تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٨

قال الشيخ أبو بكر : استوطن الطّبريّ بغداد وأقام بها إلى حين وفاته ، وكان أحد أئمة العلماء : يحكم بقوله ، ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله. وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره ، وكان حافظا لكتاب الله ، عارفا بالقراءات ، بصيرا بالمعاني ، فقيها في أحكام القرآن ، عالما بالسنن وطرقها ، وصحيحها وسقيمها ، وناسخها ومنسوخها ، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين ، ومن بعدهم من الخالفين في الأحكام ، ومسائل الحلال والحرام ، عارفا بأيام الناس وأخبارهم ، وله الكتاب المشهور في «تاريخ الأمم والملوك» ، وكتاب في التفسير لم يصنّف أحد مثله ، وكتاب سماه «تهذيب الآثار» لم أر سواه في معناه إلا أنه لم يتمه ، وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة ، واختيار من أقاويل الفقهاء ، وتفرّد. بمسائل حفظت عنه.

وسمعت عليّ بن عبيد الله بن عبد الغفار اللغوي المعروف بالسمسماني يحكي أن محمّد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة.

وبلغني عن أبي حامد أحمد بن أبي طاهر الفقيه الأسفرائيني أنه قال : لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل له كتاب تفسير محمّد بن جرير لم يكن ذلك كثيرا. أو كلاما هذا معناه.

أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمّد قال ثنا عليّ بن أحمد بن الصناع [... (١)] عبيد الله بن أحمد السّمسار وأبي [...] أن أبا جعفر الطّبريّ قال لأصحابه : [أتنشطون لتفسير القرآن. قالوا : كم يكون] قدره؟ فقال ثلاثون [ألف ورقة ، فقالوا : هذا مما تفنى الأعمار] قبل تمامه ، فاختصره في [نحو ثلاثة آلاف ورقة. ثم قال :] هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا هذا؟ قالوا : كم يكون قدره؟ فذكر نحوا مما [ذكره في التفسير فأجابوه بمثل ذلك]. فقال : إنا لله ، ماتت الهمم.

حدّثني محمّد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن عبد الله النّيسابوري الحافظ قال : سمعت أبا بكر بن بالويه يقول قال لي أبو بكر محمّد بن إسحاق ـ يعني ابن خزيمة ـ بلغني أنك [كتبت (٢)] التفسير عن محمّد بن جرير؟ قلت : بلى كتبت التفسير عنه إملاء. قال : كله؟ قلت : نعم. قال : في أي سنة؟ قلت : من سنة ثلاث وثمانين إلى سنة تسعين. قال فاستعاره مني أبو بكر فردّه بعد سنين ، ثم قال : قد نظرت فيه من أوله إلى آخره ولم أعلم على أديم الأرض أعلم من محمّد بن جرير ، ولقد ظلمته الحنابلة.

__________________

(١) النص بالمخطوط مطموس وأكملناه من الأنساب للسمعاني ٨ / ٢٠٦.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٦١

سمعت أبا حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور يقول سمعت حسينك واسمه الحسين بن عليّ التّميميّ يقول لما رجعت من بغداد إلى نيسابور سألني محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، فقال لي : ممن سمعت ببغداد؟ فذكرت له جماعة ممن سمعت منهم ، فقال هل سمعت من محمّد بن جرير شيئا؟ فقلت له : لا إنه ببغداد لا يدخل عليه لأجل الحنابلة ، وكانت تمنع منه ، فقال : لو سمعت منه لكان خيرا لك من جميع من سمعت منه سواه.

حدّثني أبو القاسم الأزهري قال حكى لنا أبو الحسن بن رزقويه ، عن أبي علي الطوماري قال كنت أحمل القنديل في شهر رمضان بين يدي أبي بكر بن مجاهد إلى المسجد لصلاة التراويح ، فخرج ليلة من ليالي العشر الأواخر من داره واجتاز على مسجده ، فلم يدخله وأنا معه ، وسار حتى انتهى إلى آخر سوق العطش ، فوقف بباب مسجد محمّد بن جرير ومحمّد يقرأ سورة الرّحمن ، فاستمع قراءته طويلا ، ثم انصرف فقلت له : يا أستاذ ، تركت الناس ينتظرونك وجئت تسمع قراءة هذا؟ فقال : يا أبا علي دع هذا عنك ، ما ظننت أن الله تعالى خلق بشرا يحسن يقرأ هذا القراءة. أو كما قال.

حدّثني أبو الفرج محمّد بن عبيد الله بن محمد الخرجوشي الشّيرازيّ لفظا قال سمعت أحمد بن منصور بن محمّد الشّيرازيّ يقول سمعت محمّد بن أحمد الصّحّاف السجستاني يقول سمعت أبا العبّاس البكري من ولد أبي بكر الصديق يقول : جمعت الرحلة بين محمّد بن جرير ، ومحمّد بن إسحاق بن خزيمة ، ومحمّد بن نصر المروزيّ ، ومحمّد بن هارون الروياني ، فأرملوا ولم يبق عندهم ما يقوتهم ، وأضرّ بهم الجوع ، فاجتمعوا ليلة في منزل كانوا يأوون إليه ، فاتفق رأيهم على أن يستهموا ويضربوا القرعة ، فمن خرجت عليه القرعة سأل لأصحابه : الطعام ، فخرجت القرعة على محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، فقال لأصحابه أمهلوني حتى أتوضأ وأصلي صلاة الخيرة ، قال فاندفع في الصلاة فإذا هم بالشموع وخصي من قبل والي مصر يدق الباب ، ففتحوا الباب ، فنزل عن دابته فقال أيكم محمّد بن نصر؟ فقيل : هو هذا. فأخرج صرّة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه ، ثم قال أيكم محمّد بن جرير؟ فقالوا هو ذا. فأخرج صرّة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه ، ثم قال أيكم محمد ابن هارون؟ فقالوا هو ذا. فأخرج صرّة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه ، ثم قال أيكم محمّد بن إسحاق بن خزيمة؟ فقالوا هو ذا يصلي. فلما فرغ دفع إليه الصّرّة وفيها خمسون دينارا. ثم قال : إن الأمير كان قائلا بالأمس ، فرأى في المنام خيالا قال إن

١٦٢

المحامد طووا كشحهم جياعا فأنفذ إليكم هذه الصرار ، وأقسم عليكم إذا نفدت فابعثوا إليّ أمدّكم.

