تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٨

أخبرنا طاهر بن عبد العزيز بن عيسى الدّعّاء قال أنبأنا إسحاق بن سعد بن الحسن ابن سفيان النسوي قال سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول سمعت بندارا يقول : اختلفت إلى يحيى بن سعيد القطّان ـ ذكر أكثر من عشرين سنة ـ قال بندارا : ولو عاش يحيى بعد تلك المدة لكنت أسمع منه شيئا كثيرا. هذا معنى حكايته (١).

أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد الكاتب قال أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى قال نبأنا أبو العبّاس محمّد بن عبد الرّحمن الدّغولي السرخسي قال نبأنا عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزيّ السلمي قال سمعت بندارا يقول : أردت الخروج ـ يعني السفر ـ في طلب الحديث فمنعتني أمي ، فأطعتها ولم أخرج فبورك لي فيه (٢).

أخبرنا أبو عليّ عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن فضالة النّيسابوري الحافظ بالري قال سمعت أبا أحمد يوسف بن محمّد الطوسي يقول سمعت محمّد بن المسيّب يقول سمعت محمّد بن بشّار يقول : قد كتب عني خمسة قرون ، وسألوني الحديث وأنا ابن ثمان عشرة ، فاستحييت أن أحدّثهم في المدينة ، فأخرجتهم إلى البستان وأطعمتهم الرّطب ، وحدّثتهم (٣).

أخبرنا أبو الحسن بن أحمد بن محمّد بن صالح الهاشميّ الكوفيّ بالبصرة قال نبأنا خلف بن محمّد الخيام ببخارى قال نبأنا نصر بن أحمد قال : مرّ الشاذكوني يوما بالبصرة على حمار ، فمر علي بندار فقام إليه وقال : سلام الله عليك يا أبا أيّوب. فقال الشاذكوني لبندار : من أنت؟ قال : أنا بندار ، قال فقنعه بالسوط ـ يعني وقال يا كذا وكذا ـ أتحدث وأنا حيّ؟

قرأت على أبي بكر البرقانيّ ، عن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى قال أنبأنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال سمعت أبا سيّار يقول سمعت بندارا يقول : ولدت في السنة التي مات فيها حمّاد بن سلمة ، ومات حمّاد بن سلمة سنة سبع وستين ومائة.

أخبرني محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ قال أنبأنا أبو عليّ الحسين بن محمّد الشّافعيّ بالأهواز قال أنبأنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سمعت أبا داود سليمان

__________________

(١) انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٢١٤.

(٢) انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٥١٤.

(٣) انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٥١٧.

١٠١

ابن الأشعث يقول : كتبت عن بندار نحوا من خمسين ألف حديث ، وكتبت عن أبي موسى شيئا وهو أثبت من بندار. ثم قال : لو لا سلامة في بندار ترك حديثه (١).

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد البزّار قال أنبأنا الوليد بن بكر الأندلسي قال نبأنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ قال نبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله قال حدّثني أبي قال : بندار بن بشّار يكنى أبا بكر كثير الحديث وكان حائكا.

أخبرني الحسن بن عليّ الجوهريّ قال : نبأنا محمّد بن العبّاس قال نبأنا أبو بكر الصولي قال نبأنا إسحاق بن إبراهيم القزاز قال : كنا عند بندار فقال في حديث عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له رجل يسخر منه : أعيذك بالله ما أفصحك!! فقال : كنا إذا خرجنا من عند روح دخلنا إلى أبي عبيدة. فقال قد بان ذاك عليك (٢).

أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال نبأنا عبد الله ابن محمّد بن سيّار الفرهياني قال سمعت أبا حفص عمرو بن عليّ حلف أن بندارا يكذب فيما يروي عن يحيى. وقال الفرهياني : سمعت أبا موسى ـ وكان صنف حديث داود بن أبي هند ولم يكن بندار صنفه ـ فسمعت أبا موسى يقول : منا قوم لو قدروا أن يسرقوا حديث داود لسرقوه ـ يعني به بندارا.

أخبرني أبو القاسم الأزهري ، وعليّ بن محمّد السّمسار قالا أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال : أنبأنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ قال نبأنا عبد الله بن عليّ بن عبد الله المديني قال سمعت أبي وسألته عن حديث رواه بندار عن ابن مهديّ عن أبي بكر ابن عياش عن عاصم عن زرّ عن عبد الله عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «تسحّروا فإن في السحور بركة (٣)».

فقال : هذا كذب. قال : حدّثني أبو داود موقوفا ، وأنكره أشد الإنكار.

أخبرنا محمّد بن جعفر بن علان الشروطي فيما أذن أن نرويه عنه قال نا أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزديّ الحافظ قال نا محمّد بن جعفر المطيري قال نا عبد الله بن الدورقي قال : كنا عند يحيى بن معين وجرى ذكر بندار ، فرأيت يحيى لا يعبأ به ويستضعفه. قال ابن الدورقي : ورأيت القواريري لا يرضاه وقال : كان صاحب

__________________

(١) انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٥١٤.

(٢) انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٥١٤.

(٣) سبق تخريجه ، راجع الفهرست.

١٠٢

حمام. قال الأزديّ : بندار قد كتب الناس عنه وقبلوه ، وليس قول يحيى والقواريري مما يجرحه ، وما رأيت أحدا يذكره إلا بخير وصدق (١).

أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال سمعت عبد الله بن محمّد بن سيّار الفرهياني يقول : أبو موسى وبندار ثقتان ، وأبو موسى أحج لأنه كان لا يقرأ إلا من كتابه ، وبندار يقرأ من كل كتاب (٢).

قال الشيخ أبو بكر : بندار وإن كان يقرأ من كل كتاب فإنه كان يحفظ حديثه.

وقد أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال سمعت أبا أحمد بن محمّد الحسين الشّيباني يقول سمعت أبا بكر بن إسحاق يقول سمعت بندارا يقول : ما جلست مجلسي هذا حتى حفظت جميع ما خرجت.

أخبرنا البرقانيّ قال أنبأنا عبد الله بن محمّد بن جعفر البوشنجي قال نبأنا محمّد ابن إسحاق بن خزيمة قال : نبأنا الإمام محمّد بن بشّار بندار (٣).

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق قال نبأنا الوليد بن بكر الأندلسي قال نبأنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ قال نبأنا صالح بن أحمد بن عبد الله أبو مسلم قال حدّثني أبي قال : بندار بن بشّار بصري ثقة كثير الحديث (٤).

