تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٨

الأولى من سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ، وأمه أم ولد رومية تسمى ظلوم أدركت خلافته. ومولده في رجب سنة سبع وتسعين ومائتين ، وتوفى ليلة السبت لست عشرة ليلة خلت من ربيع الأول من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. ودفن ليلة الأحد في الرصافة ، وكانت خلافته ست سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام. وتوفي وهو ابن إحدى وثلاثين سنة وثمانية أشهر. وكان قصير القامة ، نحيف الجسم ، أسمر رقيق السمرة ، دري اللون ، أسود الشعر سبطه ، في وجهه طول ، وفي مقدم لحيته تمام ، وفي شعرها رقة. هكذا رأيته.

قال لنا الحسن بن أبي بكر : كانت مدة خلافة الراضي ست سنين وعشرة أشهر ، ومات بمدينة السلام.

قال وحدّثني أبي قال : صليت الجمعة وراء الراضي فسمعته يقرأ : «بل تؤثرون الحياة الدّنيا» بالإدغام.

قال الشيخ أبو بكر كان للراضي فضائل كثيرة ، وختم الخلفاء في أمور عدة ، فمنها أنه آخر خليفة له شعر مدوّن ، وآخر خليفة انفرد بتدبير الجيوش والأموال ، وآخر خليفة خطب على منبر يوم جمعة ، وآخر خليفة جالس الجلساء ووصل إليه الندماء ، وآخر خليفة كانت نفقته وجوائزه وعطاياه وجراياته وخزائنه ومطابخه ومجالسه وخدمه وحجابه وأموره ، كل ذلك يجري على ترتيب المتقدمين من الخلفاء.

أخبرنا أبو الحسن العبّاس بن عمر بن العبّاس الكلوذاني قال سمعت أبا بكر محمّد ابن يحيى الصولي يقول سمعت أمير المؤمنين الراضي بالله يقول : لله أقوام هم مفاتيح الخير ، وأقوام مفاتيح الشر ، من أراد : به خيرا قصد به أهل الخير وجعله الوسيلة إلينا فنقضي حاجته ، فهو الشريك في الثواب والشكر ، ومن أراد الله بن سوءا عدل به إلى غيرنا فهو الشريك في الوزر والإثم. والله المستعان على كل حال.

أخبرنا عليّ بن المحسن التّنوخيّ ، عن أبيه قال سمعت أبا بكر محمّد بن يحيى الصولي يحكي أنه دخل إلى الراضي وهو يبني شيئا ، أو يهدم شيئا ، فأنشده أبياتا ، وكان الراضي جالسا على آجرّة حيال الصنّاع قال : وكنت أنا وجماعة من الجلساء فأمرنا بالجلوس بحضرته ، فأخذ كل واحد منا آجرة فجلس عليها ، واتفق أني أخذت آجرتين ملتزقتين بشيء من إسفيداج فجلست عليهما ، فلما قمنا أمر أن توزن آجرة كل واحد ويدفع إليه بوزنه دراهم أو دنانير ـ قال : أتى الشك مني ـ قال : فتضاعفت جائزتي على جوائز الحاضرين بتضاعف وزن آجرتى علي آجرهم.

١٤١

أخبرنا أبو مسلم حمد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن بندار القاضي بقاشان قال نبأنا أبي قال أنبأنا أبو الحسن السلامي قال حدّثني الحسن بن محمّد القزوينيّ قال سمعت أبا بكر النّحويّ يقول : من ألطف رقعة كتبت في الاعتذار رقعة كتبها أمير المؤمنين الراضي إلى أخيه أبي إسحاق المتقي ، وقد كان جرى بينهما كلام بحضرة المؤدّب ، وكان الأخ قد تعدى على الراضي ، فكتب إليه الراضي :

بسم الله الرّحمن الرّحيم ، أنا معترف لك بالعبودية فرضا ، وأنت معترف لي بالأخوة فضلا ، والعبد يذنب ، والمولى يعفو ، وقد قال الشّاعر :

إذا الذي يغضب من غير شيء

أعتب فعتباك حبيب إلى

أنت على أنك لي ظالم

أعز خلق الله كلّ على

قال فجاءه أبو إسحاق فانكب عليه ، فقام إليه الراضي وكان الأكبر فتعانقا وتصالحا.

حدّثنا أبو طاهر محمّد بن عليّ البيّع قال أنبأنا أحمد بن محمّد بن موسى القرشيّ قال قرئ على أبي بكر محمّد بن يحيى الصولي وأنا أسمع للراضي بالله :

كل صفو إلى كدر

كل أمن إلى حذر

ومصير الشباب للمو

ت فيه أو الكبر

درّ درّ المشيب من

واعظ ينذر البشر

أيها الآمل الذي

تاه في لجة الغرر

أرين من كان قبلنا

درس الشخص والأثر

سيرد المعار من

عمره كله خطر

رب إني ذخرت عن

دك أرجوك مدّخر

إنني مؤمن بما

بيّن الوحي في السور

واعترافي بترك نف

عي وإيثاري الضرر

رب فاغفر لي الخطي

ئة يا خير من غفر

٥٦٠ ـ محمّد بن جعفر بن سعيد ، أبو بكر الجوهريّ (١) :

حدّث في الغربة عن الحسن بن عرفة. روى عنه عليّ بن الحسن بن المثنّى العنبريّ.أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن الحسن المؤدّب قال : حدّثني عليّ بن

__________________

(١) ٥٦٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٤٨.

١٤٢

الحسن بن المثنّى العنبريّ بأستراباذ قال نبأنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن سعيد الجوهريّ البغداديّ بأرّجان قال نبأنا الحسن بن عرفة.

وأخبرنا أبو عمر بن مهديّ وجماعة قالوا أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار قال نبأنا الحسن بن عرفة قال نبأنا إسماعيل بن عياش قال نبأنا موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئا من القرآن (١)»

. لفظ حديث الجوهري.

٥٦١ ـ محمّد بن جعفر بن أحمد بن يزيد ، أبو بكر الصّيرفيّ المطيريّ من أهل مطيرة سرّ من رأى :

سكن بغداد ، وحدّث بها عن الحسن بن عرفة ، وعليّ بن حرب ، ويحيى بن عياش القطّان ، وعبّاس بن عبد الله الترقفي ، وعبّاس بن محمّد الدوري ، والحسن بن عليّ بن عفان الكوفيّ ، وأبي البختري عبد الله بن محمّد بن شاكر العنبريّ ، وجماعة نحوهم. روى عنه أبو الحسين بن البواب ، وأبو الحسن الدارقطنيّ ، وأبو حفص بن شاهين ، وغيرهم من المتقدمين. وحدّثنا عنه أبو الحسن بن الصلت الأهوازيّ. قال الدارقطنيّ : هو ثقة مأمون.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت قال أنبأنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن أحمد بن يزيد المطيري قال نبأنا الحسن بن عرفة قال نبأنا عبد العزيز بن عبد الصّمد العمي البصريّ ، عن أبي عمران الجوني ، عن عبد الله بن الصّامت ، عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أبا ذر إذا طبخت فأكثر المرق وتعاهد جيرانك ، أو قال اقسم في جيرانك (٢)».

