تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٢٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

١
٢

بسم الله الرحمن الرحيم

حرف السّين

سابق

٢٣٥٨ ـ سابق بن عبد الله

أبو سعيد ويقال : أبو أمية ، ويقال : أبو المهاجر ، الرّقّي ،

المعروف بالبربري (١) الشاعر (٢)

قدم على عمر بن عبد العزيز وأنشده أشعارا في الزهد.

روى عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن [و](٣) داود بن أبي هند ، ومكحول ، وشعبة ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند ، ومطرّف بن طريف ، والعلاء بن عبد الرّحمن ، وعمرو بن أبي عمرو ، وعاصم بن أبي شبيب ، ويزيد بن حضرمة ، وإسماعيل بن أمية ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وعلي بن بذيمة (٤) ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند (٥).

روى عنه : الأوزاعي وأبو بدر شجاع بن الوليد السّكوني ، وموسى بن أعين ، وعثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي ، وفهر بن بشر الدّاماني (٦) ، والمعافى بن عمران ، وزيد (٧) بن الجرّاح الموصليان ، جمع بينهما والظاهر أنهما اثنان.

__________________

(١) بالأصل وم : اليزيدي ، خطأ والصواب ما أثبت عن مصادر ترجمته.

(٢) ترجمته في الأغاني ٦ / ٥٧ خزانة الأدب ٤ / ١٦٤ الوافي بالوفيات ١٥ / ٦٩ وبغية الطلب ٩ / ٤٠٦٢.

(٣) زيادة للإيضاح عن م.

(٤) بالأصل «بديمة» بالدال المهملة والصواب عن بغية الطلب.

(٥) كذا بالأصل وم مكررا.

(٦) الداماني نسبة إلى دامان قرية بالجزيرة ، ذكره السمعاني وترجم له.

(٧) في بغية الطلب : «رباح» وسيأتي في الحديث قريبا «رباح» وهو الصواب ، انظر ترجمته في تاريخ بغداد ٨ / ٤٢٨.

٣

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السّلمي ، وطاهر بن سهل بن بشر ، قالا : أنا أبو الحسين بن مكي ، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن حميد بن رزيق ، نا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحافظ [ب] الرقة ـ نا محمّد بن عبيد الله القردواني ، نا أبي ، حدّثنا سابق البربري ، عن مطرّف ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوتر من أول الليل ووسطه وآخره ، ثم ثبت له آخر الليل [٤٥٨٤].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، نا أبو محمّد الجوهري ، ـ إملاء ـ أنا أبو محمّد عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر الصيرفي ، نا العباس بن أحمد بن محمّد البوني ، نا أبو همّام ـ يعني الوليد بن شجاع السّكوني ـ قال : حدّثني أبي ، نا سابق أبو سعيد الجزري ، حدّثني عمرو بن أبي عمرو ، عن عبد الرّحمن بن الحارث ، عن ابن عباس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«الحلال بيّن ، والحرام بيّن ، وبيّن ذلك مشتبهات ، فمن رتع فيهن قمن أن يأثم ، ومن اجتنبهن فهو أرفق بدينه ، كالمرتعي إلى جنب حمى ، ومن ارتعى إلى جنب حمى فيوشك أن يقع فيه ، ولكل ملك حمى ، وحمى الله عزوجل في الأرض الحرام» [٤٥٨٥].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان ، وعاصم بن الحسن ، قالا : أنا القاضي أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا رباح بن الجراح ، حدّثنا سابق بن عبد الله ، وكان من البكّائين ، عن أبي خلف ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إذا مدح الفاسق غضب الله عزوجل» (١) [٤٥٨٦].

أخبرناه أبو الحسن علي بن الحسن ، قال : حدّثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٢) :

أنبأنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أنا أحمد بن محمّد بن الجوزي ، حدّثنا

__________________

(١) نقله ابن العديم في بغية الطلب ٩ / ٤٠٦٤ ـ ٤٠٦٥.

(٢) الخبر في تاريخ بغداد ٨ / ٤٢٨ في ترجمة رباح بن الجراح العبدي.

٤

أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا رباح [بن] الجرّاح العبدي ، قال : وأنا محمّد بن عبد الملك القرشي ـ واللفظ له ـ أنا عثمان بن محمّد بن القاسم الأدمي ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، حدّثنا أبو الوليد رباح بن الجراح الموصلي ببغداد سنة ست وأربعين ومائتين ، حدّثنا سابق بن عبد الله عن أبي خلف خادم أنس ، عن أنس بن مالك ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إذا مدح الفاسق اهتزّ العرش ، وغضب له الرب عزوجل» [٤٥٨٧].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأ جدي ، أنا أبو الدحداح ، حدّثنا أحمد بن عبد الواحد ، نا محمّد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن سابق البربري (١) ، قال : كتب مكحول إلى الحسن ونحن بدابق (٢) ، فسأله عن الطالب والمطلوب ، قال : فجاءه الكتاب : إذا كتب طالبا فصلّ بالأرض ، وإذا كتب مطلوبا فصلّ على الأرض ، كذا قال وإنما هو على الدابة.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي ، نا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين بن الطّيّوري ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمّد ـ زاد ابن خيرون ومحمّد بن الحسن قالوا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٣) : سابق البربري (٤) ، روى عنه الأوزاعي مرسل ، يعد في الشاميين ، كذا قال ، وإنما هو من الجزريين (٥).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي إجازة.

