تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٢٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

مات السائب بن يزيد سنة إحدى وتسعين وهو ابن ثمان وثمانين سنة](١).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأ عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني ، عمي ، نا سليمان بن أحمد قال : سمعت أبا مسهر يقول : مات السائب بن يزيد سنة إحدى وتسعين (٢) وهو ابن ثمان وثمانين وهو من كندة من أنفسهم ، وله خلف في قريش.

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد ، قالا : أنا أبو نعيم ، نا أبو حامد بن جبلة ، نا محمّد بن إسحاق ، نا محمّد بن يحيى ، أنا يحيى بن بكير ، قال : مات السائب بن يزيد سنة إحدى وتسعين ، سنّه (٣) ثمان وثمانين.

قالا : وأنا أبو نعيم ، نا محمّد بن علي بن حبيش ، نا محمّد بن عبدوس بن كامل ، نا ابن نمير ، قال : مات السائب بن يزيد سنة إحدى وتسعين.

أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة ، قالوا : أنا أبو بكر بن ريذة (٤) ، ثنا سليمان بن أحمد ، نا عبيد بن غنّام ، نا محمّد بن عبد الله بن نمير ، قال : مات السائب بن يزيد سنة إحدى وتسعين ، ويقال : توفي سنة اثنتين (٥) وثمانين.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار ، نا عمرو بن علي قال : ومات السائب بن يزيد الكندي ، سنة إحدى وتسعين وهو ابن ثمان وثمانين ، وهو من أنفسهم له خلف في قريش.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ أبو القاسم علي بن أحمد ، أنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ نا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلّام ، قال : سنة إحدى وتسعين ـ فيها ـ مات السائب بن يزيد.

__________________

(١) الخبران ما بين معكوفتين سقطا من الأصل واستدركا عن م.

(٢) سير الأعلام ٣ / ٤٣٨.

(٣) بالأصل : سنة.

(٤) بالأصل : زيده ، خطأ والصواب ما أثبت وضبط عن التبصير ، وقد مضى التعريف به.

(٥) بالأصل : اثنين.

١٢١

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، وأبو سعد محمّد بن علي الرّستمي ، قالا : أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا أحمد بن الخليل ، نا إسحاق ، نا الفضل ، نا الجعيد بن عبد الرّحمن ، قال : مات السائب بن يزيد وهو ابن أربع وتسعين سنة ، وكان جلدا معتدلا.

وذكر أبو حسان الزّيادي أنه مات وهو ابن خمس وثمانين سنة.

٢٣٨٣ ـ السّائب بن يسار

أبو جعفر المديني ، مولى بني ليث (١)

يعرف بسائب خاثر (٢) ، وإنما لقب خاثرا لأنه غنّى صوتا ثقيلا فقالوا : هذا غناء خاثر غير ممذوق ، وكان منقطعا إلى عبد الله بن جعفر فنسب إلى ولائه.

سمع من معاوية ووفد عليه ، وسمع من عبد الله بن جعفر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي تمام علي بن محمّد الواسطي ، عن أبي عمر بن حيّوية قال : قرئ على أبي عبد الله الطوسي ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني هارون بن موسى الفروي (٣) ، حدّثني عمران بن موسى أخي ، وأبو غزّية قالا : كان بالمدينة رجل يقال له سائب خاثر ، فكان عبد الله بن جعفر يخرج به إلى معاوية إذا خرج وغيره من القرشيين قال : فقال معاوية لعبد الله بن جعفر : يا أبا جعفر هذا الرجل الذي لا يخلو من رقاعكم ومن حوائجكم ترفعون اسمه في حوائجكم أي شيء صناعته؟ قال له عبد الله بن جعفر : إن شئت يا أمير المؤمنين أن يدخل عليك حتى يسمعك بعض صناعته ، قال : فدخل على معاوية بن أبي سفيان وهو على وسادة قد جلس عليها ، فقال له عبد الله بن جعفر : أسمع أمير المؤمنين بعض ما عندك ، قال : فأسمعه ، فلما سمع بعض ذاك قال : قم لا أقام الله رجليك ، والله لقد كدت أن أقوم عن وسادتي.

__________________

(١) ترجمته في الأغاني ٨ / ٣٢١ وفيها «يشا» بدل «يسار» وبهامشها عن إحدى النسخ «بشا» بالباء الموحدة ، والوافي بالوفيات ١٥ / ١٠٤.

(٢) خاثر بالخاء المعجمة وبعد الألف ثاء مثلثة وراء ، نص على ذلك الصفدي.

(٣) مهملة بالأصل بدون نقط وفي م : القروي ، بالقاف خطأ ، والمثبت والضبط عن الأنساب ، ذكره السمعاني.

١٢٢

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن علي بن هبة الله قال (١) : وأما خاثر أوله خاء معجمة وبعد الألف ثاء معجمة بثلاث فهو سائب خاثر مغنّ معروف وله أخبار وحكايات مشهورة.

بلغني أن سائبا قتل يوم الحرّة (٢).

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ١٠.

