشيت وكيعا إلى الجمعة فقال لي : يا عليّ إلى من تختلف؟ فقلت : إلى فلان وفلان وإلى أبي معاوية الضّرير. قال : فقال وكيع : اختلف إليه فإنك إن تركته ذهب علم الأخفش على أنه مرجئ ، فقلت : يا أبا سفيان ، دعاني إلى الإرجاء فأبيت عليه. فقال لي وكيع : هلا قلت له كما قال له الأعمش : لا تفلح أنت ولا أصحابك المرجئة؟

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا عبد الله بن جابر ، حدّثنا جعفر بن نوح قال : سمعت محمّد بن عثمان ـ كذا قال لنا أبو نعيم ـ وليس بمحمّد ابن عثمان وإنما هو محمّد بن عيسى بن الطباع ـ يقول : قال ابن البادش : أبو معاوية مرجئ كبير.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ـ بأطرابلس الغرب ـ حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجليّ ، حدّثني أبي قال : أبو معاوية الضّرير محمّد بن خازم الحماني كوفي ثقة ، وكان يرى الإرجاء ، كان لين القول ـ يعنى فيه ـ وسمع من الأعمش ألفي حديث ، فمرض فنسي منها ستمائة حديث.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ ، أخبرنا أحمد بن حمدويه الهرويّ ، أخبرنا الحسن بن إدريس الأنصاريّ قال : قال ابن عمّار : سمعت أبا معاوية الضّرير يقول : كل حديث أقول فيه حدّثنا فهو ما حفظته من في المحدّث ، وما قلت : وذكر فلان ، فهو ما لم أحفظ من فيه ، وقرئ عليّ من كتاب ، فعرفته فحفظته مما قرئ عليّ.

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ١٣٠.

٣٠٤

أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدّب قال : قرأنا علي الحسين بن هارون الضّبّيّ ، عن أبي العبّاس بن سعيد قال : حدّثني عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة قال : سمعت ابن نمير يقول : كان أبو معاوية لا يضبط شيئا من حديثه ضبطه لحديث الأعمش ، كان يضطرب في غيره اضطرابا شديدا.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسين ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : قال لي : أبو معاوية في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظا جيدا.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ قال : قال أبو داود : أبو معاوية إذا جاز حديث الأعمش كثر خطؤه ، يخطئ على هشام بن عروة ، وعليّ بن إسماعيل ، وعلى عبد الله بن عمر.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا ابن مرابا حدّثنا عبّاس ، قال : سمعت يحيى يقول : روى أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر أحاديث مناكير. قال يحيى : وروي أبو معاوية عن سهيل حديثا لم يروه غيره : كنا نعدّ زمن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا عليّ بن طلحة بن محمّد المقرئ أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرطوسي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكردي قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : أبو معاوية الضّرير صدوق وهو في الأعمش ثقة ، وفي غير الأعمش فيه اضطراب.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي ، يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سألت يحيى بن معين قلت : فأبو معاوية أحب إليك من وكيع؟ فقال : أبو معاوية أعلم به ـ يعني الأعمش.

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ ، أخبرنا أحمد بن عبيد ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : قيل ليحيى بن معين : أيما أحب إليك في الأعمش ، عيسى بن يونس ، أو حفص بن غياث ، أو أبو معاوية.

أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن سليمان المؤدّب ـ بأصبهان ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا سلامة بن محمود القيسي ـ بعسقلان ـ حدّثنا أيّوب بن إسحاق بن

٣٠٥

سافري قال : سألت أحمد ويحيى عن أبي معاوية وجرير قالا : أبو معاوية أحب إلينا ـ يعنيان في الأعمش.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا ابن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو معاوية أثبت من جرير في الأعمش.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا ابن خميرويه ، حدّثنا الحسين بن إدريس قال : سألت بن عمّار عن عليّ بن مسهر وأبي معاوية أيهما أكثر في الأعمش؟ قالا : أبو معاوية.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة ، حدّثنا جدي قال : محمّد بن خازم الضّرير مولى لبني عمرو بن سعد بن زيد مناة بن تميم رهط سعير بن الخمس ، وكان من الثقات وربما دلس ، وكان يرى الإرجاء ، فيقال : إن وكيعا لم يحضر جنازته لذلك.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي ، حدّثنا محمّد ابن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن نمير قال : مات أبو معاوية سنة أربع وتسعين ومائة.

أخبرنا ابن الفضل القطّان ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار ، حدّثنا سلم بن جنادة أبو السائب.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء.

أخبرني الحسن بن عليّ الجوهري ، أخبرنا محمّد بن المظفر ، أخبرنا محمّد بن محمّد سليمان قالا : قال عليّ بن المديني.

وأخبرني الحسين بن عليّ الطناجيريّ ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا محمّد ابن سليمان الباهلي قال : سمعت محمّد بن الحجّاج يقول : توفي أبو معاوية. وفي حديث أبي السائب وعلي : مات أبو معاوية سنة خمس وتسعين ومائة.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي ، حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثني قال : ومات أبو معاوية ومحمّد بن الفضيل سنة خمس وتسعين ومائة في شهر واحد.

