تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٨

فقال : يا محمّد إن ربك يقرأ عليك السّلام ويقول لك : لست أجمعهما لك فافد أحدهما بصاحبه». فنظر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى إبراهيم فبكى ، ونظر إلى الحسين فبكي ثم قال : «إن إبراهيم أمه أمة ومتى مات لم يحزن عليه غيري ، وأم الحسين فاطمة وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمي وحزنت أنا عليه وأنا أوثر حزني علي حزنهما ، يا جبريل تقبض إبراهيم ، فديته بإبراهيم». قال فقبض بعد ثلاث. فكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا رأى الحسين مقبلا قبّله وضمه إلى صدره ورشف ثناياه وقال : «فديت من فديته بابني إبراهيم (١)».

قال الشيخ أبو بكر : دلس النقاش بن صاعد فقال نا يحيى بن محمّد بن عبد الملك الخيّاط ، وأقل مما شرح في هذين الحديثين تسقط به عدالة المحدث ويترك الاحتجاج به.

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد بن جعفر أنه ذكر النقاش فقال : كان يكذب في الحديث والغالب عليه القصص.

سألت أبا بكر البرقانيّ عن النقاش فقال : كل حديثه منكر. وحدّثني من سمع أبا بكر ذكر (٢) تفسير النقاش فقال : ليس فيه حديث صحيح.

حدّثني محمّد بن يحيى الكرماني قال : سمعت هبة الله بن الحسن الطّبريّ ذكر تفسير النقاش فقال : ذاك أشفى الصدور ، وليس بشفاء الصدور.

سمعت أبا الحسين بن الفضل القطّان يقول : حضرت أبا بكر النقاش وهو يجود بنفسه في يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة فجعل يحرك شفتيه بشيء لا أعلم ما هو ثم نادى بعلو صوته : «لمثل هذا فليعمل العاملون» يرددها ثلاثا ، ثم خرجت نفسه. ذكر محمّد بن أبي الفوارس أن مولد النقاش في سنة ست وستين ومائتين.

سمعت أبا الحسين بن رزقويه يقول : توفي أبو بكر النقاش يوم الثلاثاء ليومين مضيا من شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ودفن غداة يوم الأربعاء.

قال الشيخ أبو بكر : في داره دفن ، وكان يسكن دار القطن.

__________________

(١) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ٢ / ٢٠٢ وتنزيه الشريعة ١ / ٤٠٨.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٠١

٦٣٦ ـ محمّد بن الحسن بن مسعود ، أبو بكر التّمّار (١) :

سمع معاذ بن المثني العنبريّ ، ومحمّد بن يونس الكديمي ، حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وكان ثقة.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا إسماعيل بن عليّ الخطبي وأبو بكر محمّد بن الحسين بن رزقويه وكان ثقة.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا إسماعيل بن عليّ الخطبي وأبو بكر محمّد بن الحسن بن مسعود التّمّار الأصم ـ واللفظ للخُطَبي ـ قال نبأنا محمّد بن يونس القرشيّ قال نبأنا شهاب بن عبّاد قال نبأنا محمّد بن سليم قال : قلت له من محمّد بن سليم؟ قال : لا أدري. قال : نبأنا ابن المبارك عن ابن العميا عن أبيه. قال : وفدت إلى معاوية [فاستنسبني (٢)] فانتسبت له فعرفني فقال : إن المعرفة نسب من الأنساب ، ارفع حوائجك قبح الله معرفة لا تنفع.

٦٣٧ ـ محمّد بن الحسن بن القاسم ، أبو أحمد الكاتب (٣) :

حدّث عن بشر بن موسى روى عنه ابن رزقويه أيضا.

٦٣٨ ـ محمّد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن محمّد بن سليمان بن داود بن عبيد الله بن مقسم ، أبو بكر المقري العطّار (٤) :

سمع أبا السري موسى بن الحسن الجلاجلي ، وأبا مسلم الكجي ، ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ ، وأبا العبّاس ثعلبا ، والحسن بن علويه القطّان ، ومحمّد بن يحيى المروزيّ ، ومحمد بن اللّيث الجوهريّ ، وإدريس بن عبد الحكيم الحدّاد. حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وعليّ بن أحمد الرّزّاز ، والحسين بن شجاع الصّوفيّ ، وأبو عليّ بن شاذان وغيرهم. وكان ثقة.

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال قال نا عليّ بن عمرو بن سهل الحريريّ قال نا محمّد بن الحسن بن مقسم ـ من أصل كتابه ـ قال نا أبو السري موسى بن الحسن بن أبي عبّاد قال نا محمّد بن مصعب القرقساني قال نبأنا الأوزاعي عن الزّهريّ عن أنس ابن مالك : أن النبي لله دخل مكة وعلى رأسه المغفر.

__________________

(١) ٦٣٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١٤٩.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) ٦٣٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١٤٩.

(٤) ٦٣٨ ـ انظر : المنتظم : لابن الجوزي ١٤ / ١٧٠.

٢٠٢

لم أكتب هذا الحديث إلا عن الخلّال وقد وهم محمّد بن مصعب ، فقد رواه عليّ ابن الحسن بن عبدويه الخزّاز عن ابن مصعب عن مالك بن أنس عن الزّهريّ ، وذاك الصواب.

أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري قال نا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم قال حدّثني عليّ بن الحسن بن عبدويه الخزّاز قال نا محمّد بن مصعب القرقساني قال نبأنا مالك عن الأزهري عن أنس بن مالك. قال : دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مكة عام الفتح وعلى رأسه مغفر.

كان ابن مقسم من أحفظ الناس لنحو الكوفيّين وأعرفهم بالقراءات ، وله في التفسير ، معاني القرآن كتاب جليل سماه «كتاب الأنوار». وله أيضا في القراءات وعلوم النحو تصانيف عدة.

ومما طعن عليه به أنه عمد إلى حروف من القرآن فخالف الإجماع فيها وقرأها على وجوه ذكر أنها تجوز في اللغة والعربية ، وشاع ذلك عنه عند أهل العلم فأنكروه عليه ، وارتفع الأمر إلى السلطان ، فأحضره واستتابه بحضرة القراء والفقهاء فأذعن بالتوبة ، وكتب محضر بتوبته ، وأثبت جماعة من حضر ذلك المجلس خطوطهم فيه بالشهادة عليه ، وقيل أنه لم ينزع عن تلك الحروف وكان يقرئ بها إلى حين وفاته.

وقد ذكر حاله أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ صاحب أبي بكر بن مجاهد في كتابه الذي سماه «كتاب التبيان» فقال فيما.