(٢) انظر الأغاني ٨ / ٣٢٥ والوافي ١٥ / ١٠٥.

١٢٣

[ذكر من اسمه](١) سباع

٢٣٨٤ ـ سباع أبو محمّد الموصلي الزّاهد (٢)

جالس المضاء بن عيسى الزاهد ، وروى عن عبد الواحد بن زيد.

روى عنه أحمد بن أبي الحواري.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله ـ إذنا ومناولة ـ وقرأ عليّ إسناده ـ أنبأ أبو علي محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا ، نا عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني ، أنا أبي عن أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت مضاء العابد يقول لسباع (٣) العابد : يا أبا محمّد إلى أي شيء أفضى بهم الزهد؟ قال : إلى الأنس به.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأ رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا أحمد بن علي ـ يعني ـ المخرّمي نا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت مضاء يقول لسباع الموصلي : يا أبا محمّد أي شيء أفضى بهم إلى الزهد؟ قال : الأنس بالله.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم ، نا أبو محمّد بن حيان ، نا إسحاق بن إبراهيم الأنماطي.

وأخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي [بن](٤) حمد بن

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وزيادته للإيضاح.

(٢) ترجمته في صفة الصفوة ٤ / ١٦١ الوافي بالوفيات ٦ / ٦٢.

(٣) بالأصل : «السباع» والصواب عن الوافي ومخطوطة م.

(٤) زيادة لازمة منا ، ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٦٠.

١٢٤

الحسن بن مسعود بن البدن (١) ، أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد ، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن يوسف المعروف بابن العلّاف الواعظ ، أنبأ أبي أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصّوّاف ، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي ، نا أحمد بن أبي الحواري ، قال : وسمعت المضاء يسأل سباعا ـ زاد أبو المعالي : أبا محمّد ، فقال الموصلي ـ فقال : يا أبا محمّد إلى أي شيء أفضى بهم الزهد؟ قال : إلى الأنس به.

وأخبرنا أبو المعالي ، أنبأ المبارك ، أنا محمّد بن علي ، أنا أبي ، أنا أبو علي ، أنا أبو يعقوب ، قال : ونا أحمد قال : جلس أبو سليمان وأنا معه إلى سباع أبي محمّد الموصلي فقال له سباع : يا أبا سليمان لو كان لك عبدان أحدهما يعمل على الخوف منك والآخر يعمل على المحبة لك؟ فاضطرب أبو سليمان حتى ارتعدت فخذه فاتّكى عليها (٢) فاضطربت فخذه الأخرى فاتّكى عليهما (٣) ، فلم يزل كذلك حتى سكتنا عنه.

__________________

(١) في : م الندى.

(٢) بالأصل وم : «على» والمثبت عن الوافي ١٥ / ١١١.

(٣) رسمها بالأصل : «ماملي» كذا ، والمثبت عن الوافي وم ، وفيه : فاتكى عليها. وفي م : فاتكى عليهما ، وهو ما أثبتناه.

١٢٥

ذكر من اسمه سبرة

٢٣٨٥ ـ سبرة ، ويقال : سمرة بن العلاء بن الضّخم الدّمشقي

حدّث عن الزهري ، وهشام بن عروة.

روى عنه الوليد بن مسلم قاله ابن منده فيما حكاه أبو الفضل المقدسي عنه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو بكر بن الحارث الفقيه ، أنا أبو محمّد بن حيان ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الحسن ، نا أبو عامر ، نا الوليد ـ هو ابن مسلم ـ أخبرني سبرة بن العلاء ، عن الزّهري أن أهل ذي الحليفة (١) كانوا يجمّعون مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذلك على مسيرة أميال من المدينة.

روى محمود بن خالد عن الوليد عنه عن هشام بن عروة ، فقال : سبرة بالباء.

٢٣٨٦ ـ سبرة ، ويقال : سمرة بن فاتك الأسدي (٢)

أخو خريم بن فاتك له صحبة ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا.

روى عنه جبير بن نفير ، وابن أخيه أيمن بن خريم ، وبشر بن عبيد الله (٣) الحضرمي.

وشهد فتح دمشق ، وهو الذي تولى قسمة المساكن بين أهلها بعد الفتح ، وكانت

__________________

(١) ذو الحليفة : موضع على ستة أميال من المدينة ، وهو ماء لبني جشم ميقات أهل المدينة والشام.

(٢) ترجمته في الاستيعاب ٢ / ٧٦ هامش الإصابة ، أسد الغابة ٢ / ١٧٢ الإصابة ٢ / ١٤ الوافي بالوفيات ١٥ / ١١١.

(٣) في أسد الغابة : «بسر بن عبد الله». وفي م : «بشير».

١٢٦

داره بها في زقاق الأسديين الذي عن يسرة الداخل من باب الجابية في أوله مسجد ابن عطية.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو محمّد السّندي قالا : أنا أبو سعد الجنزرودي (١) ، أنا الحاكم أبو أحمد ، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الواسطي ، نا هشام بن عمّار بن نصير الدمشقي ، نا معاوية بن يحيى الطرابلسي ، نا محمّد بن الوليد الزّبيدي ، عن جبير بن نفير ، عن سمرة بن فاتك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«الميزان بيد الله يرفع قوما ويضع قوما ، وقلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الربّ عزوجل إذا شاء أزاغه وإذا شاء أقامه» [٤٦٢١].