٣٠٦

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا ابن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا محمّد ابن فضيل قال : مات أبو معاوية الضّرير سنة خمس وتسعين ومائة في آخر صفر أو في أول شهر ربيع. وولد أبو معاوية سنة ثلاث عشرة ومائة.

* * *

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه خاقان وخالد

٧٩٥ ـ محمّد بن خاقان بن موسى بن صبيح بن مرزوق (١) :

مروزي الأصل. وهو عم عبيد الله بن يحيى بن خاقان الوزير. حكى عن عبد الله ابن المبارك. روى عنه : أخوه أحمد بن خاقان.

أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أبو مزاحم الخاقاني ، حدّثني أبو زكريّا يحيى بن زكريّا المعروف بالسني ، حدّثني أبو الحسن أحمد بن خاقان بن موسى قال : سمعت أخي محمّد بن خاقان يقول : شيعنا ابن المبارك في آخر خرجة خرج فقلنا له : أوصنا. فقال : لا تتخذوا الرأي إماما.

٧٩٦ ـ محمّد بن خالد بن يزيد بن غزوان ، أبو عبد الله البراثي. والد أبي العبّاس (٢) :

كان من أهل الدين والفضل ، والجلالة والنبل ، ذا حال من الدّنيا حسنة ، معروفا بالبر واصطناع الخير ، وكان صديقا لبشر بن الحارث يأنس إليه في أموره.

فأخبرني أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا أبو محمّد الزّهريّ قال : سمعت إبراهيم الحربيّ يقول مالك؟ يقع على واحد شيء من السماء؟ ولكن كان لبشر صديق.

قال أبو محمّد الزّهريّ : كان أبو عبد الله البرائي صديقا لبشر وكان يجهز إلى الثغر ، وكان موسرا.

قال الزّهريّ : كأن إبراهيم الحربيّ أومأ إلى أن بشرا كان يأنس بأبي عبد الله البراثي ويقبل منه الصلة ونحوها.

__________________

(١) ٧٩٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٣٧ في المطبوعة.

(٢) ٧٩٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٣٠ في المطبوعة. انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٢٦٣ والأنساب للسمعاني ٢ / ١١٨.

٣٠٧

قلت : وقد أثبت البراثي الحديث عن هشيم بن بشير ، وسفيان بن عيينة. وروى عنه ابنه أبو العبّاس.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ ، أخبرنا بشر بن أحمد الأسفراييني ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد البراثي ، حدّثني أبي محمّد بن يزيد بن غزوان المروزيّ المعروف بأبي عبد الله البراثي ، حدّثنا هشيم بن بشير أبو معاوية السلمي ، عن يعلى بن عطاء ، عن عمارة بن حديد ، عن صخر الغامدي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهم بارك لأمتي في بكورها (١)». قال : وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم أول النهار ، فأثري وكثر ماله ، أو أثرى وحسن حاله ، هكذا قال. وإنما هو محمّد بن خالد بن يزيد بن غزوان.

٧٩٧ ـ محمّد بن خالد بن يزيد ، أبو بكر الآجريّ (٢) :

سمع أبا نعيم الفضل بن دكين ، وسعيد بن داود الزبيري ؛ وسريج بن النعمان ، وعفان بن مسلم ، وخلف بن سالم ، وعبد الرّحمن بن صالح. روى عنه : أبو عمرو ابن السّمّاك ، وأبو سهل بن زياد ، وأبو بكر الشّافعيّ وكان ثقة. وربما سماه الشّافعيّ أحمد بن خالد ؛ وكذلك سماه أبو الحسين المنادي. ونحن نعيد ذكره في باب أحمد إن شاء الله.

٧٩٨ ـ محمّد بن خالد ، الآجريّ (٣) :

شيخ آخر ، يحكي عنه جعفر بن محمّد الخالدي كثيرا ؛ وكان عبدا صالحا متصوفا.

أخبرني أبو نعيم الحافظ ، أخبرنا جعفر الخالدي ـ في كتابه إليّ ـ قال : حدّثني محمّد بن خالد الآجري قال : كنت أعمل الآجر ، فبينما أنا أمشي بين أشراج الآجر المضروبة ، إذ سمعت شرجا يقول لشرج : عليك السلام ؛ الليلة أدخل النار. قال : فنهيت الأجراء أن يطرحوها في النار ؛ وصارت الكتل باقية علي حالها وما عملت ـ يعني طبخ الآجر ـ بعد ذلك (٤).

* * *

__________________

(١) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٢) ٧٩٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٣١ في المطبوعة. انظر : الأنساب ، للسمعاني ١ / ٩٤.

(٣) ٧٩٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٣٢ في المطبوعة. انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٦٤.

(٤) انظر الخبر في : المنتظم ١٣ / ١٦٤ ، ١٦٥.