أنشدنا عليّ بن عبد العزيز الطّاهري ، ومحمّد بن جعفر بن علان الشروطي قالا أنشدنا مخلد بن جعفر الدّقّاق قال أنشدنا محمّد بن جرير الطّبريّ :

إذا أعسرت لم يعلم رفيقي

وأستغني فيستغنى صديقي

حيائي حافظ لي ماء وجهي

ورفقي في مطالبتي رفيقي

ولو أني سمحت ببذل وجهي

لكنت إلى الغنى سهل الطريق

وأنشدنا الطّاهري والشروطي قالا : أنشدنا مخلد بن جعفر قال أنشدنا محمّد بن جرير:

خلقان لا أرضى طريقهما

بطر الغنى ومذلة الفقر

فإذا غنيت فلا تكن بطرا

وإذا افتقرت فته على الدهر

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ الواسطيّ قال نبأنا سهل بن أحمد الديباجي قال : قال لنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطّبريّ كتب إليّ أحمد بن عيسى العلوي من البلد :

ألا إنّ إخوان الثقات قليل

وهل لي إلى ذاك القليل سبيل

سل الناس تعرف غثهم من سمينهم

فكل عليه شاهد ودليل

قال أبو جعفر : فأجبته :

يسيء أميري الظن في جهد جاهد

فهل لي بحسن الظن منه سبيل

تأمل أميري ما ظننت وقلته

فإن جميل الظن منك جميل

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال : قال لنا عيسى بن حامد بن بشر القاضي : مات محمّد بن جرير الطّبريّ يوم السبت بالعشيّ ، ودفن يوم الأحد بالغداة في داره لأربع بقين من شوال سنة عشر وثلاثمائة.

قرأت على الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل القاضي قال : توفي أبو جعفر محمّد بن جرير الطّبريّ في وقت المغرب من عشية الأحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر وثلاثمائة.

ودفن وقد أضحى النهار من يوم الاثنين غد ذلك اليوم في داره برحبة يعقوب ولم يغير شيبه ، وكان السواد في شعر رأسه ولحيته كثيرا.

١٦٣

وأخبرني أن مولده في آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وعشرين ومائتين ، وكان أسمر إلى الأدمة ، أعين ، نحيف الجسم ، مديد القامة ، فصيح اللسان ، ولم يؤذن به أحد ، واجتمع عليه من لا يحصيهم عددا إلا الله ، وصلّي على قبره عدة شهور ليلا ونهارا ، ورثاه خلق كثير من أهل الدين والأدب ، فقال ابن الأعرابي في مرثية له طويلة :

حدث مفظع وخطب جليل

دق عن مثله اصطبار الصبور

قام ناعي العلوم أجمع لما

قام ناعي محمد بن جرير

فهوت أنجم لها زاهرات

مؤذنات رسومها بالدثور

وتغشى ضياءها النير الإش

راق ثوب الدّجنة الديجور

وغدا روضها الأنيق هشيما

ثم عادت سهولها كالوعور

يا أبا جعفر مضيت حميدا

غير وان في الجد والتشمير

بين أجر على اجتهادك موفو

ر وسعى إلى التقى مشكور

مستحقا به الخلود لدى جن

ة عدن في غبطة وسرور

قرأت على أبي الحسين هبة الله بن الحسن الأديب لأبي بكر محمّد بن الحسن بن دريد يرثي أبا جعفر الطّبريّ :

لن تستطيع لأمر الله تعقيبا

فاستنجد الصبر أو فاستشعر الحوبا

وأفزع إلى كنف التسليم وارض بما

قضى المهيمن مكروها ومحبوبا

إن العزاء إذا عزته جائحة

ذلت عريكته فانقاد مجنوبا

فإن قرنت إليه العزم أيده

حتى يعود لديه الحزن مغلوبا

فارم الأسى بالأسى يطفى مواقعها

جمرا خلال ضلوع الصدر مشبوبا

الأسى : الحزن ، والأسى جمع أسوة ، كقوله تعالى : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ).

من صاحب الدهر لم يعدم مجلجلة

يظل منها طوال العيش منكوبا

إنّ البلية لا وفر تزعزعه

أيدي الحوادث تشتيتا وتشذيبا

ولا تفرق ألّاف يفوت بهم

بين يغادر حبل الوصل مقضوبا

لكن فقدان من أضحى بمصرعه

نور الهدى وبهاء العلم مسلوبا

أودى أبو جعفر والعلم فاصطحبا

أعظم بذا صاحبا إذ ذاك مصحوبا

إنّ المنية لم تتلف به رجلا

بل أتلفت علما للدين منصوبا

١٦٤

أهدى الردى للثرى إذ نال مهجته

نجما على من يعادي الحق مصبوبا

كان الزمان به تصفو مشاربه

فالآن أصبح بالتكدير مقطوبا

كلا وأيامه الغر التي جعلت

للعلم نورا وللتقوى محاريبا

لا ينسري الدهر عن شبه له أبدا

ما استوقف الحج بالأنصاب أركوبا

أوفى بعهد وأورى عند مظلمة

زندا وآكد إبراما وتأديبا

منه وأرصن حلما عند مزعجة

تغادر القلّبيّ الذهن منخوبا

إذا انتضى الرأي في إيضاح مشكلة

أعاد منهجها المطموس ملحوبا

لا يعزب الحلم في عتب وفي نزق

ولا يجرع ذا الزلات تثريبا

لا يولج اللغو والعوراء مسمعه

ولا يفارق ما يغشيه تأنيبا

إن قال قاد زمام الصدق منطقه

أو آثر الصمت أولى النفس تهييبا

لقلبه ناظرا تقوى سما بهما

فأيقظ الفكر ترغيبا وترهيبا

تجلو مواعظه رين القلوب كما

يجلو ضياء سنا الصبح الغياهيبا

سيان ظاهره البادي وباطنه

فلا تراه على العلات مجدوبا

لا يأمن العجز والتقصير مادحه

ولا يخاف على الإطناب تكذيبا

ودّت بقاع بلاد الله لو جعلت

قبرا له فحباها جسمه طيبا

كانت حياتك للدنيا وساكنها

نورا فأصبح عنها النور محجوبا

لو تعلم الأرض ما وارت لقد خشعت

أقطارها لك إجلالا وترحيبا

كنت المقوّم من زيغ ومن ظلع

وفّاك نصحا وتسديدا وتأديبا

وكنت جامع أخلاق مطهرة

مهذبا من قراف الجهل تهذيبا

فإن تنلك من الأقدار طالبة

لم يثنها العجز عما عزّ مطلوبا

فإن للموت وردا ممقرا فظعا

على كراهته لا بدّ مشروبا

إن يندبوك فقد ثلّث عروشهم

وأصبح العلم مرثيا ومندوبا

ومن أعاجيب ما جاء الزمان به

وقد يبين لنا الدهر الأعاجيبا

أن قد طوتك غموض الأرض في لحف

وكنت تملأ منها السهل واللوبا

٥٩٠ ـ محمّد بن جمعة بن خلف ، أبو قريش القهستانيّ (١) :

كان ضابطا متقنا حافظا ، كثير السماع والرحلة ، جمع المسندين على الرجال

__________________

(١) ٥٩٠ ـ انظر : المنتظم لابن الجوزي ١٣ / ٢٥٤ ، والأنساب للسمعاني ١٠ / ٢٧١.