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عمر المقرئ قال أنبأنا أبو طاهر عبد الواحد ابن عمر بن محمّد بن أبي هاشم. قال : وقد نبغ نابغ في عصرنا هذا فزعم أن كل ما صح عنده وجه في العربية لحرف من القرآن يوافق خط المصحف فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها ، فابتدع بقيله هذا بدعة ضل بها عن قصد السبيل ، وأورط نفسه في مزلة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله ، وحاول إلحاق كتاب الله من الباطل ما لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه ، إذ جعل لأهل الإلحاد في دين الله بسيئ رأيه طريقا إلى مغالطة أهل الحق بتخير القراءات من جهة البحث والاستخراج بالآراء دون الاعتصام والتمسك بالأثر المفترض. وقد كان أبو بكر شيخنا نضّر الله وجهه نشله من بدعته المضلة باستتابته منها ، وأشهد عليه الحكام والشهود المقبولين عن الحكام بتركه ما أوقع نفسه فيه من الضلالة بعد أن سئل البرهان على صحة ما ذهب إليه فلم

٢٠٣

يأت بطائل ، ولم يكن له حجة قوية ولا ضعيفة ، واستوهب أبو بكر رضي‌الله‌عنه تأديبه من السلطان عند توبته ، وإظهاره الإقلاع عن بدعته ، ثم عاود في وقتنا هذا إلى ما كان ابتدعه واستغوى من أصاغر المسلمين ممن هو في الغفلة والغباوة دونه ، ظنا منه أن ذلك يكون للناس دينا ، وأن يجعلوه فيما ابتدعه إماما ، ولن يعدو ما ضل به مجلسه لأن الله قد علمنا أنه حافظ كتابه من لفظ الزائغين ، وشبهات الملحدين بقوله : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) [الحجر ٩].

ثم ذكر أبو طاهر كلاما كثيرا وقال بعده : وقد دخلت عليه شبهة لا تخيل بطولها وفسادها على ذي لب وفطنة صحيحة ، وذلك أنه قال : لما كان لخلف بن هشام ، وأبي عبيد ، وابن سعدان ، أن يختاروا ، وكان ذلك لهم مباحا غير منكر ، كان ذلك لي أيضا مباحا غير مستنكر فلو كان حذا حذوهم فيما اختاروه ، وسلك طريقا كطريقهم ؛ كان ذلك مباحا له ولغيره غير مستنكر ، وذلك أن خلفا ترك حروفا من حروف حمزة واختار أن يقرأ على مذهب نافع ، وأما أبو عبيد وابن سعدان فلم يتجاوز واحد منهما قراءة أئمة القراء بالأمصار ، ولو كان هذا الغافل نحا نحوهم كان مسوغا لذلك غير ممنوع منه ، ولا معيب عليه ، بل إنما كان النكير عليه شذوذه عما عليه الأئمة الذين هم الحجة فيما جاءوا به مجتمعين ومختلفين.

وذكر أبو طاهر كلاما كثيرا نقلنا منه هذا المقدار ، ومن آثر الوقوف عليه فليعمد للنظر في أول كتاب «البيان» فإنه مستقصى هناك.

حدّثني أبو بكر أحمد بن محمّد المستملي الغزّال قال : سمعت أبا أحمد الفرضي غير مرة يقول : رأيت في المنام كأني في المسجد الجامع أصلي مع الناس ، وكان محمّد ابن الحسن بن مقسم قد ولى ظهره القبلة وهو يصلي مستدبرها ، فأولت ذلك مخالفته الأئمة فيما اختاره لنفسه من القراءات.

قال الشيخ أبو بكر : ذكرت هذه الحكاية لأبي يعلى بن السّرّاج المقرئ. فقال : وأنا سمعتها من أبي أحمد الفرضي.

قال محمّد بن أبي الفوارس : توفي ابن مقسم في شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة ، ومولده سنة خمس وستين ومائتين. ويقال أن ابنه أدخل عليه حديثا ، والله أعلم.

٢٠٤

أخبرنا الحسن بن أبي بكر. قال : توفي أبو بكر بن مقسم يوم الخميس لثمان خلون من شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة ، توفي على ساعات من النهار ودفن بعد صلاة الظهر من يومه.

٦٣٩ ـ محمّد بن الحسن بن عليّ بن إبراهيم ، أبو بكر الدّقاق ، يعرف بابن الكوفيّ :

سمع محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، والحسن بن عليّ بن المتوكل ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، والحسن بن عليّ بن الوليد الفارسيّ ، وأبا مسلم الكجي ، ومحمّد بن العبّاس المؤدّب ، وأحمد بن عليّ الأبار ، وكان ثقة.

حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه في مواضع عدة ، فسمى أباه الحسن ، وكذلك سمى أباه عبد الله بن عثمان الصّفّار في روايته عنه. وحدّثنا عنه محمّد بن طلحة النعالي ، وعليّ بن أحمد الرّزّاز. فقالا : نا محمّد بن الحسين. وكذلك قال أبو الحسن الدارقطنيّ وأبو إسحاق الطّبريّ في روايتهما عنه. وقال مثله ابن رزقويه في غير موضع ونحن نسوق عنه حديثا في باب محمّد بن الحسين ، إن شاء الله.

٦٤٠ ـ محمّد بن الحسن بن الصّبّاح ، أبو الحسن الكاتب :

حكى عن أبي عمر محمّد بن يوسف القاضي حكاية نوردها بعد في أخبار محمّد ابن داود بن عليّ الأصبهانيّ ، إن شاء الله.

٦٤١ ـ محمّد بن الحسن بن سعيد بن الخشّاب ، أبو العبّاس المخرّميّ الصّوفيّ (١) :

صاحب حكايات عن أبي جعفر محمّد بن عبد الله الفرغاني ، وأبي بكر الشبلي. روى عنه : أبو عبد الرّحمن السلمي النّيسابوري ، والحاكم أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ. وكان قد نزل بنيسابور ثم خرج إلى مكة فتوفي بها.

أخبرني محمّد بن علي بن أحمد المقرئ عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري. قال : محمّد بن الحسن بن محمّد بن سعيد الصّوفيّ أبو العبّاس البغداديّ المعروف بابن الخشّاب كان من أظرف من قدم نيسابور من البغداديّين ، وأكملهم عقلا ودينا ، وأكثرهم تعظيما [للسنة وتعصبا لها (٢)]. دخل بلاد خراسان ، وأقام عندنا سنين ، وسمع الحديث الكثير ، ثم حج

__________________

(١) ٦٤١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٢١٢.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٠٥

وجاور بمكة ومات بها سنة إحدى وستين وثلاثمائة.