٣٠٨

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه خشنام وخشيش

٧٩٩ ـ محمّد بن خشنام ، أبو عبد الله الأصبهانيّ (١) :

قدم بغداد ، وحدّث بها عن : يوسف بن عدي ، وسعيد بن عفير ، وإبراهيم بن محمّد الشّافعيّ. روى عنه : محمّد بن مخلد الدوري.

٨٠٠ ـ محمّد بن خشيش ، أبو بكر ، يعرف بأبي خشّة (٢) :

سمع يحيى بن معين. روى عنه : محمّد بن مخلد.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا أبو بكر بن أبي خشة قال : سمعت يحيى ـ يعني ابن معين ـ يقول : عليّ الحناط كان كوفيا وانتقل إلى المدينة وكان خياطا ، ترك ذاك وصار حنّاطا ، ثم ترك ذاك وصار يبيع الخبط.

قرأت في كتاب ابن مخلد : سنة أربع وسبعين ومائتين فيها مات أبو بكر محمّد بن أبي خشة في صفر.

٨٠١ ـ محمّد بن أبي الخصيب ، الأنطاكيّ (٣) :

سمع مالك بن أنس ، وعبد الله بن لهيعة وعبد الجبّار بن الورد. روى عنه : عبّاس ابن محمّد الدوري ، وإبراهيم بن إسحاق الحربيّ ، وأحمد بن زكريّا الجوهريّ ، ومحمّد بن يوسف الصابوني ، ومحمّد بن غالب التمتام ، وكان ثقة. قدم بغداد وبها كانت وفاته.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصّيرفيّ ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري ، حدّثنا محمّد بن أبي الخصيب الأنطاكيّ ، حدّثنا ابن لهيعة ، حدّثني بكير بن الأشج ، عن نافع قال : قلت لعبد الله بن عمر : ما كان أكثر ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الرخص؟ قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إني لأرجو أن لا يموت أحد يشهد أن لا إله إلا الله مخلصا من قلبه فيعذبه الله عزوجل (٤)».

__________________

(١) ٧٩٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٤١ في المطبوعة.

(٢) ٨٠٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٣٩ في المطبوعة.

(٣) ٨٠١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٣٦ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٣٩.

(٤) انظر الحديث الحديث في : ميزان الاعتدال ٤٥٣٠ وكنز العمال ١٥٣ ، ١٥٤.

٣٠٩

أخبرنا عليّ بن محمّد السّمسار ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن محمّد بن أبي الخصيب الأنطاكيّ مات سنة ثمان عشرة ومائتين ببغداد.

* * *

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه الخضر

٨٠٢ ـ محمّد بن الخضر ، أبو عليّ الورّاق (١) :

حدّث عن عبد الله الخيّاط صاحب بشر بن الحارث. روى عنه : محمّد بن مخلد ، وذكر أنه سمع منه عند أبي بكر المروذي.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازيّ ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا أبو عليّ محمد بن الخضر الورّاق قال : حدّثني عبيد الله ـ هو الخيّاط ـ قال : سمعت بشر بن الحارث يقول : من اشتهى أن يأكل الخبز بالملح فليس بجائع.

٨٠٣ ـ محمّد بن الخضر بن زكريّا بن عثمان بن سختان بن أبي خزام. ويقال : ابن خزام ، أبو بكر المقرئ (٢) :

سمع الحسين بن محمّد بن عفير ، وعبد الله بن محمّد البغويّ ، ومحمد بن عبد الله ابن ثابت الأشناني ، ومحمّد بن هارون بن المجدر ، وأحمد بن محمّد بن أبي شيبة ، وأحمد بن عيسى بن السّكن البلديّ. حدّثنا عنه : أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عمر الصابوني ، وأبو عليّ بن دوما النعالي ، والقاضيان أبو العلاء الواسطيّ ، وأبو القاسم التّنوخيّ ، وكان ثقة.

* * *

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه الخطّاب

٨٠٤ ـ محمّد بن الخطّاب ، أبو الخطّاب الخطّابي العدويّ ، مولى آل عمر بن الخطّاب (٣) :

حدّث عن : أبي نعيم الفضل بن دكين. روى عنه : عبد الباقي بن قانع.

__________________

(١) ٨٠٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٣٣ في المطبوعة.

(٢) ٨٠٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٣٤ في المطبوعة.

(٣) ٨٠٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٤٢ في المطبوعة.

٣١٠

أنبأنا أحمد بن عليّ اليزدي ، أخبرنا أبو أحمد قال : أبو الخطّاب محمّد بن الخطّاب العدوي مولى عمر بن الخطّاب سكن بغداد.

أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن محمّد بن الخطّاب الخطّابي توفي سنة أربع وثمانين ومائتين.

* * *

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه خلف

٨٠٥ ـ محمّد بن خلف بن حيّان بن صدقة بن زياد ، أبو بكر الضبّيّ القاضي ، المعروف بوكيع (١) :

كان عالما فاضلا عارفا بالسير وأيام الناس وأخبارهم ، وله مصنفات كثيرة منها : كتاب «الطريق» ، وكتاب «الشريف» ، وكتاب «عدد آي القرآن» والاختلاف فيه.