١٦٥

والأبواب ، وصنّف حديث الأئمة مالك ، والثوري ، وشعبة ، ويحيى بن سعيد ، وغيرهم. وكان يذاكر بحديثهم حفاظ عصره فيغلبهم. سمع محمّد بن حميد الرّازيّ ، وأحمد بن منيع البغويّ ، ومحمّد بن زنبور المكي ، وأبا كريب محمّد بن العلاء الهمداني ، وإبراهيم بن أحمد بن يعيش ، ويحيى بن حكيم المقوم ، وعليّ بن سعيد بن شهريار ، ومحمّد بن المثنى العنزي ، وسلم بن جنادة ، ومحمّد بن سهل بن عسكر ، وعبد الجبّار بن العلاء ، وسعيد بن عبد الرّحمن المخزومي ، ومحمّد بن حسّان الأزرق.

وانتشر حديثه بخراسان ، وقدم بغداد ، وحدّث بها ، فروى عنه من أهلها محمّد بن مخلد الدوري ، وأبو بكر الشّافعيّ.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، ومحمّد بن عبد الله بن شهريار قال أبو نعيم حدّثنا ، وقال محمّد أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني قال نبأنا محمّد بن جمعة بن خلف أبو قريش القهستاني ببغداد قال نبأنا الحسين بن إدريس الهرويّ قال نبأنا خالد بن هياج بن بسطام قال نبأنا أبي قال نبأنا سفيان الثوري ، عن شريك ، عن خالد بن علقمة ، عن عبد خير ، عن علي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا.

قال ابن شهريار قال سلمان لم يروه عن سفيان إلا هياج ، وتفرد به خالد. ورواه غيره عن سفيان عن خالد نفسه.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب قال قال لنا أبو الحسن الدارقطنيّ : وذكر هذا الحديث ـ تفرد به خالد عن أبيه قال ورواه قاسم الحرمي عن الثوري عن خالد لم يذكر شريكا.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب قال نا محمّد بن عبد الله بن محمّد النّيسابوري قال : سمعت أبا علي الحافظ يقول نا أبو قريش محمّد بن جمعة القهستاني الحافظ الثقة الأمين.

أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال نا عليّ بن عمر الحافظ قال أبو قريش محمّد بن جمعة بن خلف القهستاني حافظ ، حديثه عند أهل خراسان.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمّد بن عبد الله النّيسابوري قال سمعت أبا الحسين بن يعقوب يقول توفي أبو قريش بقهستان سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.

١٦٦

٥٩١ ـ محمّد بن جبريل الشّمعيّ :

حدّث عن أحمد بن ملاعب المخرّميّ. روى عنه محمّد بن إسحاق بن محمّد القطيعي.

هذا آخر حرف الجيم من أباء المحمدين

* * *

حرف الحاء في آباء المحمّدين

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه الحسن

٥٩٢ ـ محمّد بن الحسن بن أبي يزيد ، أبو الحسن الهمدانيّ ثم المعشاريّ (١) :

من أهل الكوفة ، قدم بغداد ، وحدّث بها عن عمرو بن قيس الملائي ، وهشام بن عروة ، وجعفر بن محمّد ، وعائذ المكتّب ، وأبي حمزة الثمالي. روى عنه سريج بن يونس ، ومحمّد بن هشام المروروذي ، وشهاب بن عبّاد ، وحسين بن عبد الأول ، وعمرو بن زرارة وغيرهم.

أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي قال نبأنا محمّد بن الخضر بن زكريّا الدّقّاق قال نبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن شبيب قال نبأنا أبو عبد الله محمّد بن هشام [المروروذي (٢)] قال نبأنا محمّد بن الحسن الهمداني ، عن عائذ المكتّب ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من مات في هذا الوجه من حاج أو معتمر ، لم يعرض ولم يحاسب وقيل له ادخل الجنة (٣)».

__________________

(١) ٥٩٢ ـ انظر : تاريخ الدوري : ٢ / ٥١٠ ، وعلل أحمد : ٢ / ١٨٨ ، ٢٥٨ ، وتاريخ البخاري الكبير : ١ / الترجمة ١٥٠ ، والكنى لمسلم ، الورقة ٢٣ ، والمعرفة ليعقوب : ٣ / ٥٦ ، وضعفاء النسائي ، الترجمة ٥٣٧ ، وضعفاء العقيلي ، الورقة ١٨٩ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٢٤٨ ، والمجروحين لابن حبان : ٢ / ٢٧٦ ، والكامل لابن عدي : ٣ / الورقة ٥٦ ، وسؤالات البرقاني للدارقطني : الترجمة ٤٧١ ، وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٣٧ ، وسير أعلام النبلاء : ٩ / ٣٠٤ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٤٨٦٨ ، وديوان الضعفاء ، الترجمة ٣٦٦٥ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٥٤١٣ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ١٩٨ ، وتاريخ الإسلام : الورقة ٢٥٤ (أيا صوفيا ٣٠٠٦) ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧٣٨٢ ، وشرح علل الترمذي لابن رجب : ٢٠٣ ، والكشف الحثيث : ٦٤٤ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٢٢ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ١٢٠ ـ ١٢١ ، والتقريب : ٢ / ١٥٤ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦١٥٠ ، وتهذيب الكمال ٥٢ / ٧٦ (٥١٥٣).

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) انظر الحديث في : سنن الدارقطني ٢ / ٢٩٨ ، وكشف الخفا ٢ / ٢٩٨ ، والفوائد المجموعة ١١٠ ، وتنزيه الشريعة ٢ / ١٧٢ ، واللآلئ المصنوعة ٢ / ٧١ ، والضعفاء للعقيلي ٣ / ٤١٠.

١٦٧

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان قال نا عليّ بن إبراهيم المستملي قال نا أبو أحمد محمّد بن سليمان بن فارس قال نا البخاريّ قال قال لي عمرو بن زرارة ، حدّثنا محمّد بن الحسن أبو الحسن الهمداني ـ نزل واسطا رأيته ببغداد ـ عن عبّاد المنقري ، وسعيد بن عبد الرّحمن.

قال البخاريّ وقال مخلد بن مالك نا محمّد بن الحسن أبو الحسن الهمداني ، كوفي وكان ببغداد.

قرأت في أصل محمّد بن أحمد بن رزق نا محمّد بن أحمد بن الحسن قال نا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألت أبي.