ح قال : وأنا أبو طاهر الحسين بن سلمة ، أنا أبو الحسن المعافى ، قالا : أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، قال (٦) : سابق البربري (٧) ، روى عنه الأوزاعي ، سمعت أبي يقول ذلك.

__________________

(١) بالأصل وم : اليزيدي ، خطأ والصواب ما أثبت.

(٢) دابق : قرية قرب حلب من أعمال عزاز ، بينها وبين حلب أربعة فراسخ.

(٣) التاريخ الكبير ٤ / ٢٠١.

(٤) بالأصل وم : اليزيدي ، خطأ والصواب ما أثبت.

(٥) مهملة بدون نقط بالأصل وم وإعجامها عن البخاري.

(٦) الجرح والتعديل ٤ / ٣٠٧ ـ ٣٠٨.

(٧) بالأصل وم : اليزيدي ، خطأ والصواب ما أثبت.

٥

ثم : سابق الرّقّي (١) ، روى عن العلاء بن عبد الرّحمن ، وخصيف ، وأبي خلف ، روى عنه موسى بن أعين ، والمعافى بن عمران الموصلي ، وعثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي ، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى : أخبرنا أبو نصر الوائلي ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، قال : أبو سعيد سابق البربري (٢) ، وقال في موضع آخر : أبو عبد الله سابق بن عبد الله البربري (٣).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد ، قال : أبو سعيد سابق البربري (٤).

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (٥) ، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي ، حدّثنا أبو أحمد محمّد بن عبد الله ، حدّثنا أبو علي محمّد بن سعيد الحرّاني ، قال (٦) : سابق بن عبد الله الرّقّي ـ يكنى أبا سعيد ـ ، حدث عنه من أهل حرّان : عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي (٧) ، وحدّث (عنه محمّد بن سليمان بن أبي داود ، وحدث عنه عبيد الله بن يزيد بن إبراهيم أبو ابن القردواني) (٨) ، وحدث عنه محمّد بن يزيد بن سنان الرّهاوي نسخة عن أبي حنيفة ، وحدث عنه شجاع بن الوليد ، قال : نا أبو سعيد الجزري.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو القاسم السهمي ، أنا أبو أحمد بن عدي ، قال (٩) : سابق بن عبد الله الرّقّي يكنى أبا عبد الله ،

__________________

(١) كذا فصل بينهما ابن أبي حاتم ، ووضع لهما ترجمتين مستقلتين وهما واحد. ووهمه عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي فيما رواه عنه أبو علي القشيري ، انظر بغية الطلب ٩ / ٤٠٦٦ ، وقد سكت ابن عساكر ولم يعلق كعادته على ما أورده ابن أبي حاتم.

(٢) بالأصل وم : اليزيدي ، خطأ والصواب ما أثبت.

(٣) بالأصل وم : اليزيدي ، خطأ والصواب ما أثبت.

(٤) بالأصل وم : اليزيدي ، خطأ والصواب ما أثبت.

(٥) بالأصل : المزرقي ، بالقاف خطأ ، والصواب «المزرفي» بالفاء ، وقد مضى.

(٦) تاريخ الرقّة للحرّاني ص ١٢٣ و ١٢٦ و ١٢٧.

(٧) له ترجمة في ميزان الاعتدال ٣ / ١٨٤ وشذرات الذهب ٢ / ٦ وقيل له الطرائفي لأنه كان يتبع طرائف الحديث.

(٨) ما بين المعقوفتين سقط من تاريخ الرقة ، وهو مثبت كالأصل في بغية الطلب نقلا عن تاريخ الرقة للحراني.

(٩) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٣ / ٤٦٦ ـ ٤٦٧.

٦

ويقال : أبو سعيد ، ويقال أبو المهاجر ، ثم ذكر له أحاديث ، ثم قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد الحرّاني ، نا ابن القردواني ، حدّثني أبي ، نا سابق بن عبد الله الرّقّي ، وكنيته أبو المهاجر ، وذكر أن سابق صاحب حديث : «إذا مدح الفاسق» ، ليس هو بالرّقّي ، لأن الرّقّي أحاديثه مستقيمة ، عن مطرّف ، وأبي حنيفة ، وغيره ، والله أعلم ، وسابق البربري الذي يذكر هو غير ما ذكرت ، وسابق البربري صاحب كلام في الحكمة وفي الزهد وغيره.

قلت : هما واحد.

أخبرنا أبو الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي ، نا أبو جعفر بن المسلمة ـ إجازة ـ قال : أجاز لنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني ، قال (١) : سابق البربري (٢) مولى الوليد ـ يكنى أبا عبد الله ـ ويقال : أبو أمية أحد الزهّاد المشهورين ، وله مع عمر بن عبد العزيز أخبار ، وهو القائل :

وللموت تغدو الوالدات سخالها

كما لخراب الدهر تبنى المساكن (٣)

وله :

أموالنا لذوي الميراث نجمعها

ودورنا لخراب الدهر نبنيها

والنفس تكلف بالدنيا وقد علمت

أن السلامة منها ترك ما فيها (٤)

وله :

وكائن ترى من صامت لك معجب

زيادته أو نقصه في التكلم (٥)

وله :

__________________

(١) ليس لسابق البربري ترجمة في معجم الشعراء المطبوع.