أخبرنا البرقانيّ قال أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ قال نبأنا الحسن بن رشيق قال نبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائيّ ، عن أبيه. ثم حدّثني محمّد بن عليّ الصوري قال أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال نبأنا عبد الكريم بن أحمد النّسائيّ قال أخبرني أبي قال : محمّد بن بشّار بندار بصري. قال ابن رشيق صالح. وقال الخصيب ليس به بأس.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا محمّد بن محمّد بن عبيد الله بن عمرو بن زيد الجرجانيّ قال سمعت محمّد بن المسيّب : يقول لما مات بندار جاء رجل إلى أبي موسى فقال : يا أبا موسى ، البشري مات بندار. قال : جئت تبشرني بموته؟ عليّ

__________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٥١٦.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٥١٦.

(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٥١٧.

(٤) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٥١٧.

١٠٣

ثلاثون حجة إن حدّثت أبدا بحديث. فبقى أبو موسى بعد بندار تسعين يوما ولم يحدث بحديث ومات (١).

أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا محمّد بن العبّاس قال قال لنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الكندي : مات بندار محمّد بن بشّار في رجب سنة اثنتين وخمسين ومائتين (٢).

٤٩٨ ـ محمّد بن بحر بن مطر ، أبو بكر البزّار (٣) :

سمع يزيد بن هارون ، وأبا بكر شجاع بن الوليد ، وأبا النّضر هاشم بن القاسم ، والحسن بن قتيبة المدائني ، ومعمر بن مخلد السروجي. روى عنه أحمد بن محمّد بن عمر المنكدري ، وأبو جعفر الطحاوي ، وعثمان بن محمّد السّمرقنديّ ، وأبو كثير محمّد بن إبراهيم بن أبي الجحيم البصريّ.

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسيّ قال نبأنا محمّد بن المظفر قال نبأنا أبو كثير محمّد بن إبراهيم بن أبي الجحيم قال نبأنا محمّد بن بحر بن مطر البغداديّ بمكة قال نبأنا الحسن بن قتيبة قال نبأنا شعبة ، عن الأعمش ، عن ذكوان عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تجبه لعنتها الملائكة (٤)».

٤٩٩ ـ محمّد بن بابشاذ ، أبو عبيد الله البصريّ (٥) :

سكن بغداد وحدّث بها عن عبيد الله بن معاذ العنبريّ ، وبشر بن معاذ العقدي ، وسلمة بن حبيب النّيسابوري ، والحسن بن الحسين الأسواري. روى عنه عبد العزيز ابن محمّد بن إبراهيم بن الواثق الهاشميّ ، وعمر بن بشران السكري ، ومحمّد بن خلف بن جيان الخلّال ، وغيرهم. في حديثه غرائب ومناكير.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال أنبأنا عمر بن بشران ومحمّد بن خلف بن جيان الخلّال. وأخبرنا القاضيان أبو العلاء محمّد بن عليّ الواسطيّ وعليّ بن المحسن

__________________

(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٥١٨.

(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٥١٨.

(٣) ٤٩٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٦١.

(٤) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب النكاح ١٢٢. وسنن أبى داود ٢١٤١.

(٥) ٤٩٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٨٥.

١٠٤

أبو القاسم التّنوخيّ قالا : نبأنا محمّد بن خلف بن جيان قال نبأنا أبو عبيد الله محمّد ابن بابشاذ البصريّ ـ زاد ابن بشران ـ مولى أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب ، وقال القاضيان في حديثهما ببغداد.

وحدّثنا أبو طالب يحيى بن عليّ بن الطّيّب الدسكري لفظا بحلوان قال أنبأنا أبو بكر بن المقرئ بأصبهان قال نبأنا محمّد بن بابشاذ أخو سهل الجبائي ببغداد قال نبأنا الحسن بن الحسين أبو عليّ الأسواري قال نبأنا سفيان بن سعيد التوزي عن آدم بن عليّ عن ابن عمر قال : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعنده أبو بكر الصديق عليه عباءة قد خلها على صدره بخلال. فنزل عليه جبريل فقال : مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها على صدره بخلال؟ قال : «أنفق ماله عليّ قبل الفتح». قال فأقرئه عن الله السلام وقل له يقول لك ربك يا أبا بكر أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ قال فالتفت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أبي بكر فقال : «يا أبا بكر هذا جبريل يقرئك عن الله السّلام ويقول لك أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟» (١) قال : فبكى أبو بكر وقال أعلى ربي أسخط ، أنا عن ربي راض ، أنا عن ربي راض ، أنا عن ربي راض.

وأخبرنا التّنوخيّ قال نا محمّد بن خلف بن جيان قال نا محمّد بن بابشاذ قال نا عمر بن حفص بن صبيح اليماني الشّيباني قال حدّثنا العلاء بن عمرو الحنفي قال نبأنا الأشجعي ، عن الثوري ، عن آدم بن عليّ ، عن ابن عمر ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. العلاء ابن عمرو الشّيباني عن أبي إسحاق الفزاري عن الثوري.

أخبرنا محمّد بن عليّ الصلحي قال نا عبد الله بن محمّد بن عثمان الحافظ قال نا أبو عبيد الله محمّد بن بابشاذ البصريّ بها ـ وكان يسأل عن هذا الحديث كثيرا ولم يكتبه إلا عنه ـ قال نبأنا أحمد بن إسحاق الأهوازيّ قال نبأنا أبو أحمد الزبيري قال نبأنا سفيان ، عن شعبة ، عن هشيم ، عن يعلى بن عطاء ، عن عمارة بن حديد ، عن صخر الغامدي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهم بارك لأمتي في بكورها (٢)».

قال الشيخ أبو بكر : ذكر هشيم في هذا الحديث خطأ فاحش ، والصواب عن شعبة عن يعلى بن عطاء نفسه. كذلك رواه عن شعبة كافة أصحابه ، ورواه أيضا محمّد بن يوسف الفريابي ، وقبيصة بن عقبة عن سفيان الثوري عن شعبة على الصواب.

__________________

(١) انظر الحديث في : حلية الأولياء ٧ / ١٠٥. واتحاف السادة المتقين ٦ / ١٩١.

(٢) سبق تخريجه ، راجع الفهرست.

١٠٥

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال نبأنا يونس بن حبيب قال نبأنا أبو داود قال نبأنا شعبة قال أخبرني يعلى بن عطاء قال سمعت عمارة بن حديد يحدث عن صخر الغامدي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «اللهم بارك لأمتي في بكورها (١)».

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن يحيى بن جعفر الإمام بأصبهان قال نبأنا سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني قال نبأنا ابن أبي مريم قال نبأنا الفريابي قال سليمان وحدّثنا حفص بن عمر الرقي قال نبأنا قبيصة قالا نبأنا سفيان ، عن شعبة ، عن يعلى بنحوه.