وأخبرنا ابن الفضل قال نا عليّ بن إبراهيم قال نا أبو أحمد بن فارس قال سمعت البخاريّ يقول يذكر عن أحمد أنه سئل عن محمّد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني ، فقال : ما أراه يسوي شيئا ، كان ينزل عند مقابر الخيزران ، جعل يحدثنا بأحاديث يجيء بها كما يحدّث بها ابن أبي زائدة وأبو معاوية.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل قال نا محمّد بن أحمد الصّوّاف قال نا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول محمّد بن الحسن الهمداني ضعيف.

أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال أنبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال أنبأنا جعفر بن محمّد بن الأزهر قال نبأنا ابن الغلابي قال قال أبو زكرياء يحيى بن معين محمّد بن الحسن الهمداني الكوفيّ ليس بثقة.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال نبأنا أبي قال نبأنا الحسن بن أحمد ـ يعني الإصطخري ـ قال قرئ على العبّاس بن محمّد قال سمعت يحيى بن معين يقول : محمّد بن الحسن بن أبي يزيد كذّاب.

أخبرنا ابن الفضل قال أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال نبأنا يعقوب بن سفيان قال : محمّد بن الحسن الهمداني ، ومحمّد بن الحسن الأسديّ ضعيفان.

أخبرنا محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ قال أنبأنا أبو عليّ الحسين بن محمّد الشّافعيّ بالأهواز قال أنبأنا أبو عبيد الله بن عليّ الآجري قال سألت أبا داود سليمان ابن الأشعث قلت له : محمّد بن الحسن بن أبي يزيد؟ قال : هذا كذّاب ، وثب على كتب أبيه.

١٦٨

أخبرنا عليّ بن محمّد الدّقّاق قال قرأنا على الحسين بن هارون ، عن أبي العبّاس ابن سعيد قال سمعت عبد الله بن أحمد يقول : محمّد بن الحسن بن أبي يزيد ممن دخل بغداد من الكوفيّين وحدّث بها فلم يحمد أمره.

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا أحمد بن سعيد بن سعد وكيل دعلج قال نبأنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ بمصر قال حدّثني أبي قال محمّد بن الحسن ابن أبي يزيد متروك الحديث.

وأخبرنا البرقانيّ قال قلت لأبي الحسن الدارقطنيّ محمّد بن الحسن الهمداني عن جعفر بن محمّد يروى عنه سريج بن يونس؟ قال : كوفي لا شيء.

٥٩٣ ـ محمّد بن الحسن بن فرقد ، أبو عبد الله الشّيباني مولاهم (١) :

صاحب أبي حنيفة وإمام أهل الرأي ، أصله دمشقي من أهل قرية تسمى حرستا. قدم أبوه العراق فولد محمّد بواسط ، ونشأ بالكوفة. وسمع العلم بها من أبي حنيفة ، ومسعر بن كدام ، وسفيان الثوري ، وعمر بن ذر ، ومالك بن مغول.

وكتب أيضا عن مالك بن أنس ، وأبي عمرو الأوزاعي ، وزمعة بن صالح ، وبكير ابن عامر ، وأبي يوسف القاضي ، وسكن بغداد وحدث بها. فروى عنه محمّد بن إدريس الشّافعيّ ، وأبو سليمان الجوزجاني ، وهشام بن عبيد الله الرّازيّ ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، وإسماعيل بن توبة وعليّ بن مسلم الطوسي ، وغيرهم.

وكان الرشيد ولاه القضاء وخرج معه في سفره إلى خراسان ، فمات بالري ، ودفن بها.

أخبرني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال أنبأنا أحمد بن معروف الخشّاب قال نبأنا الحسين بن فهم قال نبأنا محمّد بن سعد قال محمّد بن الحسن كان أصله من أهل الجزيرة ، وكان أبوه في جند أهل الشام فقدم واسطا ، فولد محمّد بها في سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، ونشأ بالكوفة وطلب العلم ، وطلب الحديث ، وسمع سماعا كثيرا ، وجالس أبا حنيفة وسمع منه ، ونظر في الرأي فغلب عليه ، وعرف به ، ونفذ فيه. وقدم بغداد فنزلها واختلف إليه الناس وسمعوا منه الحديث والرأي ، وخرج إلى الرقة وهارون أمير المؤمنين بها ، فولّاه قضاء الرقة ثم

__________________

(١) ٥٩٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ١٧٣. والأنساب للسمعاني ٧ / ٤٣٣.

١٦٩

عزله ، فقدم بغداد ، فلما خرج هارون إلى الري الخرجة الأولى أمره فخرج معه ، فمات بالري سنة تسع وثمانين ومائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة.

أخبرنا عليّ بن أبي علي المعدّل قال أنبأنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال أخبرني أبو عروبة في كتابه إليّ قال حدّثني عمرو بن أبي عمرو قال : قال محمّد بن الحسن : ترك أبي ثلاثين ألف درهم ، فأنفقت خمسة عشر ألفا على النحو والشعر ، وخمسة عشر ألفا على الحديث والفقه.

أخبرنا الحسين بن عليّ الطناجيريّ قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا عبد الله بن محمّد بن زياد النّيسابوري قال نبأنا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم.

وأخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبريّ ـ واللفظ له ـ قال نبأنا محمّد بن عثمان بن الحسن القاضي قال نبأنا محمّد بن يوسف الهرويّ بدمشق قال أنبأنا محمّد بن عبد الحكم قال سمعت الشّافعيّ يقول قال محمّد بن الحسن : أقمت على باب مالك ثلاث سنين وكسرا ، وكان يقول إنه سمع منه لفظا أكثر من سبعمائة حديث. قال : وكان إذا حدّثهم عن غير مالك لم يجبه إلا [القليل (١)] من الناس. فقال ما أعلم أحدا أسوأ نثا (٢) على أصحابه منكم ، إذا حدّثتكم عن مالك ملأتم على الموضع ، وإذا حدّثتكم عن أصحابكم إنما تأتوني متكارهين.