(٢) بالأصل وم : اليزيدي ، خطأ.

(٣) البيت في الوافي بالوفيات ١٥ / ٧٠ وبغية الطلب ٩ / ٤٠٧١ وفيها المنازل بدل المساكن ، وانظر اللسان «لوم».

وبالأصل : «لما لخراب» والمثبت «كما» عن المصادر.

(٤) البيتان في الوافي ١٥ / ٧٠ وبغية الطلب ٩ / ٤٠٧١.

(٥) البيت في بغية الطلب ، والوافي وقبله فيه :

لسان الفتى نصف ونصف فؤاده

فلم يبق إلّا صورة اللحم والدم

وبالأصل : «يرى» والمثبت «ترى» عن المصدرين.

٧

يخادع ريب الدهر عن نفسه الفتى

شفاها وريب الدهر عنها يخادعه

ويطمع في سوف ويهلك دونها

وكم من حريص أهلكته مطامعه

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم ، قال : أبو سعيد سابق بن عبد الله البربري (١) ، إمام مسجد الرقة ، وقاضي أهلها ، سمع ربيعة بن أبي عبد الرّحمن ، والعلاء بن عبد الرّحمن الحرقي. روى عنه الأوزاعي ، ومحمّد بن سليمان بن أبي داود ، يعد في الشاميين (٢) ، كذا قال.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (٣) ، أنا أبو بكر الخطيب ، قال : سابق بن عبد الله الرّقّي المعروف بالبربري (٤) ـ يكنى أبا سعيد ـ حدث عن عمرو بن أبي عمرو ، والعلاء بن عبد الرّحمن ، ومطرّف بن طريف ، وعاصم بن كليب ، ويزيد بن خصفة (٥) ، وإسماعيل بن أمية ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وعمرو (٦) بن يحيى المازني ، وعلي بن بذيمة (٧) ، وخصيف بن عبد الرّحمن ، وأبي حنيفة الفقيه.

روى عنه موسى بن أعين ، وأبو بدر شجاع بن الوليد ، وعثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي ، وغيرهم (٨).

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٩) : سابق بن عبد الله الرّقّي ، أبو سعيد المعروف بالبربري (١٠) ، حدث عن عمرو بن أبي عمرو ، والعلاء بن

__________________

(١) بالأصل وم : اليزيدي ، خطأ.

(٢) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٩ / ٤٠٦٨ وعقب بقوله : هكذا قال : يعد في الشاميين ، وتابع في هذا القول أبا عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، وإنما قالا ذلك لأنه أقام بالشام كثيرا وكان انقطع إلى عمر بن عبد العزيز ، وله معه أخبار ، وغزا في أيام سليمان بن عبد الملك ، وكان يكون بدابق.

(٣) بالأصل : «المحلي» والصواب ما أثبت وضبط عن التبصير.

(٤) بالأصل وم باليزيدي ، خطأ.

(٥) كذا بالأصل «خصيفة» وابن ماكولا ، وفي بغية الطلب : خصفة وفي م : حقيقة.

(٦) بالأصل وم «وعمرة» والصواب مما تقدم في بداية الترجمة.

(٧) بالأصل : بديمة ، والصواب بالذال المعجمة عن م ، وقد مضى.

(٨) ليس لسابق البربري ترجمة في تاريخ بغداد المطبوع.

(٩) الاكمال لابن ماكولا في باب : البربري ١ / ٣٩٨.

(١٠) بالأصل : باليزيدي ، خطأ والصواب ما أثبت عن الاكمال.

٨

عبد الرّحمن ، ومطرّف بن طريف ، وعاصم بن كليب ، ويزيد بن خصيفة ، وأبي حنيفة النعمان بن ثابت ، وإسماعيل بن أمية ، وإسماعيل بن أبي خالد ، روى عنه موسى بن أعين ، وشجاع بن الوليد ، وعثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي ، وغيرهم (١).

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (٢) ، أنا أبو بكر أحمد بن علي ، قال : أنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي ، أنا محمّد (٣) بن عبد الله بن محمّد الشيباني ، نا عبد الله بن سعد بن يحيى القاضي الكريزي ، نا الفتح بن سلومة ، نا فهر بن بشر الداماني ، حدّثني سابق أبو سعيد البربري إمامنا بالرقة ، نا عمرو أبو يحيى بن عمارة المازني بحديث ذكره.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (٤) ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا أبو أحمد محمّد بن عبد الله بن أحمد بن جامع الدهان ، نا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحرّاني الحافظ ، في كتاب «تاريخ الرقة» (٥) ، نا هلال بن العلاء ، نا عمرو بن عثمان ، نا موسى بن أعين ، نا سابق أبو سعيد ، قال عمرو : وكان إمام الرقة قبل أجلح ، عن العلاء بن عبد الرّحمن ، بحديث ذكره (٦).

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني أبو عبد الله محمّد بن أيوب ، حدّثني عبد ربه بن حمّاد ـ وكان ثقة ـ أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى سابق البربري أن عظني ، فكتب إليه بهذه (٧) :

بسم الذي أنزلت من عنده السّور

والحمد لله أما بعد يا عمر

إن كنت تعلم ما تأتي وما تذر

فكن على حذر قد ينفع الحذر

__________________

(١) بالأصل وم : وغيره ، والصواب عن الاكمال.