بلغني أن أبا بكر بن مجاهد سئل أن يصنف كتابا في العدد. فقال : قد كفانا ذاك وكيع. وكتب أخر سوى ذلك ، وكان حسن الأخبار. حدّث عن الزبير بن بكار ، وأبو حذافة السهمي ، ومحمد بن الوليد البشري ، والحسن بن عرفة ، والعلاء بن سالم ، وعليّ بن مسلم الطوسي ، ومحمّد بن عبد الله المخرّميّ ، وعليّ بن شعيب ، والحسن ابن محمّد الزعفراني ، ومحمّد بن عبد الرّحمن الصّيرفيّ ، وعلي ومحمّد ابني أشكاب ، والعبّاس بن أبي طالب ، ومحمّد بن عثمان بن كرامة ، وخلق كثير من أمثالهم. وكان يسكن بالجانب الشرقي في درب أم حكيم.

روى عنه : أحمد بن كامل القاضي ، وأبو عليّ بن الصّوّاف ، وأبو طالب بن البهلول ، ومحمّد بن عمر بن الجعابي ، وعليّ بن محمّد بن لؤلؤ ، وموسى بن جعفر ابن عرفة السّمسار ، وأبو جعفر بن المتيم ، ومحمّد بن المظفر ، وغيرهم.

أخبرنا عبد الكريم بن محمّد بن أحمد المحامليّ ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ قال : أبو بكر محمّد بن خلف بن حيّان بن صدقة بن زياد البغداديّ المعروف بوكيع

__________________

(١) ٨٠٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٢٦ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٨٦ ، والبداية والنهاية ١١ / ١٣٠. وغاية النهاية ٢ / ١٣٧. والوافي بالوفيات ٣ / ٤٣. والأعلام ٦ / ١١٤ ، ١١٥ ، والإكمال ٢ / ٣١٩. والأنساب للسمعاني ٨ / ١٤٦ وفيه : «بن جيان بالجيم» علي خلاف جميع المصادر.

٣١١

القاضي الضّبّيّ ، كان فاضلا ، نبيلا ، فصيحا ، من أهل القرآن والفقه والنحو ، وله تصانيف كثيرة في أخبار القضاة ، وفي عدد آي القرآن ، وكتاب «الشريف» ، و «الرمي والنضال» ، و «المكاييل والموازين» وغير ذلك.

أخبرنا محمّد بن عليّ بن مخلد الوراق ، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران ، قال : أنشدنا أبو بكر محمد بن علي كاتب صافي قال : أنشدنا وكيع محمّد بن خلف لنفسه :

إذا ما غدت طلابة العلم تبتغي

من العلم يوما ما يخلّد في الكتب

عدوت بتشمير وجدّ عليهم

ومحبرتي أذني ودفترها قلبي

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع ، قال : أبو بكر المعروف بوكيع حمل أقل الناس عنه نزرا من الحديث وشيئا من تصانيفه للين شهر به.

قرأت على الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل قال : مات محمّد بن خلف ابن حيّان بن صدقة أبو بكر وكيع في يوم الأحد لست بقين من شهر ربيع الأول سنة ست وثلاثمائة. وكان يتقلد على كور الأهواز كلها.

٨٠٦ ـ محمّد بن خلف بن عبد السّلام ، أبو عبد الله الأعور ، يعرف بالمروزيّ لأنه كان يسكن محلة المراوزة (١) :

حدّث عن : يحيى بن هاشم السّمسار ، وعاصم بن عليّ ، وعليّ بن الجعد ، وموسى بن إبراهيم المروزيّ ، وأبي بلال الأشعريّ. روى عنه : أبو عمر بن السّمّاك ، ومحمّد بن العبّاس بن نجيح ، وعبد الصّمد بن عليّ الطستيّ ، وأبو بكر الشّافعيّ ، في آخرين. وكان صدوقا. وذكره الدارقطنيّ فقال : لا بأس به.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزق البزّاز ، وأبو الحسن محمّد بن عبيد الله الحنائي قالا : حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق.

وأخبرنا عليّ بن أحمد الرّزّاز ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ.

وأخبرنا الحسن بن أبي بكر ، حدّثنا محمّد بن العبّاس بن نجيح قالوا : حدّثنا محمّد بن خلف المروزيّ. قال الشّافعيّ : الأعور. وقال ابن نجيح : أبو عبد الله ، ثم اتفقوا قال : حدّثنا يحيى بن هاشم ، حدّثنا الأعمش ، عن شعبة ، عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ، فإن كان لا بد فاعلا

__________________

(١) ٨٠٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٢٤ في المطبوعة.

٣١٢

فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي (١)». لفظ عثمان والشافعي سواء ، ولفظ ابن نجيح نحوه. هذا غريب من حديث الأعمش عن شعبة. تفرد بروايته عنه يحيى بن هاشم. وتفرد به عن يحيى محمّد بن خلف. وقد قيل : عن سهل بن بحر القناد ، وأحمد بن أبي صلاية أيضا عن يحيى بن هاشم. والمعروف رواية محمّد بن خلف ، والله أعلم.