رواه عبد الله بن يوسف التّنّيسي ، عن أبي مطيع ، وقال : سبرة بالباء.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، حدّثنا الحسين بن محمّد بن الصباح ، نا محمّد بن أبي غالب ، نا هشيم ، عن داود بن عمرو الحضرمي ، عن بشر بن عبيد الله ، عن سمرة بن فاتك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«نعم الفتى سمرة لو أخذ من لمّته (٢) وقصّر مئزره» [٤٦٢٢].

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمّد ، أنبأ شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا محمّد بن عبيد الله ـ بمكة ـ نا موسى بن هارون ، نا يحيى بن يحيى ، نا ابن المبارك عن هشيم ، عن داود بن عمرو ، عن بشر بن عبيد الله ، عن سمرة بن فاتك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«نعم الرجل سمرة ، لو أخذ من لمّته وشمّر من إزاره» (٣) قال : فذهب فأخذ من لمّته وقصّ من إزاره [٤٦٢٣].

وأخبرناه أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا إبراهيم بن

__________________

(١) بالأصل : «الجيزرودي» وفي م : الحيررودي والصواب ما أثبت ، وقد مضى التعريف به.

(٢) اللمّة : الشعر المتجاوز شحمة الأذنين.

(٣) الحديث في أسد الغابة ٢ / ٣٠٤ في ترجمة سمرة ، وفيه : بسر بن عبيد الله ، ونقله ابن حجر في الإصابة أيضا في ترجمة سمرة.

١٢٧

محمّد بن الفتح ، نا محمّد بن سفيان ، نا سعيد بن رحمة بن نعيم قال : سمعت عبد الله بن المبارك ، عن هشيم بن بشير ، عن داود بن عمرو ، عن بشر بن عبيد الله ، عن سمرة بن فاتك قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«نعم الفتى سمرة لو أخذ من لمّته وشمّر من مئزره» ففعل ذلك ، أخذ من لمته وشمّر من مئزره [٤٦٢٤].

رواه البخاري في تاريخه عن أحمد بن محمّد ، عن عبد الله بن المبارك (١) [ورواه أحمد بن سميع عن هشيم فلم يذكر سمرة في إسناده](٢).

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني جدي ، نا هشيم ، عن داود بن عمرو ، عن بشر (٣) بن عبيد الله أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«نعم الفتى سمرة لو أخذ من لمّته وشمّر من إزاره» فلما قال ذلك فعل ذلك سمرة [٤٦٢٥].

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها المصري وابنه أبو الحسن علي قالا : أنا أبو الفضل بن الفرات أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا ابن عائذ ، نا عبد الأعلى بن مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز أنه حدثه قال :

لما فتحت دمشق ولي قسم منازلها بين المسلمين سبرة بن فاتك الأسدي ، قال : فكان ينزل الرومي في العلو ، وينزل المسلم في السفل لأن لا يضر المسلم بالذميّ.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا أحمد بن الحسن بن عتبة ، نا يحيى بن عثمان بن صالح ، قال : سمعت عبد الله بن يوسف يقول : سبرة بن فاتك الذي قسم دمشق بين المسلمين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا الحسين بن

__________________

(١) راجع التاريخ الكبير للبخاري ٢ / ٢ / ١٧٧ في ترجمة سمرة بن فاتك ، وفيه : بسر بن عبيد الله.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن م.

(٣) في م : بسر بن عبيد الله.

١٢٨

جعفر ، ومحمّد بن الحسن ابنا محمّد.

وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين بن جعفر ، قالا : أنا الوليد بن بكر ، نا علي بن أحمد بن زكريا ، نا صالح بن أحمد بن عبد الله (١) قال : قال أبي سمرة بن فاتك الأسدي من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العز الكيلي ، قالا : أنا أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون ـ قالا : ـ أنا محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد ، أنا أبو حفص الأهوازي ، نا خليفة بن خياط (٢) ، قال : ومن بني أسد بن خزيمة بن مدركة خريم وسبرة ابنا فاتك.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار ، نا أبو حفص الفلاس ، قال في تسمية من روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ممن نزل الشام : سمرة بن فاتك.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا الحسن بن محمّد ، أنا أحمد بن محمّد ، أنبأ أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٣) ، قال في تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خريم بن فاتك وأخوه سمرة بن فاتك الأسدي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٤) ، قال : خريم بن فاتك ، والفاتك جده ، وهو خريم بن الأخرم بن شدّاد بن عمر بن الفاتك ، وهو القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة ، وأخوه سبرة بن فاتك الأسدي ، ذكر هما في الطبقة الرابعة.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ، وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال : ومن بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار :

__________________

(١) ثقات العجلي ص ٢٠٧.