أخبرنا السّمسار قال أنبأنا الصّفّار قال نبأنا ابن قانع أن محمّد بن بابشاذ مات في سنة ست وثلاثمائة.

٥٠٠ ـ محمّد بن بنان بن معن ، أبو إسحاق الخلّال (٢) :

سمع محمّد بن معاوية بن صالح ، ومحمّد بن بكر بن خالد النّيسابوري ، وهارون ابن إسحاق الهمداني ، وأحمد بن محمّد بن أبي بكر السالمي ، وأبا موسى محمّد بن المثنّى ، ومهنى بن يحيى السّامي ، وأبا عبيد الله يحيى بن محمّد البزّار. روى عنه عمر ابن أحمد بن يوسف الوكيل ، وعليّ بن أحمد السكري ، وأبو الفضل الزّهريّ.

أخبرنا أبو الحسن بشري بن عبد الله الرومي قال نبأنا عمر بن أحمد بن يوسف الوكيل قال نبأنا أبو إسحاق محمّد بن بنان ـ جار القاضي المحامليّ ـ قال نبأنا هارون بن إسحاق الهمداني قال نبأنا محمّد بن عبد الوهّاب القنّاد ، عن مسعر عن أبي حصين ، عن الشعبي ، عن العدوي ، عن كعب بن عجرة قال : خرج إلينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن تسعة خمسة وأربعة ، أحد العددين من العجم ، والآخر من العرب ، فقال : «اسمعوا ، هل سمعتم؟ إنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم ، وأعانهم على ظلمهم ، فليس مني ولست منه وليس بوارد على الحوض ، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ، ولم يعنهم على ظلمهم ، فهو مني وأنا منه وسيرد على الحوض (٣)».

أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ قال : محمّد بن بنان الخلّال بغدادي ، سكن درب الآجر لم يكن به بأس.

__________________

(١) سبق تخريجه ، راجع الفهرست.

(٢) ٥٠٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٢١٤.

(٣) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٢٥٩. وسنن النسائي ٧ / ١٦١. وكنز العمال ٤٨٩١.

١٠٦

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد قال أنبأنا عليّ بن عمر الحربيّ قال وجدت في كتاب أخي : مات ابن بنان الخلّال الذي كان ينزل درب الآجر لسبع بقين من شعبان سنة عشر وثلاثمائة.

٥٠١ ـ محمّد بن بدر ، أبو بكر ، كان والده يعرف ببدر الحمامي ، غلام بن طولون ، ويسمى بدر الكبير (١) :

وكان أميرا على بلاد فارس كلها وتوفي بتلك النواحي. فقام ابنه محمّد في الناحية مقامه ، وضبط عمله ، وكتب السلطان إليه بالولاية مكان أبيه ، وكتب إلى من معه من القواد بالسمع والطاعة له. فأطاعه الناس وصار أميرا على بلاد فارس مدة ، ثم قدم بغداد. وحدّث بها عن بكر بن سهل الدمياطي ، وحمّاد بن مدرك ، وأبي عبد الرّحمن النسوي. روى عنه الدارقطنيّ وحدّثنا عنه عليّ بن أحمد بن عمر المقرئ ، وأبو نعيم الأصبهانيّ ، وبشري بن عبد الله الفاتني.

أخبرنا الأزهري قال أنبأنا عليّ بن عمر الدّارقطنيّ قال نبأنا محمّد بن بدر.

وأخبرنا بشري بن عبد الله قال أنبأنا محمّد بن بدر قال نبأنا بكر بن سهل قال نبأنا عبد الله بن يوسف قال نبأنا مالك ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك قال : كنا نصلي العصر ثم يذهب الذاهب إلى قباء ، فيأتيهم والشمس مرتفعة.

سألت أبا نعيم الحافظ ، عن محمّد بن بدر فقال : كان ثقة صحيح السماع.

حدّثت عن أبي العبّاس محمّد بن الفرات قال : توفي محمّد بن بدر الحمامي في رجب سنة أربع وستين وثلاثمائة. وكان ثقة إن شاء الله. ما علمته ولم يكن من أهل هذا الشأن ـ يعني الحديث ـ ولا يحسنه ، وكان له مذهب في الرفض.

قال الشيخ أبو بكر وببغداد كانت وفاته.

٥٠٢ ـ محمد بن بكران بن عمران بن موسى بن المبارك أبو عبد الله البزّار ، يعرف بابن الرازي (٢) :

سمع الحسين بن إسماعيل المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد الدوري. حدّثنا عنه أبو بكر

__________________

(١) ٥٠١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٢٤١. وميزان الاعتدال ٣ / ٤٨٩.

(٢) ٥٠٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٨٨.

١٠٧

البرقانيّ ، وعبد العزيز بن عليّ الأزجي ، والحسن بن عليّ بن عبد الله المقرئ ، وأبو بكر أحمد بن سليمان بن عليّ الواسطيّ.

سألت عنه البرقانيّ فقال : ثقة ثقة.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي قال : سنة اثنين وأربعمائة فيها توفي محمّد بن بكران بن الرّازيّ ثقة.

حدّثني عبد العزيز بن عليّ قال : توفي أبو عبد الله بن الرّازيّ في يوم الخميس لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعمائة ودفن في مقبرة الشونيزي.

* * *

حرف التاء في آباء المحمّدين

٥٠٣ ـ محمّد بن تميم المخرميّ :

حدّث عن عيسى بن إسحاق بن موسى الخطمي ، وأحمد بن محمّد بن غالب الباهلي. روى عنه أحمد بن الحسن بن بطانة البصريّ ، وعمر بن محمّد بن سيف الكاتب.

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن حمزة بن أحمد المؤذن بجامع البصرة قال نبأنا أبو العبّاس أحمد بن الحسن بين بطانة قال حدّثني محمّد بن تميم المخرّميّ قال نا ابن أبي موسى ـ يعني عيسى بن إسحاق ـ قال حدّثني أبي قال نبأنا أبو خالد الأحمر قال : لما كلم الله تعالى موسى عليه‌السلام عرض إبليس على الجبل ، فإذا جبريل عليه‌السلام قد وافاه فقال : اخز يا لعين أيش تعمل هاهنا؟ قال جئت أتوقع من موسى ما توقعت من أبيه. فقال له جبريل : اخز يا لعين ، ثم قعد جبريل يبكي حيال موسى ، فأنطق الله الجبّة أو الورنبانقة (١) فقالت : يا جبريل أيش هذا البكاء؟ قال إني في القرب من الله تعالى وإنى لأشتهى أن أسمع كلام الله كما يسمعه موسى. قالت : الجبّة يا جبريل أنا جبة موسى وأنا على جلد موسى ، أنا أقرب إلى موسى أو أنت؟ والكلام هو ألطف اللغات وهو مثل الرعد القاصف ، يا جبريل أنا لا أسمعه فتسمعه أنت؟

* * *

__________________

(١) ٥٠٣ ـ هكذا في الأصل ، وفي المخطوط : (الززنيانقة).