أخبرنا عليّ بن محمّد السّمسار ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدّثنا عبد الباقي بن قانع : أن محمّد بن خلف بن عبد السّلام مات في سنة إحدى وثمانين ومائتين.

٨٠٧ ـ (٢) محمّد بن خلف بن محمّد بن سليمان بن أيّوب ، أبو عبد الله النّهرديريّ ، يعرف بالقرتّائيّ (٣) :

سكن الصليق وقدم بغداد في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ، وأملى في جامع المدينة مجلسا ، حدّث فيه عن أحمد بن عبيد الله بن القاسم النهرديري ، والحسن بن أحمد بن أبي زيد ، وأبي شجاع محمّد بن فارس البصريّين ، وغيرهم من أهل البصرة. كتب عنه أصحابنا ولم أسمع منه شيئا ولا رأيته.

٨٠٨ ـ محمّد بن خلف بن محمّد بن جيان ـ بالجيم ـ ابن الطّيب بن زرعة ، أبو بكر الفقيه المقرئ الخلّال (٤) :

سمع عمر بن أيّوب السّقطيّ ، وقاسم بن زكريّا المطرّز ، وعبد العزيز بن محمّد بن دينار الفارسيّ ، وعليّ بن إسحاق بن زاطيا ، وأحمد بن سهل الأشناني ، وأبا بكر بن المجدر ، ومحمّد بن يحيى العمي ، وحامد بن شعيب البلخيّ ، ومحمّد بن باشاذ البصريّ. وكان ثقة سكن بستان أم جعفر. حدّثنا عنه أبو بكر البرقانيّ ، والقاضيان أبو العلاء الواسطيّ ، وأبو القاسم التّنوخيّ ، وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه.

حدّثت عن محمّد بن العبّاس بن الفرات قال : توفي أبو بكر محمّد بن خلف بن جيان في ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ، وكان ثقة.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الذكر والدعاء باب ٤. وسنن الترمذي ٩٧٠. وسنن أبي داود ، كتاب الجنائز باب ١٣. وفتح الباري ١١ / ١٥٠ ، ١٣ / ٢٢١.

(٢) ٨٠٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٢٩ في المطبوعة. انظر : الأنساب ، للسمعاني ١٠ / ٨٩.

(٣) القرتائي : هذه النسبة إلى قرتا ، وظني أنها من قري البحر من عمان (الأنساب ١٠ / ٨٩).

(٤) ٨٠٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٢٨ في المطبوعة. انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٢٨٧.

٣١٣

وكذلك ذكر بن أبي الفوارس إلا أنه قال : توفي يوم الأربعاء الخامس من ذي الحجة.

٨٠٩ ـ محمّد بن خلف بن المرزباني بن بسّام ، أبو بكر الآجريّ المحولي (١) :

كان يسكن باب المحول فنسب إليه ، وكان أخباريا مصنّفا حسن التأليف. حدّث عن محمّد بن أبي السوي الأزديّ ، وأحمد بن منصور الرمادي ، والزبير بن بكار ، وعبد الله بن أبي سعد الورّاق ، وأحمد بن أبي خيثمة ، وعيسى بن عبد الله الطيالسي ، وأبي بكر بن أبي أبي الدّنيا ، والحارث بن أبي أسامة ، ونحوهم. روى عنه : أبو بكر بن الأنباريّ النّحويّ ، وأبو جعفر بن برية الهاشميّ ، وأبو الفضل بن المتوكل ، وجماعة آخرهم أبو عمر بن حيوية.

أخبرنا عليّ بن أبي علي المعدّل ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال : كتب أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان إلى جدي يعاتبه :

أجميل بالمرء يخلف وعدا

أو يجازي الوصول بالقرب بعدا؟

ما مللناك إذ مللت ولم نن

فك نزداد مذ عقلناك ودا

فعلام استحق هجرك من لي

س يرى منك يا ابن حيوة بدا؟

يحفظ العهد حين نقضك للعه

د ويأتي الذي تحب مجدا

يا أبا بكر بن يحيى نداء

من أخ لم تزل لديه مفدى

لك مذ دام صرف وجهك أيا

م طوال أعدها لك عدا

وتناسيت ما سألت وقد أس

لفت فيما سألت مدحا وحمدا

خاطبا منك دعوة واستماعا

لفظ من لا نرى له الدهر ندا

فتناهى إلى أمس حديث

كاد يقضي على حزنا ووجدا

زعموا أن أحمد الخير ما زا

ل لديكم يشدو ثلاثا ويشدي

فلما ذا جفوتنا بعد وصل

ونقضت العهود عهدا فعهدا

ألبخل عراك؟ فالبخل قد كا

ن إلى راحتيك لا يتهدى

أو ملال فليس مثلك من م

ل أخا لا يحل في الحب عقدا

دائم الود لا يصد ولو جا

ر عليه خليله وتعدى

فاعطف الوصل نحو من منح الوص

ل وراجع بالوصل أولى وأجدى

__________________

(١) ٨٠٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٢٧ في المطبوعة. انظر المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٢٠٧.