أخبرنا عليّ بن أبي علي قال أنبأنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال حدّثني مكرم القاضي قال حدّثني أحمد بن عطيّة قال سمعت أبا عبيد يقول كنا مع محمّد بن الحسن ، إذ أقبل الرشيد فقام إليه الناس كلهم إلا محمّد بن الحسن ، فإنه لم يقم ، وكان الحسن بن زياد ثقيل القلب [ممتلئ البطن (٣)] على محمّد بن الحسن ، فقام ودخل الناس من أصحاب الخليفة ، فأمهل الرشيد يسيرا ثم خرج الآذن. فقال محمّد ابن الحسن. فجزع أصحابه له فأدخل فأمهل ، ثم خرج طيب النفس مسرورا فقال : قال لي مالك لم تقم مع الناس؟ قلت : كرهت أن أخرج عن الطبقة التي جعلتني فيها ، إنك أهلتني للعلم فكرهت أن أخرج منه إلى طبقة الخدمة التي هي خارجة منه ،

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) نث الخبر : أى أفشاه.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٧٠

وإن ابن عمك صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار (١)». وإنه إنما أراد بذلك العلماء ، فمن قام بحق الخدمة وإعزاز الملك فهو هيبة للعدو ، ومن قعد اتبع السنة التي عنكم أخذت فهو زين لكم. قال : صدقت يا محمّد. ثم قال إن عمر بن الخطّاب صالح بنى تغلب على ألا ينصروا أبناءهم ، وقد نصروا أبناءهم ، وحلّت بذلك دماؤهم ، فما ترى؟ قال قلت : إن عمر أمرهم بذلك وقد نصروا أبناءهم بعد عمر ، واحتمل ذلك عثمان وابن عمك ، وكان من العلم ما لا خفاء به عليك ، وجرت بذلك السنن ، فهذا صلح من الخلفاء بعده ولا شيء يلحقك في ذلك ، وقد كشفت لك العلم ورأيك أعلى. قال : لكنا نجريه على ما أجروه إن شاء الله ، إن الله أمر نبيّه بالمشورة ، فكان يشاور في أمره ، ثم يأتيه جبريل عليه‌السلام بتوفيق الله ، ولكن عليك بالدعاء لمن ولّاه الله أمرك ، ومر أصحابك بذلك ، وقد أمرت لك بشيء تفرقه على أصحابك ، فخرج له مال كثير ففرقه.

أخبرني أبو الوليد الدربندي قال نا محمّد بن أبي بكر الورّاق ببخارى قال نا محمّد بن أحمد بن حرب قال نا أحمد بن عبد الواحد بن رفيد قال سمعت أبا عصمة سعد بن معاذ يقول سمعت إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة يقول كان محمّد ابن الحسن له مجلس في مسجد الكوفة وهو ابن عشرين سنة.

أخبرنا عليّ بن المحسن التّنوخيّ قال وجدت في كتاب جدي حدّثنا الحرمي بن أبي العلاء المكي قال نبأنا إسحاق بن محمّد بن أبان النّخعيّ قال حدّثني هانئ بن ضيفي قال حدّثني مجاشع بن يوسف قال كنت بالمدينة عند مالك وهو يفتي الناس ، فدخل عليه محمّد بن الحسن صاحب أبي حنيفة وهو حدث ، فقال : ما تقول في جنب لا يجد الماء إلا في المسجد؟ فقال مالك لا يدخل الجنب المسجد. قال فكيف يصنع وقد حضرت الصلاة وهو يرى الماء؟ قال فجعل مالك يكرر لا يدخل الجنب المسجد. فلما أكثر عليه قال له مالك فما تقول أنت في هذا؟ قال يتيمم ويدخل فيأخذ الماء من المسجد ويخرج فيغتسل. قال : من أين أنت؟ قال من أهل هذه ـ وأشار إلى الأرض ـ فقال ما من أهل المدينة أحد لا أعرفه. فقال : ما أكثر من لا تعرف ، ثم نهض. قالوا

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٤ / ٩١ ، وسنن أبى داود ٥٢٢٩. والمعجم الكبير للطبراني ١٩ / ٣٥٢. وفتح الباري ١١ / ٥٠. والترغيب والترهيب ٣ / ٤٣١. ومجمع الزوائد ٨ / ٤٠. وتذكرة الموضوعات ١٧٢.

١٧١

لمالك هذا محمّد بن الحسن صاحب أبي حنيفة. فقال مالك : محمّد بن الحسن كيف يكذب وقد ذكر أنه من أهل المدينة؟ قالوا إنما قال من أهل هذه وأشار إلى الأرض. قال : هذا أشد عليّ من ذاك.

كتب إليّ محمّد أبو عبد الرّحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن خيثمة بن سليمان القرشيّ أخبرهم قال نا سليمان بن عبد الحميد البهراني قال سمعت يحيى بن صالح يقول قال لي ابن أكثم : قد رأيت مالكا وسمعت منه ورافقت محمّد بن الحسن فأيهما كان أفقه؟ فقلت : محمّد بن الحسن [فيما يأخذه لنفسه (١)] أفقه من مالك.

أخبرنا عليّ بن أبي علي قال أنبأنا طلحة بن محمّد : قال حدّثني مكرم بن أحمد قال نا أحمد بن عطيّة قال سمعت أبا عبيد يقول : ما رأيت أعلم بكتاب الله من محمّد بن الحسن.

حدّثنا أبو طالب يحيى بن عليّ بن الطّيّب العجليّ بحلوان قال أنبأنا أبو بكر بن المقرئ بأصبهان قال نبأنا أبو عمارة حمزة بن عليّ المصري قال سمعت الرّبيع بن سليمان يقول سمعت الشّافعيّ يقول : لو أشاء أن أقول إن القرآن نزل بلغة محمّد بن الحسن لقلته لفصاحته.

أخبرنا رضوان بن محمّد الدّينوريّ قال سمعت الحسين بن جعفر العنزي بالري يقول سمعت أبا بكر بن المنذر يقول سمعت المزني يقول سمعت الشّافعيّ يقول : ما رأيت سمينا أخف روحا من محمّد بن الحسن ، وما رأيت أفصح منه ، كنت إذا رأيته يقرأ كأن القرآن نزل بلغته.

حدّثني الحسن بن محمّد بن الحسن الخلّال قال أنبأنا علي (٢) بن عمرو الجريري أن أبا القاسم عليّ بن محمّد بن كاس النّخعيّ حدّثهم قال نبأنا أحمد بن حمّاد بن سفيان قال سمعت الرّبيع بن سليمان قال سمعت الشّافعيّ يقول : ما رأيت أعقل من محمّد بن الحسن.

وقال النّخعيّ حدّثنا عبد الله بن العبّاس الطيالسي قال نبأنا عبّاس الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول كتبت الجامع الصغير عن محمّد بن الحسن.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في الأنساب : أبو على بن عمرو الجريري.

١٧٢

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال أنبأنا محمّد بن إسماعيل التّمّار الرقي قال حدّثني الرّبيع قال سمعت الشّافعيّ يقول حملت عن محمّد بن الحسن وقر بختيّ كتبا.

أخبرنا أبو بشر محمّد بن عمر الوكيل قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ.