أخبرنا الحسين بن عليّ الطّناجيريّ قال أنبأنا عليّ بن عمر بن أحمد الحافظ قال : كان المطيري صدوقا ثقة.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال : قال لنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن عليّ الطّاهري : كان أبو بكر المطيري ينزل في درب خزاعة ، وكان حافظا للحديث ، وكان لا بأس به في دينه والثقة.

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ١٣١. وسنن ابن ماجة ٥٩٦. وحلية الأولياء ٤ / ٢٢. وسنن الدارقطني ٢ / ٥٦١ ، ٨٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٦٢.

(٢) ٥٦١ ـ انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب البر والصلة ١٤٢. ومسند أحمد ٥ / ١٤٩. وشرح السنة ٦ / ١٥٧.

١٤٣

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد بن جعفر. وأخبرنا السّمسار قال أنبأنا الصّفّار قال نبأنا ابن قانع أن المطيري مات في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. وزاد ابن قانع : في صفر.

٥٦٢ ـ محمّد بن جعفر بن أحمد ، أبو بكر التّميميّ العسكريّ :

حدّث عن أبي بكر بن أبي الدّنيا ، ومقاتل بن صالح المطرّز. روى عنه محمّد بن فارس الغوري.

٥٦٣ ـ محمّد بن جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن ابن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام ، أبو الحسن العلويّ ، يعرف بأبي قيراط (١) :

كان نقيب الطّالبيين ببغداد ، وحدّث عن أبيه ، وعن سليمان بن عليّ الكاتب. روى عنه محمّد بن إسماعيل الورّاق.

أخبرنا أبو معاذ عبد الغالب بن جعفر الضراب قال نبأنا محمّد بن إسماعيل الورّاق قال حدّثني محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسن بن جعفر العلوي قال أنبأنا سليمان بن عليّ الكاتب قال حدّثني القاسم بن جعفر بن محمّد بن عبد الله عن عمر ابن عليّ بن أبي طالب قال حدّثني أبي عن أبيه ، عن جده محمّد بن عمر ، عن أبيه عمر بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «شفاعتي لأمتي من أحب أهلي بيتي وهم شيعتي(٢)».

حدّثني محمّد بن عليّ الصوري ، عن عبد الغني بن سعيد الحافظ أن محمّد بن جعفر المعروف بأبي قيراط ـ وكان نقيب الطالبيين ـ توفي ببغداد في ذي الحجة من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.

٥٦٤ ـ محمّد بن جعفر بن محمّد بن سلم بن راشد الختّليّ ، أخو عمر وأحمد :

سمع جعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ ، ومحمّد بن غالب التمتام ، وطبقتهما. وأحسبه لم يحدث لكن روى أخوه أحمد عن وجوده في كتابه.

__________________

(١) ٥٦٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١٠٦.

(٢) انظر الحديث في : كنز العمال ٣٤١٧٩ ، ٣٩٠٥٧.

١٤٤

أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ والحسن بن الحسين بن العبّاس النعالي قالا : أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم الختّليّ قال : أصبت في كتاب أخي محمّد بن جعفر بن سلم حدّثنا جعفر بن محمّد بن شاكر قال نا عفان قال نا حمّاد بن سلمة قال نا عليّ بن زيد ، عن سعيد بن المسيّب أنه قال : بلغت ثمانين سنة وما شيء عندي أخوف من النساء. وكان ذهب بصره.

٥٦٥ ـ محمّد بن جعفر بن محمّد بن فضالة بن يزيد بن عبد الملك ، أبو بكر الأدميّ القارئ الشّاهد صاحب الألحان (١) :

كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن ، وأجهرهم بالقراءة. وحدّث عن أحمد بن عبيد بن ناصح ، وعبد الله بن الحسن الهاشميّ ، ومحمّد بن يوسف بن الطباع ، وأحمد بن عبيد الله النرسي ، وأحمد بن موسى الشطوي ، والحارث بن محمّد بن أبي أسامة ، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي ، ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة. حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وأبو نصر أحمد بن محمّد بن حسنون النرسي ، وأبو الحسين بن بشران ، وعليّ بن أحمد بن عمر المقرئ ، وأبو عليّ بن شاذان ، وغيرهم.

حدّثنا القاضي أبو القاسم عليّ بن المحسن التّنوخيّ من حفظه في المذاكرة غير مرة قال نبأنا القاضي أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عبد الله الأسديّ المعروف بابن الأكفاني قال سمعت أبي يقول حججت في بعض السنين وحج في تلك السنة أبو القاسم عبد الله بن محمّد البغويّ ، وأبو بكر الأدميّ القارئ ، فلما صرنا. بمدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، جاءني أبو القاسم البغويّ فقال لي : يا أبا بكر هاهنا رجل ضرير قد جمع حلقة في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقعد يقص ويروي الكذب من الأحاديث الموضوعة ، والأخبار المفتعلة ، فإن رأيت أن نمضي إليه لننكر عليه ذلك ونمنعه منه؟ فقلت له : يا أبا القاسم إن كلامك لا يؤثر مع هذا الجمع الكثير ، والخلق العظيم ، ولسنا ببغداد فيعرف لنا موضعنا ، وننزّل منازلنا ، ولكن هاهنا أمر آخر وهو الصواب ، وأقبلت على أبي بكر الأدميّ فقلت : استعد واقرأ. فما هو إلا أن ابتدأ بالقراءة حتى انفلّت الحلقة ، وانفصل الناس جميعا وأحاطوا بنا يسمعون قراءة أبي بكر ، وتركوا الضّرير وحده ، فسمعته يقول لقائده : خذ بيدي فهكذا تزول النعم.

__________________

(١) ٥٦٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١٢٢. وميزان الاعتدال ٣ / ٥٠٢.