(٢) طبقات خليفة بن خياط ص ٧٦ و ٧٧ رقم ٢٢٧ و ٢٢٨.

(٣) الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٤) طبقات ابن سعد الكبرى ٦ / ٣٨.

١٢٩

سبرة بن فاتك الأسدي له حديث وذكر الحديث .......... (١).

حدّثنا أبو الفضل نا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبّار ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (٢) : سمرة بن فاتك الأسدي ، له صحبة ، حديثه في الشاميين.

وقال (٣) : في باب سبرة بالباء ، سبرة بن فاتك ، حدّثنا حيوة بن شريح عن محمّد بن حرب [عن](٤) الزبيدي عمن حدثه عن جبير بن نفير عن سبرة بن فاتك قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الموازين ، فذكر الحديث.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير إجازة.

وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبا الحسن بن أحمد أنبا علي بن الحسن ، أنا عبد الوهاب بن الحسن ، أنا أحمد بن عمير قراءة قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : وسبرة بن فاتك الأسدي مات [بالشام](٥).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد قال : سمرة بن فاتك سكن الشام وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ثنا عبد العزيز بن أحمد أنبا المسدّد بن علي بن عبد الله الحمصي أنا أبي ، نا عبد الصمد بن سعيد (٦) القاضي قال في تسمية من نزل حمص من الصحابة : سبرة بن فاتك الأزدي روى عنه جبير بن نفير. قال ابن عوف : ما أدري من هو.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن

__________________

(١) عدة كلمات غير واضحة بالتصوير ، وفي م : وذكر الحديث الأول.

(٢) التاريخ الكبير ٤ / ١٧٧ في ترجمة سمرة بن فاتك.

(٣) المصدر نفسه ٤ / ١٨٧ ترجمة سبرة بن فاتك.

(٤) زيادة لازمة عن البخاري.

(٥) كلمتان مطموستان بالأصل ، وما بين معكوفتين زيادة عن م ، وعلى هامشها : سمعته من نصر.

(٦) من قوله نا أبي إلى هنا سقط من م.

١٣٠

منده قال : سمرة بن فاتك الأسدي من بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ، ويقال سبرة ، قاله ابن إسحاق ، واختلف (١) عليه وهو الصواب.

روى عنه بشر بن عبيد الله وأبو إسحاق إن صحّ ـ وجبير بن نفير (٢).

أخبرنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا : قال : أنا أبو نعيم الحافظ : سمرة بن فاتك الأسدي بن أسد بن خزيمة ، وقيل سبرة بالياء وهو الأشهر.

أنبأنا أبو علي حسن بن أحمد ثم حدّثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه ، أنبا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، نا سليمان بن أحمد ، نا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم ، نا أبو علقمة نصر بن خزيمة بن جنادة بن محفوظ بن علقمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن ابن عائذ قال : مرّ سبرة بن فاتك الأسدي بأبي الدرداء ، فقال أبو الدرداء : إنّ مع سبرة نورا من نور محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال ابن عائذ : ولقد رأيت سبرة بن فاتك سابّه رجل ، فتحرج سبرة عن سبّه ، وكظم غيظه حتى رأيته يبكي من الغيظ (٣).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح ، نا محمّد بن سفيان بن موسى ، نا سعيد بن رحمة بن نعيم ، قال : سمعت عبد الله بن المبارك ، عن هشيم بن بشير ، عن داود بن عمرو ، عن بشر بن عبيد الله ، عن سمرة بن فاتك الأسدي قال : ما أحبّ أن امرأتي أصبحت نفساء بغلام ، ولا أن فرسي

__________________

(١) عن م والكلمة غير واضحة بالأصل.

(٢) بعده في م خبر سقط من الأصل ، وصدره في م بملحق :

أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله بن محمد بن عبد الله الصفّار الأصبهاني أنا أحمد بن يونس بن ...... نا جعفر بن عون أنا اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم وتمام الشعبي قالا : قال مروان ابن الحكم لأيمن بن خريم : ألا تخرج فتقاتل معنا؟ فقال : إن أبي وعمي شهدا بدرا وانهما عهدا إليّ أن لا أقاتل أحدا يقول : لا إله إلا الله ، فإن أنت حسبي سواه من النار قاتلت معك قال : فاخرج عنا ، قال : فخرج وهو يقول :

أولست بقاتل رجلا يصلي

على سلطان أخي من قريش

له سلطانه وعلي إثمي

معاذ الله من جهل وطيش

أأقتل مسلما في غير جرم

فليس بناجعي ما عشت عيشي

عم أيمن سبرة وليس بعده أهل المغازي فيمن شهد بدرا.

(٣) الإصابة ٢ / ١٣ ـ ١٤.

١٣١

أصبحت تعطف على مهرة ، ولو ددت أنه لا يأتي عليّ يوم إلّا عدا عليه فيه قرني من المشركين علية لأمته إن قتلني قتلني ، وإن قتلته عدا عليّ مثله ما بقيت (١).