وأخبرنا أبو طاهر محمّد بن عليّ بن محمّد بن يوسف الواعظ قال أنبأنا عبيد الله ابن عثمان الدّقّاق قالا نبأنا إبراهيم بن محمّد بن أحمد البخاريّ قال حدّثني عبّاس ابن عزيز أبو الفضل ـ زاد عبيد الله القطّان ـ ثم اتفقا ، قال نبأنا حرملة بن يحيى قال نبأنا محمّد بن إدريس الشّافعيّ قال كان محمّد بن الحسن الشّيباني إذا أخذ في المسألة كأنه قرآن ينزل عليه لا يقدم حرفا ولا يؤخر.

أخبرنا عليّ بن أبي علي قال أنبأنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال حدّثني أبو الحسن محمّد بن إبراهيم بن حبيش البغويّ قال حدّثني جعفر بن ياسين قال سمعت الرّبيع بن سليمان يقول : وقف رجل على الشّافعيّ فسأله عن مسألة فأجابه ، فقال له الرجل : يا أبا عبد الله خالفك الفقهاء. فقال له الشّافعيّ : وهل رأيت فقيها قط؟ اللهم إلا أن تكون رأيت محمّد بن الحسن ، فإنه كان يملأ العين والقلب ، وما رأيت مبدنا قط أذكى من محمّد بن الحسن.

وقال ابن حبيش حدّثني جعفر بن ياسين قال كنت عند المزني ، فوقف عليه رجل فسأله عن أهل العراق ، فقال له : ما تقول في أبي حنيفة؟ قال : سيدهم. قال فأبو يوسف؟ قال أحدّهم قياسا.

حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال قال أنبأنا عليّ بن عمرو الجريري أن عليّ بن محمّد النّخعيّ حدّثهم قال نا أحمد بن حمّاد بن سفيان قال سمعت المزني يقول سمعت الشّافعيّ يقول : أمنّ الناس عليّ في الفقه محمّد بن الحسن.

وقال النّخعيّ نبأنا البختري بن محمّد قال سمعت محمّد بن سماعة يقول قال محمّد بن الحسن لأهله : لا تسألوني حاجة من حوائج الدّنيا تشغلوا قلبي ، وخذوا ما تحتاجون إليه من وكيلي ، فإنه أقل لهمي ، وأفرغ لقلبي.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ الواسطيّ ، قال نا محمّد بن جعفر الكوفيّ التّميميّ قال : قال لنا أبو عليّ الحسن بن داود : فخر أهل البصرة بأربعة كتب ، منها كتاب «البيان والتبيين» للجاحظ ، وكتاب «الحيوان» له ، وكتاب

١٧٣

«سيبويه» ، و «كتاب الخليل في العين». ونحن نفتخر بسبعة وعشرين ألف مسألة في الحلال والحرام عملها رجل من أهل الكوفة يقال له محمّد بن الحسن قياسية عقلية لا يسع الناس جهلها ، وكتاب الفراء في المعاني ، وكتاب «المصادر في القرآن» ، وكتاب «الوقف والابتداء فيه» ، وكتاب «الواحد والجميع» فيه ، سوى باقي الحدود. ولنا واحد أملى من أخبار مثل كل كتاب ألف البصريّون ، وهو ابن الأعرابي ، وكان أوحد الناس في اللغة.

حدّثني الخلّال قال نا عليّ بن عمرو أن عليّ بن محمّد النّخعيّ حدّثهم قال نا أبو بكر القراطيسي قال نا إبراهيم الحربيّ قال سألت أحمد بن حنبل ، قلت : هذه المسائل الدقائق من أين لك؟ قال : من كتب محمّد بن الحسن.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال نبأنا محمّد بن إسماعيل التّمّار قال حدّثني الرّبيع قال سمعت الشّافعيّ يقول ما ناظرت أحدا إلا تمعّر (١) وجهه ما خلا محمّد بن الحسن.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان قال أنبأنا دعلج بن أحمد قال أنبأنا أحمد بن عليّ الأبّار قال حدّثني يونس ـ يعني ابن عبد الأعلى ـ قال سمعت الشّافعيّ يقول ناظرت محمّد بن الحسن وعليه ثياب رقاق ، فجعل تنتفخ أوداجه ويصيح حتى لم يبق له زر إلا انقطع (٢). قلت ما كان لصاحبك أن يتكلم ولا كان لصاحبي أن يسكت. قال قلت له نشدتك بالله هل تعلم أن صاحبي كان عالما بكتاب الله؟ قال نعم قال قلت فهل كان عالما بحديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال نعم قال قلت أفما كان عاقلا. قال نعم. قلت فهل كان صاحبك جاهلا بكتاب الله؟ قال نعم قلت وبما جاء عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال نعم. قلت أو كان عاقلا؟ قال نعم. قال قلت : صاحبي فيه ثلاث خصال لا يستقيم لأحد أن يكون قاضيا إلا بهنّ أو كلاما هذا معناه.

أخبرنا ابن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد قال نبأنا محمّد بن إسماعيل التّمّار الرقي قال حدّثني أحمد بن خالد الكرماني قال سمعت المقدمي بالبصرة يقول قال الشّافعيّ لم يزل محمّد بن الحسن عندي عظيما جليلا ، أنفقت على كتبه ستين دينارا

__________________

(١) على هامش المخطوطة : «هذا شاهد بكذب الحكاية التي بعدها لما بينهما من التناقض ، فاعرف ذلك».

(٢) هكذا في الأصلين ، ولعل هنا سقط.

١٧٤

حتى جمعني وإياه مجلس عند الرشيد ، فابتدأ محمّد بن الحسن ، فقال يا أمير المؤمنين ، إن أهل المدينة خالفوا كتاب الله نصا ، وأحكام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وإجماع المسلمين. فأخذني ما قدّم وما حدّث. فقلت : ألا أراك قد قصدت لأهل بيت النبوة ومن نزل القرآن فيهم وأحكم الأحكام فيهم ، وقبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين أظهرهم ، عمدت تهجوهم ، أرأيتك أنت بأي شيء قضيت بشهادة امرأة واحدة قابلة حتى تورث ابن خليفة ملك الدّنيا ومالا عظيما؟ قال بعليّ بن أبي طالب.

قلت : إنما رواه عن علي رجل مجهول يقال له عبد الله بن نجيّ (١) ، ورواه جار الجعفي وكان يؤمن بالرجعة.

سمعت سفيان بن عيينة يقول دخلت على جابر الجعفي فسألني عن شيء من أمر الكهنة ، ونحن معنا قضاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقضاء عليّ بن أبي طالب ، أنه قضى به بين أهل العراق. وقلت له : ما تقول في القسامة؟ قال استفهام. قلت يا سبحان الله تزعم أن رسول رب العالمين حكم في أمته بالاستفهام؟ يستفهم ولا يحكم به؟ قال فسمعها هارون فقال ما هذا؟ عليّ بالسيف والنطع ، فلما جيء بهما قلت يا أمير المؤمنين ، والله ما هذا عقده في القسامة وإنه ليقول فيها بخلاف هذا ، ولكن المتناظران إذا تناظرا أحب أحدهما أن يدخل على صاحبه حجة يكبته بها. قال فسرى عن هارون. قال فلما خرجنا من عنده قال لي : كنت قد أشطت بدمي. قال قلت فقد خلصك الله الآن.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن محمّد المتوثي قال أنبأنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدميّ قال نبأنا محمّد بن إسماعيل أبو إسماعيل قال سمعت أحمد بن حنبل ـ وذكر ابتداء محمّد بن الحسن ، فقال كان يذهب مذهب جهم.