١٤٥

وأخبرنا عليّ بن المحسن قال حدّثني أبي قال حدّثني أبو محمّد يحيى بن محمّد ابن فهد قال حدّثني ذرة الصّوفيّ قال : كنت بائتا بكلواذي على سطح عال ، فلما هدأ الليل قمت لأصلي ، فسمعت صوتا ضعيفا يجيء من بعد ، فأصغيت إليه وتأملته شديدا ، فإذا هو صوت أبي بكر الأدميّ ، فقدرته منحدرا في دجلة ، وأصغيت فلم أجد الصوت يقرب ولا يزيد على ذلك القدر ساعة ثم انقطع ، فشككت في الأمر وصليت ونمت ، وبكرت فدخلت بغداد على ساعتين من النهار أو أقل ، وكنت مجتازا في السمارية ، فإذا بأبي بكر الأدميّ ينزل إلى الشط من دار أبي عبد الله الموسائى العلوي التي بقرب فرضة جعفر على دجلة ، فصعدت إليه وسألته عن خبره ، فأخبرني بسلامته ، وقلت : أين بت البارحة؟ فقال في هذه الدار. فقلت قرأت؟ قال نعم. قلت : أي وقت؟ قال بعد نصف الليل إلى قريب من الثلث الأخير. قال فنظرت فإذا هو الوقت الذي سمعت فيه صوته بكلواذي ، فتعجبت من ذلك عجبا شديدا بان له فيّ. فقال : مالك؟ فقلت إني سمعت صوتك البارحة وأنا على سطح بكلواذي وتشككت ، فلو لا أنك أخبرتني الساعة بهذا على غير اتفاق ما صدقت. قال : فاحكها للناس عني. فأنا أحكيها دائما.

حدّثني عليّ بن أبي علي المعدّل قال نبأنا أبو بكر بن أبي موسى القاضي وأبو إسحاق الطّبريّ وغيرهما قالوا سمعنا أبا جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن برية الإمام يقول : رأيت أبا بكر الأدميّ في النوم بعد موته بمديدة ، فقلت له : ما فعل الله بك؟ فقال : أوقفني بين يديه ، وقاسيت شديدا ، وأمورا صعبة. فقلت له : فتلك الليالي والمواقف والقرآن؟ فقال ما كان شيء أضر علي منها لأنها كانت للدنيا. فقلت له : فإلى أي شيء انتهى أمرك؟ قال قال لي تعالى : آليت على نفسي أن لا أعذّب أبناء الثمانين. قال محمّد بن أبي الفوارس سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة فيها مات محمّد بن جعفر الأدميّ ، وكان قد خلط فيما حدّث.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال سمعت أبي يسأل أبا بكر محمّد بن جعفر الأدميّ : في أي سنة ولدت؟ فقال : يوم الأحد لعشر بقين من رجب سنة ستين ومائتين.

حدّثنا محمّد بن الحسين بن الفضل إملاء قال : توفى أبو بكر الأدميّ القارئ يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول ودفن في هذا اليوم سنة ثمان وأربعين

١٤٦

وثلاثمائة ، ودفن إلى جنب أبي عمر الزاهد في الصفة التي بحذاء قبر معروف الكرخي ، وتوفي أبو عبد الله بن أبي بكر الأدميّ بعده بقليل ودفن إلى جنبه.

٥٦٦ ـ محمّد بن جعفر ، أبو عليّ يلقّب غندرا :

حدّث عن الحسن بن عليّ المعمري. روى عنه أحمد بن الفرج بن حجاج.

٥٦٧ ـ محمّد بن جعفر ، بن حشيش ، أبو عبد الله :

حدث عن محمّد بن عثمان بن أبي شيبة الكوفيّ. روى عنه إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي.

٥٦٨ ـ محمّد بن جعفر بن أحمد بن عيسى ، أبو الطّيّب الورّاق ، يعرف بابن الكدوش (١) :

سمع حامد بن محمّد بن شعيب البلخيّ ، ومفضل بن محمّد الجندي ، وعبد الله ابن محمّد بن زياد النّيسابوري. وحدّث شيئا يسيرا. روى عنه عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدّقّاق.

قال محمّد بن أبي الفوارس : سنة سبع وخمسين وثلاثمائة فيها مات أبو الطّيّب محمّد بن جعفر يعرف بابن الكدوش يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى. ومولده سنة ثمانين ومائتين. وكان صاحب كتاب ، وكان ثقة ، مأمونا ، مستور ، حسن المذهب ، سمعت منه.

٥٦٩ ـ محمّد بن جعفر بن دران بن سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، أبو الطّيّب ، يلقب غندرا (٢) :

سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب ، وأبا يعلى الموصليّ ، وإبراهيم بن عبد الله النّجيرمي ، في أمثالهم. روى عنه أبو الحسن الدارقطنيّ ، وأبو حفص الكتاني. وكان أبو الطّيّب هذا قد انتقل إلى مصر فسكنها وبها سمع منه الدارقطنيّ. وأما الكتاني فسمع منه ببغداد.

أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال نبأنا عليّ بن عمر الحافظ قال حدّثني أبو الطّيّب محمّد بن جعفر بن دران غندر البغداديّ بمصر قال نبأنا محمّد بن أحمد بن شيبان

__________________

(١) ٥٦٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١٩٣. والأنساب للسمعاني ١٠ / ٣٦٦ ، ٣٦٧.

(٢) ٥٦٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١٩٤.

١٤٧

الخلّال بالرملة ، وحدّثني محمّد بن عليّ الصوري ، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد ابن زكريّا النسوي قال : محمّد بن جعفر بن دران غندر أبو الطّيّب البغداديّ ، لقي الشيوخ السادة من نساك بغداد والصّوفيّة مثل الجنيد وأقرانه ، وكتب الحديث وروى ، وسكن مصر في آخر عمره ومات بها سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. قال غيره : مات في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.

٥٧٠ ـ محمّد بن جعفر ، أبو بكر القاضي ، يعرف بغندر أيضا (١) :

أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال نبأنا أبو بكر محمّد بن جعفر الفامي المعروف بغندر مولى فاتن المقتدري في سنة ستين وثلاثمائة.

قال : قرئ على أبي شاكر مسرة بن عبد الله مولى المتوكل على الله قال نبأنا الحسن بن يزيد قال نبأنا عبد الله بن المبارك قال نبأنا سليمان بن مهران : قال إبراهيم ابن جعفر الأنصاريّ المعروف بالراهب ، عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله إذا أراد أن يجعل عبدا للخلافة مسح يده على جبهته (٢)».

قال الشيخ أبو بكر : مسرة بن عبد الله ذاهب الحديث.

٥٧١ ـ محمّد بن جعفر بن محمّد بن الهيثم بن عمران بن بريدة ، أبو بكر البندار ، أنباريّ الأصل (٣) :

سمع أحمد بن الخليل البرجلاني ، ومحمّد بن أبي العوام الرياحي وجعفر بن محمّد الصائغ ، وأبا إسماعيل الترمذي ، وهو آخر من حدّث عنهم. وروى أيضا عن إبراهيم ابن إسحاق الحربيّ.