٢٣٨٧ ـ سبرة بن معبد ـ ويقال : ابن عوسجة ـ بن حرملة بن سبرة

ابن خديج بن مالك بن عمرو بن ذهل بن ثعلبة بن رفاعة بن نصر

ابن سعد بن ذبيان بن رشدان بن قيس ابن جهينة (٢)

أبو ثريّة (٣) الجهني

له صحبة ، سكن المدينة ، وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث.

وروى عنه ابنه الربيع بن سبرة ، وكان رسول عليّ إلى معاوية بعد قتل عثمان يطلب بيعته من المدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا جدي ، وشريح بن يونس ، ومجاهد ، وأبو خيثمة ، قالوا : حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن الزّهري ، عن الربيع بن سبرة ، عن أبيه : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن المتعة عام الفتح [٤٦٢٦].

قال : ونا عبد الله بن محمّد ، نا الحكم بن موسى أبو صالح ، نا أبو سعيد ، نا حرملة بن عبد العزيز ، حدّثني الربيع بن سبرة ، عن أبيه ، عن جده سبرة بن معبد قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«ليستتر أحدكم في صلاته ولو بسهم» [٤٦٢٧].

أخبرنا أبو بكر (٤) عبد الغفار بن محمّد الشيروي (٥) في كتابه ، وأخبرني أبو بكر

__________________

(١) الخبر في الإصابة ٢ / ٨٠ في ترجمة سمرة بن فاتك.

(٢) ترجمته في الاستيعاب ٢ / ٧٥ هامش الإصابة ، أسد الغابة ٢ / ١٧٢ الإصابة ٢ / ١٤ الوافي بالوفيات ١٥ / ١١١ وتهذيب التهذيب ٢ / ٢٦٦.

(٣) ضبطت في أسد الغابة بضم الثاء المثلثة ، وقيل بفتحها ، والأول أصح ، وأهملت الراء ، لكنه وضع فتحة فوقها بالقلم.

وضبطت بالإصابة : بفتح المثلثة وكسر الراء وتشديد التحتانية وقيل : مصغر.

ويكنى أيضا : أبو بلجة ، وقيل : أبو الربيع ، عن تهذيب التهذيب.

(٤) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح.

(٥) بالأصل : السروي ، والصواب ما أثبت ، انظر فهارس المجلدة العاشرة ص ٤٥.

١٣٢

محمّد بن عبد الله بن أحمد بن حبيب ، وأبو منصور بن عس (١) بن عبد الله الرومي عتيق أبي سعد الهروي عنه ، قال : أنا أبو سعيد الصّيرفي ، ثنا أبو العباس الأصم ، نا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم ، نا حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة ، حدّثني أبي عبد العزيز بن الربيع بن سبرة بن معبد ، عن أبيه ، عن جده قال : أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالتمتع من النساء عام الفتح بمكة ، قال : فخرجت أنا وصاحب لي من بني سليم حتى وجدنا جارية من بني عامر كأنها بكرة عيطاء (٢) ، فخطبناها إلى نفسها وعرضنا عليها بردينا فجعلت تنظر فتراني أشبّ وأجمل من صاحبي ، وترى برد صاحبي أجود وأحسن من بردي ، فوامرت (٣) في نفسها ساعة ، ثم اختارتني على صاحبي ، فكن معها ثلاثا ثم أمرنا نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن نفارقهنّ (٤).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي الوزير ، نا عبد الله بن محمّد ، نا الحكم بن موسى أبو صالح ، نا حرملة بن عبد العزيز ، حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جده سبرة قال :

أمرنا نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالتمتع من النساء عام فتح مكة ، قال : فخرجت أنا وصاحب لي من بني سليم فأصبنا جارية من بني عامر كأنها بكرة عيطاء فخطبناها إلى نفسها وعرضنا عليها بردينا فجعلت تنظر فتراني أشبّ وأجمل من صاحبي ، وترى برد صاحبي أجود من بردي ، فاختارتني على صاحبي فكنت معها ثلاثا ثم أمرنا نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بفراقهن.

أخبرناه عاليا أبو القاسم غانم بن خلف بن عبد الواحد بن خالد ، أنا أبو الطّيّب عبد الرّزّاق بن عمر بن موسى بن شمّة (٥) فيما قرئ عليه وأنا حاضر أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن زيان بن حبيب المصري ـ بمصر ـ نا محمّد بن رمح ، أنا الليث ، عن الربيع بن سبرة أراه عن أبيه قال :

أذن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمتعة فانطلقت أنا ورجل من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى امرأة من بني عامر كأنها بكرة عيطاء ، فعرضنا عليها أنفسنا فقالت : ما تعطياني؟ فقلت :

__________________

(١) الخبر في الإصابة ٢ / ١٤.

(٢) البكرة : الفتية من الإبل. والعيطاء : المرأة الطويلة العنق.

(٣) رسمها بالأصل : «فوام» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٩ / ٢٠٦.

(٤) الخبر في الإصابة ٢ / ١٤.

(٥) ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ١٤٩ وبالأصل وم : «سمه» والمثبت عن السير.