(٢) بالأصل وم : «المحلي» والصواب ما أثبت وقد مضى.

(٣) في م : أحمد.

(٤) بالأصل وم : المزرقي ، والصواب بالفاء.

(٥) كتاب الرقّة للحرّاني ص ١٢٣.

(٦) الحديث في م. تأخر إلى ما بعد الخبر التالي.

(٧) الأبيات من قصيدة طويلة ذكرها ابن الجوزي في سيرة عمر بن عبد العزيز ص ١٦٩ ، والوافي ١٥ / ٧٠ وبغية الطلب ٩ / ٤٠٧٥.

٩

واصبر على القدر المجلوب وارض به

وإن أتاك (١) بما لا يشتهي القدر

فما صفا لامرئ عيش يسرّ به

إلّا سيتبع (٢) يوما صفوه الكدر

قال : ونا محمّد بن عبد الله ، قال : سمعت إبراهيم بن أحمد بن عبد الكريم الحداني بن أبي حميد يقول : سألت محمّد بن سليمان ، عن سابق البربري (٣) ، فقال : هذا كان قاضيا بالرقة.

أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن عمرو ، [نا] أبو الحسن علي بن بركات الخشوعي ، قالا : نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو علي بن بشران ، أنا الحسين بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن إدريس ، قال : سمعت العباس الخلّال يقول : قال سابق البربري ، شعر (٤) :

أصبحتم جزرا للموت يأخذكم

كما البهائم في الدنيا لكم جزر

وليس يزجركم ما توعظون به

والبهم يزجرها الراعي فتنزجر

ما يشعرون بما في دينهم نقضوا

جهلا وإن نقضوا دنياهم شعروا (٥)

أبعد آدم ترجون الخلود وهل

تبقى فروع لأصل حين ينقعر

لا ينفع الذكر قلبا قاسيا أبدا

والحبل في الحجر القاسي له أثر (٦)

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر ، أنا أبو الحسن علي بن الخضر بن سليمان ، أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي ، نا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد بن إسماعيل ، حدّثني محمّد بن يوسف الهروي ، نا أحمد بن محمّد بن يزيد الأنصاري ، قال :

كنا عند محمّد بن مصعب القرقساني فقال لنا : بيت (٧) من شعر ، فقال : من

__________________

(١) بالأصل : «أباك» والمثبت عن المصادر.

(٢) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل : «بببشع» والمثبت عن م والمصادر.

(٣) بالأصل : باليزيدي ، خطأ والصواب ما أثبت عن الكمال.

(٤) الأبيات في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص ١٧١.

(٥) البيت في سيرة ابن الجوزي :

لا يشعرون بما في دينهم نقصوا

جهلا وإن نقصت دنياهم شعروا

(٦) عجزه في سيرة ابن الجوزي : وهل يلين لقول الواعظ الحجر.

(٧) العبارة بالأصل : «فقال أنا تبت من شعر» وفيها اضطراب ولا معنى لها باعتبار ما سيأتي ، وصوبنا العبارة عن م ، وانظر مختصر ابن منظور ٩ / ١٨١.

١٠

أخبرني لمن هو من الشعراء فله ثلاثون حديثا ، وكان معنا رجل يعرف الشعر ، فقال : قولوا له أي شيء هو؟ قلنا له : يا أبا الحسن أي شيء هو؟ فقال محمّد بن مصعب :

والعلم يجلو العمى عن قلب صاحبه

كما يجلّي سواد الظلمة القمر

قال : فقال الرجل : هذا لسابق البربري ، قال : صدق ، صدق ، فأي شيء بعده ، قال :

والعلم فيه حياة للقلوب

كما يحيي البلاد إذا ما مسها المطر (١)

قال : صدق والله ، فأي شيء بعده؟ قال :

فأنتم جزر للموت يأخذكم

كما البهائم في الدنيا لنا جزر (٢)

قال أبو علي الأنصاري : فحدّثنا بالثلاثين التي وعده.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو سعيد الصيرفي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن أحمد الصفار.

وأخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوه (٣) ، أنا أبو الحسن اللّبناني ، قالا : نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد ـ زاد : اللبناني : بن الحسين ـ نا حماد بن الوليد (٤) ـ زاد اللبناني : الصفار الحنظلي ـ قال : سمعت عمر بن ذرّ يذكر أنه بلغه عن ميمون بن مهران أنه قال : دخلت على عمر بن عبد العزيز وعنده سابق البربري (٥) الشاعر ، وهو ينشده شعرا ، فانتهى في شعره إلى هذه الأبيات :

فكم من صحيح بات للموت آمنا

أتته المنايا بغتة بعد ما هجع

فلم يستطع إذ جاءه الموت بغتة

فرارا ، ولا منه بحيلته امتنع

__________________

(١) الأبيات الثلاثة في سيرة ابن الجوزي ص ١٦٨ ـ ١٧٠ من قصيدة لسابق البربري يعظ عمر بن عبد العزيز.

ورواية هذا البيت فيها : والذكر فيه ... إذا ما ماتت المطر.

(٢) في سيرة ابن الجوزي :

أصبحتم جزرا للموت يقبضكم

.... لها جزر.