١٠٨

حرف الثاء في آباء المحمّدين

٥٠٤ ـ محمّد بن ثمامة بن وكيع ، أبو بكر السّرّاج (١) :

حدّث عن محمّد بن سعيد الأيلي. روى عنه أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزديّ الموصليّ. قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات بخطه.

أخبرنا محمد بن الحسين الأزديّ قال نا أبو بكر محمّد بن ثمامة بن وكيع السّرّاج ببغداد قال نا محمّد بن سعيد الأيلي قال نا سعيد بن سلّام العطّار.

وأخبرنا عليّ بن يحيى بن جعفر الأصبهانيّ قال نبأنا سليمان بن أحمد بن أيّوب اللّخميّ قال نبأنا محمّد بن الحسن بن كيسان المصيصي قال نبأنا سعيد بن سلام العطّار قال نبأنا سفيان الثوري ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عابس بن ربيعة قال سمعت عمر بن الخطّاب يقول : يا أيها الناس تواضعوا فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من تواضع لله رفعه الله (٢) وقال : انتعش رفعك الله ، فهو في نفسه صغير وفي أعين الناس عظيم ، ومن تكبر خفضه الله (٣). وقال : اخسأ خفضك الله ، فهو في أعين الله صغير وفي نفسه كبير ، حتى يكون أهون عليهم من كلب». لفظ حديث ابن كيسان ، وهو غريب من حديث الثوري ، تفرد به سعيد بن سلام عنه.

٥٠٥ ـ محمّد بن ثابت بن أحمد ، أبو بكر الواسطيّ (٤) :

قدم بغداد وحدّث بها عن شعيب بن أبي أيّوب الصريفيني ، ومحمّد بن عبد الملك الدقيقي ، وعبّاس بن عبد الله الترقفي ، وعبّاس بن محمّد الدوري ، ومحمّد بن أبي العوام الرياحي. روى عنه أبو حفص بن شاهين ، وعمر بن إبراهيم الكتاني ، وأحمد ابن الفرج بن الحجّاج ، وعبد الواحد بن عليّ الحرقي. وكان ثقة. كتب الناس عنه بانتخاب أبي أحمد الزيدي.

__________________

(١) ٥٠٤ ـ السراج : هذا منسوب الى عمل السرج (الأنساب للسمعاني ٧ / ٦٥)

(٢) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ٢ / ١٢٨. والعلل المتناهية ٢ / ٣٢٦. وكشف الخفا ٢ / ٣٣٥. ومشكاة المصابيح ٥١١٩. وفتح الباري ١١ / ٣٤٧. ومجمع الزوائد ٨ / ٨٢. وحلية الأولياء ٧ / ١٢٩ ، ٨ / ٤٦.

(٣) انظر الحديث في : الترغيب والترهيب ٣ / ٥٦٠.

(٤) ٥٠٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٢٤٢.

١٠٩

أخبرني الحسين بن عليّ الطناجيريّ قال أنبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا محمّد بن ثابت بن أحمد الواسطيّ ـ قدم علينا ـ قال نبأنا شعيب بن أيّوب.

٥٠٦ ـ محمّد بن ثابت بن عبد الله بن ثابت ، أبو الحسن الصّيرفيّ (١) :

سمع أبا علي إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، وأبا عمرو بن السّمّاك ، وعبد الصّمد ابن عليّ الطستيّ. حدّثني عنه عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصّيرفيّ.

ذكر أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عليّ الآبنوسي فيما قرأت بخطه أن محمّد بن ثابت الصّيرفيّ توفي يوم السبت ودفن يوم الأحد الثامن من شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.

* * *

حرف الجيم في آباء المحمّدين

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه جعفر

٥٠٧ ـ محمّد بن جعفر بن عبيد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب (٢) :

كان فاضلا أديبا وعاقلا لبيبا ، مشهورا بالسخاء والجود والمروءة ، وكان له اختصاص بأبي جعفر المنصور.

فأخبرني عبيد الله بن أبي الفتح قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم البزّار قال نبأنا إبراهيم ابن محمّد بن عرفة قال أخبرني أبو العبّاس المنصوري ، عن يحيى بن زكريّا مولى عليّ ابن عبد الله ، عن أبيه قال : كان المنصور يعجب بمحمّد بن جعفر بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطلب ، يؤانسه ويفاوضه ويداعبه ويلتذ بمحادثته. وكان أديبا لبيبا لسنا ، وكان لحسن منزلته من المنصور ، وعظيم قدره عنده ، يفزع إليه الناس في حوائجهم ، فيكلمه فيها فيقضيها ، حتى أكثر عليه من الحوائج وأفرط ، فأمر الرّبيع أن يحجبه ، فلما حجبه قعد في منزله أياما ، فظمئ المنصور إلى رؤيته ، وقرم إلى محادثته ، فقال : يا ربيع إن جميع لذات مولاك ، قد أخلقن عنده ، ورثثن في عينه ، سوى لذته من

__________________

(١) ٥٠٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٤١.

(١) ٥٠٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ٢١٦.