أخبرنا أبو طالب أحمد بن نصر بن طالب قال نا أبو النصر إسماعيل بن ميمون العجليّ قال حدّثني عمي نوح بن ميمون قال دعاني محمّد بن الحسن إلى أن أقول القرآن مخلوق ، فأبيت عليه فقال لي : زهدت في نصفك. فقلت له بل زهدت في كلك.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال قرئ على إسحاق النعالي وأنا أسمع حدّثكم عبد الله ابن إسحاق المدائني قال نا حنبل بن إسحاق قال سمعت عمي ـ يعني أحمد بن حنبل ـ يقول وكان يعقوب أبو يوسف متصفا في الحديث ، فأما أبو حنيفة ومحمّد بن

__________________

(١) في المخطوط : «عبد الله بن نجيي»

١٧٥

الحسن فكانا مخالفين للأثر ، وهذان لهما رأي سوء. يعني أبا حنيفة ، ومحمّد بن الحسن.

وأخبرنا البرقانيّ قال نا يعقوب بن موسى الأردبيلي قال نبأنا أحمد بن طاهر بن النّجم الميانجي قال نبأنا سعيد بن عمرو البرذعيّ قال سمعت أبا زرعة ـ يعني الرّازيّ ـ يقول كان أبو حنيفة جهميا ، وكان محمّد بن الحسن جهميا ، وكان أبو يوسف سليما من التجهم.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب قال حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك الأدميّ قال نبأنا محمّد بن عليّ الإياديّ قال نبأنا زكريّا الساجي قال محمّد بن الحسن كان يقول بقول جهم وكان مرجئا.

كتب إلى عبد الرّحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن خيثمة بن سليمان القرشيّ أخبرهم قال نبأنا سليمان بن عبد الحميد البهراني قال حدّثنا عبد السّلام بن محمّد قال سمعت بقية يقول قيل لإسماعيل بن عياش : يا أبا عتبة ، قد رافق محمّد بن الحسن يحيى بن صالح من الكوفة إلى مكة. قال أما إنه لو رافق خنزيرا كان خيرا له منه.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال نا أحمد بن عليّ بن عمر بن حبيش الرّازيّ قال سمعت محمّد بن أحمد بن عصام يقول سمعت محمّد بن سعد بن محمّد بن الحسن بن عطيّة العوفيّ يقول سمعت يحيى بن معين ـ وسألته عن محمّد بن الحسن فقال : كذّاب.

قرأت على الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل القاضي قال أخبرني أحمد بن القاسم ، عن بشر بن الوليد قال قال أبو يوسف قولوا لهذا الكذّاب ـ يعني محمّد بن الحسن ـ هذا الذي يرويه عني سمعه مني؟

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب قال أنبأنا محمّد بن حميد المخرّميّ قال نبأنا عليّ بن الحسين بن حبّان قال وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريّا ـ يعني يحيى بن معين ـ سمعت محمّد بن الحسن صاحب الرأي ، وقيل له هذه الكتب سمعتها من أبي يوسف؟ فقال لا والله ما سمعتها منه ، ولكني من أعلم الناس بها ، وما سمعت من أبي يوسف إلا «الجامع الصغير».

١٧٦

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن موسى البابسيري قال أنبأنا أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي قال : قال أبى الحسن اللؤلؤي ، ومحمّد بن الحسن ، كلاهما ضعيفان.

أنبأنا القاضي أبو محمّد يوسف بن رباح (١) بن عليّ النصري ، أنا أحمد بن [محمّد بن إسماعيل المهندس بمصر قال ثنا أبو بشر (٢)] محمّد بن أحمد بن حمّاد ، نا معاوية بن صالح [بن أبي عبد الله قال سمعت يحيى بن معين (٣)] يقول : محمّد ابن الحسن ضعيف.

أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال أنبأنا (٤) محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال ثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر قال ثنا ابن الغلابي قال قال يحيى بن معين محمّد بن الحسن ليس بشيء.

أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطيّ قال أنبأنا محمّد بن المظفر الحافظ ، نا [عليّ ابن أحمد بن سليمان المصري قال أنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم (٥)] حدّثهم قال وسألته ـ يعني ابن معين ـ [عن محمّد بن الحسن فقال (٦)] : ليس بشيء فلا تكتب حديثه.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال نبأنا أبو العبّاس سهل بن أحمد الواسطيّ قال نبأنا أبو حفص عمرو بن عليّ الصّيرفيّ قال محمّد بن الحسن صاحب الرأي ضعيف.

أخبرنا محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ قال أنبأنا الحسين بن محمّد الشّافعيّ بالأهواز قال أنبأنا أبو عبيد محمّد بن عليّ بن عثمان الآجري قال وسألته ـ يعني أبا داود السجستاني ـ عن محمّد بن الحسن الشّيباني فقال : لا شيء لا يكتب حديثه.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب قال سألت أبا الحسن الدّارقطنيّ ، عن محمّد بن الحسن صاحب أبي حنيفة ، فقال قال يحيى بن معين : كذّاب. وقال فيه أحمد : يعني ابن حنبل ـ نحو هذا. قال أبو الحسن وعندي لا يستحق الترك.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٦) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٧٧

أخبرنا عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ قال أنبأنا عبد الله بن عليّ بن المديني ، عن أبيه قال وسألته عن أسد بن عمرو ، والحسن بن زياد اللؤلؤي ، ومحمّد بن الحسن ، فضعف أسدا والحسن بن زياد. وقال محمّد بن الحسن صدوق.

أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهانيّ قال أنبأنا عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حبّان قال أنبأنا عمر بن أحمد الأهوازيّ قال نبأنا خليفة بن خياط قال : محمّد بن الحسن القاضي يكنى أبا عبد الله مولى بني شيبان ، مات بالري سنة تسع وثمانين ومائة.

أخبرنا أحمد بن عليّ بن الحسين التوزي قال أنبأنا القاضي أبو عمر أحمد بن محمّد بن موسى بن محمّد المعروف بابن العلّاف قال نبأنا أبو عمرو الزاهد قال سمعت أحمد بن يحيى يقول توفي الكسائي ومحمّد بن الحسن في يوم واحد. فقال الرشيد دفنت اليوم اللغة والفقه.