(٣) ضبطت عن تبصير المنتبه.

(٤) الخبر في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي من طريق حماد بن الوليد ص ١٧١ ـ ١٧٢.

(٥) بالأصل : اليزيدي ، خطأ.

١١

وقال اللبناني : بقوته امتنع

فأصبح تبكيه النساء مقنّعا

ولا يسمع الداعي ، وإن صوته رفع

وقرّب من لحد ، فصار مقيله

وفارق ما قد كان بالأمس قد جمع

فلا يترك الموت الغني لماله

ولا معدما في المال ذا حاجة يدع

فلم يزل عمر يبكي ويضطرب حتى غشي عليه ، قال : فقمنا وانصرفنا عنه.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن عبد الرّحمن بن أبي بكر القاري الصوفي ، أنا إسماعيل بن زاهر النوقاني.

ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، قالا : نا أبو محمّد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أنا أبو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي ـ زاد البيهقي : بالكوفة ـ نا إبراهيم بن عبد الله الختّلي ، نا محمّد بن الحسين ، نا حمّاد بن الوليد الحنظلي ، قال : حدّثنا ـ وقال زاهر : سمعت ـ عمر بن ذرّ يذكر عن ميمون بن مهران أنه قال : دخلت على عمر بن عبد العزيز وعنده سابق البربري (١) وهو ينشده شعرا (٢) ، فانتهى في شعره إلى هذه الأبيات :

فكم من صحيح بات للموت آمنا

أتته المنايا بغتة بعد ما هجع

فلم يستطع إذ جاءه الموت بغتة

فرارا ولا منه بقوته امتنع

فأصبح تبكيه النساء مقنّعا

ولا يسمع الداعي وإن صوته رفع

وقرّب من لحد فكان مقيله

وفارق ما قد كان بالأمس قد جمع

ولا يترك الموت الغنيّ لماله

ولا معدما في المال ذا حاجة يدع

وقال البيهقي : في الحال ، وزاد : قال : وقالا : ـ فلم يزل عمر يبكي ويضطرب حتى غشي عليه ، وقمنا وتفرقنا عنه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأ رشأ بن نظيف ، أنبأ الحسن بن إسماعيل بن محمّد ، أنا أحمد بن مروان ، أنشدنا إسماعيل بن إسحاق السرّاج ، قال : أنشدني أبو زيد النميري لسابق :

__________________

(١) بالأصل : اليزيدي ، خطأ.

(٢) الخبر في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي من طريق حماد بن الوليد ص ١٧١ ـ ١٧٢.

١٢

وكم من صحيح بات للموت آمنا

أتته المنايا بغتة بعد ما هجع

فلم يستطع إذ جاءه الموت بغتة

فرارا ولا منه بقوته امتنع

وأصبح تبكيه النساء مقنّعا

ولا يسمع الداعي وإن صوته رفع

وقرّب من لحد فصار مقيله

وفارق ما قد كان بالأمس قد جمع

فلا يترك الموت الغنيّ لماله

ولا معدما في المال ذا حاجة يدع

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأ الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوه ، أنبأ أبو الحسن اللبناني ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا إسحاق بن يحيى العبدي ، نا عثمان بن عبد الحميد ، قال : دخل سابق البربري (١) على عمر بن عبد العزيز ، فقال له عمر : عظني يا سابق وأوجز ، قال : نعم يا أمير المؤمنين ، وأبلغ إنشاء الله فقال : هات ، فأنشده :

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى

ووافيت بعد الموت من قد تزودا

ندمت على أن لا تكون شركته

وأرصدت قبل الموت ما كان أرصدا

فبكا عمر حتى سقط مغشيا عليه (٢).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو القاسم بن البسري ، وأبو محمّد بن أبي عثمان ، قالوا : أنا أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت المجبّر (٣) ، أنبأ أبو بكر محمّد بن القاسم ، نا أحمد بن محمّد الأسدي ، قال : أنشدنا الرياشي لسابق البربري (٤) :

ألا ربّما صار البغيض مصافيا

ومال عن العهد الصديق المتاقن

فلا تغترر ما عشت من متجمل

بظاهر ود قد تغطّي البطائن

قال الرياشي : المتاقن : المؤانس المعاشر ، وأنشد لابن مقبل :

يقول الذي أمسى إلى الحزن أهله

بأي الحشا أمسى الخليط المتاقن (٥)

__________________

(١) بالأصل وم : اليزيدي.

(٢) الخبر والشعر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٩ / ٤٠٧٤ والبيتان في الوافي بالوفيات ١٥ / ٧٠.

(٣) ضبطت بضم الميم وفتح الجيم وكسر الباء الموحدة المشددة ، عن الأنساب وهذه النسبة إلى من يجبر الكسير ، ذكره السمعاني وترجم له.

(٤) بالأصل وم : اليزيدي.

(٥) الخبر والشعر في بغية الطلب ٩ / ٤٠٧٥.