٣١٤

أي شيء أنكى لقلب محب

حال منه نحس المطالع سعدا؟

أدرك الحاسد الشمات وقد كا

ن قديما لهجرنا يتصدى

طالما يبتغي القطيعة بالحي

لة بيني وبينكم ليس يهدى

لو تراه لخلته نال ما أم

ل يختال لاهيا يقتدى

أنت أعطيته أمانيه جورا

وزمانا قد كان في ذاك أكدى

فاستمع ما أقول إني وعه

د الله أهوى استماع أحمد جدا

واقتراحي بعد انبساطي إليه

تلك هند تصد للهجر صدا

وحدّثني أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال : سمعت القاضي أبا الحسن الجرّاحي يذكر.

وأخبرنا عليّ بن أبي علي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس. قالا : مات أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان سنة تسع وثلاثمائة.

٨١٠ ـ محمّد بن خلف ، أبو بكر المقرئ ، يعرف بالحدّادي (١) :

سمع الحسين بن عليّ الجعفي ، وعبد الله بن نمير الخارقي ، وأبا يحيى الحماني ، ومعاوية بن هشام ، وزيد بن الحباب ، ويعقوب الحضرمي ، وخلف بن تميم ، وعمّار بن عبد الجبّار. روى عنه : وكيع القاضي ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، والقاضي أبو عبد الله المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد ، وحدّث عنه أيضا محمّد بن إسماعيل البخاريّ في «صحيحه».

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا محمّد بن خلف الحدّادي ، حدّثنا معاوية بن هشام ، حدّثنا سفيان ، عن حمران بن أعين ، عن أبي الطفيل ، عن ابن جارية الأنصاريّ : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن أخاكم النجاشي قد مات فصلوا عليه (٢)». قال فصفنا صفين.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب الفقيه ، أخبرنا أبو الحسن الدّارقطنيّ ، أخبرنا القاضي المحامليّ ، حدّثنا محمّد بن خلف المقرئ ، قال الدّارقطنيّ : بغدادي حدادي فاضل.

__________________

(١) ٨١٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٢٣ في المطبوعة. انظر : المنتظم لابن الجوزي ١٢ / ١٦٩. والأنساب للسمعاني ٤ / ٧٥.

(٢) انظر الحديث في : مسند أحمد ٤ / ٣٦٠ ، ٣٦٣ ، ٤٣٩. وسنن الترمذي ١٠٣٩. وسنن ابن ماجة ١٥٣٥ ، ١٥٣٦.

٣١٥

حدّثني الحسن بن أبي طالب ، عن أبي الحسن الدارقطنيّ قال : محمّد بن خلف المقرئ الحدّادي ثقة.

ذكر لنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطيري : أن محمّد بن خلف الحدّادي مات في شهر ربيع الأول من سنة إحدى وستين ومائتين.

٨١١ ـ محمّد بن خلف ، أبو عبد الله ، يعرف بابن مزدة (١) :

من شيوخ محمّد بن مخلد الدوري. ذكر ابن مخلد في تاريخه أنه توفي سنة تسع وخمسين ومائتين.

٨١٢ ـ محمّد بن خلف الدّوريّ (٢) :

أخبرني عليّ بن أحمد الرّزّاز ـ من أصل كتابه ـ أخبرنا أبو بكر محمّد بن عليّ بن محمّد بن سهل الإمام ، أخبرنا محمّد بن خلف الدوري ، حدّثنا عنبس بن إسماعيل ـ من كتابه ـ حدّثنا شعيب بن حرب ، حدّثنا سفيان الثوري ، عن مالك بن أنس قال : حدّثنا عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن عمرو بن سليم ، عن أبي قتادة ، عن ربعي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين قبل أن يقعد (٣)».

كذا قال لي الرّزّاز في هذا الحديث : محمّد بن خلف وأخاف أن يكون محمّد بن مخلد ، فإن ابن مخلد قد روى هذا الحديث عن عنبس ، والله أعلم.

* * *

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه خليفة ، والخليل وخميس

٨١٣ ـ محمّد بن خليفة بن صدقة ، أبو جعفر ، يعرف بعنبر (٤) :

من أهل دير العاقول ، قدم بغداد ، وحدّث بها عن مسلم بن إبراهيم ، وأبي سلمة

__________________

(١) ٨١١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٢٢ في المطبوعة.

(٢) ٨١٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٢٥ في المطبوعة.

(٣) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٢١. وصحيح مسلم ، كتاب صلاة المسافرين ٦٩. وفتح الباري ١ / ٥٣٧.

(٤) ٨١٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٤٠ في المطبوعة. انظر تهذيب الكمال ٥١٩٦ (٢٥ / ١٦٥) ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢٠٢ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٢٥ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ١٥٠ ، والتقريب : ٢ / ١٥٩ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦١٩٧ ،. ووقع في التقريب : غندر ، وما أظنه أصاب في ذلك ، وقيد علي الصواب في التبصير : ٣ / ٩٠٣. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٨٠.