١٣٣

ردائي ، وقال صاحبي : ردائي ، فكان رداؤه ـ يعني أجود ـ وكنت أشبّ منه ، فإذا نظرت إلى رداء صاحبي أعجبها وإذا نظرت إليّ أعجبتها ثم قالت : أنت ورداؤك تكفيني فمكثت معها ثلاثة أيام ثم إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«من كان عنده شيء من هذه النساء التي يتمتعن بهنّ فليخلّ سبيلها» [٤٦٢٨].

كذا في هذه الرواية بالشك ، أراه عن أبيه ، وقد رواه قتيبة وعيسى بن حمّاد وعنه عن ليث بغير شك ، وأخرجه مسلم عن قتيبة (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، نا السّري بن يحيى (٢) ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن محمّد ، وطلحة قالا : وكان رسول عليّ إلى أبي موسى معبد الأسلمي ، وكان رسول عليّ إلى معاوية سبرة الجهني فقدم عليه فلم يكتب معاوية معه بشيء ، ولم يجبه ، ورد رسوله ، وجعل كلّما تنجّز جوابه لم يزد على قوله :

أدم إدامة حصن أو خذن بيدي

حربا ضروسا تشبّ الجزل (٣) والضّرما

في جاركم وابنكم إذا كان مقتله

شنعاء شيّبت الأصداغ واللّمما

أعيا المسود بها والسّيدون فلم

يوجد لها غيرنا مولى ولا حكما

وجعل الجهني كلما تنجّز الكتاب لم يزده على هذه الأبيات وذكر قصة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٤) قال في الطبقة الثالثة : سبرة بن معبد الجهني وهو أبو (٥) الربيع بن سبرة الذي روى عنه الزهري ، وروى الربيع عن أبيه قال :

كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حجة الوداع فنهى عن المتعة ، وكانت لسبرة دار بالمدينة

__________________

(١) صحيح مسلم ١٦ كتاب النكاح ، (٣) باب ، ح (١٤٠٦).

(٢) الخبر في تاريخ الطبري ، حوادث سنة ٣٦ (٥ / ١٦٢ ط دار القاموس الحديث).

(٣) الجزل : الحطب اليابس ، أو الغليظ العظيم منه.

(٤) طبقات ابن سعد ٥ / ٣٤٨.

(٥) بالأصل : ابن الربيع ، خطأ والصواب ما أثبت «أبو» عن م ، وابن سعد وتهذيب التهذيب.

١٣٤

في جهينة وكان نزل في آخر عمره ذا المروة فعقبه بها إلى اليوم ، وتوفي سبرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق ، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، أنبأ أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (١) ، قال في الطبقة الثالثة من المهاجرين : سبرة الجهني وهو أبو الربيع بن سبرة الذي روى عنه الزهري وله دار بالمدينة بجهينة وقد كان نزل ذا المروة ، وقد أدرك معاوية.

أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن علي ، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفر ، أنا أبو علي أحمد بن علي المدائني ، أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، قال : ومن جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة سبرة بن معبد ، ويقال : سبرة بن عوسجة بن حرملة بن سبرة بن خديج بن مالك بن عمرو بن ذهل بن ثعلبة بن رفاعة بن نصر بن سعد بن ذبيان (٢) بن رشدان بن قيس بن جهينة فيما ذكر ابن عفير ، جاء عنه أحاديث.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٣) قال : سبرة بن معبد الجهني قال مروان بن معاوية : سبرة بن عوسجة (٤) له صحبة ، وقال لي علي بن إبراهيم : نا يعقوب بن محمّد ، نا سبرة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة ، عن أبيه ، عن الربيع ، عن سبرة وكان يكنى أبا ثريّة وهو حجازي ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثله.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، قال : أنا عبد الله بن محمّد قال : سبرة بن معبد الجهني سكن المدينة ، قال أبو موسى هارون بن عبد الله : سبرة بن معبد الجهني ، وقال غير هارون : سبرة بن

__________________

(١) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في طبقات ابن سعد المطبوع.

(٢) في م : دينان.

(٣) التاريخ الكبير ٢ / ٢ / ١٨٧.

(٤) في البخاري : عوسج ، والمثبت يوافق عبارة الاستيعاب وأسد الغابة.

١٣٥

عوسجة ، قال : وقد بقي سبرة إلى زمن معاوية.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا (١) البنا ، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي ، عن أبي الحسن الدارقطني.

وقرأت على أبي غالب عن عبد الكريم بن محمّد بن أحمد ، أنا أبو الحسن ، نا محمّد بن مخلد ، نا أبو سعد اليخامري هشام بن منصور ، نا يعفور بن محمّد الزّهري ، نا سبرة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة ، عن أبيه ، عن الربيع بن سبرة بن معبد وكان يكنى أبا ثريّة.