١٣

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله الصفار ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، حدّثني بدل بن المجبر (١) ، نا هشام بن زياد قال : سمعت الحسن ونحن في جنازة يقول : رحم الله سابق البربري (٢) حيث يقول :

وللموت تغذو الوالدات سخالها

كما لخراب الدهر تبنى المساكن

أخبرنا أبو نصر بن رضوان ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، حدّثني الحسن بن بشر المشرف الوراق ، أخبرني محمّد بن سلام الكاتب ، وليس بالجمحي في وصية ذكرها عن الحسن بن سهل لابنه إبراهيم بن الحسن ، فذكرها وفيها : وقد قال سابق البربري (٣) :

العلم والحلم حلتان هما للخلق زين إذا هما اجتمعا

صنوان لا يستتم حسنهما إلّا بجمع لذا وذاك معا

كم من وضيع سما به العلم والحلم فنال العلا وارتفعا

ومن رفيع البنّا أضاعهما أحمله ما أضاع فاتضعا

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو محمّد المصري ، أنا أحمد بن مروان ، أنشدنا عمرو بن محمّد البصري ، أنشدنا أبو الفضل الرياشي ، أنشدني بعض أصحابنا لسابق البربري (٤)(٥) :

إن كنت متخذا خليلا

فتنق وانتقد الخليلا

من لم يكن لك منصفا

في الودّ فابغ به بديلا

وعليك نفسك فارعها

واكسب لها عملا جميلا

ومن استخف بنفسه

زرعت له قالا وقيلا

وأقل ما تجد اللئيم

عليك إلّا مستطيلا

والمرء إن عرف الجميل

وجدته يأتي الجميلا

ولربما سئل البخيل الشيء

لا يسوى فتيلا

__________________

(١) في م : المحبر.

(٢) بالأصل وم : اليزيدي ، خطأ.

(٣) بالأصل وم : اليزيدي ، خطأ.

(٤) بالأصل وم : اليزيدي ، خطأ.

(٥) الخبر والشعر في بغية الطلب ٩ / ٤٠٧٦.

١٤

فيقول لا أجد السبيل

إليه يكره أن ينيلا

وكذاك لا جعل الإله له

إلى خيره سبيلا (١)

يا مبتني الدار الذي هو

مسرع عنها الرّحيلا

إن لم تنل خيرا أخاك

فكن له عبدا ذليلا

وتجنّب الشهوات

واحذر أن تكون لها قتيلا

فلرب شهوة ساعة قد

أورثت حزنا (٢) طويلا

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن محمّد ، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن محمّد ، ثنا أبو عمر محمّد بن العباس بن حيّوية ، ثنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمّد بن عبيد الله المنادي ، قال : قال سابق بن عبد الله البربري (٣) ..... (٤) من أحمد بن عبد الله بن جرير الجواليقي :

ناوبني همّ كثير بلا بله

طروقا فغال النوم عني غوائله

فوبخي (٥) من الموت الذي هو واقع

وللموت باب أنت لا بد داخله

أيأمن ريب الدهر يا نفس راهن

تحبش (٦) له بالمقطعات مراجله

فلم أر في الدنيا وذو الجهل عاقل (٧)

أسيرا يخاف القتل واللهو شاغله

فما باله يفدي (٨) من الموت نفسه

ويأمن سيف الدهر والدهر قاتله

ولا يغتدي من موقف لو رمى الردى

به جبلا أصخب (٩) سرايا جنادله

وبعد دخول القبر يا نفس كربة (١٠)

وهول تشيب المرضعين زلازله

إذا الأرض خفت بعد نقل جبالها

وخلا سبيل البحر يا نفس ساحله

__________________

(١) في بغية الطلب : فكذا لا جعل ... إلى خير سبيلا.

(٢) مهملة بدون نقط بالأصل والمثبت عن م ، وانظر بغية الطلب.

(٣) بالأصل وم : اليزيدي ، خطأ.

(٤) غير واضحة بالأصل وم ورسمها : «اسسرويتها».

(٥) في م : مدلحي.

(٦) في م : تجيش.

(٧) في م : غافل.

(٨) في م : يعدي.

(٩) كذا ، وفي م : أصحب.

(١٠) بالأصل وم : «لربه» ولعل الصواب ما أثبت.

١٥

فلا ترتجي عونا على حمل وزره

مسيء وأولى الناس بالوزر حامله

إذا الجسد المعمور زائل روحه

جوى وجمال البيت يا نفس أهله

وقد كان فيه الروح جبنا بزينة

وما الغمد لو لا نصله وجماله (١)

يزايلني مالي إذا النفس حشرجت

وأهلي وكدحي (٢) لازمي لا أزايله

اذا كلّ عند الجهل يا نفس منطقي

وعاينت عند الموت ما لا أحاوله

يغسل ما بالجلد من طاهر الأذى

ولا يغسل الذنب المخالف غاسله

ومن نقلت الأمراض يوما فإنه

سيوشك يوما أن تصاب مقاتله

وقد تفلت الوحش الحبال (٣) وربما

تقبّضت الوحشي يوما حبائله

إذا العلم لم تعمل به صار حجة

عليك ولم تعذر بما أنت جاهله

وقد ينعش الذكر القلوب وإنما

تكون حياة العود في الماء وائله (٤)