حدّثنا عنه أبو الحسين بن الفضل القطّان ، وأبو الفرج بن سميكة ، وعليّ بن أحمد الرّزّاز ، ومكي بن عليّ الحريريّ ، وأبو عليّ بن شاذان ، وأبو بكر البرقانيّ ، وبشرى بن عبد الله الفاتني.

قرأت بخط عليّ بن أحمد الرّزّاز : سألت الشيخ ـ يعني أبا بكر بن الهيثم ـ عن مولده فقال : في شوال سنة سبع وستين ومائتين.

__________________

(١) ٥٧٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ٢٢٩

(٢) انظر الحديث في : الموضوعات لابن الجوزي ٣ / ٩٧. اللآلئ المصنوعة ٢ / ٢١٣. والأحاديث الضعيفة ٨٠٥. والدر المنثور ٥ / ٣٢٣. والجامع الكبير ٤٦٦٨.

(٣) ٥٧١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٢٠٧.

١٤٨

سألت البرقانيّ عن ابن الهيثم فقلت : هل تكلم فيه أحد؟ فقال : لا. قال : وكان سماعه صحيحا بخط أبيه.

قال لنا أبو عليّ بن شاذان : توفي ابن الهيثم في محرم سنة ستين وثلاثمائة.

قال محمّد بن أبي الفوارس : سنة ستين وثلاثمائة فيها مات محمّد بن جعفر بن الهيثم يوم عاشوراء فجأة ، ومولده سنة ثمان وستين ومائتين ، وكان عنده إسناد انتقى عليه عمر البصريّ ، وكان قريب الأمر فيه بعض الشيء ، وكانت له أصول بخط أبيه جياد.

٥٧٢ ـ محمّد بن جعفر ، أبو بكر الكتّانيّ الأحول المؤدّب :

حدّث عن عبّاس بن يوسف الشكلي ، وعن جدار بن بكر الدبيلي. روى عنه يوسف بن عمر القوّاس.

٥٧٣ ـ محمّد بن جعفر بن محمّد بن عبد الله بن كنانة ، أبو بكر المؤدّب (١) :

حدّث عن أبي مسلم الكجي ، وأبي العبّاس الكديمي ، ومحمّد بن سهل العطّار. حدّثنا عنه عليّ بن أحمد الرّزّاز ، وبشري بن عبد الله الفاتني.

أخبرنا عليّ بن أحمد الرّزّاز قال نبأنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن عبد الله المؤدّب قال نبأنا إبراهيم بن عبد الله أبو مسلم الكجي قال نبأنا مسلم بن إبراهيم قال نبأنا هشام قال نبأنا معمر ، عن الزّهريّ ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا يمنعنّ أحدكم جاره أن يضع خشبة في حائطه (٢)».

أخبرني أحمد بن [عليّ (٣)] المحتسب قال أنبأنا محمّد بن أبي الفوارس قال : محمّد بن جعفر المؤدّب بسوق عبّاسة ، لم يكن عندي بذاك ، كان فيه تساهل.

حدّثت عن أبي الحسن محمّد بن العبّاس بن الفرات قال : توفي أبو بكر محمّد بن جعفر بن كنانة المؤدّب في جمادى الأولى سنة ست وستين وثلاثمائة ، وكان قريب الأمر.

__________________

(١) ٥٧٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٢٥٠. وميزان الاعتدال ٣ / ٥٠١.

(٢) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٢٧٤ ، ٤٤٧. والسنن الكبرى للبيهقي ٦ / ٦٨ ، ٦٩. وسنن الدارقطني ٤ / ٢٢٨. وإتحاف السادة المتقين ٦ / ٣١٠. ومكارم الأخلاق ٤٣.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٤٩

٥٧٤ ـ محمّد بن جعفر بن الحسين بن محمد بن زكريا ، أبو بكر الورّاق ، يلقب غندرا (١) :

كان جوّالا ، حدّث ببلاد فارس وخراسان عن محمّد بن محمّد الباغندي ، ويحيى ابن محمّد بن صعد ، وأبي بكر بن دريد النّحويّ ، وأبي عروبة الحراني ، وعبد الله بن أبي سفيان الموصليّ ، وأبي علي محمّد بن سعيد الحافظ نزيل الرقة ، وأبي الحسن بن جوصا الدمشقي ، ومكحول البيروتي ، وأبي جعفر الطحاوي ، وأسامة بن عليّ بن سعيد الرّازيّ. حدّثنا عنه عمر بن أبي سعد الزاهد الهرويّ ، وأبو نعيم الأصبهانيّ ، وكان حافظا ثقة.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن الحسين بن محمّد بن زكريّا غندر الورّاق البغداديّ ـ قدم علينا ـ قال حدّثني محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن أبو عليّ الحافظ قال نبأنا عبد الله بن محمّد بن سعيد بن عيشون قال نبأنا محمّد بن سليمان بن أبي داود قال نبأنا داود بن الزبرقان ، عن مطر الورّاق ، عن هارون بن عنترة ، عن عبد الله بن السائب ، عن زاذان ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ذهاب البصر مغفرة للذنوب ، وذهاب السمع مغفرة للذنوب ، وما نقص من الجسد فعلى قدر ذلك(٢)».

قال لي أبو نعيم : توفي غندر بخراسان بعد سنة ستين وثلاثمائة.

حدّثني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، عن محمّد بن عبد الله بن محمّد النّيسابوري الحافظ أن غندرا خرج من مرو قاصدا بخارى ، فمات في المفازة في سنة سبعين وثلاثمائة.

٥٧٥ ـ محمّد بن جعفر بن محمّد ، أبو الفتح الهمدانيّ ، يعرف بابن المراغيّ (٣) :

سكن بغداد ، وروى بها عن أبي جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة. حدّث عنه القاضي أبو الحسين محمّد بن أحمد بن القاسم المحامليّ ، وذكر أنه سمع

__________________

(١) ٥٧٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٢٧٩.

(٢) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ٢ / ٢١٥. والأحاديث الضعيفة ٨٢٧. وتذكرة الموضوعات ٢٠٧. وكنز العمال ٦٥٣٢.

(٣) ٥٧٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣١٩. وبغية الوعاة ٢٨. والإمتاع والمؤانسة ١ / ١٣٣.

والأعلام ٦ / ٧١.

١٥٠

منه في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. كان من أهل الأدب ، عالما بالنحو واللغة ، وله كتاب صنّفه وسمّاه كتاب «البهجة» ، على مثال الكتاب «الكامل» للمبرد.

٥٧٦ ـ محمّد بن جعفر بن أحمد بن جعفر بن الحسن بن وهب ، أبو بكر الحريريّ المعدل ، يعرف بزوج الحرّة (١) :

سمع محمّد بن جرير الطّبريّ ، وعبد الله بن محمّد البغويّ ، والحسن بن محمي المخرّميّ ، وأبا بكر بن أبي داود ، والعبّاس بن يوسف الشكلي. حدّثنا عنه أبو الحسن ابن رزقويه ، وأبو بكر البرقانيّ ، والحسن وعبد الله ابنا أبي بكر بن شاذان.