نا ابن السماك ، نا الهيثم بن خلف ، نا هشام بن منصور بهذا الإسناد وقال : يكنى أبا ثريّة بفتح الثاء وذكر الأول بالضم ، قال الدارقطني : سبرة بن معبد الجهني ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث المتعة ، يكنى أبا ثريّة ، روى عنه ابنه ربيع.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، قال : سبرة بن معبد الجهني ، ويقال ابن عوسجة بن حرملة بن سبرة بن خديج بن مالك بن عمرو بن ذهل بن ثعلبة بن رفاعة بن نصر بن سعد الجهني ، قال مروان بن معاوية : بن عوسجة ، وروى عن ابن عمر حديث إن صح ، وروى عنه ابنه الربيع ، وروى عنه عبد العزيز ، وعبد الملك أولاده.

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد ، قالا : أنا أبو نعيم قال : سبرة بن معبد الجهني أبو الربيع هو سبرة بن معبد بن عوسجة بن (٢) صحارة بن خديج بن ذهل بن زيد بن جهينة بن قضاعة بن مالك بن حميرة ، وقيل سبرة بن معبد بن عوسجة ، ثم ذكر باقي نسبه إلى سعد كما ذكر ابن البرقي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٣) : وأما ثريّة أوله ثاء معجمة بثلاث مضمومة والياء فيه مشددة فهو سبرة بن معبد الجهني أبو ثريّة ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث المتعة ، روى عنه ابنه ربيع وقيل فيه : أبو ثريّة بفتح الثاء وكسر الراء.

__________________

(١) في م : أبناء.

(٢) من قوله : وأبو علي الحداد إلى هنا سقط من م.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ١ / ٢٣٢.

١٣٦

[ذكر من اسمه](١) سبكتكين

٢٣٨٨ ـ سبكتكين أبو منصور التّركي

ولاه أبو منصور هفتكين إمرة دمشق يوم السبت سلخ شعبان من سنة أربع وستين وثلاثمائة.

٢٣٨٩ ـ سبكتكين بن عبد الله

أبو منصور التّركي (٢)

أمير دمشق من قبل الملقب المستنصر ويعرف بتمام الدولة ، ولي دمشق في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة ، فلم يزل واليا عليها إلى أن مات بها (٣) ، وولى بعده ابن البجناكي الملقب بحسام الدولة.

روى عن الحسن بن محمّد بن جميع.

روى عنه عبد العزيز الكتاني ، وأبو عبد الله بن المنزل ، وعلي بن طاهر.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنّائي ، وأبو الحسن علي بن الحسن الموازيني (٤).

وأخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني.

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) ترجمته في ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي.

(٣) سقطت من الأصل وكتبت فوق الكلام بين السطرين.

(٤) بالأصل : المواريثي ، خطأ ، والصواب ما أثبت عن م انظر فهارس المجلدة العاشرة ص ٥١ ، وترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٤٣٧.

١٣٧

وأخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد ، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك ، قالوا : أخبرنا الأمير المقدم تمام الدولة أبو منصور سبكتكين بن عبد الله ، نا الحسن بن محمّد قال عبد العزيز ـ وأجازه لي الحسن ـ حدّثني أبي ، نا أبو سلمة الحسن بن محمّد بن عتبة ، نا جعفر ، نا النّفيلي ، نا محمّد بن خالويه ، نا فياض ، نا الوصافي ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري قال : حضر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جنازة فقال :

«على صاحبكم دين؟» قالوا : نعم ، قال : «صلّوا عليها» قال علي : عليّ الدّين يا رسول الله فصلّ (١) عليها ، قال : «فكّ الله رهانك يا علي كما فككت رهان أخيك في الدنيا ، من فكّ رهان أخيه في الدنيا ، فكّ الله رهانه يوم القيامة» ، فقال رجل : يا رسول الله لعليّ خاصة أم للناس عامة؟ فقال : «بل للناس عامة».

كذا قال وأبو سلمة هو الحسن بن محمّد بن عبد السلام حروي ، وجعفر هو ابن محمّد بن بكر ، والنّفيلي عبد الله بن محمّد أبو جعفر (٢) ، ومحمّد بن خالويه لا أعرفه في أصحاب الحديث ، وفياض هو ابن محمّد الرّقّي يحتمل أن يكون النّفيلي يروي عنه من غير واسطة ، والوصافي هو عبيد الله بن الوليد كوفي ضعيف الحديث ، والله أعلم.

سمعت أبا محمّد بن الأكفاني يحكي عن بعض شيوخه أن عبد العزيز كان يقرأ يوما على سبكتكين هذا فقال له : رضي الله عنك وعن والديك ، فقال : لا تقل ذلك فإن والديّ كانا كافرين. ثم إنه نسي ، فقال له ذلك مرة أخرى ، فقال : ألم أقل لك لا تقل ذلك؟ أو كما قال.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن طاهر ، أنا الأمير الدين العادل أبو منصور سبكتكين بن عبد الله التركي ـ رحمه‌الله ـ بحديث ذكره.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني في تسمية ولاة دمشق : الأمير المقدم تمام الدولة قوام الملك ذو الرئاستين سبكتكين المستنصري كان مقيما بدمشق ، فوصل مؤتمن (٣) الدولة جوهر الصقلبي في يوم الأربعاء الثاني من ذي الحجة من سنة اثنتين (٤)

__________________

(١) بالأصل وم : فصلّى ، والصواب ما أثبت.