أرى الغصن لا ينمى إذا أحنت أصله

وليس بباق من أبيحت أوائله

فإن كنت قد أبصرت هذا فإنما

يصدق قول المرء ما هو فاعله

ولا يستقيم الدهر سهم لوجهه

به ميل حتى يقوّم مائله

وفيك إلى الدنيا اعتراض وإنما

تكال لذا الميزان ما أنت كايله

فلا تنتكث بعد الهدى عن بصيرة

كما نكث الحبل المضاعف فاتله

وتطلب في الدنيا المنازل والعلا

وتنسى نعيما دائما لا تزايله

كمن غرّه لمع السراب بقيعة

فقصر (٥) عن ورد تجيش مناهله

وقد حانت الدنيا قرونا تتابعوا

كما حان (٦) أعلى البيت يوما أسافله

وتصبح فيها آمنا ثم لم تكن

لتأمن في واد به الخوف نازله

وقد ختلنا باللطيف من الهوى

كما يختل الوحشي بالشيء (٧) خاتله

رضينا بما فيها شفاها ولم يكن

يبيع سمين اللحم بالغث آكله

__________________

(١) عجزه في م : وما العمر لو لا نصله وحمائله.

(٢) في م : وكل حي.

(٣) في م : الجبال.

(٤) في م : وابله.

(٥) في م : كم عزه لمع السراب بقصرة تقصر.

(٦) في م : وقد خانت ... كما خان.

(٧) عن م ، وبالأصل : بالنتي.

١٦

وعاقبة (١) اللذات تخشى وإنما

يكدر يوما عاجل الأمر آجله

وإن فرحت بالمرء يوما حلائل

فلا بد يوما أن نرى حلائله

فكم من فتى قد كان في شره الصبي

فأقصر بعد العدل عنه عواذله

إذا ما سما حق إليك وباطل

عليك فلا تذهب لحقك باطله

وقد يأمل الراجي فيكذب ظنه

أمور ويلقى الشيء ما كان يأمله

أنبأنا أبو القاسم منصور بن محمّد بن محمّد العلوي الهروي ، أنشدنا القاضي أبو المظفّر منصور بن إسماعيل بن أبي قرّة الحنفي ، قال : أنشدنا أبو بكر الجوزقي ، قال : أنشدنا أبو العباس الدّغولي ، قال : أنشدنا سابق البربري (٢) :

بورك في عون وفي أعوانه

وفي جواريه وفي غلمانه

وبارك الله على دعاته

أطعمنا عون على خوانه

بينهم وما يقلع عن جفائه

وعن هدايات وعن أبوابه

[ذكر من اسمه](٣) سابور

٢٣٥٩ ـ سابور بن الجبري المعلم

شاعر قدم دمشق ، ذكره لي أبو عبد الله بن الملحي فيمن لقيه بدمشق من أهل الأدب ، فحدّثنا أبو عبد الله محمّد بن المحسن بن أحمد بن الملحي ، من لفظه وكتبه لي بخطه ، قال : سابور بن الجبري المعلم شاعر مجيد ، وأبوه كذلك مرسل له مقامات ورسائل يشبه بعضها بعضا في الجودة ، وهو القائل في مقلد بن قريش وأسامة بن المبارك :

كنا نعد مقلدا

في نخله رب الملامة

وإذا مقلد حين جاء

أسامة كعب بن مامة

__________________

(١) في م : وعافية.

(٢) بالأصل وم : اليزيدي ، خطأ.

(٣) زيادة منا للإيضاح.

١٧

[ذكر من اسمه](١) ساتكين

٢٣٦٠ ـ ساتكين المعروف بسهم الدولة (٢)

ولي إمرة دمشق في أيام الملقب بالحاكم.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي ، قدم الأمير سهم الدولة ساتكين إلى دمشق واليا عليها بعد انصراف ابن نزال ـ يعني محمّد بن نزال ـ عنها في يوم الجمعة قبل الصلاة لعشر خلون من صفر سنة ست وأربعمائة ، وقال غير ابن النحوي : لست خلون من صفر ، ثم خرج معزولا إلى مصر يوم الخميس لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعمائة ، فكانت ولايته سنتين وثلاثة أشهر وأياما ، ثم ولي بعده سديد الدولة أبو منصور.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، قال : دفع إليّ رجل يعرف بمجير الشامي ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق ، فكان فيها ثم ولي سهم الدولة ساتكين سنة ست وأربعمائة.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني مما نقله من خط عبد الوهاب الميداني ، قال : وقدم الأمير ساتكين سهم الدولة يوم الجمعة لعشر خلون من صفر سنة ست وأربعمائة ، وعزل بدر العطار عن الغوطتين والشرطة ، قيده ابن الأكفاني بالسين.

قال أنشدنا أبو الفتح أحمد بن عبيد الله الماهر في سهم الدولة :

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) أخباره في النجوم الزاهرة ٤ / ٢٣٩ و ٢٤٢ وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص ٦٩ وفيه : شهم الدولة شاتكين.

١٨

عقد الجسر وقد حل عراه بيديه

ما درى أن عليه يعبر العزل إليه (١)

٢٣٦١ ـ ساتكين بن أرسلان

أبو منصور التركي المالكي الأديب (٢)

صنّف في النحو مقدمة لطيفة.

قرأت بخط أبي عبد الله محمّد بن علي بن أحمد بن قبيس ، بلغنا موت شيخنا الشيخ الإمام الأوحد أبي منصور ساتكين بن أرسلان التركي المالكي رضي‌الله‌عنه وأرضاه ، في محرم سنة ثمان وثمانين وأربعمائة وكانت وفاته بالتقدير في ذي القعدة ، أو ذي الحجة من سنة سبع وثمانين (٣) ، وأنه سار من دمشق في العشر الأخير من رمضان ، وأقام بالقدس شوال من هذه السنة ، وكانت وفاته في الجفار (٤) ، ودفن في الورادة (٥).