أخبرنا أبو نعيم الأصبهاني الحافظ قال نبأنا أبو طلحة تمام بن محمّد بن عليّ الأزدي بالبصرة قال أنشدنا القاضي محمّد بن أحمد بن أبي حازم قال أنشدنا الرياشي قال أنشدنا اليزيدي لنفسه يرثي محمّد بن الحسن والكسائي ، وكانا خرجا مع الرشيد إلى الري فماتا بها في يوم واحد :

أسيت على قاضي القضاة محمد

فأذويت دمعي والعيون هجود

وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا

بإيضاحه يوما وأنت فقيد

وأقلقني موت الكسائيّ بعده

وكادت بي الأرض الفضاء تميد

هما عالمانا أوديا وتخرّما

فما لهما في العالمين نديد

أخبرنا عليّ بن أبي علي قال نا طلحة بن محمّد قال حدّثني مكرم بن أحمد القاضي قال نا أحمد بن محمّد بن المفلس قال نا سليمان بن أبي شيخ قال حدّثني ابن أبي رجاء القاضي قال سمعت محمويه ـ وكنا نعده من الأبدال ـ قال رأيت محمّد ابن الحسن في المنام فقلت : يا أبا عبد الله إلام صرت؟ قال قال لي : إني لم أجعلك وعاء للعلم وأنا أريد أن أعذبك ، قلت فما فعل أبو يوسف؟ قال فوقي. قلت فما فعل أبو حنيفة؟ قال فوق أبي يوسف بطبقات.

١٧٨

٥٩٤ ـ محمّد بن أبي عتّاب ، أبو بكر الأعين ، واسم أبي عتّاب الحسن (١) :

كذلك أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي قال سمعت أبا بكر الجوزقي يقول أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجّاج يقول أبو بكر بن أبي عتّاب محمّد بن الحسن بن طريف الأعين. وهكذا قال عبد الرّحمن بن أبي حاتم. وقيل إن اسم أبي عتّاب طريف.

كذلك أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم البزّاز قال نبأنا عبد الله بن محمّد البغويّ قال أبو بكر الأعين محمّد بن طريف. هو هكذا قال محمّد بن عبد الله الحضرمي الكوفيّ ، ومحمّد بن إسحاق السّرّاج النّيسابوري. فحدّث أبو بكر عن روح بن عبادة ، ووهب بن جرير ، وأسود بن عامر شاذان ، ومؤمل بن إسماعيل ، وزيد بن الحباب ، وعبد الصّمد بن النعمان. روى عنه عبّاس بن محمّد الدوري. وأبو شعيب الحراني وأحمد بن أبي عوف البزوري ، وغيرهم. وكان ثقة.

أخبرنا عليّ بن الحسين صاحب العبّاسي قال أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال نبأنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ قال : نبأنا بكر بن سهل قال نبأنا عبد الخالق بن منصور قال : وسئل يحيى بن معين عن أبي بكر الأعين فقال ليس هو من أصحاب الحديث.

قال الشيخ أبو بكر عني يحيى بذلك أنه لم يكن من الحفاظ لعلله ، والنقّاد لطرقه ، مثل عليّ بن المديني ونحوه. وأما الصدق والضبط لما سمعه فلم يكن مدفوعا عنه.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال أنبأنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله ابن محمّد البغويّ : مات أبو بكر الأعين ببغداد سنة أربعين وكتبت عنه.

أخبرنا ابن الفضل القطّان قال أنبأنا جعفر بن محمّد الخلدي قال نبأنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي.

__________________

(١) ٥٩٤ ـ انظر : تاريخ البخاري الصغير : ٢ / ٣٧٢ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٢٥٩ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ٩٥ ، وأنساب السمعاني : ١ / ٣١٨ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٩٠٦ ، والكامل في التاريخ : ٧ / ٣٠٥ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥١١٣ ، وتذكرة الحفاظ : ٢ / ٥٥٢ ، والعبر : ١ / ٤٣٣ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢٣٠ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٧٠ (أحمد الثالث ٢٩١٧) ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٤١ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٣٣٤ ـ ٣٣٥ ، والتقريب : ٢ / ١٨٩ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٤٨٧. وتهذيب الكمال ٥٤٥٢ (٢٥ / ٧٧)

١٧٩

وقرأت علي البرقانيّ عن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى قال أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق الثقفي. قالا : مات أبو بكر الأعين محمّد بن طريف. قال الحضرمي سنة أربعين ومائتين. وقال الثقفي : ببغداد يوم الثلاثاء لثلاث عشرة بقين من جمادى الأولى سنة أربعين.

٥٩٥ ـ محمّد بن الحسن بن سعيد ، أبو جعفر الأصبهانيّ (١) :

سكن بغداد ، وحدّث بها عن بكر بن بكار ، ومحمّد بن بكير الحضرمي. روى عنه محمّد بن خلف وكيع ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، ومحمّد بن مخلد ، ومحمّد ابن جعفر المطيري ، وأبو الحسين بن المنادي. وكان ثقة.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت قال نا محمّد بن مخلد العطّار قال نا محمّد بن الحسن بن سعيد الأصبهانيّ قال نا بكر بن بكار قال نا حمزة الزّيّات قال نا أبو إسحاق ، عن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرأ يوم الجمعة في صلاة الفجر : (الم تَنْزِيلُ) السجدة ، و (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ).

وقال : حدّثنا حمزة الزّيّات قال نبأنا أبو فروة عن أبي الأحوص ، عن عبد الله أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فذكر مثله.

٥٩٦ ـ محمّد بن الحسن بن نافع ، أبو عوانة الباهليّ البصريّ (٢) :

قدم بغداد ، وحدّث بها عن سلم بن سليمان الضّبّيّ ، والحسن بن بشر بن سلم البجليّ ، وعبيد الله بن محمّد بن عائشة التّيميّ. روى عنه محمّد بن مخلد ، وعبد الله ابن محمّد بن أبي سعيد البزّار ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار. أحاديث مستقيمة.

أخبرنا أبو عمر بن مهديّ قال نا محمّد بن مخلد [الدوري (٣)] قال نا محمّد بن الحسن بن نافع الباهلي قال نا سلم بن سليمان الضّبّيّ قال نا الصلت بن دينار ، عن عمارة ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (٤)».

__________________

(١) ٥٩٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٤٥.

(٢) ٥٩٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٥٥.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٣٨ ـ ٢ / ١٠٢ ، ٤ / ٢٠٧ ، ٨ / ٥٤. وصحيح مسلم ، المقدمة ٣ ، ٤. وفتح الباري ١٠ / ٥٧٨.

١٨٠