٦٤٢ ـ محمّد بن الحسن بن كوثر بن عليّ ، أبو بحر البربهاريّ (١) :

حدّث عن محمّد بن الفرج الأزرق ، ومحمّد بن غالب التمتام ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، وإبراهيم الحربيّ ، ومحمّد بن سليمان الباغندي ، وأبي العبّاس الكديمي ، وغيرهم. انتخب عليه أبو الحسن الدّارقطنيّ. وحدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وعليّ بن محمّد بن عبد الله الحذّاء ، وعليّ بن أحمد الرّزّاز ، ومحمّد بن عمر ابن بكير النجار ، ومكي بن عليّ الحريريّ ، وأبو بكر البرقانيّ ، وعبيد الله بن عمر بن شاهين ، وأبو نعيم الأصبهانيّ.

وسألت أبا نعيم عنه. فقال : كان الدّارقطنيّ يقول لنا : اقتصروا من حديث أبي بحر على ما انتخبته حسب.

حدّثني عليّ بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة السهمي يقول : سألت أبا الحسن الدّارقطنيّ عن محمّد بن الحسن بن كوثر أبي بحر البربهاري. فقال : كان له أصل صحيح وسماع صحيح ، وأصل رديء فحدّث بذا وبذاك فأفسده.

سمعت أبا الفتح محمّد بن أبي الفوارس. يقول : أبو بحر بن الكوثر شيخ فيه نظر.

حدّثنا أبو بكر البرقانيّ قال سمعت من أبي بحر بن كوثر وحضرت عنده يوما. فقال لنا ابن السرخسي : سأريكم أن الشيخ كذاب ، وقال لأبي بحر : أيها الشيخ ، فلان ابن فلان كان ينزل في الموضع الفلاني ، هل سمعت منه؟ فقال أبو بحر : نعم قد سمعت منه. قال أبو بكر [البرقانيّ (٢)] وكان بن السرخسي قد اختلق ما سأله عنه ولم يكن للمسألة أصل.

وقرأت على البرقانيّ حديثا عن أبي بحر فقال : خرّج عنه أبو الفتح بن أبي الفوارس في الصحيح. قلت له : وكذلك فعل أبو نعيم الأصبهانيّ. فقال ، أبو بكر ، ما يسوى أبو بكر عندي كعب. ثم سمعه ذكره مرة أخرى فقال : كان كذابا.

قال محمّد بن أبي الفوارس : مولد أبي بحر في سنة ست وستين ومائتين ، وكان مخلطا وله أصول جياد وله أشياء ردية ، ومات سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.

__________________

(١) ٦٤٢ ـ انظر : المنتظم لابن الجوزي ١٤ / ٢١٩. وميزان الاعتدال ٣ / ٥١٩. والأنساب للسمعاني ٢ / ١٤٥. وسؤالات حمزة السهمي ١٠٤.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٠٦

حدّثت عن أبي الحسن بن الفرات قال : كان أبو بحر بن كوثر البربهاري مخلطا ، وظهر منه في آخر عمره أشياء منكرة. منها : أنه حدّث عن يحيى بن أبي طالب وعبدوس المدائني فغفله قوم من أصحاب الحديث فقرءوا عليه ذلك ، وكانت له أصول كثيرة جيدة فخلط ذلك بغيره وغلبت الغفلة عليه.

٦٤٣ ـ محمّد بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عيسى بن يقطين ، أبو جعفر البزّاز اليقطيني (١) :

سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، والحسين بن عمر بن أبي الأحوص الكوفيّ ، وأبا يعلى أحمد بن عليّ الموصليّ ، ومحمّد بن محمّد الباغندي ، وأبا القاسم البغويّ ، ومن في طبقتهم.

وكان قد سافر وكتب بالجزيرة والشام وغيرهما من البلدان فأكثر ؛ وكان صدوقا فهما.

حدّثنا عنه أبو نعيم الأصبهاني ، وعليّ بن محمّد بن عبد الله الحذّاء ، وعبد الله بن أبي لحسين بن بشران ، وعليّ بن عبد العزيز الطّاهري ، وأبو عليّ بن دوما النعالي ، وغيرهم.

حدثت عن أبي الحسن بن الفرات. قال : كان جعفر اليقطيني جميل الأمر في الحديث ، ثقة ، وانتقي عليه من الحفاظ عمر البصريّ ، وابن مظفر ، والدّارقطنيّ.

قال لي أبو بكر البرقانيّ : كان اليقطيني حسن الحديث ، ولم أرزق أن أسمع منه إلا شيئا يسيرا (٢). فقلت : له أكان ثقة؟ قال : نعم. قلت للبرقاني مرة أخرى ـ وذكر اليقطيني : أكان ثقة؟ فقال : لم أسمع فيه إلّا خيرا ، غير أني رأيت في جمعه لحديث مسعر أحاديث منكرة. فقلت لأبي بكر : الحمل في تلك الأحاديث علي غيره لأنها من وجوه فيها نظر عن الشاميين وغيرهم ، فأما أن يكون على اليقطيني فيها حمل من جهته فلا.

حدّثني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه. قال : توفي اليقطيني في يوم الأربعاء ، ودفن في يوم الخميس الرابع عشر من شهر ربيع الآخر سنة سبع وستين وثلاثمائة.

__________________

(١) ٦٤٣ ـ انظر : المنتظم لابن الجوزي ١٤ / ٢٥٨.

(٢) من هنا حتى آخر الترجمة سقط من المخطوط.

٢٠٧

٦٤٤ ـ محمّد بن الحسن بن محمد بن بردخرشاد ، أبو عبد الله السّرويّ السّراجي الرازيّ ساكن بغداد (١) :

سمع أحمد بن خالد المروزيّ ، وعمر بن أحمد بن عليّ الجوهريّ ، وعليّ بن محمّد بن مهرويه القزوينيّ ، وأبا نعيم بن عدي الأستراباذي وعبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازيّ ، حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وعليّ بن عبد العزيز الطّاهري ، وأبو بكر البرقانيّ ، والحسن بن محمّد الخلّال.

وسألت عنه البرقانيّ. فقال : ثقة.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي. قال : سنة أربع وسبعين وثلاثمائة فيها توفي أبو عبد الله محمّد بن الحسن بن محمّد الرّازيّ السّرّاجي دلال الخز السوسي ، وكان ثقة أمينا مستورا.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن شعيب الروياني. قال : سمعت من أبي عبد الله السّرّاجي في قطيعة الرّبيع. ، وتوفي ليلة الجمعة الثاني من ذي القعدة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، ودفن يوم الجمعة قبل الصلاة في تربة له.