٢٣٦٢ ـ سارية بن زنيم بن عمرو بن عبد الله

ابن جابر بن محمية بن عبد بن عدي بن الدّئل

ابن عبد مناة بن كنانة الدّؤلي ـ ويقال : الأسدي ،

أبو زنيم (٦)

له صحبة ، وهو الذي ناداه عمر بن الخطاب من منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمدينة وهو

__________________

(١) من قوله : قال أنشدنا إلى هنا ، كانت هذه الفقرة بالأصل موجودة قبل ترجمة ساتكين ، في آخر ترجمة سابور ، فنقلناها إلى موضعها هنا.

والبيتان في النجوم الزاهرة ٤ / ٤٠٨ منسوبان لبعض أهل دمشق. وكان ساتكين قد بني جسر الحديد تحت قلعة دمشق ، واتفق أن يوم فراغ الجسر قال : لا يعبر غدا أحد عليه ، فلما أصبح جلس على الباب ينظر إليه وقد عزم على أن يكون أول من يركب ويعبر عليه ، وإذا بفارس قد أقبل فعبر عليه ، فأنكره ، وقال : من أين؟ قال : ومن مصر ، وناوله كتابا من الحاكم بعزله.

(٢) ترجمته في إنباه الرواة ٢ / ٦٩ برقم ٢٩٠ ، وبغية الوعاة ١ / ٥٧٥ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ٧٥.

(٣) قيد الصفدي وفاته بالحروف سنة سبع وثمانين وأربعمائة بالقدس.

(٤) الجفار : بالكسر ، أرض من مسيرة سبعة أيام بين فلسطين ومصر.

(٥) الورادة : موضع أو منزل في طريق مصر من الشام في وسط الرمل والماء والملح من أعمال الجفار فيها سوق للمتعيشين ومنازل لهم ومسجد ومبرجة الحمام (معجم البلدان).

(٦) ترجمته في أسد الغابة ٢ / ١٥٤ والإصابة ٢ / ٢ والوافي بالوفيات ١٥ / ٧٥.

١٩

بفارس : يا سارية الجبل ، وكان أميرا في بعض حروب الفرس ، قيل إنه كانت له بدمشق دار في درب الأسديين.

ذكر أبو الحسين الرازي بأسانيده عن أشياخه الدمشقيين أن الدار المعروفة بالأسديين في شام زقاق الأسديين في صدر الزقاق هي دار سبرة (١) بن فاتك الأسدي الصحابي أخو خريم بن فاتك ، وأنها كانت دار سارية الأسدي صاحب عمر بن الخطاب الذي ناداه عمر وهو في حرب المجوس (٢).

أخبرني أبو القاسم الواسطي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا محمّد بن علي بن الفتح الحرفي ، أنا عمر بن أحمد الواعظ ، نا عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني ، نا المنذر بن محمّد القابوسي ، نا الحسين بن محمّد بن علي الأزدي ، حدّثني علي بن محمّد بن أبي سيف المدائني عن نجيح أبي معشر ، عن يزيد بن رومان ، ومحمّد بن كعب القرظي ، والمقبري ، عن أبي هريرة ، وإسحاق بن أبي فروة ، وأبي [بكر](٣) الهذلي عن الشعبي وغيره ، وعلي بن مجاهد ، عن محمّد بن إسحاق ، عن الزّهري ، عن عكرمة بن خالد ، وعاصم بن عمر بن قتادة ، وغسان بن عبد الحميد ، عن جعفر بن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة ، مع أسانيد كثيرة يردونه إلى ابن عياش وغيره ، قالوا (٤) :

قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد بني عبد بن عدي فيهم الحارث بن وهبان (٥) وعويمر بن الأخرم ، وحبيب ، وربيعة ابنا ملّة (٦) ، ومعهم رهط من قومهم ، فقالوا : يا محمّد ، نحن أهل الحرم وساكنه وأعزّ من به ، ونحن لا نريد قتالك ، ولو قتالك غير قريش قاتلنا معك ، ولكنا لا نقاتل قريشا ، وإنا لنحبّك ومن أنت منه وقد أتيناك ، فإن أصبت منا أحدا خطأ فعليك ديته ، وإن أصبنا أحدا من أصحابك فعلينا ديته ، إلّا رجلا منا قد هرب ، فإن أصبته أو أصابه أحد من أصحابك فليس علينا ولا عليك ، وأسلموا فقال

__________________

(١) بفتح أوله وسكون ثانيه ، انظر الإصابة ٢ / ١٤.

(٢) انظر كتابنا هذا ، المجلد الثاني ، باب ذكر بعد الدور التي كانت داخل السور.

(٣) زيادة عن ابن سعد ١ / ٣٠٥.

(٤) انظر طبقات ابن سعد ١ / ٣٠٦ وقد بني عبد بن عدي.

(٥) ابن سعد : أهبان.

(٦) عن ابن سعد ، وبالأصل : «مكة» وفي الإصابة ١ / ٤٧ ابنا نملة. وفي أسد الغابة : مسلمة.

٢٠