وسألت البرقانيّ عنه فقال : بغدادي جليل ، أحد العدول الثقات.

أخبرنا عليّ بن المحسن القاضي قال حدّثني أبي قال حدّثني الأمير أبو الفضل جعفر بن المكتفي بالله قال كانت بنت بدر مولى المعتضد بالله زوج أمير المؤمنين المقتدر بالله ، فأقامت عنده سنين وكان لها مكرما ، وعليها مفضلا الإفضال العظيم فتأثلت حالها ، وانضاف ذلك إلى عظيم نعمتها الموروثة ، وقتل المقتدر فأفلتت من النكبة ، وسلم لها جميع أموالها وذخائرها حتى لم يذهب لها شيء ، وخرجت عن الدار ، فكان يدخل إلى مطبخها حدث يحمل فيه على رأسه ، يعرف بمحمّد بن جعفر ابن أبي عسرون ، كان حركا فنفق على القهارمة بخدمته ، فنقلوه إلى أن صار وكيل المطبخ ، وبلغها خبره ورأته فاستكاسته فردت إليه الوكالة في غير المطبخ ، وتراقى أمره حتى صار ينظر في ضياعها وعقارها ، وغلب عليها وصارت تكلمه من وراء ستر ، وخلف باب أو ستارة ، وزاد اختصاصه بها حتى علق بقلبها ، فاستدعيته إلى تزويجها فلم يجسر على ذلك ، فجسرته ، وبذلت له مالا حتى تم لها ذلك ، وقد كانت حاله تأثلت بها ، وأعطته لما أرادت ذلك منه أموالا جعلها لنفسه نعمة ظاهرة لئلا يمنعها أولياؤها منه بالفقر وأنه ليس بكفء ، ثم هادت القضاة بهدايا جليلة حتى زوجوها منه ، واعترض الأولياء فغالبتهم بالحكم والدراهم فتم له ذلك ولها ، فأقام معها سنين ثم ماتت ، فحصل له من مالها نحو ثلاثمائة ألف دينار ظاهرة وباطنة ، فهو يتقلب إلى الآن فيها. قال أبي : وقد رأيت أنا هذا الرجل وهو شيخ عاقل شاهد مقبول ، توصل بالمال إلى أن قبله أبو السائب القاضي ، حتى أقر في يده وقوف الحرة ووصيتها ، لأنها وصّت الحرّة لأجل تزويج المقتدر بها. وكذا إعادة الخلفاء لغلبة المماليك عليهم إذا كانت لهم زوجة قيل الحرة.

__________________

(١) ٥٧٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٢٩٧.

١٥١

قال لنا أبو عليّ بن شاذان كان : محمّد بن جعفر زوج الحرة جارنا وسمعت منه مجالس من أماليه. وكان يحضره في مجلس الحديث القاضي الجرّاحي ، وأبو الحسين بن المظفر ، وأبو عمر بن حيويه ، وأبو الحسن الدارقطنيّ ، وغيرهم من الشيوخ.

وتوفي ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة لأربع خلون من صفر سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة بالقرب من قبر معروف الكرخي وحضرت مع أبي الصلاة عليه.

٥٧٧ ـ محمّد بن جعفر بن الحس بن سليمان بن عليّ بن صالح ، صاحب المصلي ، يكنى أبا الفرج (١) :

حدّث عن الهيثم بن خلف الدوري ، وعبد الله بن إسحاق المدائني ، ومحمّد بن محمّد الباغندي ، والحسن بن الطّيّب الشجاعي ، ومحمّد بن إبراهيم البرني ، وعبد الله ابن جعفر بن أعين ، وأبي القاسم البغويّ ، وعبد الله بن أبي داود ، وأبي اللّيث الفرائضيّ ، والحسين بن محمّد بن عفير ، وأبي صخرة الكاتب ، ونحوهم. وروى عن خلق كثير من الغرباء ، مثل أبي عروبة الحراني ، وأبي الحسن بن جوصا الدمشقي ، ومكحول البيروتي ، والحسين بن أحمد بن بسطام الأبلي ، ومحمّد بن سعيد الترخمي ، وسعيد بن عليّ بن خليل النصيبي ، وغيرهم.

حدّثنا أبو الحسن النعيمي ، والقاضي أبو القاسم التّنوخيّ أحاديث تدل علي سوء ضبطه ، وضعف حاله.

أخبرنا عليّ بن أبي علي المعدّل قال نبأنا أبو الفرج محمّد بن جعفر بن الحسن بن سليمان بن عليّ صاحب المصلى من حفظه قال نبأنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي قال نبأنا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبيّ قال نبأنا مالك بن أنس ، عن الزّهريّ ، عن أنس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «انتظار الفرج عبادة (١)».

قال الشيخ أبو بكر : وهم هذا الشيخ علي الباغندي وعلي من فوقه في هذا الحديث وهما قبيحا ، لأنه لا يعرف إلا من رواية سليمان بن سلمة الخبائري عن بقية ابن الوليد ، عن مالك ، وكذلك حدّث به الباغندي.

أخبرنيه أبو القاسم الأزهري من أصل كتابه قال أنبأنا محمّد بن المظفر قال أنبأنا

__________________

(١) ٥٧٧ ـ انظر ـ المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣٠٨. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطني ٤٢.

(١) انظر الحديث في : أمالى الشجري ١ / ٢٢. وكشف الخفا ١ / ٢٣٩ ، ٢ / ٢٧. والعلل المتناهية ٢ / ٣٢١. والدرر المنتثرة ٢٧. وإتحاف السادة المتقين ٩ / ٩ / ٢٧. ولسان الميزان ٤ / ١٠٦٠.

١٥٢

محمّد بن محمّد بن سليمان أبو بكر [الواسطي قال ثنا سليمان (١)] بن سلمة الخبائري قال نبأنا بقية بن الوليد قال نبأنا مالك بن أنس الأصبحي المديني قال أخبرني ابن شهاب الزّهريّ ، عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «العبادة انتظار الفرج من الله (٢)».

قال أبو بكر : أنكرته عليه أشدّ الإنكار ، وقلت : ليس من هذا شيء البتّة ، وكان أمر سليمان هذا شيئا عجيبا الله أعلم به. وقد رواه شيخ كذّاب ، كان بعسكر مكرم عن عيسى بن أحمد العسقلاني عن بقية ، وأفحش في الجرأة على ذلك لأنه معروف أن الخبائري تفرد به ، والله أعلم.