٦٤٥ ـ محمّد بن الحسن بن سليمان ، أبو بكر ، يعرف بالقزوينيّ (٢) :

حدّث عن جعفر بن محمّد الفريابي ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي ، ومحمّد بن صالح بن ذريح العبري ، وأبي القاسم البغويّ ، ومحمّد بن هارون الحضرمي ، وإسماعيل بن العبّاس الورّاق ، وأحمد بن محمّد بن أبي شيبة البزّاز. وحدّثنا عنه محمّد عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ.

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الحسين قال نبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن ابن سليمان القزوينيّ ـ سمعت منه في شارع العتابيين ـ قال نبأنا أبو بكر الفريابي قال : نبأنا هشام بن عمّار الدمشقي قال نبأنا صدقة بن خالد قال نبأنا عثمان بن أبي عاتكة عن عليّ بن يزيد عن القاسم بن أبي أمامة الباهلي. أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع». ثم جمع بين إصبعيه الوسطي والتي تلي الإبهام ثم قال : «العالم والمتعلم شريكان في الأجر ولا خير في سائر الناس بعد [(٣) ١]».

__________________

(١) ٦٤٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣٠٨ والأنساب ، للسمعاني ٧ / ٧٦ وفيه : «بردخشاذ».

(٢) ٦٤٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣١٥.

(٣) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٢٢٨. والترغيب والترهيب ١ / ١٠٠. وكنز العمال ٢٨٧٩١ ، ٢٩٣٧١.

٢٠٨

قال الشيخ أبو بكر : وكان عند المالكيّ عن هذا الشيخ جزء واحد عن جماعة الشيوخ الذين ذكرتهم ، وكان في أكثر الأحاديث تخليط في الأسانيد والمتون.

وقال لي المالكيّ : مات هذا الشيخ في يوم الخميس غرة شعبان من سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.

٦٤٦ ـ محمّد بن الحسن بن محمّد بن جعفر بن حفص ، أبو الفضل الكاتب :

حدّث عن يعقوب بن محمّد بن عبد الوهّاب الدوري ، وأحمد بن محمد بن مسعدة الأصبهاني ، وعلى بن محمد بن عبد الحافظ ، والحسين بن إسماعيل المحاملي ، ومحمد بن مخلد ، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي ، وعليّ بن محمّد المصري. حدّثنا عنه أبو القاسم عليّ بن الحسن بن محمّد بن أبي عثمان الدّقّاق ، وأبو عبد الله الحسين ابن الحسن الأنماطيّ ، وعبد العزيز بن عليّ الأزجي.

أخبرني أبو القاسم بن أبي عثمان قال نبأنا أبو الفضل محمّد بن الحسن بن محمّد ابن جعفر بن حفص الكاتب قال نبأنا يعقوب بن محمّد بن عبد الوهّاب الدوري قال نبأنا أحمد بن عبد الجبّار التّميميّ قال نبأنا أبو بكر بن عياش عن حصين عن محمّد ابن جحادة عن الحسن عن أنس. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قال لا إله إلا الله طلست ما في صحيفته من السيئات حتى يعود إلى مثلها».

سألت ابن أبي عثمان عن هذا الشيخ. فقال : كان فاضلا صالحا دينا ، يجلس بقرب حلقة ابن إسماعيل الورّاق في جامع المنصور وهناك سمعت منه.

٦٤٧ ـ محمّد بن الحسن بن أحمد بن قشيش ، أبو بكر السّمسار (١) :

سمع إسماعيل بن محمّد الصفار ، وأبا عمرو بن السّمّاك ، وأحمد بن سلمان النّجّاد ، وجعفر الخلدي.

وكان صدوقا من أهل القرآن ، وينتحل في الفقه مذهب أحمد بن حنبل.

حدّثني عنه ابنه علي وسمعته يقول : توفي أبي أول يوم من المحرم سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.

٦٤٨ ـ محمّد بن الحسن بن جعفر بن محمّد البحيريّ النّيسابوري (٢) :

قدم بغداد وحدّث بها عن محمّد بن محمّد بن سعيد البحيري. حدّثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطيّ.

__________________

(١) ٦٤٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٢.

(٢) ٦٤٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٢.

٢٠٩

أخبرنا محمّد بن عليّ بن يعقوب الواسطيّ قال : أنبأنا محمّد بن الحسن بن جعفر ابن محمّد البحيري النّيسابوري ببغداد في درب السّلوليّ قال نبأنا أبو العبّاس محمّد ابن محمّد بن سعيد البحيري قال نبأنا الفضل بن عبد الله قال نبأنا مالك بن سليمان قال نبأنا شعبة وإسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا نكاح إلا بولي (١)».

٦٤٩ ـ محمّد بن الحسن بن عبدان بن الحسن بن مهران ، أبو بكر الصّيرفيّ (٢):

سمع أبا القاسم البغويّ ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأبا أحمد بن المهتدي ، والحسين بن إسماعيل المحامليّ.

حدّثني عنه عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصّيرفيّ وسألته عنه. فقلت : أكان ثقة؟

فقال : فوق الثقة.

٦٥٠ ـ محمّد بن الحسن بن المظفر ، أبو عليّ اللّغويّ المعروف بالحاتميّ (٣) :

روى عن أبي عمر الزاهد وغيره أخبارا أملاها في مجالس الأدب. حدّثنا عنه عليّ ابن المحسن القاضي التّنوخيّ. وقال لي : مات الحاتمي في يوم الأربعاء لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.

٦٥١ ـ محمّد بن الحسن بن سليم ، أبو بكر النّجّاد :

سمع أبا العبّاس بن عقدة ، ومحمّد بن جعفر المطيري ، وعليّ بن محمّد المصري.

حدّثنا عنه أبو القاسم الأزهري ، وأحمد بن محمّد العتيقي. وقالا لي : توفي محمّد ابن الحسن بن سليم في يوم الأحد.

وقال لي الأزهري : في ليلة الأحد ، ودفن يوم الأحد العاشر من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.

قال العتيقي : ثقة مأمون صاحب كتب كثيرة.

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٢٠٨٥. وسنن الترمذي ١١٠١ ، ١١٠٢. وسنن ابن ماجة ١٨٨٠ ، ١٨٨١. ومسند أحمد ٤ / ٣٩٤ ، ٤١٣ ، ٤١٨ ، ٦ / ٢٦٠. والدارمي ٢ / ٢٣٧. والمستدرك ٢ / ١٦٩ ، ١٧٠ ، ١٧١ ، ١٧٢.

(٢) ٦٤٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٢.