١١٠

محادثة محمّد بن جعفر فإنها تجدد عنده في كل يوم وليلة ، وقد كدرها علي بكثرة ما يحملني عليه من حوائج الناس ، فاحتل لمولاك فيما كدر عليه من لذته. فقال الرّبيع : أفعل يا أمير المؤمنين. وخرج من عنده فأتى محمّد بن جعفر فعاتبه على ما يحمل المنصور عليه من حوائج الناس وسأله إعفاءه من ذلك. فنضح عن نفسه فيما عاتبه عليه ، وأجابه إلى أن لا يسأله حاجة لأحد. فأمره بالغدو على المنصور ، ورجع إلى المنصور فأعلمه ذلك. وبلغ قوما من قريش قدموا العراق لحوائجهم ما كان من أمر محمّد بن جعفر ومن الرّبيع ، وأنه عازم على الغدو على المنصور ، وكتبوا حوائجهم في رقاع ووقفوا بها على طريق محمّد بن جعفر. فلما غدا يريد المنصور عرضوا له بها ، ومتّوا إليه بقراباتهم ، وتوسلوا بأرحامهم ، وسألوه إيصال رقاعهم ، والتماس نجاح ما فيها. فاعتذر إليهم وسألهم أن يعفوه من ذلك فأبوا أن يقبلوا ذلك منه ، وألحوا عليه فقال : لست أكلم المنصور في حاجة لأحد من الناس ، فإن أحببتم أن تودعوا رقاعكم كمي فافعلوا. فقذفوا رقاعهم في كمه ومضى حتى دخل على المنصور وهو في الخضراء مشرف على مدينة السلام ودجلة والصراة وما حولهما من البساتين والمزارع. فعاتبه فنضح عن نفسه ، ثم حادثه ساعة قال له المنصور : أما ترى حسن مستشرفنا هذا؟ قال : أرى يا أمير المؤمنين فبارك الله لك فيما آتاك ، وهنأك بإتمام النعمة عليك ما أعطاك ، فما بنت العرب في دولة الإسلام ، ولا العجم في مدة الكفر ، مدينة أحصن ولا أحسن ولا أجمع للخصال المحمودة منها ، وقد سمجتها في عيني يا أمير المؤمنين خصلة. قال : وما هي؟ قال ليس لي فيها ضيعة. فتبسم وقال فإني أحسنها في عينيك بثلاث ضياع أقطعك في أكنافها ، فاغد على أمير المؤمنين يسجل لك بها. فقال : أنت والله يا أمير المؤمنين سهل الموارد ، كريم المصادر ، فجعل الله باقي عمرك أكثر من ماضيه ، فقد بررت فأفضلت ، ووصلت فأجزلت ، وأنعمت فأسبغت ، فبدرت الرقاع من كمه وهو يتشكر له ، فأقبل يردهن في [كمه (١)] ويقول ارجعن خاسئات ، فضحك وقال : بحق أمير المؤمنين عليك لما أخبرته خبر هذه الرقاع؟ فأعلمه فقال : أبيت يا ابن معلم الخير إلا كرما ، فف للقوم بضمانك ، وألقها عن كمك لننظر في حوائجهم. فطرح الرقاع بين يديه. فتصفحها ثم دفعها إلى الرّبيع ، ثم التفت إليه فتمثل بقول امرئ القيس :

لسنا وإن أحسابنا كرمت

نبنى ونفعل مثلما فعلوا

نبني كما كانت أوائلنا

يوما على الأحساب نتكل

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط الأصل.

١١١

ثم قال قد قضى أمير المؤمنين حوائجهم ، فأمرهم بلقاء الرّبيع. قال : محمّد فخرجت من عند أمير المؤمنين وقد ربحت وأربحت.

٥٠٨ ـ محمّد بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام ، أبو جعفر (١) :

وهو أخو إسحاق وموسى وعليّ بني جعفر. حدّث عن أبيه. روى عنه إبراهيم بن المنذر الخزامي ، وعتيق بن يعقوب الزبيري ، ويعقوب بن حميد بن كاسب ، ومحمّد ابن منصور الجواز ، ومحمّد بن يحيى بن أبي عمر العدني.

وكان محمّد بن جعفر قد خرج بمكة في أيام المأمون ودعا إلى نفسه ، فبايعه أهل الحجاز بالخلافة ، وهو أول من بايعوا له من ولد عليّ بن أبي طالب وذلك في سنة مائتين. فحج بالناس أبو إسحاق المعتصم ، وبعث إليه من حاربه وقبض عليه وأورده بغداد في صحبته ، والمأمون إذ ذاك بخراسان ، فوجه به إليه فعفا عنه ولم يمكث إلا يسيرا حتى توفي عنده.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا أبو محمّد الحسين بن محمّد بن يحيى بن الحسن العلوي قال نبأنا جدي قال : كان محمّد بن جعفر شجاعا عاقلا فاضلا ، وكان يصوم يوما ويفطر يوما ، وكانت زوجته خديجة بنت عبد الله بن الحسين تقول : ما خرج من عندنا في ثوب قط فرجع حتى يكسوه.

أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب قال أنبأنا مخلد بن جعفر قال نبأنا محمد بن خلف وكيع قال أخبرني الحارث بن أبي أسامة ، عن محمّد بن سعد ، عن محمّد بن عمر أن محمّد بن جعفر بن محمّد وابن الأفطس تحركا بمكة ، فبعث إليهما المعتصم ـ وكان حج بالناس سنة مائتين ـ بعث إليهما من قاتلهما وظفر بهما وقدم بهما معه إلى بغداد. وقال وكيع : محمّد بن جعفر بن محمّد كان قد بايعه أهل الحجاز وتهامة بالخلافة ، ولم يبايعوا بعد عليّ بن أبي طالب لعلوي غيره.

أخبرنا محمد بن الحسين القطّان قال أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال نبأنا يعقوب بن سفيان قال : وبايعوا محمّد بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن حسين بن عليّ بن أبي طالب بالخلافة يوم الجمعة لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر سنة

__________________

(١) ٥٠٨ ـ انظر : الكامل لابن الأثير ٦ / ١٢١. وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٤٤. والأعلام ٦ / ٦٩. ومقاتل الطالبيين ٣٥٣.

١١٢

مائتين ، فلم يزل يسلم عليه بالخلافة حتى كان يوم الثلاثاء لخمس خلون من جمادى الأولى سنة مائتين.

قال يعقوب سمعت أبا بشر بكر بن خلف قال : قد أخذ أبو شعيب بيدي فأدخلني إلى محمّد بن جعفر بن محمّد فبايعته ، وأمر لي بشقة ديباج مما كان نزعه من الكعبة قال فتركته على أبي شعيب. وطرح من تلك الكسوة على الدواب ، دوابه ودواب أصحابه.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا الحسن بن محمّد بن يحيى قال نا جدي قال قال أبو موسى العبّاسي : كان جدي لما ولاه المأمون اليمن خلّف عياله وثقله بمكة ، فخرج بها محمّد بن جعفر في سنة تسع وتسعين ومائة ، فضرب على ما كان لجدي من مال قليل وكثير ، فقدم جدي إسحاق بن موسى من اليمن وقد ولاه المأمون الموسم والصلاة بأهله ، فوجد محمّد بن جعفر قد حال بين أمواله وعياله ، فبعث إليه : إن حاربتني لقيت مني ما تكره. فدخل بينهم ابن أبي مسرة جد هذا الذي كان بمكة المخزوميّ القاضي ، حتى ضمن له جدي ألا يحاربه إلا أن يأتيه مدد من المأمون فينفيه من مكة. فلجأ جدي إلى ذات عرق ولم يبق من أثاثه ولا من ثقله قليل ولا كثير إلا أخذه محمّد بن جعفر ، فبينا جدي بذات عرق إذ أتاه عيسى الجلودي بمن معه ، فانحدر إلى مكة محاربا لمحمّد بن جعفر ، فوجد الكعبة قد عريت وكسوها أثواب حبر ، ووجدوه قد كتب على أبواب المسجد : «جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا». فأسرع الجند ليمحوه قال : لا تمحوه واكتبوا : «بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون» ثم أخذ محمّد بن جعفر فقال : قد كنت قد حدّثت الناس بروايات لتفسد عليهم دينهم ، فقم فأكذب نفسك ، وأصعده المنبر وألبسه دراعة سوداء. فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إني قد حدّثتكم بأحاديث زورتها. فشق الناس الكتب والسماع الذي كانوا سمعوه منه ، ثم نزل عن المنبر. فأحسن جدي رفده وأطلقه إلى المدينة. فخرج من المدينة إلى المأمون بخراسان.