أخبرنا عليّ بن أبي علي قال نبأنا محمّد بن جعفر الصالحي قال نبأنا حمد بن محمّد بن بشّار بن أبي العجوز قال نبأنا الحسن بن هارون بن عقار قال نبأنا جرير ابن عبد الحميد ، عن عبد الملك بن عمير ، عن جابر بن سمرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا يملي مصاحفنا إلا غلمان بني هاشم (٣)».

قال الشيخ أبو بكر : وقد وهم الصالحي أيضا في متن هذا الحديث ، وصوابه عن ابن أبي العجوز.

أخبرنا أبو طاهر عبد الغفار بن محمّد بن جعفر المؤدّب قال أنبأنا أبو الفتح محمّد ابن الحسين الأزديّ قال نبأنا الحسن بن هارون بن أخي سلمة بن عقار قال نبأنا جرير ابن عبد الحميد ، عن عبد الملك بن عمير ، عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يملين مصاحفنا إلا غلمان قريش ، أو غلمان ثقيف (٤)».

وهكذا رواه محمّد بن المظفر عن ابن أبي العجوز. وهذا الحديث تفرد برفعه ابن أبي العجوز ، وهو محفوظ من قول عمر بن الخطّاب.

حدّثني عليّ بن محمّد بن نصر الدّينوريّ قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول : أبو الفرج محمّد بن صالح بن جعفر البغداديّ من ساكني البصرة ، في الجزيرة ، ضعيف لا يحتج بحديثه ، ما رأيت له أصلا جيدا ، ولا رأيت أحدا يثنى عليه خيرا.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر التخريج السابق.

(٣) انظر الحديث في : كنز العمال ٣٧٩٨٣.

(٤) انظر التخريج السابق.

١٥٣

وسمعت جماعته يحكون أنه غصب كتب أبي مسلم بن مهران البغدادي ، وحدّث بها ، ولم يكن له فيها سماع. هكذا قال حمزة اسمه محمّد بن صالح بن جعفر ، والصواب محمّد بن جعفر بن صالح.

قال لنا القاضي أبو القاسم عليّ بن المحسن التّنوخيّ كان محمّد بن جعفر هذا يصحب جدي القاضي أبا القاسم التّنوخيّ سنين كثيرة ويلزمه ، وسمعته يقول : ولدت ببغداد في يوم الخميس لسبع ليال خلون من صفر سنة ست وتسعين ومائتين. وتوفي سنة أربع وسبعمائة وثلاثمائة بالبصرة ، وكان انحدر إليها فأدركه أجله بها.

٥٧٨ ـ محمّد بن جعفر بن زيد ، أبو الطّيّب المكتب (١) :

حدّث عن أبي القاسم البغويّ ، حدّثنا عنه ابنه عبد الغفار.

حدّثنا عبد الغفار بن محمّد من حفظه قال نبأنا أبي أبو الطّيّب محمّد بن جعفر المكتب قال نبأنا عبد الله بن محمّد البغويّ قال نبأنا طالوت بن عبّاد قال نبأنا فضال ابن جبير ، عن أبي أمامة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أول الآيات طلوع الشمس من مغربها (٢)».

لم يكن عند عبد الغفار عن أبيه غير هذا الحديث. وحدّثني من سمعه يقول : ولد أبي سنة إحدى وثلاثمائة ، وسمعته أنا يقول : مات أبي في شعبان من سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.

٥٧٩ ـ محمّد بن جعفر بن عبد الله ، أبو الحسين المقرئ ، يعرف بالصّابونيّ (٣) :

من أهل برذعة. قدم بغداد حاجا وحدّث بها عن محمّد بن أحمد بن أسد بن حرارة البرذعيّ بنسخة بشر بن عمرو بن سام.

قال لي أبو القاسم الأزهري قرئ عليه في جامع المنصور في أيام الدارقطنيّ ، وكنت إذ ذاك عليلا فلم أتمكن أن أسمع منه ، وأخذ لي أبو عبد الله بن بكير إجازته.

قال الشيخ أبو بكر : روى عنه أبو الحسن الدارقطني.

__________________

(١) ٥٧٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣٢٨.

(٢) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٤٠٦٩. والمعجم الكبير للطبراني ٨ / ٣١٥. ومصنف ابن أبى شيبة ١٤ / ١٢٤ ، ١٢٥. والكامل لابن عدى ٦ / ٢٠٤٧.

(٣) ٥٧٩ ـ انظر : الأنساب للسمعاني ٢ / ١٥٣ ، ٨ / ٧.

١٥٤

٥٨٠ ـ محمّد بن جعفر بن العبّاس بن جعفر ، أبو بكر النّجّار (١) :

سمع محمّد بن هارون المجدر ، وأبو حامد الحضرمي ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأبا بكر النّيسابوري ، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول.

حدّثني عنه الحسن بن محمّد الخلّال ، وذكر لي أنه كان يلقب غندرا. وقال : كان ثقة فهما يحفظ القرآن حفظا حسنا ، وتوفي في المحرم سنة تسع وسبعين وثلاثمائة.

٥٨١ ـ محمّد بن جعفر بن محمّد بن عبد الكريم بن بديل ، أبو الفضل الخزاعيّ الجرجانيّ (٢) :

قدم بغداد ، وحدّث بها عن يوسف بن يعقوب النجيرمي البصري ، وأحمد بن عبيد الله النهرتيري ، ومحمّد بن أحمد بن إسحاق الشّاهد الأهوازيّ ، والحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، وأبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي. كتب عنه أحمد بن عمر بن البقّال. وحدّثنا عنه القاضي أبو القاسم التّنوخيّ.

أخبرنا عليّ بن أبي علي قال نبأنا أبو الفضل محمّد بن جعفر بن محمّد الخزاعي في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة قال : قرأت على أبي الحسين أحمد بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن هارون بن جعفر قلت : حدّثك أبوك محمّد بن الحسن ، عن أبي جعفر عبد الله بن فاخر؟ قال : نبأنا محمّد بن الحسن الشّيباني قال صلى بنا أبو حنيفة في شهر رمضان وقرأ حروفا قد اختارها لنفسه من الحروف التي قرأهن الصحابة والتابعون ، قرأ أبو حنيفة : ملك يوم الدين. على مثال فعل ونصب اليوم جعله مفعولا ، وقرأ في سورة الأنعام : لا تنفع نفس. بالتاء والرفع. قال أبو الفضل ولست أعرف الرفع مع التاء. وقرأ في سورة يوسف : قد شعفها حبا بالعين المهملة ، وقرأ في سورة يس : فأعشيناهم بالعين غير معجمة ، وقرأ في سورة الفلق : من شرّ ما خلق بالتنوين. وذكر حروفا كثيرة سوى هذه.