(٣) ٦٥٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٣.

٢١٠

٦٥٢ ـ محمّد بن الحسن بن الفضل بن المأمون ، أبو بكر الهاشمي :

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال أنبأنا الأخوان ابنا المأمون. قالا : نا أبو العبّاس عبد الملك بن أحمد بن الزّيّات قال نا حفص بن عمرو الرّبالي قال نا عبد الرّحمن بن مهديّ قال نبأنا سفيان قال نبأنا الهزهاز بن ميزن عن رجل من قومه أن عدي بن فرس جعل له رواد بن عمّار بغلة على أن يخير امرأته ثلاثا ، فخيرها ثلاثا ، كل ذلك تختار زوجها ـ وكان معها ـ حتى قدم عليهم رجل يقال له مسلمة بن رافع ، فأتى عليا فقال : لئن قربتها لأرجمنك.

سألت أبا تمام عبد الكريم بن عليّ بن محمّد بن الحسن بن الفضل بن المأمون عن ابني المأمون اللذين حدّثنا عنهما أبو بكر البرقانيّ. فقال : هما أخوا جدي اسم كل واحد منهما محمّد ، قال وكان جدي محمّد بن الحسن يكني أبا الحسن وهو أكبر إخوته وتقدمت وفاته ، مات بعد سنة خمسين وثلاثمائة وعندنا كتاب له كان أبونا سمعه منه ولم يخرج عنه شيء من العلم. وأما أخواه فهما أبو بكر وأبو الفضل وقد حدّثا. سمع من أبي بكر أبو بكر : البرقانيّ ؛ تقدمت وفاته علي وفاة أخيه أبي الفضل. قال الشيخ أبو بكر : وقد ...

أخبرني القاضي أبو عبد الله الحسين بن عليّ الصيمري قال نبأنا أبو الفضل محمّد وأبو الحسين عبد الله ابنا الحسن بن الفضل بن المأمون. قالا : نبأنا أبو العبّاس عبد الملك بن أحمد الزّيّات بالحديث الذي ذكرناه عن البرقانيّ عن ابني المأمون. وقال لي الصيمري : سمعت من أبي الفضل محمّد وأبي بكر محمّد وأبي الحسين بن عبد الله ابن الحسن بن الفضل بن المأمون وكان سماعهم في موضع واحد وأبو الفضل أكبرهم ويتلوه أبو بكر ثم أبو الحسين ، وكان لهم أخ يكنى أبا الحسن واسمه أيضا محمّد مات قديما.

٦٥٣ ـ محمّد بن الحسن بن الفضل بن المأمون ، أبو الفضل الهاشميّ (١) :

سمع أبا بكر عبد الله بن محمّد بن زياد النّيسابوري ، وسعيد بن محمّد أخا الزبير الحافظ ، وأحمد بن نصر بن سندويه ، وعبد الملك بن أحمد بن نصر الزّيّات ، والقاضي أبا عبد الله المحامليّ ، وأبا بكر بن الأنباريّ. حدّثنا عنه أبو بكر البرقانيّ ، وأبو القاسم

__________________

(١) ٦٥٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٥١.

٢١١

الأزهري ، وحمزة بن محمّد بن ظاهر الدّقّاق. وهبة الله بن الحسن الطّبريّ ، وعليّ بن عبيد الله السمسماني النّحويّ ، وغيرهم.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي قال : سنة ست وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو الفضل بن المأمون الهاشميّ ثقة.

حدّثني أحمد بن عليّ بن الحسين المحتسب وهلال بن المحسن الكاتب. قالا : توفي أبو الفضل محمّد بن الحسن بن المأمون يوم السبت سلخ شهر ربيع الأول.

وقال هلال : ربيع الآخر من سنة ست وسبعين وثلاثمائة وله ست وثمانون سنة.

٦٥٤ ـ محمّد بن الحسن بن محمّد بن أحمد بن محمويه ، أبو بكر (١) :

سكن البصرة وحدّث ببغداد عن أبي القاسم البغويّ ، وأبي بكر بن أبي داود ، وأبي بكر بن مجاهد المقرئ. حدّثنا عنه القاضي أبو عبد الله الحسين بن عليّ الصّيمريّ.

أخبرنا الصّيمريّ قال نبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن أحمد بن محمويه ـ قدم علينا من البصرة ـ قال نا أبو بكر أحمد بن موسى بن العبّاس بن مجاهد المقرئ قال نا محمّد بن عليّ السرخسي قال نا بكر بن خداش قال نا عيسى بن المسيّب عن عطيّة عن أبي سعيد. قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ألا إن أرفع الناس درجة عند الله إمام عادل ، وأشد الناس عذابا إمام غير عادل (٢)».

قال لي الصّيمريّ : هذا الشيخ عم جابر بن ياسين وأصله بغدادي إلا أنه انتقل إلى البصرة فنزلها.

٦٥٥ ـ محمّد بن الحسن بن عمرو بن الحسن ، أبو الحسن المؤدّب ، يعرف بابن أبي حسّان (٣) :

حدّث عن أبي العبّاس بن عقدة ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، ومحمّد بن عمرو الرّزّاز ، وأحمد بن عثمان بن الأدميّ ، وأحمد بن سليمان العبادانيّ. حدّثنا عنه أحمد ابن محمّد العتيقي.

__________________

(١) ٦٥٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٣.

(٢) انظر الحديث في الجامع الكبير ٦١٧٤. وكنز العمال ١٤٦١١. ومسند أبي حنيفة.

(٣) ٦٥٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٥٢.

٢١٢

٦٥٦ ـ محمّد بن الحسن بن عبد الرّحمن ، أبو بكر الرّازيّ ، يعرف بابن الوارث:

قدم علينا في أيام [أبي (١)] عمر بن مهديّ ، وحدّث عن أبي عبد الله محمّد بن أحمد بانياك الأرجائي. علقت عنه أحاديث.

٦٥٧ ـ محمّد بن الحسن بن محمّد ، أبو العلاء الورّاق (٢) :

سمع إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، ومحمّد بن يحيى بن عمر بن عليّ بن حرب الطائي ، وأحمد بن كامل القاضي ، وبكار بن أحمد المقرئ ، وكتب بالبصرة عن محمّد بن أحمد بن محمويه العسكريّ ، وأبو بشر بن دستكوتا ، وعليّ بن الحسين بن جعفر القطّان ، ومحمّد بن عبد الله بن سفيان المعمري. كتبنا عنه وكان ثقة.