أخبرنا ابن الفضل القطّان قال أنبأنا عليّ بن إبراهيم المستملي قال نا محمّد بن سليمان بن فارس قال نا البخاريّ قال محمّد بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن

١١٣

حسين بن عليّ الهاشميّ قال لي إبراهيم بن المنذر كان إسحاق أخوه أوثق منه وأقدم سنا.

أخبرني الحسن بن أبي بكر قال كتب إليّ محمّد بن إبراهيم بن عمران الجوري من شيراز يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال أنبأنا أحمد بن يونس الضّبّيّ قال حدّثني أبو حسّان الزّيادي قال سنة ثلاث ومائتين فيها مات محمّد بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن حسين بجرجان في شعبان. ويكنى أبا جعفر. وصلى عليه المأمون.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا الحسن بن محمّد بن يحيى قال نبأنا جدي قال نبأنا داود بن المبارك قال توفي محمّد بن جعفر بخراسان مع المأمون ، فركب المأمون لشهوده ، فلقيهم قد خرجوا به ، فلما نظر إلى السرير نزل فترجل ورفع عن تراقيه ، ثم دخل بين العمودين فلم يزل بينهما حتى وضع ، وتقدم فصلى عليه ، ثم حمله حتى بلغ به القبر ، ثم دخل قبره فلم يزل فيه حتى بنى عليه ، ثم خرج فقام على القبر وهو يدق. فقال له عبد الله بن الحسن ـ ودعا له ـ : يا أمير المؤمنين إنك قد تعبت ، فلو ركبت فقال له المأمون : إن هذه رحم قطعت من مائتي سنة. قال الحسن قال جدي وروى في هذا الحديث أنه قال : هذا حق ضيع من مائتي سنة.

٥٠٩ ـ محمّد بن جعفر ، أبو جعفر المدائنيّ (١) :

سمع ورقاء بن عمر ، وشعبة ، ومنصور بن أبي الأسود ، ومستلم بن سعيد ، ومحمّد بن طلحة بن مصرف. روى عنه أحمد بن حنبل ، وحجاج بن يوسف الشّاعر ، وعليّ بن شعيب البزّار ، وحاتم بن اللّيث الجوهريّ ، وعبّاس بن محمّد الدوري ، ومحمّد بن أبي العوام الرياحي.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل قال أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار

__________________

(١) ٥٠٩ ـ انظر : علل أحمد : ١ / ٧٦ ، وتاريخ البخاري الكبير : ١ / الترجمة ١٢١ ، وتاريخ البخاري الصغير : ٢ / ٣١٦ ، والكنى لمسلم ، الورقة ١٧ ، والكنى للدولابي : ١ / ١٣٤ ، وضعفاء العقيلي ، الورقة ١٨٨ ، والجرح والتعديل ٧ / الترجمة ١٢٢٤ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٥٤ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٤٦٩ ، وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٣٦ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٤٨٤٠ ، وديوان الضعفاء ، الترجمة ٣٦٣٢ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٥٣٥٤ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ١٩٥ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧٣١٠ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٦٣ ، (أيا صوفيا ٣٠٠٧) ، ونهاية السئول ، الورقة ٣١٩ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٩٨ ـ ٩٩ ، والتقريب ١٥١ / ٢ : ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦١١٦. وتهذيب الكمال ٥١٢١ (٢٥ / ١٠) والمنتظم ١٠ / ١٥٥.

١١٤

قال نبأنا عبّاس بن محمّد الدوري قال نبأنا محمّد بن جعفر أبو جعفر المدائني قال نبأنا مسلم بن سعيد ، عن منصور بن زاذان ، عن معاوية بن قرة ، عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «العمل في الهرج كالهجرة إليّ (١)».

قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات بخطه أخبرني الحسن بن يوسف الصّيرفيّ قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن هارون الخلّال قال أخبرني محمّد بن عليّ قال نبأنا مهنأ قال : سألت أحمد ، عن محمّد بن جعفر المدائني. قال : لا بأس به.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال أنبأنا محمّد بن عدي بن زحر البصريّ في كتابه قال أنبأنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال سئل أبو داود سليمان بن الأشعث عن محمّد بن جعفر المدائني فقال : ليس له بأس.

أخبرنا ابن الفضل القطّان قال أنبأنا جعفر بن محمّد الخلدي قال نبأنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال سنة ست ومائتين فيها مات محمّد بن جعفر المدائني.

٥١٠ ـ محمّد بن جعفر بن زياد بن أبي هاشم ، أبو عمران الوركانيّ (٢) :

من أهل خراسان سكن بغداد ، وحدّث بها عن إبراهيم بن سعد الزّهريّ ، وأيّوب ابن جابر الحنفي ، ومالك بن أنس ، وشريك بن عبد الله ، وأبي شهاب الخيّاط ، وفضيل ابن عياض. روى عنه يحيى بن معين ، وعبّاس الدوري ، وأحمد بن أبي خيثمة ، والحارث بن أبي أسامة ، وأحمد بن بشر الطيالسي ، ومحمّد بن يوسف التركي ، ومحمّد بن عبدوس بن كامل ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن محمّد البغويّ.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا إسماعيل بن عليّ الخطبي قال نبأنا أبو

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند الإمام أحمد ٥ / ٢٥. والمعجم الصغير للطبراني ٢ / ٥٨.

(١) ٥١٠ ـ انظر : طبقات ابن سعد : ٧ / ٣٤٧ ، وسؤالات ابن الجنيد ، الورقة ٥٠ ن وعلل أحمد : ٢ / ٢٦٦ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٢٢٥ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ٨٩ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٥٣ ، وشيوخ أبى داود للجياني : الورقة ٩٠ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٤٦٩ ، والمعجم المشتمل : الترجمة ٧٨٠ ، والمنتظم لابن الجوزي : ٦ / ٢٢٧ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٤٨٣٥ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ١٩٤ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢١٧ (أيا صوفيا ٣٠٠٧) ، ونهاية السئول ، الورقة ٣١٩ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٩٣ ـ ٩٤ ، والتقريب : ٢ / ١٥٠ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦١١١. وتهذيب الكمال ٥١١٦ (٢٤ / ٥٨٠). والمنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ١٤٠.