قال الشيخ أبو بكر : كان أبو الفضل الخزاعي شديد العناية بعلم القراءات ، ورأيت له مصنفا يشتمل على أسانيد القراءات المذكورة فيه ، عدة من الأجزاء ، فأعظمت ذلك واستنكرته ، حتى ذكر لي بعض من يعتني بعلوم القراءات أنه كان يخلّط تخليطا قبيحا ، ولم يكن على ما يرويه مأمونا.

__________________

(١) ٥٨٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣٤١.

(٢) ٥٨١ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٢ / ١٠٩ ، ١١٠.

١٥٥

وحكى لي القاضي أبو العلاء الواسطيّ عنه أنه وضع كتابا في الحروف ونسبه إلى أبي حنيفة.

قال أبو العلاء فأخذت خط الدارقطنيّ وجماعة من أهل العلم كانوا في ذلك الوقت ، بأن ذلك الكتاب موضوع لا أصل له. فكبر عليه ذلك ، وخرج من بغداد إلى الجبل ، ثم بلغني بعد أن حاله اشتهرت عند أهل الجبل ، وسقطت هناك منزلته.

وقال لي القاضي أبو العلاء أيضا : كتبت عن أبي الفضل الخزاعيّ بواسط وذكر لي هو أن اسمه كميل ، ثم غيّر اسمه بعد وتسمى محمّدا.

٥٨٢ ـ محمّد بن جعفر بن عبد العزيز المتوكل على الله ، أبو العبّاس الهاشميّ :

حدّثني أبو القاسم الأزهري قال أنشدني أبو العبّاس محمّد بن جعفر بن عبد العزيز المتوكل الهاشميّ قال أنشدنا الصولي :

أيّها المستحل ظلمي وهجري

لك طول البقاء قد مات صبري

قال لي : لا أقل من صبر يوم

بالقليل القليل ينفد عمري

قال لي الأزهري : رأيت هذا الشيخ في دكّان سعيد الورّاق فأنشدني من حفظه أبياتا علقتها عنه ، وذكر لي أن عنده عن الصولي وغيره.

٥٨٣ ـ محمّد بن جعفر بن محمّد بن هارون بن فروة بن ناجية بن مالك ، أبو الحسن التّميميّ النّحويّ المعروف بابن النّجّار (١) :

من أهل الكوفة ، قدم بغداد وحدّث بها عن محمّد بن الحسين الأشناني ، وعبيد الله بن ثابت الحريريّ ، وإسحاق بن محمّد بن مروان ، ومحمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربي ، وأبي بكر بن دريد ، ونفطويه ، وأبي روق الهزّاني ، ومحمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا عنه محمّد بن عليّ بن مخلد الورّاق ، وأحمد بن عليّ بن التوزي ، وأبو القاسم الأزهري ، وأحمد بن عبد الواحد الوكيل وغيرهم.

وذكر لي الحسن بن عليّ بن عبد الله المقرئ ، وأبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل أنهما سمعا منه ببغداد في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.

__________________

(١) ٥٨٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٨٨. وإرشاد الأريب ٦ / ٤٦٧. وغاية النهاية ٢ / ١١١.

وشذرات الذهب ٣ / ١٦٤. وبغية الوعاة ٢٨. والأعلام ٦ / ٧١.

١٥٦

أخبرنا أبو الفتح سليمان بن أيّوب الرّازيّ بأيلة في طريق الحج قال قال لنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن النجار ولدت سنة ثلاث وثلاثمائة. هكذا ذكر أبي.

حدّثني أبو القاسم الأزهري قال سمعت ابن النجار يذكر أن مولده في سنة ثلاث وثلاثمائة في المحرم لست عشرة ليلة خلت منه بالكوفة.

قال لي القاضي أبو العلاء الواسطيّ توفي ابن النجار في سنة اثنتين وأربعمائة وهو آخر من حدّث عن الأشناني.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، وأبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن عبد العزيز العكبري قالا توفي أبو الحسن محمّد بن جعفر بن النّجّار المقرئ بالكوفة في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعمائة. قال العتيقي ثقة.

٥٨٤ ـ محمّد بن جعفر بن علان ، أبو جعفر الورّاق الشّروطيّ ، يعرف بالطوابقيّ (١) :

كان شيخا مستورا من أهل القرآن ، ضابطا لحروف قراءات كانت تقرأ عليه. وحدّث عن أحمد بن يوسف بن خلّاد ، وأبي علي الطوماري ، ومخلد بن جعفر ، ومحمّد بن الحسين الأزديّ ، وأبي جعفر بن المتيم ، وأبي عبد الله الشّمّاخي الهرويّ ، وغيرهم.

كتبت عنه كان صدوقا ، ومات في ذي القعدة من سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ، ودفن في مقبرة باب الدير ، وحين توفي كنت غائبا عن بغداد في رحلتي إلى أصبهان.

٥٨٥ ـ محمّد بن جعفر ، أبو الحسن المعروف بالجهرميّ (٢) :

أحد الشّعراء الذين لقيناهم وسمعنا منه وكان يجيد القول ، ومسكنه في دار القطن. ولد في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة ، ومات في يوم السبت التاسع عشر من جمادى الآخرة من سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.

* * *

__________________

(١) ٥٨٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢١٠.

(٢) ٥٨٥ ـ انظر : الأنساب للسمعاني ٣ / ٣٩١. والمنتظم لابن الجوزي ١٥ / ٢٨٣.

١٥٧

ذكر الأسماء المفردة من آباء المحمّدين في هذا الحرف

٥٨٦ ـ محمّد بن جوان بن شعبة ، ويقال : محمّد بن شعبة بن جوان ، كنيته أبو عليّ (١) :

أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ قال : محمّد بن جوان ابن شعبة ، ويقال محمّد بن شعبة بن جوان. حدّثنا عنه إبراهيم بن حمّاد فقال لنا فيه : محمّد بن جوان بن شعبة. وحدّثنا عنه القاضي أبو عبد الله المحامليّ وغيره فقالوا : محمّد بن شعبة بن جوان ، له مسند ومصنف.

قال الشيخ أبو بكر : حدّث عن مؤمل بن إسماعيل ، وأبي عاصم النبيل ، وأبي داود الطيالسي ، وعمر بن محمّد بن أبي رزين ، وعبد الله بن رجاء الغداني. روى عنه يحيى بن محمّد بن صاعد ومحمّد بن مخلد العطّار ، وغيرهم. وسنعيد ذكره في حرف الشين : إن شاء الله.

أخبرنا السّمسار قال أنبأنا الصّفّار قال نبأنا ابن قانع أن محمّد بن جوان بن شعبة البصريّ مات في ربيع الآخر من سنة ثمان وخمسين ومائتين.