(٢) ترجمته في سير الأعلام ١٠ / ٦٣٤.

(٣) في ذيل ابن القلانسي : موفق الدولة.

(٤) بالأصل : اثنين.

١٣٨

وخمسين وأربعمائة ومعه الخلع من مصر وتقليد سبكتكين الولاية.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد قال : توفي الأمير المقدم تمام الدولة أبو منصور سبكتكين بن عبد الله ليلة الاثنين الرابع (١) والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة ، وهو يومئذ أمير دمشق ، وقد حدث عن سكن بن جميع الصيداوي بحر (٢) ودفن في سفل المغارة ؛ وذكر غيره أنه توفي ليلة الأحد الثالث والعشرين منه فكانت مدة ولايته ثلاثة أشهر وسبعة عشر يوما.

٢٣٩٠ ـ سبيع بن المسلّم بن علي بن هارون

أبو الوحش المقرئ الضرير ، المعروف بابن قيراط (٣)

قرأ القرآن العظيم على أبي الحسن رشأ بن نظيف بحرف ابن عامر ، وعلى أبي علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي (٤) ، وسمع الحديث منهما ومن أبي الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان ـ بصور ـ ، وأبي القاسم السميساطي (٥) [وأبي بكر الخطيب وأبي محمّد](٦) الحسن بن علي بن عبد الصمد اللّبّاد ، وعبد العزيز الكتّاني ، وأبي القاسم الحنّائي ، وانتهت إليه الرئاسة في القراءة بدمشق ، وكان يقرئ في حلقة الكتاني من ثلث الليل إلى قريب الظهر لا يحتاج إلى تجديد طهارة مع طعنه في السن ، وكان بعد (٧) الحي كل يوم إلى الحلقة محمولا.

سمعت منه (٨) ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو الوحش سبيع بن المسلّم سنة خمس وخمسمائة ، أنبأ رشأ بن نظيف

__________________

(١) عند ابن القلانسي : الثالث والعشرين.

(٢) كذا بالأصل وم.

(٣) ترجمته في غاية النهاية ١ / ٣٠١ والعبر للذهبي ٤ / ١٦ ومعرفة القرّاء الكبار للذهبي ١ / ٤٦٢ شذرات الذهب ٤ / ٢٣.

(٤) بالأصل : الاوازي ، والمثبت عن م وانظر معرفة القرّاء للذهبي.

(٥) مطموسة بالأصل ، والصواب عن م وانظر معرفة القرّاء للذهبي.

(٦) مطموس بالأصل ، وما بين معكوفتين استدرك عن م.

(٧) كذا رسمها بالأصل.

(٨) تأمل ، فقد ولد الحافظ ابن عساكر سنة ٤٩٩ ، وقد كان صغيرا عند سماعه منه ، وهذه إشارة إلى تلقّيه العلم ونبوغه منذ صغره. وقد أشرنا إلى ذلك في مقدمتنا ، في ترجمتنا لابن عساكر.

١٣٩

قراءة عليه سنة اثنتين (١) وأربعين وأربعمائة ، أنبأ أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي البغدادي الكاتب قال : قرئ على أبي بكر محمّد بن القاسم بن الأنباري ، نا أبو حصين الكوفي ، نا العلاء بن عمرو الحنفي ، نا يحيى بن بريد الأشعري ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«أحبّوا العرب لثلاث : لأنّي عربيّ ، والقرآن عربي ، وكلام أهل الجنّة عربي» [٤٦٢٩].

وأخبرنا أبو الوحش سنة خمس وخمسمائة [حدّثنا](٢) أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد (٣) الأهوازي المقرئ سنة إحدى وأربعين وأربعمائة ، نا أبو القاسم عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن جعفر السقطي ـ بمكة ـ أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز ، أنا أبو بكر محمّد بن عزيز السّجستاني ، قال : وفسّر الأعشى أوزار الحرب بقوله (٤) :

وأعددت للحرب أو زارها

رماحا طوالا وخيلا ذكورا

ومن نسج داود تحذى بها

على أثر الحيّ عيرا فعيرا (٥)

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي ، سألت أبا الوحش عن مولده فقال : سنة تسع عشرة أربعمائة ، وتوفي أبو الوحش في يوم السبت ، ودفن يوم الأحد الحادي عشر من شعبان سنة ثمان وخمسمائة ، ودفن بباب الصغير عند قبور الصحابة ، وكانت له جنازة عظيمة شهدتها (٦).

__________________

(١) بالأصل : اثنين.

(٢) زيادة لازمة للإيضاح عن م.

(٣) مهملة بالأصل بدون نقط : «يزداد» ومثله في م والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ١٣.

(٤) البيتان في ديوان الأعشى ط بيروت ص ٨٨ من قصيدة طويلة أولها :

غشيت لليلى بليل خدورا

وطالبتها ونذرت النذورا

(٥) روايته في الديوان :

ومن نسج داود موضونة

تساق مع الحي عيرا فعيرا

(٦) زيد في شذرات الذهب : عن تسع وثمانين سنة.

١٤٠