أخبرنا أبو العلاء الورّاق قال نبأنا أبو الحسن بن عليّ بن الحسين بن جعفر القطّان ـ إملاء بالبصرة في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة ـ قال نبأنا محمّد بن يونس قال نبأنا الضّحاك بن مخلد قال أنبأنا ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن لكل نبي دعوة وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة (٣)».

سألت أبا العلاء عن مولده فذكر لي أنه ولد في سنة ثماني عشرة وثلاثمائة. وكان ينزل بالجانب الشرقي ناحية سوق يحيى ، ومات في يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ودفن في مقبرة الخيزران.

٦٥٨ ـ محمّد بن الحسن بن عليّ بن ثابت بن أحمد بن إسماعيل ، أبو بكر المعروف بالنعمانيّ (٤) :

سمع من عبد الخالق بن الحسن بن أبي رؤبة ، وأحمد بن سندي الحدّاد شيئا يسيرا. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا ، يسكن ناحية سوق الطعام.

أخبرنا أبو بكر النعماني قال نبأنا عبد الخالق بن الحسن بن أبي رؤبة أبو محمّد المعدّل إملاء قال نا محمّد بن سليمان بن الحارث قال نبأنا أبو منصور قال نبأنا سفيان

__________________

(١) ٦٥٦ ـ في الأصل : «أيام عمر بن المهدي».

(٢) ٦٥٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٥.

(٣) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٤٢٦ ، ٣ / ١٣٤. والسنن الكبرى للبيهقي ٨ / ١٧ ، ١٠ / ١٩٠ ، ومصنف عبد الرزاق ٢٠٨٦٤. وفتح الباري ١٢ / ٣٧٨.

(٤) ٦٥٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢٤٤.

٢١٣

عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر. قال : جاء رجل يسأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أي الإسلام أفضل؟. قال : أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك (١)».

قال لنا أبو بكر النعماني : ولدت في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ، ومات في ليلة الخميس الرابع من جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وأربعمائة. ودفن في صبيحة تلك الليلة بمقبرة باب الدير.

٦٥٩ ـ محمّد بن الحسن بن العبّاس ، أبو يعلى المطرّز ، يعرف بابن الكرجي :

كان صاحبا لنا مختصّا بنا ، سمع منا الكثير من أبي عمر بن مهدي ، وأبي الحسين ابن المتيم ، وأبي الحسن بن الصلت الأهوازيّ. وكان قد سمع قبلنا من ابن الصلت المجبر ، وأبي أحمد الفرضي ، وغيرهما.

علّقت عنه أحاديث يسيرة. وكان صدوقا مستورا حافظا للقرآن. وتوفي وهو شاب ؛ وكانت وفاته في ليلة السبت السابع والعشرين من شهر رمضان سنة سبع وعشرين وأربعمائة ، ودفن صبيحة تلك الليلة في مقبرة باب الدير. وأحسبه لم يبلغ سنه الأربعين ، وكان الشيب كثيرا في لحيته.

قال الشيخ أبو بكر : رأيت أبا يعلى محمّد بن الحسن الكرجي في المنام بعد موته بنحو من سنة وهو على صورة حسنة ، وهيئة جميلة ، لابسا ثيابا بيضا ولحيته سوداء شديدة السواد ، فسلم علي. ثم قال لي ابتداء ، وهو مستبشر يكاد أن يضحك : إن الله تعالى غفر لي ذنوبي كلها. أو نحو هذا من القول. ومشى معي يحدثني حديثه قبل موته ، وأنا أظنه يريد أن يسوق الحديث إلى إعلامي ما لقيه في حال قبضه وبعد مفارقته الدّنيا. ثم انتبهت.

٦٦٠ ـ محمّد بن الحسن بن أحمد بن موسى بن عمران ، أبو الحسين الأهوازيّ ، ويعرف بابن عليّ الأصبهانيّ (٢) :

قدم علينا من الأهواز ، وسكن بين السورين ، وخرج له أبو الحسن النعيمي أجزاء من حديثه ، وسمع منه شيخنا أبو بكر البرقانيّ. وسمعنا منه. فحدّثنا عن محمّد

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ١٦٠ ، ٣ / ٣٧٢ ، ٤ / ١١٤. والسنن الكبرى للبيهقي ١٠ / ٢٤٣. وشرح السنة ١ / ٣٠. وصحيح ابن حبان ١٥٨. وفتح الباري ١٠ / ٤٤٦. والترغيب والترهيب ٣ / ٣٧٩.

(٢) ٦٦٠ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ٥١٦.

٢١٤

ابن إسحاق بن دارا ، وأحمد بن محمود بن خرزاد ، ومحمّد بن أحمد بن إسحاق الشّاهد الأهوازيّين ، وعن أبي أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكريّ ، وأبي علي أحمد بن محمّد بن جعفر الصولي ، وغيرهم.

وسمعته يقول : ولدت في آخر سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.

وكان قد أخرج إلينا فروعا بخطه قد كتبها من حديث شيوخه المتأخرين عن متقدمي البغداديّين الذين في طبقة عبّاس الدوري ونحوه. فظننت أن الغفلة غلبت عليه فإنه لم يكن يحسن شيئا من صناعة الحديث ، حتى حدّثني عبد السّلام بن الحسين الدباس ـ وكان لا بأس به معروفا بالستر والصيانة. قال : دخلت على الأهوازيّ يوما وبين يديه كتاب فيه أخبار مجموعة وهو صحيفة لا يوجد [فيها (١)] سماع. فرأيت الأهوازيّ قد نقل منه أخبارا عدة إلى مواضع متفرقة من كتبه. وأنشأ لكل خبر منها إسنادا. أو كما قال.

قال الشيخ أبو بكر : وقد رأينا للأهوازي أصولا كثيرة سماعه فيها صحيح بخط محمّد بن أبي الفوارس عن محمّد بن الطّيّب البلوطي وغيره. وكان سماعه أيضا صحيحا لكتاب «تاريخ البخاريّ الكبير» فقرئ عليه ببغداد عن أحمد بن عبدان الشّيرازيّ ، ومن أصل ابن أبي الفوارس قرئ وفيه سماع الأهوازيّ ، وكان عند أبي جعفر الطوابيقي عن أبي أحمد بن محمّد بن جعفر الصولي حديث مسند عن الجاحظ فحضرت الأهوازيّ وقد سأله بعض أصحابنا بعد أن أراه ذلك الحديث بخط حدث كان يقال له : ابن الصقر ، مكتوبا.