١١٥

عليّ الحسين بن فهم قال حدّثني يحيى بن معين قال نبأنا الوركاني محمّد بن جعفر قال سمعت فضيلا يقول : ينادي مناد يوم القيامة أين الذين أكلت عيالاتهم أماناتهم؟ قال أبو عليّ : ورأيت يحيى يبكى عند هذا.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال قال محمّد بن العبّاس العصمي نبأنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال أنبأنا أبو عليّ صالح بن محمّد الأسديّ قال محمّد بن جعفر الوركاني كان أحمد يوثقه ويشير به.

أخبرنا البرقانيّ قال أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه الهرويّ قال أنبأنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ قال نبأنا سليمان بن الأشعث قال رأيت أحمد يكتب عن محمّد بن جعفر الوركاني.

أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور قال أنبأنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن القاسم العبدي بجرجان قال أنبأنا أبو الحسن القافلائي قال نبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حضرت أبي يسمع من محمّد بن جعفر الوركاني ، فمر علي حديث شريك ، عن سماك ، عن عكرمة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجم يهوديّا ويهودية. فقال أبي يا أبا عمران إنما هذا عن شريك عن سماك عن جابر بن سمرة. فلعل شريكا سبقه لسانه؟. فقال الوركاني : قد نظر يحيى بن معين في هذا. فقال أبي وما يدري يحيى بن معين؟ أو كل شيء يعرفه يحيى؟ اضرب عليه ، فضرب عليه.

أخبرنا عليّ بن الحسين صاحب (١) العبّاسي قال أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر قال نبأنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ قال نبأنا بكر بن سهل قال نبأنا عبد الخالق بن منصور قال وسألته ـ يعنى يحيى بن معين ـ عن الوركاني فقال : ثقة.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال نبأنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا إسماعيل بن عليّ الخطبي قالا : قال أبو عبد الرّحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل : مات الوركاني في سنة ثمان وعشرين ومائتين في رمضان.

ذكر موسى بن هارون أنه توفي لتسع بقين من شهر رمضان.

__________________

(١) في المخطوطة : (حاجب العباسي)

١١٦

٥١١ ـ (١) محمّد بن جعفر بن أبي مؤاتية (٢) : ، أبو جعفر الكلبيّ :

ذكر بعض أهل العلم أنه بغدادي سكن في فيد ، ومات بها ، وحدّث عن عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي ، ومحمّد بن فضيل بن غزوان ، ووكيع بن الجرّاح ، ويحيى بن يمان ، وجابر بن نوح ، روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاريّ في صحيحه ، ويعقوب بن شيبة ، ومحمّد بن إبراهيم بن عبد الحميد الحلواني.

٥١٢ ـ محمّد بن جعفر ، أبو جعفر البغداديّ :

حدّث عن داود بن صغير. روى عنه إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختّليّ.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، ومحمّد بن محمّد بن أحمد بن الروزبهاني قالا نبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال نبأنا إسحاق بن إبراهيم الختّليّ قال حدّثني محمّد ابن جعفر أبو جعفر البغداديّ قال : نبأنا داود بن صغير قال حدّثني كثير النوّاء ، عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قلت لجبريل حين أسري بي إلى السماء يا جبريل ، أعلى أمتي حساب؟ قال : كل أمتك عليها حساب ، ما خلا أبا بكر الصديق فإذا كان يوم القيامة قيل يا أبا بكر ادخل الجنة ، قال : ما أدخل حتى أدخل معي من كان يحبني في الدّنيا (٣)».

٥١٣ ـ محمّد بن جعفر بن الحارث ، الخزّاز القنطريّ (٤) :

حدّث عن خالد بن عمرو القرشيّ. روى عنه أبو بكر بن خزيمة النّيسابوري.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى قال نبأنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة قال نبأنا محمّد بن جعفر بن الحارث الخزّاز بقنطرة بردان قال نبأنا خالد بن عمرو القرشيّ قال نبأنا سهل بن يوسف بن سهل بن مالك ، عن أبيه ، عن جده قال : لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من حجة الوداع إلى المدينة ، صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «يا أيها الناس إن أبا بكر لم يسؤنى قط فاعرفوا له ذلك ، أيها الناس إني راض عن عمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير ، وعبد الرّحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، والمهاجرين الأولين ، فاعرفوا

__________________

(١) ٥١١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ١٤١.

(٢) في الخلاصة : (مواثة).

(٣) ٥١٢ ـ انظر الحديث : العلل المتناهية ١ / ١٥٨. وكنز العمال ٣٢٦١١.

(٤) ٥١٣ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ١٠ / ٢٤٥.

١١٧

ذلك لهم ، يا أيها الناس إن الله قد غفر لأهل بدر والحديبية ، يا أيها الناس لا تتبعون في أصحابي وأختاني وأصهاري ، يا أيها الناس لا يطلبنكم الله بمظلمة أحد منهم فإنها مما لا يوهب ، يا أيها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين ، وإذا مات الرجل منهم فقولوا خيرا(١)».

روى أبو بكر بن أبي الدّنيا وغيره عن هذا الشيخ عن سيّار بن حاتم العتري ، إلا أنهم سموه محمّد بن الحارث ولم يذكروا في نسبه جعفرا ، ونحن نذكره في حرف الحاء إن شاء الله.

٥١٤ ـ محمّد بن جعفر المنتصر بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمّد المعتصم بالله بن هارون الرّشيد بن محمّد المهديّ بن عبد الله المنصور بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، يكنى ابا جعفر ، ويقال أبا العبّاس ، ويقال أبا عبد الله(٢) :

ولد بسر من رأى ، ويقال إن مولده كان على ما أنبأني إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا إسماعيل بن عليّ قال محمّد المنتصر بالله مولده في ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين ومائتين.

أخبرني بذلك عبد الواحد بن المهتدي بالله قال إسماعيل : استخلف المنتصر بالله في صبيحة الليلة التي قتل أبوه فيها ، وذلك يوم الأربعاء لأربع خلون من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين ، وكان أبوه ولاه العهد بعده قبل إخوته المعتز والمؤيد ، فبويع له بعد قتل أبيه بالخلافة ، ثم توفي ليلة السبت لثلاث خلون من ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين. ويقال توفي يوم الأحد لأربع خلون من ربيع الآخر وهو ابن ست وعشرين سنة ، وكانت خلافته ستة أشهر كاملة ، وكان قصيرا أسمر ضخم الهامة عظيم البطن جسيما على عينه اليمنى أثر وقع أصابه وهو صغير.