٥٨٧ ـ محمّد الجارود بن دينار ، أبو جعفر القطّان (٢) :

سمع يحيى بن نصر بن حاجب ، وعبد الصّمد بن حسّان ، وأبا نعيم الفضل بن دكين ، وغيرهم. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد ، ومحمّد بن مخلد ، وإسماعيل ابن محمّد الصّفّار ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ قال نبأنا إبراهيم بن طهمان قال حدّثني إسماعيل بن أبي خالد ، عن زياد المخزوميّ ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ، وأول زمرة من أمتي يدخلون الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم ، صورة كل رجل منهم على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم كأضوإ نجم في السماء ، ثم هم بعد ذلك منازل (٣)».

__________________

(١) ٥٨٦ ـ انظر : المنتظم لابن الجوزي ١٢ / ١٤٥.

(٢) ٥٨٧ ـ انظر : المنتظم لابن الجوزي ١٢ / ١٤٥.

(٣) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ١٥٩ ، ٩ / ٨ ، وفتح الباري ١ / ٣٤٥ ، ٢ / ٣٥٤ ، ٣٨٢ ، ١١ / ٥١٧ ، ١٢ / ٢١٦ ، ٤٢٣ ، مشكاة المصابيح ١٣٥٤.

١٥٨

٥٨٨ ـ محمّد بن الجهم بن هارون ، أبو عبد الله الكاتب السّمّريّ (١) :

سمع يعلى بن عبيد الطنافسي ، وعبد الوهّاب بن عطاء ، ويزيد بن هارون ، وجعفر ابن عون وعبد العزيز بن أبان ، وآدم بن أبي إياس. وروى عنه أبو زكريّا يحيى بن زياد الفراء تصانيفه. حدّث عنه موسى بن هارون الحافظ ، وقاسم بن محمّد الأنباريّ ، وأبو بكر بن مجاهد المقرئ ، وإبراهيم بن محمّد نفطويه النّحويّ ، وعبيد الله بن أحمد ابن بكير التّميميّ ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، وعبد الله بن إسحاق البغويّ ، وأبو سهل بن زياد القطّان ، وأحمد بن كامل القاضي ، وأبو بكر الشّافعي ، وغيرهم.

وقال الدارقطنيّ : ثقة صدوق.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عبيد الله بن محمّد الحنائي قال نبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار إملاء قال نبأنا محمّد بن الجهم بن هارون قال نبأنا جعفر بن عون قال أنبأنا يحيى بن سعيد ، عن عمرة قالت : سمعت عائشة تقول : كان الناس عمّال أنفسهم ، فكانوا يروحون إلى الجمعة بهيئتهم ، فكان يقال لهم : لو اغتسلتم.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن الحسين الدّقّاق قال قرأنا على الحسين بن هارون الضّبّيّ ، عن أبي العبّاس بن سعيد قال : محمّد بن الجهم السمري سألت عنه عبد الله بن أحمد فقال : صدوق ما أعلم إلا خيرا.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : أنبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال : ومات محمّد بن الجهم يوم الاثنين أول يوم من رجب سنة سبع وسبعين ومائتين.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد قال نبأنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : وأبو عبد الله محمّد بن الجهم السمري صاحب الفراء ، مات يوم الأحد المغرب ، ودفن يوم الاثنين وقت الظهر بالكناس سلخ جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين ، وله تسع وثمانون سنة.

٥٨٩ ـ محمّد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب ، أبو جعفر الطّبريّ (٢) :

سمع محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، وأحمد

__________________

(١) ٥٨٨ ـ انظر : المنتظم لابن الجوزي ١٢ / ٢٨٥ ، والأنساب للسمعاني ٧ / ١٣٧ ، وسؤالات الحاكم للدارقطني ١٦٩.

(٢) ٥٨٩ ـ انظر : المنتظم لابن الجوزي ١٣ / ٢١٥ ، وإرشاد الأريب ٦ / ٤٢٣ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٣٥١ ، ووفيات الأعيان ١ / ٤٥٦ ، وطبقات السبكي ٢ / ١٣٥ ـ ١٤٠ ، ومفتاح السعادة ١ / ٢٠٥ ، ٤١٥ ثم ـ

١٥٩

ابن منيع البغويّ ، ومحمّد بن حميد الرّازيّ ، وأبا همّام الوليد بن شجاع ، وأبا كريب محمّد بن العلاء ، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ، وأبا سعيد الأشج ، وعمرو بن عليّ ، ومحمّد بن بشّار ، ومحمّد بن المثنّى ، وخلقا كثيرا نحوهم من أهل العراق ، والشام ومصر. حدّث عنه أحمد بن كامل القاضي ، ومحمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، ومخلد بن جعفر ، في آخرين.

أخبرني أبو طالب محمّد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير قال نا مخلد بن جعفر.

وأخبرني أبو القاسم الأزهري قال حدّثني أبو جعفر أحمد بن أبي طالب الكاتب قالا : نبأنا أبو جعفر محمّد بن جرير بن يزيد الطّبريّ قال حدّثني عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة الرّازيّ قال نا ثابت بن محمّد قال نا سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن طاوس ، عن ابن عبّاس قال : مرّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على رجل مكشوفة فخذه فقال له : «غط فخذك ، فإن فخذ الرجل من العورة (١)».

قال أبو طالب ذكر أبي أن حديث الثوري غريب ، حدّث به مخلد وأبو جعفر بن أبي طالب عن الطّبريّ. هكذا قال.

وقد حدّثنا أبو زرعة الرّازيّ ـ يعني أحمد بن الحسين ـ عن ابن نومرد ، عن أبي زرعة ، عن ثابت ، عن الثوري ، عن حبيب ، عن طاوس ، عن ابن عبّاس «أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلى في كسوف الشمس». وإلى جنبه حديث أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عبّاس «مر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على رجل مكشوفة فخذه (٢)». قال أبي : فيشبه أن يكون أبو زرعة الرّازيّ حدّث به مرة من حفظه إن لم يكن الطّبريّ أخطأ عليه فإن القول قول ابن نومرد.

وقد روى عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ على رجل مكشوفة فخذه. من وجه غير مرضي ، فالله أعلم.

__________________

ـ ٢ / ١٧٦ ، والبداية والنهاية ١١ / ١٤٥ ، وغاية النهاية ٢ / ١٠٦ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٤٩٨ ـ ٤٩٩ ، ولسان الميزان ٥ / ١٠٠.

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ١ / ٥٧٢ ، ٣ / ٩٧٤ ، وسنن الترمذي ٢٧٩٨ ، والسنن الكبرى للبيهقي ٢ / ١١٩ ، والمستدرك ٤ / ١٨١ ، والمعجم الكبير للطبراني ٢ / ٣٠٤ ، ونصب الراية ٤ / ٢٤٣ ، ٢٤٤.

(٢) انظر التخريج السابق.

١٦٠