حدّثنا أبو جعفر الطوابيقي وأبو الحسين الأهوازي. قالا : نبأنا الصولي. فقال له : أسمعت هذا الحديث من الصولي؟ فقال : نعم ، اقرأه عليّ. فقرأه ثم قال : اكتبه لي فكتبه له. وكنت قبل ذلك قد نظرت في كتب الأهوازيّ ولا أظن تركت عنده شيئا لم أطالعه ، ولم يكن الحديث في كتبه ويركبها ويضعها علي الشيوخ. وقد عثرت له وغير واحد من أصحابنا على ذلك ، والله أعلم.

حدّثني أبو الوليد الحسن بن محمّد الدربندي قال : سمعت أبا نصر أحمد بن عليّ ابن عبدوس الجصاص بالأهواز يقول : كنا نسمي ابن أبي علي الأصبهانيّ جراب الكذب.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢١٥

قال الشيخ أبو بكر : أقام الأهوازيّ ببغداد سبع سنين ثم خرج إلى الأهواز ، وبلغتنا وفاته في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.

٦٦١ ـ محمّد بن الحسن بن عبد الله بن الحسن ، أبو عبد الله البزّاز المقرئ ، ويعرف بابن الشّمعي (١) :

من أهل باب الطاق. حدّث عن : أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد البزوري ، وأبي بكر بن مالك القطيعي.

كتب عنه بعض أصحابنا وسمعته يثني عليه ، ثم رأيت شيئا من كتبه وفيه سماعه ملحق بخط طري ، وكان الكتاب قديما لغيره. والله أعلم. مات ابن الشمعي في المحرم من سنة تسع وعشرين وأربعمائة.

٦٦٢ ـ محمّد بن الحسن بن أحمد بن محمّد بن إسحاق ، أبو المظفر المروزيّ القرينينيّ (٢) :

وقرينين ناحية من نواحي مرو. سكن بغداد وحدّث بها عن زاهر بن أحمد السرخسي ، وأبي طاهر المخلص ، وغيرهما. كتبت عنه وكان صدوقا يتفقه على مذهب الشّافعيّ.

أخبرني أبو المظفر المروزيّ قال أنبأنا أبو عليّ زاهر بن أحمد السرخسي بها قال نبأنا أبو عبد الله محمّد بن المسيّب الأرغياني قال نبأنا عبد الله بن محمّد بن عبد الملك بن أبي رومان الإسكندراني قال نبأنا ابن وهب عن مالك عن نافع عن ابن عمر. قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإنك لن تجد فقد شيء تركته لله عزوجل (٣)».

غريب من حديث مالك لا أعلم روي إلّا من هذا الوجه. مات أبو المظفر بناحية شهرزور على ما بلغنا في ذي القعدة من سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.

٦٦٣ ـ محمّد بن الحسن بن الفضل بن العباس ، أبو يعلى الصّوفي البصري (٤) :

أذهب عمره في السفر والتغرب ، وقدم علينا بغداد وحدّث بها عن أبي بكر بن

__________________

(١) ٦٦١ ـ انظر الأنساب للسمعاني ٧ / ٣٨٨.

(٢) ٦٦٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢٧٨.

(٣) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٥١٨. وسنن النسائي ، كتاب الأشربة باب ٤٨. ومسند أحمد ١ / ٢٠٠ ، ٣ / ١١٢ ، ١٥٣. وصحيح ابن حبان ٥١٢. ومشكاة المصابيح ٢٧٧٣. وفتح الباري ٤ / ٢٩٣.

(٤) ٦٦٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢٧٨.

٢١٦

أبي الحديد الدمشقي ، وأبي الحسين بن جميع الغساني ، كتبت عنه وكان صدوقا ، وذكر لي أنه سمع من زاهر بن أحمد السرخسي وغيره من أهل خراسان.

أخبرنا أبو يعلى محمّد بن الحسن البصري في دار القاضي أبي القاسم التّنوخيّ قال نبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم السلمي بدمشق قال نبأنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن سهل الخرائطي قال نبأنا عمر بن شبة قال نبأنا يحيى بن سعيد عن محمّد بن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة. عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه ولا يقولن قبّح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك ؛ فإن الله خلق آدم على صورته (١)».

سألت أبا يعلى عن مولده. فقال : في سنة ثمان وستين وثلاثمائة. وكان قدومه علينا في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة ، وخرج في ذلك الوقت إلى الشام وغاب عنا خبره. وكان شيخا مليحا ظريفا من أهل الفضل والأدب حسن الشعر. ومن مليح قوله :

يا أبا القاسم الذي قسم الرحم

ن من راحتيه رزق الأنام

أنا في الشعر مثل مولاي في الجو

د حليفا مكارم ونظام

وإذا ما وصلتني فأمير ال

جود أعطى المنى أمير الكلام

وله أيضا في عجوز أكول :

لي عجوز كأنها الب

در في ليلة المطر

ناطق عن جميع أع

ضائها شاهد الكبر

غير أضراسها ففي

ها لذي اللب معتبر

أعظم غير أنها

أعظم تطحن الحجر

٦٦٤ ـ محمّد بن الحسن بن عيسى بن عبد الله ، أبو طاهر المعروف بابن شرارة النّاقد (٢) :

سمع أبا بكر بن مالك القطيعي ، وأبا محمّد بن ماسي ، وعبد الله بن إبراهيم الزينبي ، ومحمّد بن إسماعيل الورّاق. كتبنا عنه ، وكان صدوقا يسكن نهر طابق.

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٤٣٤. وسنن الترمذي ١٩٥٠. وسنن أبي داود ٤٤٩٣. والسنن الكبرى للبيهقي ٨ / ٣٢٧. ومشكاة المصابيح ٣٦٣١. ونصب الراية ٣ / ٣٢٤.

(٢) ٦٦٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٣٠٧.

٢١٧

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسن الناقد قال نبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال نبأنا جعفر بن محمّد الفريابي قال نبأنا إسحاق بن راهويه قال نبأنا أبو جعفر الحنفي قال نبأنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن محمود بن لبيد عن عثمان بن عفان. عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (١)».

سألت أبا طاهر عن مولده فقال : في أحد الرّبيعين من سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة ، ومات في أول ذي القعدة من سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.

٦٦٥ ـ محمّد بن الحسن بن محمد بن جعفر بن داود بن الحسن ، أبو نصر ابن عم أبي عبد الله السّلماسيّ (٢) :

[سمع محمّد أبا الطّاهر المخلص ، ومحمّد بن عليّ بن نصر الديباجي. كتبت عنه وكان صدوقا ، روى شيئا يسيرا.