أخبرنا عبد العزيز بن عليّ الورّاق قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد قال نبأنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الأنصاريّ المعروف بالدولابي قال أخبرني

__________________

(١) انظر الحديث في : المعجم الكبير للطبراني ٦ / ١٢٦. ولسان الميزان ٣ / ٤٢٤ ، ٤ / ٧١٩. وتاريخ ابن عساكر ٦ / ١٢٩.

(٢) ٥١٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٥. وتاريخ ابن الأثير ٧ / ٣٢ ، ٣٦. والطبري ١١ / ٦٩ ـ ٨١. وتاريخ اليعقوبي ٣ / ٢١٧. والأغانى ٩ / ٣٠٠. وتاريخ الخميس ٢ / ٣٣٩. ومروج الذهب ٢ / ٣١١ ـ ٣١٩. وفوات الوفيات ٢ / ١٨٤. والأعلام ٦ / ٧٠.

١١٨

هارون بن محمّد بن إسحاق قال كان المنتصر بالله ربعة من الرجال ، أسمر كبير العينين ، مسمنا مبصر الخلق ، مليح الوجه ، جيد اللحية ، حسن المضحك ، ونقش خاتمه محمّد رسول الله. وله خاتم آخر نقشه المنتصر بالله. يكنى أبا جعفر وأمه أم ولد يقال لها حبشية ، رومية. بويع يوم الأربعاء لأربع ليال خلون من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين.

وقال أبو بشر أخبرني أبو موسى العبّاسي قال : استخلف المنتصر بالله وهو ابن أربع وعشرين سنة.

أخبرني محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ قال نبأنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكريّ قال نبأنا محمّد بن يحيى قال سمعت عبد الله بن المعتز يقول قال : المنتصر بالله : والله ما عز ذو باطل ولو طلع القمر من جبينه ، ولا ذلّ ذو حق ولو أطبق العالم عليه.

أخبرنا عليّ بن أبي علي المعدّل قال نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز لفظا قال نبأنا محمّد بن خلف بن المرزبان قال حدّثني أحمد بن حبيب قال حدّثني عليّ بن يحيى المنجم قال : جلس المنتصر في مجلس كان أمر أن يفرش له بفرش ديباج مثقل بالذهب ، وكان في بعض البسط دائرة كبيرة فيها مثال فرس وعليه راكب وعلى رأسه تاج ، وحول الدائرة كتابة بالفارسيّة ، فلما جلس المنتصر وجلس الندماء ، وقف على رأسه وجوه الموالي والقواد ، فنظر إلى تلك الدائرة وإلى الكتاب الذي حولها فقال لبغا : أيش هذا الكتاب؟ فقال : لا أعلم يا سيدي. فسأل من حضر من الندماء فلم يحسن أحد أن يقرأه ، فالتفت إلى وصيف وقال أحضر لي من يقرأ هذا الكتاب فأحضر رجلا فقرأ الكتاب فقطب ، فقال له المنتصر : ما هو؟ فقال : يا أمير المؤمنين بعض حماقات الفرس ، قال : أخبرني ما هو؟ قال يا أمير المؤمنين ليس له معنى ، فألح عليه وغضب. قال يقول أنا شيرويه بن كسرى بن هرمز ، قتلت أبي فلم أمتع بالملك إلا ستة أشهر. فتغير وجه المنتصر وقام عن مجلسه إلى النساء ، فلم يملك إلا ستة أشهر.

أخبرنا عبد العزيز بن عليّ قال أنبأنا محمّد بن أحمد المفيد قال نبأنا أبو بشر الدولابي قال أخبرني عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمر بن شبة قال حدّثني أحمد بن الخصيب قال حدّثني جعفر بن عبد الواحد قال دخلت على المنتصر بالله فقال لي : يا جعفر لقد عولجت فما أسمع بأذني ولا أبصر بعيني ، وكان في مرضه الذي مات فيه.

١١٩

وقال أبو بشر سمعت محمّد بن أزهر الكاتب يقول اعتل المنتصر بالله يوم الخميس لخمس بقين من ربيع الأول ، أصابته الذبحة في حلقه ، ومات مع صلاة العصر من يوم الأحد لخمس ليال خلون من شهر ربيع الآخر ، وصلي عليه أحمد بن محمّد بن المعتصم بسر من رأى. ويقال إن الطيفوري سمه في محاجمه. فكانت خلافته ستة أشهر.

قال : وسمعت أبا عبد الله جعفر بن عليّ الهاشميّ قال : مات المنتصر بالله يوم الأحد لخمس ليال خلون من شهر ربيع الأول من سنة ثماني وأربعين ومائتين ، وصلى عليه ابن عمه أحمد بن محمّد المستعين بالله ، ودفن في سر من رأى في موضع يقال له الجوسق.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال نبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا محمّد ابن أحمد بن البراء قال : ولد المنتصر بالله بسر من رأى ، ومات بسر من رأى ، وهو أول من أظهر قبره في خلفاء بني العبّاس ، وكان عمره أربعا وعشرين سنة ، وكنيته أبو جعفر.

أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمر المقرئ قال أنبأنا عليّ بن أحمد بن أبي قيس الرفاء قال نبأنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا قال : مات المنتصر بسر من رأى وله أربع وعشرون سنة ، ويكنى أبا عبد الله.

٥١٥ ـ محمّد أمير المؤمنين المعتز بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمّد بن المعتصم بالله ، يكنى أبا عبد الله ، وقيل إن اسمه الزّبير (١) :

وكان مولده بسر من رأى. فأنبأنى إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا إسماعيل بن عليّ أن المعتز بالله ولد في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.

وأخبرنا الحسين بن عليّ الحنفي قال أنبأنا الحسين بن هارون الضّبّيّ قال أنبأنا محمّد بن عمر الحافظ أن مولد المعتز يوم الخميس الحادي عشر من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. قال وكان منزله بسر من رأى.

قال الشيخ أبو بكر : والقول الأول عندنا أصح. بويع المعتز بسر من رأى عند خلع المستعين.

وأخبرنا عبد العزيز بن عليّ قال أنبأنا محمّد بن أحمد المفيد قال : نبأنا أبو بشر الدولابي قال أخبرني جعفر بن عليّ الهاشميّ قال : خرج

__________________

(١) ٥١٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٩٦. وتاريخ ابن الأثير ٧ / ٤٥ ـ ٦٤. وتاريخ اليعقوبي ٣ / ٢٢٢. والطبري ١١ / ١٦٢. والأغانى ٩ / ٣١٨. وتاريخ الخميس ٢ / ٣٤٠. ومروج الذهب ٢ / ٣٣٠ ـ ٣٣٨. وفوات الوفيات ٢ / ١٨٥. والأعلام ٦ / ٧٠.

١٢٠