٣١٦

التبوذكي ، ومحمّد بن كثير العبدي ، وعبد السّلام بن مطهر ، وأبي نعيم الفضل بن دكين ، وعفان بن مسلم ، وإسماعيل بن أبي إدريس ، وسعيد بن منصور. روى عنه : محمّد بن عبد الله بن عتاب ، وأحمد بن محمّد الضّحاك ، وأبو سهل بن زياد القطّان ، ورواياته مستقيمة ، ذكره الدارقطنيّ فقال : صدوق.

أخبرني محمّد بن الحسين الأزرق ، وحدّثنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن زياد ، حدثنا عنبر محمّد بن خليفة بن صدقة ، حدّثنا مسلم بن إبراهيم ، حدّثنا عقبة بن خالد الشّنّي ، حدّثني أبو عمر الندبي قال : خرجت مع ابن عمر في جنازة رافع بن خديج ، فسمع نسوة يبكين ، فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الميت يعذب ببكاء الحي (١)». بلغني أن محمّد بن خليفة مات بدير العاقول في سنة ست وسبعين ومائتين.

٨١٤ ـ محمّد بن الخليل ، بن عيسى ، أبو جعفر المخرمي (٢) :

سمع عبيد الله بن موسى ، وروح بن عبادة ، وحجاج بن محمّد ، وعبد الصّمد بن النعمان ، ومحمّد بن عبد الله البياضي ، ومحمّد بن عبيد الطنافسي ، وسعيد بن منصور. روى عنه : وكيع القاضي ، وعبد الله بن الهيثم الطبني ، ومحمّد بن مخلد الدوري ، ومحمّد بن جعفر المطيري وحمزة بن القاسم الهاشميّ ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ مولي بني هاشم ، حدّثنا أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشميّ ، حدّثنا محمّد بن الخليل ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عمران البياضي ، حدّثنا طلحة بن يحيى ، عن الضّحاك ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «على الرجل السمع والطاعة فيما أحب وكره ، إلا أن يؤمر بمعصية ، فإذا أمر بمعصية فلا طاعة لأحد في معصية الله عزوجل (٣)».

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ١٠٢. وصحيح مسلم ، كتاب الجنائز ١٧. وسنن النسائي ٤ / ١٥. وسنن ابن ماجة ١٥٩٤. والسنن الكبرى للبيهقي ٤ / ٧١.

(٢) ٨١٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٣٨ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥١٩٨ (١٦٨ ، ٢٥). وثقات ابن حبان : ٩ / ١٣٦ ، وتذهيب التهذيب :٣ / الورقة ٢٠٢ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٢٥ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ١٥١ ـ ١٥٢ ، والتقريب : ٢ / ١٥٩ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦١٩٩. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٢٧.

(٣) انظر الحديث بلفظ : «لا طاعة في معصية الله ، إنما الطاعة في المعروف». : في صحيح البخاري ٩ / ١٠٩ ، وصحيح مسلم ، كتاب الإمارة ، باب ٨. وفتح الباري ٨ / ٦٠ ، ١٣ ، ١٢٣.

٣١٧

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا أبو محمّد عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ، حدّثني محمّد بن حجة ، قال : محمّد بن الخليل صاحبنا كان من خيار الناس.

قرأت في كتاب محمّد بن مخلد بخطه : سنة تسع وستين ومائتين ، فيها جاء نعي محمّد بن الخليل من بلد في شعبان.

٨١٥ ـ محمّد بن خميس بن جميل ، أبو بكر (١) :

حدّث بصور عن : هشام بن إسحاق الكناني صاحب جعفر بن محمّد القلانسي الرملي ، وعن أبي عبد الله الروذباري ، حدثني عنه : محمّد بن عليّ الصوري.

حدّثني الصوري ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن خميس بن جميل البغداديّ ـ بصور ـ حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن عطاء بن أحمد ، أخبرني محمّد بن الحسن صاحب سهل ابن عبد الله قال : قال سهل : من كان مقيما على أدني شبهة في أدني وقت فقلبه محجوب عن الله عزوجل.

* * *

حرف الدال من آباء المحمّدين

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه داود

٨١٦ ـ محمّد بن داود ، أبو بكر الصّوفيّ ، يعرف بالزّقيّ (٢) :

وهو دينوري الأصل ، أقام ببغداد مدة ثم انتقل إلى دمشق فسكنها ، وكان من كبار شيوخ الصّوفيّة له عندهم قدر كبير ، ومحل خطير ، وكان أحد حفّاظ القرآن ، قرأ علي أبي بكر بن مجاهد. وسمع محمّد بن جعفر الخرائطي.

أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي ـ بنيسابور ـ قال : سمعت عبد الملك بن محمّد القشيري يقول : سمعت عبد الله بن محمّد الدمشقي قال : سمعت محمّد بن

__________________

(١) ٨١٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٤٣ في المطبوعة.

(٢) ٨١٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٥٨ في المطبوعة : انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٢٠. والبداية والنهاية ١١ / ٢٧١.