أنبأنا أبو نصر بن السلماسي (٣)] قال نبأنا أبو طاهر بن عبد الرّحمن بن العبّاس المخلص قال نبأنا أحمد بن محمّد بن أبي شيبة قال نبأنا محمّد بن يحيى الأزديّ قال نبأنا سعيد بن عامر بن خشيش أبي محرز قال سمعت أبا عمران الجوني. يقول : وهبك تنجو ، بعد كم تنجو؟. مات أبو نصر في ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة الثامن من شهر ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وأربعمائة.

٦٦٦ ـ محمّد بن الحسن بن عثمان بن عمر أبو طاهر الأنباريّ (٤) :

سكن بغداد وكان قدمها في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة. وسمع من الحسين بن هارون الضّبّيّ ، وأبي عبد الله بن دوست.

كتبت عنه في سوق السقط وكان صدوقا. مات في النصف الأول من شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وأربعمائة (٥).

* * *

__________________

(١) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٢) ٦٦٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٣٣٨. والأنساب للسمعاني ٧ / ١٠٨.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) ٦٦٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٦ / ١١.

(٥) في المخطوط ما نصه : «تم الجزء الأول من هذه القسمة ويتلوه إن شاء الله ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الحسين ، والخير يكون إن شاء الله تعالى ، والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وحسبنا الله وكفى». والأصل مأخوذ من جامع أزبك اليوسفي بمصر.

٢١٨

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه الحسين

٦٦٧ ـ محمّد بن الحسين ، أبو جعفر ، ويعرف بأبي شيخ البرجلانيّ ، نسب إلى محلة البرجلانية (١) :

وهو صاحب كتاب «الزهد والرقائق». سمع الحسين بن عليّ الجعفي ، وزيد بن الحباب ، وسعيد بن عامر ، وأزهر بن سعد السمان ، وطلق بن غنام ، وخالد بن عمرو الأموي ، وغيرهم ، روى عنه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، وأحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي.

أخبرنا روح بن محمّد الرّازيّ إجازة شافهني بها أن إبراهيم بن محمّد بن بشر أخبرهم قال : أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال سمعت أبي يقول : ذكر لي أن رجلا سأل أحمد بن حنبل عن شيء من حديث الزهد فقال : عليك بمحمّد بن الحسين البرجلاني. بلغني عن إبراهيم بن إسحاق الحربيّ أنه سئل عن محمّد بن الحسين البرجلاني. فقال : ما علمت إلّا خيرا.

وذكر ابن أبي الدّنيا : أنه مات في سنة ثمان وثلاثين ومائتين.

٦٦٨ ـ محمّد بن الحسين بن إبراهيم بن الحر بن زعلان ، أبو جعفر العامريّ يعرف بابن أشكاب. لأن أباه يلقب أشكابا (٢) :

ولمحمّد أخ أكبر منه يسمى عليا وأصلهم من خراسان من بلد نسا. وكان محمّد حافظا سمع أبا المنذر إسماعيل بن عمر ، وأبا النّضر هاشم بن القاسم ، ومصعب بن المقدام ، ومحمّد بن أبي عبيدة المسعودي ، ومعاوية بن هشام ، وعبد الصّمد بن عبد الوارث ، وأبا نوح المعروف بقرادة ، وإسحاق بن سليمان الرّازيّ. روى عنه : البخاريّ في صحيحه حديثين. وحدّث عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل ، وابنه الحر بن محمّد ابن أشكاب ، ويحيى بن صاعد ، ومحمّد بن مخلد الدوري.

__________________

(١) ٦٦٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٢٦٢. وميزان الاعتدال ٣ / ٥٢٢.

(٢) ٦٦٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ٥١٥٤ (٢٥ / ٧٩) والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٢٦٢ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ١٢٤ ، ورجال البخاري للباجي : ٢ / ٦٢٨ ، والجمع لابن القيسراني ١ / ٤٥٨ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٧٩٨ ، وسير أعلام النبلاء : ١٢ / ٣٥٢ ، وتذكرة الحفاظ : ٢ / ٥٧٤ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٤٨٦٩ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ١٩٨ وتاريخ الإسلام ، الورقة ٥٦ (أوقاف ٥٨٨٢) ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٢٢ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ١٢١ ـ ١٢٢ ، والتقريب : ٢ / ١٥٥ وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦١٥١.

٢١٩

وقال ابن أبي حاتم : كتبت عنه مع أبي وهو ثقة. سئل أبي عنه فقال : صدوق.

أخبرنا أبو عمر بن مهديّ قال أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال نبأنا محمّد بن أشكاب قال نبأنا معاوية بن هشام قال نبأنا سفيان عن الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عبّاس عن أسامة بن زيد. أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أردفه حين أفاض من عرفة. قال : فما رأيت ناقته رافعة يدها عادية حتى أتي جمعا.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن الحسين الدّقّاق قال قرأنا على الحسين بن هارون الضّبّيّ عن أبي العبّاس بن سعيد. قال : محمّد بن الحسين بن إبراهيم أبو جعفر البغداديّ بن أشكاب ؛ سمعت عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش. يقول : كان من أهل العلم والأمانة.

أخبرني الحسين بن عليّ الطّناجيريّ قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال قرأت على محمّد بن مخلد. قال : مات محمّد بن إشكاب في المحرم من سنة إحدى وستين.

أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمّد بن العبّاس قال قرئ على ابن المنادى وأنا أسمع. قال : أبو جعفر محمّد بن الحسين بن أشكاب العامري توفي يوم الثلاثاء لعشر خلون من المحرم سنة إحدى وستين ومائتين ، وله ثمانون سنة.

وذكر لنا عنه أن ميلاده كان في سنة إحدى وثمانين ومائة. وقد يغلط في تاريخ موته. فيقال : في آخر سنة ستين ومائتين.

٦٦٩ ـ محمّد بن الحسين ، جار ابن أشكاب ، يعرف ببنان :

حدّث عن مسعود السكري عن يحيى بن إسحاق السيلحيني حديثا رواه أبو مزاحم الخاقاني عن حامد بن محمّد المؤدّب البصريّ عنه.

٦٧٠ ـ محمّد بن الحسين بن معدان ، أبو جعفر البجليّ ، يعرف بمهيار الورّاق (١) :

حدّث عن إسماعيل بن أبي أويس ، ومحبوب بن موسى الأنطاكي ، وجمعة بن عبد الله البلخيّ. روى عنه القاسم بن زكريّا المطرّز ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وكان ثقة.

٦٧١ ـ محمّد بن الحسين ، أبو جعفر البندار (٢) :

حدّث عن أبي الرّبيع الزهراني. روى عنه : محمّد بن مخلد.

__________________

(١) ٦٧٠ ـ انظر المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٨٠.

(٢) ٦٧١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ، ١٢ / ١٨٥.

٢٢٠