٣١٨

داود الرقي يقول : كنت مارا ببغداد ، وإذا ببعض الفقراء يمر في الطريق ، وإذا بمغن يغني وهو يقول :

أمدّ كفّي بالخضوع

إلى الّذي جاد بالمنيع

قال : فشهق الفقير شهقة وخرّ ميتا.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أحمد الواعظ قال : سمعت أبا بكر الرقي ـ بدمشق ـ يقول : سمعت أبا بكر الزقاق يقول : بني أمرنا هذا ـ يعني التصوف ـ على أربع : لا نأكل إلا عن فاقة ، ولا ننام إلا عن غلبة ، ولا نسكت إلا عن خيفة ، ولا نتكلم إلا عن جد.

وقال أيضا : سمعت الزقاق يقول : كل أحد نسب إلا الفقراء ؛ فإنهم ينتسبون إلى الله تعالى ، وكل حسب ونسب ينقطع إلا حسبهم ونسبهم ، فإن نسبهم الصدق ، وحسبهم الصبر.

حدّثنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني قال : سمعت عليّ بن عبد الله الهمذاني ـ بمكة ـ يقول : حدّثني محمّد بن داود ـ يعني الرقي ـ قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن الجلاء يقول : كنت بذي الحليفة وأنا أريد الحج والناس يحرمون ، فرأيت شابا قد صب عليه الماء يريد الإحرام وأنا أنظر إليه ، فقال : يا رب أريد أن أقول لبيك اللهم لبيك ، فأخشى أن تجيبني لا لبيك ولا سعديك ، وبقي يردد هذا القول مرارا كثيرة وأنا أتسمع عليه ، فلما أكثر قلت له : ليس لك بد من الإحرام فقل ، فقال يا شيخ أخشى إن قلت لبيك اللهم لبيك أجابني لا لبيك ولا سعديك. فقلت له : أحسن ظنّك وقل معي : لبيك اللهم لبيك فقال : لبيك اللهم وطولها وخرجت نفسه مع قوله اللهم وسقط ميتا.

أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزّاز ـ بهمذان ـ حدّثنا عليّ بن عبد الله بن جهضم ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن داود قال : سألت الزقاق أبا بكر : لمن أصحب؟ فقال : لمن سقط بينك وبينه مئونة التحفظ ، ثم سألته مرة أخرى : لمن أصحب؟ فقال : من يعلم منك بما يعلمه الله منك فتأمنه على ذلك.

حدّثني محمّد بن أبي الحسن عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن زكريّا النسوي قال : مات أبو بكر الرقي بدمشق سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.

٣١٩

وحدّثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال : حدّثني أبو الحسين بن الميداني قال توفي أبو بكر محمّد بن داود الدّينوريّ المعروف بالزقي لسبع خلون من جمادى الأولى سنة ستين وثلاثمائة.

٨١٧ ـ محمّد بن داود بن جابر (١) :

حدّث عن أبي إبراهيم الترجماني. روى عنه : أبو القاسم الطبراني.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار ، حدّثنا سليمان بن أحمد بن أيّوب ، حدّثنا محمّد بن داود بن جابر البغداديّ ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني ، حدّثنا صالح المري ، عن سعيد الجريري ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن أحبكم إليّ أحسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ، وأبغضكم إليّ المشاءون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الملتمسون للبرآء العنت (٢)». قال سليمان : لم يروه عن الجريري إلا صالح المري.

٨١٨ ـ محمّد بن داود بن الجرّاح ، أبو عبد الله الكاتب (٣) :

وهو عمّ عليّ بن عيسى الوزير ، كان من علماء الكتّاب فاضلا عارفا بأيام الناس ، وأخبار الخلفاء والوزراء ، وله في ذلك مصنّفات معروفة ، وحدّث عن : عمر بن شبة النميري ، وعبيد الله بن سعد الزّهريّ ، وأبي يعلى زكريّا بن يحيى المنقري. روى عنه : أحمد بن عبد الله بن عمّار ، والقاضي عمر بن الحسن بن الأشناني ، وغيرهما.

أخبرنا محمّد بن عبيد الله بن شهريار الأصبهانيّ ، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني ، حدّثنا محمّد بن داود بن الجرّاح ـ أبو عبد الله ـ حدّثنا عبيد الله بن سعد الزّهريّ ، حدّثنا عمي يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثنا أبي ، عن محمّد بن إسحاق ، عن عبد العزيز بن مسلم مولى آل رافع الأنصاريّ قال : حدّثني إبراهيم بن عبيد بن رفاعة بن رافع ، عن أنس بن مالك قال : مرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأبي عياش زيد ابن الصّامت أخي بني زريق وقد جلس وقال : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت ، يا منان يا بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام. فقال رسول الله

__________________

(١) ٨١٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٥٢ في المطبوعة.

(٢) انظر الحديث في : مسند أحمد ٤ / ١٩٣. وصحيح ابن حبان ١٩١٧. والمعجم الكبير للطبراني ٢ / ومصنف ابن أبي شيبة ٨ / ٣٢٧. والمعجم الصغير ٢ / ٢٥. ومجمع الزوائد ٨ / ٢١.

(٣) ٨١٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧٤٩ في المطبوعة. انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٩١.

٣٢٠